مجلة الفنون المسرحية
بمشاركة عراقية وعربية وأجنبية
اختتام فعاليات مهرجان كربلاء الدولي للمسرح بدورته الثانية (أون لاين) / عبد العليم البناء
تونس تحصد جائزة أفضل عمل متكامل والعراق أفضل مخرج وسينوغرافيا ومصرأفضل ممثلة وايران أفضل ممثل وجائزة النقاد
سعد الدين البناء: إقامة مهرجان فني ثقافي في كربلاء يحمل رسالة الى العالم بأن كربلاء ليست طقوساً وزيارات حسب بل هي رسالة تأريخية وحضارة
أ.د. هيثم عبد الرزاق: توفر البيئة الثقافية لتفاعل الحياة المسرحية في هذا الظرف الاستثنائي هي الجائزة الكبرى للظاهرة المسرحية
برغم تحديات وتداعيات جائحة كورونا التي لم تتوقف الفعاليات والبرامج والأنشطة والمهرجانات الثقافية والمسرحية والسينمائية في العراق حيث واظب مبدعو العراق على التأقلم مع هذه الجائحة مصرين على عدم إيقافها وتواصل مسيرة الإبداع الأيجابية والجادة.
وفي هذا السياق أختُتمت مساء الأحد 27/12/2020 فعاليات مهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح بدورته الثانية (أون لاين) الذي أقيم تحت شعار (كربلاء مسرح متجدد وثقافة مستديمة) برعاية العتبة الحسينية المقدسة، وبمشاركة عربية واجنبية وعراقية على قاعة قصر الثقافة والفنونحيث شهد المهرجان عروضاً مسرحية وجلسات نقدية شارك في إدارتها وفي عضويتها نخبة من أبرز نقاد المسرح في العراق سلطوا الضوء على المسرحيات المشاركة من حيث التأليف والإخراج والتمثيل وبقية العناصر المسرحية شكلاً ومضموناً.
قال المشرف على شعبة المسرح المعاصر الدكتور سعد الدين هاشم البناء : " إن إقامة مهرجان فني ثقافي في كربلاء يحمل رسالة الى العالم بان كربلاء ليست طقوساً وزيارات حسب بل هي رسالة تأريخية وحضارة اإطلقت من سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وقد أقيم هذا المهرجان بنسخته الثانية للمدة من 24 الى27 / 12/2020 ليشمل عروضاً مسرحية متنوعة بمشاركة (7) فرق مسرحية من تونس ومصر وإيران، بالإضافة الى العراق. مشيراً "إن جميع العروض المسرحية المشاركة من خارج العراق تم عرضها للمشاهدين الكترونياً (Online) عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلتزاما بتوجيهات خلية الأزمة لمكافحة وباء كورونا ."
بيان لجنة التحكيم
وألقى رئيس اللجنة التحكيمية الأستاذ الدكتور هيثم عبد الرزاق، بيان اللجنة التحكيمية التي ضمت في عضويتها الفنانين: الدكتور علي الشيباني والفنان محمود أبو العباس. وفيما يأتي نص البيان الذي انطوى على توصيات وملاحظات مهمة :"اللجنة التحكيمية تقدم جزيل شكرها وامتنانها وتقديرها للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وعلى رأسها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتولي الشرعي للأمانة والشكر كل الشكر لمتولي المحور الثقافي والادبي في الامانة الدكتور سعد الدين هاشم البناء ونتقدم بالشكر الخاص لكل الكادر الإداري والفني والتقني المثابر والساهر والحريص، وعلى رأسهم الأستاذ منتظر الطويل والمخرج المبدع زيدون آل سلطان والاستاذ محسن الوزني رئيس اللجنة المالية والإدارية وعضو لجنة الفرز والمشاهدة لما قدموه من مثابرة واجتهاد لتفعيل الحياة الثقافية والمسرحية في مدينتهم كربلاء المقدسة.
هذا المهرجان الذي يلتقي في فضائه الثقافات والابداعات والمواهب والرؤى المتجددة لاعادة تبادل قراءة اسئلة الحياة مع الآخر .. لأن العالم الجديد والمعاصر أدرك أهمية تبادل وتناسج الثقافات لتحرير صوت الإنسان والاستماع لتجربته وحكاياته لتعمق تجربتنا بالمشاركة الإنسانية وحماية عقولنا ومشاعرنا وصوتنا وتفاعلنا من الاستلاب والتكميم والعنف والتطرف والانغلاق ... لأن نوع الثقافة والمنظومة الأخلاقية لأي أمة متحضرة تأتي في المقدمة .وتعد من الأولويات لتنظيم سلوك الفرد والارتقاء بوعيه في المشهد الإنساني والإجتماعي . لهذا تشكر اللجنة التحكيمية للمرة الثانية والثالثة الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ونتشرف بحضورنا بضيافتها الكريمة ومشاركتنا بفعاليات هذا المهرجان المسرحي الحضاري الراقي .إن اللجنة التحكيمية تؤكد بأن توفير البيئة الثقافية لتفعيل الحياة المسرحية في هذا الظرف الإستثنائي هي جائزة كبرى للظاهرة المسرحية، وإن الجائزة التي تقررها لجنة التحكيم والتي يحصل عليها من هو داخل المسابقة ( مخرج أو ممثل وممثلة وسينوغراف أو عرض شامل ) ماهو إلا تقييم نسبي تحكمه لحظة الاداء والمهارة.وفي رأي اللجنة تذهب كل الجوائز الى قدرتنا الإنسانية لتبادل السلام والمحبة واللقاء الذي يجمعنا تحت سقف هذا المسرح لتبادل التجربة الإنسانية هو الدرس المسرحي الكبير،عندها ستكون الجائزة الكبرى مقدمة لكل من خطط ونفذ وساهم وشارك في هذه الفعالية الرائعة.
وفي إطار ذلك خرجت اللجنة اللجنة التحكيمية بمجموعة من الملاحظات منها:
1- يشكل هذا المهرجان انتقالاً نوعياً وانعطافاً قياسياً من حيث قوة الموجهات المعرفية واستيعاب الواقع الجديد للمجتمع العراقي والعربي والإقليمي باتجاه تقديم خطاب مسرحي شامل ينفتح على المفاهيم الإنسانية ازاء ما يحصل بالمجتمعات الإنسانية.
2- بعد الاستئناس برأي اللجنة النقدية وبما إن المقيمين المهرجانات المسرحية دائماً لهم أعمال انتاجية مسرحية وهذه الأعمال تدخل ضمن تقييم اللجنة التحكيمية برغم تحفظ اللجنة المنظمة للمهرجان على ذلك، لذا قررت اللجنة إعتبار مسرحية ( ستة في واحد) داخلة ضمن المسابقة الرسمية لأن نظام المهرجانات العربية والدولية لايستثني ما تنتجه الجهة المنظمة من أعمال مسرحية، ولهذا قررت اللجنة ادخال المسرحية المذكورة في المسابقة الرسمية وتخضع للتقيم على المستويين النقدي والتحكيمي، فيما استبعدت مسرحية (أوفر بروفة) عن المسابقة الرسمية لأن مخرجها الدكتور علي الشيباني عضواً في لجنة التحكيم.
ومن أجل استمرارية فاعلية هذا المهرجان وتطويره في الدورات اللاحقة توصي اللجنة:
1- تعزيز ظاهرة حضور الجمهور / المتلقي بعد أن ينتهي الوباء اللعين (كورونا) برحمة من الباري عز وجل وبالتزام واضح وصريح من قبل الجهات الصحية ذات العلاقة المواطنين كافة.2- السعي الى زيادة عدد الدول المشاركة بعروض مسرحية من الدول الشقيقة والصديقة.3- مشاهدة العروض المسرحية وفرز من يشارك منها بشكل واقعي دون اللجوء الى وسائط الاتصال الالكتروني واختيار ما هو مناسب منها.4- الاهتمام بتنوع العروض المسرحية التي تعتمد الأساليب الحديثة في الطرح والمعالجة وزيادة مشاركتها.5- التأكيد على سلامة اللغة العربية ولااهتمام بجماليات لغة القران الكريم.6- اقامة ورشات لكتابة النص المسرحي والإخراج المسرحي والأداء التمثيلي تتبناها شعبة المسرح المعاصر.7- تكريم أحد رواد الحركة المسرحية في مدينة كربلاء المقدسة في الدورات اللاحقة".
شهد حفل ختام المهرجان توزيع الجوائز وشهادات ودروع التكريم للأعمال المسرحية والفنانين ولجنة التحكيم والكوادر المقيمة على نجاح المهرجان تثميناً لجهودهم المميزة في الإهتمام بالفن والمسرح وتقديم العرض الشرفي (أوفر بروفة) من العراق تأليف وإخراج الفنان الدكتور علي الشيباني وتقديم فرقة السراج للمكفوفين التابعة لنقابة فناني كربلاء، وبموجب قرارات لجنة التحكيم التي ترأسها الأستاذ الدكتور هيثم عبد الرزاق وضمت في عضويتها الدكتور علي الشيباني والفنان محمود أبو العباس، ذهبت جائزة أفضل أداء تمثيلي نسائي للممثلة إيناس المصري من مصر عن دورها في مسرحية (الرجال لهم رؤوس) لفرقة معهد الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون بالقاهرة في جمهورية مصر العربية، وحصدت مسرحية (روبنسن كروزو) تقديم مجموعة آينا للمسرح من الجمهورية الإسلامية في إيران جائزة لجنة النقاد إضافة الى جائزة التمثيل الرجالي وهي من إخراج علي رضا كوشك جلالي وبطولة حامد رسولي وسيروس مصطفى، وعرضت في تبريز في 27 كانون الأول الجاري وتم بثها عبر الأنترنيت في آن واحد في العراق، وسبق أن عرضت في بلدان مختلفة مثل ألمانيا وتركيا وكازاخستان والبوسنة والهرسك وفازت من قبل بجائزة البوسنة والهرسك للسلام والصداقة وجائزة لؤلؤة قزوين الخاصة في كازاخستان، وفاز بجائزة أفضل إخراج الفنان زيدون آل سلطان من العراق عن مسرحية (6× 1)، في حين ذهبت جائزة أفضل عمل متكامل لمسرحية (الرهوط أو تمارين في المواطنة) للمخرج التونسي عماد المي والمسرحية من أداء الممثلين ناجي القنواتي وعبدالقادر بن سعيد وغسان الغضاب وعلي بن سعيد وآمنة الكوكي ومنى التلمودي، وذهبت جائزة أفضل سينوغرافيا الى مسرحية (sos)للمخرج كرار ميساني من العراق
الجدير بالذكر أن مهرجان ايام كربلاء الدولي للمسرح بنسخته الثانية إنطلق الخميس الماضي 24/12/2020 ، بمشاركة عراقية وعربية وأجنبية بلغ عددها (سبع) فرق مسرحية من تونس ومصر وايران، بالإضافة الى العراق"، في قاعة قصر الثقافة والفنون في مدينة كربلاء المقدسة.
وقال المشرف على شعبة المسرح المعاصر، عضو مجلس ادارة العتبة الحسينية المقدسة الدكتورسعد الدين هاشم البناء في حديث للموقع الرسمي، إن "للمسرح تأثيراً كبيراً على المتلقي، لذا تواصل العتبة الحسينية مواكبة المسرح المعاصر بالذات ولم تقتصر على الجانب الحسيني فقط بل شملت عروضاً مسرحية متنوعة".وأضاف أن "جميع العروض المشاركة من خارج العراق تعرض للمشاهدين الكترونياً (Online) عبر مواقع التواصل الاجتماعي".وبين أن "جميع المواضيع التي تناولتها العروض المسرحية هي مواضيع مهمة منها ذات طابع اجتماعي واخرى ذلات طابع سياسي".
وكان المهرجان قد إستقبل العروض والاعمال المسجلة في الاستمارة الخاصة بالمهرجان والتي بلغت (57) عملاً مسرحياً من مختلف دول العالم: كندا، فرنسا، تونس، المغرب، الجزائر، ليبيا، إيران، ايطاليا، ألمانيا، مصر، هولندا، الدنمارك، الكويت، سلطنة عمان، البحرين، سوريا، فلسطين، إضافة الى العراق.. ومن بين هذه العروض اختارت لجنة المشاهدة والفرز الأعمال المسرحية المؤهلة للمشاركة النهائية وفقا للضوابط والتعليمات التي أقرتها اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان والتي عملت بها لجنة الفرز والمشاهدة بكل مهنية ومسؤولية وكانت نتائج اختيار العروض المشاركة للعرض والمنافسة على جوائز المهرجان: مسرحية (صدى الصمت) دولة الكويت، مسرحية (الرهوط) دولة تونس، مسرحية (الرجال لهم رؤوس) جمهورية مصر العربية، مسرحية (لقمة عيش) سلطنة عمان، مسرحية (روبنسون وكروزو) إيران، مسرحية (واقع خرافي) جمهورية العراق، مسرحية (SOS) جمهورية العراق.
مبيناً :إن فعاليات المهرجان افتتحت بعرض مسرحي من العراق بعنوان (1× 6) الذي على عرض هامش المهرجان وهو مأخوذ عن نص (موقوف 80) للكاتب المسرحي عباس الحايك، ومن إخراج الفنان زيدون آل سلطان، وتمثيل الفنانين: سيف الصافي وأزهر الأسدي والأداء الحركي للفنانين: صادق مكي، عباس جاسم، علي كاظم، وسام الخزعلي، وتصميم وتنفيذ الاضاءة لسعد سلمان، وتصميم وتنفيذ المؤثرات الصوتية لجلال الزبيدي، وتصميم وتنفيذ الديكور لصادق مكي وأزهر الأسدي، تصميم وتنفيذ الأزياء لرؤى جمال، وإكسسوار وماكياج، حسن الشيباني، والداتاشو لصادق النصراوي، وتضمن حفل الإفتتاح كلمات المنظمين بقصر الثقافة والفنون في مدينة كربلاء المقدسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق