مجلة الفنون المسرحية
لويس عوض الراهب
لويس عوض1915\1990من مواليد المنيا بمصر ومن اقباطها المفكرين . يعد واحد من اهم كتاب جيله الذهبي في الثقافة المصرية والعربية .مفكر بامتياز .كتب في عدة مجالات .
ونال عدة جوائز منها وسام الاستحقاق ووسام فارس والجائزة التقديرية .لمع اسمه منذ تخرجه من الجامعة وخاض معارك فكرية عديدة انتصر فيها للفكر المستنير .اصدر الكثير من الكتب منها في الفكر وفي التاريخ الثقافي في مصر ومنها في المسرح .ناقد يمتاز بالموضوعية في احكامه وبالدقة كذلك لا يترك صغيرة ولا كبيرة فيما يتناوله بالكتابة من اهم اعماله نذك دراسة في النظم والمذاهب . تاريخ الفكر المصري ..مقدمة في فقه اللغة. والاشتراكية والادب .. والمحاوارات الجديدة . وكأني به هنا يرد علي محاورات افلاطون .كذلك كتب عن المسرح ومن اهم كتبه فيه كتاب البحث عن شكسبير كذلك كتب الرواية (العنقاء) وكتب الشعر (بلوتولاند) . كما ترجم الكثير من الكتب ومنها نصوص مسرحية لكتاب عالميين كبار
مثل صموئيل جونسون (الوادي السعيد) وشكسبير(خاب سعي العشاق .)واسخيلوس( احاممنون .حاملات القرابين . والصافحات)
سنة 1959اتهم بالشيوعية الي جانب عدد كبير من المثقفين وتم القبض عليه وادخل السجن ليكون نزيلا في ابي زعبل وهذه الحملة التي قامت بها السلطة المصرية سنتها طالت الكثيرين . رغم ان لويس عوض لم يكن شيوعيا . انما قد يشتم في كتاباته التي تنتصر للحق شيئ من رائحة الشيوعية .
غي السجن عاد لويس عوض الي قراءة تاريخ مصر القديم بحثا عن المستنير فيه ليكون عونا له في محنته فاهتدي الي قراءة تاريخ شهداء الاقباط وهو من ااكتب المهنة عند الاقباط وفيه قائمة بسهداء الاقباط في العصور القديمة وخاصة خلال الامبراطورية الرومانية وولايتها علي الاسكندرية وقادته قراءته تلك الي كتابة نص مسرحي هو الوحيد علي ما اظن في كتاباته كلها . النص عنوانه(الراهب) .هذا النص لم ينشر في حياة لويس عوض ولكنه كان ضمن اوراق اوصي بها اخيه فرانسيس وهو الذي قام بنشر النص بعد ان اكتشفه وقد صدر مترجما الي اللغة الانجليزية كذلك وهي ترجمة انجزها لويس عوض بنفسه . النص الاصلي والمترجم نشرا في كتاب واحد نشرهما المجلس القومي للفنون والثقافة ايام كان مشرفا عليه الدكتور الراحل جابر عصفور . ويقول فرانسيس عوض ان جابر رحب بالفكرة بمجرد ان عرضها عليها وهكذا بفضلها رأي النص النور واصبح في متناول القارئ الذي ربما يجهل كتابة عويض النص المسرحي وهو في هذا ليس استثناء اذ ان اغلب كتاب تلك الفترة كتبوا المسرحية رغم انها لم تكن من اهتماماتهم الاولي ولكنهم جربوا كتابتها وزادوا بذاك مكتبة النصوص المسرحية في مصر ثراء.
كتب لويس عوض هذه المسرحية للترويح عن نفسه والتقليل من غمه وحزنه داخل سجن ابي زعبل وكذلك تكريما للاقباط وشهدائم ممن كان لهم دور كبير في مقاومة الاحتلال الروماني وكسر شوكته .
يقول الكتور لويس عوض ان اغلب شخصيات العمل لها ذكر في كتب التاريخ وانه عاد الي اغلب هذه الكتب و جد ان بعضها ةلم يكن لها نفس قوة الدور الذي كتبها به الا ان انه وجد ان ذلك يمنحه حرية اكثر في الابداع ومنها شخصية الراهب ابانوفر وشخصية دوميتيانوس الولي الروماني علي الاسكندية . وكان الاسكنداريون يلقبونه باخيل .وذكلك الامراطور الروماني دقيانوس . وهي الشخصيات تلتي اعطت لعوض حرية اكثر للابداع فيها فيجعل من ابانوفر الراهب الشهيد الذي يقود مقاومة ابناء جلدته ضد الرومان الي جانب مارتا الشهيدة والتي يقول عوض انه ابدعها اذ لا وجود لها اصلا ولكنه ابدعها ليعطي لعمله قوة اكثر .
الراهب المأساة جاءت في ثلاثة فصول انتصر فيها عوض لمصر وشهداء مصر وانتصر فيها لنفسه كذلك من خلال انتصاره لشهداء اقباط مصر في العهد الروماني وكأني به هو ابانوفر الضحية . الذي قاوم وقاد المقاومة ليضحي في النهاية بنفسه من اجل انتصار مصر وتحريرها من الرومان . فلويس نفسه انتصر لمصر في ثقافتها وفكره ليكون بعدها ضحية بدخوله السجن بتهمة غير مؤكدة في حقه مثل الكثيرين غيره في العهد الناصري .
الراهب هو اذن لويس عوض فشخصية ابانوفر في المسرحية بمواقفها وتصرفاتها جميعها تقول انها لويس عوض في مسيرته ومساره الفكري والثقافي .وتبقي. (الراهب) واحدة من النصوص المسرحية القوية في تاريخ الكتابة المسرحية في مصر ومن الاعمال الجديرة بالتجسيد علي ركح المسرح اذ حسب علمنا لم يحاولاي مخرج مسرحي في مصر الاقتراب منها وتقديمها علي الركح رغم قوتها واحكام بنائها الدرامي وجدية موضوعها وشدة ارتباكه بتاريخ مصر ومقاومتها للاحتلال الروماني وكفاح الشعب من اجل الاستقلال والحرية انها واحدة من تلمأسي الكبري التي لا تقل عن تلك التي كتبها كتاب يشهد لهم بالجودة والريادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق