اضواء على تجربة المسرح العمالي العراقي / جوزيف الفارس
ان ما يحز في القلب , تهميش الحقائق وغمر ماخلفته التجارب المسرحية العمالية من حضورا اسعدت اجيالا وادخلت البهجة الى نفوس الجماهير العمالية التي سرها ان تشاهد مايطرح من خلال هذه العروض معاناتها ومشاكلها , هذه الطبقة الكادحة والتي استغلت من قبل الطبقات البرجوازية والراسمالية , وجدت متنفسا للترويح عما عانته من خلال قرون عاشت فيه الظلم وعدم الاعتراف بحقوقها وانجازاتها الانتاجية , وعن طريق المسرح العمالي .
ان ظهور المسرح العمالي في العراق , كان للحاجة الماسة لتوصيل المفاهيم الجديدة والمقاييس الانسانية والقوانين والانظمة التي سنت لصالح الطبقة العاملة , من حقوق العمال التقاعدية وسبل ايجاد الوسائل والتي من شانها المحافظة على السلامة الصناعية العامة , وتحسين سبل الانتاج نوعا وكما , ولهذا كان من الواجب على الاعلام العام والاعلام الخاص للطبقة العامله ان ياخذ مكانته في عملية التفاعل مع المستجدات الحديثة في التقنيات المتطوره لوسائل الانتاج وتحسينه , وترسيخ عالم جديد في حياة الطبقة العمالية , من حياة انفتاح اقتصادي والمتاثر من خلال المكتسبات والمنجزات والحقوق التي اصبح في مقدور الطبقة العاملة المطالبة بها , لانها كانت جزء من تطلعات هذه الطبقة الكادحة باتجاه الانفتاح الاقتصادي والعيش الكريم .
ومن هنا باشرت وسائل الاعلام بتسليط الاضواء على مسيرة الحركة العمالية ومن خلال وسائلها السمعية والبصرية , والتي لم تكن تخلو من الحركات الابداعية في عالم الانتاج والتصنيع , والتطور الذي طرأ على وسائل الانتاج وتحسينه , مما ساعد على حماس الاعلاميين والمنتمين الى هذه الطبقة ولاسيما الشريحة من الاعلاميين واللذين كانوا يملكون افكارا تقدمية ووطنية هدفها وغايتها خدمة طبقتنا العاملة والمحافظة على حقوقها ومكتسباتها .
فظهرت بعض الانشطة الفنية في الاحتفالات الجماهيرية لننقابات , وفي حدائق البعض منها , والاندية التي كانت تنتمي اليها , كنقابة الميكانيك , ونقابة الخدمات الصحية , ونقابة الخجمات الاجتماعية , اضافة الى هذا ظهرت بعض الابداعات الفنية العمالية في المسيرات الكرنفالية وابداعات تصاميمهم للديكورات الجميلة و وتماثيل لحركات العمال الانتاجية والمحمولة على مركبات طويلة , وكل منها تمثل حرفية نقابتها , اضافة الى المشاهد التمثيلية والتي كانت تعرض من على المركبات الطويلة , واصوات قرعات الطبول والايقاعات الراقصة ونفخات الابواق والمصاحبة مع حركات كاريكاتيرية يؤديها بعض العمال المبدعين والموهوبين , ومشاهد ساخرة تثير الضحك وتبعث الفرحة والبهجة والانشراح للجماهير المحتشدة على طرفي شوارع بغداد , لتحيي هذه المواكب الاحتفالية الجميلة هاتفة باسم الطبقة العمالية والتي كانت تنقل من على شاشات التلفزيون ليطلع عليها شعبنا في مقاهيهم ومنازلهم , الا وهي احتفالات طبقتنا العاملة في ذكرى الواحد من ايار المجيد .
هذه البداية بالحقيقة هي ليست بداية حركة مسرحية عمالية , وانما هي ظاهرة بشرت بانبعاث وولادة ابداعات فنيه و باساليب زادت من تالقهم ونجاحاتهم .
اخذت هذه الفكرة تختمر بشكل انضج في تفكير المعنيين من الفنانين العمال , وكيفية معالجة تجسيدها بتجربة ينتج عنها فنا مسرحيا وتجربة رائدة في مسيرة مسرح ليس لديه الامكانيات كما عند المسارح التي سبقته بالخبرة والتجربة , انما كانت هذه الامنية ستاخذ مسارها في التطبيق وعن طريق فنانين عمال الو على انفسهم نكران ذاتهم وخدمة طبقتهم من خلال هذا المسرح الفتي , وهم امام معضلات اجتماعية ومادية ونوعية , ولا سيما ان هذا المجتمع يحمل فكرة غير حسنة عن الفنان العراقي , والممثل بالذات الذي كانوا يطلقون عليه اسم ( شعار , او دنبكجي ) او قد يجد العامل الصعوبة من الوقوف على خشبة المسرح , وهو ينتمي الى طبقة عمالية فقيرة التجربة والاطلاع الجدي على تجارب الفنون المسرحية , اضافة الى هذا كانت هناك معوقات تعترض للبدء بتجربة المسرح العمالي , عندما تكتشف بان القسم الاكبر من الطبقة العاملة لا تجيد القراءة والكتابة بالشكل الصحيح , ولا يجيدون ايضا تمثيل حضورهم في المحافل الفنية والثقافية , وفي اوساط تستوجب حضوره , الا وعلامات الهزل والغير الجدية تطغي على ملامح ومسحة وجهه .
انها امانة صعبة الانجاز وبداية لا تشجع لخوض تجربتها , باستثناء اللذين يؤمنون بان المسيرة الفنية وتجربتها صعبة التحقيق والانجاز مالم تكن لديهم طموحات نحو تحقيق المستحيل والايمان بان هذه التجربة لبداية هذا المسرح هي امانة ملقاة على عاتقهم من اجل ترسيخ تجربتها بشكل صحيح وناضج .
وهكذا كانت البداية من خلال معهد بغداد التجريبي , عندما حاول الاستاذ الرائد المرحوم جلال ابراهيم وبمعية الاستاذ الفنان الرائد جاسم العبودي بالتعاون على انشاء معهد فني تجريبي للفنون المسرحية باسم ( معهد بغداد التجريبي للفنون المسرحية ) ومقره مسرح بغداد في البتاوين وصاحبه انذاك العسكري المتقاعد الاستاذ طارق الغزالي , فقد جمع الاستاذ المرحوم ابراهيم جلال جميع طلبته المتميزين من خريجي معهد الفنون الجميلة واكاديمية الفنون الجميلة في هذا المعهد , والذي قدم عملين مسرحيين الاول لمسرح الاطفال في مسرحية علاء الدين والمصباح السحري من اخراج الاستاذ جاسم العبودي وكانت من بطولة الفنانه مريم الفارس عضوة الفرقة القومية للتمثيل وكذالك الفنانة امل خضير , وقد شاركت انا في هذا العمل المسرحي بتجسيد شخصية السلطان والد بدر البدور ( مريم الفارس ) والجدير بالذكر لا يسعني الا ان اذكر للتاريخ المسرحي بان الفنانه شذى سالم كانت احدى جمهور هذه المسرحية وهي مازالت طفلة جاءت بمعية والدها الفنان طه سالم لحضور مشاهدة عرض هذه المسرحية , حيث لاقت نجاحا واقبالا قل نظيره في تاريخ عروض مسرح الطفل , وقد قدم د. عوني كرومي مسرحية ( المسيح يصلب من جديد ) للمؤلف نيكوس كازادنزاكي , وبطولة الفنانه مريم الفارس والمرحوم عبد الجبار كاظم والفنان عزيزخيون وذالك في سنة 1969 م , انها بالحق والحقيقة ارست اسلوب جديد لمسرح متطور , منحت للدكتور عوني كرومي جواز سفر الى المانيا للالتحاق بزمالة دراسية ونيل شهادة الدكتوراه .
من هذا المعهد انطلقت فكرة تاسيس المسرح العمالي , فقد اجريت ريبورتاجا صحفيا مع الاستاذ المرحوم ابراهيم جلال لمجلة وعي العمال , اكد لي من خلاله اهمية تشكيل وتاسيس مسرح للعمال , بعد استدراجه بالحديث عن هذا المسرح والذي لم يكن له وجودا في العراق , وكذالك كان اللقاء الصحفي الثاني مع الاستاذ المرحوم جاسم العبودي ,والذي اكد لي ومن خلال اجوبته على ضرورة ان يكون للعمال مسرحا يساهم في توعية وتنشيط انشطة العمال , وابراز مواهبهم وطاقاتهم , وبعد ان صدر العددين لمجلة وعي العمال ومواقف الاساتذة ذات الدعم المعنوي لتاسيس حركة مسرحية عمالية , هرعت مباشرة الى نقابة البريد والبرق والمطابع للتعاون معهم لتاسيس فرقة مسرحية عمالية للنقابة , وهكذا ومن هنا بدات حركة المسرح العمالي تجربته الرائدة , وباول عمل مسرحي من تاليف الكاتب العراقي المرحوم ادمون صبري واخراجي من على المسرح القومي في كرادة مريم بمسرحية ( ايام العطالة ) تمثيل مريم الفارس , سناء سليم , صبحي العزاوي , عماد بدن , واخرون من عمال البريد والبرق والمطابع .
هذه المقدمة اعزائي القراء ساقتني من اجل تهيئة اجواء ذكر الحقائق عن بداية تاسيس الحركة المسرحية العمالية , حيث الكثير من المعنيين بشؤون المسرح العراقي , من نقاد وصحفيين , ومن المعنيين بشؤون المسرح ومؤرخي هذه التجربة الرائدة للمسرح العمالي , اخذوا يمزجون مابين مرحلتين وتجربتين لهذا المسرح , كل منها لها خصوصيتها , فالمرحلة الاولى هي التي كانت الاساس لبناء مسيرة وتجربة رائدة لحركة هذا المسرح وتطوره وديمومته , هذه المرحلة التي تمخضت عن اعمال مسرحية خاض تجربتها عمال فنانون كانوا مؤمنين بالخشبة المقدسة , مضحين بالغالي من اجل ترسيخ دعائم هذا الصرح الجديد لرافد من ارفدة المسرح العراقي والذي اثبتت تجربته وضمن مسيرته الناجحه انها تجربة جاءت عن معانات عمال فنانون امنوا بان القاعدة العريضة من العمال الاشاوس لا تتبلور افكارهم وعقيدتهم مالم تنطلق من شريحة مؤمنة بعدالة قضيتهم , تمثلهم وتمثل معاناتهم بصدق وحقيقة ليس فيها تزليف وتزويق , فكانت بداية مرحلة التاسيس لهذا المسرح من نقابة البريد والبرق والمطابع في مسرحية ايام العطالة للكاتب العراقي المرحوم ادمون صبري , هذه الانطلاقة العملاقة التي بنى على ثراها غازي مجدي تجربته المرحلية , مع التعتيم الاعلامي على مرحلة مهمة قبل مرحلته من حياة وتجربة المسرح العمالي , حيث بدات الاوساط الاعلامية والابواق المأجورة والتي كانت تتحرك انذاك باصابع من يحركهم لصالحه , ان تسلط الاضواء على تجربة غازي مجدي المسرحية مدعية على انها البداية الاولى للمسرح العمالي , ومن دون ذكر التجربة الاساسية والرائدة والتي من خلالها كانت الانطلاقة الحقيقية لهذا المسرح , وهذا اجحاف بحق الرواد واللذين حاولوا جهدهم ترسيخ هذه التجربة منذ بدايتها , لتكوين لبنة وجذور اصيلة لهذا المسرح , والذي لم يكن لها حساب في جدولة وبرمجة الامانة العامة للثقافة والاعلام في الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق ومن خلال امينها العام السيد غازي مجدي , الا بعد ظهور البذرة المثمرة لهذه التجربة العريقة للمسرح العمالي منطلقة من نقابة البريد والبرق والمطابع والاعلام , وبالذات من خلال مسرحية ايام العطالة للكاتب الروائي العراقي المرحوم ادمون صبري واخراج جوزيف الفارس والتي لاقت نجاحا قل نظيره في حياة المسرح العراقي وبشهادة النقاد والمعنيين بالثقافة المسرحية , وقد شارك بتجسيد ادوارها كل من الفنانة المسرحية مريم الفارس , سناء سليم , صبحي العزاوي , وعماد بدن , وجاسم محمد رشيد , وعبد الرزاق الشريفي وعمال اخرون من منتسبي نقابة البريد والبرق والمطابع والاعلام , وقد قام الفنان الموسيقار جعفر حسن بتاليف الموسيقى التصويرية وعن طريق الفرقة الموسيقية والتابعة لفرقة الفنون الشعبية في بغداد حينما عرضت من على المسرح القومي في كرادة مريم في بغداد , حيث شرفني بمشاهدة عرض هذه المسرحية عميد المسرح العراقي الفنان المرحوم حقي الشبلي مشيدا بدوره لهذه التجربة الرائدة من حياة المسرح العمالي في العراق , واثنى على الجهود المبذولة لترسيخ هذه التجربة الناجحة ودعمها معنويا من اجل مواصلة مسيرتها وتطويرها الى مستوى الطموح المنشود , وقد سجلت لتلفزيون بغداد من قبل المخرج التلفزيوني الفنان كارلو هارتيون , وهنا لا يسعني ان اذكر حقيقة لا تنسى كان لها الفضل في ازاحة تبعية حمل ثقيل انزاح من امام العروض المسرحية ودور السينما حينما قامت امانة بغداد بفرض ضريبة على بيع التذاكر لهذا العرض المسرحي والذي كان ثمنه قيمة رمزية وقدره 50 فلسا انذاك , وباحتجاج نقابة البريد والبرق والمطابع والاعلام على هذه الضريبة بتقديمها شكوة لدي رئيس الجمهورية انذاك المرحوم احمد حسن البكر , والذي اكرمنا برفع هذه الضريبة عن جميع العروض المسرحية , وعن دور صالات العروض السينمائية .
بعد هذه التجربة الناجحة , بدات اطالب بتفرغ العمال الفنانين من مصانعهم وشركاتهم ومقرات اعمالهم , وقد استجابة النقابة العامة لطلبي وحققت لي هذا الطلب , ومن خلال دعم رئيسها السيد علاء المولى واعضاء مكتب النقابة العامة , واصبح العرض المسرحي مثار جدل ونقاش بين الاوساط الفنية والنقابات العامة في بغداد , بعد ان تناولته اقلام النقاد المسرحيين واثنت على ولادة هذا المسرح العمالي مستبشرين خيرا باول عرض مسرحي للطبقة العاملة في العراق .
في ايام عرض مسرحية ايام العطالة , جائني احد المعجبين بهذا العرض ليهنئني , كان حليق الراس , ضعيف البنية , مقدما نفسه على انه احد الكتاب المسرحيين من محافظة البصره , ومتفرغا حاليا بانتدابه من العسكرية الى الفرقة القومية للتمثيل , انه الكاتب التلفزيوني والمسرحي صباح الزيدي و والذي اصبح فيما بعد صباح عطوان , مقدما لي نصا مسرحيا لتقديمه من خلال فرقتنا العمالية , وهكذا كان بعد اجراء التعديلات على النص وابداء بعض الملاحظات , عرض من على المسرح القومي للتمثيل من تقديم نقابة البريد والبرق والمطابع والاعلام , واخراج خالد خضوري , والذي اخفق في اخراجه لضعف امكانيات المخرج وتجربته الاخراجية .
بعد هذه التجربتين من عروض المسرح العمالي , ظهرت للوجود فرقة عمالية جديدة لنقابة النفط , وقدمت عرضها المسرحي ( القاعدة والاستثناء ) ل برشت , حيث عرضت من على قاعة المعهد الثقافي النفطي في الحارثية , وكذالك استبشرنا خيرا بظهور فرقة ثالثة للمسرح العمالي, تابعة لنقابة الزراعيين , وقد عرضت مسرحيتها العمالية ( السدره ) من تاليف حمزه الزبيدي واخراج راجي عبدالله , ومن على مسرح بغداد في البتاوين , وقد كانت المسرحية الثالثة في مسيرة حركة المسرح العمالي , بدأنا في التمارين على مسرحية مكرود للكاتب العزيز اياد البلداوي الا انها لم يكتب لها الظهور , لتجميد جميع العروض المسرحية العمالية بقرار من الاتحاد العام لنقابات العمال في بغداد وبتوجيه من قبل السيد غازي مجدي , والذي استفاق من سباته على تجربة عمالية رائدة , و جمهور مسرحي , وطاقات ابداعية ومواهب فنية عمالية جاهزة , فقرر الاتحاد العام بتجميد جميع الفرق المسرحية العمالية وتعليق اعمالها المسرحية , ووزع قراره بكتاب معنون الى جميع النقابات واصدار تعليمات بالتحاق جميع الفرق المسرحية العمالية وارتباطها بسكرتارية الثقافة والاعلام بالاتحاد وباشراف امينه العام غازي مجدي , وهكذا كان مااراد , بتجميد هذه المسيرة الطليعية للمسرح العمالي , بعد ان صدر قرارا يقضي بدمج جميع الفرق المسرحية العمالية بفرقة مسرحية مركزية وباشراف غازي مجدي .
ان ستراتيجية غازي مجدي وخطة عمله لقيادة هذه الحركة المسرحية العمالية كانت تقضي باقصاء جميع الكوادر الاكاديمية من المخرجين والممثلين ذوي شهادات اختصاص من معهد الفنون الجميلة , والذين كانوا معظمهم من منتسبس الفرقة المسرحية العمالية لنقابة البريد , فقد كان اجتماعنا الاول في مقر الاتحاد العام والكائن في شارع ابي نواس , وبهذا الاجتماع قطع علاقتي بهذا المسرح , لانني لم احمل صفة عمالية , كونني مستخدم كنت ولست عاملا , وثانيا كنت احد اعضاء فرقة 14 تموز للتمثيل وكان معي ايضا الفنان عبد الرزاق الشريفي , وهكذا قطع علاقتنا بوليدنا المسرح العمالي بحجة لا يمكننا الجمع مابين فرقتين مسرحيتين للتمثيل , ومن دون ترك لنا حرية الاختيار , الا ان ضغط نقابة البريد والبرق على غازي مجدي باعادتي الى الفرقة المركزية مستجيبا لطلبهم واعادني محاضرا للفرقة المركزية في موقعها الجديد مقر فرقة نقابة الميكانيك , قرب دائرة الامن العامه في القصر الابيض .
في هذه الفترة بالذات استعان غازي مجدي بخبرة الاستاذ المرحوم ابراهيم جلال وعرض عليه اخراج مسرحية( المستر اكس ) الا انها لم تظهر للوجود لعدم مواصلة الاستاذ ابراهيم مع المسرح العمالي , وانا اعتقد واجزم كل الجزم بان فنان مثل الاستاذ ابراهيم جلال لا يجامل غازي مجدي وعلى حساب شخصيته الفذة , لان الاستاذ ابراهيم جلال فنان بمعنى الكلمة لا يتعامل مع الاخرين و يتعايش معهم على حساب فنه , والشيىء الاخر , لم يروق له غازي مجدي بقراراته الانفرادية والمبنية على ضعف الخبرة والتجربة والثقافة المسرحية , فبعد تسجيل البرنامج التلفزيوني والذي كان يعده الاتحاد العام لنقابات العمال , والذي كنت في وقتها اشرف على زاوية تمثيلية فيه بعنوان ( استفسار افندي ) وبعد مجيئي الى بيت المسرح العمالي , ولم اكد ان اجلس لاخذ مكاني في القاعة وامام الاستاذ ابراهيم جلال اشار عليا غازي مجدي بترك المسرح العمالي ومعي مال الله فرج , والذي لحقني بنفس المصير من بعدي الكاتب حمزة الزبيدي والفنان التلفزيوني محمد رضا , وبقي غازي مجدي منفردا مع هذه الفرقة المركزية والتي دعمنا اعضائها بمحاضراتنا الثقافية عن المسرح , واصبحت لديهم خبرة ثقافية وتجربة اغرت غازي مجدي بالانفراد بهم , وقيادة الفرقة المركزية بنفسه , بعد ان ترك الاستاذ ابراهيم جلال الفرقة المركزية متعللا بوسائله الادبية , عندها استعان غازي مجدي بالاستاذ محسن العزاوي , لتبدا مرحلة وتجربة غازي مجدي مع المسرح العمالي والتي لم تضيف هذه المرحلة من حياة المسرح العمالي شيئا الى هذه المسيرة الطليعية الا المحاكات والمنافسة مع الفرقة القومية للتمثيل في انتاجاته المسرحية , والتي ادت الى فشل هذه المرحلة العصيبة من تاريخ المسرح العمالي , لم تدوم طويلا , وهذا ماكان متوقعا لهذه المرحلة والتي انهت علاقة غازي مجدي به بقرار فوقي , جمدت انشطة غازي مجدي وابعدته عن مسيرة المسرح العمالي .
بعد قطع علاقة غازي مجدي بالمسرح العمالي , اسندت مسؤولية الاشراف العام الى اللاستاذ المرحوم وجيه عبد الغني , وصدر قرارا جديدا من الاتحاد العام لنقابات العمال باعادة تشكيل الفرق المسرحية و وتكون مرتبطة ارتباطا مركزيا بمكاتب نقاباتها , والاشراف الفني بالبيت الثقافي العمالي , وهكذا بدأ تكليفي مجددا باعادة تشكيل الفرقة المسرحية لنقابة البريد والبرق والمطابع , وبدات بالتمارين على مسرحية من تاليفي كانت بعنوان ( خان جغان ) وانتقلنا مجددا الى البيت الثقافي العمالي , كمركز تجمع لكل الفرق المسرحية العمالية , وقد كلفني في وقتها الاستاذ وجيه عبد الغني , باقامة محاضرات فنية مسرحية لجميع الفرق المسرحية اضافة الى انشغالهم بالتمارين المسرحية والتي كانوا يعدونها لتقديمها انتاجات عمالية و شارك من خلالها اساتذة المعهد للفنون الجميلة , منهم عبد الله جواد , وبهنام ميخائيل والذي اقتصر تعاونه على محاضارت قدمها للفنانين العمال , شاركه في ذالك الاستاذ المرحوم جعفر السعدي , والاستاذ سامي عبد الحميد .
بعد عودتي الى البيت الثقافي العمالي كان قد تم تقديم عرض مسرحية جوهر القضية لناظم حكمت ومن تعريق صباح عطوان واخراج وجيه عبد الغني و تقديم الفرقة المسرحية لنقابة البناء والمشاريع الانشائية وعلى قاعة التربية في بغداد و كذالك مسرحية الطوب , من تاليف المرحوم علي حسن البياتي واخراج باسل علي عمران من على قاعة المسرح القومي , ومسرحية شجرة العائلة من تاليف المرحوم عبد الباري العبودي واخراج حميد السوداني , ومسرحية الحكاية تبدأ من هنا تاليف فاضل صبار واخراج جوزيف الفارس ومسرحية اللعبة تاليف واخراج جوزيف الفارس , جميع هذه الاعمال كانت من انتاج فرقة نقابة البناء والمشاريع الانشائية , اما نقابة الميكانيك فكانت تجري تمارينها على مسرحية رصيف الغضب من تاليف صباح عطوان واخراج وجيه عبد الغني , كانت هذه المرحلة الذهبية من مسيرة المسرح العمالي والتي شهدت انتاجات عمالية مسرحية نافست من خلالها انتاجات الفرقة القومية للتمثيل , ويعود هذا الفضل الى سياسة الاستاذ وجيه عبد الغني في ادارة الفرق المسرحية العمالية والاشراف عليها , والتعاون مع جميع الفنانين والذين ابدوا استعدادهم للتعاون مع هذه المسيرة الناجحة من حياة المسرح العمالي , ففي هذه المرحلة بالذات قدم البيت الثقافي العمالي انتاجات مسرحية لعدة فرق مسرحية عمالية لعدة نقابات منها :
اولا ---- مسرحية رصيف الغضب , تاليف صباح عطوان , واخراج وجيه عبد الغني وتقديم نقابة عمال الميكانيك و وقد عرضت من على المسرح القومي في كرادة مريم .
ثانيا ---- مسرحية الدغش تاليف حمزة الزبيدي واخراج قاسم صبحي , وتقديم نقابة عمال الخدمات .
ثالثا ---- مسرحية الاهثون تاليف صباح عطوان واخراج عبد الله جواد , وتقديم عمال نقابة الكهرباء .
رابعا ----مسرحية خان جغان تاليف واخراج جوزيف الفارس و وتقديم عمال نقابة البريد والبرق والمطابع , وقد عرضت من على المسرح القومي في كرادة مريم .
خامسا ---- مسرحية جوكر طايف , تاليف عبد المنعم الجابر واخراج وجيه عبد الغني , وقد عرضت من على المسرح القومي .
بعد هذا الكم من العروض المسرحية العمالية و وبتوجيه من سكرتارية الامانة العامة للثقافة والاعلام والمتمثل بامينها العام موفق عسكر , جائت تعليمات جديدة تقضي بتوحيد الفرق العمالية بفرقة مركزية مشرفها العام الاستاذ وجيه عبد الغني , يساعده بادارة البيت الثقافي المرحوم الفنان مطشر السوداني وانا مسؤولا عن المحاضرات الثقافية العملية والنظرية للفنون المسرحية , وباشرنا التمارين المسرحية على العمل الجديد من تاليف مال لله فرج واخراج وجيه عبد الغني , ولخلافات مابين الاستاذ وجيه عبد الغني وسكرتارية الثقافة والاعلام , اضطر الاستاذ وجيه عبد الغني لتقديم استقالته من مسؤولية الاشراف على البيت الثقافي العمالي , وترك العمل فيه والتي لم تثنيه على العدول من هذا القرار توسطاتنا , , وهكذا ترك الاستاذ وجيه عبد الغني البيت الثقافي العمالي , لاتولى من بعده مسؤولية الاشراف الفني عليه .
استلمت مسؤولية الاخراج المسرحي لمسرحية الغريب وقد كانت العروض المسرحية لهذه المرحلة من مراحل مسيرة المسرح العمالي كالاتي :
اولا ----مسرحية الغريب , سنة 1977 من تاليف مال الله فرج واخراج جوزيف الفارس , وقد عرضت من على المسرح الجوال .
ثانيا ---- مسرحية محاورات عمالية , سنة 1978من تاليف واخراج جوزيف الفارس , وقد عرضت من على مسرح قاعة المعهد النفطي في الحارثية .
ثالثا ---- مسرحية درس اضافي , سنة 1979 من تاليف واخراج طالب الربيعي .
رابعا ----- مسرحية لا تنظر من ثقب الباب سنة 1979 من تاليف فرحان بلبل واخراج د. عوني كرومي .
خامسا ----- مسرحية رصيف الغضب سنة 1979 بعد اعادة صياغتها وجعلها في ثلاثة فصول بدلا من الفصل الواحد , وتنفيذا لبرنامج العمل المشترك بين الاتحاد العام لنقابات العمال في القطر العراقي , والاتحاد العام لنقابات العمال في القطر العربي السوري اشتركت في المهرجان المسرح العمالي السوري وحازت على الجائزة الاولى في الاخراج .
والجدير بالذكر اننا اول من اقام المهرجان للمسرح العمالي , والذي شاركت من خلاله جميع المحافظات في القطر العراقي , اضافة الى استضافتنا الى فرقة المسرح العمالي السوري , حيث اعطينا اهمية خاصة لمسالة الارتقاء بالواقع الفني الابداعي للطبقة العاملة عبر الاشكال الفنية التي تستقطب اهتمامات العمال وفي مقدمة ذالك العمل المسرحي , ورغم ان الفترة هذه شهدت اعمالا مسرحية عمالية مختلفة من بعض مسرحيات لعمال نقابات المحافظات في القطر العراقي , يحمل بعضها بذور النماء والتطور والتفاعل مع طبيعة المرحلة , ويبلور الدور الطليعي والرائد لطبقتنا العامله , بينما كان البعض الاخر يشكو الخبرة الفنية في بعض جوانبه الا اننا لم نالوا جهدا كمهتمين بالحركة المسرحية العمالية , في تقديم الدعم اللازم لكل الفرق المسرحية , من محاضرات فنية واقامة دورات تثقيفية في مجال الثقافة المسرحية , وتقديم الدعم اللازم لكل الاعمال المسرحية دون استثناء , من منطلق ايماننا الكبير بالدور التربوي والتثقيفي الذي ينهض به المسرح , وبالرسالة النضالية التي يمثلها المسرح السياسي الملتزم و في التعبير عن الذات والقضايا النضالية الانسانية , وعكس موقف الطبقة العاملة ناصعا دقيقا واضحا ازاءها .
وبهذا شهدت مرحلة مسؤوليتي مشرفا عاما على المسارح العمالية في القطر تجربة فنية رائدة و تلك هي اقامة المهرجان المسرحي العمالي الاول , والذي شارك من خلاله جميع الفرق المسرحية لنقابات العمال في المحافظات , وكالاتي :
فرقة اتحاد نقابات عمال بابل ------ يوم السبت 5\ 5 \1979 في مسرحية الجمجمه ---تاليف واخراج اسعد مبالرك .
فرقة اتحاد نقابات عمال ديالى ----يوم الاحد 6\5\1979 في مسرحية هدية مناضل ----تاليف واخراج احمد خليل .
فرقة اتحاد نقابات عمال النجف -----يوم الاثنين 7\5\1979 في مسرحية نقطة تحول ----اعداد واخراج سلام الخاقاني .
فرقة اتحاد نقابات عمال كربلاء -----يوم الثلاثاء 8\5\1979 في مسرحية عرس في السماء ----تاليف واخراج عادل ثابت .
فرقة اتحاد نقابات عمال التاميم ----- يوم الاربعاء 9\5\1979 في مسرحسة النهوض تاليف واخراج علي عبد .
فرقة اتحاد نقابات عمال القادسية ----- يوم الخميس 10\5\1979 في مسرحية اغنية الشهيد تاليف واخراج حمزه عزيز .
فرقة اتحاد عمال نقابات المثنى -----يوم الجمعه 11\5\1979 في مسرحية اهتمامات عربيه تاليف واخراج ماجد فاضل .
فرقة اتحاد نقابات عمال الانبار ----يوم السبت 12\5\1979 في مسرحية الرفض تاليف واخراج خالد محمد خليل .
فرقة اتحاد نقابات عمال اربيل ----- يوم الاحد 13\5\1979 في مسرحية كفاح الشعب الفلسطيني تاليف واخراج احمد جميل .
فرقة اتحاد نقابات عمال نينوى ---- يوم الاثنين 14\5\1979 في مسرحية لممثلون يتراشقون الحجاره تاليف فرحان بلبل واخراج عزالدين ذنون .
فرقة اتحاد نقابات عمال البصرى ----- يوم الثلاثاء 15\5\1979 في مسرحية لوحة شرف تاليف محمد القطراني اخراج كامل الازرقي .
فرقة الاتحاد العام لنقابات العمال ---بغداد--- يوم الاربعاء 16\5\1979 في مسرحية لا تنظر من ثقب الباب تاليف فرحان بلبل واخراج د . عوني كرومي .
فرقة المسرح العمالي السوري --- يوم الخميس 17\5\1979 وحتى 22\5\1979 في مسرحية المفتش
الانتاجات التي قدمها البيت الثقافي العمالي
من
1975-------1979
مسرحية رصيف الغضب سنة 1975 . تاليف صباح عطوان ---اخراج وجيه عبد الغني .
مسرحية الدغش سنة 1976 تاليف حمزه الزبيدي ---اخراج قاسم صبحي .
مسرحية خان جغان سنة 1976 تاليف واخراج جوزيف الفارس .
مسرحية اللاهثون سنة 1976 تاليف صباح عطوان ---اخراج عبدالله جواد .
مسرحية جوكر طايف سنة 1976 تاليف عبدالمنعم جابر ---اخراج وجيه عبد الغني .
مسرحية الغريب سنة 1977 تاليف مال الله فرج ----اخراج جوزيف الفارس .
مسرحية محاورات عمالية سنة 1978 تاليف واخراج جوزيف الفارس .
مسرحية درس اضافي سنة 1979 تاليف واخراج طالب الربيعي .
مسرحية رصيف غضب سنة 1979 اعداد جديد ب ثلاث فصول , حيث قدمت من على مسرح عمال سوريا وحازت على الجائزة الاولى في الاخراج , تاليف صباح عطوان ---اخراج جوزيف الفارس .
مسرحية لا تنظر من ثقب الباب سنة 1979 تاليف فرحان بلبل ---اخراد د. عوني كرومي .
المسرح العمالي ابان الحرب العراقية الايرانية
1981 ------1984
كانت مراحل مسيرة المسرح العمالي تمضي بصعوبة وهي تشق طريقا وعرا مليئا بالمعانات والمشاكل الادارية واتي كانت تعترضه وهو بسير باتجاه تحقيق طموحاته , من خلال اصرار اعضائه المؤمنين به , لقد الت هذه الشريحة من الفنانين العمال على انفسها خدمة الجماهير العمالية والمتطلعة الى اشراقة صفحة هذا المسرح المقدس والمنبثق من خلال واقعهم المرير و بانه المراة التي تعكس وعبر مسيرته واقعهم المرير وصراعهم مع الحياة القاسية من اجل العيش الكريم والحياة السعيدة و في عالم يسوده قانون الغاب , والتصريحات الكاذبة عبر وسائل الاعلام المنحاز الى جانبهم , خاصة بعد بروز طبقة متشددة ومتطرفة بافكار شعارية ومن دون تنفيذ , هذه الطبقة متعالية على شريحتها من الطبقة العاملة والتي انتهزت فرص الصعود وعلى اكتاف اخوانها من العمال , انتهزت هذه الفرص لسد عقدة النقص والذي كانوا يشعرون به ليتعالوا على اخوانهم ويتكلمون بلغة الابراج العالية , ويقفون سدا منيعا لتنفيذ مطاليبهم العادلة , وتحقيق ماكانوا قد وعدوا به قبل هذا التدرج الوظيفي , من خلال مصالح خاصة لعبت دورا في اسباب هذا التغيير والذي كاد ان يقضي على مسيرة هذا الوليد والذي ترك اثرا حميدا في نفوس الجماهير المستبشرة بولادة هذا المسرح , الا اننا كنا لهم بالتصدي ندافع عن مسرحنا , من خلال النقاشات والاجتماعات والتي كانت لا تخلو من التهديد والوعيد من اجل الاقفال على تاريخ هذا المسرح , وغلق جميع منافذه التي من خلالها كانت الجماهير العمالية تتنفس من خلال عروضه المسرحية , انما وقوف بعض الخيرين من المسؤولين الى جانبنا , من اللذين كانوا على علم م لثقل المسرح من وسيلة اعلامية وثقافية وتوعية جماهيرية , تساهم في نشر معالم التطور الاجتماعي , وعكس معاناة عمالنا الاشاوس ماكان مخفي على بعض المسؤولين انذاك , وابرازها الى حيز الوجود , وايجاد البدائل للمعالجة الصحيحة من اجل تخفيف وطاة العيش في الحياة القاسية من الحياة اليومية لعوائل واطفال عمالنا الاشاوس , وكنا دائما نحن الفنانين من فناني المسرح العمالي لا نطرح في اعمالنا الا ما يخدم طبقتنا العاملة في معالجة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والابتعاد عن النفخ في الابواق الاعلامية والمنحازة الى اية جهة كانت , كان مسرحنا , مسرحا عماليا و يحمل بين جوانبه هموم ومعاناة عمالنا المعدمين الكادحين , من اجل لقمة العيش , ولهذا كان لمسرحنا المواصلة والديمومة في مسيرته الناجحة , وقد ساهم مساهمة فعالة مع المناسبات الوطنية بموازنة غير منحازة , مناسبات كانت متعلقة بحياة عمالنا الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية , والى ان جاءت مرحلة الحرب العراقية الايرانية , فاصاب مسرحنا شيئا من الاحباط نتيجة انشغال معظم اعضائه بالواجبات والمهمات الحزبية و استدعاء المعظم الاكبر من اعضائه الى واجبات الجيش الشعبي , والالتحاق بالجيش العراقي بعد استدعاء مواليدهم للمشاركة في الحرب العراقية الايرانية والدفاع عن تربة الوطن , لهذه الاسباب بدات مسيرته بالتلكؤ والسير البطيىء باتجاه تقديم عروضه المسرحية و الى ان جاءنا قرار من الاتحاد العام لنقابات العمال في بغداد باقامة المهرجان الثقافي العمالي القطري الثاني للفترة من 2-7 \ايار \1981 وعلى حدائق الزوراء وعلى قاعة جمعية الاقتصاديين العراقيين الكائنة في المنصور , وكالاتي :
اليوم الاول ---اتحاد نقابات عمال محافظة البصره -----مسرحية السواعد---اعداد علي رحيمه ---اخراج محمد وهيب .
اليوم الثاني ---- اتحاد نقابات عمال محافظة الانبار ----مسرحية حكاية من مجالس الايات ---تاليف واخراج حامد خلف الخاطر .
اليو الثالث ----- اتحاد نقابات عمال محافظة بغداد ----مسرحية اللعبة ---- تاليف واخراج جوزيف الفارس ,والتي حازت على الجائزة الاولى في الاخراج , مناصفة مع اخراج مسرحية الغارقون , والجائزة الثانية في التاليف .
اليوم الرابع ----اتحاد نقابات عمال محافظة صلاح الدين --- مسرحية الكرسي المتحرك ----تاليف واخراج جواد مطشر .
اليوم الخامس ----اتحاد نقابات عمال محافظة السليمانية ---مسرحية ايار الدامي ---تاليف طاهر مجيد عبدالله اليوم السادس ----الاتحاد العام لنقابات العمال ----مسرحية الغارقون ----تاليف صباح عطوان واخراج جوزيف الفارس , والتي حازت على الجائزة الاولى , في الاخراج والتاليف .
وجاءت مرحلة الركود والسبات واسبابها , الحرب العراقية الايرانية , وبدا تناقص اعداد اعضاء البيت الثقافي العمالي , واستشهاد القسم منهم في الواجبات العسكرية , والى ان تمخضت هذه المرحلة من مسيرة المسرح العمالي , بختام اخر اعماله المسرحية , الا وهي مسرحية ( رحلة نعمان مع طب الخرسان ) من اعداد العامل مهدي جبار حسن واخراج جوزيف الفارس , وكانت بالحقيقة مسرحية جديرة بالاهتمام لانها تمخضت عن تجربة اولى من نوعها و حاول معدها ان يقتبسها من ملفات حكايات الف ليلة وليلة و والذي اثبت من خلال عمله هذا تاثير الثقافة العربية ولاسيما العراقية على الادب العالمي ولا سيما الادب المسرحي الفرنسي والمتاثر به مسرح موليير ومن خلال مسرحيته ( طبيبا رغما عنه ) حيث اثبت مهدي جبار حسن في اعداده لهذا النص ( رحلة نعمان مع طب الخرسان ) ان مسرحية مولير ( طبيبا رغما عنه ) جاءت من المصدر المشتق منه مسرحية ( رحلة نعمان مع طب الخرسان ) وبهذا العمل المسرحي , يسدل البيت الثقافي العمالي ستارته على اخر انتاج مسرحي له للاسباب المذكورة انفا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق