مجلة الفنون المسرحية
ويسألونك عن المسرح النسائي او النسوي او المسرح الناعم ؟!
أعود بذاكرتي دوما عندما يطرح عليا سؤال سواء في المقابلات المسموعه او المرئية او المقروئه وحتى في الندوات والمهرجانات بعد إنتهاء أي عرض سواء كنت أشارك فيه مع مخرجه او مخرج أواي عرض أكون فيه كممثلة او عمل كمشروع شخصي اكون فيه الممثلة والمخرجه وكاتبة النص معا , هل هذا العمل على سبيل المثال يمكن ان يندرج تحت مسمى المسرح النسائي او النسوي ...الخ من التسميات وأجيب دوما عندما تكتب المرأة بقلم نسائي هي تقدم رؤية جديدة للعالم عن طريق روح وعيني وبوصلة وفكر المرأة من خلال التركيز على مظاهر الحياة اليومية للبشر عامة وللنساء خاصة وترسم خطوطها لتعكس الجانب المسكوت عنه في الحياة والقوة الروحية للمرأه وأحلامها وطموحاتها وهواجزها وإحتياجاتها وإحباطاتها بعيدا عن الأنماط والأدوار المحدده التي سجنت فيها المرأه لقرون طويلة وكانت مضطره من خلال تلك الأزمنه ان تبتلع صرختها وتأتي تلك المحاولات كصرخة مدوية لمجرد محاولة كسر حاجز الصمت .
ولكن السؤال هل نبقى كمبدعين تحت تلك التسميات والتصنيفات للمسرح , فعلى سبيل المثال لا الحصر اجمل نص تحدث عن كيان المرأه وحياتها وحريتها واتخاذ موقف واضح وصريح من الحياة هو نص بيت الدمية لكاتب رجل (إبسن )فهل نصنف هذا النص نص نسوي ؟ او كاتب يكتب للمرأه مثلا ؟ وهل ستختلف مقولة العمل وخطابه وفكرته إذا تناولته انا او تناوله رجل برأي لربما طريقة معالجة الفكره هي التي تختلف لربما حس المرأه بتناول القضيه وإسقاطات حالتها ستختلف انا لست مع مبارة مع الاخر في تناول قضيتي اوقضية المرأة في المسرح المهم ان تكون المرأه مؤمنه بقضيتها وقضايا وهموم النساء وان لا يصبح ويتحول المنجز او العمل للمتاجره به وتسويقه من خلال خلال جمعيات المرأه والمنظمات النسائيه التي تعنى بحقوق والدفاع عن المرأه وتحويله الى سلعه للمتاجره به بعيدا عن محتواه وما يحمله من فكر لذا لست مع تصنيف اي عمل اومشروع يعنى بقضايا وهموم المسرح تحت تلك المسميات والتصنيفات لذا بدا المسرح يدخل تلك التصنيفات والمسميات فلا ننسى ماطرحه ايضا برنارد شو عندما انهالت التصنيفات بدخول مرحلة عصر المرأه الجديده لانه قدم صوره من خلالها المرأه في أسلوب جديد , مغاير للسائد متخطيا جمود التقاليد والعادات محطما عجزها المادي والإقتصادي , فاتحا بابا لتحررها الإجتماعي من تبعيتها للرجل مما جعل العديد من النقاد يطلقون عليه " كاتب النساء" هذا جانب إيجابي أما الجانب السلبي في إتباع المصطلح والترويج له إذا تم إختزال وجودها الإنساني والجنسي وجعلها حبيسة هذا التصنيف كأمراه في تحولها إلى رمز سواء كان رمزا إيجابيا أو سلبيا اوعلى صعيد وجودها وممارسة دورها كممثلة او مخرجه او كاتبه او ناقده .
فالأجدر بدل متاهة المصطلح وخلق ند للأبداع النسوي طوال الوقت لتبقى ضمن دائرة النزاع تارة وتاره اخرى ان تبقى تدافع عن كينونتها ووجودها ضمن العملية الأبداعيه ان يتم الأنتباه والأشتغال على هموم وقضايا المرأه وتناولها من جانب إنساني بحت وليس نسائي ان تخرج من تلك الدائرة الى ما هو ابعد واكثر تأثيرا ونجاحا ان تنطلق من النسائي إلى الأنساني .
فعلى سبيل المثال ساستشهد بمشروعي الذي انجزته مؤخرا وهي مسرحية أدرينالين تناولت قضية إمرأه مصابة بسرطان الثدي واثناء رحلة علاجها تكتشف سرطانات أشد خطوره من السرطان العضوي المهم كنت دوما اتعرض لنفس السؤال هذا مسرح نسوي او نسائي بامتياز وكنت أجيبهم لا انه مسرح إنساني وليس نسائي .
برأي المتواضع أن الأبداع يحاكي الحياة فيخلقه وتخلقه وما الحياة في جوهرها ومكنونها إلا إنسجاما بين المرأة والرجل يتحدان معا يبدعان معا يفكران معا ليبدعان في الحياة ...ليبدعان في المسرح
فالمسرح انا وانت بكون احلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق