شخصيات المسرحية :
- أبرهة الاشرم : ملك الحبشة في ذلك الزمان.
- الوزير : وزير الملك أبرهة الاشرم.
- الحاجب : حاجب الملك أبرهة الاشرم.
- عبد المطلب: سيد مكة.
- عدد من أشراف مكة.
- الفتى المكي الذي حمل رسالة أبرهة الاشرم لعبد المطلب.
- الخادم الذي يهف على الملك بعسفة النخل.
المشهد رقم ( 1 )
المكان : الحبشة
الزمان : فبل عافم الفيل الذي ولد فيه سيد الخلق محمد بقليل
صالة قصر أبرهة الاشرم، وهو يحتوي ما كان من الفواخر والنفائس في ذلك العصر، يقع في قلبه كرسيّ العرش الملكي الضخم والفخم، ويظهر الملك أبرهة طويل القامة ضخم الجسم ، شعره كث مجعد طويل نسبيا،يروح وياتي في صالة قصرة، متوتر يضرب قبضة يده بكفه من شدة التوتر والغضب، ويقول :-
أبرهة الاشرم :- لن أهدأ حتى أبلغ ما أريد ..... نعم... سأبقى أنا الملك الاوحد على هذه الارض.... وستضخ لي كل الامم والناس..
(يضحك بصوت عال ومزمجر )
ينادي : أيها الحاجب .... أيها الحاجب ...
(يدخل الحاجب وهو يحمل رمحا ) ويقول : أمرك مولايّ
أبرهة الاشرم غاضبا : عليك اللعنة .... أين انت ؟؟
الحاجب خائفا :- أنا دائما طوع أمرك ورهن إشارتك مولايّ الملك
أبرهة الاشرم : أرسل للوزير في الحال
الحاجب : الوزير في إنتظارك منذ الصباح مولايّ
ابرهة الاشرم : ويحك ...أدخله فورا
الحاجب بركوع : أمر مولايّ
الملك أبرهة الاشرم يتجه نحو معقده ويتربع عليه رافعا رأسه بشموخ وتعال وبجانبه خادم يهف عليه بعسف نخلة كبيرة.
(يدخل الوزير )
الوزير وهو راكع : عمت صباحا مولاي ّالملك
الملك : ماذا فعلت بالأمر الذي وكلتك به ؟؟
الوزير : كل شيء على ما يرام
الملك :- اريد تفصيلا...
الوزير : لقد عاد رسلنا من مكة وأطراف الجزيرة بالقول إن مكة والبيت العتيق حج العرب، ومكان تلاقي
قبائلهم وتجارهم، وشعرائهم، ومكان بيع ما تاتي به القوافل من الشام واليمن... وقد أصبحت مواسهم
جزءا هاما من حياتهم ، لذلك أصبحت مكة وسادتها صاحبة شان عظيم بين قبائل العرب.... والكعبة يا
مولايّ تجمعهم،يذبحون حولها الهديّ ويقدمون لها القرابين..
الملك استشاط غضبا وصرخ : ويحكم ..... لا تأتون بخبر سار... أريد ان ترضخ لي القبائل والشعوب...
فانا الملك الوحيد ... وأنا المقصد الفريد .... انا كل شيء لبني البشر
الوزير بشيء من الخوف : أطال الله في عمرك مولايّ...ماذا ستجدنا فاعلون .. وأينما تريد أن تذهب ،فنحن
ذاهبون
الملك : إسمع أيها الوزير ..أذهب وأبحث لي عن كل البنائين في كل البلاد والامصار، وإجلبهم إلة هنا وحضر كل
ما يحتاجون اليه لبناء كعبة أكبر وأضخم وأجمل.... أريد أن تنتقل الكعبة وينتقل الناس معها في ارض
الحبشة... وارسل الرسل الى كل البقاع مبشرين وداعين لذلك... وإفتح خزائن المملكة على مصراعيها
للانفاق عليها حتى يكتمل البناء ويأتي الناس إلأيّ صاغرين يدينون لي بالولاء..
الوزير : سمعا وطاعة مولايّ الملك
الملك : هيا إغرب عن وجهي الان...
(يتحرك الوزير مغادرا وهو يسير للخلف)
الملك : إسمع ...أنا احذرك إن لم تفعل ما أمرتك به على أكمل وجه وبسرعة ،فسأجعل لحمك طعاما للطير.
(يخرج الوزير)
***
مشهد رقم (2)
المكان صالة القصر لملك الحبشة
والزمان بعد وفت من بناء كعبة في الحبشة وجهد حثيث لحث الناس على اتيانها واعمارها بالزائرين.
الملك ابرهة الحبشة على عرشه وامامه الوزير والحاجب وهم يرجفان خوفا من نوبة غضب تجتاح الملك
الملك أبرهة الاشرم بصوت عال ٍ : ماذا يفيدني أسكفكما ..؟؟ وماذا أصنع بإعتذاركما السخيف ؟؟
الوزير :- ولكن يا مولايّ اقسم لك اننا لم ندخر جهدا،ولم نتقاعس عن سعيٍّ إلا فعلناه ... أمرتنا ببناء بيت فبنيا أكبر وأجمل البيوت..وشعينا له المبشرين به إلى كل ما تصل له خيولنا ومراكبنا في اليابسة والبحر.... لكن لم ياتي احد... ولم يشد الرحال لكعبتنا احد... لقد اضعنا اموال المملكة على كعبتنا فلم تنجح، بينما كعبة مكة تعج بالزائرين والوافدين من كل فجاج الارض
الملك يقاطعة صارخا : اسكت .... اكتم انفاسك... لا اريد ان اسمع اسم الكعبة هنا...... لن اتراجع عن هدفي
حاولت ايجاد بناء بديل فلم يكتب لي النجاح... إذا آن أوان الخطوة الثانية..........
(يتابع ) :- ايها الوزير ... إجمع قادة الجند.... وجهزوا الفيلة.... وإستعدوا للزحف على مكة.... لا بد من هدم البيت هناك
***
المشهد رقم (3)
المكان : سقيفة* من سقائف مكة
الزمان :في عام الفيل
(أشراف مكة وعلى رأسهم عبد المطلي سيد مكة يتدارسون امر قدوم ابرهة الاشرم بجيش عظيم من الفرسان والفيلة )
أحدهم يقول : خطب جلل يا سيد مكة... أبرهة وجيشه على الابواب
ثاني : ترى ماذا نحن فاعلون ؟؟ إنه يريد هدم الكعبة ...
عبد المطلب : يا قوم ليس لنا قوة في مواجهة وصد ابرهة وجنده..فمعه جيش جرار يكاد يملأ البوادي القفار
(يدخل حامل الرسالة من ابرهة ) ويقول : يا سيد مكة يا سيد مكة
عبد المطلب :ما خطبك ايها الفتى ؟؟
الفتى : ابرهة الاشرم يرسل في طلبك...يريد مقابلتك في أمر هام
عبد المطلب : الخطر داهم ... ولامر حرج.... يا قوم إستمعوا لي جيدا... في مثل هذه الحال لا بد من الحكمة
إحملوا اهليكم ودوابكم واموالكم واتركوا بيوتكم وفروا الى رؤوس الجبال...فأنا أشم رائحة الحرب
أما انا فإني ذاهب لمقابلة ابرهة الاشرم لعلي اجد مخرجا لهذه الطامة الكبرى.
المشهد رقم ( 4 )
المكان :بطاح مكة / في خيمة الملك ابرهة الاشرم الذي عسكر بالقرب من مكة.
الزمان : قبل محاولة الهجوم على الكعبة المشرفة بيوم
( أبرهة الاشرم في خيمته، ومعه الحاجب والوزير والخادم )
الحاجب : مولايّ الملك ... سيد مكة ينتظر الإذن للدخول اليك
الملك : دعه يدخل
(يلبي الحاجب، ويدخل عبد المطلب)
عبد المطلب : عمت مساء ايها الملك
الملك : انت سيد مكة ؟؟
عبد المطلب : بل خادم بيتها واهلها
الملك : أتعلم مقصدنا؟؟
عبد المطلب : مقصدكم حديث كل قبائل العرب
الملك : إذا ما رأيك ؟؟
عبد المطلب: اما أهل مكة فلا قِبَلَ لهم في مواجهة جيشكم الجرار... وهم الان على رؤوس الجبال
الملك : ليس لنا مصلحة في التعرض للناس ...هدفنا هو البيت الذي تسمونه كعبة...هل ستدافعون عنه ؟؟
عبد المطلب : اما البين العتيق ...فله رب يحميه
(الملك ابرهة الاشرم ينفجر بضحك ساخر...) :- هههههههههههههههههههههههه... رب يحميه ؟؟؟
(يتابع ) :- اسمع سنزحف غدا الى البيت لهدمة ...وسنقتل كل من نجده في طريقنا ..أسمعت؟؟
عبد المطلب : وصلت رسالتكم ايها الملك.
المشهد الخامس والاخير
المكان : الكعبة المشرفة خالية من زوارها .
الزمان : عام الفيل
تظهر الكعبة ، ويظهر جيش ابرهة يتقدم نحوها وهو يركب الفيلة، فجأءة يسود شبه الظلام وتسمع اصوات طيور الابابيل التي تبدأ بإسقاط حجارة السجيل كالمطر على الجيش المتقدم، وهو يصرعون وفيلتهم واحد تلو الاخر،ولم يصلوا الكعبة التي حماها الله .. وهنا وعلى هذا المشهد تقرأ سورة الفيل.
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق