( المكان غرفة العناية المركزة حيث يتعالى أصوات الاجهزة)
( هو على السرير يتنفس بصعوبة وأسلاك أجهزة العناية المركزة مرتبطه بجسمه )
هو : مترف بالوجع أرى من بعيد ضوء كفن ورفاق رحلوا وهم يلوحون أن أقترب ليهمسوا لي ان الوقت قد تأخر ولابد من الموت باكرا
( ينهار على الارض وهو يتنفس بصعوبة)
ورثت الخوف من أمي التي كانت كلما اذن المؤذن تجهش بالبكاء ليس خشوع ولكن حرمان فقد تطاول الزمن عليها كثيرا حتى أرداها جثة في وضح الحياة وقيد الحادث ضد مجهول
(يضرب بكلتا يديه على الأرض)
تعبت من حديث يراوح في مكانه ومن أخبار عاجلة لا تحسن التصرف ومن ذاكرة حمقى ومن جرح يضرب على جرح على مافات ويجعلني أموت على نفسي وأموت من نفسي
( يصرخ وهو يتحدث مع الأجهزة)
طوط طوط طوط طوط ....
اخرسي قلت لك اخرسي لماذا أنت وقحة هكذا دعيني أموت باكرا أموت على عجل فأنت تعرفين بأنني ميت لا محال وكل ماتفعلينه هو كذب أبيض يشبه الكفن
( يرمي بأغطية السرير البيضاء في الهواء وهو يردد)
حين نموت يدوس كل منا على الاخر حتى يتغير لون أجسادنا بفعل التراب ونتشابه .....
ماأحلى أن نتشابه بعد أن فقدنا ذلك وذهبنا نحوالتناقض والتباعد والتقليل حد قطرة تداس تحت اقدام امنياتنا التي تقترب من السواد في بعض الأحيان
( يخرج من تحت السرير دف يضرب عليه ويغني )
نحن على طول المدى محض سراب وحروف على ماء البحر كتبت ......
( يتوقف عن الغناء)
( يتحدث بحزن)
لم تأتي لزيارتي لم تأتي لزيارتي منذ اصابتي ربما انتقلت الى جوار رجل اخر أقسم انني لن أتركها تهنأ بذلك سأقرء عليها الشتائم كل الشتائم وأحرق أسمها مرات ومرات في طقس من السحر لأموت وأنا مطمئن من اصابتها باللعنة
( يبكي )
ارجوحة أنا تذهب وتأتي تذهب وتأتي تصدر صرير ممل رتيب فقد اكتشفت أخيرا انني مجرد من التقويم لذلك حين موتي لن أتقبل العزاء من أحد
( يصفق كالمجنون)
(يصعد على السرير ويميل يمين ويسار كأنه على سفينه وسط الامواج وهو يردد حواره)
خائفون من لحظات تأتينا لتغلق عيوننا وتدعونا للموت خلسة طوط طوط طوط ....... خلقنا كي نموت على أنفسنا خوف ونموت من أنفسنا خوف خلقنا كي نكون جثث تحت وجثث فوق كي نستعد للقيامة
(يتعالى صوت صراخ وبكاء من خارج المكان)
البكاء في كل مكان و الموت أصبح بالمجان حتى الأكفان أرتفعت أسعارها ....فالكل سيموت دون ارادته الكل سيموت خلسة الكل سيموت فجأة الكل سيبكي والكل سيبكى عليه
(يضرب بكلتا يديه على الأرض)
بعد قليل أو أقل بكثير سأموت ربما أحمل أو أوخذ قصرا وأرمى في حفرة عمقها كثير من الموت ربما من خلف زجاج الطب العدلي والطبيب يشرح جثتي أرى زوجتي وهي تبتعد وأبني وهو يبتعد وأهلي وهم يبتعدون خوف حزن لست أدري ربما أصرخ بهم وأحاول النهوض لكن مقص الطبيب وساعديه يمنعاني من ذلك لأنه لا يريد أن يتأخر فهناك الكثير من الجثث تنتظر دورها
( يتعالى أصوات الاجهزة)
( يضحك بغصة وألم )
هل أنا حقا أتحرك في المكان أم ان المكان يتحرك في داخلي هل أنا حقا أتكلم أم ان الكلام يجول في خاطري طوط طوط طوط خلقت كي أموت على نفسي قلق وأموت من نفسي قلق خلقت كي أكون جثة تحت كانت أو فوق جثة تستعد للقيامة طوط طوط طوط....
( يتصاعد صوت الأجهزة ولكن بشكل متواصل ومستمر دلالة على موت المريض )
كنت أعتقد ان الخراف وحدها لا تملك أن تقف ضد حتفها الخراف وحدها لا تملك حق الرفض الخراف وحدها لا تملك تصريح للهروب من مقتلها ولكني اكتشفت الان انني مثلها أنتظر الساعة أن تعلن أسمي ضمن وجبة جديدة للأموات لأحضى بحفرة بعيدة عن مقبرة المدينة فلا يحق لي أن أكون ضمن من أحيلوا على الموت بسبب اخر غير الوباء كي لا أنشر العدوى بينهم هههههه سخرية أن أموت هكذا ولا عجب في ذلك فقد قضيت عمري سخرية في سخرية أتعثر وهناك ورغم ذلك حاولت أن أجمع شتاتي وأتحدى الظروف طوط طوط طوط
ارجوحة أنا تذهب وتأتي تذهب وتأتي تصدر صرير ممل رتيب فقد اكتشفت أخيرا انني مجرد من التقويم لذلك حين موتي لن أتقبل العزاء من أحد
( يتصاعد صوت الأجهزة ولكن بشكل متواصل ومستمر دلالة على موت المريض )
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق