الشخصيات : المجنون ؛ المنافق .
المنظر : ظلمة ، مع سماع صوت صياح الديك ونهيق الحمار .
ثم انكشاف الخشبة بالإنارة ، بينما يجلس وسط الخشبة ذلك الذي يحمل كتابا ويقرأ، يدخل المنافق، يمشي ذهابا وإيابا ثم يتوقف ناظرا إلى الذي يقرأ .
المنافق : ماذا تقرأ؟.
المجنون: كتاب يحذر من دين جديد.
المنافق : ماذا ، دين جديد ؟ وهل هناك أتباع لهذا الدين .
المجنون : نعم ، والكتاب يسرد قصص الكثير .
المنافق : الكثير ، وهل يوجد في الحياة منهم؟.
المجنون: وأنت منهم.
المنافق : لا أبدا ، وكيف عرفتني أني منهم؟.
المجنون: لأنك لا تنتمي للدين المنزل.
المنافق: كيف لا أنتمي وأنا اتبع فلان .
المجنون : فلان ، وهل تدري ما يكون فلان؟ .
المنافق: عالم وله ذيع.
المجنون:ضاحكا ، له ذيل .
المنافق: بغضب ، ذيع ما قلت ذيل.
المجنون: قصدي أن له أتباع .
المنافق : والعديد من الأتباع .
المجنون: لا يغرنك الأتباع، حتى للدجال أتباع.
المنافق : أتباع للدين .
المجنون: لأي دين؟ .
المنافق :للدين .
المجنون: لدين صحيح أم دين مصطنع؟.
المنافق : ماذا تقول ؟.
المجنون: لدين الإسلام أم دين آخر .
المنافق: للإسلام .
المجنون:بل لدين جديد .
المنافق : وهل هناك دين آخر .
المجنون: أرأيت الشك الذي يراودكم.
!المنافق: بتعجب -لا لا ، أنت لا تفهم قصدي؟.
المجنون : بهدوء وبيّن لي .
المنافق : بكلام متقطع ، أريد أن أرى إن كان ...في الحياة دين آخر .
المجنون: دينكم أنتم .
المنافق: وأنت أليس لك دين .
المجنون: ليس بي دّين .
المنافق : هل ليس لك دين .
المجنون: لي دين وأنتم فيكم دَّيْنُ.
المنافق: نعم ونفتخر به.
المجنون: دَّيْنُ ما قلت دين .
المنافق : لا أفهم ما تقصد .
المجنون : يتبعكم دَّيْنُ؟
المنافق: أجل ، وأنت أليس لك دين.
المجنون: ماذا تقول ، ليس بي دَّيْنُ ، ولكن ديني الدين المنزل .
المنافق: بصوت خافت مكلما نفسه ، ماذا أعمل لأتخلص من هذا الذي تسلط علي وينغمس في التفكير.
المجنون: أيها الإنسان تبدو أنك منشغل .
المنافق: نعم وأنت السبب.
المجنون: أنا السبب أم تفاجأت أنك على غير الدين المنزل .
المنافق : ماذا تريد ؟ أنت تثير أعصابي .
المجنون: إذن أنت عصبي .
المنافق : أف ، أف....
المجنون: يبدو لي أنك متعب .
المنافق : متعب بكلامك.
المجنون:يلزمك الإستراحة ، لتجمع قواك وتتمكن من اللحاق بركب الصالحين.
المنافق: وأنا من الصالحين .
المجنون: بل أنت من الدعائيين الطالحين .
المنافق : وأنت من المجانين .
المجنون: والحقيقة مع الجاهل جنون فهنيئا لكل مجنون.
المنافق : -مقهقها- ، تهنئة لمجنون .
المجنون: نعم والله إنها لخالصة ويستحقها كل مجنون .
المنافق :و لماذا ؟
المجنون : لأن المجنون ليس بمريض قلب وقد قال الله تعالى : -في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا- .
المنافق: ولكن ليس له عقل .
المجنون : لكن القلم عليه مرفوع ولكن هل أنت تفكر ؟.
المنافق : نعم.
المجنون :لو كنت تفكر وقلبك سليم ما تتلاعب بأمور الدين المنزل .
المنافق :كلامك غير مفهوم .
المجنون:غير مفهوم أم أنّ قلبك مفعوم .
المنافق :يالك من إنسان غريب .
المجنون: الحقيقة في كوني غريب لأني ليس من أتباع دينكم الجديد .
المنافق: الحقيقة ، عن أية حقيقة تتكلم.
المجنون: حقيقة الدين المنزل .
المنافق: وكلنا مع الدين المنزل .
المجنون: لا تقل هذا لأن أفعالكم تختلف عن تعاليم الدين المنزل .
المنافق : رجاء ، هل يمكنك أن تشرح لي عما تتكلم .
المجنون: الأمر بيّن .
المنافق : أكيد ، ولكن كلامك ليس بالهيّن .
المجنون: يبدو لي أنك بدأت تفهم .
المنافق: ماذا أفهم ؟
المجنون: أنك على دين آخر .
المنافق : وكيف؟
المجنون : لأنك تدعي الدين وتكذب على خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
المنافق: ومن أين عرفت هذا؟
المجنون: من سيرة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
المنافق: آه...آه...
المجنون: مابك .
المنافق: لا شيء ، لا شيء ...أيها ال....
المجنون: أكمل ، ربما تريد أن تقول يا مجنون.
المنافق: لا لا أبدا إنك لست بمجنون.
المجنون: فما أكون إذا .
المنافق: جريء في الزمان هذا، ويغادر ، بينما المجنون يعود إلى القراءة ، هدوء يعم المكان ثم يدخل المنافق يجري ، أعطني الكتاب ، أعطني الكتاب لأقرأ بنفسي ماذا يحوي ، يقرا بصوت مرتفع ، كذب من قال أنا على دين محمد صلى الله عليه وسلم وهو :
دعائي.
المجنون : فلا يجب أن نكون هكذا وليكن لنا دين ، وليس علينا دَّيْن .لأن الدين هو الإسلام ، والدّين هو أن يكون علينا سيئات حملناها من التلاعب بالدين .
ويا ليتني مكتوب عند ربي كما يزعمون مجنونا؛ ولا أكون عاقلا أقترف ذنوبا .
سماع صوت صياح الديك .
ويسدل الستار .
----------------------------------------
دعائي : هي عبارة تمت إضافتها على النص الدرامي ، وهي واردة بمعنى ما يزعمه الكثير وهو أنهم يتبعون النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم على غير ذلك ، وقد ادعى مسيلمة الكذاب النبوة ولا نبوة إلا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق