مجلة الفنون المسرحية
ماذا يعني ان تكون مخرجًا معلمًا والعرض هو التمرين الذي أبدعه مع فريق المبصرين من كربلاء المعلم الدكتور (علي الشيباني) شكل ترجمة فاعلة بالعقل والوجدان وظيفة المسرح وجوهر وجوده منذ نشأته طقسًا واحتفالًا في حضن المعابد وأروقة الكنائس ومساحات التفاعل مع المتلقي عبر سلسلة من التجارب المسرحية التي وضعت نصب أعينها أهمية العلاقة مع الجمهور فواحدة تسعى لتحطيم الجدار الوهمي وأخرى لا تنتظر حضوره الى علبتها المغلقة فذهبت الى أماكن تواجده ومعامله وساحاته كالمسرح الحي والواقعة والشارع الى مسرح المقهورين ومسرح التفاعل والمشاركة الفعلية التي قام ها ونظّر لها المخرج (اوغستووال) ومن هنا نقرأ (اوفر بروفة) كتجربة مسرحية عراقية رائدة في الاتجاه والتوجه والممارسة والبعد التربوي والجمالي من حيث البناء والتشكيل والأداء المبصر المعبر والمؤثر وجدانيًا وعقليًا حين يتم فعل النقد لواقع مرتبك وملتبس يسوده الزيف والتدليس والخفاء كل ذلك تمزق وتم كشف المضمر والمستور من قبل مجموعة المكفوفين المبصرين في جدل درامي احتفالي في صياغة جمالية عارية من ديكور واقعي وأداء تقليدي لتنتقل الى بنية أدائية تغريبة ببصمة كربلائية المعنى والمبنى قادها بوعي وحكمة وخبرة مسكونة بالعشق لدور ووظيفة المسرح التربوي الذي ترك المدرسية التقليدية وجعل المتلقي مشاركًا في لعبة مسرحية للفنان والمعلم (علي الشيباني) وهو يتحرك على الخشبة ممثلًا موجهًا لاعبًا مع كوكبة العيون الناقدة والتي ابصرت كل شيء وعرّت وفضحت المسكوت عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق