في حوار مع الفنان علي العبادي : المسرحي يعاني من اغتراب كبير وهو كالذي ينفخ في قربة مثقوبة
حاوره: علي حسين الخباز
أن فاعلية الفكر تكاد تكون ضئيلة جداً انحصرت على الطائفة التي تعمل فيه.
أنا أعتقد في الوقت الراهن أن الكتابة عن الفرح هو نوع من أنواع الخيانة لـ(الضمير).
إن الخطاب النقدي المسرحي العراقي الآن أسهم إلى حد ما بتراجع فاعلية الحراك المسرحي.
ما جدوى اسئلة تدور في رحى المنشور مع مبدع له الشهرة والنشر الواسع ؟ ماذا لو ابتعدنا عن الاسئلة التعريفية وذهبنا الى عوالم الرأي؟ المهم بطاقتك التعريفية كجواز لمرور التحاور ؟
** علي العبادي، حالم وسط الضجيج، مشاكس ضمن الحدود الجمالية والمعرفية وليس ضمن حدود العبث من أجل العبث، محتج متمرد على كل الانساق التي أسهمت في الإساءة للإنسان وبما يحمله من قيمة عليا عند الرب، لذا أن التدوينات التي اقوم بها على صعيد (التأليف والتمثيل والإخراج) ما هي إلا صراخ بوجه هذا الجحيم أو القيامات اليومية التي نعيش، ودفعنا فاتورتها من أعمارنا بطريقة مجانية، لذا ما مازلت حالم وسط كل هذا الضجيج الذي يلفنا، متأملاً خيراً في القادم أن يكون أقل وطأة مما نعيش، فأجسد هذا الحلم باشتغالي الفني في المجالات التالي (التمثيل، الإخراج، التأليف).
دعني اسأل عن هواجس وتطلعات علي العبادي المسرحية ؟ عن الفكر والناس ككاتب ومخرج ؟ عن الحلم والواقع ؟
** تأسيسا على الجواب السابق أقول لك نحن العاملون في حقل الأدب والفن والثقافة عامة نعيش حال من الاغتراب إزاء هذه التحولات الكبيرة التي عصفت بالبلاد وهيمنة الهامش الرث على حساب المركز الرصين، الآن أصبح الحضور للتفاهة بشكل لافت، وأصبح لها خطاباتها وأنساقها الاعلامية في تشيد سلطتها على بنية المجتمع التي أصبحت إلى حد كبير متهرئة، لذا نجد أن فاعلية الفكر تكاد تكون ضئيلة جداً انحصرت على الطائفة التي تعمل فيه، نحن لا نعاني من الأمّي، بل نعاني من أمّية المتعلم، هذا الزمن هو منفلت بطريقة فجة، وهذا بحد ذاته يُحمل المشتغل في الحقل المسرحي وخصوصاً الكاتب مسؤولية كبيرة في اعادة قراءة الواقع الصادم بطريقة غير واقعية، لكون أن الواقع العربي وبالتحديد العراقي هو أكبر من الكتابة وما الكتابة إلا محاولات لرثاء هذا الواقع، ويبقى الحلم بكل مدياته الجمالية أبن هذا الواقع بالنسبة لنا في اشتغالنا، إن واقعنا صادم جداً، فأحاول أن أخذ خلاصات هذا الواقع واشظيها احتجاجاً، لذا كثيراً ما أسأل، لماذا لا تكتب عن الفرح؟ أنا أعتقد في الوقت الراهن أن الكتابة عن الفرح، هو نوع من أنواع الخيانة لـ(الضمير) ما جدوى أن نجمل القبح، أن هذا التجميل ما هو إلا تدجين لقيمنا وضمائرنا، المسرح أن لم يكن في الدول النامية أو المنكوبة احتجاجيا تنتفي حاجته، لأن هو جزء من ضمير الامة ووجدانها، لذا الانشغال بالترف والترفية على حساب القيمة الفكرية والإنسانية يعد بحد ذاته خيانة.
التقيتك لأعرف هل يستطيع المسرح اليوم ان يقيّم الواقع الانساني؟ أن يقوّم السلوك العام ؟ لكونه لا يسعى الى نقل الواقع الا بما يحب ان يكون ؟
** أن المسرح منذ بواكيره الأولى كانت له تأشيرات على الفاعل الإنساني سلوكياً، وإلى الآن، لكن ليست هذه المشكلة الجوهرية في التأشيرات على اضداد السلوك الإنساني، بل مدى فاعلية الخطاب الجمالي الذي يكشف عن هذا السلوك، لأن المسرح هو ليس منبراً للوعظ، بل هو فعل جمالي، يحتاج إلى تفكر في إعادة قراءة الظاهرة ، وإن الفاعل الجمالي في المسرح له سطوته في منظومة العرض المسرحي وانعكاساته على المتفرج، أما فيما يخص تقويم السلوك الإنساني، فأن المشتغل في الحقل المسرحي هو يسعى إلى حياة أفضل، على الصعيد الشخصي أعتبر أن المسرح هو فرضية لحياة ما، لكن هذه الحياة تقدم فرضياتها بطريقة جمالية وفكرية، وليس لها سطوة مادية، فهي تحارب القبح بالجمال والفكر، فالمسرح يؤشر الخطأ والمثالب، والخيارات عديدة للمتفرج في السلوك الذي يبتغي أن يسلكه، شخصياً، قريباً من الواقع بعيداً عن المثالية، أجزم أن المسرح الآن لا يستطيع ان يغير قيم ومفاهيم الذات الإنسانية خصوصاً في المجتمعات الشرقية، لأسباب عديدة: منها هيمنة الخطاب الاجتماعي المتطرف والذي ليس له رادع وفي غالبية الاحيان هو يتعالى حتى الخطاب الديني المتمثل بالمدونة القرآنية، التحولات السياسية والاقتصادية التي جعلت ايقاع العصر سريعاً وحاولت أن تذوب الكثير من القيمة الإنسانية، هيمنة السوشيل ميديا، وللأسف الاخيرة هي مترعة إلى حد كبير بالإسفاف، وهذا ما اخشى في قادم الأيام على الاجيال القادمة في تعاطيها مع الواقع، فكل هذه الاسباب تجعل من المسرح عاجز أن يقوّم السلوك الإنساني، وما يقوم به المسرح في هذه الجنبة ما هو إلا محاولات أو النفخ في قربة مثقوبة.
دعني ابحث معك متى يستطيع المسرح ان يرفض الفوضى والنكوص الانساني ويشذب اخطاء الانسان ؟
** متى ما أرتفع مستوى الوعي لدى المجتمع بحيث يؤمن أن المسرح ضرورة حياتية، ومتى ما أرتفع مستوى الوعي لدى السلطة بأهمية الثقافة والوعي والفن، لأن الفنان كم اسلفت سابقاً هو يحاول أن يقدم كل ما من شأنه أن يرتقي بالإنسانية بوصفها سلطة ذات قيمة، لكن الآن الغالب الأعم من المتفرجين لا يعنيهم المسرح، بسبب الفاعل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يمرون به، إضافة إلى تدني مستواهم الفكري في معرفة ماهية هذا الخطاب، وجاءت السلطات المتلاحقة في العالم العربي والعراق خصوصاً لتؤكد على هيمنة هذا التدني في المستوى الفكري والجمالي للذات الانسانية بعد أن طحنتها بحروب شتى لا ناقة له فيها ولا جمل وبعد أن انفضت من هذه الحروب، لم تسهم في دعم الحراك المسرحي، لذا ظل المسرحي يعاني من اغتراب كبير، لذلك كما قلت لك هو (كالذي ينفخ في قربة مثقوبة)، ما الذي يستطيع أن يقدمه المسرحي في ظل هيمنة الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، وانعدام الانتاج المسرحي، متى ما كان هناك ايمان حقيقي من قبل السلطة بأن المسرح له دور في تعزيز الوعي الإنساني، متجلياً ذلك الايمان بدعمه وتشجيعه كي يجعله يتواصل في فعله الابداعي، لأن ليس من المعقول أن تقدم تجارب فردية دون برنامج سنوي وبفترات زمنية متقطعة وتكاد تكون طويلة وأن نتأمل منها انعكاساً على واقع المجتمع، ولاسيما أذا أمنا أن الفرد أبن بيئته بكل حمولاتها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
هل لدينا نقد مسرحي واكب العملية الابداعية واثرى التجربة؟ ، لماذا اهملنا عراقية المسرح وكأننا نواكب العالمية من أجلها وليس لإثراء التجربة الوطنية للمسرح ؟
** إن الخطاب النقدي المسرحي العراقي الآن أسهم إلى حد ما بتراجع فاعلية الحراك المسرحي، لكون إن الكثير من ممن يطلق عليهم نقاد ما هم إلا ببغاوات لمصطلحات ومفاهيم استنساخية، وهناك ممن ليس لديه سوى ورقة نقدية واحدة يلقيها في كل محفل مسرحي، وكل ما يقوم به في هذه الورقة هو تغيير اسم المسرحية وكادر العمل، وهناك من النقاد الوصفيون الذين يتحدثون عما شاهدوه في قاعة العرض وليس بتحليل انساقه، وهناك نقاد انطباعيون يكتبون انطباعهم الذاتي، وهذا يعتمد على المرجعيات الفكرية والجمالية والذوقية له، لكن بعضهم يحول الشك إلا يقينيات أي هو يحاول أن يفرض هيمنته على منتج العمل في ضوء تأويله، معتقداً أن رأيه هو الصواب، وهناك فئة تتخذ من المديح منطلقاً في تدويناتها النقدية كي تحافظ على علاقاتها الاجتماعية وأن يبقى مقعدها محجوز في المهرجانات ومابين هذا وذاك أصبحنا نعيش في حلقة مفرغة، لكن هذا لا يلغي وجود الكثير من النقاد المجتهدين الذين هم بمرتبة (مفكر)، لكن هم قلة قليلة أقل من اصابع اليد الواحد وبعضهم مغيب، لأن بعض المهرجانات والمسابقات تعتمد على الفاعل الاجتماعي دون الفاعل المعرفي، اما لماذا اهملنا عراقية المسرح، فنحن في العراق والعالم العربي ليس لدينا مسرح خاص بنا، فكل ما موجود هو حراك مسرحي، باستثناء بعض التجارب، منها: تجربة الفنان المغربي (الطيب الصديقي) والفنان العراقي (قاسم محمد) في حقل (التراث) والتي لم يكتب لها التأصيل وتجربة الفنان المغربي (عبد الكريم برشيد) في محاولاته للتأصيل لـ(المسرح الاحتفالي)، لم ينفرد الحراك المسرحي العراقي والعربي بمسرح خاص له خصوصيته العربية، لأن الذات المسرحية العربية هي ذات تعشق الهالة وتنجر ورائها، هنا أتذكر قول للأديب الراحل (موسى كريدي) يقول فيه بما معناه (نحن انشغلنا في المدارس والمذاهب أكثر مما انشغل بها اصحابها)، من هنا نتلمس نحن أمة أتخذت من نفسها أن تكون تابعة، انطلاقاً من سلوك اجتماعي قديم هو (الابوية) خصوصا العراقي لا يستطيع أن يحيا دون رمز، فهو اتخذ من الاكتشافات المسرحية الغربية منطلقاً له في اشتغاله، وأؤكد لك ذلك أن بعض العروض المسرحية الاجنبية والعروض التي تقدم في المغرب العربي قد سرقت من قبل بعض المشتغلين في الحقل المسرحي العراقي، ومن الجدير بالذكر أن المشتغل في الحقل المسرحي الغربي قد استثمر الفعل الاجتماعي البدائي والحضاري القديم للإنسان العربي وصاغ منه اشكال مسرحية وخصوصاً ما تجلى منه في المسرح البيئي.
أريد ان اسألك عن ديكتاتور المسرح مازال كاظما انفاس الممثل ؟ محاولا رفض النص بالصورة ؟ هل احترم الممثل الشاب لغة الجسد أكثر من لغة الحوار؟
**إن المسرح الحديث قد عرف العديد من الأساليب في حقل الأداء التمثيلي واتجاهات عدة في حقل الإخراج، وهذا الموضوع يرجع إلى المنطقة التي يشتغل فيها المخرج، وهي من تحتم عليه أن يرفع مركزية النص أو الممثل على حساب المنظومة البصرية للعرض أو العكس، بالتالي هي ليست دكتاتورية بقدر ما هي منطقة اشتغال، هناك من يجنح صوب الصورة متأثر بطروحات العديد من المخرجيين العالمين في هذا المجال منهم (جوزيف شاينا) الذي جعل من الممثل عنصر تشكيلاً في الفضاء أو (روبرت ويلسن) الذي همش مركزية الممثل من أجل أن يؤكد على فاعلية (التشتت وللاترابط والتكرار)، لكون هذه بعض معطيات ما بعد الحداثة التي يشتغل عليها، في حين نجد أن الممثل له السلطة العليا لدى (ستانسلافسكي)، وبهذا أن الأمر هو غير راجع للممثل، بل هو جزء من المنظومة البصرية التي تتكشف عبر تفاعلاته الفيزيائية في الفضاء، فهو أداة الرؤية الإخراجية، والشخصية هي مقترح المؤلف، فهيمنته من عدمها في العرض المسرحي يرجع إلى الاشتغال الإخراجي.
هل لدينا امكانية استيعاب طاقة الشباب وهم يتحولون من النظرية الى واقع التجربة ؟ هل هناك سعة للتمويل ؟ هل مازال المسرح (ما يوكل خبز) ، اي اقصد في طور الهواية دون الاحتراف ؟
** هناك الكثير من التجارب المسرحية الشاب في العراق لديها خصوصيتها في الميدان التطبيقي وإضافة الى القلة القليلة ممن لديهم وعي متقدم في الاشتغال النظري مقارنة بعدد المشتغلين في الحقل التطبيقي، وهذا مؤشر على أننا نعاني من أزمة وعي في هذا المجال، أما فيما يخص التمويل في دعم الحراك المسرحي، فإن كل ما يقدم خارج انساق مؤسسة الدولة المتمثلة بـ(دائرة السينما والمسرح)، فهو نتاج ذاتي، ولا يوجد هناك من لديه أي نية لدعمه، حتى من قبل النقابات والاتحادات ذات الشأن الفني، لكونها تحولت إلى (دكاكين) لجني الأموال، ولذا المشتغلين في حقل المسرح من (الهواة او المحترفين) هم يقبعون تحت شظف العيش والتهميش ويكاد يكون الدعم منعدم تماماً، وهذا أحد أسباب الاغتراب الذي يعاني منه الفنان والذي تحدثنا عنه سلفاً.
أريد أن أحاور الكاتب والمخرج والممثل علي العبادي عن واقع المسرح العراقي عالميا وعربيا؟ عن المنطلق الاول المسرح المدرسي، ماذا نحتاج لنعيد سطوة المسرح المدرسي ؟
** طبعا ما يؤسف له أن لا نرى خشبة مسرح في مدارسنا ولا مكتبة بعد أن انطلق المسرح العراقي من المدارس في (الموصل)، ليصبح ظاهرة في كل ربوع الوطن، وكما هو معلوم لدى المشتغلين في الحقل المسرحي العراقي وإن المسرح المدرسي خرج العديد من الفنانين ممن شكّلوا حضوراً بارزاً في المشهد المسرحي العراقي والعربي، لكن على ما يبدو أن تهميش هذا النمط من المسرح يأتي ضمن أولويات السلطة وتوجهاتها في تفعيل واحتواء ثقافة التسطيح، وإن وزارة التربية هي واحدة من الوزارات الضعيفة في رؤاها المستقبلية، ونحن لا ننكر المهرجانات المسرحية التربوية التي تقوم بها سنوياً، سواء كانت لإسقاط فرض أو لمنافع مادية للمشتغلين فيها، لكن السؤال هنا: أين المسرح في المدرسة؟ لابد أن تتضافر جهود وزارة التربية في دعم الخطاب المسرحي، بما يعود على التلميذ أو الطالب من منفعة في ذلك، فكرية أو جمالية، إذ مؤخراً ادخلت دولة الامارات المسرح ضمن مقررات المنهج الدراسي ولجميع المراحل الدراسية، ولا أعتقد أن اقبلت الدولة على هذه الخطوة المماثلة سوف يكون الأمر عليها عصياً، لكون أن الكوادر موجودة، لكن ما ينقصها التخطيط الذي يسمح لها في ممارسة مهامها كما ينبغي.
عن الجمهور اسأل ؟ عن تجربتك في المسرح العربي، وعن تجربة الانتاج ومشاكلها عن المسرح الكربلائي اسأل هل حقق ما تصبو إليه ؟
**على صعيد تجربتي في المسرح العربي، قدم لي العديد من المخرجين المسرحيين نصوصي وفي دولة عدة، منها: (سلطنة عمان، الكويت، الأردن، ليبيا، بلجيكا، المانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر) وقُدّمت أيضا في عدة مدن عراقية، وقد كتب عني العديد من النقاد العرب منهم: (الناقد المغربي الدكتور احمد بالخيري، الناقدة والأكاديمية الجزائرية الدكتورة زينب لوت، الناقد المصري حسام مسعد، الناقد والكاتب الجزائري علاوة وهبي، الناقدة الدكتورة رفيدة بوبكر) وكتبت عني العديد من البحوث منها: (ثنائية الموت والحياة في مسرحيات علي العبادي)، رسالة ماجستير مقدمة من قبل الطالبتين (زروخي الويزة، هميسي تركية) في جامعة محمد بوضياف المسيلة/كلية الآداب واللغات/قسم اللغة والأدب العربي في الجزائر وبإشراف الأستاذ الدكتور خلوف مفتاح، (بنية الحوار في مسرحية "براد الموتى" للكاتب علي العبادي) بحث ضمن متطلبات دراسة الماجستير قدم من قبل الطالبة (دوغة كنزة) في جامعة محمد بوضياف المسيلة، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجزائر، (مستويات الحوار في مسرحية عزف نخلة للكاتب علي العبادي) بحث ضمن متطلبات دراسة الماجستير في في أحد الجامعات الجزائرية، إضافة إلى العديد المشاركات في المهرجانات والمسابقات العربية والجوائز وكانت أخرها فوزي بالمرتبة الثاني في مسابقة التأليف المسرحي الموجه للكبار والتي اقامتها (الهيئة العربية للمسرح) في الشارقة، فوزي بالمتبة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي دورة (الكاتب الراحل محمود نسيم) التي أقامها (ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي- الدورة الثالثة) في مصر، وحصولي على جائزة لجنة التحكيم في (مهرجان القدس السينمائي الدولي- الدورة السادسة) في محور مسابقة افلام الهواة عن فيلمي القصير (دومينو)، بالإضافة إلى العديد من اللقاءات الصحفية العربية التي اجريت معي، أما فيما يخص المسرح الكربلائي هو شبه معطل، وما يقدم فيه نوعين، الاول: جهد فردي وبمثابة مغامرة، اشبه بشخص يصرخ في الصحراء وحيداً يطلب النجدة، والثاني: ما تقوم به بعض المؤسسات من مهرجانات، وهذه مع جل احترامنا لجهودها الكبيرة هي ليست معياراً للمسرح الحقيقي الذي نصبوا إليه، لكونها مؤدلجة، ولا أعتقد سيكتب لها النجاح مستقبلاً لأسباب كثيرة، منها: لأنها لا تؤمن بالمسرح بوصفة قيمة إنسانية وثقافية وجمالية، بل هي تتخذه كأداة بما تخدم توجهاتها، أي مادة إعلامية، وبهذا الحال هو يرثى له، فاعتقد أن في السنوات القادم سيموت المسرح في المدينة بصورة عامة والتجارب الفردية بصورة خاصة، بفعل التهميش وتوجه المجتمع نحو الميديا، وأنا شخصياً أمني النفس بالأمل وبحوار من مسرحيتي (عزف نخلة) "عسى أن يكون القادم افضل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق