صوت العرب:القاهرة.
عقد مهرجان آفاق مسرحية، ندوة وحفل توقيع كتاب "أنا مكبث" للكاتب العراقي منير راضي، مساء أمس الجمعة، ضمن فاعليات الدورة السابعة للمهرجان، بحضور نخبة من المسرحيين من بينهم: الدكتور سيد علي إسماعيل، والمخرج هشام السنباطي رئيس ومؤسس المهرجان، ونخبة من المسرحيين المصريين والعرب من تونس وسلطنة عمان وليبيا والعراق، وأدار الندوة الكاتب أحمد زيدان، وذلك وفق بيان صادر عن المهرجان اليوم السبت.
في البداية تحدث الكاتب أحمد زيدان، حول الكاتب والمخرج العراقي منير راضي الذي له تاريخ كبير وحافل سواء على مستوى الكتابة المسرحية او الإخراج أو التمثيل أو التكريمات بالعراق الشقيقة والدول العربية.
وتطرق زيدان للكتاب الذي يحتوي مسرحية " أنا مكبث" وأربعة مسرحيات أخرى ليستعرض بنية نص أنا مكبث، التي تقدم فيها الأحداث في فضاء مسرحي رسمه المؤلف، يتم فيه استدعاء مكبث من العالم السفلي ومجموعة الساحرات وأرواح الملك دنكان وبانكو وليدي ماكبث ويطالب مكبث عبر الأحداث بمحاكمة وليم شكسبير الذي شوه صورته لحساب ترسيخ حكم الملك جيمس بعد إعدام الملكة اليزابيث في ذلك الوقت، كما يستدعي المؤلف الملك لير كمحقق وقاض وعلى جانبيه عطيل وهاملت.
وكما نعرف أن شكسبير صور لير كملك عاطفي في حكمه وتقسيم مملكته بين بناته، وكذلك هاملت المتردد الذي تتلاعب به الأشباح ويتسبب في انتحار اوفيليا ويقتل عمه ويموت في مبارزة بنصل مسموم، أما عطيل فهو الشرقي الذي دمرت حياته مؤامرة استفزت غيرته ليقتل حبيبته، وربما يشير اختيار القضاة هنا لشخصيات شكسبيرية ساقها "القدر – المؤلف" لتلقى حتفها عمدا، وبالتالي لديهم ثار مع المؤلف، ليحققا في موضوعية قضيته، وعبر حوارات ومناقشات يحاول مكبث اثبات أن كثيرا من أحداث مسرحية شكسبيرمفتعلة لتشويه صورته وهو الذي كانت له معارك وبطولات كبيرة كما أن دانكان قتل في معركة وليس على سريره وكذلك لم يكن كهلا ليتعاطف معه الجمهور، إضافة لأن مكبث حكم البلاد سبعة عشرة عاما عم فيها الاستقرار والرخاء.
ويظهر شكسبير كمثقف السلطة الذي يغازلها ويكتب ما يصلح ليتبناه القصر الملكي ويقوم بالهاء الشعب عن جرائم الحكام عبر تلك المآسي الي لا تتطرق لمعاناة الناس ويضحي عبرها بابطال يسوقهم لمصير مخز، ليستدعي ماكبث في النهاية أحد المؤرخين الثقاة " روفائيل أولينشيد" لتلك الفترة الزمنية ويقر بما أورده مكبث من حقائق تغافل عنها شكسبير حين كتب مأساته.
فيما تناول الكاتب منير راضي الحديث حول كتاباته والتي تهتم بمراجعة ما تمت كتابته وتقديم وجهة نظر كاشفة مثلما قدم في محاكمة شكسبير عبر نص " أنا ماكبث"، ومناقشة تعمده تغيير أحداث التاريخ أحيانا ليتلائم مع مصالحه داخل البلاط الملكي، مشيرا إلى أن النص استدعى شخصيات رئيسة في مسرحيات شكسبير وكذلك شخصيات من نص ماكبث دون الاستعانة بما كتبه شكسبير.
وأضاف راضي، أن النص ليس لقراءة أولى فقط بل يستدعي قراءات متعددة وهو ما كان رد فعل المسرحيين الذي اطلعوا عليه.
واختتم راضي الندوة معربا عن سعادته لتواجده بمهرجان آفاق مع نخبة من المبدعين فمصر والعراق تاريخ طويل مشترك من الثقافة والإبداع.
واختتمت الندوة بتوقيع الكتاب للحضور، والتقاط الصور التذكارية ضمت لفيف من المسرحيين المصريين والعرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق