حميد علي حسون الزبيدي شاكر عبد العظيم جعفر حميد عبد الله علوان
جامعة بابل/ كلية الفنون الجميلة جامعة القادسية/ كلية الفنون الجميلة جامعة بابل/ كلية الفنون الجميلة
Hammed.kadah727@gmail.com Dr.shakir.a.@gmail.com Dr.hameed.ali@gmail.com
الخلاصة
اتسمت القارة الافريقية بخصوصيتها وأرثها الحضاري المتفرد بعدد كبير من القيم والتقاليد والانظمة الفكرية والثقافية التي فرضتها طبيعة البيئة الاجتماعية الحياتية ونظامها القبلي للمجتمعات السكانية في القارة السوداء والتي تعرضت لعدة غزوات فكرية أوربية حاولت طمس وتغيير مرتكزات الملامح الثقافية والفكرية لتلك الحضارة المتأصلة فكريا لدى الشعوب الافريقية التي عاشت متمسكة بثقافتها وطابعها الحضاري المزدهر مما جعل من تلك القارة محط أنظار للغزو الاوربي القادم من الغرب تحت ذريعة نقل التطورات الحضارية من أوربا بلد الحضارة الام الى المجتمع الافريقي الخاضع للنظرة المتدنية ثقافيا من وجهة نظر الآخر الاوربي من الغرب مما مهد ذلك الى ظهور حركات فكرية ثقافية على يد عدد من المفكرين والادباء والكتاب والمؤلفين اللذين تولوا مسؤولية المحافظة والتصدي لكل أشكال الغزو الحضاري الاوربي عبر كتاباتهم ومؤلفاتهم ونتاجاتهم الفنية للمحافظة والتمسك بكل مقومات وأسس الحضارة الافريقية وتأكيد اصالتها وخصوصيتها من خلال تلك النتاجات الفنية والادبية والفكرية ولاسيما النصوص المسرحية كونها وسائل للخطاب الفكري والجمالي الساعي الى نشر وتدعيم وابراز الهوية الثقافية للمجتمع الافريقي, ولعل البحث الحالي يقع ضمن عملية الاهتمام والبحث بدراسة وتحليل النصوص المسرحية التي تناولت في مضمونها تحليل الزنوجة كثقافة أفريقية في النص المسرحي الامريكي وقد تضمن الفصل الاول مشكلة البحث التي صيغت بالتساؤل الاتي :- (ما التنوعات التي أمتلكها النص الزنجي في جنوب الولايات المتحدة الامريكية بفاعلية تأثير فكر الزنوجة وتجلياته داخل تلك النصوص؟) و تضمن الفصل أهمية البحث في أنه يقدم دراسة منطقية بكر لم يتم تناولها من قبل, وأظهار اهميتها ووظيفتها في الحياة المسرحية الافريقية المتنوعة و تضمن الفصل هدف البحث الى التعرف على الزنوجة في المسرح الزنجي في الولايات المتحدة الامريكية أما حدود البحث فقد كانت زمانيا من (1960-1990) ومكانيا جنوب الولايات المتحدة الامريكية وموضوعيا النصوص المسرحية التي تجلت فيها مفاهيم الزنوجة والفكر الزنجي أما الفصل الثاني فقد تضمن مبحثين حدد المبحث الاول منها على الزنوجة المصطلح والمفهوم اما المبحث الثاني فكان المسرح الزنجي واثبات الهوية في جنوب الولايات المتحدة الامريكية, وتضمن الفصل الثالث اجراءات البحث وتحديد مجتمع البحث المتكون من (سبعة نصوص مسرحية) والتي تمكن الباحثان من جمعها وحصرها ضمن الحد الزماني للبحث وتم أختيار اثنين منها بالطريقة القصدية وهما (يوم الغياب) للمؤلف (دوغلاس تيرنير وارد) و(القيد) للمؤلف (بيرل كليج) وأعتمد الباحثان على المنهج الوصفي (التحليلي) لتحليل العينات واختتم البحث بالفصل الرابع الذي تضمن النتائج والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات وقائمة المصادر وكان من بين أهم النتائج التي توصل اليها الباحثان هي :
الزنوجة تيار شامل ومؤثر في كل الآداب والفنون لاسيما في المسرح بسبب قدرته في تحصين الشخصية الزنجية .
جاء تأثير وتمثل الزنوجة من خلال الاتفاق في الدفاع عن التراث والحضارة والتأريخ الزنجي وأهميته مسرحية (القيد)
ضرب مركزية الابيض المهيمن ودحض فكرة الاسود التابع المهمش للزنوج في مسرحية (يوم الغياب )
سعت الزنوجة الى وضع اليد على الخلل المجتمعي وتقويمه وهو ما كان واضحا في مسرحية (القيد)
الرجل الزنجي والمرأة الزنجية يمتلكان مايجعل منهما أشخاص فاعلين وان محاولة تغيبهما يعني فشل الحياة وتعطيلها لان الحياة الوان متعددة (يوم الغياب )
الكلمات المفتاحية: الزنوجة ، الخطاب الفكري الزنجي ، النص الزنجي
Abstract
The African continent was characterized by its uniqueness and its unique cultural heritage by a large number of values, traditions and intellectual and cultural systems imposed by the nature of the social and life environment and its tribal system of the Black Continent population communities, which had been subjected to several European intellectual invasions that attempted to obliterate and alter the cultural and intellectual features of that civilization which was intellectually rooted in the African peoples who lived together Its culture and its flourishing cultural character, which made the continent a focus of attention to the European invasion coming from the West under the pretext of transferring cultural developments from Europe, the country of mother civilization to African society. I put the cultural low point of view from the perspective of the other European coming from the West, which paved the way to the emergence of intellectual cultural movements by a number of thinkers, writers, authors and authors who took responsibility for maintaining and addressing all forms of European civilization invasion through their writings and literature and artistic findings to maintain and adhere to all the fundamentals and foundations of African civilization And to confirm their authenticity and specificity through these artistic, literary and intellectual productions, including theatrical texts as a means of intellectual and aesthetic discourse that seeks to spread, reinforce and highlight the cultural identity of African society. The first chapter included the problem of research, which was formulated through the following question: What are the variations that I have in the Negro text in the South of the United States of America, effectively the effect of the thought of Negro and its manifestations within These texts also included the importance of the research in that it provides a logical study Bakr has not been dealt with before and show their importance and function in the African theater and miscellaneous activities also included chapter research goal to identify Negro in the theater Negro in the United States (1960_1990) and place in the South of the United States of America, and objectively the texts of the play that reflected the concepts of Negro and the Negro thought. The second chapter included two topics, the first of which was identified on the Negro term and concept. The second section was Negro theater and identification in the South The United States of America, and the third chapter included research procedures and identify the research community consisting of (seven texts of the play), which enables the researchers to collect and limited within the temporal limit of the search and were selected two of them in the manner of intentional (the day of absence) The researcher concluded the study with the fourth chapter, which included the results, conclusions, recommendations, proposals and list of sources. Among the most important results reached by the researchers are:
Stream comprehensive and influential in all arts and the arts, especially in the theater because of its ability to immunize the Negro personality.
Effect and represent the Negro through the agreement in defense of heritage and civilization and history Negro and its importance play (constraint)
hit the center of the dominant white and refuted the idea of black marginalized of the Negro in the play (the day of absence)
Put the hand on the social imbalance and evaluation, which was evident in the play (constraint)
The black man and the Negro woman have what makes them active people and that trying to miss them means the failure of life
and disable it because life multiple colors (the day of absence)
Key words: Negro, intellectual discourse Negro, Negro text
الفصل الاول
مشكلة البحث :
أن الحياة الافريقية بكل جغرافيتها سواء في افريقيا ام خارجها هي دوال مكتنزه بالارث الحضاري الذي يمتلكه الافارقه على اصعد مختلفة منها ماهو اجتماعي او اقتصادي او ديني او فكري ولذلك فقد سعت المنظومة الاوربية ابان مدة الحداثة وماقبلها اي منذ ظهور المسيحية في العصور الوسطى انتقالا الى عصر النهضة والتنوير وهي عصور المد الاستعماري الغربي باتجاه الحضارات الاخرى و بكون واوربا كانت تنظر الى ذاتها على انها الحضارة الام المتطورة التي يجب ان تخضع اليها كل الحضارات بما فيها افريقيا وآسيا .لذلك اتجهت انظار اوروبا الى افريقيا وبدات الالة العسكرية الغربية و الالة الفكرية والتبشرية تجتاح هذه القارة ,ولكن الافارقة لم يقفوا مكتوفي الايدي ,اذا انطلقت الشخصيات الفكرية والفنية في محاولة منها للحفاظ على الهوية الزنجية لاسيما بعد محاولة تشتيتها وتهجينها بهويات اوربية , وذلك بترحيل السود الى جنوب الولايات المتحدة الامريكية بعد اكتشافها ونزوح الكثير من العائلات الاوربية المتنفذة اليها ,فقد استخدم السود كشغيلة وخدم وايدي عاملة في امريكا فكان القلم الاسود يجابه ويكتب ويرفض بالفكر , والادب والمسرح واللغة بعموميتها والمسرح بخصوصيته .فبرز الكثير من الكتاب الذين اشتغلوا على تقوية ودعم الشخصية ا لزنجية ومجابهة الآخر المستعمر (بفتح الميم) وايقافه عند حده .بطرق عدة منها اجماع اليهود حول مفهوم الزنوجة الذي تعد خيمة جمعت العديد من مفكري الزنوج وعلى راسهم (ايمي سيزار وليوبولد سنغور) والكثير من التنوعات الزنجية التي تنتمي الى بلدان افريقية عدة .
لقد كانت الزنوجة موجة احتجاج بوجه المستعمر ولتوكيد هوية السود الافارقة في كل العالم وليس افريقيا وحدها ,لذلك فقد انطلقت الزنوجة من الجغرافية الغربية حيث كان يعيش سنغوروسيزرغيرهم في اوربا وامتداد الى الداخل الى افريقي ثم الى الزنوج في امريكا .
اما المسرح الافريقي الذي انطلق من جنوب الولايات المتحدة والمتمثل بالعديد من الكتاب بينهم على سبيل المثال لا الحصر (أميري بركه, توني هاريسون, بيرل كليج, أوغست ويلسون) فان كتاباتهم هي عبارة عن اجتماع الارث الحضاري الافريقي الفكري والمنطلقات الفكرية الجديدة لما بعد الكو لينالية والزنوجة ,التي شكلت مرحلة مهمه وكبيرة من مراحل التطور الادبي والفن الافريقي في امريكا. ومن هنا فقد جاءت مشكلة البحث على وفق التساؤل الاتي: ما التنوعات التي امتلكها النص الزنجي في جنوب الولايات المتحدة الامريكية بفاعلية تأثير فكر الزنوجة وتجلياته داخل تلك النصوص ؟
أهمية البحث والحاجة اليه :
تكمن اهمية البحث الحالي في انه يقدم على دراسة منطقة بكر لم يتم تناولها في الدراسات المسرحية الاكاديمية, ومن ثم تسليط الضوء عليها والدراية باهميتها ووظيفتها في الحياة المسرحية الافريقية المتنوعة ومن ثم امتداها العالمي وتشكيلات الهوية الزنجية الفكرية على وفق ذلك.
وبذلك فأن البحث سيعمل على فتح الافق نحو الولوج الى دراسة حياة الزنوج المسرحية الفنية من قبل الباحثين .لان المسرح الافريقي في دول القارة الافريقية وكذلك في الولايات المتحدة الامريكية لم يحظ بالجهود الوافرة والكافية من قبل الباحثين.
هدف البحث :
التعرف على (الزنوجه في المسرح الزنجي في الولايات المتحدة الامريكية ).
حدود البحث :
الزمانية / من 1960-1990
المكانية / جنوب الولايات المتحدة الامريكية
الموضوعية / النصوص المسرحية التي تجلت فيها مفاهيم الزنوجه والفكر الزنجي
تحديد المصطلحات :
الزنوجة :اصطلاحا
يرى فانون: "انها تمثل سعي مثقفو البلاد التي تعرضت الى الاستعمار الغربي بكل شراسته الى ثقافتهم الوطنية لاستعادتها حتى لو تضمن ذلك ربطها بمهاد عرقي او اسطوري ، وهو رد منطقي لسياسة احلال الثقافة الاةربية بديلا عن الثقافة المحلية"().
يرى ليوبولد سنغور: "انها فضاء تتجمع فيه القيم الثقافية للعالم الاسود وتنهض انسانوية ،أو نزعة إنسانية جديدة"() .
التعريف الاجرائي : يتفق الباحثان مع تعريف ليوبولد في اتخاذ تعريفة كتعريف اجرائي.
الفصل الثاني/المبحث الاول: الزنوجة المفهوم والمصطلح
لقد عانت الدول الافريقية وطأة الاستعمار الغربي الذي كان يشكل ديكتاتورية مقيته فرضت ذاتها بالقوة وبحد السلاح, فلقد كان هناك استعمار/مستعمر وكان هنالك المستعمر الافريقي, وان سعي الآلة الغربية عسكريا وفكريا لا تسمح بوجود هويات اخرى موازية لها, ولذلك فهي تعمل بكل جهدها وجهيدها على حلحلة اللحمة الاجتماعية الافريقية والعمل على محو ارتباطها بثقافاتها المتعددة على وفق مفهوم صراع الحضارات بشكل غياب الآخر وحضور الانا المتضخمة للإنسان الغربي .
وبالنسبة لافريقيا وكيفية تعامل الغربي مع الافريقي ,فأنها ثنائية لم تكن متلازمة بل متضادة متناقضة من وجهة نظر الانسان الغربي. فهو سيد ابيض ومتطور وحضاري ومهمين اما الافريقي فهو تابع وأسود ومتخلف وغير حضاري وضعيف ووفق هذه الثنائية قد ضاع الكثير من انسانية الافريقي الانسان, لانه وجد نفسه بإزاء امر مفروض عليه, وهو حمل السلاح والمقاومة, لان الاستلاب الذي مارسه المستعمر كان قاسيا الى ابعد الحدود بيد أن الجانب الاخر من الشخصية الافريقية فضل طريقا آخر للرد وهو الرد لكن بالقلم الشعري الادبي الفني المسرحي, وباستثمار عديد الثقافات الافريقية وشحذها كسلاح للمقاومة, وبذلك فأن هذه الطريقة لم يكن وليد مزاج او استرخاء او ترف بل هو وليد واقع متأزم ومعاناة كبيرة فأن الغربيين الامريكيين لم يدركوا وهم يحاولون تغييب الهوية الزنجية. ان الهوية الثقافية لاي مجتمع ثابته لا تتزحزح, وهي مرتبطة بالمجتمع كل الارتباط .لانها تشكل الفضاء الجامع لثقافات المجتمع (اي مجتمع وليس للزنج فقط). "فالموضة او الملابس والطعام والدين والعادات الاجتماعية والاحتفالات والاعياد والاغاني والطقوس, لا يمكن ازاحته لانه هوية يتمسك بها الفرد اينما حل واينما يذهب"(). وبذلك فأن الزنوجة هي الوجه الامثل الى جانب تيارات عدة في الفن الادبي الذي يمثل الثقافة الزنجية التي تجلت في الحياة الاجتماعية و تجلت ايضاً في انواع الاداب والفنون الزنجية في جنوب الولايات المتحدة الامريكية الا انها ظهرت وتطورت في حدود الولايات المتحدة وفي اوربا ومرحلة الزنوجة تمثل تطورا كبيرا للأدب الزنجي لاسيما في الشعر وفي الفن المسرحي لاسيما عند الكاتب النايجري (وول سونيكا) فهي اي (الزنوجة ) تفهم كونها رفض (التمثل) كونها افتراض وجود الآخاء افتراضا مسبقا يتسم بالحنق ونفاذ الصبر وهذا هو راي ايمي سيزير رائد الزنوج الا ان نقطة انطلاق الزنوجة يتحدد بالعام 1942، عندما اصدر الشاعر (فرانسيسكو خوسيه تانريو) ديوانه (جزيرة الاسم المقدس), والديوان محاولة من الشاعر تانريو لتأكيد ذاته من خلال الصلة بين البدائية وعالم القهر والاستبداد().
ان مصطلح الزنوجة من باب آخر صاغه لاول مرة ايمي سيزار شاعر جزر المارتنيك كاستجابه فرانكفونيه لمجموعة من الشعراء السود الامريكيين كالشاعر (لانجستو هوجز, وكونتي كولين, وجيمس جونسو) "اذا دعت هذه الحركة ان الثقافة تتحددب صفتها العنصرية وثقافة افريقيا مما يدعو للفخر لا الخجل وهو مالم يكن يعني رفضا لثقافة فرنسا او اوربا ودليل ذلك ان الشاعر الزنوجة الكبير ليوبولدسنغور قد اصبح اول افريقي في الاكاديمية الفرنسية وهو بذلك قد دعا علانية الى عملية التهجين او التخصيب الثقافي وهو يرى ايضا ان الثقافة الفرنسية تمثل الية الحضارة الانسانية"().
يرى الباحثان ان مصطلح ومفهوم الزنوجة قد شكل حالة ملحة ادبية فنية معبرة عن الحياة الزنجية وان اختلفت الآراء في ظهوره على يد(سيزار اوتانريو) فالاديب الزنجي والقارئ الزنجي وحتى نحن قراء الزنجية لم يعد الان مهما لدينا بقدر أهمية وجود مفاهيم الزنوجة وتأثيراتها في الحياة الفنية والادبية وقدرتها عن التعبير عن الثقافة الزنجية ورؤيتها باتجاه الآخر الاستعماري الذي كان هدفة ان يكون مركزا يتعامل مع هامش افريقي وهذا الافريقي صاحب الارث الحضاري الكبير لم يكن لينسى شخصيته واهميتها لذلك فان قنوات الخطاب الادبي والنفعي في افريقيا او اوربا او امريكا وجدت في الزنوجة حضورها وخطابها العالمي وان استمر لمدة محدودة الا انها شكلت خطوات تطورية مهمة في الفكر الزنجي فالزنوجة كما يرى العديد من مفكري الزنوج تمثل الحاضنة القيمية لثقافة العالم الاسود بحيث سعة الزنوجة الى المزاوجة الثقافية بين ثقافة الانا المستعمر وثقافة الآخر المستعمر ومن هنا فقد ذهبت تبحث عن منابع العرق الاسود لتتواشج مع محليته ووطنيته اذ نشأت الزنوجة في اماكن عدة من العالم في القرن الاوربي وفي امريكا حيث كان جل اهدافها السامية هو تفعيل ثقافة الزنجي المحلية اليومية باتجاه مواقفه من ذاته ومجتمعه ومن الاحتلال الغربي().ولقد ارتبطت الزنوجة بتيار مابعد الكوليناليه او ما بعد الاستعمار هذا المفهوم الذي ارتبطت بكتاب الاستشراق لادورد سعيد الصادر 1978 ويشير فيه سعيد ان ليس هنالك من براعة في النشاط الثقافي والعقلي الوثيق الصلة بتراتبية السلطة وهو ما يكشف عن التواطؤ بين كل اشكال التمثلات الادبية للسلطة الاستعمارية وأن ما بعد الكوليناليه تهدف الى تصحيح النظرة الاستعلائية التي كان ينظر منها المستعمر الى الشعوب المستعمرة وبذلك فقد كانت الزنوجة كرد فعل يهتم بثقافة الذات الزنجية وبالشخصية الزنجية واتساع مدى مفهومها المتنوع().
يرى الباحثان ان الزنوجة قد ارتبطت كفكر وادب وفن بالروح الزنجية الافريقية وهي تحاول قبول الاخر واستثمار تنوع ثقافاته وتلاقحها مع ثقافة الانا الزنجية وذلك بتهجين الخاضع للرغبة والتطور اي رغبة المفكر الزنجي بهذا التهجين ليتطور ادبه ولغته التعبرية بالإفادة من آداب الآخر وفنونه وليس التهجين القسري الخاضع لغياب او تغيب هوية الاسود واحلال هوية الابيض المهيمن لقد ادرك المفكر الزنجي بوعيه وتجاربه ومرجعياته الثقافية ان المد الاوربي هو الخطر الذي يداهم منظومته الاجتماعية والحضارية والتأرخية التي تشكل وجوده الحالي فقد كان المد الاوربي غريبا وقاسيا فأوروبا الفاتحه آنذاك كانت تشعر عبر اكتشاف ارض أفريقيا انه عالم ثري وخامل وقد انتهى الى الشعور بالقوة والتفوق العسكري فالفاتح سواء اكان مكتشفا ام مقاتلا ام باحثا عن الذهب ام راهبا فانه قد وجد نفسه في مواجته منظومة قيم مغايرة لقيمه التي يحملها فقد عبر البحار والمحيطات وقطع الاراضي والطرق ليجد ان مايحمله من ثقافات وافكار غريبه على اهل البلاد الذاهب اليها وبذلك فانه قد وضع قيمه وما يملكه من تأريخ وحاضر في صراع مباشر مع من يستعمره وبذلك فقد كان هذا الصراع القيمي للهويات مجالا هائلا لمفكري الزنوجة لينهلوا منه الافكار والمواضيع وذلك بترحيل ثقافتهم واستقبال ثقافة الاخر ورفض مبدأ الهيمنة والاستغلال().
إن ليوبولد سنغور وايمي سيزار وبيرجيو ديوب وتاغريو قد نشروا مفهوم الزنوجة بين المدتين السابقة والتالية للحرب العالمية الثانية وهم ينتمون للمستعمرات التي انشاها الاحتلال وهم مابين افريقيا واوروبا وامريكا "وهذا التعدد المكاني له الاثر الكبير الفاعل على السود الافارقة وهو ما شكل فضاءا واسعا لتعميم مفاهيم الشخص الزنجي وانتشاره عالميا عبر الفكر والكتابة والنضال الوطني من خلالها"().
ان دعاة الزنوجة قد اقتنعوا بان هناك فروقا فعلية بين البيض والسود في القدرة على الادراك بمعنى ادراك الواقع وفهمه وان الادب الجديد(الزنوجة) ستكون اصوله نابعة من الحساسية الزنجية الخالصة للاحساس بالايقاع بالاسطورة والطبيعة والحياة العاطفية وتضامن روح الجماعة. " لذلك فقد عمدوا الى تمجيد ماضي افريقيا ويمتلكون الحنين الى الجمال والانسجام في المجتمع الافريقي الا ان هذا الاعتقاد ادى الى وجود منتقدين للزنوجة على وفق ما انطلقوا منه واعتمادهم على فطرة الفرد والمجتمع الافريقي الذي يقف على النقيضين من العقل والمنطق الهيليني الغربي ومن ابرز منتقديهم هو المفكر الزنجي (فرانزفانون) صاحب كتاب (معذبو الارض) وكذلك الكاتب المسرحي الافريقي( وول سوينكا) حيث انتقد هم في اكثر من مناسبة"().
يرى الباحثان بما ان الزنوجة تهدف الى انتشار وتوسعة مدى الشخصية الزنجية فانها لاشك تنطلق من كل البقاع التي يتواجد فيها السود لاسيما في جنوب الولايات المتحدة الامريكية حيث المعاناة والقهر والتميز العنصري الذى عانى منه السود من قبل البيض وقد جاءت الكثير من الاعمال المسرحية تعبر عن هذه الادوار التي همشت ردحا من الزمن الشخصية الافريقية السوداء بحيث جاءت الاعمال المسرحية في معظمها تتقاسم المفاهيم مع الفكر الذي انطلق من الزنوجه فشكلت حضورا انسانيا وحضورا شخصيا للشخصية الزنجية وافضل مثال على ذلك مسرحية (يوم الغياب 1960) للكاتب الزنجي الامريكي (دوغلاس تيرنروارد) وكذلك مسرحيتا (الشمس ومدينتنا) للكاتبة الزنجية الامريكية (ادريان كيندي) التان قدمتا في العام 1968.
وربما كان للاستعمار اليد الطولى في احداث مثل هذه التطورات الفكرية لانها كانت حافزا كبيرا في النظر الى الذات الانسانية وقراءتها وفحصها واخضاعها لفاعلية التقدم فان الثقافات الاوربية المتنوعة في الانثربولوجيا والاثنوغرافيا بمساندة الترسانه المادية الاوربية قد عملت على مد جسور بين مختلف مناطق العالم, الاستعمار سعى بدراية او من غير دارية الى الاحتكاك بين مختلف الحضارات وبروز الفروقات الحضارية المتنوعة لدى الشعوب فروقات سعى المستعمر الى جردها واختبارها ومن ثمَ استغلالها لتامين بقائه السياسي الثقافي ومصالحه الاقتصادية والاستتراتيجية فالاستعمار لم يكن عسكريا فحسب بل اينما كان الاستعمار كانت هناك الثقافة التي تشكل بعض اسلحته ان لم تكن من امضاها ولهذا السبب فان الصراع الحضاري الثقافي ولد لدى المستعمر الشعور بالوعي والنهضة على الصعد كافة ولاسيما منها (الكتابة ) اي الاداب والفنون لانها ستحفظ الحاضر الى اجيال المستقبل وكان لفكرة الزنوجه وما جاوره من فكر هو الاساس الحقيقي لتدوين الواقع المرير ومن ثم قد دبت صراعاته فضلا عن تشكيل الحضور الثقافي والشخصي لهذا المجتمع او ذاك().
وبذلك فأن الزنوجة اضفت الكثير على الحياة الفكرية والاجتماعية والادبية والفنية بكونها انطلقت اساسا من الروح الزنجي ومن الثقافة الزنجية وان كانت قد ولدت في مهاد اوربي امريكي الا انها افريقية قلبا وقالبا وتعبر عن الروح الافريقي وعن التراث وحاضر افريقيا بكل ثقافاتها المتنوعة دينيا وعرقيا وأنثروبولوجيا وسياسيا واقتصاديا الامر الذي انتقل الى المسرح واتعكس فيه في نصوص الكثير من الكتاب اللذين عاشوا كأفارقه في جنوب الولايات المتحدة الامريكية .
المبحث الثاني/مرجعيات النص الزنجي في جنوب الولايات المتحدة الامريكية
في امريكا يمكن تأشير الكثير من الاختلافات بالنسبة للزنجي وحياته ومكوناته عنه في افريقيا, فالجغرافية تختلف كل الاختلاف, والبيئة المحيطة كذلك, والمعمار والتفكير الا انه وضع الافريقي في الولايات المتحدة يتفق كثيرا مع وضعه في افريقيا من ناحية الاضطهاد والتهميش وضياع الشخصية التي كان الافريقي متمسكا بها ايما تمسك لأنها مأزرته التي تميزه عن الآخر الغربي القادم من ألمانيا فرنسا انكلترا وباقي دول اوربا لذلك لا يختلف نضال الزنجي عنه في الولايات المتحدة الامريكية من كل النواحي لذلك وجد الزنجي العادي والمفكر ان الآداب والفنون والمسرح بالذات من الممكن ان يكون رسالة الانسانية الى الآخر, بكل بقاع الارض ونشر أفكاره وتوثيق تأريخيه النضالي الراهن وبذلك فقد وجد في الزنوجة حالها حال التيارات الأخرى أنها حاضنة مهمه لرسالته الانسانية فجاء بها الى المسرح او تداخلت مع الفضاءات التعبيرية للنص في أساسها ومضامينها .
ان الحياة الزنجية قد هيمن عليها الكلام أكثر من الكتابة لأنها حضارة وجدت في توارث العادات والتقاليد وكل المنقولات التاريخية في قناة الشفاه كوسيلة وسبيل الى وصول التاريخ والتراث الى الاجيال القادمة ولهذا السبب فان الانتقال من الكلام الى الكتابة يداهم الاسس التي رصنت حضاريا فكر الزنوج وتراثهم ولاشك ان النص المسرحي نص يكتب اولا ثم ينتقل الى العرض وبذلك فان النص سيكون وثيقة تحمل في طياتها هوية وحرية الزنج وهو اي النص مجالا للتواصل الحضاري والانساني وبذلك فان ارتباط الكتابة بالنص المسرحي هو ذاته الارتباط بفكر الزنوجة الذي انطلق من الشعر اساسا الى عوالم الآدب والفن الافرو امريكي فالكتابة هنا هي فعل ووجود وكينونة وهوية().
ان للزنوجة مجموعة من الاهداف ومنها الوصول الى الحرية ليس للذكر فحسب وانما لكلا جنسي المجتمع فالأنثى لابد من شمولها بالحرية ايضا ثم ضرب التفريق بين الطبقات والاعراق فالإنسان الافريقي حاله حال كل المكونات الانسانية البشرية في أوربا وامريكا وكل قارات العالم لابد ان ينال مايطمح اليه في العيش الانساني وهذا نابع من انطلاق الزنوجه في أجواء الحرية الاوربية - الغربية لذلك جاء هذا متمثلا في بعض نصوص كتاب امريكا المسرحين كـ(أبراهام هيل, ولانجستون هيور, وكذلك دوغلاس تيرزورد)().
لقد حاربت الزنوجه شعريا كل مامن شأنه ان يحط من الشخصية الافريقية عبر انتاج فكري جمالي وهو ما انتقل الى المسرح وداخل متون النصوص المسرحية ويتجلى ذلك في مسرحية اوغست ولسن (مجيء جوكرنر وذهابه) ويتجلى موضوعه حول الزنوج اللذين حاولوا ان يكونوا اسر فاعلة في امريكا الا ان مشكلة كبيرة واجهتهم وهي مشكلة العرق والفرق بين الابيض والاسود وهي نظرة سادت كثيرا بوجه الزنوج الافارقة في امريكا وبالانتقال الى مسرحية (بيانو) ثمة اسرتين متصارعتين حول هذه الالة الموسيقية القديمة وهي مزينه بنقوش افريقية وهذا البيانو يشير الى العرق الحضاري القادم من الاجواء الافريقية والكل يريد ان ينسب هذا البيانو له مايعني تشبثهم بهويته الثقافية كتشبث مفكري الزنوجة بالروح الافريقية().
يرى الباحثان ان التقاربات بين فضاءي الزنوجة والنص المسرحي في امريكا بل وحتى في افريقيا اذا ما ابتعدنا عن رأي وموقف الكاتب النيجيري (وول سونيكا) الذي لايدعم الافكار التي جاءت بها الزنوجة نوعا ما الا ان روحية الزنوجة في النص الزنجي الامريكي واضحة تماما ومتوافقة وفق ما تعرضه وما مر بنا سابقا في طيات هذا البحث لذلك فان التمثل ليس كليا وانما هنالك افكار يتفق حولها او ينطلق منها مفكري الزنوجة وكتاب النصوص في امريكا فقد مرت بنا بعض هذه الافكار والذي يعد الوقوف بوجه الاخر من اجل الحفاظ على الهوية الثقافية الزنجية من اهمها وكذلك الاعلاء من الروح الوطنية للافارقة في كل بقاع العالم عبر نشر ثقافاتهم المميزة لهم في كل أرجاء المعمورة وبما ان الامريكيين قد مارسوا ابشع صور التغييب ومحاربة منتجات الفكر الزنجي على الصعد كافة اجتماعيا ,سياسيا ,اقتصاديا ,حضاريا ,ادبيا ,ثقافيا ,فنيا ,فأن المسرح وكتابه قد شملهم هذا التغييب القسري عبر قمع تطلعاتهم كافة فالخطاب المسرحي ربما هو الاكثر اقصاءا وتهميشا ازاء حضور فكر البيض وهيمنته على الساحة الادبية والفنية لذلك فقد انحصرت الشهرة في مجموعة من كتاب الزنوج لاثرهم البالغ في الساحة المسرحية ثم مواقفهم الوطنية الشجاعة وافضل مثال على ذلك هو الامريكي الاسود الافريقي الاصل (اميري بركه) فهو رجل مكافح في مسرحياته (المرحاض) الهولندي حيث حصل على مكانة رفيعة جاءت من كونه كاتبا ثوريا يمتلك ثورية (أدباء الزنوجة) وقد اشاد النقد بأداء بركة بانه كان فوضوياً في نصوصه الا ان اعماله المسرحية لاقت شهرة واسعة في الولايات المتحدة الامريكية وخارجها().
الا ان اميري بركه لم يكن هو الوحيد الذي كان مكافحا من اجل قضية الزنوج ومعاناتهم بل يقف الى جانبه مجموعة من الاسماء ومن ابرزهم (توني مورسون, ميرل كليج, جورجيا جونسون, جيف ستيتون) وهذا على سبيل الذكر لا الحصر فنجد ان "توني مورسونت الا جانب كونها مفكرة وكاتبة واديبة فهي حاصلة على جائزه نوبل للآداب في عام 1993 وكتبت (اللهو في العتمة) والكتاب يتحدث عن كيفية صناعة افريقيا وصناعة ثقافة زنجيه من خلال غرب امريكي يحصر الافارقة في زنجيتهم وحياتهم المغلقة واعمالهم المسرحية قليلة العدد من اهمها (ايميث 1986) وهي تقدم شخصية الزنجية السوداء الرافضة للوصايا والابوة وتطالب بحرية المرآه وكيانها الاجتماعي الى جانب الرجل اذ لافروقات بايولوجية او تهميش"().
الا ان الكاتبة جورجيا جونسون والتي تميزت بغزارة انتاجها فقد كتبت ما يقارب (20) عملا مسرحيا و تميزت نصوصها بالتعبير عن معاناة السود والبطش الذي تعرضوا له من قبل البيض فكتبت مسرحيات (صباح الاحد في الجنوب 1935) و(الامن 1939) و تميزت ايضا بما تحملوه اعمالها من الالام موجهة للقراء والمشاهدين على حد سواء وبذلك فأن الكاتبات والكتاب السود في جنوب امريكا (البلد وليس القارة ) التقت روحيتهم وافكارهم في الكتابة مع روحية وافكار الزنوجة من ناحية التعبيرات عن الالام ومعاناة الزنجي من ايذاء وقسوة الالة الغربية والرجل الابيض وعملية التهجير القسرية الذي تعرض له الافارقة لذلك فأن سنغور او سيزار (رائدي الزنوجة ) يؤكدون على مثل تلك الافكار في اعماله الشعرية وبقوة().
يرى الباحثان ان مسرح الزنوج في الولايات المتحدة الامريكية يمتلك ذات الهم الافريقي في دول أفريقيا اضافة لما جاءت به الزنوجة كمرحلة مهمه ومصيرية بالنسبة للشخصية الزنجية فالنص المسرحي الزنجي ,لم يكن ليخلوا ابدا من ثقافات الزنوج وتقاليدهم وعقائدهم وممتلكاتهم الحضارية, فالوشم, الرقص, الجسد, الطقس, وما الى ذلك يكون احد هذه الاشكال حاضرا لدى كاتب ولدى كاتب آخر,يكون شكلا مختلفا فالعملية ليست أنتقائية او خاضعة لمزاج الكاتب بل هي ضرورة ملحة عول عليها الكاتب لأنها تمثل روح الانسان الزنجي وهويته وانتماءه الانساني لبيئته وتاريخيه ومجتمعه .
أن النص الزنجي في جنوب الولايات المتحدة يمتلك ارضية خصبة ناتجة عن تاريخ حضاري ممتلئ بالعديد من الثقافات والطقوس والديانات والالوان الاجتماعية فهو خليط من دول افريقية عدة فضلا عن تلاقح كل ذلك مع البيئة الاوربية السكانية في الولايات المتحدة بكون المجتمع الامريكي خليط أوروبي كما مر بنا سابقا وكما هو معروف تاريخيا أضافة الى ذلك فان توظيف النص الزنجي لمديات الفكر النابع من الزنوجة وثوريته ادى الى تنوع اساليب العرض ,ادى الى تنوع اساليب العرض عند اكثر من كاتب وكم المواضيع الهائلة التي في جعبتهم ,كل ذلك انتج النص المنوع ثم الدراما التي سميت بالدراما العرقيه المنشرة حتى خارج امريكا حيث يهتم بالحياة الاجتماعية ومرجعياتها والمعتقدات والتقاليد المميزة للافارقة().
كما إن النص الزنجي كان ضاجا بالكثير من التمثلات السياسية الثقافية ,الا ان الكاتب الزنجي كان يحترم ثقافة الاخر على العكس تماما من ألآخر الساعي الى تهميش وتغييب ثقافة غيره فما ادرك الكاتب فأن الزنوجة تسيير جنبا الى جنب مع طريقة كتابة النصوص المسرحية ,ان الهوية الثقافية لم تكن على مايرام بل طالها التمزق والتشتت والتداخل حيث كان أهم مساعي الزنوجة وكتاب النص المسرحي هو أعادة الهيبة لها ومن ثم المحافظة عليها كل الحفاظ وهذا ايضا شأن الكاتب الافريقي في داخل أفريقيا وما مسرحيات (ايثول فوجارد) الجنوب أفريقي الامثالا واضحا لذلك كما في مسرحية (يوم جمعة مزعج) ومسرحية (فان جوجو) ومسرحية (الجزيرة ) ().
يرى الباحثان ان أدب الزنوجة وافكارها تلاقحت مع ماهو خارج الشعر والمسرح ايضا وهو من الامور البديهية اي مع القصة والرواية والاجناس الادبية والفنية الآخرى ومن البديهي في الامر ان اهداف الزنوج باتجاهاتهم الادبية والفنية كافة كانت متوحدة تماما مع بعضها بعضاً فقد كانت تحت خيمة واحدة تتكون من المطالبة بالحرية وحق الحياة ونبذ الاحتلال واسترداد الهوية الوطنية والخلاص من التهميش والاقصاء وعدم مصادرة الوجود الانساني للزنوج وما يمتلكونه من مكونات ثقافية مهما حاول الاستعمار اقتلاعها وتغيرها فالتجربة اثبتت استحالة ذلك كما ان الزنوج بما يمتلكونه من تاريخ ,وجغرافية ,وديانات ,وثقافات ,قد افشلوا تلك التجربة بكل قوة .
المؤشرات التي اسفر عنها الاطار النظري
شكلت الزنوجة رفضا لتمثيل الأخر كنائب ووصي للانا وجاء النظر الى الأخر متسما بالحنق ونفاذ الصبر.
للزنوجة قدرة فائقة في التعبير عن الثقافة الزنجية المتمثلة بالتنوع الهائل في العادات والموروثات والعقائد المتنوعة فضلا عن يوميات الرجل الإفريقي في كل البقاع.
بفاعلية انتاج مفكري الزنوجة أصبحت الشخصية الزنجية أكثر حضورا على المستوى الفكر العالمي مما تناوله الكاتب الإفريقي في الولايات المتحدة .
استثمار ثقافة الغربي ـ الأمريكي كعامل تلاقح ثقافي وفكري بين ثقافة السود والغرب ادى الى تنوع معرفي للشخصية الإفريقية وهو ما سعت اليه الزنوجة.
وجد الكاتب الزنجي في جنوب الولايات المتحده في الزنوجة جسرا مهماُ لتوصيل رسالته الانسانية فجاء بها الى المسرح لتتمثل في شخصياته وأفكاره وإحداث نصوصه.
تمثلت الزنوجة في النص الامريكي الاسود لأنها سعت الى رفض الاخر المستبد الاستعماري وهو ما اراده الكتاب السود ليعلنوا رفضهم ايضا عبر نصوصهم.
النص الزنجي الافرو ــ امريكي وعاءا مهما لنقل إشكاليات الحاضر وتداعياته الى اجيال المستقبل بتأثيرات الزنوجة وتمثلاتها واستثمارها في نصوص كتاب أمريكا السود.
امتلأ النص المسرحي بروحية فكرية مختلطة من تيارات مختلفة من اهمها الزنوجة وطريقة هندسة النص العالمي . فضلا عن ثقافات الافارقة المتنوعة.
حاول الكاتب الامريكي الاسود ان تكون شخصياته مركزية لا هامشية كما اراد لها ذلك الاستعمار عبر التمثل والتوائم مع تفكير وثورية الزنوجة على الاستعمار او بوجهه .
10-لقد سعت الزنوجة الى محاربة كل ما من شأنه ان يحط من الشخصية الإفريقية بما انتجته جماليا وهو ما انتقل الى المسرح ليكون متمثلا وداخل متون النصوص المسرحية ويتجلى ذلك في مسرحيات اغلب مسرحيات كتاب وكاتبات امريكا السود .
الفصل الثالث
اولا :مجمع البحث:يتكون مجتمع البحث الحالي من (7) نصوص مسرحية والتي تمكن الباحثان من جمعها وحصرها ضمن الحد الزماني للبحث وبحسب الجدول الاتي .
ت
اسم المسرحية
المؤلف
سنة العرض
1
يوم الغياب
دوغلاس تيرنر وارد
1960
2
مدينتنا
ادريان كنيدي
1968
3
قصة وحش
ادريان كنيدي
1971
4
نجم السينما يبدء بالابيض
ادريان كينيدي
1976
5
جنيتي
اوغست ويلسون
1982
6
انشودة
اميري بركة
1989
7
القيد
بيرل كليج
1991
ثانياً: عينة البحث: تكونت عينة البحث من نصين مسرحيين هما :
ت
اسم المسرحية
المؤلف
سنة العرض
1
يوم الغياب
دوغلاس تيرينر وارد
1960
2
القيد
بيرل كليج
1991
وقد تم اختيار عينة البحث بالطريقة القصدية وفقا للمسوغات الاتية:
تتفق هذه العينات مع منطلقات البحث المعرفية للزنوجة والنص الزنجي.
تتضح فيها تمثلات الزنوجة.
تتوافر فيها ما جاء في الاطار النظري من مؤشرات.
توافرها لدى الباحثان.
ثالثاً: منهج البحث:اعتمد الباحثان في تحليل عينة البحث على المنهج الوصفي (التحليلي).
رابعاً: اداة البحث
اعتمد الباحثان على المؤشرات التي اسفر عنها الاطار النظري بوصفها (اداة البحث) المعتمدة في تحليل العينات اضافة الى ما كتب عن النصوص (عينة البحث) من مقالات نقدية في الكتب والمصادر والصحف والمجلات.
خامساً: تحليل العينات
عينة (1)
نص مسرحية (يوم الغياب).
تأليف /تيرنير وارد./1960
في هذا النص الذي كتب في جنوب الولايات المتحدة الامريكية من قبل احد اهم كتاب الزنوج نجد ان هنالك تقنية جمالية من خلال جعل المسرح يتكون من ثلاث مناطق منفصلة فالجزء الاول (محل كليم ولوقا) والوسط غرفة نوم والجزء الاخير مدير البلدية وتتحول تلك المناطق الثلاث الى اماكن اخرى متنقلة مايشير الى احترافية عالية في فن كتابة النص لدى الكاتب (وارد), ويشكل هذا النص ضربة قاصمة ومهمة في وجة الرجل الابيض الاستبدادي .
ان فحوى النص ومتونه تضمنت فكرة افتراضية تشوبها الكثير من المداخلات الكوميدية فالبيض الذين يعتمدون في حياتهم اعتمادا كليا على الزنوج في البيت والاكل والعمل والزراعة واذا بهم يستيقظون في احد الايام ليجدوا المدينة خالية من كل الزنوج ماجعل الحياة تتعطل تعطيلا كاملا شلت الحياة شللاً كبيرا فالداينمو والمحرك للحياة قد غاب وهو (الشخصية الزنجية ) وهذا الغائب بغيابه كان حاضرا وفاعلا وهي رسالة تتواءم مع الفكر الزنجي المتمثل في افكار الزنوجة التي تنظر الى الآخر بحنق فهي موازية في الوجود والفاعلية الحياتية. ففي غرفة النوم تحدث معركة اذا ان الاب والام الابيضان لايعرفان ماذا يفعلان لطفلهما الذي كانت ترعاه المراة الزنجية العاملة في البيت و توقف العمل في المتاجر بسبب غياب العمال السود عنها فالاضطراب والفوضى يعم في كل مكان في البيت, الشارع, العمل ,الحياة .واذا بمدير البلدية يتوسل بالزنوج طالبا منهم العودة الى العمل لتستمر الحياة.
لقد أنطلق الكاتب متأثرا بفكرة الزنوجة التي ترفض كل الافكار والممارسات اللا انسانية التي تحط من شخصية الرجل والمرأة الزنجية فتيار الزنوجة لمدة مهمة من الزمن شكل خيمة مهمة للنتاجات الفكرية الزنجية وشكل اساساً قوياً في مواجهة الاستعمار والتسلط ثم الاهتمام باحترام شخصية السود في كل مكان من العالم وليس في امريكا فحسب وهي ظاهرة ابداعية دعمت كثيرا ابداع النص المسرحي الزنجي حيث ان الوقوف بوجه الفكر الكولينيالي جاء بطريقتين متماشيتين ومتفقتين وهما، الاولى: الزنوجة وتمثلها وانعكاسها في النص الزنجي الامريكي كعامل صراع وتحدي للفكر الابيض الامريكي- والغربي معا، والثانية: هي دلالة على ان البلد لن يستمر بمركزية واحدة بل لابد من التعايش السلمي وقبول الآخر مهما كان لونه وعرقه وثقافته وهي ايضا محاولة للاطاحة بمركزية الرجل الابيض الذي وقف عاجزا بازاء غياب الاسود فالحياة ملونة لاتعتمد لونا واحدا فقط مهما كان هنالك من افكار واهداف حاول (وارد) ان يوصلها وهي أهداف اقتصادية ,سياسية ,اجتماعية .فالمتجر الذي يملكه (لوقا وكليم ) كنموذجين تجاريين يعمل في متجارهما السود قد توقفا عن العمل شأنهما شأن توقف الاعمال في الصناعة والتجارة والزراعة التي توقفت جميعا ما يعني تدمير البنية الاقتصادية بسبب غياب السود ليوم واحد ثم المشاكل الاجتماعية التي حصلت جراء ذلك في بيت الرجل الابيض وكذلك ايصال رسالة لمدير البلدية واذا كانت الدولة التي اذاعت فعل الغياب بانهم قاصرون لا يستطيعون فعل شيء لوحدهم وذلك لاهمية وجود السود في حياتهم بكل أشكالها وهذا ما تجلى واضحا في النص في حوار المذيع ورئيس البلدية.
المذيع :المصانع متوقفة لفقدان العمال المتاجر مغلقة لغياب الموظفين القمامة لم تجمع وهذا تهديد بانتشار الاوبئة والامراض والتلوث()
وفي حوار آخر
رئيس البلدية :ماذا؟لابد ان نتصرف بسرعة الان .
جاكسون :لقد استنفذت كل افكاري ياسيدي
رئيس البلدية :-فكر مليا يارجل().
لقد توصل الجميع وبعد الاجتماعات والمناقشات ان لاحياة تستمر الابرجوع الزنوج حيث اكتشف الجميع ان الزنوج في هذا النص هم نبض الحياة وعصبها الرئيس .
لقد غيب وارد الزنوج من النص وبذلك اربك حياة الابيض وجعلها لاتساوي الا الفراغ وتوطد لدى الجميع مفهوم واضح ان شخصية الزنجي الذي سعى الاستعمار الى تغيبه الفكري والثقافي وتحويله الى الة عمل وخدمة فقط بانه رجل لا تدوم الحياة بجمالها وتلقائيتها الا بوجوده ووجود المراة الزنجية فقد وقف في هذا النص بمكانة مساوية وموازية للرجل الابيض بكل ما يملك .وهي رسالة حاول (وارد)الى جانب مفكري الزنوجة ايصالها الى الغربي الامريكي الابيض مفادها ان الشخصية الزنجية شخصية فاعلة ومهمة ومحترمة.
عينة (2)
نص مسرحية (القيد).
تأليف /بيرل كليج /1990
ان الكاتبة الامريكية(بيرل كليج) تتناول في هذا النص مشكلة مهمه من مشاكل المجتمع والاسر الافريقية بمعنى انها مشكلة اجتماعية تتعلق بالجيل الجديد الذي عاش عصر التكنلوجيا والانحلال والاسري في جزء من افريقيا وفي امريكا بمعنى انه اخذ بالتأثر بالموجات الشبابية الجديدة فالبطل في المسرحية هي المرأة الزنجية والكاتبة تعرض واقعاً فيه ازمات كثيرة لشخصية امرأة تعاني من الضياع والانجراف والا التزام انها تريد تذكير المجتمع الاسود بتراثه وروحية ثقافته وعدم انجرار الشباب الى الضياع الذي يسعى المجتمع الغربي الى نشره في افريقيا وبين السود في كل مكان من العالم فالفتاة ضحية وهي مدمنة على المخدرات يقوم ابواها بسجنها في غرفة في البيت بسبب يأسهم من صلاحها، وكذلك منعها من تناول المخدرات وهما يحببان ابنتهما حبا كبيرا لذلك فهم يحاولان من خلال منعها ان يساعداها للخلاص من هذه المشكلة الكبيرة وأن موضوع المسرحية يشير الى أسرة غير متواجدة في امريكا بل في أفريقيا وهي عملية قصدية من الكاتبة فالفضاء الافريقي هو الاساس للزنوج ومنطلقهم للعالم وبذلك فالكاتبة تعود الى الاصل وتذكر بالحضارة والتاريخ العرقان للشخصية الافريقية وان الشخصيات في المسرحية لها جذور تاريخية عميقة وتمتلك ارثاً ثقافيا انسانيا مهما ,لذلك فالنص الزنجي في امريكا قد عمل على رفض كل ما من شانه ان يمنح الشخصية الزنجية تراجعا وان تكون الشخصية الزنجية رافضة لكل استبداد بل ورفض حتى مثل هذه الشخصيات التي ذهبت دون دراية الى اعتناق افعال الغرب والرجوع الى الذات النقية الصافية التي سعت اليها الزنوجة وتمثلت في متون هذا النص. وفي الية ومكانية وجمالية عمدت الكاتبة الى الاشارة للزمن من خلال معرفة الايام التي تواجدت فيها الفتاة في غرفتها المسجونة فيها عبر الضوء فيمر اليوم الاول والثاني والثالث... فالمسرحية عبارة عن (سبعة ايام) فالكاتب الاسود والكاتبة السوداء يمتلكان من الحرفة المسرحية ما يكفي للتلاعب الجمالي بتشكيل النص المسرحي نجد ان البديل هي الايام والمكان الذي يختلف جماليا من خلال الضوء والحدث (ليل, نهار, ظهيرة) وفي وسط هذا التشكيل تتعالى صرخات (روزا )الفتاة المدمنة رافضة عملية حبسها وليس هنالك من مجيب لصرخاتها ان الفتاة قد قيدت وربطت بحبل متين الى مدفئة كبيرة في الغرفة والاشياء تتساقط بفعل حركة (روزا ) المقيدة والنص في حقيقته هو (منو دراما) حاضرة وغير معتمدة على التداعي والذكريات بل تناقش مشكلة حاضرة ومن صميم المجتمع الزنجي وكثيرا ما يتم توجيه الحوار الى الجمهور من اجل توعيته ووضعة امام المشكلة وجها لوجه فالكاتب الزنجي وعى نضال شعبه وعذاباتهم وكذلك وعى المفاهيم والتيارات والاداب الزنجية المتمثلة في جانب مهم (الزنوجه) يجد ان فضاء البوح واللوم والتصحيح يقع على عاتق المجتمع والكاتب نفسه على حد سواء وبالحوار مع الجمهور نتعرف على روزا وكل ما يحيط بها وما اوصلها الى هذه النتيجة ومن ثم وعبر البيت الافريقي في افريقيا لا تخفل الكاتبة (كليج) اخطاء الزنوج في الولايات المتحدة الامريكية وفي البيت الزنجي الامريكي .
ان شخصية (روزا ) تمثل صورة طالما حاولت الزنوجة محاربتها ومن ثم كاتب الزنوج بعد ذلك وهي صورة الافريقي المهوس بالغرب لذلك تصل الى مستوى ثقافي متدني وهي تذكر في حوارها للجمهور مجموعة الزنوج اللذين ادمنوا المخدرات من امثال شخصية الزنجي (جوزيف) الا ان الايام التي تمر تشكل مراجعة وقراءة للذات من قبل روزا ففي اليوم الرابع تصل حدا تكره فيه السجائر الا انها كانت تدخن رغبة منها في عدم التزام بنصائح ابويها كل ما ساقها لذلك هو نزفها لقد ارادت (كليج) الى جانب مفكري الزنوجة وحضور فاعلية الزنوجة في بعض ملامحها في هذا النص ان تقول ان المرأة الزنجية تمتلك من اهمية الحضور الاخلاقي والانساني ما لا يمكن الخلاص منه فاذا كانت المرأة الزنجية وصلت الى مكانة رفيعة المستوى مثل (توني موريسون) الحاصلة على جائزة نوبل للآداب عام 1993 فان ذلك يعني ان الزنوج والزنجيات بشكل عام لا يعملون على التقليل من مستوى وشأن المرأة في المجتمع الزنجي من خلال افعال (روزا ) المدمنة والمتأثرة بما يمتلك الغرب من تدني اخلاقي بل ان الغرب يمتلك جانب آخر يتمثل بالتطورات الاقتصادية والعلمية والسياسية الهائلة لذلك تبقى مشكلة (روزا) دون حل وعلى المجتمع ان يسعى لايجاد حل لهذه المشكلة التي هي ليست الا جزءا بسيطا من مشاكل جمة يعاني منها المجتمع الاسود ولابد للخلاص منها.
الفصل الرابع
أولاً: النتائج
الزنوجة تيار شامل ومؤثر في كل الاداب والفنون لاسيما في المسرح بسبب قدرته في تحصين الشخصية الزنجية.
في مسرحية القيد جاء تأثير وتمثل الزنوجة من خلال الاتفاق في الدفاع عن التراث والحضارة والتأريخ الزنجي واهميتة.
ضرب مركزية الابيض المهيمن ودحض فكرة الأسود التابع المهمشة للزنوج في مسرحية( يوم الغياب).
الرجل الزنجي والمرأة الزنجية يمتلكان مايجعل منهما اشخاص فاعلة وان محاولة تغيبهما يعني فشل الحياة وتعطيلها لان الحياة الوان متعددة (يوم الغياب).
سعت الزنوجة الى وضع اليد على الخلل المجتمعي وتقويمه وهو ماكان واضحا بمسرحية (القيد).
لم يغفل الكاتب الزنجي سواء اكان ذكرا ام انثى الاهمية القصوى للفكر الزنجي بتعدديته في الحياة الفكرية والانسانية والكونية.
نقل أحداث المسرحية من امريكا الى بيت في ربوع افريقيا السوداء اشار الى امتلاك الشخصية الزنجية حضارة غنية وهي احدى انواع تدعيم وتصحيح مسار الانسان الافريقي وكذلك هو ما ارادته الزنوجة مسرحية (القيد).
امتلك الكاتب الزنجي مقدرة كبيرة في كتابة النص باحترافية عالية نتيجة الفضاء الثقافي الهائل الذي حصل عليه ثم وجود تيارات ثقافية مهمة مثل الزنوجة (مسرحية القيد ,ويوم الغياب).
الكاتب والكاتبة الزنجية أمتلكت نصوصهم جماليات نابعة من قدرتهم في رسم المشاهد بطريقة جديدة وتشكيلية (تقسيم المسرح في يوم الغياب, استبدال المشاهد بالأيام في القيد).
ثانياً: الاستنتاجات
الزنوجة هي فكر شامل وجامع لعصر مابعد الربع الاول من القرن العشرين كان خيمة معبرة عن الزنوج في كل بقاع العالم.
ظهور الزنوجة من داخل الحياة الاوربية وليس من ربوع افريقيا.
مرحلة الزنوجة شكلت تطور الآداب والمسرح الزنجي في أفريقيا وجنوب الولايات المتحدة.
وقفت الزنوجة بوجة الاستعمار كردة فعل فكرية اعتمدت الرد عن طريق الكتابة وفنونها وانواعها.
ارتباط الزنوجة بما بعد الكلولينالية وهي تهدف الى تصحيح النظرة الاستعلائية الغربية اتجاه الشعوب والزنوج من بينهم.
جاءت تمثلات الزنوجة واضحة في النص المسرحي الزنجي عبر تبنيها من قبل كتاب النصوص.
تمثلات الزنوجة عكست وعي الكاتب الزنجي ودرايته ومتابعته للتطورات الفكرية الزنجية
في النص المسرحي الزنجي هنالك سعي لإعادة الهيبة للشخصية الزنجية عبر تمثلات الزنوجة في النص.
اتفاق واضح مابين فكرة الزنوجة واهداف كتاب النصوص الزنوج في امريكا.
أضفت الزنوجة الكثير من الفضاءات التعبرية في النصوص المسرحية بتمثلاتها الحاضرة ماجعل خطاب النص خطابا عالميا وليس محليا.
احترام ثقافة الآخر وتبني المفيد منها من قبل كتاب النصوص الزنوج في جنوب الولايات المتحدة الامريكية.
ثالثاً: التوصيات
يوصي الباحثان بما يأتي
ترسيخ المفاهيم الانسانية الناتجة عن معاناة الشعوب المضطهدة والتي لازالت مضطهدة وتحت نير الاستعمار في بحوث الطلبة والدارسين
السعي لاقامة ندوات ومحاضرات من قبل أساتذة الفنون المسرحية للطلبة في المراحل الاولية لتسليط الضوء على ثقافات أفريقيا وبعض البلدان الآخرى التي اصبحت في الظل ازاء الثقافة الاوربية والامريكية .
رابعاً: المقترحات
يقترح الباحثان مايأتي
دراسة الزنوجة وتمثلاتها في العرض المسرحي الافريقي
دراسة سايكلوجية الاداء في العرض المسرحي الامريكي الاسود.
المصادر
ابراهيم ,(الزهرة), الانثربولوجيا والانثربولوجيا الثقافية (وجوه الجسد), ط1, (دمشق: دار النايا للدراسات والنشر والتوزيع, 2009)
ابراهيم, (عبدالله), المركزية الغربية (اشكالية التكوين والتمركز حول الذات), ط1, (بيروت: المركز الثقافي العربي, د.ت)
3-أشكروفت, (بيل), دراسات مابعد الكولونيالية, ترجمة: احمد الراوي, ط1، (مصر: المركز العربي للترجمة, 2010).
اند راوي, (ماريو دي), الشعر الافريقي باللغة البرتغالية تطوراته واتجاهاته الراهنة, ترجمة: الطيب الرياحي, (بغداد: دار الحرية للطباعة, 1977).
البازعي, (سعد), وميجان الرويلي ,دليل الناقد الادبي, ط1, (الدر البيضاء: المركز الثقافي العربي, 2002).
جوليو ري, (اليزابيث), كاتبات المسرح السوداوات في الولايات المتحدة, ترجمة: ايمان حجازي, ط1, (مصر: المجلس الاعلى للآثار, 1977).
7-الربيعي, (عامر حامد), الهوية الثقافية لمسرح لما بعد الكولونيالية, ط1, (عمان: دار الايام للنشر والتوزيع, 2016).
سونيكا, (وول), مذكرات سجين, ترجمة: نسيم مجلي, ط1, (القاهرة: المركز القومي للترجمة والنشر والتوزيع, 2013).
شاهين, (طلعت), جماليات الرفض في مسرح امريكا اللاتينية, ط1, (الشارقة: دائرة الثقافة والاعلام ,2003).
صالح, (علي عبد الامير), نساء في الادب, ط1, (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر,2011).
فانسينيا, (فان), المأثورات الشفاهية, ترجمة: احمد مرسي, ط2, (القاهرة: الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة, 1990).
فورجارد, (ايثول), نصوص من المسرح الافريقي, ترجمة: هبة محمد نبيل, ط1, (مصر: المجلس الاعلى للآثار, 2004).
كوبر, (آدم), التفسير الانثروبولوجي, ترجمة: تراجي فتحي, سلسلة عالم المعرفة, العدد 349, (الكويت: المجلس الاعلى للثقافة والفنون والآداب, 2008).
هوتش, (ج,ه), الرقابة على المسرح الامريكي, ترجمة :ايمان حجازي, (مصر: المجلس الاعلى للآثار, 2010).
فهمي, (انيس), مسرح الزنوج في امريكا, مجلة العربي, العدد530, (الكويت: وزارة الاعلام, كانون الثاني, 2003).
مجلة جامعة بابل، العلوم الانسانية ،المجلد 26، العدد3 :2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق