تصنيفات مسرحية

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

“الكل لديهم ساعات لا أحد لديه وقت” مسرحية من توقيع العراقي كريم رشيد

مجلة الفنون المسرحية 



“الكل لديهم ساعات لا أحد لديه وقت” مسرحية من توقيع العراقي كريم رشيد

عبد الستار ناجي – الكويت

مجددا يعود المخرج العراقي السويدي كريم رشيد  للتحليق بعيدا في فضاءات المسرح مرسخا بصمته ومسيرته المقرونة بالتجديد والاشتغال على القضايا والموضوعات ذات البعد الفلسفي وهذة المرة يحط رحاله في عالم مسرح الطفل الذي خبره وعرفه وأجاد العزف على مفرداته ومضامينه. حيث تجربته الجديدة من خلال مسرحية ” الكل لديهم ساعات لا أحد لديه الوقت” فقد قدم مسرح مالمو البلدي في السويد عرضا مسرحيا للأطفال الصغار بعنوان ( الكُل لديهم ساعات لا أحد لديه وقت) من تأليف وإخراج الفنان العراقي كريم رشيد الذي يقيم ويعمل في السويد منذ حوالي ربع قرن.

وعن التجربة الجديدة التي تحصد الاهتمام والرصد والمتابعة والتحليل يقول د . رشيد كريم :

هو نتاج بحث في إمكانية تقديم عروض مسرحية فلسفية وتجريدية للأطفال وتحديد الفئات العمرية المناسبة لذلك والى أي حد يمكن أن تكون تلك العروض تجريدية بعيدة عن سطوة الخرافات وقصص الحيوانات ومسرحيات الوعظ المباشر.

ويستطرد كريم : بدأت كمؤلف وكمخرج التعامل مع  هذا المشروع بتكليف من إدارة المسرح في منتصف العام الماضي 2019 في الاشتراك في ورشة عمل تدريبية  لمدة أسبوعين بعنوان ( ممثلون مؤلفون ) ضمت فنانين معنيين بمسرح الطفل من سبعة دول مختلفة هي النرويج ، الدانمارك ، السويد ، أوغندا ، النيبال ، بوركينافاسو والصين .


ويقول : في تلك التجربة تم  تبادل الخبرات المتعلقة بمسرح الطفل في ثقافات متنوعة ومواجهة الأسئلة المعاصرة في حياة الأطفال . قامت بعدها وبصحبته فريق عمل من مسرح مالمو البلدي ضم دراماتورج وكوركراف وفنانة مويسقية وتروبيين متخصصين بعمل عدة ورشات تحضيرية مع الأطفال الصغار كان الهدف منها التعرف على ما يعنيه الوقت عندهم وماهي نظرتهم وشعورهم عندما يتعرضون للضغط النفسي الذي يواجهه الأباء والأمهات بسبب ضغط الوقت.



 ويستطرد مولف ومخرج المسرحية الفنان كريم رشيد : وبعد هذه الورش قامت بكتابة مسرحية  ( الكل لديهم ساعات ولا أحد لديه وقت) التي تبحث في سؤال فلسفي من بين الأسئلة الفلسفية الكثيرة التي تدور في أذهان الأطفال. ماهو الوقت ، لماذا يكون سريعا أو بطيئا، هل يمكن لنا رؤية الوقت، لماذا هو غامضا ومتنوعا ؟ متى ينتهي ومتى يبدأ ؟ لماذا يشعر الكبار دوما أنهم على عجل ؟ هل يمكن حقا توفير الوقت؟ هل الوقت يمشي أم يزحف أم يطير كما يقول الكبار؟ هل هو ثقيل أم خفيف ؟  هل يمكن رؤيته  أو الإمساك به ؟  هل هو ذاته موجود هنا وهناك وفي كل مكان ؟ أين يذهب الوقت كل يوم، هل يمشي بمسارات مستقيمة أم دائرية ؟  هل يمكن أن يكون هناك عالم بدون ساعات ماذا يحصل للوقت حينها وكيف يكون شعورنا به؟ هل يمكن الوصول الى عالم لا يضطر فيه المرء الى الركض واللهاث المتواصل ؟ كيف تنتقل عدوى الضغط النفسي من الكبار الى الأطفال؟ وهل يمكن لنا أن نعيش بدون ساعات؟ وغيرها من الأسئلة الفلسفية التي تم دراستها وتحليها لتكون قريبة من وعي وادراك الطفل.

ويتابع الفنان كريم رشيد : قُدم عرض الافتتاح في مسرح الاستوديو يوم 4 سبتمبر ويستمر لغاية 3 أكتوبر بواقع عرضين مسرحيين يوميا مع اقبال كبير من قبل دور رعاية الأطفال بحيث تم حجز جميع العروض لمدة شهر كامل وحسب العدد المحدد من قبل هيئة الصحة العامة.  

عن فريقه الفني يقول : ضم فريق العمل الكوركراف : ليديا واس ، ومصممة الملابس ساندرا هارلدسن ، دراماتورج فيليسيا آوليه ، تقنيات الفيديو والموسيقى جون كولون ، أضاءة سفين أيريك آندردسون .

تمثيل : سيلان ماريا بوداك راش ، آلكس ناكي ، ميثينه ونكتراكون .


وعن ردود الأفعال التي حصدها العمل قال المؤلف والمخرج كريم رشيد :

حظىي هذا العرض باهتمام الصحافة المحلية السويدية فكتبت جريدة ( سكونا داك بلادت ) في عددها يوم 5 سبتمبر قائلة:

(( إنه عرض الأفكار الكبيرة والصغيرة عن مفهوم الوقت الذي شغل الذهن البشري … لكن هل يمكن حقا أن نتحدث عن مثل هذه المفاهيم التجريدية الصعبة للأطفال الصغار بعمر ثلاثة الى خمسة سنوات؟ الإجابة نعم بالتأكيد فالأطفال كما الكبار يتأثرون بالوقت ويتحسسونه حتى لو أنهم لم يدركوا أبعاده .. الوقت مفهوم مرن للغاية يتشكل حسب أحاسيسنا كما هو العرض المسرحي الكل لديه ساعات لا أحد لديه وقت، عنوان عبقري يقدمه هذا العرض الذي يمتد ويتقلص ويدور ويقفز مصطحبا معه الجمهور في كل هذه التحولات، ويلهمنا مادة للتفكير بماهية حقيقة الوقت ، الوقت الذي لايمكن لأحد أن يكون كبيرا جدا عليه أو صغيرا جدا عليه )).


وتابع :

 فيما كتبت صحيفة ( سفينسكا داك بلادت ) الواسعة الانتشار في السويد عن هذا العرض قائلة :

(( يتناول المؤلف والمخرج كريم رشيد في هذا العرض أحد القواسم المشتركة في حياتنا جميعا كبارا وصغارا ، إنه الوقت الذي نخضع له جميعا، حتى الأطفال الصغار سرعان ما يتعلمون من الآباء المسرعين والمضغوطين بعامل  (السترس ) معنى الإسراع لأن الوقت يمر بعجل. ولكن ماهو الوقت؟ هل يمكن لنا الأمساك به وإدراكه؟ بصحبة تلك الشخصية المسرعة والقلقة  دوما ( مُسرع السريع ) يبحث طفلين صغيرين عن أرض كل الأوقات، هناك حيث لا يضطر أحد الى القلق والعجلة ولا يصاب الأهل بالهلع من الوقت وهم يضطرون الى الإسراع  الى رياض الأطفال لجلب أطفالهم في اللحظات الأخيرة من الدوام الرسمي . لكن الأطفال يتساءلون أيضا إن كانوا يريدون حقا البقاء هناك في بلاد كل الأوقات والى الأبد ؟

------------------------------------------------------------

المصدر : القدس 24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق