قراءة في كتاب الحركة المسرحية في بنغازي /عبد السلام الزغيبي
بعد تأخير مبرر بأحوال وظروف بلد كان قبل سنوات شبه دولة، تغيرت لتصبح شء هلامي، لم يتحدد شكله النهائي..وصلني كتاب الصديق القاص محمد العنيزي "الحركة المسرحية في بنغازي"،ـ بعد أن قام بجولة في أجواء وسماوات عدة دول ـ وفي صفحته الداخلية الاولى، إهداء جميل من المؤلف.
الكتاب وهو من إصدارات الهيأة العامة للثقافة للعام 2019 وحسب عنوانه في الغلاف يؤرخ للحركة المسرحية في بنغازي خلال الفترة من العام 1927، وحتى العام 1962 تاريخ تأسيس فرقة الشباب.
يستعرض المؤلف في الفصل الأول تأسيس الفرق المسرحية في المدينة، بداية من رائد المسرح في بنغازي.. الاستاذ حسين فليفلة ..وأول محاولة مسرحية عام 1927 ، وأشهر المسرحيات التي كتبها فليفلة وهي مسرحية " الذبابة" وهي مسرحية رمزية تقصد مناهضة الاحتلال الإيطالي.
ثم تأسيس فرقة الشاطيء عام 1936 من قبل الفنان رجب البكوش، وانضمت مجموعة من الشباب إليها واثناء ستعداد الفرقة لعمل مسرحي هو مسرحية " الوفاء العربي" وباعتبار أن مضمونها يخالف سياسة الإحتلال الإيطالي أمر الحاكم العسكري بمنع عرضها وتم حل الفرقة.
بعدها بشهور عاد الفنان رجب والبكوش لتأسيس فرقة تمثيل أخرى مع مجموعة من الشباب..وشئيا فشيئا عادت فرقة الشاطيء للنشاط وقدمت مجموعة من التمثيليات والمسرحيات.منها تمثيلية الشيخ ابراهيم مقتبسة من حكايات الف ليلة وليلة، ثم قدمت الفرقة عمل اخر بعنوان (حسن البخيل) من تاليف رجب البكوش واخراج سالم المكحل، ومثل فيها المطرب علي الشعالية. وقدمت الفرقة كذلك مسرحية الامين والمامون، وغيرها من التمثيليات.
وفي عام 36 يؤسس ابراهيم بن عامر فرقة الشباب للموسيقى والتمثيل، قدمت مسرحيتين هما اللحظات الاخيرة في حياة السكير من تاليفه وقاتل اخيه وهي مقتبسة من تاليف العراقي يونس بحري، وتوقف نشاط الفرقة من عام 38 حتى عام 46 لظروف الحرب العالمية الثانية، ثم كون بن عامر فرقة مسرحية اخرى قدمت عدة مسرحيات واستمرت حتى عام 1951.
ويواصل المؤلف محمد العنيزي استعراض الحركة المسرحية في بنغازي بعد الحرب وانتعاش الحياة الفنية في عهد الإدارة الانجليزية حيث تكونت فرقة فنية التأليف والغناء جديدة في حي سيدي حسين بإدارة الفنان رجب والبكوش لكنها لم تستمر طويلا.. وفي عام 47 تكونت رابطة الشباب من شباب وسط البلد ومنها انبثقت فرقة هواة التمثيل وكان كل ها في بناية السيقراسيوني واشتدت إدارتها إلى رجب البكوش.. وضمت إليها فرقة موسيقية أشرف عليها مصطفى المستيري.
واستمرت الفرقة في تقديم العروض المسرحية ثم تغير إسمها إلى فرقة المسرح الشعبي البرقاوي.
وفي عام 61 تحصلت على ترخيص رسمي بإسم فرقة المسرح الشعبي للتمثيل..واستمرت في تقديم عروضها حتى الان.
في الفصل الثاني بعنوان اطياف مسرحية في الذاكرة،يقوم المؤلف بالتعريف بالشخصيات التي ساهمت في نشر واحياء الحياة الفنية في مدينة بنغازي ومن بينهم( رجب البكوش وابراهيم بن عامر ومحمد اغا وعلي الشعالية ومصطفى المستري واحمد المريش والفرجاني بن حريز وصالح العيش والشاعر عبد ربه الغنائ)..
في الفصل الثالث من الكتاب بعنوان( نصوص مسرحية قديمة)،نطلع على ملخص من رواية الشيخ ابراهيم المقتبسة من حكايات الف ليلة وليلة،واوبريت اللعب وهي تمثيلية غنائية في فصل واحد واربعة مشاهد من تاليف احمد محمد العنيزي وكتبت في سنوات الستينات من القرن الماضي.
ويضم الكتاب في نهايته ملحق للصور التوثيقية لرواد الحركة المسرحية في مدينة بنغازي وصور بعض العروض المسرحية. ثم مصادر الكتاب وهي متنوعة وموثقة وبذل فيها المؤلف والباحث المجتهد محمد العنيزي جهدا يشكر عليه لانه يعتبر اضافة للمكتبة الليبية التي تحتاج لمثل هذا التوثيق لتعريف الاجيال الحالية والقادمة بالفن والثقافة في مدينة بنغازي وليبيا عامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق