تصنيفات مسرحية

السبت، 11 سبتمبر 2021

مسرحية "ماتر نيكزس" في مدينة ستوكهولم / عصمان فارس

مجلة الفنون المسرحية 


التصفيق وقوفآ من قبل الجمهور وضرب الارض بالقدمين، وقفت خمس عشرة امرأة على المسرح وأذرعهن مليئة بالزهور، هم الفرقة الثلاث عشرة القوية، المخرجة أوسا كالمير والكاتبة المسرحية النرويجية ليني تيريز تيغن. كتبت تيغن سابقًا مسرح الأطفال والأفلام القصيرة والمسرح الإذاعي، لكن مسرحية ”ماتر نيكزس“ هي أول مسرحية.
بعد العرض العالمي الأول في أوسلو أطلق عليها النقاد اسم "أنثى نورين“، تتناول مسرحيتها جميع أنواع مشاكل المرأة، مثل سرطان الثدي، والعقم، وإدراك الذات وقلق الأداء. كل ذلك برفقة غناء الكمان وقع آنا ليندال عازفة الكمان البارزة والتي في مسرحية ”ماتر نيكزس“ تظهر لأول مرة كممثلة.
كان الفصل الأول أفضل ما رأيته على الإطلاق. ثم جرت محادثة حقيقية على المسرح. كان الفصل الثاني شديد التشاؤم وتحدثوا أمام بعضهم البعض بطريقة مسرحية مفرطة. أصيب الجميع بخيبة أمل ولم يحقق أحد ما أراد. إذا كان هذا هو الحال في الواقع، فمن المؤكد أنه من الصواب تصويره، لكنني شخصياً أعتقد أنه من الممكن تغيير موقف المرء بغض النظر عن شكله. الفصل الأول كان مكتوب بشكل جيد للغاية ويمكنني التعرف على كيفية ارتباط الشخصيات ببعضها البعض، وتفاعلها مع سطور بعضها البعض. في الفصل الثاني أصبح كل شخص يشعر بالمرارة المشهد في الدير كان مثيرا. المرأة الأكبر سناً حقًا عندما تغلبت على الأصغر؟ لم تكن هناك إجابة في المسرحية، ربما كان الأمر يتعلق بالمثلية الجنسية؟
هذه المسرحية مسرحية ”ماتر نيكزس“ هو اكتشاف الابعاد النفسية للمرأة، وتوجهاتها واحوالها الاقتصادية والاجتماعية، وهذه المسرحية تجعلنا ان نكون امام واقع المرأة في الغرب وخاصة المرأة السويدية، واحوالها الواقعية والغيبية وكذلك الغوص في أعماق وذات المرأة لمعرفة الجوانب المشرقة، ونقاط الضعف والبؤس في حياتها اليومية. هنا نكتشف ان أكثر الشخصيات النسائية محطمة الامال ومصابة بالاحباط وفاقدة الهدف ومصيرها مبهم ومجهول ومحزن وفي مسرحية ام الارتباط تبرز حالة التجني علي الرجل وتسليط الضوء على غروره وتعاليه على المرأة، وعدم الاكتراث واهمالها وتجاوزها من خلال عدم احترام مشاعرها، وفي مجلس النساء يكون الرجل محور النقاش، على الرغم من عدم وجوده على خشبة المسرح في هذه المسرحية ويدور الحوار حوله لكونه السبب المباشر في تعاسة النساء، في محور وثيمة المسرحية. هنا نجد ايرينا المعلمة وقد ضجرت من الحياة وهي متعبة وتشعر ربما فاتها القطار وهي لا تحب الاطفال، وهي تتحدت مع لينا الحامل وهي تنتظر مولودها ولكنها كثيرة الشكوي من زوجها لعدم تعاونه معها، أما ميريت تعمل مصورة تحمل طن من الهموم ولكنها لا تبوح بها وتعتبرها اسرار خاصة بها لا تود ان يشاركها أحد في حياتها الخاصة بها اما أنا فهي كاتبة مشهورة ولكنها مشحونة بالعقد وتعيش عزلتها ولا تود الحديث مع ألأخرين، والشخصية المحورية في هذه المسرحية هي بيريت، كانت تعمل مديرة وهي دعت وجمعت كل النساء الضيوف في بيتها، بيريت سيدة تحلم بالحياة الحرة ولكنها تصاب بعقدة الخوف وهي تنتظر الموت نتيجة اصابتها بمرض سرطان التدي الشائع بين النساء، وتبقي المسرحية رغم مسحة الحزن لكنها تحوي الكثير من القفشات والمشاهد الكوميدية وخاصة في المشهد الاول الاستهلال والتركيز على هواية النساء واحدة تهتم بشراء الملابس واخرى تهيم في الاسواق واخرى تستعرض بدانة جسدها ومحاولة الريجيم والحمية في الاكل، واخرى تفتخر برشاقتها، واخرى تعمل راهبة لكنها قاسية في سلوكها وتتعامل بخشونة مع الراهبات الشابات. عند استلام بيريت رسالة من المستشفي، تؤكد كونها مصابة بسرطان الثدي تقرر دعوة كل صديقاتها والاقرباء وابنتها مالينا وهي تهيئ كل متطلبات الحفل، يبدأ المشهد بجلسة سمر ودخول الضيوف كل يحمل هدية ويجتمع الجميع حول مائدة الاكل والشرب، تلتقي المعلمة والمصورة وصاحبة المتجر والكاتبة وعازفة الموسيقي والى أخره ميريت ترحب بالجميع وتعلن عن سبب هذه الدعوة لكونها مصابة بمرض سرطان الثدي الخبيث، ويتعاطف معها الجميع والالتفاف حولها، اما ابنتها الحنونة مالينا هي تقف بجانب امها، وتدير شؤون ومتطلبات الضيوف وتواسي امها، ومن البداية يشاهد المتلقي حالة التنافر والخصام والصراع ما بين النساء، وتوزيع الادوار وطريقة اختيار اماكن الجلوس وطريقة تقديم الهدايا الى ميريت وجاء البعض قاضي اليدين بدون هدية.

 

في مسرحية ”ماتر نيكزس“ تطرح نفسية كلا الجنسين الرجل والمرأة للفحص والنقاش ونكون على بينة من كل اسرار المرأة ومكوناتها عن سر اختلافها عن الرجل، مالينا تتحرك وتحاور الجميع بشكل طبيعي ودون اي تكلف وبشكل عام يسود الحوار وملاطفة الجميع، وفي لحظة تقديم المشروبات الروحية، تتحول الحفلة الى حالة صخب وكوميديا سوداء والسخرية ومأثم للحزن، وبعد تناول المشروبات ودوار الرأس مع أول كأس، تبدأ كل واحدة تفصح عن مكنونات نفسها وطرح مشكلتها وتفشي أسرارها، ايرينا على سيل المثال تبدأ بالبكاء لكونها تعيش لوحدها، دون أسرة أو طفل يملي عليها وحدتها ولكونها فشلت في كل مغامراتها العاطفية، وأخرى تشتكي من صاحبة المتجر كيف استطاعت ان تسرق زوجها، وأغرته بجسدها الممشوق وقد حطمت حياتها، وإنها الان تعيش بدون رجل يملي حياتها العاطفية، وتحاول مطاردة صاحبة المتجر وضربها، ولكن يقف الاخرون حائلآ دون إفساد جو الحفلة.
أما الفتاة الجميلة أنا ليندال عازفة الكمان المشهورة في السويد، ومع ذلك تعمل ممثلة في هذه المسرحية، إهتمت بالموسيقى أكثر من اهتمامها بجوانب الحياة الاخرى الجميلة، مثل كنز الحياة الحب وفقدت دفئ الرجال والمعجبين، وهي تشعر بالحزن والندم لانها لن تخلق حالة التوازن بين الحب وسر مهنتها الموسيقية، اي التوازن ما بين الالة الموسيقية والرجل، أما الممثلة مالينا إنكستروم تؤدي دور البنت، وهي فتاة شابة وطموحة تساعد امها ميريت ممثلة تتمتع بالحيوية وخفة الحركة وايقاعها نابض بخفة الدم، خريجة كلية الفنون المسرحية في مدينة مالمو، تعمل في مسرح مدينة ستوكهولم والمسرح الملكي ولها بعض المساهمات في التلفزيون والسينما، الممثلة أنيتا إكستروم وقد أدت دور الام ميريت، عملت في مسرح مدينة ستوكهولم، ونالت إعجاب الجمهور السويدي والنرويجي والنقاد، أما الكاتبة (تيريزالينا) مؤلفة مسرحية ماتر نيكزس، وهي منافسة للكاتب المسرحي السويدي لارس نورين، وتعتبر الكاتبة النرويجية تيريزا مثيرة للجدل وخاصة في هذه المسرحية، وبسبب واقعيتها في مسرحية ”ماتر نيكزس“ وصدقها في طرح موضوع المرأة. أما المخرجة (أوسا كالمر) تعمل مخرجة وممثلة وسينوغراف، درست المسرح في باريس وعملت مساعدة مخرج مع المخرج انجمار برجمان في المسرح الملكي دراماتن، وهي كاتبة مسرحية وتكتب نصوص إذاعية وبعض السيناريوهات الى الافلام القصيرة، وأخيرآ لا بد الاشادة بمسرحية ”ماتر نيكزس“ حققتْ نجاحآ علي جميع المستويات الفكرية والفنية، وانها كانت خطوة جريئة وجديدة، في المسرحية تمتزج الأسئلة الجادة في الحياة بجزء كبير من الفكاهة، كم من الوقت يستغرق لتجاوز الانفصال؟
ماذا تفعل عند المرض حتى منزعج من جدول محجوز؟ ومن لديه الوقت للتفكير في العلاقات على قدم وساق لإدراك نفسه؟ في مسرحية "ماتر نيكزس“ نحن قابلنا ١٣ امرأة، وفي الوسط بيريت، امرأة ناجحة في ذروة مسيرتها المهنية. قيل لها إنها مصابة بسرطان الثدي، وألغت على مضض اجتماعاتها المخطط لها، وأجبرت على إعادة تقييم وضع حياتها. تجمع بناتها الأخوات والصديقات لتناول العشاء في منزلهم، وأثناء تدفق النبيذ أصدقاء أقنعتهم ويفتحون غرفهم الداخلية، مسرحية“:ماتر نيكزس“ تدور حول العلاقة بين الأم وابنتها بين الزوج والمرأة وبين المرأة والمرأة. حول إنجاب الأطفال وفقدانهم، وعن الحب والزواج والخيانة الزوجية والقلق مخرجة العرض أوسا كالمير لديها خبرة طويلة، عملت في التمثيل والاخراج، مخرجة وممثلة وكاتبة السيناريو ومصممة الموقع اول مرة المخرجة اوسا عملت في المسرح الملكي دراماتن في عام ١٩٩٢، عملت أيضًا مخرج مساعدة مخرج مع المخرج السويدي انغمار برغمان في عام ١٩٩٨، عملت في مسرح كالشن ومسرح برونس كوتان وفولك اوبرا، ثيمة مسرحية ماتر نيكزس يتعلق الأمر باحترام بعضنا البعض في الحياة التي نعيشها، وبسعينا للحصول على حياة حية. لقد استمتعت برؤية جميع النساء على المسرح، يتحدثن ويتجادلن ويبكين ويضحكن مع بعضهن البعض، جسدن أدوار النساء شاركنا أحلامهم وخيباتهم حياتهم العادية.

ملاحظة مهمة :كان عرض المسرحية قبل جائحة كورونا والعزلة القسرية

مسرحية ماتر نيكزس

تأليف : لين تيريز تيغن

العرض على المسرح الرئيسي

ترجمة: ستيف سيم ساندبرج

المخرجة: اوسا كالمير

تصميم المجموعة: اوسا كالمير واريك ويستر لوند

الازياء : آن بوناندر-لوفت

الاضاءة : إريك ويسترلوند

الصوت: أوليفر بورنفيلدت

الاقنعة : كاترين والبرج

تمثيل الأدوار

بيريت أنيتا اكستروم

إيرين لينا ب إريكسون

توريل كاجسا رينجاردت

ألينا هيلديرون جورب (متدربة)

جورو مالينا إنجستروم

آنا ليندال

ليديا أكسيل أكسيل

ميريت ماريكا ليندستروم

فيفيان إيوا بومان

نانا إيفا ماريا بيوركستروم روس

جيرد سونيا هيدمان

سارة كارلين ليليان جوهانسون

كاتارينا ماريت فالك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق