مجلة الفنون المسرحية
على وقع شعار المهرجان " المسرح وعي ..يقرب المسافات" تم افتتاح المهرجان على قاعة الجواهري في اتحاد الادباء/ المركز العام ببغداد صبيحة السادس من تشرين الثاني بكلمة لرئيس المهرجان الفنان سالم الزيدي تحدث فيها عن مجمل محطات وخطوات المهرجان منذ اليوم الاول لاطلاق الفكرة والتنسيق والتعاون مع بيت المسرح في اتحاد الادباء/المركز العام من جهة وجمعية الفنون الجميلة الكردستانية في السليمانية من جهة ثانية.
ثم تلى ذلك كلمة لاتحاد الادباء القاها استاذ الجماليات، عضو المجلس المركزي للاتحاد د.عقيل مهدي تحت عنوان " مسرح الصوامت بين بعقوبة والسليمانية".
قدمت خلال اصبوحة الافتتاح محاور فكرية عن المسرح الصامت، برئاسة د. سافرة ناجي، ومقرر الجلسة د.ايمان الكبيسي، وادار هذه المحاور د. علاء كريم حيث ساهم فيها بلاسم الضاحي بموضوعة " المسرح الصامت: غياب اللغة وحضور الفعل وارتحالات في ملكوت الصمت" متخذا من نصوص الكاتب الرائد في هذا المجال الفنان صباح الانباري مادة لدراسته.
اما د. عبد الرحمن التميمي فقدم دراسته عن " الحركة دليل ابدية الجسد".
تم بعد ذلك تكريم مجموعة من الفنانات والفنانين في الساحة العراقية وهم: فوزية عارف، ازودوهي صموئيل، سعدون شفيق، بلاسم الضاحي، د.احمد محمد عبد الامير وعزيز خيون الذي القى كلمة حيى فيها المبادرة التي اطلقها الفنان سالم الزيدي باقامة مهرجان دولي لمسرح الصوامت.
انتقل المساهمون في المهرجان، صبيحة اليوم التالي، الى مدينة السليمانية لتبدأ في مساء نفس اليوم، وعلى مدى ثلاثة ايام، العروض المسرحية وبقية الفعاليات من محاور فكرية وندوات نقدية وورشات فنية وتقنية.
اليوم الاول 7/11:
قدمت، في هذا اليوم، ثلاثة عروض على قاعة جمعية الفنون الجميلة هي "ضجة" من انتاج الجمعية واخراج كوران سركلويي وساهم فيها مجموعة من شابات وشباب معهد الفنون الجميلة في السليمانية، وصفق الجمهور طويلا للطاقات الشابة المساهمة في هذا العمل ولاجادتهم ودقتهم وتنوعهم في اداء ادوارهم.
وكانت المسرحية الثانية هي "السيد عامل النظافة" من محافظة بابل تأليف واخراج حسين مالتوس،
اما العرض الثالث فكان من ايران حيث قدم الفنان ساسان قجري تمثيلا واخراجا مسرحية " الصياد" في زمن عرض لم يزد عن خمس دقائق ، وهو عمل مسرحي يعد في مصاف الاعمال العالمية في هذا النوع من المسرح.
اليوم الثاني 8/11:
بدأ هذا اليوم بندوة فكرية عن المسرح الصامت ادارتها بشكل جيد د. سافرة ناجي وساهم بها د. احمد محمد عبد الامير والفنان منعم سعيد وعقدت الندوة في احدى قاعات الجامعة الامريكية وبحضور معظم المساهمين في المهرجان.
وقدمت مساء، في نفس هذا اليوم، اربعة عروض مسرحية وهي "حنين " التي قدمتها منظمة عيون الفن الثقافية في النجف الاشرف، فكرة عباس الحائك واخراج فارس نعمة الشمري، واتسمت المسرحية بجرأة الطرح فكرة وتجسيدا وخاصة ان المسرحية من بطولة فنانة شابة جاءت من مدينة يحكمها العديد من القيود القبلية والدينة.
تلاها بعد ذلك مسرحية "الرسام" من تقديم فرقة المسرح الجامعي في جامعة مصراته الليبية وهي من سيناريو منصور ابو شناف واخراج صبري ابو شعالة، واتسمت هذه المسرحية بوعيها المتقد مما يجري في بلدها ليبيا رافضة للحرب مهما كانت مسبباتها. والمسرحيتان عرضتا على قاعة جمعية الفنون الجميلة في السليمانية.
اما مسرحية (me/انا) فقدمت على قاعة الثقافة الجماهيرية في السلسمانية وهي من تقديم فرقة مسرح "اناهيتا" في ايران، سيناريو واخراج علي رضا اسماعيلي، وهي مسرحية ممتعة تتحدث عن استخدام بعض الناس للاشياء في محيطهم لاغراض شخصية، دون الاكتراث بالمصلحة العامة والمجتمعية.
وقدمت تونس، على نفس القاعة، ممثلة بفرقة المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين مسرحية "مريض" معدة عن "فصل بلا كلمات" لصموئيل بيكت وهي من تمثيل واخراج وليد خضراوي، وهي ايضا مسرحية شبابية متقنة الصنعة وواضح من اداء الممثل باجادته لهذا النوع من المسرح اذ يتحلى بجسم مرن يقترب من لاعبي السيرك.
اليوم الثالث 9/11:
كان العرض الاردني اولى العروض مساء هذا اليوم وهو عرض مسرحي شبابي كتابة واخراجا وتمثيلا، حيث قدموا لنا مسرحية "سبعة" من تأليف واخراج الشابة المبدعة دعاء العدوان، التي ساهمت بتجسيد احدى شخصيات المسرحية بجانب مجموعة شباب من الجنسين، ولاقي عرضهم استحسان الجمهور.
اما من العراق فقد ساهمت محافظة البصرة في هذا اليوم المسرحي بمسرحية "محطات ساخنة " سيناريو وتاليف محمد قاسم عيد، واخراج د.معيبد خلف راشد، والمسرحية من تقديم معهد الفنون الجميلة للبنين في البصرة.
وكان مسك الختام من مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، صاحبة فكرة المهرجان، حيث قدمت فرقة مسرح ديالى وبالتعاون مع رابطة ديالى للفنون، مسرحية "الالتحام في فضاءات الصمت" من تاليف الكاتب والفنان المغترب صباح الانباري ومن اخراج منير عبد القادر. وجسد الممثلون باجسادهم، في المشهد الاخير، جزءا من نصب الحرية لجواد سليم فاستحقوا تصفيقا ساخنا من جمهور لبيب.
بعد هذا العرض قرأت سافرة ناجي ودلشاد مصطفى باللغتين العربية والكردية البيان الختامي للمهرجان الذي اشار الى " الاشادة بالفرق المسرحية التي شاركت قي هذا المهرجان وكانت السبب الرئيس في نجاح فعاليات المهرجان المتميزة في ريادتها الجمالية .
والاشادة بالحضور النسوي اللافت مما شكل اضافة نوعية لفعاليات المهرجان. وظهور طاقات مسرحية شبابية على مستوى تقنيات الاداءالجسدي.
كما اوصت لجنة التحكيم بمراعاة ان يكون اختيار العروض خاضعا لشروط المهرجان وهويته المسرحية".
بعدها، تم تكريم معظم المساهمين بالمهرجان الذين سهروا على انجاح المهرجان، وتم توزيع الجوائز المخصصة للاعمال الفائزة وكانت على الشكل التالي:
افضل عرض مسرحي: مسرحية "ضجة" اخراج كوران قسرلوكون لفرقة معهد الفنون الجميلة في السليمانية.
افضل اخراج: مسرحية " me/انا" ايران.
افضل ممثل: رواند احمد عن مسرحية "ضجة".
افضل ممثلة: ريبار مفاخري عن دورها في مسرحية " me/ انا" ايران
افضل سينوغرافيا: مسرحية "المريض" تونس.
اخيرا لا بد من التاكيد على المساهمة الشبابية الفاعلة في كل الاعمال والى ادراك المساهمين للرسالة الانسانية للمسرح حيث لامس الجميع قضايا مجتمعاتهم سواء بشكل مباشر او دون مباشر. كما نشير الى حضور السفير الليبي في بغداد الصيد علي الصيد الى هذا المهرجان، وكذلك حضور قنصل الجمهورية الاسلامية في السليمانية وبعض من كادر القنصلية ليشاهدوا العرض الايراني وهي خطوة حظيت باحترام وتقدير الفنانين.
ولا بد من الاشادة هنا بجهود الجنود المجهولين، اعضاء جمعية الفنون الجميلة الكردساتنية في السليمانية، الممثلة بمدير المهرجان شمال فهمي وبقية الاعضاء وبالجهود الكبيرة التي بذلوها من اجل انجاح المهرجان الذي لاقى استحسانا من قبل الجمهور الواسع الذي غصت بها مسارح السليمانية خلال كل العروض المسرحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق