تصنيفات مسرحية

الخميس، 17 سبتمبر 2020

صدور مجموعة (قصة حب وثنية) ضمت سبعة نصوص مسرحية تأليف سعد هدابي

مجلة الفنون المسرحية


صدور مجموعة (قصة حب وثنية) ضمت سبعة نصوص مسرحية تأليف سعد هدابي

 عبد العليم البناء :

عن دار نيبور للطباعة والنشر في العراق صدر للكاتب المسرحي المبدع سعد هدابي مجموعة مسرحية جديدة ضمت سبع نصوص مسرحية: ( الوقاد )، (شرفات)، (أرواح جائحة)، (النباشة)، (نساء في عاصفة)، (صهيل)، (قصة حب وثنية)، والأخيرة حملت المجموعة إسمها، حيث يجترح هذا الكاتب المعطاء في سرد مسرحي شفيف يغوص في موضوعات إنسانية تصلح للمحلي والعربي في آن واحد، لما إنطوت عليه من صراع درامي جوهره الإنسان أينما يكون حيث الهموم والألأم والآمال المشتركة، ولهذا ليس غريباً أن إثنتين منهما قدمتا على خشبة المسرح العربي وهما نصا: (نساء في عاصفة) في المغرب وكانت من تمثيل رميساء أوشنوك وأميمة كزبر ومن إخراج عزيز اشنوك، ومسرحية (صهيل) في فلسطين من تمثيل وليد ابو جياب وإخراج أسامة مبارك.
وفي هذا السياق نغوص في مديات سريعة للسرد الدرامي لهذه النصوص وأولاها (قصة حب وثنية)، فهي - حسب الكاتب سعد هدابي - مسرحية تتناول حياة (صفوان) الذي يعيش مختبئاً داخل قبو مع فتاة صماء بساق واحده تصنع الدمي القماشية بماكينة حياكة تدعي (ياقوت)، وفي حوار جدلي عبثي يقص لها صفوان قصته العبثية كقصة آدم علي الأرض، فتراه يذكر في حواره أنه قريب الشبه للقرود وكيف أن إختلافه عن هذه القرود كان سبباً في مطاردته من هذا الرجل أو الحاكم ،الذي يسيطر عليها وأنه ينتظر الإعتقال لكنه يسعي أولاً أن يصنع عكازاً لـ (ياقوت) يشبههما ويختلف عن هؤلاء المنافقين الذين باعوا أنفسهم ولا يستطيعوا الرجوع في بيعتهم أو استبدال البيع،  لتنتهي قصة الحب الوثنية بالهًرب داخل وعاء كبير يشعل فيه صفوان عوداً من الكبريت لتنتهي رحلة العذاب والإمتهان.
أما في مسرحية (أرواح جائحة) وهي تدور أحداثها في ظل جائحة كورونا، سنجد أن البطلين قد عصفت بهما متغيرات الواقع وأكل من جرفهم حتى صارا لا يعرفان بعضهما، إنهما إخوان ولكن حبراً على ورق لأن من أنجبهما هو الواقع وليس رحم الأم التي ما عادت تشكل رابطاً انسانيا في علاقتهما، فهما بلا جذر باعدت بينهما الظروف ثم جمعتهما في ظل (جائحة كورونا) .. والحجر الاجباري
في حين في مسرحية (النباشة) يورق الرمز في ما كان راسباً في قاع البطلة (رملة) وهي تحلم بزوجها أن يعود من الحرب التي لا تنتهي في رأسها، هي مع ابنتها  تعيشان في أطراف المدن وتتملان في نبش القمامة من أجل رغيف الخبز، وتحلم في اللحظة التي تعانق فيها زوجها لنكتشف في النهاية أن الزوج يعود هارباً من المصح وأن الحروب كانت تسكن رأسيهما.
 أما مسرحية (صهيل) فهي مونودراما تغازل الواقع عن كثب، إنها رحلة الإنسان المقهور الموجع  داخل رحلة قدرية بعد أن طحنت الحروب والأزمات أيامه واستباحت وطنه، فما كان منه إلا أن يسعى الى أن يحمل معه كتباً تحمل تاريخ جذوره وانتمائه. كان يبحث عن هدنة مع من حوله عسى أن يرمم ماتساقط من حياته وتاريخه وغده المثخن بالمجاهيل، ليصدم عبر رحلته بعد أن قاده العطش الى (بئر) هذه البئر هي المنفى ليوسف هذا الزمان. يوسف الذي تخلى عنه إخوته وسعوا الى قهره وضياعه  ليجد أن هنالك اكثر من يوسف ينوء بقهره، الجريمة ذاتها مازالت تطارد من هو حقيقي يسعى الى أن يعيش حراً ومعانقاً السلام .. فيصرخ صرخة كونية، لماذا في كل زمان ومكان هنالك يوسف، وهنالك قطيع من إخوة يقتفون أثره للإطاحة به.
وفي مسرحية (نساء في عاصفة) تتوقف المسرحية عند حكاية إمرأتين حاملين محكوم عليهما بالإعدام لحظة أن تنجبا، فتعيشان محنة الصراع بين القادم من الأحياء وإغلاق سجلهما عند المقصلة.
أما مسرحية ( الوقاد ) فإنها حكاية الأمس وتدور أحداثها حول قصة واقعية لفتاة أعدم إخوها في احداث عام 1991 ودفن في منطقة الحفار، فما كان منها اأا ان تنكرت بملابس الحطابات وذهبت لجلب جثة أخيها ودفنها في حديقة بيتهم سراً...
وفي مسرحية (شرفات) يعود بنا الكاتب الى جائحة كورونا عبر شرفات المساكن، والحجر الصحي، فتتحول العلاقات الى مجرد (دمى) تتنفس التحجر وتذوي علاقاتها الإنسانية فلم تعد تشعر بوجودها الآدمي...
الجدير بالذكر أن المجموعة الأولى للكاتب سعد هدابي كانت تحت عنوان (أبصم بسم الله) وصدرت عام 2018 عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار في 120 صفحة، وضمت نصوص: (أبصم بسم الله)، (بنيران صديقة)، (ذات دمار)، ( كوليرا )، (العباءة)، ( حدث غداً )، (رماد).ودارت في فلك الطلعات والهموم الأنسانية بقواسمها المشتركة التي تميز عادة نصوص هذا الكاتب الذب بات أحد أيقونات التأليف المسرحي عراقياً وعربياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق