تصنيفات مسرحية

السبت، 7 نوفمبر 2020

مسرحية " المجنون والمنافق " تأليف محمد عبابو

مجلة الفنون المسرحية



 
الشخصيات : المجنون ؛ المنافق .
 
المنظر : ظلمة ، مع سماع صوت صياح الديك  ونهيق الحمار .
 
ثم انكشاف الخشبة بالإنارة ،  بينما يجلس وسط الخشبة ذلك الذي يحمل كتابا ويقرأ، يدخل المنافق، يمشي ذهابا وإيابا ثم يتوقف ناظرا إلى الذي يقرأ .
 
المنافق : ماذا تقرأ؟.
 
المجنون: كتاب يحذر من  دين جديد.
 
المنافق : ماذا ، دين جديد ؟ وهل هناك أتباع لهذا الدين .
 
المجنون : نعم ، والكتاب يسرد قصص الكثير .
 
المنافق : الكثير ، وهل يوجد في الحياة منهم؟.
 
المجنون: وأنت منهم.
 
المنافق : لا أبدا ، وكيف عرفتني أني منهم؟.
 
المجنون: لأنك لا تنتمي للدين المنزل.
 
المنافق: كيف لا أنتمي وأنا اتبع فلان .
 
المجنون : فلان ، وهل تدري ما يكون فلان؟ .
 
المنافق: عالم وله ذيع.
 
المجنون:ضاحكا ، له ذيل .
 
المنافق: بغضب ، ذيع ما قلت ذيل.
 
المجنون: قصدي أن له أتباع .
 
المنافق : والعديد من الأتباع .
 
المجنون: لا يغرنك الأتباع، حتى للدجال أتباع.
 
المنافق : أتباع للدين .
 
المجنون: لأي دين؟ .
 
المنافق :للدين .
 
المجنون: لدين صحيح أم دين مصطنع؟.
 
المنافق : ماذا تقول  ؟.
 
المجنون: لدين الإسلام أم دين آخر .
 
المنافق: للإسلام .
 
المجنون:بل لدين جديد .
 
المنافق : وهل هناك دين آخر .
 
المجنون: أرأيت الشك  الذي يراودكم.
 
!المنافق: بتعجب -لا لا ، أنت لا تفهم قصدي؟.
 
المجنون : بهدوء وبيّن لي .
 
المنافق : بكلام متقطع ، أريد أن أرى إن كان ...في الحياة دين آخر .
 
المجنون: دينكم أنتم .
 
المنافق: وأنت أليس لك دين .
 
المجنون: ليس بي دّين .
 
المنافق : هل ليس لك دين .
 
المجنون: لي دين وأنتم فيكم دَّيْنُ.
 
المنافق: نعم ونفتخر به.
 
المجنون: دَّيْنُ ما قلت دين .
 
المنافق : لا أفهم ما تقصد .
 
المجنون : يتبعكم  دَّيْنُ؟
 
المنافق: أجل ، وأنت أليس لك دين.
 
المجنون: ماذا تقول ، ليس بي دَّيْنُ ، ولكن ديني الدين المنزل .
 
المنافق: بصوت خافت مكلما نفسه ، ماذا أعمل لأتخلص من هذا الذي تسلط علي وينغمس في التفكير.
 
المجنون: أيها الإنسان تبدو أنك منشغل  .
 
المنافق: نعم وأنت السبب.
 
المجنون: أنا السبب أم تفاجأت أنك على غير الدين المنزل .
 
المنافق : ماذا تريد ؟ أنت تثير أعصابي .
 
المجنون: إذن أنت عصبي .
 
المنافق : أف ، أف....
 
المجنون: يبدو لي  أنك متعب .
 
المنافق : متعب بكلامك.
 
المجنون:يلزمك الإستراحة ، لتجمع قواك وتتمكن من اللحاق بركب الصالحين.
 
المنافق: وأنا من الصالحين .
 
المجنون: بل أنت من الدعائيين الطالحين .
 
المنافق : وأنت من المجانين .
 
المجنون: والحقيقة مع الجاهل جنون فهنيئا لكل مجنون.
 
المنافق : -مقهقها- ، تهنئة لمجنون .
 
المجنون: نعم والله إنها لخالصة ويستحقها كل مجنون .
 
المنافق :و لماذا ؟
 
المجنون : لأن المجنون ليس بمريض قلب وقد قال الله تعالى : -في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا- .
 
المنافق: ولكن ليس له عقل .
 
المجنون : لكن القلم عليه مرفوع ولكن هل أنت تفكر ؟.
 
المنافق : نعم.
 
المجنون :لو كنت تفكر وقلبك سليم ما تتلاعب بأمور الدين المنزل  .
 
المنافق :كلامك غير مفهوم .
 
المجنون:غير مفهوم أم أنّ قلبك مفعوم .
 
المنافق :يالك من إنسان غريب  .
 
المجنون: الحقيقة في كوني  غريب لأني ليس من أتباع دينكم الجديد .
 
  
 
المنافق: الحقيقة ، عن أية حقيقة تتكلم.
 
المجنون: حقيقة الدين المنزل .
 
المنافق: وكلنا مع الدين المنزل .
 
المجنون: لا تقل هذا لأن أفعالكم تختلف عن تعاليم الدين المنزل .
 
المنافق : رجاء ، هل يمكنك أن تشرح لي عما تتكلم .
 
المجنون: الأمر بيّن .
 
المنافق : أكيد ، ولكن كلامك ليس بالهيّن .
 
المجنون: يبدو لي أنك بدأت تفهم .
 
المنافق: ماذا أفهم ؟
 
المجنون: أنك على دين آخر .
 
المنافق : وكيف؟
 
المجنون : لأنك تدعي الدين وتكذب على خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
 
المنافق: ومن أين عرفت هذا؟
 
المجنون: من سيرة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
 
المنافق: آه...آه...
 
المجنون: مابك .
 
المنافق: لا شيء ، لا شيء ...أيها ال....
 
المجنون: أكمل ، ربما تريد أن تقول يا مجنون.
 
المنافق: لا لا أبدا إنك لست بمجنون.
 
المجنون: فما أكون إذا .
 
المنافق: جريء في الزمان هذا، ويغادر ، بينما المجنون يعود إلى القراءة ، هدوء يعم المكان ثم يدخل المنافق يجري ، أعطني الكتاب ، أعطني الكتاب لأقرأ بنفسي ماذا يحوي  ، يقرا بصوت مرتفع ، كذب من قال أنا على دين محمد صلى الله عليه وسلم وهو :
 
دعائي.
 
المجنون : فلا يجب أن نكون هكذا وليكن لنا دين ، وليس علينا دَّيْن .لأن الدين هو الإسلام ، والدّين هو أن يكون علينا سيئات حملناها من التلاعب بالدين .
 
ويا ليتني مكتوب عند ربي كما يزعمون مجنونا؛ ولا أكون عاقلا أقترف ذنوبا .
 
سماع صوت صياح الديك .
 
ويسدل الستار .
 
----------------------------------------
 
دعائي : هي عبارة تمت إضافتها على النص الدرامي ، وهي واردة بمعنى ما يزعمه الكثير وهو أنهم يتبعون النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم على غير ذلك ، وقد ادعى مسيلمة الكذاب النبوة ولا نبوة إلا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق