مجلة الفنون المسرحية
عبد الوهاب الدايني - بطل للفيلم العراقي عروس الفرات - ونموذجا للفنان الملتزم
جوزيف الفارس
لو عدنا بادراجنا الى ماقبل كتابة هذه السطور , وبحثنا في تاريخ مسيرة فنانينا الرواد , ومقارنين مسيرتهم مع مسيرة هذا الجيل , لعلمنا بان السبب يكمن في جوهرية اعمالهم والتي سطروا من خلالها جمالية عروضهم المسرحية اضافة الى ايمانهم الذي يمتلكونه في شرايين دمائهم وعروقهم والتي يسري من خلالها حبهم واخلاصهم للفن , يملكون حبا عذريا للمسيرة التي كانت ترافق حياتهم الفنية , مصممين على ان تكون بداية انطلاقتهم نموذجا رائعا يكون فيها الابداع والجمال عنوانا لمسيرة كل واحد منهم , تاركين خلف ظهورهم كل ماهو اسمه الخوف , ورافعين راية الابداع والتالق , وواضعين نصب اعينهم بناء صرح مسرح جماهيريا يعالج فيها , قضايا الساعة من المشاكل الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية , منتقدين جميع العادات والتقاليد والانظمة البالية من الحكام الغير المنصفين بحقوق الجماهير , لم يهابون الموت , همهم هو المساهمة في عملية التغيير والتطوير من اجل خلق مسرحا جماهيريا فيه من جمالية الابداع في الفكر لخدمة قضايا الانسان اينما كان , ولهذا كانت مسيرة الرواد تتميز بالجراة والشجاعة في اطروحاتهم المسرحية وغير ابهين لشيىء اسمه الخوف , بقدر ماكانوا يعتزون ويفتخرون باعمالهم والتي تنم عن الجراة والاقتحام لحواجز الخوف , وازاحة المعوقات وتذليلها , والتي كانت تضعها امام تحقيق انشطتهم الانظمة الحاكمة انذاك , حاملين على اكفهم اكفانهم ودمائهم , وترجمة قيمهم وتجسيد افكارهم الانسانية لخدمة الانسان , ولهذا جائت اعمالهم تحمل هموم شعبهم , وتعالج مشاكلهم باسلوب فيه من جمالية الابداع والثقافة التي اكتسبوها وسخروها من اجل تطوير مسيراتهم وترسيخها عن طريق الابداع والكمال , وهكذا بزغت افكار نجوم الانسانية وعلا شانها في ترسيخ كلمة الحق من اجل خدمة قضايا الجماهير ضد العنف واللامبالات للانسان الفقير والمتعطش للحرية ولرغيف الخبز , هذا الانسان والذي هو جزء من الجماهير والتي توحدت باطلاق صرخة في مسيراتها الاحتجاجية على تعسف الانظمة الظالمة لحقوقهم وهي تهتف باسم المعدمين من الجياع والعطاشى .
والفنانين الرواد كانوا يستمدون من واقعهم المرير افكارا قيمة لتجسيدها على خشبة المسرح ومعالجتها بتحريض المتلقين من الجماهير على التحرر والانعتاق ضد الظلم والتعسف , ولهذا جائت ابداعات روادنا مليئة بالافكار والمضامين والتي تخدم الانسانية وتساعدها على التنفيس والتطهير , ثم اطلقوا العنان بالهتاف والاحتجاج ضد الظلم ضد الطغاة , ضد المستغلين لحقوق الجماهير , ومن هما جاء دور جميع مؤلفي نصوصنا المسرحية منهم عادل كاظم ويوسف العاني وطه سالم وعبد الوهاب الدايني وادمون صبري ومحي الدين زنكنه لتسطير ملاحم نصوصهم والتي كان لها شان في نهضة لحركة فكرية وسياسية ساعدت على تعبئة الجماهير وتسليط الاضواء على حقوقهم الشرعية والمهضومة من قبل الطبقات البرجوازية والارستقراطية واذنابهم ممن كانوا يعملون لخدمتهم ولمصلحتهم .
ونحن حينما نمهد بهذه الاسطرمسيرة روادنا من المسرحيين والفنانين , غايتنا هو تسليط الاضواء على مؤلفي نصوصنا المسرحية عبر الاحقاب الماضية ومقارنتها مع المطروح منها على الساحة الفنية في وقتنا الحاضر .
عبد الوهاب الدايني فنانا ليس كبفية الفنانين , انه فنان ترجم رسالته من خلال ايمانه بقضايا وهموم الشعب , هذا الفنان الذي يعجز القلم عن وصف ماعاناه من ظلم الزمان والاصدقاء معا , انه فنان متكامل الاوصاف الانسانية وشامل بثقافته الاكاديمية , هو معد ومؤلف وسيناريست ومخرج سينمائي ومسرحي , كان يملك الكثير من الخلق والاخلاق , ووسامة القامة والوصال الحميدة , انه فنان بزغ نجمه بعد جيل الرواد من رواد حركتنا ومسيرتنا الفنية في العراق , درس المسرح في معهد الفنون الجميلة , ثم سافر الى ايطاليا ليحقق احلامه في الاكتساب الثقافي في معهد السينما التجريبي في روما – ايطاليا , وحصل على شهادة الدبلوم العالي في قسم السينما هناك .
لقد واصل مسيرته الفنية حاله كحال جميع الاساتذة من الذين اكتسبوا ثقافتهم العلمية والاكاديمية والذين عادوا الى الوطن ليساهموا في خدمة المسيرة الفنية , حيث عمل على اخراج مسرحية البيت الجديد , ومسرحية العطش والقضية , ومسرحية الحفارة والتي عرضت من على مسرح الخيمة عام 1977 , كما قام بتاليف مسرحية الافندية .
لقد عمل هذا الفنان مدرسا في معهد الفنون الجميلة ثم عين رئيسا في قسم السينما لينطلق سينمائيا ليكون بطلا في فيلم عروس الفرات , وشارك هذا الفنان في مسرحية يوليوس قيصر ممثلا مع المخرج وعميد المسرح العراقي الاستاذ حقي الشبلي , انقطع عن عالم الفن سنة 1986 بسبب اعتقاله قضاها في حياة مليئة بالبؤس والشقاء والتعذيب والمحاربة النفسية .
انه فنان له رصيد من المشاركات الدولية منها : مهرجان موسكو السينمائي العالمي , ومهرجان ايام الشارقة المسرحي في الامارات , ولديه تراجم ومؤلفات في النقد السينمائي ومؤلفات في السيناريو صدرت عن دار الشؤون الثقافية , اما عن افلامه السينمائية لديه بطولة فيلم سنوات العمر , وسيناريو وحوار فيلم فائق يتزوج , لقد كان معجب بالكاتب نجيب محفوظ , وجمال الغيطاني , ولهذا اعد الصخرة من تمثيل فخري العقيدي وسليم البصري ووداد سالم , ومن بين اعماله في السناريو والحوار مسلسل حضرة صاحب السعادة , ومسلسل قبل رحيل المواسم , ومسلسل كرايب المدير العام , واقوى من الحب , وزقاق في العالم الثالث , وعبود يغني , وعبود لا يغني , , والهجرة الى الداخل , وجذور واغصان , واخيرا مسلسل ملاذ امن , وبياع الورد , وعندما تشرق الاحلام .
ان عبد الوهاب الدايني فنان يحمل من الطيبة الانسانية والوفاء بكل معانيه لخشبته المقدسة ومن خلال تكريس افكاره وقلمه لخدمة المجتمع ونقل هموم الشارع بكل سلبياته ويجابياته ليجد البدائل لمعالجتها بشكل يضيف الى الحياة رونقا جذابا وسعادة انسانية للمجتمع , فهو يؤمن على ان المسرح يجب ان ينطلق من هموم الشارع ليجد له البديل ومن خلال معالجات جذرية تكون هي البدائل لخدمة الجماهير المتطلعة على من يروي ظمأها ويسد جوع بطنها .
انه مع الانسان , نموذج قل نظيره في عالمنا اليوم , حينما يعود بذكرياته الى اروقة المعهد مع اصدقائه خالد سعيد وفاضل قزاز وفاضل خليل والعديد من الاسماء التي اصبح لها شانا في مسيرة الفن العراقي , وكانه يتحدث عن المعاهد العالمية , ويعود هذا كونه يمتلك من المقومات الثقافية اكتسبها من اساتذة الدراما والذين شهدت لهم الساحة الفنية في العراق ما يعجز المرء عن وصفهم .
يذكر انه حينما كان طالبا في المرحلة الثالثة في معهد الفنون الجميلة صادف وان شاهده الاستاذ حقي الشبلي يوم كان عميدا للمعهد وفي يده سيكارة وهو يدخن , فنهره ومنعه من مواصلة دراسته الا ان تدخل الوساطات التي لعبت دورا مهما في اصلاح هذا الشان عندها وافق العميد على ان يواصل دراسته في المعهد , فهذه الحالة ان دلت انما هي كانت ترجمة حقيقية لما كان يجب على الطالب ان يحترم سلوكيات فيها من القيم التربوية ومنهاجا داخل المعهد في تلك المرحلة من الدراسة .
عبد الوهاب الدايني وفي لقاءاته المتكررة وعبر الوسائل الاعلامية ثمن دور المعهد في تلك المرحلة والتي كان موقعه امام البلاط الملكي في الكسرة , لقد اشاد في عملية النهج الدراسي وتثمين هذا الدور من قبل المسؤولين انذاك , لاختيار موقعه الجغرافي في منطقة الكسرة الذي يواجه بناية البلاط الملكي , فهو يقيم هاذين الموقعين لاهميتهما المعنوية , كانت لديه رفقة جيدة مع جميع زملائه واصدقاءه من الطلبة من الاقسام الفنية من الموسيقيين والتشكيليين .
ان عبد الوهاب الدايني درس في المعهد واكتسب من ثقافة اساتذته وخبرتهم ومن خلال المحاظرات النظرية , وتعلم الكثير من خفايا هذا الفن واختزنه في ذاكرته , اما تحوله الى دراسة السينما لكون ان الزمالات الدراسية جائت مخصصة عن السينما وبما ان هذا الاختصاص ليس له قسم متخصص بهذه الدراسة في المعهد ولهذا السبب احب اغتنام هذه الفرصة وان يستغل هذه الزمالة للدراسة عن السينما وخفاياها الفنية منها النظرية والعملية ورغبته العمل في السينما , ولهذا ذهب الى روما – ايطاليا من اجل هذه الدراسة .
لقد اهتم عبد الوهاب الدايني في السينما , هذا الصرح الذي دخل ابوابه وهو في المرحلة الثانية من دراسته في المعهد ليمثل دور البطولة في فيلم عروس الفرات من اخراج المخرج العراقي عبد الهادي مبارك , لقد تعرف عبد الوهاب الدايني على النجومية , الا ان بعض غرور الشباب انتابه لوسامة طلعته وجمال وجهه ولا سيما كان في مرحلة المراهقة حيث انه حظي بهذه الفرصة ليتعرف على هذه التجربة الرائدة في التمثيل السينمائي الا انه بعد ان عرفه الجمهور العراقي انذاك ومن بطولته في فيلم عروس الفرات , دفعه الحب للاخراج السينمائي والتعرف على هذه الصناعة والتي مفتقرة في العراق ضمن تلك الاحقاب الزمنية .
لقد اصبح همه الوحيد هو تعريف الجمهور على نجوميته , هذا الجمهور والذي اعتبره الكنز والزاد ليدفعه الى التالق واكتساب الثقافة التي هي السبيل الوحيد لصعود السلالم الى النجومية في السينما , ولهذا بحث عما يرضي الجمهور من الاعمال الجيدة والتي تملك المضامين الفكرية والثقافية ليساهم في تحريك عجلة الفن وتطوير مسيرته ومن دون التاثير على هويته الثقافية بقدر ماكان هدفه هو رفع المستوى الثقافي للجمهور العراقي ضمن تلك المرحلة من مراحل صناعة السينما في العراق .
ان الفنان المؤلف والسيناريست والمخرج عبد الوهاب الدايني اسما لمع نجمه في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في معهد الفنون الجميلة , واستطاع هذا الفنان ان يؤكد حضوره الفني في الساحة الفنية الا ان ظروف اعتقاله في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ولمدة غير قليلة ,تعذب فيها وشهد من الممارسات التعذيبية مما تركت اثارها على جسده واصابته بالعديد من الامراض النفسية والجسدية , هذا الفنان والذي صرح وعن طريق الوسائل الاعلامية بانه لم يكن يملك اكثر من خمس سنوات امضاها في دراسته في العراق وفي الخارج , ولهذا هو يقيس عمره وسنين حياته بهذه الخمس سنوات وغير معترفا بسنين عمره الحقيقي والتي بلغت الستين فما فوق , لكونه يطرح من حياته سنين اعتقاله , وسنين دراسته , وسنين رقاده في المستشفيات والتي اسقطها من مسيرة حياته الفنية في الامارات وهو يخضع تحت العلاج في مستشفياتها .
ان الدايني يؤمن بان الفنان هو نتاج عصره ومجتمعه وبيئته , ولهذا بعد ان انهى دراسته في ايطاليا وعودته الى العراق قام بتاسيس ومع زملائه فرقة اتحاد الفنانين ليشاركوا من خلالها باعمال ونتاجات مسرحية مازالت تعيش في ذاكرة الجماهير المسرحية منها : طنطل والتي اخرجها الفنان المخرج محسن العزاوي , حيث كان هذا العمل باكورة اعماله المسرحية في الاخراج المسرحي , اما الدايني فكان باكورة اعماله في الاخراج المسرحي هو مسرحية البيت الجديد , ثم العطش والقضية , وبعدها بهلوان اخر الزمان , ثم الحفارة والتي اعدت عن مسرحية للكاتب الروسي الكسي ارموزف ,هذا النص المسرحي تحدث عن نضال الشعب السوفيتي وكيفية مساهمتهم في بناء وطنهم , لانه كان يؤمن ومع بقية الشباب بان عرض مثل هذه النصوص تساهم في بناء الوطن , وقد قام الدايني بتعريق النص وتقريبه الى واقعنا الاجتماعي ومقاربته لاحاسيس ومشاعر الجمهور العراقي .
والدايني يتالم في احاديث عديدة شاكيا معاناته من انه لم يترك المسرح , وانما المسرح هو الذي تركه , كان يحب المسرح ويضعه في اولويات اهتماماته لخدمة الجماهير, اما اسباب توقفه عن العمل المسرحي كانت هناك اسباب عدة اهمها :
الاسباب السياسية , والتي ادت الى هجرة معظم الفنانين الشيوعيين من الذين كانوا ادواته في العمل المسرحي , لقد استدعوه للانظمام والعمل في الفرقة القومية للتمثيل ولكنه رفض لعدم الرضوخ لثمن هذه الدعوة وهذا ماصرح به ضمن الوسائل الاعلامية المرئية ,و انما وجد ضالته في فرقة مسرح الفني الحديث , الا انهم لم يدعموه فنيا بحجة ان في الفرقة مخرجون زيادة عن الحاجة , ولهذا اظطر ان يتوجه الى الكتابة , سيما وانه قد اكتسب تخصصا في حرفية فن كتابة السيناريو , وحتى في السينما لم يسمحوا له المساهمة من اجل تحقيق طموحاته التي من اجلها اكتسب ثقافته ليترجمها اعمالا يساهم من خلالها في خدمة المسيرة الفنية في العراق , ولهذا وكما تحدث قائلا : انني حوربت في مجال التمثيل والتاليف والاخراج .
لقد حورب هذا الفنان , ومما يؤسف له ان معظم اصدقائه من الفنانين ابتعدوا عنه حالما افرج عنه من المعتقل , ولما اراد العودة الى العمل الفني لم يجد الفرصة ولا دعما يشجعه على التواصل , والذي المه اشد الالم , موقف زملائه الذين وضعوا حدا مابينه وبينهم حيث لعب عامل الخوف من التعامل معه لاسباب قد يجلب لهم الشبهة السياسية , ولهذا ابتعدوا عنه , وهكذا بقي عبد الوهاب الدايني معتكفا في بيته وهو في امس الحاجة الى المادة ليساعد نفسه وعائلته على ظروف الحياة الاقتصادية , الا ان عزيمته واصراره على مواصلة الكتابة حققت له انتاجات فنية فرضت نفسها على الساحة الفنية انذاك .
ومن هنا يتبين لنا بان للفنانين وللمثقفين من المؤلفين والكتاب المهنيين والحرفيين لهم دورا بارزا في بناء المجتمعات وقدرتهم على التغيير نحو الافضل لتحقيق وطنا فيه من الطمأنينة والاستقرار الامني , ومن هنا نستنتج ( على ان الامم والشعوب لا تقاس بثرواتها المادية , وانما تقاس بعدد علمائها وادبائها وفنانيها ) ولهذا فان الحضارة تحققت حيثياتها عن طريق هذه الشريحة من المثقفين , وكما نعلم بان الفنانين استطاعوا ان يرسخوا افكارهم النيرة والمضامين الانسانية , ويؤكدون من خلال رسالتهم على انهم يستطيعون ان يرسموا معالم الحضارة والتطور بنوعية تخدم الامة تراثا وتاريخا باصالة ليس فيها تزييفا للحقائق التاريخية والمعاصرة , وذالك من خلال احاسيسهم ومصداقيتهم ووجدانهم , والتعبير الصادق عن وقائع والام هذه الامة بكل ماقدموه من الابداعات .
ان عبد الوهاب الدايني فنان شامل , ولد من رحم معاناة كثيرة , واستطاع ان يخترق جميع الحواجز منذ طفولته وحتى وصوله الى هذه المرحلة من مسيرته الفنية , والسبب يعود الى خزينه الابداعي والى قدرة روحه على اعتناق الحياة , والتواصل معها من اجل تحقيق ماكان يصبو له من خدمة رسالته ومسيرته الفنية ليكون في الاخر اسما لامعا وشخصية لها دورا بارزا في تحقيق التغيير والتطوير في مسيرة الدراما العراقية , وحتى في المواقف السياسية بقي انسانا مبدئيا وغير مساوما , وهذه من المواصفات والصفات المهمة التي امتاز بها تاريخ هذا الفنان المبدع عبد الوهاب الدايني .
انه نموذج للفنان الاصيل والذي لا ولم يساوم على حساب مبادئه , وانما بقي امينا ومتواصلا وبايمان مع من كان يؤمن به وبافكاره الايجابية والتي اراد من خلالها خدمة مسيرة العمل الفني والارتقاء به الى سلالم الرقي والتالق لمسيرة المسرح العراقي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق