مجلة الفنون المسرحية
جهنم كوكتو الألة الجهنمية
تقول النبوءة ان جوكاست زوجة لايوس ستنجب ولدا يقتل اباه لاحقا ويتزوج امه .
هذا منطلق جان كوكتو الكاتب والشاعر الفرنسي والمسرحي (1889- 1963)
ينتمي كوكتو الي التيار المسرحي العبثي .له عديد الاعمال التي قدمها المسرح الفرنسي وكوكتو هو اول من كتب رسالة اليوم العالمي للمسرح بعد ان تم اعتمادها من طرف منظمة اليونسكو.
الالة الجهنمية واكدة من اهم اعمال كوكتو المسرحية موضوعها الاساسي اسطورة اوديب وقد تناولها برؤية مغايرة لمن سبقه من الكتاب الذين كتبوا عنها .فقد جعل منها الة جهنمية تحرق البشر ممن ارتكبو اخطاء مثل اوديب . تلة جهنمية صنعتها الالهة لتنتقم بها من اوديب هكذا يقرر كوكتو منذ البداية يقول انها الة جهنمية صنعتها الالة واحكمت خيوطها وسلطتها علي اوديب .
تبدأ مسرحية كوكتو بصوت يروي لنا الاسطورة المعروفة وقد استبدل به كوكتو الجوقة المعروفة في مسرحيات السلف من الاغريق اذ بدل الجوقة يستخدم الصوت الراوي ليقول لنا او يروي لنا القصة وكأنه يقول لنا ان ما سوف نشاهده ليس واقعا ولكنه تمثيل لقصة حدثت في زمن غابر مستخدما ما يعرف بالتغريب عند بريخت.
تقع المسرحية في اربعة فصول وهي مأساة كتبها كوكتو باسلبه الشعري القوي المسرحية صدرت سنة1932وتم عرضها علي الركح لاول مرة سنة1934 من طرف فرقة مسرح الشانزيليزيه بادارة لويس جوفيه.
وقد جعل كوكتو لكل فصل عنوانا .
الفصل الاول ..الشبح
تعيش فيه الشخصيات مع شبح لايوس الذي يبدو في ساحة المدينة محاولا ان يقول شيئا . وينتهي الفصل باختفاء الشبح وهو يقول اخبروا الملكة ان شخصا يقترب من طيبة.
هذا الفصل يلتقي فيه كوكتو مع الكاتب شكسبير في مسرحية هاملت وظهور الشبح ليقول من قتله.
الفصل الثاني لقاء اوديب مع الوحش الاسطوري ابو الهول ورده علي اسئلته وينتهي الفصل بان لا شيى يمكنه انقاذ اوديب من عقاب الالة الجهنمية.
الفصل الثالث. الزواج واللعنة يصل اوديب الي اثينا ويتزوج من امه جوكاست وتكون اللعنة وصوت يصرخ في الملكة جوكاست زوجك اصغر منك. انه اصغر منك كثيرا.
الفصل الرابع يلتقي فيه كوكتو مع سوفوكليس في نصه اوديب بالزواج ثم اكتشاف الخطيئة وتحل اللعنة ويسمل اوديب عينه وتنتحر جوكاست ويكون الطاعون وباء الموت في المدينة احداث الفصل الرابع تكون بعد 17من وصول اوديب الي اثينا وزواجه من امه لان النبؤة كانت تقول ان اول من يحل لغز ابي الهول ويصل اثينا يتزوج الملكة جوكاست ويتوج ملكا.
اسطورة اوديب التي يكف الكتاب الكتابة عنها او استلهامها .كانت بالنسبة لكوكتو منطلق لقول رأيه في علاقة الانسان بالسماء او الخالق
اذ يري ان الانسان محدد مصيره منذ ولادته .فالالهة هي التي تخترع الالة التي تتحكم في مصيره وتقوده تلي نهايته كما رسمتها الالهة .وهكذا فان الاسطورة اليونانية حول اوديب هي اللعنة التي اقرتها الالهة وخططت لها ونفذتها بالالة الجهنمية التي اوجدتها لتحرق بها المخلوقات البشرية فجوكاست الملكة زوجة لايوس التي استشارت الالة في معبد دلفي تعرف بالنبوءة وهي حامل فتقرر التخلص من مولودها الذي تتخلي عنه في جبل قرب كورنثا وتشاءالالهة ان يعثر عليها راعي ويحمله الي ملك كورنثا بوليب وزوجته ميروب فيتبناه . وعندما يصبح شابا يعرف بالنبوءة فيقرر الهروب حتي لا يقتل اباه بوليب كما يعتقد ولكن الالهة كانت قررت كل شيى من قبل فهروبه من كورنثا يضعه امام ابوه الحقيقي عند مدخل اثينا في مفترق الطرق فيقتله ويدل اثينا بعد حل لغز الوحش ويتزوج امه ليكتشف فيالنهاية انه وقع فيما كان بعتقد انه هرب منه .
انها اللعنة الالهية التي نفذتها بالاتها الجهنمية. ينتهي الفصل الرابع وتريزياس يقول لكريون الذي كان يريد التدخل.(لم يعودوا ملكا لك)..ويقر كوكتو ان الته هذه هي
(الة جهنمية صنعها الالهة واحكموا صناعتها..الة جهنمية لتدمير علمي لحياة الكائنات)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق