تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

إسبانيا تدعم الميكرو تياترو بمصر كحل غير تقليدي لبطالة الشباب

مجلة الفنون المسرحية

إسبانيا تدعم الميكرو تياترو بمصر كحل غير تقليدي لبطالة الشباب

إسبانيا تدعم الميكرو تياترو بمصر كحل غير تقليدي لبطالة الشباب

مـاري فـكري - وطني

· “ميجيل الكنتود” مؤسس مشروع الميكرو تياترو في إسبانيا

· الميكرو تياترو فرصة للشباب الموهوبين فنياً

· الدعوة مفتوحة للشباب العادي لإظهار مواهبهم الفنية المختلفة

اختتمت فعاليات الملتقى الدولي الثاني لمسرح الميكرو تياترو، أمس الاثنين 1نوفمبر، وهو يُعتبر نوع جديد من أنواع فن المسرح، والذي ابتُكر في إسبانيا قبل عدة سنوات بهدف القضاء على البطالة بين الشباب، وعنه نقلت مصر هذه الفكرة الرائدة التي تُعتبر بحق جديرة بالإشادة لبساطتها وعمق أثرها في نفس الوقت سواء على فنانيها أو الجمهور المتلقي لهذا الفن.

n أساس ظهور الميكروتياترو

__ وأوضحت الدكتورة نبيلة حسن، رئيس الملتقى وممثل الميكرو تياترو في الوطن العربي وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، في بداية الملتقى، أن الميكرو تياترو ظهر نتيجة الأزمة الاقتصادية في إسبانيا سنة 2009 كنوع من الحلول غير التقليدية للبطالة، وهو صيغة ذكية، ابتكر بها المسرحيون تلك النوعية التي تعتمد على تقديم عرض مسرحي مدته 15 دقيقة في مساحة لا تزيد عن 15 مترًا و لجمهور لا يتعدى 15 فردًا، وبتذكرة زهيدة.

على أن يتم تقديم نفس العرض عدة مرات متتالية لجمهور جديد آخر في نفس اليوم، ومع الوقت انتشرت الفكرة في إسبانيا ودول أخرى لأنها تسببت في حل مشاكل بطالة الفنانين بشكل كبير، وبالتالي يسعى الملتقى بمصر إلى المساهمة في حل مشاكل كثيرة إذا ما انتشر هذا النوع في مواقع مسرحية مختلفة، نظراً لانعدام تكاليفه الإنتاجية.

وأردفت الدكتورة نبيلة: كم من أجيال تخرجت، وتقابلهم بعد سنين، لتجد أنهم يعتمدون على عمل آخر في حياتهم لأنهم لم يجدوا عملاً في مجالهم، فلماذا نُحرَم من خبراتهم؟! كم إنسان تمنى أن يأخذ فرصة لإظهار إبداعه، أو أنه يقدم مسرحية حتى ولو داخل عربة مترو، وقد حل الميكرو تياترو هذه المعضلة.

وأشارت الدكتورة نبيلة، إلى أن هذه الدورة شهدت لأول مرة تقديم 14 عرضًا مسرحيًا من تأليف مصري خالص بعد أن شهدت الدورة الأولى تقديم نصوص إسبانية بإخراج مصري، ولا يوجد في ملتقى هذا العام سوى عرض أجنبي واحد مترجم هو “السؤال الأخير”.

وقد قدمت الدكتورة نبيلة، الشكر إلى الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التي وضعت الملتقى تحت رعايتها، وكذلك لـلدكتورة غادة جبارة، والمستشار الثقافي الإسباني، ومدير معهد ثربانتس بالقاهرة.

__ وقال كانديدو كريس Cándido Creis ، المستشار الثقافي الإسباني: إنه لشرف لي أن أتواجد بينكم نيابة عن سفير إسبانيا بمصر، إن المسرح هو وسيلة للتواصل ومد الجسور، وقد نجحت دكتورة نبيله حسن مع السيد خافيير رويث مدير معهد ثربانتس في التعاون معا والإنجاز في هذا المجال، فكلاهما له خبرة كبيرة ودراية واسعة بمجال المسرح و الثقافة عامة بمصر وإسبانيا، و استطيع القول انه بفضلهما أصبح لدينا الآن نسخة ثانية من مسرح الميكرو تياترو في مصر، ولهذا أنا ممتن جدا لإتاحة الفرصة للتواجد هنا وللتعرف على النصوص المسرحية التي تعرض، و بالأصالة عن سفير إسبانيا فقد وافق السيد السفير على الدعوة لترجمة نصين من العربية لعرضهما بعد ذلك.

وأعرب المستشار عن أمنياته بأن يواصل الطلبة في مصر تعلم اللغة الإسبانية بمعهد ثربانتس، ليتمكنوا بعدها من تقديم نصوص باللغة الإسبانية سواء بالقاهرة أو مدريد أو أي مكان آخر بالعالم.

و قالت الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون: في ديسمبر 2020 كان الملتقى الأول لمسرح الميكرو تياترو، واليوم يتجدد اللقاء أنه ملتقى لكل الباحثين عن الجديد، فهم صناع الحراك الثقافي، ما يقدموه هو كشف جديد في واقعنا المسرحي، إنها مغامرة التجريب، قوة الشباب، تختبر طاقة جديدة في بوتقة أبو الفنون، الساحر، المسرح.

وأضافت الدكتورة غادة: لقد احتكيت بمعهد ثربانتس في سفرياتي خاصة بالمغرب، حيث كانت هناك مسابقة للأفلام القصيرة في كازابلانكا، وكان معهد ثربانتس يدعم صغار المبدعين.

وأضافت في الدورة الأولى لم أكن رئيس أكاديمية بعد، ولكني تحمسي لدعم هذه الدورة جاء بسبب النجاح الكبير للملتقى الأول لمهرجان المسرح العربي في إسكندرية بقيادة الدكتورة نبيلة حسن ولهذا لم أتردد في دعم هذا المهرجان، أن دعم الإبداع شيء أساسي في عملنا، و الميكرو تياترو هو من الأفكار التي تعتبر جديده أيضاً، والذي يمنح الشباب فرصة لتقديم أعمال جديدة بأقل التكاليف.

n تكريم مدير معهد ثربانتس

__ ثم قامت الدكتورة نبيلة حسن، و الدكتورة غادة جبارة بتكريم السيد خافيير رويث مدير معهد ثربانتس، في لفتة كريمة منهما بمناسبة انتهاء عمله في مصر في ديسمبر القادم.

__ ثم تحدث السيد خافيير رويث متأثرًا قائلاً: إنني أشكر الجميع على الحفاء البالغ في الاستقبال من جانبكم وأشكركم على استقبال تجربة الميكرو تياترو، التي بعد ما جاءت لمصر أصبحت ميكرو تياترو مصري.

وأضاف: أن الجميل في المسرح أننا نرى من خلاله العالم على مر العصور من أيام الرومان والإغريق ومصر الفرعونية حتى زمننا هذا، وصولاً إلى الميكرو تياترو الذي تحول فيه الفضاء الكبير للمسرح لما يشبه المسرح المنزلي، داخل حيز ضيق جدا من المكان، إنه لأمر رائع تلك الحيوية التي يشهدها المسرح بمصر، وأنا أشكر الجهود الكبيرة للدكتورة نبيلة حسن لتقديم هذا الفن، لدرجة أنه يمكن أن نقول أنه أصبح لدينا ميكرو تياترو عربي يقدم هنا الليلة، وأعتقد أن هذا الفن سيكون له القدرة على الانتشار من مصر للوطن العربي.

واختتم قائلاً: إنه لأمر رائع أن تتحد مصر وإسبانيا من خلال هذا الحدث الثقافي البديع.. مسرح الميكرو تياترو.

__ وأوضحت داليا همام المنسق الإعلامي للملتقى، أن مسرح الميكرو تياترو كان يقام في إسبانيا بداية، داخل سيارة فان (كبيرة)، والمتلقون كان عددهم بسيط جداً، (5 أفراد)، ثم تطورت العروض لتصبح بأماكن مساحتها لا تزيد عن 15 متر وتقدم لـ 15 متفرج، والعروض تعتمد على أداء الممثلين، وتقدم بإمكانيات ضعيفة ودعاية بسيطة.. حتى الممثلين يخدمون أنفسهم، ويعودون لإنشاء اللوكيشن (موقع العرض) لاستقبال آخرين.

وأضافت داليا: أن فكرة القضاء على البطالة هي نفس الوازع الذي دفع الدكتورة نبيلة لنقل هذا الفن إلى مصر، لتشغيل الممثلين كمورد رزق لهم، والجميل في نوعية فن مسرح الميكرو تياترو، هذا أن الدعوة مفتوحة للشباب العادي لإظهار مواهبهم الفنية المختلفة، سواء التمثيل أو التأليف أو الإخراج، ويمكن لأي شخص مهتم أن يشارك من خلال صفحة ملتقى الميكرو تياترو على السوشيال ميديا.

__ وأحب أن أشير بعد مشاهدتي لعرض “الختم الأخير”.. إلى أن التعرف على مسرح الميكرو تياترو كانت تجربة ممتعة لي حقاً.. تلاحم فيها الممثلون والمشاهدون تماماً.. لدرجة أنه خلال المسرحية.. سألني شخص دخل من الباب عن الرقم الذي معي – المفروض أني دخلت به العرض، وشرعت في إظهاره له، وبتلقائية شديدة تابع هو التفاعل مع بقية الممثلين.. لأفهم بعدها أنه ممثل.. وما فعله كان جزءً تلقائياً من العرض الذي نجحوا في إقحام المشاهدين فيه أيضاً.. والجميل أنهم يمثلون بجرأة وثقة واحترافية توازي أفضل الفنانين الشباب المشهورين، والأجمل أن العرض يحمل بالفعل فكر عميق رغم سوداويته الواقعية، فكر لم يظهر من بداية العرض ولكن من نصفه الأخير فيه، ورغم جمال الغموض فيه إلا أن العرض كان يمكن أن يحمل أبعاداً فكرية أكثر، بدلاً من تكرار الكلام لأكثر من مرة في بداية العرض، الأمر الذي اكسبه مسحة من الملل، محاها النصف الثاني من العرض.

وأكد عمق الفكرة فيه.. فتحية للفنان الموهوب محمد يحيى مؤلف ومخرج العرض، وأعتقد أن مسرح الميكرو تياترو يمكن أن يتحول إلى أن يكون هو مسرح المستقبل، ليكون أشبه بالساندويتش وكوب الشاي الذي يمكن أن ينتشي بهما أي شخص بأي مكان، فقط لو كمل جهد الشباب بجلسات مع متخصصي ومحترفي الكتابة والإخراج، كي يطوروا عروضهم لتصبح أكثر تشويقاً بجانب الفكر الذي تحمله.

n تفاصيل فعاليات الملتقي

__ كانت فعاليات الملتقى الدولي الثاني لمسرح الميكرو تياترو، قد انطلقت مساء الأربعاء 27 أكتوبر فى قاعة سيد درويش بالهرم.. بالتعاون ما بين سفارة إسبانيا والمعهد الثقافي الإسباني بمصر “ثربانتس”، وأكاديمية الفنون.

بحضور الأستاذة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، و الدكتورة نبيلة حسن، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، كانديدو كريس Cándido Creis ، المستشار الثقافي الإسباني بالقاهرة، ولويس خافيير رويث سييرا مدير معهد ثربانتس القاهرة، والذي تم تكريمه خلال الافتتاح.

__ كان حفل الافتتاح قد بدأ بعرض مسرحية السؤال الأخير تأليف الإسباني نانشو نوبو وإخراج الدكتور جمال ياقوت.. وتلاه عرض “الختم الأخير” تأليف وإخراج محمد يحيى.

وتضمنت الفعاليات في ثاني يوم بثاً حياً عبر زووم استضاف ميجيل الكنتود مؤسس مشروع الميكرو تياترو في إسبانيا.. وعرض في اليوم الثالث بالقاهرة أفلام مواقع الميكرو تياترو بالعالم، ثم توالى تقديم العروض المصرية بالإسكندرية.

n أهم عروض الملتقى

n ومن بين العروض التي قُدمت خلال الملتقى الدولي الثاني لمسرح الميكرو تياترو:

عرض “والله زمان”، تأليف باسم صادق وإخراج سها كحيل.. فرصة، تأليف عمر توفيق وإخراج محمد الصغير.. حجر غير صحي، تأليف حسام الشيخ وإخراج عمرو وائل.. زن زن، تأليف وإخراج أيمن فتيحة..

وفي إطار فعاليات الملتقى، استضاف معهد ثربانتس القاهرة يوم الجمعة 29 أكتوبر عرض “الختم الأخير” وهو النص الفائز في مسابقة النصوص من الإسكندرية، مع عرض أفلام لمواقع الميكرو تياترو في العالم.

وفى معهد ثربانتس الإسكندرية عُرض السبت 30 أكتوبر مسرحيات مجرد رقم.. ويا بختك يا زكى ، تأليف سامية جمال الدين وإخراج محمد عبد المنعم.. ملاك الموت، إخراج شادي رجائي.. تبول إرادي، تأليف جمال ياقوت وإخراج محمود جمال.. تصفيات نهاية العالم، تأليف الدكتورة رانيا إبراهيم وإخراج أريج الخطيب.. قرة عين، تأليف وإخراج فكرى إبراهيم.

بينما استضاف مركز إبداع الإسكندرية يوم 31 أكتوبر عروض المندرة، تأليف عمر توفيق وإخراج محمد الزيني.. كويكب خارج المألوف، لملك مصطفى.. جعلوني تريند، تأليف راندا إبراهيم وإخراج أيمن شعبان.

في حين شهد اليوم الأخير مائدة مستديرة أدارها الأستاذ الدكتور أبو الحسن سلام حول مدى الاستفادة من الميكرو تياترو في أهداف المؤسسات والهيئات وذلك بحضور عدد من الفنانين بالوطن العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق