مجلة الفنون المسرحية
دعتني فرقة هوار المسرحية في كركوك، مشكورةً، لمشاهدة "بروفة" مسرحية "أحترق كالعنقاء" باللغة الكردية (وەک قەقنەس دەسوتێم)، تأليف الفنانة والكاتبة كزيزة عمر علي، سينوغرافيا وإخراج نژاد نجم، وموسيقى وتلحين سيروان عمر، و أداء هوار فارس، وهي من نوع مسرحية "الممثلة الواحدة"، وليس المونودراما (بمعنى مسرحية الشخصية الواحدة) كون الممثلة تؤدي فيها أكثر من شخصية. وتتناول حياة فنانة مسرحية تقضي كل عمرها في انتظار حبيبها، تحوك ثياب العرس، مثل بنيلوبي التي تقضي سنينها العشرين في الغزل بانتظار عودة أوديسيوس، في حين لا يقدر المجمتع تضحياتها وإخلاصها لفنها وحبها إلاّ بعد موتها، حيث سيتذكرها باقامة تمثال لها.
ورغم أني شاهدت "البروفة" في قاعة صغيرة، بمصاحبة الموسيقى الحية، من دون إضاءة، فقد شدني الأداء المتقن الرائع للممثلة هوار، وأسلوب المخرج الذي جمع بين المنحى الطقسي (ذي الإيقاع الحزين) والمنحى التشكيلي/ الواقعي، والتأليف الموسيقي المتناغم مع بنية المسرحية، واللحن المفعم بالروح العرفانية لشعر جلال الدين الرومي.
أدعو الجهات المعنية بالمسرح في إقليم كردستان وبغداد إلى دعم هذه التجربة المبهرة للمشاركة في مهرجانات دولية وعربية ومحلية.
يُذكر أن فرقة هوار سبق أن دُعيت ضيف شرف إلى مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما وقدمت المسرحية في آذار/ مارس الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق