مجلة الفنون المسرحية
مسرح عربي ماذا يعني ؟
مسرح عربي كلمة سمعتها واسمعها كثيرا
سمعتها في محاضرات تقول كل شيى تقريبا ولكنها لا تقول
ما المسرح العربي وسمعتها في ملتقيات ومهرجانت ولكنني لم اسمع ماهو المسرح العربي .وسمعتها في مناقاشات وجلسات خاصة وشبه خاصة لكن لا احد توصل الي تحديد ما هو المسرح العربي
تري ما المقصود بهذه الكلمة. المسرح كما عرفناه ونعرفه شكله يكاد يكون واحد عند كل الامم منذنشأته الاولى.
رغم كل التجارب التي عرفها وما زال يعرفها ورغم كل التجديد والاجتهاد فيه.
لم اسمع في كل الذي سمعته ولا قرات في كل الذي قراته مفهوما واضحا لمعنى المسرح العربي منذ التأسيس الاول ومنذ العرض الاول لمارون النقاش والنص الأول لابراهيم دانينوس والكتاب الأول لكتابة تاريخه في البلاد العربية والذي اخر ما قرات عن ذلك .
ماذا يقصد بالمسرح العربي وما الذي يختلف فيه عند غير العرب ما الذي يميزه ويعطيه الحق في هذه التسمية هل هي الموضوعات التي يطرحها. ام هي الشخصيات .ام هو الكاتب ام هي اللغة ام هو اللباس ام.. ام امم الى اخر قا ئمة هذه الامات وهي طويلة
ان كل الذي قرأته من نصوص مسرحية باقلام كتاب من الوطن العربي لم اجد فيه اجابة شافية ولا وجدت فيه ميزات او سمات تقول انه لا يشبه النص المسرحي عند الاخر. التقسيمات هي نفسها والتسميات هي نفسها والنظرية المعتمدة هي نفسها فما الذي يفرق نصا كتبه ميخائيل رومان مثلا عن نص كتبه رومان رولان او غيره.لاشئ سوي اسماء الشخصيات والملابس ولغة الحوار اما الباقي الفصول والمشاهد فهي نفسها عند هذا وعند ذاك ومفهوم المسرح هو نفسه عند احمد شوقي او عند شكسبير وهو نفسه من سوفوكلس الى
اليوم فما هو المسرح العربي اذن.
لست ادري.
شخصيا ارى ان ماهو موجود ليس الا حركة مسرحية في اي بلد كان وباي لغة كان لان المسرح واحد ونظريته واحدة كما عرفه ارسطوطاليس وكل الذي جاء بعد ذلك هي اضافات لما سبق وشرح وتفسير وحتي ربما تبسيط له.
لماذا لانكف عن هذه الاغنية الشاذة ونقر بان المسرح عندنا او عندهم هو واحد واننا لسنا الا طرف فيما يحدث من تجارب. وان كنا في الاغلب تبع لما يقول به الاخر والذي نترجم ما يقوله ونتبناه بعد عقود فنغرد له وكأننا اكتشفنا كوكبا جديد في الكون لم يسبقنا اليه احد نقول ونردد اقوال الاخر ونتحمس لها ونتقاتل من اجلها وكأننا نحن من قال بها.
لا اعتقد انه سيكون هناك مسرح عربي الا اذا كان لنا واضع نظرية خاصة به قد تشترك في جزء منها مع نظرية الاخر ولكن في جوهرها تختلف عنه.
وحتي اليوم الذي تكون لنا فيه نظريتنا الخاصة بالمسرح عندنا تعرفه وتقننه وتبين لنا ما يختلف فيه عنه عند الاخر الي ذلك اليوم لنكف عن العيش في وهم المسرح العربي الذي لا وجود له الا كلاما وثرثرة ملتقيات ومهرجانات وصالونات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق