( في أنتظار النتيجة ) تأليف *جمان حلاّوي
مسرحية من شخص واحد
( يدخل الممثل المسرح حافي القدمين متلفتا" فيما الإضاءة تامة ،
ناظرا" باستمرار من حيث دخل )
( هناك جمهور وهمي على كتف المسرح الايسر يحدد المخرج وضعهم )
( مخاطبا" الجمهورالوهمي ) : يكولون هنا مهرجان المونودراما وأنتو جايين تشاهدون مسرحيات المهرجان . مو صحيح ؟ آنة أيضا" أحب المسرح ..
آنه واحد منكم وما أختلف عنكم بشي : راسي , رجلي , عيوني .. لكن اختلف عنكم بشي واحد وراح تعرفونه بعدين. هو مو اختلاف جوهري , لا..لا . هي مسألة حسابية فكرت بيهه وي نفسي ردت لها حل .. احنه نسوي شي .. نخلقه وبعدين نبدي نعبده , نخليه يسيطر علينه ونترجاه يحل مشاكلنه..
( مخاطبا" شخصا" ما خلف الكواليس ) : دقيقتين مو كلت لك , دقيقتين وأطلع . أي مايخالف , دقيقتين مو أكثر
( مخاطبا" الجمهور مؤشرا" تجاه الكواليس ) : انطيته جم فلس حتى خلاني أدخل عليكم .
كلت له : عندي حجاية أحجيها وأطلع
كلـّـــــي : بس أستعجل لاتطوّلهه تره ممنوع !!
حطيت بيده جم فلس فوكهن ....
كلــّـــــي : ممنو....ن
المهم انتو جايين هنا حتى تشوفون مسرح , جيد . المسرح يخلّي الواحد يشوف نفسه ,
هنا اللي تشوفونه مايختلف عن برّة أبدا" : برّه واحد زائد واحد يساوي اثنين
وهنا واحد زائد واحد يساوي اثنين !!
لا تتوقعون هنا الواحد زائد واحد يساوي تلاثة أبدا"..!!
أو مثل ما يكول البرت آينشتاين : واحد زائد واحد يساوي واحد على أساس سرعة الضوء
نهائية , احنه مو يم هذا الموضوع ..
الواحد زائد الواحد يساوي اثنين وين ما نروح , هي قاعدة حطيناها وابتلينه بيهه..
وانتو تدرون ماراح تشوفون غير( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) لكن متعلمين تنطون
فلوس , وقسم منكم استغل صلة القرابة والصداقة يمكن ويه مدير المسرح أوأحد الممثلين
وذوله سوّوا براسه فضل حتى يشوف هنا ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) !
أي مو هي موجودة بكل مكان : بالشارع , بالبيت , وين ما نروح , بس المهم حتى يكولون هذا مثقف والله , من النخبة , يشوف مسرح !!
أو بعض الناس عاجبهه تشوف ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) ممثّلة و مرمّزة واحتمال
التلاعب بالقاعدة وارد , لذلك ماتريد تقوم بالدور.. تريد ممثل يقوم بالدور وهي تنزوي
وتشاهد مثل التلصص ويسمونه بلغة ما أدري منوهمّ ( فيتيش Fetish ) وهو مرتاح
و يكرّز حب لو شاميّة !!
ومن يتجاوز الممثل على القاعدة ويسوّيها ( تلاثة ) مو ( اثنين ) تكول ويّه نفسها :
هم زين أحنه خارج قوس وكبالنه واحد ضحى بنفسه . واحنه ما علينه .. احنه بس نباوع
احنه شعلينه , هذا مسرح رسمي و ماخذ إجازة عرض وكل شي حسب الأصول ..
إخوان تره ( واحد زائد واحد تساوي اثنين ) وما تصير تلاثة و محد يكدر يسويها ثلاثة
بس خسرتوا فلوس بلاش . ومنو راح يرجّعها لكم . همّه ما صدكوا أخذوا فلوس .
الكل تاخذ فلوس والكل يريد فلوس حتى يراووكم ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) نوبة
بالاحمر ونوبة بالاخضرعلى أساس هناك صراع خفي وراح نحلها بالكلام والاشارات
والتلميحات .
آنه أخذت من وقتكم وصاحبنه ( مؤشرا" تجاه الكواليس ) يأشر لي , يكلّي خلصت فلوسك
لكن كبل ما أطلع اكل لكم انتو ما راح تشوفون الا الدور اللي تحاولون تتخلصون منّه ..
تتهربون منّه , بس يظل هوّ عايش وياكم ..
( مخاطبا" الشخص الوهمي خلف الكواليس ) : ها نبدي استاد ؟!!
( مخاطبا" الجمهورالوهمي ) : تره آنه الممثل بالمسرحية اللي تنتظروها !!
( مخاطبا" الشخص الوهمي خلف الكواليس ) : أي شلون أبدي التمثيل ؟ غير تطفون
الإنارة وتسلطون spot عليّ ؟!
أي صار , صار آنه جاهز
( يقوم بحركات سويدية للإحماء )
( مخاطبا" الجمهورالوهمي ) : راح نبدي التمثيل , لا تتململون , بس أنتظر مهندس الإنارة يطفي
الاضوية ويسلّط spot عليّ .. هشّكل يبدي المشهد اللي ينص ان هناك واحد يريد ينهي حياته وحسب مزاجه , يريد يحطم القاعدة اللي تكول ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ), وآنه اللي راح أقوم بهذا الدور .
(أطفاء تام للأنوار , spot على الممثل وقد وضع حبل المشنقة في رقبته يحمل طرفها بإحدى يديه , وقد أخرج لسانه مطلقا" أصوات اختناق .)
(يحاول شنق نفسه لكنه لا يستطيع فطرف الحبل بيده ولم يعلّقه ! )
(يركض في أنحاء المسرح وحلقة الحبل في رقبته وطرفه بيده يجرّ به , لكنه لايوفّق بشنق نفسه.)
(يسقط على الأرض لاهثا" )
( إنارة )
الممثل : ما يصير هالشكل أشنق نفسي , لازم اعلّك الحبل بالسكف ..
أف والله مهزلة يعني حتى أحطم ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) لازم أطبّق ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) حسب الاصول , لكن مايخالف وأمري لله بس بمزاجي وبإرادتي . نعم بإرادتي ..
( ينظر الى السقف ) : المشكلة الحبل قصير .. ورطة .. كلت لبو الحبال : أريد حبل قوي
يتحمّل ثقل جسمي !
فتح عيونة متعجب حسباله آنه من هواة تسلّق الجبال ومنطقتنه مابيها جبال !!
جاوبته : يابه آنه اريد أشنق نفسي ليش هالصفنه ؟ تره الدنيه ما تسوه صفنه
باوع لي زين , باوع لرقبتي , أستوعب المسألة وكلّي( مقلدا" صوته ) : كل شي بسعره , أكو حبل نايلون مثل هذا , وأكو حبل ليف . حبل الليف يموّت بسرعة بس سعره غالي .. تعرف هذا شغل أيد مو شغل مكاين مثل النايلون .. تريد تموت زين أدفع أكثر !!
جاوبته : لكن آنه ما عندي فلوس تكفي وأريد أموت شلون ؟!
كلّي ( مقلدا" صوته ) : مايصير , تدفع فلوس أكثر تموت أسرع .. النايلون يتزحلك على رقبتك , يعني يخنكك بس وما تموت بسرعة , تتلوّع بموتتك !!بس سعره أرخص ..
جاوبته : يمعوّد ساعدني حتى أموت بسرعة !!
كلّي ( مقلدا" صوته ) : أستغفر الله اساعدك حتى تموت بسرعة , يعني انطيك حبل الليف بسعر النايلون ؟ من أكابل ربّي باجر شكلّه ؟ بس على الاقل من تدفع فلوس حبل الليف بالكامل صارت عملية تجارية بيع وشراء , والدين والقانون محللها , يعني ما ساعدتك على الموت . موهذا حرام . أدفع أخويه أدفع !!
رحت أبيع ساعتي حتى أشتري الحبل. كلت ويّ نفسي : بعد آنه شسوّي بالوقت مادام راح أموت والسلام !
أبو الساعات ما نطاني سعر بساعتي . ضحك علي وكلّي( مقلدا" صوته ) : هاي ساعتك ماتسوه فلس !!
جاوبته : أي هاي الساعة اللي عارضها مو مثل ساعتي , أشو السعر عليها خيالي !
كلـّـــّي ( مقلدا" صوته ) : شوف , اللي يريد الوقت يدفع بيه فلوس , واللي ما عاجبه الوقت ما يحصّل من وراه فلوس !!
( ويّه نفسي ) : خوش حجي والله !
رجعت لبو الحبال : الله يخليك ساعدني أريد أموت نفسي وما دبّرت فلوس !
جاوبني( مقلدا" صوته ) : انّا لله وانّا اليه راجعون , انطيني عمّي حذاءك يسد فلوس الحبل . انت شلّك بالحذاء خو مو راح تتنزه بي بالآخرة !
نطيته الحذاء ونطاني حبل بس كصير بكد فلوسي والحذاء , وكلّي : هذا بكد ما نطيتني عن الحلال والحرام . علكه بسكف ناصي !!
منين أجيب السكف الناصي . نسيت أكلّه راح أشنق نفسي بالمسرح وماكو مسرح سكفه ناصي !!
( يحاول شنق نفسه مرة أخرى بسحب الحبل بيده , لكنه لايستطيع . يخلع الحبل من رقبته
ويرميه ..)
الممثل : ما كو فايدة آنه فشلت , ومدير المسرح يسب ويلعن , يريدني أقوم بدوري وأشنق نفسي على الوجه الاكمل حتى لا تشعرون انتو دفعتوا فلوس بلاش مقابل واحد ما يعرف بشنق نفسه ..
بأمكانكم تساعدوني حتى أشنق نفسي..
ما تكدرون , انتو جايين تباوعون بس, هاي مشكلة ...
انزين , نعقد أتفاق تكولون بيه: احنه شنو راح نستفاد اذا هذا شنق نفسه ؟!
لكن هي هم عملية تجارية : دفعتوا فلوس حتى تكعدون تباوعون موضوع يعادل ما دفعتوا من أجله .
آنه اللي لازم امثّل . أنه اللي لازم أشنق نفسي وبأرادتي حتى احقق مضمون المسرحية اللي تنسف قاعدة ( واحد زائد واحد يساوي اثنين )
صوت خارجي : بابا ليش تريد تموّت نفسك ؟
بابا أرجوك احنه ننتظر جيتك ؟!
الممثـــــــــــــل : ابني لعد شلون أعيشكم , هذا العمل اللي وراه أكدر أعيشكم
صوت خارجي : بس انت راح تموت بابا ؟
الممثــــــــــــل : هذا الدور الوحيد اللي حصلت عليه , وأذا ما أقبلة تموتون جوع !
( مؤشرا" الى الجمهور ) هم السبب , يريدون يشاهدون مسرح يرمز
لتغيير الواقع اللي عايشينه واللي مايكدرون يغيرونه
صوت خارجي : لكن بابا احنه شنو ذنبنه ؟
الممثــــــــــــل : حاولت الاتفاق وياهم , ماحرّكوا ساكن .. يريدون مسرح يصير بيه شي
مغاير للواقع حتى يتهامسون وقت الاستراحة : هذا الرمز يعني فلان
شي وذيج الحركة تعني فلان شي .
ويكعدون يحجون بالبراكماتية والسينوغرافيا الطليعية والحداثوية الزمكانية
لكن شنو الفايدة من يرجعون لحياتهم اليومية يمارسون وبكل دقّة وحسب
الاصول وضمن التراكمات القبلية والاسرية القاعدة ( واحد زائد واحد
يساوي اثنين)
(الى الجمهور بنفاذ صبر ) : الاتفاق وياكم مايفيد صار لي ساعة اتكلم ومحّد منكم تعّب نفسه وأنطه رأيه..
هذا آنه اللي واكف عليه مو خشبة مسرح أخوان .
وهاي اللي أمامي مو صالة مسرح .
هاي هيّ الدنية , وإذا شنقت نفسي كلكم راح تشاركوني بنسف القاعدة ( واحد زائد واحد يساوي اثنين )
" من يشاهد نسف القاعدة فهو ضمن أصولها وضوابطها ويعتبر مشاركا" بنسفها . والمشترك كالفاعل بل أكثر فهو المحرّض والعقل المدبّر .
ومن يقوم بالفعل ضمن أصول القاعدة يعتبر مجرد منفّذ لا أكثر !! "
( صوت صفارة الشرطة )
الممثــــل : واحد منكم اتخذ دور ( يهوذا الاسخريوطي ) .. خبّر الشرطة !
راح توصل الشرطة حتى ياخذوني وياخذوكم لأن القانون لايسمح لأحد ان
ينسف القاعدة , وأذا تخربطت القاعدة لازم تتخربط حسب ما هم يريدون
ويخططون ضمن أصول القاعدة نفسها
( صياح ديك ثلاث مرات )
الممثــــــــل : أنكرتموني ثلاثا" حين وصلت الشرطة وأنا لم أكمل كلامي بعد ..
لكني مازلت أؤمن بكم وسأخرج لكم بعد ثلاث ليالي بدمي ولحمي لأسمع
النتيجة المرجوة منكم .. ربما
( ستــــــــــــارة )
*Email / jumann59@yahoo.com
------------------------------------------------------------------
المصدر:الحوار المتمدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق