تنويه :
تلك فكرة أردت أن أخرجها إلى حيز الوجود الأدبي ، فتخيلت ملاكا وشيطانا وإنسانا ، دار بينهم جدال ، أراد كل منهم أن يلقي تبعة الفساد في الأرض على الآخر .
وإن أردتَ الحق فليس هناك ملاك ولا شيطان ولا إنسان ، وإنما هو الإنسان يتنازع الجانب الملائكي فيه مع الجانب الشيطاني ، وكل ما فعلتُه أن أعطيتُ شيئا من الاستقلال لجانبي الإنسان لتزداد هوة الخلاف والنزاع ، وتزداد تبعا لذلك الفكرة ثراءا ووضوحا .
الشخصيات :
الإنسان .
الشيطان .
الملاك .
الربان .
مساعد الربان .
شخصيات المجلس الشيطاني .
شخصيات المجلس الملائكي .
الزمان :
أي زمان .
المكان
أي مكان .
المشهد الأول :
اللوحة رقم ( 1)
إضاءة :
الفضاء الخارجي نجوم وأقمار وكواكب تسبح في نظام متسق .
تنساب موسيقى تتوافق وتتناغم مع هذا المشهد المهيب الجليل .
نقترب من كوكب الأرض وهو يدور حول نفسه أمام الشمس ، ويدور القمر حوله مرسلا ضوءه على النصف المقابل له ، بينما النصف الآخر يغرق في ظلام دامس .
نخترق الغلاف الجوي للأرض ، تظهر ملامح الكوكب الأرضي في صورته البدائية ، الجبال الشاهقة ، براكين تنفجروتثور وتنتشر حممها في كل مكان ، والزلزال تحدث وتغير من صورة سطح الأرض ، البحار ، المستنقعات ، الصحروات الواسعة الخالية ، الغابات ، الأنهار ، الحيوانات على أنواعها ، الطيور على أشكالها .
السماء صافية ، الشمس مشرقة ، تتجمع الغيوم تتكاثف ،يسود الظلام ،وتشتد الرياح ، تهب العواصف ، يُرى البرق ، يُسمع الرعد ، تنهمر الأمطار وتسيل سيول في كل مكان .
تعود السماء إلى سابق عهدها من الصفاء تشرق الشمس ، تنتشر الحياة متمثلة في الحيوانات والطيور والنباتات .
إظلام .
اللوحة رقم ( 2)
إضاءة :
فوق ربوة عالية ، رجلان في ثياب بدائية ، يتحدثان ، يختلفان ، يستدير أحدهما لينصرف ، فيتناول الاخر حجرا ويشدخ به رأسه ، يسقط قتيلا ، يطيل إليه النظر ، يضع يديه على عينيه ، يجلس بجوار الجسد الممدد ، ينصرف بصره إلى جوار جذع شجرة غراب يحفر في الأرض ، يجرجر جثة غراب ويضعها في الحفرة ويهيل عليها التراب .
ينهض الرجل يلتقط قطعة صخر مدببة ويحفر في الأرض ، وبين الوقت والآخر يتوقف ينظر إلى الجسد الممدد بجواره .
إظلام :
اللوحة رقم ( 3)
إضاءة :
جيوش تتقاتل من كل الأجناس البشرية ، مجسدة تطورالبشرية من التقاتل بالأسلحة البدائية مرورا بالأسلحة والأدوات الحديثة من مدافع وسفن وغواصات وطائرات ، وتظهر صورة المدن المنهارة والمحترقة والمخربة ، وصور للقتل والذبح والأسر والسجن .والنساء الباكيات والأطفال المذعورة ، والأشلاء والدماء والدمار في كل مكان .
يسمع صوت انفجار مدوي ،ويرى صورة انفجار القنبلة الذرية ، وتتسع الصورة شيئا فشيئا ،ويتواكب مع هذا ارتفاع صوت آهات حزين ، يسطع نور باهر ثم .
إظلام .
اللوحة رقم ( 4)
إضاءة
الجثث منتشرة في كل مكان ، البعض محترق ، والآخر مشوه ، وإشلاء وجماجم أدمية ، أشجار محترقة بيوت مهدمة ، نيران مشتعلة هنا وهناك ، دخان أسود يملأ الجو ، الغربان تنعق والطيور الجارحة تحوم في السماء بعضها يسقط فوق الجثث وينهش أجزاء منها ، ويحدث صراع بينها وبين الذئاب والكلاب التي تجوس في المكان .
إظلام .
المشهد الثاني :
( لقاء )
على مرفأ ميناء ترسو سفينة ، وفي جانب لافتة مكتوب عليها بالخط العريض : ( الرحلة الأخيرة إلى جزيرة الإحلام ) .
الربان يقف على بداية السلم ، ينظرفي ساعته بتوتر ، ويتطلع هنا وهناك . يذهب ويجئ ، يحدث نفسه .
الربان : لقد اكتمل نصاب الرحلة ما عدا راكب واحد ، باقي راكب واحد لكي أبحر إلى الجزيرة .وأنا أقف هنا منتظرا منذ ساعة ، وربما يمتد بي الوقت ولا يحضر الراكب ، لقد انهيت كل ترتيبات الرحلة ، وألقيت التعليمات على الركاب أكثر من مرة ، القانون يمنعنى من الإبحار إلا بعدد محدد من الركاب بدون زيادة أو نقصان .
مساعد الربان : ( يشير إليه من أعلى سلم السفينة ) سيدى إلى متى سننتظر هكذا ؟
الربان : ( محتدا ) إلى أن يحضر الراكب الأخير ؟
مساعد الربان : ( بسذاجة ) ولماذا لم يحضر للآن ؟ّ!
الربان : ( نافد الصبر ) وما أدراني ، لقد مللت من الانتظار ، ولكني لا أستطيع أن أبحر إلا بحضور هذا الراكب المجهول .
مساعد الربان : إذن لنبحر ونلتقط أي ركاب في الطريق .
الربان : ( ساخرا ) نلتقط أي راكب في الطريق ! وهذا الراكب سيكون منتظرا على أي موجة من أمواج البحر يا غبي .
مساعد الربان : انا أقصد نلتقطه من أي سفينة من السفن التي نمر بجوارها .
الربان : ( يعض على يديه ) وماذا سنقول لهم ..أعطونا راكبا كي يكتمل نصاب الرحلة ،وسنعيده إليكم في الرحلة القادمة ..لا أدري ما الذي جعلني اتحملك طوال تلك المدة ، لماذا لم أقذف بك إلى الأسماك .
مساعد الربان : أتنكر أنك تحبني كأبنك ؟
الربان : ( ناظرا إلى ساعته) نعم أحبك ، ولكن لكل شيء حدود ، فلن يطول صبري عليك إلى الأبد .
مساعد الربان : ( مشيرا إلى نهاية الطريق المؤدي إلى المرفأ ) سيدي سيدى أرى ثلاثة أشخاص قادمين نحونا .
الربان : نريد شخصا واحدا وليس ثلاثة .
مساعد الربان : ولكنهم ثلاثة ويجرون ، أحدهما يرتدي رداءا أبيض والآخر رداءا أحمر والثالث أحمر وأبيض .
الربان : ( يتطلع إلى الطريق ) ما معنى يرتدي رداءا أبيض وأحمر ؟
مساعد الربان : يرتدي سروالا أبيض ومعطفا أحمر .
الربان : ( يتطلع إلى الطريق ) انا لا أرى شيئا لعلك تتخيل !
مساعد الربان : ( يشير إلى الطريق ) هاهم يتدافعون ، كل منهما يريد أن يصل قبل الآخر .
[ يدخل ثلاثة أشخاص يتادفعون ، كل منهم يرفع ورقة في يده يقفون أمام الربان ]
الربان : (متعجبا ) كيف يكون مع كل منكم تذكرة سفر والمفروض أن يكون الحجزلراكب واحد ، لابد أن يكون هناك خطأ ما ( يتناول التذكرة من الراكب الأول ويطلعها ) الاسم : ملاك ، وقت الحجز الساعة الرابعة وخمس وأربعون دقيقة ( يتناول تذكرة الراكب الثاني ) الاسم :إنسان ، وقت الحجز الساعة الرابعة وخمس وأربعون دقيقة ( يتناول تذكرة الراكب الثالث ) الاسم : شيطان ، وقت الحجز الساعة الرابعة وخمس وأربعون دقيقة .( مندهشا ) ما هذا كيف يتم الحجز لكم أنتم الثلاثة وفي وقت واحد ؟
شيطان : ( يمد يده ليأخذ التذكرة ) وما في هذا تنح عن الطريق كي أدخل ، فإنا متعب وأريد أن أستريح في مقصورتي ، فقد قطعت طريقا طويلا كي ألحق بتلك الرحلة بصفة خاصة .
الإنسان : ( مندهشا ) ما بك أيها الربان تسد الطريق وتمنعني من الصعود ؟ أما انك تريد إكرامية ، سوف أمنحك ما تريد بعدما تدلني على مقصورتي .
ملاك : ( مترفعا ) منذ مدة طويلة وأنا أمني نفسي بالقيام بتلك الرحلة ، لو تفضلتم ابعدوا عن طريقي ، كي لا تتسخ ثيابي .
الربان : ( يعترض طريق الصعود ) معذرة ...لن تصعدوا إلى السفينة ولن تقوموا بالرحلة .
الشيطان : ( غاضبا ) أتمنعنى حقا من حقوقي ، أنامن حقي أن أصعد وأقوم بالرحلة .
الإنسان : ربما تكون قد تصرفت في مكاني في الرحلة وقبضت ثمن ذلك .
الملاك : كنت أتوقع حدوث مثل تلك ، فأنتم لا تلتزمون بقانون ، هذا دأبكم ويدينكم .
الربان : بل القانون هو الذي يمنعني من أن أسمح لأي منكم بالصعود .
الشيطان : أي قانون هذا الذي يعطيك الحق أن تمنعني من الصعود إلى السفينة ؟
الربان : الرحلة قد اكتملت من حيث عدد الركاب ، ما عدا راكابا واحدا ، وأنتم ثلاثة .
الإنسان : تقصد أن واحد منا هو الذي له الحق من أن ينضم إلى الرحلة .
الشيطان :وما المانع أن نلحق نحن الثلاثة بالرحلة ؟!
الإنسان : أنا لا أرى أن تحمل راكبين أكثر من عدد الركاب يمثل أي ضرر .
الربان : عندك أنت ...ولكن القانون الذي ألتزم به لا تقوم الرحلة إلا بالعدد المحدد بدون زيادة او نقصان .
الملاك : ومنذ متى وأنتم تلتزمون بقاعدة أو قانون يا هذا ؟!
الإنسان : ( يلتفت إلى الملاك والشيطان ) ربما يريد الربان مبلغا من المال نظير أن يسمح لنا أن نصعد إلى السفينة ..أنا ليس لدي مانع ..ما رأيكما و ..
الربان : ( مقاطعا ) لا ، لوتفضلتم لا داعي للإهانة ...لقد أخبرتكم بقانون الرحلة ...الرحلة ينقصها شخص واحد وأنتم ثلاثة .
الإنسان : وأنت في مثل تلك الظروف كيف تتصرف ؟
الربان : كنت أرجع إلى أسبقية الحجز ...ولكن على ما يبدو أنكم حجزتم في وقت واحد أو أن الموظف قد أخطأ وجعل موعد الحجز موحدا بينكم ، ولو كان هناك فرق دقيقة بين حجز أحدكم والآخر لحلت المشكلة .
الشيطان : دعنا من مسألة وقت الحجز ..إلى أي شيء أخر كنت ترجع أو تحتكم .
الربان : إلى العمر .
الملاك : ماذا تقصد ؟
الربان : الأكبر عمرا هو من له الأحقية عن الآخرين ؟
الملاك : إذن نفذ القانون ، والأكبر عمرا مننا نحن الثلاثة هو الذي يصعد إلى السفينة.
الربان : ( يمد يده لهم ) ليخرج كل منكم وثيقته الشخصية لأحدد من الأكبر عمرا .
الإنسان : ( يعطيه وثيقته ) وما علاقة العمر بأحقيتي في السفر ؟
الشيطان : ( يبحث طويلا عن الوثيقة ، يناولها له ) أول مرة أتعرض لمثل هذا الموقف الغريب .
الملاك : ( يعطيه الوثيقة ) لقد ضقت ذرعا بهذا التعنت والتعسف والذي لا أجد لها أي مبرر .
الربان : ( يطالع الوثائق أكثر من مرة ) مستحيل ...هذا شيء غير معقول ....أني أكاد أجن ...لا شك أنكم تعبثون بي !!
الإنسان : على ما يبدو أننا تقابلنا مع ربان مجنون ...ما يوجد في الوثائق يجعلك تتحول هذا التحول العجيب وتصرخ هكذا ؟
الشيطان : أنت تمسك رأسك وكأنك تخشى أن يطير عقلك .
الملاك : أنه فقد عقله بالفعل !
الربان : أي شخص يتعرض لما أتعرض له لابد أن يفقد عقله .
الإنسان : لماذا ؟ ! قلت نرجع إلى العمر وطلبت وثائقنا الشخصية أعطيناكها .
الربان : كما أن وقت حجزكم للرحلة في وقت واحد ، كذلك تاريخ ميلادكم أنتم الثلاثة في وقت موحد بالسنة والشهر واليوم والدقيقة ...أمعقول هذا ؟!
الشيطان : ( يمس على رأسه ) معك حق ، هذا شيء يدعو للدهشة ، لعلها صدفة .
الربان : صدفة أن يكون تاريخكم أنتم الثلاثة واحد ، وصدفة أن يكون حجزكم أنتم الثلاثة واحد ، وصدفة أن يكون حضوركم أنتم الثلاثة أيضا واحد ...ثم ماهذا أيضا ؟!
الشيطان : أهناك شيء آخر أيها الربان ؟
الربان : نعم ، الأسماء ...واحد اسمه ملاك والآخر شيطان والثالث إنسان ..أتلك صدفة أيضا .
الإنسان : وهل قانون الرحلة يحظر مثل تلك الأسماء ؟
الربان : لا بالطبع ...ولكن أشياء كثيرة تدعو للدهشة والعجب .
الملاك : دعك من الدهشة والعجب ...نريد أن نحدد من منا سيصعد إلى السفينة وينضم إلى الرحلة .
الربان : ليس هناك إلا حل واحد .
الثلاثة : ( في صوت واحد ) ما هو ؟
الربان : أن يتنازل اثنان لواحد منكم .
الملاك : نعم ، وما مبرر التنازل هذا ؟
الإنسان : ومن يستحق أن ينال شرف التنازل ؟
الربان : (صاعدا على سلم السفينة ) لقد تعبت من الجدال معكم ، أنا في حجرة القيادة أنتظر قراركم أن تتفقوا على واحد منكم أنتم الثلاثة ، وأظن سيقع اختياركم على الأفضل ، فهو الذي يستحق أن يقوم بالرحلة معنا وأريد من الاثنين الاخرين موافقة خطية بالموافقة على هذا التنازل ، كي لا يرفع أحد منكم شكوى وأتعرض للضرر ...أتسمعونني يقع الأختيار على الأفضل ..والرجاء لا تضيعوا الوقت أكثرمن هذا .
الشيطان : ( يختال في المكان ويطلق صفيرا حادا ، يصفق على يديه ) أنا الأحق بالذهاب إلى الرحلة والصعود إلى السفينة .
الإنسان : بدأنا في استخدام الحيل الشيطانية والنفخة الكاذبة والغرور المقيت .
الملاك : ( ساخرا مشيرا إلى الشيطان ) ولماذا أنت الأحق ؟!
الشيطان : ( يسير متباهيا في المكان ) لأني أفضل منكما ، عنصري أفضل من عنصركما ، لذلك فمنزلتي أعلى من منزلتكما .
الملاك : ( ساخرا، مقلدا تباهي الشيطان ) دعك من تلك الشنشنة الشيطانية الجوفاء ، كيف تكون المنزلة العليا لك بيننا وجدك ملعون ومطرود ...أنا الأحق منك بالصعود ، فعنصري أطيب من عنصرك ،عنصري نور وحياة ودفء وسلام ، بينما عنصرك نار وموت ولظى وفناء ، فاترك هذا الغرور الذي أورد جدك موارد الهلاك .
الإنسان : ( متدخلا ، واقفا بين الملاك والشيطان ) كيف تسول لك نفسك هذا أيها الملاك الطيب ، فانا الأفضل منك وأنا الأجدر أن أصعد إلى السفينة .
الملاك : ( متعجبا ) كيف هذا يا صاح ؟ فأنت مخلوق من تراب ، وبين النور والتراب آماد شاسعة ، فأين أنت مني ؟ أين الثرى من الثريا ؟!
الإنسان : ( يسير في أرجاء المكان مفكرا ، يقترب من الملاك ) أنا لا أنكر أن عنصرك أفضل من عنصري ، وانك ملاك طيب وأنك نور وحياة كما قلت للشيطان ، ولكن أنت لا تملك من أمر نفسك شيئا .
الملاك : ( مندهشا ) ماذا تقصد ؟!
الإنسان : أي ليس لك فضل من طيب عنصرك هذا ، فليس أمامك إلا طريق الخير لتسير فيه ، ولا فضل إلا لله الخالق الأعظم ، ثم أنسيت أنكم معشر الملائكة سجدتم لأبي آدم عليه السلام .
الملاك : نحن لم نسجد له ، وإنما أطعنا وامتثلنا لما أمرنا الله به .
الإنسان : وماهذا الأمر الذي أطعتم الله فيه ؟
الملاك : السجود لآدم .
الإنسان : وهل يأمر الله إلا بكل ما هو حق ؟
الملاك : ما الذي تقصده بالضبط ؟
الإنسان : الذي أقصده هو أنه لو لم يكن آدم يستحق أن تسجدوا له وأهل لذلك ما أمركم الله به .
الملاك : (مبتعدا عن الإنسان ) أنت تحدثني بالألغاز ، أنا لا أفهمك .
الشيطان : ( مقتربا من الملاك واضعا يده على كتفه ) كيف يفسر كلامه ، وهو أكثر شيئا جدلا ، أنت لا تستطيع أن تجادله ، فأنت ملاك طيب حسن النية ،وأنا أقدر منك على فهمه .
الملاك : ( مبتعدا عنه مشمئزا ) لا تحدثني طالما لم أوجه إليك الكلام ، إليك عني ، انا لا أطيق رؤيتك ، فكيف تتجرأ على محادثتي ، وتضع يدك على كتفي ، هل ستصاحبني ؟!
الإنسان : ( ضاحكا ) هون عليك أيها الملاك الطيب ، لم لا تكون رحب الصدر؟ .
الملاك : ( محتدا ) كيف أكون رحب الصدر مع كائن يمتلأ جوفه بكل أنواع المفاسد والرذائل والخطايا ، ويذيقكم منها الأمرين .
الشيطان : ( ضاحكا ) أكان لك القدرة على فعل الشر ولم تفعله ؟!! أم أن كما يقولون ( العنب حصرم )
الملاك :(مندهشا ) ما هذا الذي أسمعه ؟! أتتفاخر على بمقدرتك على فعل الشر ؟!عجبا أقلبت الموازين ؟!
الإنسان : لا ، لم تقلب الموازين ، وإنما يحكم عليك بمنطقه الشيطاني ؟
الشيطان : ( يحاول أن يقترب متوددا إلى الملاك ) أنت يا عزيزي ...
الملاك : ( غاضبا مقاطعا مبتعدا عن الشيطان ) إليك عني ..ما أنا ومحادثتك ؟!
الشيطان : ( مندهشا ) أنا لا أدري ما سبب هذا العداء بيني وبينك ...مع أني أحمل لك كل حب ومودة ..والدليل والبرهان على ذلك ..
الإنسان : ( ضاحكا ومقاطعا الشيطان ) قاتلك الله ...شيطان يحب ملاكا !! إن كانت أساليبك الشيطانية تلك قد تفلح معي ، إلا أنها لن تجدي فتيلا مع الملاك ، فدعنا من مسألة حبك ومودتك تلك .
الشيطان : لتكن محضر خير بيني وبين ملاكنا الطيب .
الإنسان : ( يضحك ) أنت بذلك تثبت أنك شيطان زائف . ..أو شيطان – كما يقولون – (مودرن) .
الملاك : ( يقترب من الإنسان ) لنرجع إلى ما كنا نتحدث فيه .
الإنسان : ( يطرق مفكرا ) أين توقفنا في حديثنا السابق . آه ...أعني إن لم يكن آدم عليه السلام يستحق أن تسجدوا له ما أمركم الله بالسجود .
الملاك : ( يقترب من الإنسان ، يربت على كتفه ) لا أستطيع الاعتراض على هذا ، وقد اقتنعت بكلامك .
الشيطان : ( يدور في المكان ، يشير إلى الملاك ساخرا ) ألم أقل لك أنك ملاك طيب القلب ، ها قد أقنعك بكلمتين ، وأنى لك ألا تقتنع بمن كان أكثر شيئا جدلا ؟ أيعقل هذا ؟ !الإنسان أفضل من الملاك ؟ ! الأدهي والأمر أن تقتنع أنت بذلك . كيف هذا ؟! وكل الشرور والمفاسد التي ملأت الأرض لدليل دامغ على وضاعة الإنسان ، لقد ظهرت له أنياب ومخالب ، بل أكثر ، ألم تسمع عن آلات الدمار والفناء التي صنعها الإنسان ، لينشر الفساد في كل جزء ويسفك الدماء ، وبعد كل هذا يقنعك أنه الأفضل ، والطامة الكبرى أن تقتنع أنت بذلك .
الإنسان : ( غاضبا ، ممسكا بخناق الشيطان ) أنت يا من تتحدث عن شرورنا ومفاسدنا ، أنسيت أنكم سبب كل ما نحن فيه ؟ وأنكم معشر الشياطين توردونا موارد الهلاك، وتصدرون بنا والندم يقطع قلوبنا ، والحسرة تمزق أكبادنا ؟
الشيطان : ( يتخلص من قبضة الإنسان ، يسوى ملابسه ) ابعد يدك عني ..كيف استطعنا أن نفعل كل ما تتهمنا به ؟
الإنسان : من تزينكم لنا الباطل حقا ، وإلباسكم الحق باطلا ، واشعال نار الغرائز في قلوبنا ، والشهوات في أجسادنا ، وتأليبكم الإنسان على أخيه الإنسان .
الشيطان : حينما أسمع منك هذا الحديث ،والذي دأبتم عليه بني الإنسان من أننا سبب كل تلك الشرور والمفاسد، يكاد أن يشيب شعر رأسي ، وتصطك أسناني ، فنحن لو جمعنا جمعنا ما استطعنا أن نصنع نصف ما صنعتم من دمار وفساد ، نحن براء من كل شروركم ، وأنى لنا المقدرة مثلكم ؟ كلمة أقولها في سرك ( يقترب منه ) لقد أصبحنا نخاف على أنفسنا منكم .
الإنسان : يالك من شيطان مكير ... أنت بذلك تحاول أن تذر الرماد في العيون ، وتحاول أن تلقي التبعة على ، أن تنسب إلي ما لم اقترفه ، أنسيت أنكم السبب في المعصية الأولى لنا ؟
الشيطان : لا ، لم أنس ،ولكن لم يفلح معكم شيء بعد ذلك ، وكأنكم اكتسبتم مناعة ضد أسلحتنا ، واتخذتم حجابا بيننا وبين أحابيلنا ،فلم نعد نستطيع إغواءكم ، وإن افترضنا جدلا أنني السبب في الفساد كما تقول ( يشير للملاك ) فماذا كان يفعل هذا الملاك الطيب ، لماذا لم يقف معك يعضدك ويؤازرك ويحول بيني وبينك ؟ أم أنه اسم بدون مسمى .
الملاك : ( غاضبا ) لتكن مؤدبا ، ولا داعي للإهانة .
الإنسان : ( مقتربا من الملاك ) تعال هنا أيها الملاك ...نعم ، أنا لا أشعر بوجودك في حياتي ، ووجودك كان كفيل أن يعصمني من الوقع في كل تلك الشرور والمفاسد ،ولا يجعلني أضعف أمام وساوس الشيطان .
الملاك : أتاتي الآن وتلومنني ؟! لقد فعلت الأعاجيب معك ، واتخذت كل السبل ، ولك لم يجد كل هذا معك ، وكأنك آليت على نفسك أن تصم أذنيك دوني ، بينما انفرد هذا الشيطان بك ، واستحوذ على أفئدتك ، وأعطيته أنت كل جوارحك ، وقادك كما تقاد الدابة .
الشيطان : وماذا ستقول غير ذلك ؟!طالما لم تستطع أن تجعله يصغى إلى كلامك ، ربما أنت تكون سبب كل ما وقع فيه من أخطاء ؛ لأنك لم تؤد مهمتك على خير وجه ، وتركته يرتع ويفعل مايحلو له .
الملاك : ربما ، ولكن ليس لي ذنب ، فأنتما الاثنان عقدتما مؤامرة على لكي تخرجانني من الميدان .
الشيطان : (متعجبا ) ما هذا الهراء الذي تقوله ، لكنتُ حصلت على اعلى الأوسمة والنياشين ، فهذا حلم من الحلام الجميلة ، وأمنية من الأماني البعيدة ، لهو اذكي من ذلك ، والأمر في غاية البساطة ، أنت تهادنت معه ، وتركته يعربد ويفعل ما يحلو له ، فارتكب كل هذه الشرور ، فأنتما الاثنان مسؤولان عما حدث .
الملاك : لا ، لا ذنب لي ، وإنما هو قد مال إليك كل الميل ، وأعطاك زمامه ، فما كان منك إلا ان اخذت تعربد به وسط أودية الإثم ، وتطوف به بين عوالم الخطايا ، وتغوص به في أعماق بحار الذنوب ، وتلج به كهوف الشهوات ، وتسعر نيران غرائزه ، وتلقي به في أتون الملذات .
الإنسان : (ساخرا ) ما تلك السعادة التي أشعر بها ، أأنا المسؤول الوحيد عن تلك الجريمة الشنعاء ؟ لا ، أنا أحملكما وزر كل ما وقعت فيه من أخطاء ، الملاك الطيب بتركه الميدان للشيطان بحجة أنه فعل كل ما في طوقهمعي ، ولم يجد هذا نفعا كما يقول ، والشيطان لأنه قام بكل هذا المجهود والعمل الدؤوب لدفعي إلى كل تلك المفاسد ، فأنا بريء من كل ما حدث ويحدث في الأرض من فساد .
الشيطان : أما وقد وصلنا إلى تلك النقطة ، فأنا أطالب بتشكيل محكمة لتفصل فيما نختلف فيه ، وتبين من صاحب تلك الجريمة ،ومن الجاني ومن المجني عليه .
الملاك : وما هي نوعية تلك القوانين التي سنحتكم إليها ؟ قوانينكم أنتم المعكوسة ،أم قوانين الإنسان العرجاء ؟!
الشيطان : ( ساخرا ) بل قوانينكم التي يعرف مققدما بما ستحكم ، وبما ستحكم القوانين الملائكية أو الإنسانية على شيطان ؟ إني إذن لأحمق لو ارتضيت أن أحتكم إلى قوانين أي منكما ، ولست بالأبله كي أسير إلى الإدانة بقدمي .
الإنسان : آه ...إذن تريدان أن أحتكم إلى قانونين لابد أن أدان بإحداهما ، فإن كنت براء بمقتضى قانون الشيطان ، أدان بمقتضى قانون الملاك ، أهذا ما تريدان أن أصير إليه ؟! أظننتم أن بي جنة أو أني معتوه ؟!استيقظا أنتما الاثنان إن كنتما نائمين .
الملاك :(يذهب بجوار الحائط ويستند إليه ) إذن وصلنا إلى طريق مسدود .
الإنسان : وما علينا فعله الآن ؟
الشيطان : نبحث عن حل آخر .
الإنسان : وما هو ؟
الشيطان ( مفكرا ) اقترح أن يُحاكم كل منا بقانونه ، والآخران يوافقان بما ستحكم به القوانين ..ما رأيكما ؟
الملاك : لو لم تكن فكرتك لوافقت عليها .
الإنسان : ( متعجبا ) ألستَ موافقا على الفكرة من حيث المبدأ ؟
الملاك : نعم .
الإنسان : ( مندهشا ) إذن فما وجه عتراضك ؟!
الملاك : كيف لملاك أن يوافق على فكرة شيطان يا صاح ؟!
الشيطان : ( متحديا ) إذن اجعل قريحتك تجود علينا بحل آخر ، والاعتراض بدون تقديم بدائل يعتبر اعتراض أجوف لا معنى له .
الإنسان : الذي أعرفه أن الفكرة طالما راقت لي أوافق عليها أي ما كان قائلها .
الملاك :نعم ، ولكنني لستُ بالإنسان حتى اوافق على أفكار الشيطان .
الإنسان : الفكرة شيء والشيطان أقصد قائلها شيء آخر .
الملاك : لدي متساويان ، ويصيران شيئا واحدا ، لا فرق بين الفكرة والقائل بها ،
الإنسان : ( يقترب من الملاك ويربت على كتفه ) صدقني ليس أمامننا إلا الماوفقة لنخرج من هذا المأزق .
الملاك : (مترددا ) ألا يوجد حلا آخر ؟
الشيطان : ( متقدما من الاثنين ) لدي فكرة أخرى .
الإنسان : دعنا من أفكارك التي تغضب الملاك ...ماذا قلت أيها الملاك ؟
الملاك : ( يعض على أنامله ) أوافق وأنا مضطر .
الشيطان : المهم أنك وافقت على فكرتي .
الإنسان : ( يضع يده على فم الشيطان) صه ..قاتلك الله ، فلم يوافق إلا بعد جهد جهيد ..وأنت ألست بموافق ؟
الشيطان : ( ضاحكا ) دعني أفكر .
الإنسان : بمن سنبدأ ؟
الشيطان : بالطبع بي ..هيا ..فأمامنا عمل صعب .
الإنسان : هيا عسى أن نوفق .
( ستار )
المشهد الثالث :
( محاكمة شيطان )
قاعة واسعة ، ستائر حمراء تغطي الجدران ، شيطان الشياطين يتصدر القاعة ، يجلس وارء منصة عالية في عباءة سوداء ، على يمينه ويساره عدد من المستشارين في عباءات حمراء ، وفي الناحية الأخرى من القاعة يجلس جمهور غفير من الشياطين ، يتقدم الحاجب يشير للحارس على باب القاعة بفتح الباب ، يدخل الشيطان ثم الإنسان فالملاك ، يجلس ثلاثتهم في الناحية المقابلة لجمهور الشياطين .
شيطان الشياطين : ( يقلب الأوراق أمامه ، يرفع نظره إلى الإنسان والملاك ) لقد نظرنا في
الدعوى المرفوعة منكما لمحاكمة شيطاننا بتهمة الفساد في الأرض ،وقبل أن استرسل في قراءة أوراق الدعوى ، ليسمح لي جمهورالشياطين أن أرحب بالإنسان والملاك ، وتلك اول مرة يطأ أرض مملكتنا إنسان وملاك ، أما بشأن الدعوى أريد أن أسأل الإنسان سؤالا بسيطا ...على أي أساس أقمت دعواك ضد الشيطان ؟
الإنسان : ( يقف ويتقدم خطوات يقلب نظره في جمهور الشياطين ) أنه المسؤول الأول والأخير عما حدث ويحدث في العالم من فساد .
: [ يحدث هرج ومرج في القاعة من جمهور الشياطين ]
شيطان الشياطين: ( يضرب سطح المنضدة بالمطرقة ) صمتا أيها الشياطين ( يتجه بحديثه
إلى الإنسان ) أتقصد أن تقول ان الشيطان ساعدك أو حرضك على نشر الفساد في العالم ؟
الإنسان : ( مندهشا ) ساعدني ...وهل هو في حاجة أن يحرضني ..أنه الفاعل الحقيقي !
شيطان الشياطين : ( يقلب الأوراق التي أمامه ) ولكنه ينكر ما تدعيه ..كما قال في التحقيق
الذي أجريناه معه .
الإنسان : ( يتفلت حوله ) إذن من الذي نشر الفساد في العالم ؟
شيطان الشياطين : ( مشيرا إليه ) أنت .
الإنسان : ( غاضبا ) أنا المجنى عليه ولست الجاني .
شيطان الشياطين : وما المانع أن تكون المجنى عليه والجاني في نفس الوقت .
الإنسان : ( مندهشا ) كيف ذلك ؟!
شيطان الشياطين : بظلمك نفسك ، وجهلك ورعوتنك وطمعك وشرهك .
الإنسان : ( يشير إلى الشيطان ) إذن هو الذي جعلني أظلم نفسي .
شيطان الشياطين : ( يطوي الأوراق التي أمامه ) أيها الإنسان ..نحن نطالبك أن تقدم الدليل
الدامغ على أن الشيطان مدان .
الإنسان : الدليل واضح وضوح الشمس ...وهل أحد ينكر أن كل ما أنا فيه من بؤس وشقاء وفقر وظلم وكل صور الفساد سببها الشيطان .
[ ترتفع الأصوات معترضة من جمهور الشياطين ]
شيطان الشياطين : ( مهددا ) صمتا للسادة الشياطين وإلا أخرجتهم من القاعة .
الملاك : ( بصوت خفيض ) يالهم من شياطين سفلة ..أنا لا أطيق ان أبقي هنا لحظة بعد الآن .
الشيطان : ( شامتا ) إنه موقف لا تحسد عليه ، ملاك في مملكة الشياطين ، ليس أمامك إلا أن تتحمل ما سوف أتحمله حينما اذهب إلى مملكتكم .
شيطان الشياطين : ( يشير إلى الشيطان ) ماذا يقول الشيطان في التهم الموجه له من ابن الأرض .
الشيطان : ( يقف ويتقدم إلى منتصف القاعة ) ليست تلك تهم ،وإنما أوسمة ونياشين ، كان يكون لي الفخر والاعتزاز إذا كنت المسؤول عما هو حادث في الأرض ، ولكنت حائزا على أعلى الرتب ، وما وقفت أدافع عن قضية خاسرة ، وأتمنى أن أكون المسؤول ، ولكن الحق يقال ، أنا لم أفعل شيئا ، إذا كنت فعلته فأين الدليل ؟ وهاكم يا سيدي ( يخرج مجموعة من الأوراق من عباءته ) ما يبرأ ساحتي من دعاوي الإنسان .
شيطان الشياطين : ( يتناول الأوراق ويقلبها ) شهادة تثبت أنك عاطل عن العمل ، وأخرى تثبت أنك مقيد بمؤسسة العاطلين الشيطانية السرية ،وثالثة تثبت أنك لم تنجز أي عمل من الأعمال التي تستحق عليها الترقية إلى شيطان أول .
مستشار1 : ( يقف ضاربا سطح المنصة بقبضته رافعا يده مخاطبا شيطان الشياطين ) أريد الكلمة يا سيدى .
شيطان الشياطين : ( مندهشا ) تفضل .
مستشار 1 : أطالب بحفظ تلك الأوراق ومحاكمة الشيطان بتهمة البطالة وبتهمة انضمامه لمنظمة سرية للعاطلين وبتهم براءته مما نسب إليه من أعمال الشر والفساد .
مستشار2 : ( يرفع يده ليطلب الكلمة ) نحن الآن ننظر في الدعوى التي أقامها الإنسان ضد الشيطان ، أما تلك التهم التي أتتك على غير حسبان فليس هذا وقتها .
مستشار 1 : ولكن هذا لا يخرجها عن كونها تهمة ، والشيطان نفسه مدان باعترافه وتقديمه أوراق تثبت ذلك ويجب أن يحاكم على الفور .
مستشار 2 : فليكن ، فلتحفظ حتى نفرغ مما نحن فيه .
مستشار1 : أنت بذلك تحاول أن تعدل وتنصف .
مستشار 2 : ( غاضبا ) هذا اتهام وسب ، وبناء عليه أطالب بتقديمك لمجلس توبيخ ..إن تاريخي المشرف الحافل بالشرور والمفاسد والجرائم يجعلني فوق الشبهات ، فلتبحث عن تاريخك الخالي مما يفخر به أي شيطان .
مستشار 3 : ( غاضبا ) أنا أطالب بإقالة هذين العضوين من المجلس ، فهما لا يستطيعان أن يمسكا لسانهما ويذيعا أسرار المملكة على مسمع من إنسان وملاك .
مستشار 1 : ما هذا الذي أسمعه ؟! أنت تتطاول على وتتعدى حدودك ، ومن أنت حتى ترفع صوتك بهذا الطلب ..ولكنني أعلم ما تسعى إليه أنت وحزبك ، أنتم تريدون أن تحتلوا مقاعدنا التي حصلنا عليها بعد تعب ، وأعلم ما تدبرونه في الخفاء .
مستشار 3 : أنت تدعي ذلك لأنك في موقف ضعيف .. تحاول أن تتفوه بكل تلك الترهات ، وأقولها لك أنت تلبس عباءة أكبر منك .
[ ينتقل الخلاف إلى جمهور الشياطين في القاعة ، ويصل الأمر إلى التشابك بالأيدى والضرب بالمقاعد ]
شيطان الشياطين : ( يقف غاضبا ويدق سطح المنصة بالمطرق دقات متواصلة ) صه يا معشر الشياطين ..ما الذي أسمعه بأذني وأراه بعيني ..أيعقل هذا ، أيصل بكم الاستخفاف بمجلسنا الموقر إلى تلك الدرجة ..أنسيتم من أنتم ..أوجود إنسان بينكم يحدث كل هذا الفوضى وهذا الهرج ؟!
الإنسان : ( مندهشا ) أنا لم أفعل شيئا !
شيطان الشياطين : لقد أوشكت أن تحدث فتنة بين أعضاء مجلسنا الموقر ، وسوف توقع بأحد شياطيننا في غياهب السجن ، ما حدث أمامنا الآن لهو دليل – وأقولها بكل أسف – على براءة الشيطان مما نسب ، له من تهم وجهتها له ، ولا أدري كيف وافقت على دخولك مملكتنا ،ولكن هذا درس لنا ولأجيالنا لكي تعرف مدى مكر ودهاء وذكاء الإنسان ، وباسم المجلس الشيطاني أطالبك بالخروج فورا ،وسوف ننتظر رجوع الشيطان لننظر في أمره .
الشيطان : ( ناظرا بغضب إلى الإنسان ) أعوذ بالله من الإنسان ومن شروره
( ستار )
المشهد الرابع :
( محاكمة ملاك )
قاعة واسعة ،يغطي جدرانها الستائر البيضاء ، ويتصدر القاعة ملك الملائكة ، يرتدي عباءة خضراء وعلى يمينه ويسارة عدد من الملائكة في عباءات بيضاء ،وعلى باب القاعة يقف الشيطان والإنسان ،ينتظران مجيء الملاك يفصل بينهما وبين المجلس الملائكي ستارة بيضاء ، يدخل الملاك لاهثا .
الشيطان : ( نافد الصبر ) أين كنت طوال تلك المدة ..لقد ظننا أنك لن تأتي .
الملاك : ( رافعا بعض الأرواق) أخيرا استطعت استخراج تصريح دخول لكما ..أنتما تعلمان أن هذا لم يحدث من قبل ..أن يدخل شيطان المجلس الملائكي .
الإنسان : ( ساخرا ) أتوجد هنا تعقيدات روتينية أيضا ؟! إذن فلا لوم على عالمنا .
الشيطان : ( متهكما ) أدخولي هنا يكلفك مثل هذا المجهود الضخم ..أدخول الجنة أبتغي ؟!
الملاك : ( متضايقا ) كفاكما سخرية ..وهلم ندخل وكفى ما أضعناه من وقت نستمع في إلى محاكمتك .
الإنسان : أي محاكمة تقصد ؟! أنا لا أدري على أي أساس أقيمت تلك المحاكمة ، وإلى أي قانون احتكم المحكمون ، ولا أدري ما حقيقة تلك القوانين التي تبرئ شيطان من تهمة الفساد في عالمنا ...إن هذا لشيء عجيب حقا !!
الشيطان : قبل ان تسخر من قوانيننا انظر إلى قوانينكم تلك التي تخدعون بها أنفسكم .
الإنسان : كيف نخدع أنفسنا بقوانيننا يا هذا ؟!
الشيطان : ليت الأمر اقتصر على هذا ، فليس من قانون يحكمكم .
الإنسان : أنت موتور ، وهذا ما يدفعك لمثل ما تقول ، وإن كان الأمر على ما تقول فكيف تم لنا تعمير الأرض ؟
الملاك : ( متدخلا ، موجها الكلام إلى الإنسان ) نعم عمرتم الأرض ، ولكن بالغش والقتل والنهب والخداع ...وكل تلك المفاسد التي نعجز حتى الشياطين أن يفعلوها
الشيطان :( مصفقا على يديه ) أحسنت حقا أيها الملاك الطيب ، أما أنا فلدي إجابات أريد أن أضع لها علامات استفهام ، ولكنني لم أستطع ، لقد اصبح الإنسان يشكل لنا مشكلة لا نستطيع حلها ..( يقترب من الملاك متوددا ) ما رأيك لو عقدنا اتفاقا بيننا على أن ..
الملاك : ( مبتعدا عن الشيطان ) إليك عني يا هذا ..لقد أضعنا الكثير من الوقت هيا لندخل .
[ يزيح الملاك الستارة ويحيي الجالسين على المنصة ، ويتقدم من الرئيس ويسلم له التصريح ، يطالع الأوراق ، ويشير للملاك ، و وهو بدوره يشير للإنسان والشيطان بالدخول ، فيدخلان ويجلسان على أقرب مقعد ويطل الملاك واقفا ]
الرئيس : ( يدقق النظر في الإنسان والشيطان ) كان هناك استحالة لعقد مثل هذا المجلس ، وذلك لوجود العنصر المضاد لنا ، ولكن تحت إلحاح الضرورة القصوى والحيثيات التي رفعها إلينا الملاك ، وبعد أخذ الأراء من هيئة المحكمة قررنا عقد هذا المجلس للنظر في تلك الاتهامات المنسوبة من الإنسان إلى الملاك . ..وأن أرجو من السهادة الحضور تحمل وجود شيطان بيننا ، وكما يقولون الضرورات تبيح المحظورات .
الشيطان : ( وكأنه يحدث نفسه ) بدأنا ...لسوف أتعرض لإهانات لا حصر لها ...وليس أمامي إلا أن أتحمل .
الإنسان :(ساخرا ) بالطبع شيطان بين الملائكة ..فتحمل يا صاح .
الرئيس : (مشيرا إلى الملاك ) ما قولك يا ملاك في تلك التهمة التي يوجهها الإنسان إليك ..من أنك المسؤول عما حدث من فساد في الأرض ؟
الملاك : ألا ترون أن التهمة الموجهة إلي غريبة كل الغرابة ؟!
الرئيس :كيف ؟
الملاك : أن توجه إلى تهمة ، وأنا الملاك ، وأنت تعلم أني فوق الشبهات ، فلا يمكن أن يصدر مني الفساد .. فهو يتناقض وما جًبلت عليه من الخير .
الرئيس : نعم ، هي تهمة غريبة حقا ، ولكن ليست بالغريبة أن تصدر من إنسان .
الشيطان : (متدخلا ) لقد أصبح كل شيء غريبا في طوق الإنسان وقدرته .
الإنسان :( واقفا ) ما هذا الذي أسمعه ؟! لقد أصبحت هدفا للهجوم من جميع الجهات ...ألا من منصف يا قوم ؟
الشيطان : ( مواجها الإنسان ) بل نحن في حاجة إلى من ينصفنا منك . لقد عجز الشيطان أن يغويك ، وحار الملاك أن يهديك ،
الإنسان : ألن تكف عن استخدامك لتلك الأساليب الشيطانية ..يا لك من شيطان لعين
الرئيس : ( يدق المطرقة على المنصة ) كفاكما إضاعة للوقت ،ولنترك الحديث للملاك ليدافع عن نفسه .
الملاك : أنا لن أدافع عني نفسي ؛ لأنني لست بمتهم .
الرئيس : ماذا تقول في اتهام الإنسان لك من أنك سبب الفساد ، أنك لم تساعده أو تسانده ليقاوم محرضات الفساد ؟
الملاك : ( يتقدم ويشير إلى الإنسان ) من أبشع الأمور أن تتعامل مع الإنسان ، فكل شيء تلون وتغير لديه ، كل القيم اغيرت وتبدلت ، لم يعد يؤمن بشيء سوى المادة ،منها يستمد إيمانه وعقيدته ، حتى الحب أصبح شيئا آخر غير ما نعرفه ، أصبح كالسلعة التافهة تباع وتشترى بأرخض الأثمان ، الحق ألتبس بالباطل ،كل الأشياء داخل الإنسان ذوت وذبلت ، ونبت بدلا منها شوك وحنظل ،وأصبح إلا وسط الظلام ، وأن تجذبه نحو الخير والنور فكأنك تجذب جبلا راسخا في الأرض .
الإنسان : ( محتدا ) من ذلك الذي تتحدث عنه ، أيمكن أن تنطبق كل تلك الأوصاف الحيوانية والهمجية على انا ، إذن فأنا لا اعرف شيئا عن نفسي ،ولو كنت على تلك الصورة التي صورتها ، فأنا اول من يتبرأ منها كل البراءة ، وأول من يدينها كل الإدانة ..لا ..لا يمكن أن اكون بمثل تلك البشاعة التي تصورني بها ، أنت تشطط في القول ، وتمعن في المبالغة .
الملاك : ( يتقدم من الإنسان ) أنا لا أبالغ ، ولكن تلك هي الحقيقة التي تهرب منها دائما ، لديكم الإنسان يأكل أخاه الإنسان ، يعيش إناس بين القبور التي تضم العظام النخرة ، وآخرون يعيشون بين جدران القصور التي تضم كل ما يشبع الغرائز ويرضي الشهوات ..في عالمكم يوجد المظلومون والمسحوقون والمحرومون والعبيد ، ويوجد أيضا الظالمون والجبابرة والقساة والفاسدون على كل شكل ولون ، التزوير والتزييف والرشوة والدعارة وبيع الضمائر أصبح منتشرا وتتنفسونه كالهواء ، الحروب بينكم لا تتوقف ..القوى يأكل الضعيف ...أنتم تنفقون على أسلحة الدمار اكثر ما تنفقونه على الطعام والشراب ، الأمراض تفتك بالفقراء ، والأغنياء يبخلون على الفقراء بما يسد رمقهم ، بل قد يطعمون كلابهم ، ويبخلون بكسرة خبز على إنسان جائع ، عندكم بشر يموتون جوعا ومرضا وجهلا وإهمالا ...أليس كل هذا واقع بعالمكم ، أم أنا متجن عليك يا هذا ؟
الإنسان : ( ينكس رأسه ) نعم ،كل هذا واقع بعالمي ..وكل ما قلته لا أنكره ...ولكن أين أنت من كل هذا ؟ وما هي وظيفتك ؟ وما هي مهمتك ؟ أكل ما قدرت عليه أن تحصي وتعدد كل المفاسد والشرور ؟ وتقف هنا أمام المجلس تشهر بي وتفضحنى على الملأ ؟
الملاك : وماذا تنتظر منى ؟
الإنسان : أن تساعدني ..أن تقف بجانبي ..تعطيني قدرة على مقاومة هذا الشر ،،تمنحنى قوة على محاربة كل هذا الفساد . تهديني إلى سواء السبيل ، ترشدني إلى طريق الخير ، تبصرني ...تقومني ..مد يدك إلى ..انتشلني من وهدة الفاسد التي ترديتُ فيها ، انقذني من مستنقع الشرور الذي غصت فيه ،
انشر في قلبي حب الخير ، ازرع في صدري عشق العدل ، علمني كيف أحارب الشر، دلني على أسلحة أقاوم بها الفساد ، بصرني كيف أتغلب على ضعفي ، خلصني من جهلي ، أيقظني من غفلتي ، ازح من علي عيني الغشاواة .
الملاك : ( يتجه إلى الرئيس ) ما هذا الذي يتفوه به أيها الرئيس ؟!
الرئيس : كلها اتهامات يوجهها الإنسان إليك .
الملاك : وماذا أقول له ؟
الرئيس : ( يشير إلى الإنسان ) الإنسان أمامك ردعلى اتهامه لك أيها الملاك .
الملاك :(يتجه إلى الإنسان ) أتظنني مكلفا بزرع الخير في قلبك رغما عنك ،بعد أن أحلته إلى يباب ، أو أن أرغمك وأكف يدك عن فعل الشر ؟ ! كم من الحروب خضت ؟ كم من المآسي والمصائب أٌبتليت جزاء أعمالك الحمقاء وتصرفات الرعناء ؟ كم تجرعت من غصص الألم والحسرة ؟ ومع ذلك لم ترعوي ، ولم تتعلم ، ولم تتعظ ، ولم تعتبر ، تاريخك الطويل حافل بالمفاسد والشرور ،لا يخلو مكان على اتساع رقعة عالمك ولا زمان على تطاول تاريخك ، من قتل وذبح ودم ، ولو سألت نفسك لم كل هذا ؟ فلن تجد جوابا مقنعا ، فالخير في الأرض يكفي الجميع ويزيد ، والرزق في السماء يفيض على الإنسان والحيوان وكل الكائنات ويزيد ، ومع ذلك فانا لم أدخر وسعا ولم أبخل جهدا في أن أحاول في كل مرة أن أنقذك من نفسك الأمارة بالسوء ، ولكن في كل تلك المحاولات كنت أعود أجر أذيال الخيبة والحسرة ، وكأنك أقمت بيني وبينك سدودا ، وكأنك تعاندني ، وتصر على السير في طريق الندم و ...
الرئيس : ( يدق بالمطرقة على المنصة ، يشير للملاك بالكف عن الكلام ) أرى أن جدالكم هذا لا جدوى من ورائه ، وطالما برئ الشيطان من تهمة الفساد ، فلا مبرر لإدانة الملاك ، وقد قدم الملاك في مرافعته الكثر من الأدلة والبراهين مما اقنعت هيئة المحكمة أن الملاك قام بواجبه خير قيام ،وتلك فرصة أن تتقدم المحكمة للملاك بأسمى آيات الشكر والعرفان على تلك المحاولات التي قام بها ، وهي وإن لم توفق وتنجح ، إلا أن هذا لا يقلل من قيمة تلك المحاولات المخلصة التي كانت تبغي مصلحة ونفع الإنسان في المقام الأول.
[يسر الرئيس بكلام مع من يجلس على يمينه ، وكذلك يفعل مع من يجلس على يساره ، يتصفح بعض الأوراق أمامه ، ينقل البصر بين الجالسين ، يدق بالمطرقة دقات متوالية على المنصة]
الرئيس : وقر في ضمير المحكمة بعد سماع مرافعة الملاك ، وبعد الاطلاع على محضر محاكمة الشيطان ، المنعقد بالمجلس الشيطاني ، وإن كنا في غنى عن الاطلاع على ما يحدث في المجلس الشيطاني ، فلا علاقة لنا به ، ولكن أحد أعضاء هيئة المحكمة رأي أن الاطلاع على مثل هذا المحضر ، ومعرفة ما دار بشأن محاكمة الشيطان قد يحطنا علما بأبعاد القضية ، وملابساتها ،لا سيما وأن ما حدث بشأن المحاكمة لم يحدث مثله من قبل وتلك أول مرة يحاكم فيها ملاك ، أو لنقل يدافع عن نفسه ضد تهمة أنه لم يقم بواجبه ولم يؤد وظيفته ، وكذلك أول مرة نسمح لشيطان أن يحضر في عالمنا ويمثل في المحكمة ، وما حدث يعد خرقا لقوانين عالمنا ، ولكن الضرورات تبيح المحظورات ، وأمام أهمية وجلال وخطورة الدعوة ، وأنها قد يترتب عليها الكثير من الأمور الهامة والخطيرة ، وافقنا أن ننظر القضية ، ونحن نعلن براءة الملاك من التهمة أنه سبب الفساد أو شريك أو معاون أومتقاعس في معاونة الإنسان في الوقوف ضد الفساد والشر في الأرض . ..وقبل أن أعلن رفع المحاكمة أرى الإنسان يريد أن يتحدث وإن كان حديثه لن يغير من الأمر شيئا ومع ذلك فليتفضل .
الإنسان : ( يتحرك في أرجاء المكان ناظرا إلى الشيطان وإلى الملاك ) إذن لم يبق إلا أنا ، الجاني والمجني عليه ، ( ضاحكا في سخرية ) الشيطان بريء ...الملاك بريء ..
ولكن أيعقل هذا ؟!!
أأنا المسؤول عن كل هذا الفساد المستشري في الأرض ، والتي تضج منه السماء ؟!
أأنا السبب وفي نفس الوقت المتضرر منه ؟!
كيف هذا بربكم ؟!
إذن أرشدوني كيف أصلح ما أفسدته ؟
كيف أقي نفسي والأرض من الفساد ؟
وإلا فاحملوها عني عسى أن تصلحوا مالم استطع له اصلاحا .
خلصوني منها فربما نجحتم فيما فشلت فيه .
الرئيس : ( متعجبا ) ما هذا الذي نحمله عنك ونخلصك منه ؟!
الإنسان : إنسانيتي ، سبب شقائي وتعاستي ، ليحملها الشيطان ، أو ليحملها الملاك .
الرئيس : تقصد أن يتنازل الشيطان عن شيطانيته ، أو يتنازل الملاك على ملائكيته؟
الإنسان : نعم ، ويأخذ أحدهما إنسانيتي ؟
الرئيس : لو فرضنا أن هذا الأمر ممكن الحدوث ..مجرد فرض ليس أكثر ، فماذ تختار الملائكية أم الشيطانية ؟
الإنسان : ليس هذا مهما ...سواء الأمر عندي ..المهم أن أتخلص من إنسانيتي .
الرئيس : ( يشير إلى الشيطان ) ما رأيك أن تتنازل عن شيطانيتك وتقبل بالإنسانية ؟
الشيطان : ( مفزوعا ) أنا أقبل بأي شيء ، إلا بالإنسانية ، هو أنا ناقص ابتلاءات .
الرئيس : ( يشير إلى الملاك ) وما رأيك يا ملاك أن تتنازل عن ملائكيتك وتقبل بالإنسانية .
الملاك : ( مرتعشا ) لا أنا أصلح لها ، ولا هي تصلح لي ..أنا ملاك غلبان ومسكين .
الرئيس : ( يدق بالمطرقة ، يقف ويشيرللجميع بالوقوف ، يمد يده إلى الإنسان ) إذن فلتدعوا معي للإنسان .
( ستار )
ســــيرة ذاتــــية
الاسم : محمود محمد محمود القليني .
المؤهل : ليسانس في الآداب والتربية جامعة الإسكندرية- شعبة: لغة عربية عام 1979. .
الإيميل : elkellenymahmoud@yahoo.com
الهاتف :0201061414124- 0201025544856
الأعمال المنشورة :
أولا : في المسرح :
مسرحية : ( إخناتون والكهنة ) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 1994
مسرحية : ( مصرع الخُرساني ) جهة النشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام2002.
مسرحية :(محنة الإمام أحمد بن حنبل) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 1997
مسرحية : ( بلد راكبها عفريت ) جهة النشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام 2010.
مسرحية ( غائب لا يعود ) الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2019.
كتاب : ( الأدب في مسرح الطفل ) جهة النشر : العلم والإيمان للنشر والتوزيع بدسوق عام 2015
ثانيا : في الروايات والقصص :
رواية :(الإسكندرية عناقيد العشق والغضب) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2011.
رواية :(الجنوب الهادئ ) جهة النشر :الهيئة العامة لقصور الثقافة عام : 2014
رواية : ( الدجال والشيطان ) جهة النشر : مكتب معروف للنشر والتوزيع عام 1985
( إنهم يذهبون ) مجموعة قصص قصيرة ، جهة النشر : دار الشعب بالقاهرة عام 1983.
ثالثا : في الكتب :
(الفكر الإسلامي ومستجدات العصر) جهة النشر :المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 2005 .
( أمير الصحافة العربية ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2009
( العمرية ..في رحاب عمر بن الخطاب ) جهة النشر: مكتبة دار العلم والإيمان عام 2007
( عش حياتك سعيدا ولا تحزن ) جهة النشر: مكتبة بستان المعرفة عام 2004 .
( الثورة في وجدان المصريين ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2012.
( الباحثون عن الله ) جهة النشر مكتبة دار العلم والإيمان عام 2013.
(شخصية موسى النبي) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2011 .
(شخصية المسيح) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2014.
( شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2014
10-(قيم ومعايير في أدب يوسف إدريس ) جهة النشر : مكتبة دار العلم والإيمان عام 2015.
11-( الذاتية والقيم الوجودية في أدب إبراهيم عبد القادر المازني ) جهة النشر : مكتبة دار العلم والإيمان عام 2015.
12- (النساء فقدن عروشهن) جهة النشر :مكتبة العلم والإيمان بالمنصورة .
13- الخليل – عليه السلام – رحلة في المكان وسياحة في الزمان . دار العلم والإيمان عام 2018
الجوائز الحاصل عليها :
1-جائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( محنة الإمام أحمد بن حنبل )
جائزة ( ملتقى جائزة أبها ) بالمملكة العربية السعودية عن مسرحية ( محنة الإمام أحمد ) عام 1417هجرية .
جائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( إخناتون والكهنة ) .
جائزة التأليف المسرحي من مجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( مصرع الخرساني ) .
جائزة الدراسات النقدية عن دراسة بعنوان ( قيم ومعايير في أدب يوسف إدريس ) من المجلس الأعلى للثقافة .
جائزة الدراسات النقدية عن دراسة بعنوان ( الذاتية والقيم الوجودية في أدب المازني )
جائزة المقالة النقدية عن دراسة في قصة ( الطريق ) لنجيب محفوظ ،من المجلس الأعلى للثقافة .
جائزة التأليف المسرحي للكبار – الشارقة – الهيئة العامة للمسرح – عن نص مسرحي بعنوان ( غائب لا يعود ) 2016
جائزة من نادي القصة بالقاهرة عن رواية بعنوان ( قوس قزح ) عام 2002
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق