الـیوم الـعالمي لـمسرح كـورونا -2!! -
َحـدثٌ( ما ) وقع في رمشة عین؛ المسألة جد مقبولة؛ هكذا نفهم . لكن في رمشة عین ینطوي عام بكل
فصوله وساعاته ؛ فالقضیة مثیرة للغایة وأشد غرابة ! وإن كانت السنة في سیرورة أیامها، كلها
متاعب وهموم وتفكیر و صراع واصطدام عند جمیع البشریة ؛ جراء الهجوم الشرس لفیروس –
كورنا- أرجاء العالم ؛ مما حول الحیاة وعوالمنا وأحلامنا وطموحاتنا لكوابیس لم تكن متوقعة وكذا إلى
موت مرتقب تجاه كل من زارأو َحـ ّوم- الفیروس- أحشاءه وجدران بیته ! إذ في تلك السنة ؛ وفي سیاق
الیوم العالمي للمسرح قلنا : ... وإن كان الیوم العالمي للمسرح في (العالم العربي) یأخذ طابع (
الشكوى ) وصناعة ( الأزمة) والبحث عن أفق الإنتظارات ! لكن المثیر في 2020 العالم بأناسه
وعباده وحیواناته وطیوره وجدرانه ومعالمه تشرئب أعناقها وأرواحها لأفق الإنتظارات من سینتصر:
هل الطبي أو الفقهي؟ أم السیاسي أو المشعوذین؟ أم الدیني أوالسحرة ؟ أم العلمي أو الدجالین؟ أو
مروجي الشائعات والإشاعات؟ أم اللجوء إلى بركة الأولیاء والشیوخ وتردید الأدعیة؟ أم فیروس
كورونا؟ هذا سؤال أثرناه في موضوع (الیــوم العالمي لـلـمســـرح الكورونــي) في السنة الفارطة .
وفي هذا الیوم كان الجواب الشافي بأن( فیروس كورونا ) هوالمنتصر لحد اللحظة ؛ وبدون منازع .
ولاسیما أن المستجدات والمتغیرات والطوارئ . تتمظهر بسرعة فائقة ؛ فتربك العالم، وتربك
الاستراتیجیات في رمشة عین. مما نلاحظ ونعیشه ، فالحجر الصحي لازال قائم الفعالیة والممارسة .
فأضحى كمنظومة إجرائیة/ قانونیة، تسترسل في عدة دول؛ وتطبق عیانیا في أغلب المناطق. ناهینا
عن الصراع الطبي والسیاسي لمحاولة السبق نحو التسلح باللقاح وفي سیاق ذلك ، لقد التحقت
بعوالمنا الآن( كورونا 2 (أكثر شراسة ؛ حسب الخبراء والأطباء ، ویشاع أن هنالك سلالة ( ثالثة)
وبالتالي فكل التخمینات والنظریات والتخریجات باءت بالفشل الذریع ؛ ولم یعد ظروفا استثنائیا ؛ لأن
القاعات والمسارح لازالت مغلقة بسبب جائحة (كورونا 2 (.مما ترتب عنها شلل إبداعي وموت
جمالي وإقبار للنشاط الثقافي والفني بشكل عام والمسرحي بشكل خاص؛ وبالتالي فللمرة الثانیة یعیش
[[ الیوم العالمي للمسرح ]] خارج منطقه ووجوده وحدثه الإنساني الأسمى ، {یوم }ستنعدم فیه نشوة
الاحتفال؛ لتجدید دماء – دیونیزوس- في معظم بلدان العالم ؛ ولكن بشراسة – الفیروس- هكذا جاعلا
{دیونیزوس }أسیرا لقوة وشطحات – الكوفید – الذي لا نعرف عن طبیعته أي شيء؟ ولم نرلونه و
َذارته ؛ لأنه كائن یتجول ویصول ؛ ولقد أطاح
ملامحه ؟ لأنه زئبقي !! ولكن نشعرجمیُعنا بهجمیته وقـ
بنا وبعرش وصوْلة {دیونیزوس }قسرا وبدون حرب معلنة كحرب طروادة؛ أو حرب البسوس؛ لیتیه
وأغلب مریدیه في متاهات الهلع والرعب ؛ لنتخلى عن خیالنا وتخیلاتنا وأفكارنا الإبداعیة ؛ لكي لا
یستطیع المبدعون والمریدون والباخوسیین... تجاوز الحدث على الأقل في أغلب الدول العربیة ؛ ولن
یقدر[ الأن] أن یساهم أي ( كان) بطریقته في صنع الحدث ؛لأن (كورونا- 2 (بقوة انتشاره أضحى هو
الفعل /الحدث ، أو بالأحرى أمسى إجرائیا الزمن ذاته ؛ والذي تحكم في الحدث والفعل؛ وفي نفس
وجمد عملیا حركیتنا وطموحاتنا وأربك كل الحسابات والقناعات
َلّ
حركیته العالمیة هو الزمن الذي شـ
التي كان یؤمن بها المسرحي من الشرق للغرب. وإن كان الغرب بطبیعة تركیبته الإجتماعیة والسیاسیة
، لقد أبدع منذ الحجر والحصار طرائق للتواصل والتنشیط الإبداعي والمسرحي؛ واختراق القنوات
التلفزیة وهذا ما تشیر إلیه ؛ الممثلة الإنجلیزیة (هیلین میرین) في رسالتها حول {الیوم العالمي
للمسرح} قائلة: ...{( كافح العدید من الفنانین والفنیین والحرفیین والنساء في مهنة ملیئة بالفعل بانعدام
الأمن، وربما جعلهم انعدام الأمن الحالي أكثر قدرة على النجاة من هذا الوباء بذكاء وشجاعة، لقد ترجم
خیالهم في هذه الظروف الجدیدة طرقا مبتكرة ومسلیة ومتحركة للتواصل، وذلك بفضل كبیر من
الإنترنت بالطبع....)}وفي هذا السیاق أشرنا منذ أسبوعین في موضوع ( نحن المسرح !!) قد یكون
المسرح المغربي الیوم كائنا بلا معنى لأنه معذور في تخلفه وتخلف أغلب فنانیه ومبدعیه عن الركب
الوسائطي والتكنولوجي ! إلى جانب شبه غیاب للخبرة والدربة والكفاءة التي یتطلبها التعامل مع الشبكة
العنكبوتیة – انترنیت - وبالتالي عبر هذا العطب ، كیف یمكن للمسرح أن یبرز العاهات والأ ْعـطاب
وأن یقدم على الأقل تصورا ( ما ) لواقع اجتماعي وسیاسي آخر وهو معطوب ""مـ ْن وفـي""
مكوناته؟
ورغم هاته الحقیقة التي تجسدت عبر وسائل التواصل الإجتماعي والشبكة العنكبوتیة ؛ طبعا لا وجود
لقیاس مع وجود الفارق ففي ربوع أوربا وروسیا فالمسارح مغلقة ، لكن العروض مستمرة كتجربة
افتراضیة . لترسیخ التقالید التي داب علیه المجتمع ،ونجد الیوم كل الفنانین الفرنسیین والألمانیین؛
یطلبون بفتح المسارح والمكتبات ( فقط) دون المطالبیة بفتح المقاهي والحانات والمخبزات. بخلاف
بعض الأقطار العربیة؛ التي طالبت بفتح المسارح ؛ ولكن بنوع من الاحتشام؛ وللتاریخ هناك من
المسرحیین من مارس اللامبالاة ؛أمام المطلب. لأنهم في غنى عن المسرح ؛ ویوم ستنقشع الغمة عن
الأمة؛ ستجدهم من الأوائل الذین سیعبثون في الملفات وسیهرولون نحو المهرجانات واللقاءات
ویساومون على حضورهم !! متوهمین أنهم نجوم ؛ ونسوا ما قاله الرب في سورة ( النجم/ الآیة 1و2(
{والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وماغوى }وما علينا إلا بشرح – الطبري لكي( نفهم) ورغم ذلك
سیتطفلون على العائدات المالیة من منح ودعم وتوطین وإنتاج وترویج والكاستینغ والإشهار والمكتبات
والمجلات ؛ وسیتصدرون المیكروفونات والكامیرات؛ بدون خجل لیتكلموا عن المسرح وفنونه
َُّم ]من المصطلحات والتخریجات والقوالب
الفرجویة والإستنساخیة والاستغراقیة والإستشراقیة .. و[ َهـلـ
التي لا تلیق بتربة مسرحنا ؟ وهؤلاء قبل الجائحة الكوفیدیة في نسختها الأولى والثانیة ؛ هم سبب
ضیاع عدة مكتسبات والتي كان یزخر بها فضاء المسرح العربي؛ ولا نغالي بالقول: أنهم (
ُهـم)عناصر التفرقة ، والتشتت، والتشرذم، في النسیج المسرحي ؛وستزداد الهوة اتساعا وتوسیعا ما
اتسع ْت اتساعا؛ ولا یمكن نفیها بتصریح
َ
سیفصل بعضنا عن البعض، أكثر مما هو الآن . بحیث الهوة
أو جرة قلم ، في أغلب الأقطار العربیة ؛ لأن المسرح بشكل عام یقتات من دهالیز وزارة الثقافة
والإعلام ؛ وفي إطار هذا الوضع المأساوي؛ من عدة زوایا هل ستفتح القنوات العربیة والتلفزات
العمومیة أبوابها؛ لإعادة الاعتبار للیوم العالمي للمسرح ونحن أمام ( كورونا 2 (إیمانا بأن المسرح
عمل مقدس ولدیه القدرة على أن یتحول إلى مزار للأداء الروحي. الذي بدأ یتلاشى أمام الإغراءات
المادیة والسبق نحو مجتمع الرفاه .أم أن الإعلام بقنواته البصرية والسمعیة ؛ الذي كان في عقود
خلت ملازما للمسرح في حركیته وعطاءاته ؛ هل الیوم لا یعنیه الاحتفال بروح {دیونیزوس}لأن السنة
الماضیة ((2020 ((كانت اللامبالاة والسبات وطمس معالم الیوم الإحتفالي تذكیرا وتوثیقا و عروضا
ونقاشا، لأسباب مجهولة ؟؟ ولاعلاقة لها بكورونا؛ لأن الجائحة كانت ولازالت خارج الأستودیوهات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق