الجامعة الأردنية تكرم الكاتبين المسرحيين اسماعيل عبد الله وغنام غنام
اسماعيل عبد الله : هذا تكريم ليد سلطان التي احتضنتني وهدهدت ارتباكي حين كنت في الثامنة من عمري.
غنام غنام : أشعر بالفخر لأن أم الجامعات الأردنية منحتني هذا التكريم الذي يتوج تكريمات عديدة نلتها.
كرمت الجامعة الأردنية يوم الثلاثاء الموافق التاسع من نوفمبر 2021 الكاتب المسرحي الإماراتي اسماعيل عبد الله والكاتب المسرحي الأردني غنام غنام لما قدماه ككاتبين للمسرح العربي، وقد استقبل الدكتور أحمد المجدوبة نائب رئيس الجامعة في مكتبه الكاتبين بحضور عميد كلية الفنون والتصميم الدكتور محمد نصار وهيئة مدرسي الكلية وعدد من الفنانين العرب المشاركين في مهرجان المسرح الأردني، وقدم لهما درعي الجامعة نيابة عن رئيسها، وأشاد الدكتور مجدوبة بحضور الكاتبين في رحاب أعرق الجامعات الأردنية مبدياً اعتزازه الكبير بالهيئة العربية للمسرح ودورها ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمسرح العربي، وقد وجه الكاتبان الشكر والتقدير للجامعة ورئاستها على هذه اللفتة الكريمة، وتناولا العديد من قضايا المسرح التي تعمل عليها الهيئة العربية للمسرح، وآفاق التعاون مع الجامعة خدمة للمسرح العربي.
وكانت كلية الفنون قد استضافت الكاتبين في صباح ذات اليوم في محاضرتين قدم خلالها الكاتبان عبد الله وغنام بانوراما عن تجربتهما في كتابة النص المسرحي، بحضور طلبة كلية الفنون (البصرية والمسرحية).
المسرح والآباء الثلاثة.
عشقت المسرح منذ الصغر، فالمسرح كان مربياً فاضلاً وسلاحاً ونصرني في حربي الطويلة ضد القوى الظلامية، عشقت المسرح صغيراً وأخلصت له فبادلني الوفاء بوفاء.
هكذا افتتح اسماعيل عبد الله حديثه الذي بدأ في كشف ولادة لحظات الشغف من وسط أيام الشظف، وسار اسماعيل عبد الله منطلقاً من يتم بفقدان الأب مبكراً، لكي يجد ثلاثة أباء في انتظاره، جده لأمه، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والمسرح، ومضى عبد الله في تطور ونمو مراحل التجربة حتى وصل الجامعة التي شكل فيها مع رفاقه فرقة المسرح الحر، واستطاعوا بالمسرح هزيمة القوى الظلامية التي كانت مسيطرة آنذاك على الجامعة.
توقف اسماعيل عبد الله من محطات عديدة مهمة في تجربته الإبداعية، وعرج على التشريف الذي ناله بتكليفه تأسيس الهيئة العربية للمسرح من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتكون بيتاً للمسرحيين العرب وذلك عام 2007، وعرض اسماعيل لإنجاز الهيئة استراتيجيتيها الهامتين لتنمية المسرح العربي وتنمية المسرح المدرسي، ودور الهيئة في تنظيم المهرجانات الوطنية والنشر والإصدارات، ومهرجان المسرح العربي.
وختم عبد الله محاضرته التي تميزت ببلاغة وفصاحة بينة بقوله:
هذه علاقتي بالمسرح والكتابة، وما أعتز به أن قلمي ظل بعيداً أن يتسول الهبات.
أبو أمينة وبريخت.
في رحلة بدأت من حارة البيادر في أريحا وأعراسها التي كان يحييها أبو أمينة وحسن وأبو زكر وأبو زكية، انطلق غنام في سرد جوانب من تجربته، في المدرسة والأندية، والحلم والانكسارات والمنعرجات وترصد القدر المسرحي به، حين ابتعدت به الدرب عن المسرح وجد النجم محمود أبو غريب في طريقه ليأخذ بيده إلى درب التثقف المسرحي الذاتي، ولتشتبك تلك المعارف الخط الوطني الذي عاشه، وكيف ترصد القدر غنام مؤسس فرقة جرش للهواة مرة أخرى حين شاهد عرضاً ألمانيا بريختياًـ فأيقظ ذلك العرض ما خزنته ذاكرته عن المشخصاتية الشعبيين أبو أمينة ورفاقه، ليغادر غنام ساحة بريخت إلى ساحة أبي أمينة ويبدأ عام 1992 رحلته مع الفرجة المسرحية التي أصبحت هويته فقدم منها (عنتر زمانه والنمر، سهرة مع أبي ليلى المهلهل، وكأنك يا بوزيد، وآخر منامات الوهراني وغزالة المزيون) وعرج غنام في حديثه على محطات الفرق التي عمل على تأسيسها منذ عام 1976، والتحولات التي طرأت على تجربته في الكتابة من الشعر إلى القصة القصيرة إلى المسرح، حتى وصل إلى آخر نصوصه (ليلك ضحى الموت في زمن داعش).
وقد عبر اسماعيل عبد الله عن اعتزازه بهذا التكريم الذي يعتبره تكريماً لكل مسرحي في الإمارات عامة ولصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خاصة، لأن يده التي حضنته وهدهدت قلقه وارتباكه حين كان طالباً في الثالث الابتدائي، هي أول طريقه للمسرح وطريقه للحظة التكريم هذه.
فيما عبر غنام غنام عن شعوره بالفخر لأن أم الجامعات الأردنية منحته هذا التكريم الذي يتوج تكريمات عديدة نالها من أكثر من محفل، ويبقى تكريم الجامعة الأردنية ذا مكانة خاصة في نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق