مجلة الفنون المسرحية
يمثل النص بعدا فلسفيا عند الكاتب المسرحي والمخرج (علي العبادي) ولنتأمل في حواره المعتمد على اثارة كوامن النفس البشرية في نص مسرحية “تحريق” والذي يتكون من زحام شخصيتين فقط ينفتحان على ازمنة متعددة وأمكنة متنوعة تبدأ من المصحة لتتمحور في كل طف يغمره الشمر، يرتكز مفهوم العطش على تدفق رمزي لتصبح جرعة الماء امنية، استخدم الايماءة في لغة الحوار لتكبر الامنية وتصبح هي كل شيء، وتستخدم الحراك الايمائي الرمزي الى اشكال من التفاعلات الانسانية عبر تداعي الظمأ المتكرر
شخص1 : انا بحاجة الى شربة ماء ثم نجد الميل الجاد الى العمق الفلسفي الدال على شراسة المؤثر النفسي
شخص 2: الا ترى ان الأرض سقت نفسها بدمعها من اجل ماء البحث عن فلسفة المعنى عبر مراحل التاريخ
شخص1: عيالي يموتون من هول الظمأ
شخص2: لايوجد هول في الكون سواك والمعنى ان لاهول في الكون سوى الانسان لذلك عليه ان لايتكاثر والعطش نوع من التمادي في فلسفة هذا النص المدهش ( تطلب ماء في مواسم تناسل اليباب ، هو سعي لتحويل المسرح الاحتفائي الطقسي الى مفهوم سلوكي عام غير مرتبط بموسم شعائري محدد، شظايا بؤر فلسفية على حوارات مسرحية
شخص 1 : في كلا الحالتين يتوهج الموت ، ( نتأمل هذا التشخيص الفلسفي المسرحي )
شخص2: انا حيث التمني لا ،لا انا حيث الترجي / ثم يبرر لنا المعنى/ فيقول :ـ الاسراف في الحديث عن الذات تكون تداعياته كالإسراف في الطعام :ـ انا جائع ارتكزت المسرحية على سرعة الحوارات وحراك المتحاورين وتبديل المشاهد والأدوار كل يصير شمر وكل لاشيء
شمر2: عليك ان تفكر كي تبقى مواطنا صالحا للعيش ـ والطف الذي يتناسل مرة اخرى ،
هذا الحراك وسرعة التحاور وعمق المضمون له تأثير كبير على مستوى الوعي ، والطرح الفلسفي الذي يضعنا امام الدهشة بسبب الجدحة الوجدانية ، هناك من يرى ان العطش أو جرعة الماء حاجة وليست موقفا كي يتنازل من اجله ، ليصل الى فلسفة الطف وواقع القمر المضيء الذي فقد في ليله ، جعلنا نعيش في ظلام دامس للرجولة والوفاء، هذا النص المسرحي لايعطيك المعرفية في اي كينونة من تفاصيلها الخبرية، لكنه يمنحك التأمل في الذات الانسانية، في مرتكز الطف الذي يعتمد على مواجهة التضاد
شخص 2: في هذا الطف ، من فيه الحسين ومن فيه يزيد ومن فيه الشمر؟ البحث عن المعنى الى جدحة الفلسفة المعبرة عن تكوين التصور
شخص1: عن أي طف تتحدث عنه ؟ الوعي بقيمة هذه المحاورات قادنا الى توسيع الاحتمالية
شخص1: هل انت الشمر ؟
شخص 2: لا
شخص 1: هل انت يزيد ؟
الشخص 2: لا
الشخص 1: هل انت الح…
شخص 2: (يقاطعه) لا هذه الاحتمالات على الاثر العاطفي الى المأساة التي تجعلنا نسقط عليها فشل الكون في احتواء الحسين عليه السلام،
شخص 1 : هل تطوف حول الطف ؟ واحيانا هو يطوف حولك ؟
شخص2 : لا
وفي محاورات الشمر هناك رسالة النص الى المتلقي ليعي المشهد بفكره ومداركه الحسية
الشمر : من فيكم حسين ؟
شخص1: لا احد يا مولاي
الشمر : من فيكم ساقي العطاشى ؟
شخص 1: لا يوجد ظمأ بتاتا
الشمر : أين من طالب بالماء؟
شخص 1: لا احد يامولاي ، هؤلاء مندسين وعملاء ينتمون لتنظيمات تحاول النيل منكم
أمتلك النص قدرة ابداعية في التجسيد المكتمل ليس ببساطة العبارة وإنما ولوج عمق التأويل والحراك على ارضية التأريخ
شخص1: (مع الشمر) رمزنا المقدس فدتك امي وأبي ،
يعبر النص عن تلك التصورات والمشاهد والسمات التي تخلت عن التعميم والتزم النص بالفكرة، بالمعطى الوجداني الذي يعني عند الكاتب (علي العبادي) فتصبح تفاعلات الالتبرير وتجليات الولاء السلبي والتمسك بجوهر الطغيان، وهذا الوعي جمالي يعيش داخل جوهر الفلسفة الفكرة في التفكير، يدفع المتلقي الى التأمل والتدبر، يقول
الشمر: سمعت ان نفرا من الناس يطلبون الماء ويدعون شحته
شخص2: أي معتوه يجرأ ان يتفوه بذلك ؟ هذه محاولات بائسة للنيل من مقامكم
الشمر : كثيرا ما يشغلني هذا الصوت الاحتجاجي الذي يعترضني ما بين فترة واخرى ، من اين يصدر ؟ من يقف وراءه ؟ هذا الصوت يتناسل بطريقة تقض مضجعي وان انتشر اكثر سأضطر ان اجعل المدينة بكماء،
نحن نقرأ ملامح الطف ومكونات التقابل التضادي الذي يثير الكثير من الصور المثيرة للإحساس الجمالي، ينقل المتلقي الى مكونات الطف بما عنده، هذا الحوار ايقظ في داخلي حكمة (الامام السجاد عليه السلام) وهو يعري الجرح فيقول لم يحبنا في مكة والمدينة سوى عشرين شخصا فقط ، ولكل حوار صورة مكتوبة في راس قارئ تحيله الى واقعة الطف المباركة ،
الشمر : اتعرف ان الصدى اخطر من الصوت، واجد انا من المهم البحث في مديات الصوت والصدى ، التأمل في كيف ستكون الصورة في التاريخ؟ وفي الطف المرسوم في كل رأس وقلب في ضخامة معنى ان يعبر النص عنه
شخص 1: لأن الحقيقة الوحيدة هي الزيف …. وكلنا مفترون ،
نص الكاتب (علي العبادي) يبرر عن وجوده الفلسفي ليتحدث عن التصورات الاسس الفكرية والفلسفية والمشكلة الاجتماعية
الشمر1: نحن في أي طف؟
شمر2: لا اعرف
تتواجد الفلسفة داخل النص المعبر عن البيئة المحيطة بالإنسان والتي يتطلب استيعابها
شمر 2: هل يرضى الشمر ان يكون اصوات الاحرار وصداها اكبر منه
تشكل الفلسفة الخبرة الانسانية وتراكم التجارب التي استوعبها الانسان
شمر2: هذه المدن التي تخضع للتطور الكبير لايحتوي احلامها المفرطة ويحققها ويلبي تطلعاتها إلا شمور عدة ،
حتى اكثر مئات المرات من شواهد القبور، البؤر الفلسفية هي روح هذا النص المسرحي الذي ساهم في تحليل بنية المجتمع الانساني وفي المبدأ الذي صير لنا الواقعة لنتنفس منها الخير والايمان ومع هذا تتحول فلسفة النص الى مشاكسة المعنى لينهي النص بهذه الحوارية التي تجعل فلسفة البعد الفكري تشاكس الواقع التاريخي
شمر 2: وهل يحلو الطف من غير شمر ؟
يكون المعنى التأويلي هو الاكبر وهو روح النص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق