أفتش عن مسراتي بقاموس الزمن وجري وراء أشباح أوهامي وانأ الهث.. وكل ما لاح قدامي ضياء للنور هرول بي، هواء قلبي وأشواقي وصرت اجري لا اعلم على الإقدام امضي له أو إني على يداي ازحف... ولما اقترب منه أرى هذا الضياء يبعد ويبعد ثم يتضاءل ويتوقف،، تعب روحي من أطيافه،وهرولتي ،من السرحان،والتسبيح،والتفكير، في أمره وهانا لم أزل اجري ..لا اعلم متى اخلص؟؟
- [ ] (تدخل الخشبة)أين أنت أيها الجد جلجامش إنا مخلوقة اللهاث وحفيدتك الفنانة من اليمن...(توضح الأمر) ضاجع أمي أبي كما تعلم وهو بحالة لهاث وقذفني في رحمها نطفة وقلبه وقف.. وعكس ذلك الأمر نفسه عليا وبدأت اللهاث من بطنها واستمريت عدة دهور الهث والهث وعند المخاض جرت أمي هاربة من الخشبه المغرفة وولدتني وهي واقفة، بالكوليس.. ولدتني وما أرضعتني سوا حزنها وأحلامها البائسة...ولدتني ويا ليتها لم تلدني بأرض اللهاث...ارض السعادة كما يدعون وبلاد العفاف حيثما يموتون فنانيها وهما كفاف
أخبرتني بقصة أبي وقالت: باني عصارة عذاباته وما عاشه من ضياع ومن اغتراب.. سألتها إن كان لهاثي يعني توارث جيني... فأجبتني قائله أنها: لعنة واللعنة لم تأتي من عند الله بل من أيام الملك الدجال والملكه عشتار حينما خلقت جدك جلجامش متصوره أنها ستسيطر عليه..وستملي عليه كل ما تريده وإذا فيه يعصي أهوائها ويواجه إطماعها فبدئت تخاف من خلقها وقررت تخلق له ندا اسمه انيكدو السمسار خلقته وصبت اللعنة على إتباعه من الرجال الأخيار... فسألتها عن الحل فقالت اذهبي للمتحف أو للمسرح لا فرق بين الاثنان ستجدين هناك جدك. وتسألينه فيما يمكن إن يكون عليه الحال
وها إنا وصلت هنا لا اعرف كيف دخلت ومن أي باب دلفت (تلفت يمينها ويسارها وتراء ُمومياء جلجامش ومنحوتات لوجوه فنانين فقدناهم موسدين المسرح على شكل موميات)
جدي جلجامش
(تفتح خيوط الكيس الجلدي لتكشف على وجهه )
يا سلام مرت مئات الأعوام عليك وأنت لازلت في وضعية إنسان، لم تأكلك الديدان..لم يأكل لحمك أشباه الرجال الذين يدعون بأنهم أخيار(يُخيل لها انها سمعت صوت يسألها)
من إنا؟ إنا مخلوقة اللهاث يا جدي جلجامش أوصتني أمي إن إلجاء إليك عند المأزق وها إنا أتيت, أتيت راجية منك إن تعيرني هذا اللحاف الجلدي الذي وقاك شر الحشرات والديدان وجنبك لسعات الحنشان وحافظ على كرامتك أكثر من ثلاثة إلف عام كانسان...(تصمت منتظره الرد ولم يرد ولكنها تراء طيفه يتمايل في فضاء الخشبة مع رد بصوت جهوري يبعث صدا )
- يا ابنتي هذا اللحاف جلدي ومن خرج من جلده ضيع دربه وأنتي حفيدتي وتعنيني ولكنك مثل الموت والولادة،فاقدة الإرادة ،في موتك ذلا وبولادتك جهلا، تلهثين في حاضر خاسر.. وتتباهين بماضي والماضي اكبر من إن يتغنى فيه الناكر ....
(مخلوقة اللهاث)
-لم أنكر لأني لا املك حتى أنكر ولم أتغنى فصحاب السيادة هما الأولىّ في ذلك..أنت أيها الجد جلجامش لأتعرف ماذا تخفيه الأزمان لأتعرف كيف صار الوافي غدار والغدار بوافي ،والكريم جرارا. والجرار مغوار... تبدلت الأدوار يا جدي وعشتار ما عادة بعشتار الإلهة الداعمة للأخيار والمواجهة للأشرار عشتار هي شر الأشرار... وانكيدو: لم يعد انيكدو والي الأمر الداعي للمعروف والناهي عن المُنكر...وخليفة الجد جلجامش الجبار.. انكيدو: يا جدي يرقص على ألطبله والمزمار..همه إن يرضي ألهته عشتار..ولكم الحق فينا العار وذلنا بكل براعة وكل اقتدار.. ولكم حملنا نحو الهلاك وأوصلنا إلى حافة الانهيار..وصار لهاثي يزيد.. وحلمي القريب صار بعيد.. وكل شي منطقي صار لا منطقي..ولدت شقية وسأعيش شقية.. وأموت وانأ الهث، صفر اليدين لا عليا ولا معي...فهل تتكرم وتقرضني جلدك،وهيبتك فقط لا اطلب أكثر ؟؟( بصوت جلجامش )
-لا يأبنتي عالجي لهاثك بغثائك ولفتي إمامك قبل إن تلفتي ورائك وانهلي من الماضي ثرائك لتخلقين الحاضر بلمسه من بهائك كي يضمن المستقبل الأتي بقائك وإلا فالموت قدامك والموت ورائك...(مخلوقة اللهاث)
- اعرف هذا.. اريد أفعال لا نصائح..إنني لم اطلب منك غير جلدك،وسر خلودك وبعضاً من الاعتبار.. أريد ما يقيني من البرد،والشمس،والانكسار..أريد حياتي دونما يتخللها أي اختصار..أريد التساوي بيني ككلبة لهُاث وبين الحمار.
والموت يا جدي جلجامش ليس فقط إمامي وخلفي بل يمينيي ويساري أيضا.. الموت بالمتجر بكيس القمح والسكر..الموت يا جدي بكل نبتنا الأخضر.. الموت تحت الكرسي الدوار..وحتى في طلاء اللون بالجدران..وفي مصباح حجرتنا، وخلف ستار شرفتنا، وتحت سرير غرفة نومنا،..اعرف بذلك يا جدي جلجامش ومع هذا فالموت في هذه الظروف وقار..إن حياتي حياة اللهاث المُرعية هذه ليست إلا.. طريقه بطيئة لموت الكبار...فامنحني جلدك هذا حتى ولو بمقابل اجأر..
((بصوت الجد جلجامش)
-يأبنُتي مشكلتكم انكيدو لا عشتار...مشكلتكم خنوعكم، طأطأة هامتكم والرضاء بحياة اللهاث المرعية سنيينا طوال...فمنذ إلفين عاما عرفت بان البلاد ستغرق على أي حال..عرفت بان عائلة الفنان جلجامش ستقع تحت وطأة رهط من الجاهلين وأشباه الرجال...ومع هذا فأنت الذي حملا تاريخه وأحلامه للزوال،واضعة البضاعة للأسف وأضعت الجمال... إن كيسي الجلدي هذا أو جلدي- كما تسميه-...أصل والأصل لا يعار أو يباع أو يفرط بهي بمقابل أو بدون مقابل...وأنصحك إن تذهبي لانكيدو وتبلغيه إن يشرع بترتيق جلده وسد ما بهي من ثقوب حتى يقيه ويقيكم من شر برد الشتاء وحرارة الصيف ويداري لهاثك من كل ما قد يثير عليه إلف سولا وسؤال
()
ولكن انكيدو لا يقبل النصح والقول في أي حال...وبين لحظه ولحظه تراه خرج من جلد مخروم إلى جلد مثقوب أخر... لأفرق بين الجلود الذي يرتدي غير بالشكل والشكل يا جد زائل...
انكيدو.. نكدي،ونكدك.. ووجع أمتي، وشؤم ضياعي،عبر السنين وطوال المراحل..انكيدو..يا جدي صار لا يدرك الغد ماذا يكون ولا يعلم اليوم ماذا يقابل...يعيش على الكذب والزيف وحياة العبث والتحايل...
يا جدي العزيز ما من أمل لا تحاول... كل تلك السنيين الذي عشتها هرولة ولهاث قتلت داخلي أي حلما وأي تفاؤل..
فأعرني جلدك أو لا تعيرني فليس إمامي سوا إن أواجه هذا المصير بعُريي وجلدي الفقير...لعليّ أجد للطريق الخلاص سبيل..ولحياة اللهاث بديل...
ياجدي الحبيب ها أني
أسابق أزمنتي سباق وكلما حاولت اسبقها تبدءا إقدامي بالانزلاق وإبداء أهرول لا
إنَّا مصروعة على الخشبة وإلا إنَّا بالسباق وهكذا مرت حياتي هرولة في هرولة
وساق تتشابك وتتصادم بساق
اجري وأتعثر وانهض من جديد لعلي الحق بالسباق
وجريت لما أدمت إقدامي وأصيبت أرئاتي باللازاق
جريت لكن الزمن قاسي وعاق
ماله أمانه كلما سايرت أو هادنت نزوته نكث بالاتفاق
وصرخت من ألمي صرخت ....
صرخت لما اهتزت السبع الطباق
لعل من حولي سيسمعني ويدرك إنني ضمن النطاق
انشد طريق الحرية وطريقها العربي شاق
ففي بلاد العرُب من أيام مولانا الخليفة بين الشعوب وبينها حدث الطلاق
وعاشت الأوطان معتلة بأسيادها أهل الفخامة ولارتزاق
المائلين إلى التطرف والخيانة والبغي والفتنه وزرع الانشقاق
واستمر الحال من إخفاق إلى إخفاق
وكلما أكمل الشعب نفق فتحت له العشرات من لإنفاق
... والحقيقة لن ينفع الجسد المعا فئ طالما الرأس معاق
ياجدي الحبيب
ما عدت اعرف مواسمي.. صار الشتاء كالصيف والصيف خريف..لا ليلنا ليل مثل ليالينا ولا نهارنا نهار بل ليله مخيف...لا الصبح في بلادنا ياجدي الحبيب يشبه المساء ومسائنا ليس له وصيف...ركب الظلام نهارنا ...مسكين شعبنا الكفيف ..مسكين شعبنا الكفيف...حياتنا نواح في نواح كالموت كالأشباح كالطعن على الخفيف وكلما ازداد هذا الطعن في صدرونا كلما اشتد بنا النزيف....ونجن يا حليف..نحلف بربنا وبكل ما ملكت إيماننا بان لنا نصيف...نصيف بالماساة بالفقه والتشريع والتفسير والتاريخ على مداه
وانه غدر بنا ..غدر بنا المفسرون والمشرعون وسطو على حقوقنا سطو القوي على الضعيف...سطو على مالنا وأرضنا وحقنا وعرضنا ونحن باهتيف بان لنا نصيف ... نصيف بالتخريف والطم والكريف ....بالزحف على وجوهنا والجري واللهيث وجميعهم يصفقوا لنا يصفقوا لانصافهم لنا لاخرجنا على الرصيف
... ((تسقط جاثية على ووجها يدخل المخرج ويقراء كلمة يوم المسرح العالمي ولا تنهض الممثلة حتى ينهي الكلمة))
قبل مئة عام وعشرة اعوام ولدت من رحم الشقاء هرمكا مسنا ناحلا الجسد ضريرا لا
يرى غير سواد حالك يجثم على هذا ألدنا، ومنذ ذلك الحين وانأ أحبو مثل طفلا شاخ من هول العنا، أرنو إلى نجمي البعيد في السماء، واراه في أسماله السوداء يسير فاقد لتوازنه وكأنه جاء يقلدني أنا. وها أنا أعزائي القراء افرد بكائيتي هذه على صفحات هذه لصحيفية والحرف يصرخ بي أنا ما كنت أٌقراء بالحروف بل بالصور...
لولا امتهان الفن في هذا الوطنلل...لولا ضياع الفكر واضمحلاله بين الجهالة والتمدح والتشدق بالوطن... لولاه ماكنا ندبنا بؤسنا وأعلنا الموت المؤكد للفنون بكل إرجاء اليمن ماذا صنعتم غير استنساخ موتاكم وذبح أحياكم وتغيب الثقافة وتوطين السخافة بكل ما تحمله من معنى وفن؟؟
ماذا صنعتم غير خنق المبدعين وعلا جوقتكم من المتبدعين في وضع أخجلنا وندا له كل جبين؟أين الثقافة والحضارة والأصالة ؟يامن تبيعون المدائح والزبادح والترهات الوضيعة بشوق جامح .
أين الحقيقة بين ما يجري وما نحكي؟؟ بين معالم تنطفي ومعالم أخرى تباع؟؟
بين تراثا ومآثر تختفي؟؟وبين زعبقة كلامية تذاع
لازلت أسائل هل لنا موروث نجرؤ أن نقدمه يفخرا واقتناع...هل نمتلك فناّ؟ ونمتلك إبداعا؟إنني أعزائي بعد رحلت عمري الطويلة، أجد نفسي ضائعا حائرا فاقدا لاسمه وعناوينه وبطاقة ميلاده لا استطيع التعرف لنفسي أو الرد على السائلين فيما صنعت وفيما أكون؟هل كنت فعلا حقيقة املك هوية أو أني بدون... ادعي صفة الفن والفن في هذه الأرض خارج إطار المتون ولكم سبرت أغور نفسي عليا أجد ما يبرر هذا الضياع وهذا الترهل..ولكن هيهات وجدت وجودنا بهذه الصفة مثل وميض شموعا بين شمعة وشمعة ألاف السنين الظلامية وليس بمقدور وميض ذلك الشموع ان يضي تلك الفراغات المظلمة وأيقنت إنا جميعنا المشتغلين بحقل الفنون مجرد ذبالات ذبلتها الرياح... وهبوها صفة الفنارات لإرشاد السفن الجائبة للمحيطات فاحتقن الشمع فوق أجساد تلك الشموع لهول المهمة...وما فاقو لصدمتهم وانطفأ الضياء في نون محجرهم وذابوا في دياجير الدجى بحث على صفة على اسما غريبا من سجيتهم وما وجدوى سوا بحر من الظلمات..لا اسما لا معنى لا شيا لوصف الذات
ولكوني واحد من هذا القطيع لست ادري ماذا صنعت خلف كواليس هذا القبو الذي نطلق عليه مجازا مسرح؟ إنني كلما فقت يوم انصرعت
وكلما اتكئ بجدران هذا الفضاء واقفا يغمرني الضوء من هنا وهناك لأبدو بهيا بطلعة ملاك ...سرعان ما يهرع المرجفين لنزع البلاك فيعود بهائي ظلام.. ومقامي سقام.. وحروفي حرام..إنني أيها الطيبون لا استطيع ان اصفق بيد واحدة لأي كائن يكون كون قوامي الفسيولوجي مبني على نقد كل الظواهر المخلة فليس بوسعي إذن الهدو والسكون يا ما حلمت بان أحاكي الحياة, بما ارتئيه... وبما ربما قد تكون... وما يحتمل.. حلمت بتنمية إنسانية الإنسان وقتل غريزة الحيوان فيه.حلمت بتهذيب المشاعر والعواطف بالجميل من المعارف عليا أشارك في بنا الذوق وأشذب الفكر المريع بالمحبة والتآلف فخاب حلمي واتسع فضاء الحزن الكامن فينا باسطا رقعته السوداء وملتهما ضوء الفرحة،والنغم،والإيقاع،وحركة أجسادنا المتمايلة دوما فوق مسرح الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق