الكاتب محمود القليني |
مسرحية " القرية الذكية " تأليف محمود القليني
شخصـــــــــــــــيات المسرحية .
طلاب المدرسة الثانوية المشتركة :
خالد .
مفيد .
علا .
قسمت .
المدرسان بالمدرسة :
حامد .
هدى .
عبد الصمد ..........................................خفير بالمدرسة .
أم مسرور ..........................................عاملة بالمدرسة.
مصطفى ..........................ضابط مباحث بمركز شرطة القرية.
شاكر ............................مساعد الضابط مصطفي .
حسن عبد العال ...............عالم متخصص في علم الفيروسات .
حسناء ...........................سكرتيرة ( المنشاوي )
رجال المنشاوي :
الخماري .
وهبة .
السيد .
الزمان : الوقت الحاضر .
المكان : مدرسة ثانوية مشتركة .
الفصل الأول
المشهد الأول :
قاعة الأجهزة الإلكترونية داخل مدرسة ثانوية مشتركة ، القاعة متخمة بجميع الأجهزة الإلكترونية من كل صنف ونوع ، منها ما هو مصطف بجوار الحائط ، ومنها ما هو معلق على الحائط وفي الوسط سبورة ذكية وخوذات إلكترونية موضوعة على العديد من المناضد وبجوارها مكتب عليه الكثير من الأقلام الإلكتورنية والأوراق ، وفي ركن مكتبة بها العديد من الكتب .
تدخل العاملة ( أم مسرور ) ومعها أدوات التنظيف ووراءها الخقير ( عبد الصمد ) حاملا بندقيته على كتفه وبيده كوب من الشاي .
عبد الصمد : ( يشير إلى أجهزة الحاسوب ) نظفي كل شيء ، وحذار أن تلمسي أي جهاز من تلك الأجهزة أو تقربي نقطة ماء منها أو حتى ترفعي صوتك أو تحدثي ضجيجا ..وانا سأجلس بجوار الحائط حتى تنتهي من عملك .
أم مسرور : ( تضع ما بيدها على الأرض ) وأنت... ألن تساعدني ؟
عبد الصمد : ( غاضبا ) ما هذا الذي تقولينه ؟! الخفير (عبد الصمد) يساعد في أعمال التنظيف !!
أم مسرور : ( متعجبة ) إذن لماذا أرسلك المدير معي ؟!
عبد الصمد : ( يحدق في الأجهزة حوله ) لأحرسك وأحافظ عليك من تلك الأجهزة .
أم مسرور : ( مندهشة ) تحرسني !! مم ؟!
عبد الصمد : لا أريد أن أخيفك .
أم مسرور : ( تتلفت حولها في فزع ) أيوجد هنا ما يخيف ؟
عبد الصمد : ( هامسا ) تلك الأجهزة يوجد بها ...( يتلفت ) يوجد بها عفاريت .
أم مسرور : ( ترمي ما بيدها وتتجه نحو الباب ) بسم الله الرحمن الرحيم ..اللهم أحفظنا منهم ..يا لطيف ..يا لطيف .
عبد الصمد : ( يعترض طريقها ) لا تخافي ..تلك العفاريت لا تخرج إلا ليلا .
أم مسرور : ( مفزوعة ) أتقول الحق ؟
عبد الصمد : وهل سبق ورأيت عفريتا في النهارا ؟
أم مسرور : ( تضرب على صدرها ) أنا لم أر عفريتا لا ليلا ولا نهارا ...أنا لو رأيته قد أفقد عقلي ..بل قد أموت ...وهل رأيت أنت أحدا منهم ؟
عبد الصمد : ( يتلفت حوله ) لا ..ولكني سمعتُهم .
أم مسرور : ( تقترب من الباب مرتعشة ) ماذا سمعت ؟
عبد الصمد : أثناء حراستي ليلا سمعت ضوضاء وأصوات رجال ونساء وأطفال وحيوانات ، وحينما بحثت عن مصدر تلك الأصوات وجدتها من هذا المكان .
أم مسرور : ( تجفف عرقها ) وهل رأيت شيئا ؟
عبد الصمد : ( يشير إلى النافذة ) حينما اقتربت ونظرت من وراء زجاج تلك النافذة رأيت أنوارا وأشكالا غريبة ،وكل تلك الأجهزة تتكلم وتصدر صفيرا والبعض منها يتحرك ورأيت تلك الخوذات تسبح في الهواء .
أم مسرور : ( تجلس على الأرض خوفا ) ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟
عبد الصمد : ( يجلس بجوارها ) شعرت أن أصابع تربت على كتفي وصوت يقول لي : :اذهب إلى حال سبيلك يا عبد الصمد .
أم مسرور : ( تمسك رأسها ) هم عرفوا اسمك يا عبد الصمد ؟!
عبد الصمد : ( يشير إلى الأجهزة ) تلك الأجهزة تعرف كل شيء أكثر من بني آدم .
أم مسرور : ( متعجبة ) الأجهزة أم العفاريت ؟!
عبد الصمد : حينما قصصتُ ما حدث لي لأولادنا الأساتذة (مفيد) و(خالد) و(علا )و(قسمت) ضحكوا كثيرا وأخبروني أن تلك الأجهزة العلمية والتك ...لا أدري كيف ينطقونها التكنولو ...التكنولوبية ..التكنولوجية ...نعم كما سمعتُها منهم تلك الأجهزة كأنها عفاريت بل أكثر لأن العلم يفعل المعجزات ويحقق المستحيلات .
أم مسرور : ( تقف وتتناول أدوات التنظيف ) إذن تلك الأجهزة هي التي ساعدتهم إنهم يمنعوا اللصوص من سرقة خزينة بنك القرية .
عبد الصمد : ( يشير إلى رأسه ) ليس الأجهزة فقط ، ولكن هؤلاء الطلاب عقولهم مثل الالماظ ، لقد سمعت مدير المدرسة يقول عليهم أنهم عباقرة .
ام مسرور : ( متعجبة ) ما معنى عباقرة يا عبد الصمد ؟!
عبد الصمد : ( ينهض ) لا أعرف ، ولكني فهمت من كلام المدير إنهم طلاب لا مثيل لهم في علمهم وفهمهم .
أم مسرور : ( ترفع يديها إلى السماء ) يارب يبارك في أولادي ويكونون ناجحين وعباقرة مثلهم .
عبد الصمد : ( غاضبا) وأولادي أليس لهم نصيب من دعواتك تلك ؟!
أم مسرور : ( تربت على يده ) وينجح أولادك ويوفقهم ...كل ما نفعله من أجل أولادنا.
عبد الصمد : ( ينظر في ساعته ) لقد سرقنا الوقت ولم نفعل شيئا ..هيا أسرعي وانتهي من تنظيف القاعة لقد حان موعد قدومهم .
أم مسرور : ( تنهض وتبدأ في تنظيف ما حولها ) من هؤلاء ؟
عبد الصمد : ( يقترب منها ) لقد سمعت أن ضابط المباحث والشرطة قادمون إلى هنا .
أم مسرور : وماذا سيفعلون هنا ؟
عبد الصمد : ( يشير إلى الأجهزة ) ربما سيفتشون على الأجهزة .
أم مسرور : ( تتحرك بين الأجهزة ) نعم ، لابد أن يفتشوا عن تلك الأجهزة و...
عبد الصمد : ( يصيغ السمع مقاطعا ) هيا اجمعي أدواتك إني أسمعهم قادمين .
[ يخرجان ويدخل ضابط المباحث ( مصطفى ) وراءه معاونه الضابط ( شاكر) ] .
مصطفى : ( ينظر إلى ما حوله مبهورا ) كل شيء في هذه القرية غريب وعجيب ، لقد عملت في قرى ومدن كثيرة من قبل ، ولكني لم أر مثل هذه القرية من قبل !
شاكر :(يرتب مجموعة من الأوراق بين يديه) ماذا تقصد ؟!
مصطفي :( يقلب كاميرا بين يديه ) منذ أن استلمت علمى في تلك القرية كل شيء فيها منظم ومنضبط ..في الشوارع والمحلات والمصالح الحكومية ..طريقة تعامل الناس في قمة الرقي والتفاهم والتسامح ...وكما تعلم قسم الشرطة لم يسجل منذ أسابيع أي محضر لأي نوع من المخالفة ..أليس هذا شيئا يدعو للعجب ؟!!
شاكر : ( يضع ما بيده من أراق على منضدة بجواره ويضع فوقها الهاتف الخاص به ) طوال عمر تلك القرية ..تشعر أن أهلها وكأنهم أسرة واحدة .
مصطفى : حتى جريمة القرصنة على أجهزة حاسوب البنك الخاص بالقرية الذي كشفها ومنع سرقة الملايين هم مجموعة من طلاب تلك المدرسة .
شاكر : أول جريمة تحدث بتلك الطريقة !
مصطفى : كيف تمكن مجموعة اللصوص من الدخول على أجهزة الحاسوب الخاصة بالبنك وشفروا كل الحسابابت وطلبوا فدية مقدارها عشرة ملايين جنيها ؟!!
شاكر : هؤلاء الطلاب عباقرة أن تمكنوا من أن يفكوا تشفير أجهزة الحاسوب بالبنك .
مصطفى : الشيء الذي لا تعرفه أن مدير البنك لجأ إلى خبراء لفك الشفرة ولكنهم عجزوا بينما مجموعة الطلاب تطوعوا مجانا وأنقذوا البنك من عملية النصب تلك .
شاكر : ( مندهشا ) ولكن لم يخبرنا أحد بشأن لجوء مدير البنك إلى خبراء الحاسوب ولم نذكرها في التحقيق .
مصطفى : لقد عرفت المعلومة هذا الصباح بطريق المصادفة من موظف في البنك .
شاكر : ولكن الشيء الذي لا أفهمه أنك أمرت بحجزهم اليوم !
مصطفى : أنا أمرت بالتحفظ عليهم حتى استوفي التحقيق ..وإن كنت أريد أن أوفر لهم حراسة .
شاكر : أتخشى عليهم ؟!
مصطفى : أخشى عليهم ومنهم .
شاكر :( مندهشا) كيف ؟!
مصطفى : محاولة اقتحام أجهزة حاسوب البنك لن تكون الأخيرة ، وهي كشفت عن وجود جماعات تستغل تكنولوجيا المعلومات في الوصول إلى أهدافها غير المشروعة .
شاكر : إذن تخشى عليهم من أن يتم تجنيدهم أو استغلالهم .
مصطفى : وهم صغيرو السن ومن السهل خداعهم تحت أي مسمى من المسميات .
شاكر : وممم تخشى منهم ؟
مصطفى : ( يسير خطوات بين الأجهزة ويلتفت إليه ) هذا الذكاء الخارق في استخدام تكنولوجيا المعلومات لدرجة أنهم تفوقوا على الخبراء ..ربما يسيئون استغلال هذا الذكاء في المستقبل .
شاكر : ( مندهشا ) أوتظن أنهم بلغوا من الذكاء والمهارة والقدرة إلى أن نخشى منهم ؟
مصطفى : نحن في انتظار اثنين من معلميهم ليكشوفوا لنا عن أمور نجهلها عنهم .
شاكر : ( يتناول الأوراق من على المنضدة ) لقد فحصتُ ملفاتهم كما طلبت مني .
مصطفى : هل وصلت إلى شيء معين خاص بهم ؟
شاكر : ( يعرض عليه الأوراق ) الكثير من شهادات التقدير ..وحصلوا على دورات مكثفة في تكنولوجيا المعلومات ..ولكن هناك شيئا ملفتا في ملفاتهم .
مصطفى : ما هو ؟
شاكر : إنهم ذهبوا في الأجازة الصيفية إلى( أمريكا) وقضوا هناك حوالي شهرين .
مصطفى : ولماذا هم بصفة خاصة ؟
شاكر : لتفوقهم وحصولهم على أكبر الدرجات .
مصطفى : وهل المدرسة تحملت نفاقات وجودهم في أمريكا ؟
شاكر : ( يشير إلى الأوراق ) توجدهنا مذكرة توضح أن رجل الأعمال المشهور ( المنشاوي ) هو من تكفل بكل تلك النفقات .
مصطفى : ( يدقق في الأوراق) وماذا كانوا يعملون في أمريكا؟
شاكر : يدرسون في مؤسسة من مؤسسات تكنولوجيا المعلومات ، ويوجد هنا شهادات تثبت أنهم تلقوا دراسات مكثفة واجتازوا اختبارات عقدتها المؤسسة لهم ...وهناك شيء في غاية الغرابة .
مصطفى :ما هو ؟!
شاكر : ( يناوله ورقة ) خذ اقرأ بنفسك .
مصطفى : (مندهشا ) هذا عرض من المؤسسة الإميركية أن يبقى الطلاب في أمريكا وتتحمل المؤسسة كافة نفقات إكمال تعليمهم ، وبعد انتهاء تعليمهم يعينون في المؤسسة .
شاكر : ( يشير إلى ما في الأوراق) كل الأوراق مختومة بخاتم المؤسسة نسخة باللغة الإنجليزية وأخرى باللغة العربية .
مصطفى : أتدري معنى ذلك ؟
شاكر : ماذا تقصد ؟
مصطفى : إن هؤلاء الطلاب في قمة الذكاء والمارة والمؤسسة الأميركية لا تفعل ذلك إلا إذا كان الطلاب يملكون من العلم والخبرة ما لا يملكه غيرهم .
شاكر : هذا ما توقعتُه .
مصطفى : ( يشير نحو الباب ) من هذان اللذان يقفان بالباب ؟
شاكر : ( يتقدم نحوهما ) الأستاذة ( هدى ) والأستاذ( حامد ) مدرسا مادة تكنولوجيا المعلومات والمشرفان على الطلاب ...تفضلا ادخلا .
مصطفي : ( يصافحهما ) معذرة أننا شغلنا المعمل التكنولوجي ..وأرجو ألا نكون قد أثقلنا عليكما .
هدى : لقد أخبرنا مدير المدرسة أنك تريدنا لأمر هام .
حامد : و أن الأمر متعلق بالطلاب الأربعة .
مصطفى : أولا اسمحا لي أن أوجه لكما شكري لأنكما أصررتما أن تبلغا الشرطة بأمر السطو على حساب البنك رغم معارضة مدير البنك وميدر المدرسة .
حامد : وليتنا لم نفعل واستمعنا لنصح مدير البنك ومدير المدرسة .
مصطفى : ( مندهشا ) لماذا ؟!
هدى : لأن نتيجة تبليغنا أنكم قبضتم على الطلاب وكأنهم هم المجرمون .
شاكر : ( متعجبا ) نحن لم نقبض عليهم و...
مصطفى : ( مقاطعا ) انتظر يا أستاذ (شاكر) ...أستاذة( هدى) ..أستاذ( حامد )...ما الذي دفعكما أن تبلغا عن واقعة السطو على البنك ؟
هدى : لأنها جريمة .
حامد : وإن كانت تمت بأسلوب علمي في غاية الذكاء .
مصطفى :كما قلتما إنها جريمة ولكنها فريدة في نوعها ومحتمل أن تحدث في مكان آخر وعلى نطاق أكبر وربما لا يتم اكتشافها أو مقاومتها .
هدي : نعم .
مصطفى : إذن الصالح العام يقتضي أنكما تبلغان كي نتخذ الإجراء لمنع تكرار هذا .
حامد : ولكن ما ذنب الطلاب ؟
مصطفى : لا ذنب لهم ..ولكن ليس هذا المهم .
هدى : وهل هناك أهم من الطلاب ؟
مصطفى : ( يشير إلى الأجهزة في المكان ) لا طبعا ...ولكن لدي سؤال أريد منك ومن الأستاذ حامد.... ألا توافقيني أن المعمل هنا مجهز بأجهزة في غاية التطور ومتنوعة و ...
هدى : لا يوجد معمل تكنولوجي مجهز بتلك الأجهزة في أي مدرسة أخرى .
مصطفى : من وراء تلك التجهيزات ؟
حامد : رجل الأعمال المشهور ( المنشاوي )هو الذي تحمل تكاليف تجهيز المعمل .
مصطفى : وهل هو الذي تحمل نفقات إرسال الطلاب إلى أمريكا ؟
هدى :وأيضا عدد كبيرمن أهل القرية يتبرعون لمساندة الحركة التعليمية والعلمية في المدرسة
شاكر : ولكن ما الذي يدفع رجل الأعمال ان يتحمل كل تلك النفقات ؟
هدى : إيمانه برسالة العلم وإيمانه بالشباب .
حامد : ليس هذا فحسب ، بل أن لديه استعدادا أن ينفق أكثر في سبيل العلم .
مصطفى :لقد سمعتُ عن رجل الأعمال كثيرا ، وجمعيته الخيرية في طرف القرية لها نشاط كبير ،ومشاريعه تملأ نواحي القرية ، ولكن أليس غريبا أن ينفق الكثير من المال على رحلة الطلاب إلى أمريكا وأيضا أن يذهب الطلاب إلى أمريكا وحدهم بدون أن يكون معهم مشرفون ؟
حامد : لقد عرض علينا أن نرافق الطلاب في رحلتهم إلى أمريكا ..وعرضنا الأمر على الوزارة ولكنهم رفضوا .
هدى : ورجل الأعمال ( المنشاوي ) لديه أصدقاء في أمريكا وفور وصول للطلاب هناك كانت سبل الرعاية والاهتمام متوفرة .
مصطفى : وما تفسيركما أن الطلاب رغم صغر سنهم وقلة خبرتهم نجحوا فيما فشل فيه خبراء استعان بهم البنك في فك تشفير أجهزة الحاسوب لديه ؟
حامد : لأنهم عباقرة في تكنولوجيا المعلومات و ..
مصطفى : ( مقاطعا ) هل الطلاب مازلوا على اتصال مع المؤسسة الأمريكية أم أن علاقاتهم أنتهت بمجرد عودتهم ...
هدي : بقدر حبهم للعمل وإخلاصهم للعلم وطموحهم بقدر حبهم لبلدهم .
حامد : والدليل أنهم رفضوا عروض المؤسسة الأمريكية أنهم يكملون دراستهم هناك .مع أن الوزارة لم تمانع ذلك .
مصطفي : ولكن لا ندري ماذا سيحدث في المستقبل .
حامد : المستقبل بيد الله...إلا أن هؤلاء الطلاب كما قلت لك يحبون بلدهم بصدق وإخلاص .
مصطفي : ( يتجه نحو الباب ويشير لمساعده ) إنهم فخر لنا كلنا ...سأذهب الأن لأخلي سبيلهم وأتمنى أن يكونوا قدوة لكل الشباب .
هدى : لي رجاء يا حضرة الضابط ..
مصطفى : تفضلي يا أستاذة هدى .
هدى : أن تحاول أن تمحي الأثرالنفسي الذي قد يكون الطلاب يعانون منه الآن .
مصطفى : اعتمدي علي في تلك المهمة ...سلام عليكم .
( ستار )
الفصل الأول :
المشهد الثاني :
في مكتب ضابط المباحث بقسم الشرطة .أكواب العصير مصطفة على المنضدة أمام المكتب ، الطلاب الأربعة ( خالد ومفيد وقسمت وعلا ) يجلسون على المقاعد الوثيرة .
خالد : ( يقف ويتقدم من مفيد مربتا على كتفه ) ما رأيك فيما يحدث لنا الآن ؟! ألم أخبرك من قبل ..
مفيد : ( يبعد يده غاضبا ) لقد انتهينا من الحديث في هذا الموضوع يا خالد .
خالد : نعم ، هذا قبل أن يحدث ما حدث ، أما وقد حدث ما تراه ، فنحن صرنا متهمين في نظر الشرطة ، وسنظل ذلك حتى يعثروا على قراصنة حاسوب البنك ، مثلنا مثل هذا الشخص الذي يدلهم على جريمة قتل فيقبضون عليه حتى يتم القبض على القاتل الحقيقي .
مفيد : لن أترك بلدي لأذهب إلى بلد أجنبي يستنزف جهدي وفكري ولا تنس أننا وافقنا على هذا الرأي ونحن في أمريكا .
خالد : بلد يستنزف جهدك وفكرك ويعطيك المكانة التي تستحقها أفضل من أن يقتلك الإحباط ويقضي عليك الإهمال وعدم التقدير ..وأظنك قرأت عن المئات الذين لم يقدروا حق التقدير ...أنا بعد ما حدث أشعر بالإحباط .
قسمت :(تقف وتتقدم إلى وسط المكان ) إن كان لأحد يشعر بالأحباط .فأنا و(علا ).. أما أنتما فشبان .
علا : ( مندهشة ) أمرك غريب يا ( قسمت ) ما علاقة ما نحنا فيه بكوننا بنتين وهما شبان ؟!
قسمت :لقد رأيت ما يحدث في الخارج ..يقيمون الإنسان بعلمه وعقله وجهده وخبرته ..بغض النظر عن كونه رجلا أم امرأة ، أما هنا لقد قابلنا معارضة شديدة من كل الجهات لنخرج في تلك البعثة ؛ لأننا بنتان ، وفي الوزارة طلبوا صراحة أن يستبدلونا بولدين .
علا : أظن فعلوا هذا حرصا علينا ليس أكثر .
قسمت : لا يا ( علا ) ،ما زالت النظرة إلينا كبنات أقل من الولاد ، وستظل تلك النظرة حتى لو حصلنا على أعلى الشهادات
مفيد : كأنك توافقين على رأي ( خالد ) من أننا نقبل بعرض المؤسسة الأمريكية ونكمل تعليمنا في أمريكا .
قسمت : أنت تعلم أني رفضت هذا الأمر ، ولكن لا أجد مبررا معقولا أو منطقيا من عدم قبوله .
خالد : وإذا كان الأمر متعلقا بحبنا واعترافنا بالجميل فبعد أن نكمل تعليمنا لنعود إلى هنا .
مفيد : ( ضاحكا في سخرية ) أنت تريد أن تترك بلدك وأنت مازلت طالبا لم تكمل تعليمك ولم تحصل على أي شهادة فما بالك وقد أكملت تعليمك وحصلت على أكبر الشهادات ،وقد عرضت عليك كبرى المؤسسات والشركات الإغراءات والمكاسب ...يا صديقي لم يعد أحد إلا للزيارة أو لنحتفل به مثل الدكتور (أحمد ذويل )
خالد : الدكتور (أحمد ذويل) لم يجد ...
علا : ( مقاطعة ) أظن لا جدوى مما تتناقشان فيه ..واضح أن خالد و( قسمت ) قد أعاد التفكير في عرض المؤسسة الأمريكية .
خالد : لنأخذ فترة للتفكير ثم نقرر .
قسمت : وأنا أوافقك الرأي .
علا : وأنا أستطيع أن استنتج القرار الذي ستصلان إليه .
خالد : وما هو ؟
علا : مراسلة المؤسسة الأمريكية .
قسمت : ليقرر كل منا ما فيه المصلحة والنفع .
مفيد : ( يتقدم إلى وسط المكان وينقل البصر بينهم ) هناك شيء هام وخطير غاب عنكم .
خالد : وما هو هذا الشيء الخطير والهام ؟
مفيد : إن كل الذي حققناه من انجاز علمي وما وصلنا إليه من نجاح وتفوق كان بفضل كوننا فريق مترابط ومتكامل ، حالنا في ذلك مثل حال الماتور أو أي آلة ميكانيكية لابد من ترابط وتكامل وتعاون أجزائها لتدور وتعمل بكفاءة أما إذا فككت تلك الأجزاء وفصلتهم عن بعد فلن تدور الماكينة وستكون الأجزاء مجرد قطع من الحديد لا قيمة لها .
خالد : ( مفكرا ) تقصد ...
علا : ( مقاطعة ) ما يقوله (مفيد) هو عين الحقيقة ، نحن لم نحقق أي انجاز ولم نصل إلى أي نجاح إلا بفضل كوننا فريق واحد وأننا نوزع العمل والجهد من خلال ترابطنا وتعاوننا وتفاهمنا ..(مفيد ) منفرد لم يكن ليصل إلى شيء وكذلك ( خالد ) و(قسمت) وأنا ، لا ينبغي أن تغيب عن بالنا تلك الحقيقة ..واليوم الذي سنفترق فيه سيفشل كل واحد منا .
مفيد : (يمس على رأسه ) كيف غاب هذاالأمر عن فكري ...بارك الله فيك يا ( خالد ) أنت و( علا )
علا : ( تربت على كتف قسمت ) وأنت يا (قسمت )..ما زالت حكاية الولد والبنت مسيطرة على فكرك ؟
قسمت : إنها مسيطرة على أهلنا وعلى الوزارة أيضا .
علا : علينا أن نغير تلك الفكرة ونبرهن على أن البنت والمرأة لديها من القوة والإرادة والذكاء أن نجبر العالم كله على تقديرها واحترامها .ونحن بالفعل قد خطونا نحو هذا الهدف النبيل .
خالد : ( مؤيدا ) معك حق يا ( علا ) أنا نفسي لا أشعر أنني أجلس مع بنتين .
قسمت : ( محذرة ) ماذا تقصد يا خالد ؟!
خالد : (ضاحكا ) أقصد أني أشعر أنني أجلس مع عالمتين خبيرتين عبقريتين .
علا : إن كنت تقصد هذا فلا مانع .
مفيد : ( يتقدم إلى الوسط ويبسط يده ) إذن دعونا نتعاهد على ألا نفترق وأن نظل في هذا البلد وسنتتصر على كل العقبات بفضل إيماننا بقدرتنا وعلمنا و ...
خالد : ( يمسك يده مقاطعا ) أنسيتم أين نحن الآن ؟! نحن محبوسون في قسم الشرطة ..نحن متهمون .
مفيد : ( مندهشا ) بأي تهمة ؟!
خالد : يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الغريب نحن هنا بأي تهمة ؟!
مصطفي: ( يدخل ووراءه مساعده ويحي الجميع ) من قال أنكم متهمون .
خالد : وماذا نعمل هنا الآن ؟
شاكر : ما حدث مجرد إجراء شكلي ليس أكثر .
مصطفى : وإن كانت الطريقة التي أحضرناكم بها قد سببت لكم بعض الضيق ..فانا أقدم بالغ اعتذاري .
شاكر : ليس هذا فحسب ، بل نحن نقدم لكم ونيابة عن الوزارة كل التقدير لما قمتم به من عمل مشرف وبطولي لأنقاذ البنك من عملية السطو .
مفيد : إذن نحن سنعود إلى المدرسة الآن .
شاكر : ستقوم سيارة مخصوصة بتوصيلكم إلى المدرسة فورا الآن .
مصطفى : سوف أرسل تقريرا إلى الوزارة ..وأتوقع أنكم ستنالون تكريما من الوزير شخصيا .
شاكر : ونرجوا أن يمحو هذا كل أثر سيئ نكون قد سببناه لكم .
خالد : ( يشير إلى إصدقائه ) أظن بعد كلامكما هذا لا يبقي لدينا أي أثر سيئ ، وأرجو يكون أصدقائي لهم نفس الرأي.
مفيد : نعم سيمحو الأثر السييء ، ولكن سنخرج من هذا بدرس هام و ..
مصطفى : ( ييتقدم ويقف وسط الطلاب ويرفع يده مقاطعا ) قبل أن تكمل كلامك ، لقد عرفنا عنكم كل شيء ، وأصدقككم القول أننا فخورون بكم وبمسيرتكم وبإنجازكم الدراسي والعلمي ، وأنا أتمنى أن أولادنا يكونون على نفس التفوق والخبرة والذكاء ..وأرجو ألا يكون ما حدث من شأنه أن يحبطكم أو يجعلكم تنرددون في فعل أي شيء في صالح بلدكم ..ما حدث كما قال (شاكر) مجرد إجار شكلي ..وكانت فرصة لنتعرف بكم ونحن نعتذر على ما بددناه من وقتكم الثمين ..هيا لتقوم السيارة بتوصيلكم إلى المدرسة .
( ستار )
الفصل الأول
المشهد الثالث : في المعمل التكنولوجي
هدي : ( تدق على سطح المكتب ) فيم تفكر ؟
حامد : ( منتبها ) أتظنين أن ما أقنعنا به الطلاب في صالحهم ؟
هدى : ماذا تقصد ؟
حامد : تتذكرين أننا من أقنعنا الطلاب برفض عرض الشركة الأمريكية ، ويبقون هنا يكملون تعليمهم .
هدى : نعم وقد كانوا فور رجوعهم في حالة حيرة وكانوا مبهورين بعرض المؤسسة الأمريكية وبكل تلك الأمتيازات و الإغرارت . .ولكن ما سبب سؤالك هذا الآن ؟!
حامد : أكنا على حق في هذا ..أم أننا أهدرنا فرصة قد لا تعوض على الشباب ؟
هدى : ( مفكرة ) معنى أنهم يقبلون بعرض المؤسسة الأمريكية ويذهبون هناك ليكملوا تعليمهم وهم في تلك السن سيقطعون كل ما يربطهم بالبلد هنا ..وإنتماؤهم وولاؤهم سيكون لأمريكا أو لأي بلد يساعدهم في تحقيق طموحاتهم وأحلامهم .
حامد : ( شاردا ) أتذكر وأنا في سنهم ...كنت مملوءا بالحماس وأحلامي وطموحاتي كانت كعرض السموات ..كنت لا أسير على الأرض وإنما أطير يدفعني حب العلم والرغبة في التفوق والتميز وتحقيق ذاتي ...ولكن كل هذا انتهى وأصبحت مجرد معلم أنقل ما في الكتب لأصبها في عقول الطلاب بدون أي إبداع أو ابتكار وأظن أنت أيضا خضت تلك التجربة المريرة .
هدى : ( متحمسة ) لنجعل هؤلاء الشباب يحققون ما عجزنا نحن عن تحقيقه .
حامد : ( مندهشا ) هم الذين يحققون ما عجزنا عن تحقيقه !
هدى : نعم . وقد خطونا في ذلك خطوات موفقة ..أتنكر ذلك ؟
حامد : ( بأسى ) أخشى أن يكون مصيرهم كمصيرنا ...معلمين أو موظفين في مصلحة حكومية يمضون في دفاتر الحضور صباحا ومساءا .
هدى : أظن أننا نجحنا أننا نصل بهم إلى ...
حامد : ( مقاطعا ) لو كنا مكانهم ماذا تظنين سنتصرف ؟
هدى : لا تصح المقارنة .
هدى : لأنهم يتفوقون علينا بمراحل كثيرة ، إنهم من جيل يختلف عن جيلنا ، وأكيد يوجد المئات بل الألاف في مختلف المدارس والجامعات ..وسوف ينجحون فيما فشلنا نحن فيه .
حامد : ولكن وجودهم في الخارج سيوفر عليهم الكثير ...وأنت تعلمين أنهم في الخارج يسبقوننا بمراحل كثيرة .
هدي : ( متحمسة ) رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ..المهم يبدأون وسيصلون إن شاء الله .
حامد : ( متفائلا ) معك حق ، المهم أن خطواتهم تتواصل وتتقدم وتستمر ولا تتوقف ولا تتراجع ، ولا يحدث لها ما يغير من مسارها .
هدى : أظن هؤلاء الشباب لا ينقصهم سوى الرعاية والاهتمام والارشاد .
حامد : وتلك رسالتنا المقدسة .
هدى : إنهم أثمن وأغلى من لدينا
حامد : معك حق ..وإذا أردنا أن نغير بلادنا نحو الأفضل والأحسن فالبداية من عندهم .
هدي : ( تصيغ السمع ) أتسمع ما أسمعه .
حامد : ( يتجه نحو الباب ) إنها أصوات الطلاب قادمين ...هيا بنا نكون في استقبالاهم .
( ستار )
الفصل الثاني
المشهدالأول:
في حجرة من حجرات الجمعية الخيرية لرجال الأعمال ( المنشاوي ) يجنمع العديد من الرجال يجلسون على مقاعد وثيرة تشكل نصف دائرة وفي الوسط عبوات العصير وأطباق الفاكهة وصفحة كبيرة مليئة بالشطائر والفطائر ، تدخل (حسناء) سكرتيرة رجل الأعمال ( المنشاوي ) تحمل حقيبة ، تجلس على منضدة في مواجهتم .
حسناء : ( تفتح حقيبتها وتخرج العديد من الأوراق ) يا أهلا بكم في جمعية المنشاوي للأعمال الخيرية ( تشير إلى أحدهم ) أكنت تريد أن تقول شيئا يا أستاذ (وهبه) ؟
وهبة : ( ينظر حوله ) لماذا اجتمعنا هنا ؟
سيد : أظن أن هذا أنسب مكان تجتمع فيه بعد حدوث ما حدث في عملية البنك
الخماري : ( ساخرا ) تقصد الفشل والفضيحة .
وهبة : لولا الطلاب هم الذين استطاعوا أن يفكوا تشفير أجهزة الحاسوب لدفع مدير البنك كل ما طلبناه من مال .
حسناء : الأخطر من إحباط عملية البنك هو دخول الشرطة على الخط .
وهبة : لا تخش شيئا العلمية تمت على أعلى درجات التخطيط والاتقان فنحن لدينا خبراء على درجة خطيرة من الإجرام السيبراني .
الخماري : معك حق والدليل عجز الخبراء الذين استعان بهم البنك في فك التشفير .
حسناء :(تنهض وتأخذ كوبا من العصير وتواجه الجالسين ) أتدركون أن
( المنشاوي) بيه راض عما حدث .
الخماري : ( مندهشا ) راض عن فشلنا !
حسناء : نعم ، لأن رهانه على الطلاب نجح ، الذين أحبطوا عملية القرصنة ...وهذا أهم ما في الموضوع .
سيد : ( ينظر إلى من حوله مندهشا ) أتفهمان شيئا مما تقوله (حسناء) ؟!
حسناء : ما لا تعرفونه أن من ضمن أنشطة ( المنشاوي ) هو التعامل مع كبرى الشركات والمؤسسات في أمريكا .
الخماري : وما نوع هذا التعامل ؟
سيد : أهو توريد أم تصدير؟
وهبة : توريد طبعا ...فلسنا لدينا ما نصدره لأمريكا .
حسناء : بل تصديرا .
الخماري : ( مندهشا ) المنشاوي يصدر لأمريكا !
وهبة : وماذا يصدر ؟
حسناء : يصدر لهم بشرا .
الجميع : ( في صوت واحد ) بشرا ؟!!
حسناء : نعم ، ولكن ليس كأي بشر .
السيد : ( متعجبا ) ماذا تقصدين ؟
حسناء : نوعية ممتازة من البشر ...علماء ..باحثين ...مخترعين ..دكاترة .
وهبة : وما علاقة هذا بالولاد الذين أفشلوا لنا عملية البنك ؟
حسناء : هؤلاء ضمن من يصدرهم .
الخماري : اليوم أنت تتحدثين بالألغاز .
الحسناء : (المنشاوي) له أذرع في المدارس الثانوية والجامعات ومراكز البحوث يوجد في تلك الأماكن نوعيات في حاجة إلى اهتمام ورعاية من نوع خاص وفي الغالب البلد هنا تعجز أو تقصر في توفير تلك الرعاية ..هنا أمريكا أو أي دولة أجنبية تتكفل بتلك الرعاية والانفاق .
وهبة : وماذا يستفيد (المنشاوي )؟
السيد : بل قل ماذا ستستفيد أمريكا بعد كل ما تنفقه من أموال ؟
حسناء : أما (المنشاوي) فلا تتخيلوا حجم الاستفادة والنفع الذي يعود عليه من علاقاته بتلك المؤسسات ومراكز البحوث العلمية .أما أمريكا فكل التقدم والتطور العلمي الذي تتمتع به وأنها أصبحت القوى العظمى الوحيدة في العالم ..كل هذا راجع أنها تتبنى كل العالماء والباحثين والمخترعين من جميع أنحاء العالم وتجذبهم إليها بكل الإغراءات وتسخر لهم كل الإمكانات .
الخماري : وكأن أمريكا بهذا تضرب عصفورين بحجر واحد .
وهبة : تقصد أنها تحتكر العلم والتكنولوجيا في العالم وتحرم الآخرين منه ؟
حسناء : ألا فلتعلموا أن أمريكا أكبر حاضنة للعلماء والباحثين والمخترعين في العالم بما تنفقه من مبالغ طائلة على البحث العلمي والعلماء
وهبة : ( ضاحكا) المهم أن ينالنا من هذا الإنفاق ، ونفوز بجزء من تلك الأموال الطائلة .
حسناء : هذا لو نفذنا ما يطلبه (المنشاوي) ؟
الخماري : وما الذي يطلبه (المنشاوي) ؟
حسناء : ( تخرج صورة من حقيبتها ) تلك صورة للدكتور (حسن عبد العال) أيوجد أحد يعرفه منكم ؟
الجميع : ( في صوت واحد ) لا نعرفه .
حسناء :هذا الدكتور يعيش هنا في القرية ،وكان من ضمن العلماء الذين وردهم (المنشاوي) إلى أمريكا في بداية تخرجه ، والآن هو يعد من أكبر الباحثين في دراسة الفيروسات في العالم ، وتوصل لعلاج الكثير من الأمراض والأوبئة وكان يعمل في أكبر المراكز البحثية في أمريكا وقام برحلات إلى جميع أنحاء العالم ووضع خرائط لأماكن الأوبئة في العالم كما كان تخصصه الدقيق في العائلة التاجية للفيروسات والتي تسبب وباء الكورنا الذي يجتاح العالم وأودى بحياة الملايين .
سيد : أتقولين أنه يعيش هنا في القرية ؟
الخماري : ( مندهشا ) أليس هذا عجيبا ؟!
حسناء : كان يعيش منذ مدة في أمريكا ولأمر ما تم إغلاق معهد البحوث الذي كان يعمل فيه الدكتور (حسن عبد العال ) ،فما كان من الدكتور( حسن ) إلا أن جمع كل نتائج أبحاثه التي توصل إليها أثناء عمله في أمريكا وحضر إلى هنا ، ولم يتنبه المسؤولون إلا بعد سفره أنه قد وصل إلى درجة كبيرة في دراسة الفيروسات وسلوكها وتكاثرها لاسيما الفيروسات التاجية ويرجحون أنه قد توصل إلى لقاح .
الخماري : تقصدين لم يكتشفوا أهمية وخطورة تلك الأبحاث إلا بعد انتشار وباء الكورنا في العالم وبخاصة في أمريكا .
وهبة : والآن أكبر المراكز العلمية والبحثية في أمريكا تبحث عنه .
الخماري : ولم لا تقول إن أكبر الشركات المصنعة للأدوية هي التي تبحث عنه وتريد نتائج أبحاثه .
حسناء : بالفعل تواصلت معه العديد من شركات الأدوية ومراكز البحوث ولكنه رفض العودة إلى أمريكا ورفض تسليم نتائج أبحاثه بل أنه رفض مجرد التعاون معهم .
سيد : أتريدونه هو أم تريدون أبحاثه ؟
حسناء : وهل هناك فرق ؟
سيد : نعم ، إذا كنتم تريدونه هو فلابد يكون عن رضاه وموافقته .أم إذا كنتم تريدون أبحاثه فليس من الضروري رضاه أو موافقته .
حسناء : تقصد تستولون على الأبحاث ؟
سيد : لا شك أن كل أبحاثه مسجلة على جهاز الحاسوب .
الخماري : فهمت ما تقصده .
وهبة : بعملية بسيطة سيتم نسخ كل ما على حاسوبه من نتائج أبحاثه وستصبح في أيدينا .
الخماري : وسيتم الأمر حتى بدون أن يعرف بالأمر .
حسناء : ( ساخرة ) كما حدث بعملية البنك .
سيد : لا ، عملية البنك معقدة ، ومع ذلك فنحن نجحنا وكنا على وشك الحصول على الملايين لولا مجموعة الطلاب
الخماري : المهم متى تريدون الأبحاث .
حسناء : في أسرع وقت ، أنتم تعلمون أن هناك حرب مستعرة بين مراكز الأبحاث وشركات الأدوية في أمريكا وأوربا والصين وروسيا .
سيد : بلغي (المنشاوي) تحياتنا وستصله الأبحاث في أسرع وقت .
حسناء : ( تجمع أوراقها ) (المنشاوي) رصد مبلغا طائلا لإتمام تلك العملية ..وكل ما تطلبونه مجاب بدون مناقشة .
الخماري : المهم رضا (المنشاوي) علينا .
سيد : ( ضاحكا ) ونحن نعرف أن رضاه غال جدا .
( ستار )
الفصل الثاني
المشهد الثاني :
في المعمل التكنولوجي بالمدرسة الثانوية .
حامد :أنا أقدر اجتهادكم وعكوفكم على دراستكم وعدم تبديد أي ثانية من وقتكم
هددى : نعم ، أنتم انتهيتم من مناهجكم الثانوية وتدرسون مناهج ومواد دراسية يدرسها الطلاب في نهاية مراحلهم الجامعية .
مفيد : ( مندهشا ) ومع كل هذا نشعر أنكما غير راضين عن مسارنا الدراسي هذا!
خالد : إن أردتما أن نضاعف من جهدنا فليس لدينا أي مانع .
علا : لا تنسيا أنكما أنتما اللذان طلبتما أن نقلل من جهدنا شفقة بنا .
قسمت : ونحن لا مانع لدينا من أن نوسع ونعمق من دراستنا ، ولكننا نريد أنواع أجهزة إلكترونية أحدث ..وتلك لا توجد إلافي أوريا او أمريكا ..ثم أن ثمنها مرنفع جدا .
حامد : أنا لا أقصد هذا الأمر ...
هدى : أنا والأستاذ (حامد) لاحظنا بعدما حدث في قضية البنك أنكم أنصرفتم عن أن تهتموا بالشأن العام ومشاكل الناس .
مفيد : ( ساخرا ) وماذا بأيدينا أن نقدمه للناس ، نحن مجرد طلاب في مدرسة ثانوية مشغولين بمذاكرة مناهجنا الدراسية .
خالد : وليس بأيدينا أي وسيلة لنخدم الناس أو نقدم لهم أي شيء .
قسمت : حتى ولو قمنا بأي شيء .
علا : فقد يُساء فهم مقصدنا .
خالد : أو يكون رد فعل الآخرين محبط و ...
حامد : ( مقاطعا ) غيركم يتكلم عن الإحباط أما أنتم ..
هدى : فلا يوجد في قريتنا فرد كبير أو صغير إلا ويقدركم ويفتخر بكم ..ليس هذا فحسب فجميع القرى حولنا والمدن أيضا تحسد قريتنا لوجودكم فيها .
حامد : وكل هذا بسبب أنكم لم تحبسوا أنفسكم داخل جدران تلك القاعة ، بل أنكم اهتممتم بالشأن العام وما يشغل الناس .
هدى : ويجب أن يكون هذا منهجكم وأسلوب حياتكم في المستقبل .
حامد : نعم ، العلم في خدمة الناس .
هدى : وليس الناس في خدمة العلم .
علا : وهل هناك فرق ؟
حامد : نعم ، إن لم يكن العلم يحل مشاكل الناس ويساعد في رقيهم وتقدمهم فلا قيمة له .
قسمت : وما المطلوب منا الآن ؟
حامد : قبل موضوع القرصنة على البنك ، كنتم تعملون في موضوع وباء كرونا الذي يجتاح العالم الآن ، ودخلتم على منصات إلكترونية عالمية وتواصلتم مع شخصيات علمية رفيعة من جميع أنحاء العالم ومع مراكز ومعاهد بحث وأطلعتم على الوسائل العديدة لمقاومة هذا الوباء ، وبفضللكم كانت قريتنا أقل القرى إصابة بهذا الوباء ، ومركز الصحة في القرية وبقية القرى والمدن القريبة من قريتنا تواصلوا معكم ليستعينوا بالمعلومات والبيانات المتعلقة بهذا الوباء .
هدى : أنا لم أقرأ من قبل مثل تلك المقالات العلمية الدقيقة التي كتبها (مفيد) و(علا) عن نشأة الفيروسات وبالأخص الفيروسات التاجية التي تسبب الكثير من الأوبئة لا سيما وباء الكرونا .
حامد : أتعرفون أن في قريتنا أكبر باحث وعالم في على الفيروسات ؟
هدى : تقصد الدكتور ( حسن عبد العال ) و ...
مفييد : ( مقاطعا ) أتقولين الدكتور( حسن عبد العال) ؟
حامد : نعم ، أتعرفه ؟
مفيد : لقد قرأتُ أبحاثه عن الفيروسات المنشورة في مجلة علمية أمريكية ...أيمكن أن يكون هو ؟!
خالد : والدكتور( حسن) يعيش في قريتنا ؟! لعله تشابه في الأسماء .
حامد : كبف هذا ؟! إنه صديقي ، وكان يعمل في أمريكا وعاد منذ مدة وفتح معمل للتحاليل في القرية ..وقابلته منذ يومين ( يضرب على جبينه ) كيف نسيتُ هذا ؟
هدى : ما هذا الذي نسيته ؟
حامد : ( بشير إلى الجميع ) أتصدقون أنه عرف ما قمتم به للبنك ، وأبدى إعجابه بكم وطلب أن يتعرف عليكم .
هدى : كيف تنسى أمرا بهذه الأهمية ..إنه بالنسبة لنا ثروة علمية .
مفيد : لابد أن تعرفنا به ، إن مقالاته تدل على أنه من العلماء والباحثين المعدودين في علم الفيروسات .
خامد : ( يخرج هاتفه ) سوف أتصل به .
هدى : فلتدعوه لزيارتنا هنا في المدرسة ..أم انه سيرفض ؟
حامد : ( يبحث في هاتفه ) لا أظن ...بل أخاله سيرحب فهو خريج تلك المدرسة كما قال لي .
علا : ( متعجبة ) ولكن أليس غريبا أن يترك أمريكا ..وفي تلك الظروف ، ويبقى في القرية .
قسمت : وعالم بتلك الأوصاف لن تفرط فيه مراكز البحوث وشركات الأدوية .
حامد : أنا لا أعرف عن ظروفه العلمية شيئا ..أنا سوف أدعوه لزيارتنا وتسألونه عن كل شيء .
( ستار )
الفصل الثاني
المشهد الثالث :
مكتب ضابط المباحث ( مصطفي ) في مركز شرطة القرية .
شاكر : ( يتطلع في الأوراق على المكتب ) أمازالت أوراق قضية طلاب البنك أمامك ...ألم ننتهي من ذلك الموضوع ونغلق التحقيق فيه ؟
مصطفى : ( ينهض ويدور حول المكتب ) نعم ، أغلقتُ التحقيق في القضية ولكني لا أستطيع أن أغلق التفكير فيها .
شاكر : ( يمس على شاربيه ) أنا معك ، هي قضية في غاية الخطورة ، ماذا لو حدث هذا الأمر مع بنك من البنوك الكبيرة في البلد ، أو مع مؤسسة من مؤسسات الدولة الهامة ، وأيضا الولاد في المدرسة يفعلون ما عجز عن فعله الخبراء والمتخصصون ..على هذا هؤلاء الطلاب عباثرة ..بل تعدوا تلك المرحلة .
مصطفي : ( يجلس على مقعد أمام شاكر ) وهناك أمور أخرى لم ننتبه إليها .
شاكر : (مفكرا ) مثل ماذا ؟
مصطفي : رجل الأعمال ( المنشاوي ) ...ما الجدوى التي ستعود عليه من أن يشتري أغلى و أحدث الأجهزة للمدرسة الثانوية ، وأن يتحمل نفقات سفر الطلاب وإقامتهم ثلاثة أشهر في أمريكا و ...
شاكر : ( مقاطعا ) أظن أن هذا من ضمن الأعمال الخيرية التي يقوم بها،لقد سمعتُ أنه أنشأ جمعية خيرية في القرية وهناك فروع في عدد من القرى حولنا .
مصطفي : نعم ، ولكن ما ينفقه أموال طائلة ، وعهدي برجال الأعمال أنهم يضعون أموالهم في مكانها المناسب ، ويحسبون حساب الفائدة التي ستعود عليهم..حتى من الأعمال الخيرية .
شاكر : أتشك في نوايا ( المنشاوي ) ؟
مصطفى : ( ينهض ويجلس خلف مكتبه ) ليس بيدي دلائل تدينه ، ولكني أبحث عن الدافع من وراء اهتمامه بصفة خاصة بهؤلاء الطلبة ..أرأيت تلك الأجهزة في المدرسة ..أظن لن تجد مثلها حتى في أكبر الجامعات في البلد
شاكر : كل ما يفعله ( المنشاوي ) لا غبار عليه من الناحية القانونية .
مصطفى : ( محدقا في عين شاكر ) وهذا هو السبب الذي يجعلني أطيل التفكير ..أنه لا غبار ..على الأقل هذا الغبار لا نراه ولا يظهر لنا ..وهذا لا ينفي وجوده ..ولكن ليس معنى ذلك أنه ليس موجودا ....أريد أن أقول لك شيئا ولعللك تتعجب منه .
شاكر : ( متعجبا ) ما هو ؟!
مصطفى : عملية البنك .
شاكر :ما بها ؟
مصطفى : أشعر أن (المنشاوي) له علاقة بهذا الأمر وإن كنتُ أعتبر هذا مجرد فرض .
شاكر : ( ضاحكا ) الحاسة البوليسة شطحت هذه المرة ...أنا لا أرى أي علاقة بين الاثنين .
مصطفى : ( ينهض ناظرا إلى ساعته ) هذا لم يزد عن مجرد إحساس .. ..هيا لنعود إلى بيوتنا لننال قسطا من الراحة .
شاكر :( ينهض ) لقد كان يوما مرهقا .
مصطفى : ( متجها نحو الباب ) ظننت أن القرية آمنة وخالية من كل ما يكدر الأمن ...ولكن هذا ما يظهر على السطح .
شاكر : أنت الذي تعطي للأمور أكثر من حجمها ..هيا لننصرف .
( ستار )
الفصل الثالث .
المشهد الأول :
في المعمل التكنولوجي بالمدرسة الثانوية .
د حسن : ( يتناول جرعة من فنجان القهوة ) هذا كل ما حدث في مسيرتي العلمية منذ أن خرجت من المدرسة هنا إلى أن عدتُ من أمريكا إلى القرية .
حامد : ( ملتفتا إلى الطلاب ) أظن كل ما ذكره الدكتور (حسن ) قد أجاب على كل الأسئلة التي تدور بأذهانكم .
خالد : ولكنك لم تذكر يا دكتور حسن في حديثك لماذا قرر المسؤولون إغلاق مركز البحوث الذي كنت تعمل به في أمريكا ؟
د حسن : لم يتم إغلاق المركز وإنما تم إيقاف وتجميد التخصص الذي أعمل فيه وهو علم الفيروسات وبالتحديد الفيروسات التاجية والتي ينتمي إليها فيرس كرونا .
مفيد : ولماذا تم إتخاذ هذا القرار ؟
د حسن : طبعا تم اتخاذ هذا القرار قبل انتشار وباء كرونا ، لأنه لو كانوا يتوجسون ما حدث فإنهم لم يكتفوا بالإبقاء على المركز فحسب بل كانوا سيتوسعون في إنشاء مراكز أخرى وتوسيع مجال علم دراسة الفيروسات ..وهم أغلقوا تخصصي ظنا منهم أن العلم قد وصل إلى مداه ولم يعد هناك جدوى من دراسة الفيروسات ..هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إقتصادا في النفقات .
علا : ( مندهشة ) أمريكا تقتصد في النفقات ؟!
د حسن : هناك لديهم سلم أولويات ..وربما علم دراسة الفيروسات لم يكن في قمة أولوياتهم في ذلك الوقت .
قسمت : ولو لم يغلقوا مجال تخصصك هل كنت ستفكر بالعودة إلى الوطن ؟
د حسن : ليس من السهل على العالم والباحث منا مقاومة الإغراءات التي تضعها أمريكا أمامه ، وكذلك ليس من السهل بعد أن تمضى سنوات عمرك وتحقق ذاتك وأحلامك وطموحاتك أن تتخذ قرار صعبا مثل هذا ، فهذا في حقيقته نوع من التضحية بكل الامتيازات التي تتمتع بها ، ومن ناحية أخرى أن أمريكا لا تفرط بل قد لا تسمح لأحد من العلماء أن يغادروها لأنها تعتبرهم ثروة قومية لها .
مقيد :ولكنهم أغلقوا مجال تخصصك في مركز البحوث كما قلت .
د حسن : ومع ذلك عرضوا علىً العديد من الوظائف والمناصب .
خالد : مثل ماذا ؟
د حسن : التدريس في الجامعة ...إلقاء محاضرات في المعاهد العلمية ..الإشراف على مراكز علمية و ...
حامد : ( مقاطعا ) المهم ألا تترك أمريكا وتعود إلى وطنك .
د حسن : إذا وصل الأمر إلى التهديد فإنهم لا يتورعون عن ذلك . لقد قلتُ أن المسألة ثروة قومية ومن ناحية أخرى أمن قومي بالنسبة لهم .
علا : ما معنى أمن قومي ؟
د حسن : الإجراءات والوسائل التي تتخذها أمريكا للحفاظ على قوتها ومكانتها لتظل قوة عظمى بين دول العالم .
قسمت :وماذا تفعل أمريكا لتحافظ على تلك المكانة ؟
د حسن : لا تتخيلوا ما تبذله أمريكا وتنفقه لتظل الدولة المتفوقة عليما وتكتولوجيا ، وأي دولة أخرى تحاول أن تقترب من مكانتها العلمية ، تعتبر هذا تهديدا ولا تتردد في مواجهته بكل حسم وقوة .
خالد : تقصد أن خروج أي عالم من أمريكا إلى أي دولة أخرى أو عودته إلى وطنه يعد هذا في نظر أمريكا تهديدا لها ؟
د حسن : نعم ، لأن هذا العالم الذي خرج من أمريكا قد يكتشف شيئا أو يبتكر أو يخترع شيئا لا وجود له في أمريكا وهذا في حد ذاته خسارة لأمريكا ، ثم أنها ترى أن لها دينا على جميع العلماء والباحثين الذين يعملون عندها بما تنفقه وتقدمه لهم .
مقيد : ولكنك مع ذلك خرجت من أمريكا وعدت إلى الوطن .
د حسن : وهل تظنون أن محاولاتهم لعودتي ورجوعي توقفت للآن ؟
علا : وفي أي صورة تلك المحاولات ؟
د حسن : ترغيب وتهديد .
قسمت : كيف ؟
د حسن : الترغيب في عرض مزايا من الصعب مقاومتها .
علا : والتهديد ؟
د حسن : بتشويه صورتي وسمعتي لو فكرت في العمل خارج أمريكا .وقد يصل الأمر إلى أكثر من ذلك .
هدى : هل نفهم من ذلك أن النتائج التي توصلت إليها من خلالة دراستك للفيروسات تعد هامة ؟
د حسن : ( متحمسا ) أهم وأخطر نتائج في العالم كله .
الجميع : ( في صوت واحد مندهشين ) أهم وأخطر نتائج ! !
د حسن : ( مبتسما ) نعم ، إنها عبارة عن استئناس الفيروسات
الجميع : ( في صوت واحد مندهشين ) استئناس الفيروسات !!
د حسن : في بداية مسيرة الإنسان الحضارية تعرفون ان كل الحيوانات كانت متوحشة وضارية ، ونجح الإنسان مع الوقت في استئناسها أي السيطرة عليها وتسخيرها واستخدامها في منافعه .
حامد : ( متعجبا ) كيف هذا ؟
د حسن : مثل البكتريا ...فهناك بكتريا ضارة وكذلك بكتريا نافعة .
مفيد : ( مندهشا ) وهل هناك فيروسات نافعة ؟!
د حسن :نعم ، يوجد فيروسات نافعة ، حتى الضار منها فبعد ترويضها والتحكم والسيطرة عليها وتوجيهها لما فيه النفع واستبعاد ضررها .
خالد : هل نطمع من حضرتك أن تزيدنا وضوحا وتبصرة .
د حسن : كل العلماء والباحثين في علم الفيروسات كل اهتمامهم في كيفية تدميرها أو الوصول إلى لقاح يحمي الإنسان من خطرها ..أما أبحاثي فانصبت على كيفية الإستفادة من الفيروسات ..مثل سم الأفاعي فهو في حد ذاته سم قاتل ، وفي نفس الوقت مع معالجة هذا السم وإدخال عليه العديد من التعديلات يتحول إلى ترياق شاف .
علا : جميع العلماء يبحثون في كيفية مقاومة ضرر وخطر الفيروسات ، فلماذا بحثت عن نفع الفيروسات وكيفية الاستفادة منها ؟
د حسن : ما لا تعرفونه أن الفيروسات موجودة في كوكب الأرض قبل الإنسان ، وستظل معه موجودة ،ورغم أن العلماء نجحوا في تصنيف آلاف الأنواع منها إلا أن هناك الملايين لا نعرف عنها شيئا ، لأن العلماء ركزوا على الفيروسات المسببة للأمراض دون غيرها ومحال أن يتخلص منها أو يقضي عليها ، لأنها في حالة تغير وتحور مستمر فإذا نجح العلماء في اكتشاف مصل لمقاومة فيروس اليوم ، فإن هذا اللقاح قد لا يصلح غدا ، لأن هذا الفيروس سيتغير ويتحور ، وسيضطر الإنسان إلى محاولة الوصول إلى لقاح جديد ، وهكذا سيظل العلماء يدورون في حلقة مفرغة ، إذن ليس أمامنا إلا أن ندجن أو نسخر أو نستئتس الفيروسات من خلال معالجتها مما يجعلها غير ناقلة للعدوى ، ونتحكم فيها لنجعلها قادرة على نقل المعلومات الجينية المطلوبة فتضعها في المكان المناسب من الخلية و نستخدمها في معالجة الأمراض المستعصية مثل تدمير الخلايا السرطانية ، نزود الفيروس بخريطة جينية أن يهاجم الخلايا السرطانية فقط ، أما الخلايا السليمة في الجسم الإنساني ، فلا علاقة له بها ، وهذا ما نعجز عنه الآن ، لأننا من خلال العلاج التقليدي للسرطان ندمر خلايا سليمة أثناء تدمير الخلايا المريضة ، إذن نستطيع أن نتعامل مع الفيروس ونروضه ونسخره لتحقيق منافع لنا و ...
حامد : ( مقاطعا ) دكتور حسن لا تنس أنك تتحدث في مجال تخصصك الدقيق ، وقد يتضمن هذا الحديث ما يستعصى على أفهامنا .
د حسن : معذرة أني تحدثت في مجال تخصصي الدقيق ، لذلك سأكتفي بأن أجيب عن أي سؤال لكم .
خالد : لقد قلت لنا أنك تعرضت لمحاولات تهديد وترغيب و ...
د حسن : ( مقاطعا ) كل هذا لا يقلقني .
هدى : ( مندهشة ) أهناك شيء يقلقك أكثر من ذلك ؟!
د حسن : ( يشير إلى الأجهزة حوله ) نعم ، أجهزة الحاسوب عندي في المعمل ، لاحظتُ أشياء غريبة تحدث وإن كنت لا أجد لها تفسيرا
خالد : هل نتئائج أبحاثك مسجلة على أجهزة الحاسوب ؟
د حسن : نعم ، كلها مسجلة على أجهزة الحاسوب ..وما حدث في البنك وما قمتم به هو الذي جعلني أفكر أنه ربما تتعرض أجهزة الحاسوب عتدى لما تعرضت له أجهزة حاسوب البنك .
مفيد : إذا كان ما لاحظته حقا فهناك احتمالات .
د حسن : ما هي ؟
مفيد : أن يتم تشفير أجهزة الحاسوب لديك فتظل النتائج محبوسة ومرهونة داخل أجهزة الحاسوب لا تستطيع التعامل معها .
خالد : وأظن سيتم مساومتك حتى يتم فك التشفير .
د حسن : والاحتمال الأخر ؟
مفيد :الاحتمال الثاني أن يتم فيرستها واتلافها .
علا : وهناك احتمال ثالث .
د حسن : ما هو ؟
علا : أن يتم نسخها .
د حسن : ( مندهشا ) وهل يمكن ذلك ؟!
خالد : هي تقنية عالية الدقة وتتم بأجهزة غير متاحة إلا لمؤسسات متخصصة في علم الاتصالات و التكنولوجية الحديثة
مفيد : وربما الجهة التي تم اختراق حاسوب البنك هي التي تتولى اختراق أجهزة حاسوب الدكتور حسن ؟
خالد : ليس هناك أدلة تثبت هذا الظن .
د حسن : ولكن أجهزة الحاسوب عندى مجهزة ببرامج ضد محاولات الاختراق .
خالد : محاولات الاختراق تتغلب على كل البرامج ؛ لأن المبرمجين يحدثون برامجهم باستمرار .
علا : على الأقل وجود برامج مقاومة لعلمية الاختراق في أجهزة حاسوب الدكتور (حسن) ستعطل وتؤجل علمية الاختراق .
مفيد : نعم ، ولكن في النهاية سيتم الاختراق ولو بعد مدة .
قسمت : في الإمكان معرفة إذا ما كانت أجهزة حاسوب الدكتور (حسن) تتعرض للإختراق الآن أم لا .
د حسن : كيف يمكن معرفة ذلك ؟
قمست : طبعا سيحاولون اختراق هاتفك أولا ؛ لأن هذا سيساعدهم ويسهل لهم عملية اختراق أجهزة الحاسوب .
د حسن : ( يخرج هاتفه من جيبه ) أمعقول هذا ؟
خالد : ( يأخذ هاتف الدكتور حسن ) إن سمحت أن نفحص هاتفك .( يشير إلى بقية أصدقائه ) هيا إلى العمل يا رفاق .
د حسن : ( ينظر مندهشا إلى الطلاب وهم عاكفون على فحص الهاتف ) هل سيعرفون إن كان الهاتف تم اختراقة أم لا ؟
هدى : ( مبتسمة ) بالتأكيد سيعرفون .
د حسن : وأنتما لماذا لم تتوليا عملية فحص الهاتف ؟
حامد : ( يربت على كتف الدكتور حسن ) في هذا المجال هم المعلمون ونحن التلاميذ ، فهم يتفوقون علينا بمراحل ، وما درسوه في أمريكا جعلهم يجتازون مراحل علمية وتكنولوجية واسعة
د حسن : ( يراقب الطلاب منبهرا ) ومن منهم الذي يقرر ؟
هدى : هذا سبب نجاحهم وتفوقهم ، إنهم يعملون كفريق واحد متكامل متعاون كل منهم يكمل الآخر ، وكل واحد متخصص في ناحية من النواحي العلمية والتكنولوجية الدقيقة .
د حسن : أنتما من علمتوهم ذلك ؟
حامد : لم نكن لهم سوى مرشدين وناصحين ، وهم الذين وضعوا لأنفسهم نظامهم وأسلوبهم .
د حسن : ( منبهرا ) أنهم شباب نفتخر بهم .
هدى : إنهم ثروتنا وأملنا في مستقبل زاهر .
خالد : ( يسلم د حسن الهاتف ) لقد تم اختراق هاتفك منذ ساعتين .
د حسن : ( يتناول هاتفه منزعجا ) هل معنى ذلك أن أجهزة الحاسوب عندى تم اختراقها ؟
مفيد : اختراق الهاتف أسهل من اختراق الحاسوب .
د حسن : ولكن أجهزة الحاسوب عندي مزودة ببرامج حماية .
خالد : ووجود برنامج حماية يؤجل ويعرقل عملية الاختراق بعض الوقت ولكن لا يمنعها .
حامد : الآن نريد أن نتاكد هل تم اختراق أجهزة الحاسوب أم لا ؟
هدى : وإن لم يتم الاختراق فكيف نحمى أحهزة الحاسوب من الاختراق وحماية نتائج وأبحاث الدكتور حسن ؟
علا : لابد من أن نفحص أجهزة الحاسوب مثلما فحصنا الهاتف لنقرر هل تم الاختراق أم لا .
د حسن : ( مفزوعا ) هل تمانعون أن تأتوا معي الآن لفحص أجهزة الحاسوب ؟ على الأقل ننقذ ما يمكن انقاذه ..لا تتصورون ما تمثل أبحاثي ...إنها حصاد عمري
خالد : نرجو أن يوقفنا الله في أن نحمى أجهزتك من الاختراق ونحفظ أبحاثك وما توصلت إليه .
مفيد : ( يشير إلى رفقائه ) هيا ،ودعونا لا نبدد المزيد من الوقت .
د حسن : ( متحدثا إلى حامد وهدى ) ألن تحضرا معنا ؟
حامد : أظن لا مبرر لوجودنا ، ومعك الفريق الذي سينهض بجميع المهام ( مشيرا إلى الطلاب ) موفقين يا شباب ..مع السلامة .
( ستار
الفصل الثالث
المشهد الثاني :
في مقر الجمعية الخيرية لرجل الأعمال ( المنشاوي )
الخماري : (يتحرك في غضب وانفعال ) ما هذا الذي يحدث لنا ؟!
وهبة : الحظ يعاندنا ، فيما مضى فشلت عملية البنك ، والآن فشلت عملية سرقة الأبحاث من حاسوب الدكتور (حسن ).
السيد : مع إن رجالنا من خبراء الحاسوب سبق وأكدوا لنا أن عملية اختراق حاسوب الدكتور وسرقة الأبحاث مضمونة مئة في المئة .
الخماري : وضاعت علينا الصفقة التي كنا سنجني من ورائها مبالغ طائلة .
وهبة : ( يشير إلى حسناء ) ماذا سيقول علينا ( المنشاوي) بيه الآن ؟
السيد : أظن أنه لن يتعامل معنا بعد ذلك .
الخماري : ومعه حق ولا نلومه ،وما الذي يجبره أن يتعامل مع فاشلين ؟
حسناء :( تخط بقلم على ورقة بيضاء ) أنتم لم تفشلوا ولكنهم هم الذين نجحوا .
الجميع : (في صوت واحد ) لم نفشل !!
الخماري : ( مندهشا ) ومن هؤلاء الذين نجحوا ؟
حسناء : ( ساخرة ) الطلاب في المدرسة الثانوية .
الجميع : ( مندهشين في صوت واحد )الذين أفشلوا عملية البنك !
حسناء : تقصد الذين نجحوا في إنقاذ البنك من سطوكم .
السيد : ومن أين عرفت أن الطلاب هم من وراء ذلك ؟
حسناء : عم ( حمزة ) الرجل الذي يقوم على خدمة الدكتور (حسن )، أخبرنا أن مجموعة من الشباب ذهبوا إلى معمل الدكتور وفحصوا أجهزة الحاسوب عنده ..وعرفنا من وسائلنا أنهم نفس الطلاب الذين وراء عملية فك تشفير أجهزة البنك .
الخماري : نحن نشعر بالعار ...مجموعة من الطلاب في مدرسة ثانوية يتغلبون ويتفوقون على رجالنا من خبراء الحاسوب ويضيعوا علينا الملايين التي كنا سنأخذها فدية من بنك القرية .
وهبة : ( متأثرا )على رأيك الأفضل لنا أن نعتزل هذا العمل ونمكث في بيوتنا .
السيد : بدلا من أن تبحث عن حل لما نحن فيه .
الخماري : أنا عندي الحل .
وهبة : ما هو ؟
الخماري : نتخلص من هؤلاء الطلاب الذين يقفون لنا بالمرصاد في كل عملية نقوم بها .
وهبة : ( مندهشا ) نقتلهم ؟
الخماري : وهل عندك حل آخر ؟
السيد : لابد من إزاحتهم من طريقنا بأي طريقة ..ربما مع الوقت يعرفون أننا من وراء تلك العمليات .
الخماري : اتركوا لي مسألة التخلص منهم وسوف تظهر وكأنها حادث وقع صدفة و..
حسناء : ( ترفع يدها ) لا تنسوا شروط ( المنشاوي ) لا يريد أي دماء ولا عنف ، وإن وصلتم إلى طريق مسدود اعتذروا واعتزلوا وسف أبلغ (المنشاوي) يبحث عن غيركم .
الخماري : ( مفكرا ) لقد وصلت إلى حل يرضى الجميع .
حسناء : ما هو ؟
الخماري : سنقوم بخطف الطلاب واحتجازهم .
وهبة : نعم ، وماذا بعد خطفهم ؟
الخماري : سيخبروننا بكل ما نريده .
وهبة : تقصد يعطونا أبحاث الدكتور ( حسن ) .
الخماري : نعم .
السيد : وهل هي معهم الآن كي يسلموها لنا ؟
الخماري : على الأقل يعرفون كيفية الوصول والتعامل مع حاسوب الدكتور .
السيد : معك حق ، ولكن طالما الأمر هكذا ألم يكن من الأفضل أن نخطف الدكتور (حسن) نفسه ؟
الخماري : قد يرفض الدكتور (حسن) ويقاوم لأنه يعرف قيمة تلك الأبحاث ، بينما الطلاب ... فأظن قليل من الضغط عليهم والتخويف فإنهم لن يقاومونا كثيرا ، والأمر بالنسبة لهم مجرد أبحاث وقد لا يعرفون قيمتها الحقيقية ، ثم أن خطف أو اختفاء مجموعة من الطلاب لن يثير ضجة مثل خطف الدكتور (حسن) ، فهذا باحث وله شهره عالمية .
حسناء : ( ضاحكة ) لقد غيرتُ فكرتي عنكم فلا تعتذروا ولا تعتذلوا ، ولكني أريد تنفيذ كل هذا في أسرع وقت وفي نطاق من السرية ، الجهات في الخارج تريد تلك الأبحاث في أسرع وقت ، ولا تتصوروا مقدار المكافأة التي تنتظركم من ( المنشاوي ) بيه .
وهبة : أهم شيء عندنا هو رضا ( المنشاوي ) بيه علينا .
حسناء : ( تنهض متجهة نحو الباب ) وأهم شرط في عملنا هذا ..
الخماري : ( واضعا يده على فمه ) السرية التامة .
وهبة : ولا نعرف (المنشاوي) لا من قريب ولامن بعيد ولا يعرفنا .
السيد : ( ضاحكا ) وهل يوجد في قريتنا رجل يسمى (المنشاوي ) ؟ !
( ستار )
الفصل الثالث
المشهد الثالث :في مكتبة الدكتور (حسن)
يجلس (خالد) و(علا) و(مفيد) و(قسمت) على مقاعد وثيرة وأرفف الكتب في الخلفية وراءهم ، وعلى الحائط معلق بعض صور العالماء العرب القدامي مثل صورة (الحسن ابن اليثم) ، و(ابن النفيس) و(جابر بن حيان) وبعض صور علماء الغرب ، يدخل الدكتور( حسن ) حاملا صينية عليها أكواب العصير .
د حسن : ( يضع العصير أمام الطلاب على المنضدة ) معذرة على تأخري ، فلا أدري أين ذهب عم (حمزة) الذي يقوم على خدمتي .
خالد : نحن لم نره .
د حسن : ( متعجبا ) منذ أن وصلتم وأنهمكتم في فحص أجهزة الحاسوب في المعمل في الدور الأعلى لم أجده ،وهذا على غير عادته ، فهو لا ينصرف من البيت إلا بعد إبلاغي ، ولا أعرف أن أعمل شيئا بدونه فهو الذي يقضي لي كل حوائجي .
قسمت : أليس لديك زوجة أو أولاد ؟
د حسن : البحث والدراسة وحضور المؤتمرات وإلقاء المحاضرات ونشر الكتب والمقالات لم يتركوا لي وقتا كي أفكر في الزواج والأولاد .
علا : وهل كل العلماء والباحثين لا يتزوجون ؟
د حسن : ( يوزع العصائر عليهم ) لا بالطبع ، ولكن البحث العلمي في أمريكا يفتح لك أبوابا قد لا تفتح في أي مكان آخر في العالم ، الأستاذ (حامد) أخبرني أنكم أمضيتم ثلاثة أشهر تدرسون في مؤسسة علمية ، وعُرض عليكم أن تتحمل نفقات إكمال تعليمكم .
مفيد : بشرط ...
د حسن : ( مقاطعا بأسى ) أعرفه ، وأول ورقة وقعتها ووافقت عليها هو هذا الشرط .
قسمت : وهل أنت نادم ؟
د حسن : ( مفكرا ) في بداية عملى هناك ، كنتُ في غاية السعادة ، وعملتُ بكل نشاط وحماس ، وتفوقتُ على كل زملائي حتى منهم الأمريكيون وأجناس أخرى من بلدان من مختلف العالم ، وحققتُ نتائج وانجازات كبيرة وعظيمة ، ولكن بعد مضي كل تلك السنوات شعرت بالندم والأسى .
خالد : لماذا ؟
دحسن : لا أنكر أن ما قدمته أمريكا لي لم أكن احلم به ، ولم يكن يحلم به أي باحث في بداية طريقه ، امتيازات لا يتخيلها عقل ، ينفقون على العلم والعلماء بجنون ، وكل ما يطلبه العالم والباحث شيء مقدس ومقدم على كل اعتبار ، لو طلبتُ معملا مجهزا بكل الأدوات والأجهزة وفي أي مكان ، ولو طلبته اليوم ، في اليوم الثاني يتم تنفيذه على الفور .
مفيد : إذن ما مصدر ندمك وحزنك ؟
د حسن : ( بأسى ) لقد قدمت أمريكا لي الكثير ..ولكنها أخذت مني أكثر ما قدمته ، وكنت أتمنى أن يكون كل ما قدمتُه لبلدي ، والذي ينتفع بكل أبحاثي وانجازاتي هو وطني ولكن ...
علا : ( مقاطعة ) ونحن ..أكنا على صواب أم على خطأ حينما رفضنا عرض المؤسسة الأمريكية أن نكمل تعلمينا في أمريكا ؟
د حسن : وفي النهاية تصلون إلى ما وصلتُ إليه من الندم والأسى .
خالد : ولكن ...
د حسن : ( مقاطعا ) أعر ف ما سوف تقوله يا ابني يا (خالد) ..اليوم يختلف عن الأمس وغدا يختلف عن اليوم ...أنتم تختلفون عنا ، أنتم أذكى وأقوى وأشجع ...شباب اليوم يختلف عنا ، وهناك أمور كثيرة متاحة لكم لم تكن متاحة لنا ، ثم أنا وغيرى كثيرون الذين أمضوا زهرة عمرهم في الخارج يعتبرون تجربة حية لكم ، نحن هربنا من واقعنا .
مفيد : ونحن نعيش نفس الواقع .
د حسن : لا الواقع تغير ،حتى ولو لم يتغير أنا على يقين أنكم لكم القدرة والإيمان والحماس أن تغيروا هذا الواقع ، من ناحية أنكم أفضل منا ، ومن ناحية أخرى أنا معكم ، وسوف أتصل بأصدقائي العلماء في جميع أنحاء العالم ، وأوجه دعوة لمن يريد أن يعود ، ومن لايريد فليقدم لنا ما يستطيعه من خبرة وعلم ومساعدة وسوف أنشيء هنا في تلك القرية أكبر مركز متخصص يحتضن ويرعى كل المواهب والنابغين ويوفر لهم كل ما يحتاجونه ويساعدهم في مسيرتهم العلمية ..وأظن أنكم لن تبخلوا أن تقدموا لوطنكم كل ما يحتاجه من علم وتطور وتقدم .
قسمت : ( ضاحكة ) أكل هذا من أجل أن وفرنا الحماية لأجهزة حاسوبك من الاختراق ؟
د حسن : ليس هذا فحسب ، ولكن أنقذتم حصاد عمرى وكل نتائج الأبحاث العلمية الخاصة بالفيروسات ...والآن أصبح كل هذا أمانة في أيديكم أنت تملكون تلك الناتئج .
مفيد : لا نملكها وإنما نحافظ عليها ونحميها .
د حسن : وأنا إن أردت أن أهبها فلن أجد أفضل منكم لأهبها له . ..لا تقدروا مدى سعادتي وفخري وإعجابي بكم
خالد : بل نحن الأسعد أن أتاحت لنا الظروف أن نتعرف على باحث وعالم عظيم مثلك والأهم شخص يحب بلده ويتمنى لها كل الخير والأمن
والتقدم .
د حسن : ولكن هناك سؤال يؤرقني .
خالد : ما هو ؟
دحسن : من وراء عملية محاولة اختراق جهاز الحاسوب ..في الداخل أم من الخارج ؟
علا : من الصعب معرفة ذلك .
قسمت : وإن كانت محاولة الاختراق تحمل نفس أسلوب وتقنية أختراق أجهزة حاسوب البنك .
مفيد : على هذا نرجح أن عملية محاولة الاختراق تمت من جهة او أشخاص موجودين هنا في القرية .
خالد : وأنا أرجح ذلك ، لأن لابد أن يكون هناك من يستطيع أن يتعامل مع أجهزة حاسوب البنك أو له علاقة ولو من بعيد بأجهزة البنك .
د حسن : ولكن لا أظن أن أحدا يعرف عن أبحاثي وأهمية تلك الأبحاث من داخل القرية .
مفيد : ربما جهة ما او أشخاص في الخارج من الذين يعرفون عنك الكثير تواصل مع جهات او أشخاص في داخل القرية ، وطلب منه تنفيذ عملية الاختراق ونقل تلك الأبحاث .
خالد : الأمر مثله مثل سرقة الأثار ، جهات او أشخاص في الخارج ، يحرضون ويغرون أشخاص بنهب الأثار وبيعها بأزهد الأثمان مع أن سعرها لا يقدر بمال .
علا : إنهم يسرقون ماضينا وحاضرنا .
قسمت : ومستقبلنا أيضا .
مفيد : بلادنا غنية جدا ..ولكن للأسف معرضة للسرقة والنهب من بلاد لا تتمنى لنا الخير والتقدم .
خالد : لأن تقدم بلادنا لن يكون في مصلحتهم ، يريدون أن تظل بلادنا ضعيفة ومتأخرة ليسهل لهم السيطرة والتحكم فينا واستغلالنا .
د حسن : ( يشير إليهم ) أتدرون ما هي أكبر ثورة تملكها بلادنا ؟
علا : بلادنا تملك ثروات كثيرة جدا لاحصر لها .
د حسن : أعظم وأقيم ثروة تملكها بلادنا هو أنتم ، ولا تتصورون مدى الرعاية والاهتمام بالشباب في الدول المتقدمة ، ذلك لأن استمرار وجود تلك الأمم ورقيها وتقدمها مرتبط بهؤلاء الشباب ، لذلك يجب الحفاظ عليكم .
قسمت : ( ساخرة ) ومن الذي سيتولى الحفاظ علينا ورعايتنا ؟!
د حسن ) :بحماس ) أنتم .
الجميع : ( في صوت واحد مندهشين ) نحن ؟!
د حسن : نعم ، بيدكم كل شيء ، وأنتم تملكون كل شيء .
مفيد : ماذا نملك ؟
د حسن : المستقبل ..تملكون صنعه وتشكيله ، تملكون الإرادة .
خالد : نعم يا دكتور ..ولكن نحن مجرد طلاب في المرحلة الثانوية .
د حسن : رعاية الإنسان تبدأ ووهو ما يزال جنينا في بطن أمه ، وإياكم من الاستخفاف بأنفسكم ، لابد أن تثقوا في أنفسكم ، تلك الثقة هي سلاحكم الذي ستحاربون به الإحباط واليأس ، لقد حققتكم الكثير وبدأتم خطوات طريق الجهاد والكفاح ولابد أن تواصلوا ما بدأتموه ، وأنا معكم وأظن القرية كلها تضعكم في مكان عظيم .
خالد : نحن نعد أنفسنا من المحظوظين أن إلتقينا وتعرفنا بك .
مفيد : وسعداء أن فزنا بثقتك أن تضع كل نتائج أبحاثك في أيدينا وتسمح لنا بالإطلاع عليها .
د حسن : لم أكن اتخيل أن مجموعة من طلاب في مدرسة ثانوية يتولوا حماية وحفظ نتائج أبحاثي ودراستي ...وبقدر اطمئناني بقدر خوفي وقلقي .
الجميع : ( في صوت واحد ) خوفك وقلقك !!
خالد : ( مندهشا ) خوفك ممن ؟!
مفيد : ( متعجبا ) وقلقك على من ؟!
د حسن : عليكم .
علا : ( مندهشة ) علينا ؟!
د حسن : ( مفكرا ) هؤلاء الذين حاولوا اختراق الحاسوب وسرقة نتائج أبحاثي .ماذا لو عرفوا أنكم من أفشلتم هذا الأمر ، وشيء بديهي ان يفكروا أنكم بيدكم أن تمكنوهم وتساعدهم في سرقة أو نسخ النتائج .
خالد : ( منزعجا ) أتشك فينا يا دكتور (حسن )؟
د حسن : أنت لم تفهم قصدي يا (خالد) إنه مجرد حذر ليس أكثر وحرص عليكم ، أنا لم أكن على يقين أن هناك من يسعي ورائي ويحاول سرقة نتائج الأبحاث ، أنتم الذين اكتشفتم هذا الأمر ولولاكم لأصبحت نتائج أبحاثي في أيديهم الآن ، وإن كانت الجهة أو الأشخاص الذين حاولوا اختراق الحاسوب ، هم من اخترقوا أجهزة البنك ، فإنهم لن يتسامحوا معكم هذه المرة .
قسمت : أنت تخشى علينا أم على نتائج الأبحاث ؟
د حسن : بعد أن أفشلتم علمية الاختراق وسرقة الابحاث أصبحتم هدفا واحدا .
علا : وأنت يا دكتور( حسن) ألست معرضا لما يمكن ان نتعرض له ؟
د حسن : ولم لا يحاولون سرقة الأبحاث بطريقة أخرى ؟
خالد : أتقصد استخدام العنف ضدنا ؟
د حسن : أظن المال الذي سيجنونه من بيع الأبحاث سيدفعهم أن يفعلوا ما لا نتوقعه .
قمست : أذن ليس أمامنا إلا أن نكاشف ضابط المباحث (مصطفى) بهذا الأمر .
خالد : لا أظن أن الأمر سيصل إلى تلك الدرجة ، إنهم سيحاولون اختراق الحاسوب مرة ومرة ولا أحد يعرف ما قمنا به .
مفيد : أنا متفق معك ...ثم ماذا سيفعل الضابط (مصطفى) في هذا الأمر ؟ إنه بعيد عن اختصاص الشرطة .
خالد : ( ينهض ويشير لزملائه ) المهم ألا تدخل على شبكة المعلومات من خلال أجهزة الحاسوب المسجل عليها نتائج أبحاثك ، وعليك باحضار أجهزة جديدة ولا تسجل عليها أي نتائج وضع عليها بعض المقالات والابحاث التي لا تمثل لك أي أهمية .
د حسن : لماذا ؟
مفيد : ( يتجه الجميع نحو الباب ) مجرد عملية تضليل لهم .
د حسن : (يقودهم إلى الخارج ) سوف أتصل بكم لأطمئن عليكم .
مفيد :لا داعي لأنهم سيحاولون إختراق هواتفك مجددا .
خالد : وإن اتصلت بأحدنا فلا تذكر شيئا عن عملية الاختراق ..
د حسن : حافظوا على أنفسكم الله معكم .
خالد : ( ضاحكا ) تقصد حافظوا على نتائج الأبحاث
د حسن : سلامتكم عندى أهم من كل شيء ..حفظكم الله .
( ستار )
الفصل الثالث .
المشهد الرابع: في المعمل التكنولوجي بالمدرسة الثانوية
د حسن : ( يدخل منزعجا ) أحقا ما سمعته ؟!
حامد : ( بأسى ) نعم ، الطلاب مختفون منذ أمس ولا أثر لهم .
د حسن : ما الذي حدث بالضيط ؟
هدى : بالأمس وقفت سيارة فارهة أمام باب المدرسة ونزل منها شخصان وقابلا مدير المدرسة ، وسلماه خطابا من مدير بنك القرية يدعو الطلاب لمقابلته لأمر هام ، و ذهب الطلاب معهما ومنذ ذلك الوقت لا نعرف عنهما شيئا والقرية كلها في قلق وحزن .
د حسن : وهل أتصلتم بمدير البنك ؟
حامد : أخبرنا أنه لا يعرف شيئا ولم يرسل أحدا إلى المدرسة .
د حسن : ( يوسع من رباطة العنق ) لقد تم اختطافهم ...وهذا ما كنت أخشاه .
هدى : وما الذي جعلك تتوقع ذلك ؟
د حسن : وأعرف أيضا سبب اختطافهم .
حامد : ( مندهشا ) إذن أنت على يقين أنهم اُختطفوا ..ليس هذا فحسب بل تعرف السبب !
د حسن : لا أعرف إن كانوا أخبروكم بهذا الأمر أم لا .
هدى : (متعجبة ) ماذا تقصد يا دكتور ؟!
د حسن حينما حضروا معي وفحصوا أجهزة الحاسوب اكتشوفوا أن هناك محاولة اختراق وتسلل إلى الأجهزة ، وعرفت أنها محاولة لسرقة نتائج الأبحاث ، لأن في المدة الأخيرة وصلتني عروض من أكثر من شركة أدوية أجنبية ومؤسسات علمية وطبية لشراء نتائج الأبحاث ولكني رفضت ولاحظت تغيرات على أجهزة الحاسوب .
حامد : نعم لقد أخبرتنا بذلك والطلاب فحصوا هاتفك ووجدوا أنه مخترق .
د حسن :قام الطلاب بوضع برامج حماية لأجهزة الحاسوب وقاموا بإخفاء ملفات نتائج الأبحاث بحيث لا يعرف مكان تلك الملفات إلا هم .
هدى : ( مندهشة ) حتى أنت لا تعرف مكان الملفات على أجهزة حاسوبك ؟ !
د حسن : حتى أنا .
حامد : ولكن هذا ليس تصرفا حكيما .
د حسن : كنتُ متوقع أن أتعرض لما تعرضوا له .. ولم أكن أتصور أن يتم اختطافهم وأبلغتهم إن حدث لي مكروه أن يسلموا تلك الأبحاث لمركز البحوث وللجامعات العلمية .
هدى : لابد أن هناك من عرف ما دار بينك وبينهم ، لذلك قام باختطافهم .
حامد : أو ربما هم أخبروا أحدا بحسن نية .
د حسن : لا ...لقد أخذت عهدا عليهم ألا يخبروا أحدا مهما كان .
هدى : أكيد وهم وفوا بالعهد ، فهم لم يخبرونا عما جرى بينكم وما قاموا به .
حامد : لابد وأن هناك من عرف ما جري بينكم ...حاول أن تتذكر من كان في البيت عندك .
د حسن : ( مفكرا ) أنتم تعرفان أن أعيش منفردا في البيت ليس معي أحد .
هدى : ( مندهشة ) هل لم يقم أحد بزيارتك أو إحضر لك شيئا أثناء وجودهم معك ؟!
د حسن : ( ضاربا على جبينه ) تذكرتُ ...عم( حمزة) .
حامد : من عم (حمزة) هذا ؟
د حسن : الرجل الذي يقوم على خدمتى وقضاء حوائجي ...كان موجودا أثناء حضورهم ..حتى أنه فجأة أختفى ..لذلك أنا الذي قمت بإحضار العصائر للأولاد واعتذرت لهم بسبب تأخرى فقد بحثت عنه في جميع انحاء البيت .
هدى : إذن هو الوحيد الذي يعرف بوجود الطلاب عندك .
د حسن : ( شاردا ) ولكنه رجل طيب ، وليس له أي اهتمام بأموري العلمية والبحثية .
حامد : هو ليس له اهتمامات .
هدى : ولكن من يستخدمه .
د حسن : تقصدان ..
حامد : لا شك أنه كان بمثابة جاسوس عليك ، فلابد أن تكون محور اهتمامهم ومراقب من طرفهم بعد أن رفضت كل العروض .
د حسن : ( حائرا ) ولكن هؤلاء من الخارج أم من الداخل ؟!
هامد : لا فرق فهم عبارة عن شبكة أو أخطبوط له ألف ذراع .
عدى : لقد نجحوا أن يزرعوا رجلا لهم داخل بيتك .
حامد : وليس بمستبعد أن تجد لهم أعوانا داخل القرية هنا .
د حسن : ( مندهشا ) في قريتنا تلك ..تلك القرية المثالية الذكية ؟!
حامد : ما لا تعرفه أن في تلك القرية يوجد إناس اذكياء ومتحمسين لفعل الخير ، ويوجد إناس كذلك أذكياء ومتدفعين في فعل الشر ، بل قد تجد أحيانا الشرير أكثر ذكاء من الإنسان الخير .
د حسن : هذا وجه خفي للقرية لم أكن أعلم بوجوده .
حامد : طالما يوجد خير لابد أن تتوقع وجود الشر .
د حسن : ( مندهشا ) لماذا ؟!
حامد : الشر لا يطيق رؤية الخير ، لابد أن يحاربه ويحاول أن يقضي عليه .
هدى : ولكن لابد أن ينتصر الخير في النهاية ويقضي على الشر ، وتلك سنه ثابتة من السنن التي خلق الله الكون عليها .
د حسن : ( حائرا ) والآن ماذا سنفعل ؟
هدى : أتخشى على الطلاب أم على أبحاثك ؟
د حسن : أتصدقاني لو قلت لكما أن (خالدا) و(علا) و(قسمت) و(مفيدا) منذ أن جلستُ معهم وتحدثتُ وتناقشتُ وتحاورتُ جعلوني شخصا آخر ، أنا كل اهتمامتي كانت محصورة على أبحاثي فقط ، ولا أرى لي هدفا في الحياة ، ولكنهم أشعلوا في الحماس والأمل أن أبدأ من جديد هنا في القرية ووعتدتهم أني سأبني مركزا للبحوث العلمية وأدعوا أصدقائي في الخارج ليأتوا ويقدموا خبراتهم وعلمهم وبساهموا في إنشاء هذا المركز ، والطلاب سيكونون نواة هذا المركز وسيدرسون ويتلقون العلم على يد أكبر الخبراء والعلماء ...ما كانت ستقدمه أمريكا لهم ، هذا المركز سيقدمه لهم ، ويتبنى ويرعى كل النابغين من اولادنا وشبابنا ليكونوا طليعة نهضة علمية تنطلق من تلك القرية .
حامد : ( يربت على كتفه ) نحن نصدقك ..وهم أخبرونا بوعدك هذا وكانوا في قمة السعادة والسرور أن سيكون في القرية مركز للبحوث العلمية يضمهم ويضم غيرهم من الطلاب النابغين .
د حسن : ( يتلقت حوله ) والآن ...ألن نبلغ الشرطة بما حدث ؟
هدى : كل من في القرية يعرف ما حدث للطلاب إلا الشرطة .
د حسن : ( مندهشا ) كيف هذا ؟!
حامد : بعد اختطافهم مباشرة وصلت رسائل إلى مدير المدرسة وأهالي الطلاب بعدم تبليغ الشرطة وإلا سيتعرض الطلاب للمكروه .
د حسن : ( قلقا ) أتمنى ان يتصرفوا الطلاب في هذا الوقت العصيب بحكمة وعقل .
هدى : ماذا تقصد بالحكمة والعقل ؟
د حسن : ( بأسى ) أن يعطوهم كل مايريدون .
حامد : تقصد أبحاثك ؟
د حسن : ( متأثرا ) نعم ، يعطوهم كل شيء .
هدى : ولكنها حصاد عمرك .
د حسن :( خالد) و(علا) و(مفيد) و(قسمت) أهم عندى من كل أبحاثي ..إني أرى شبابي فيهم ..وليس عندى شك أنهم سيقومون بما لم أستطع القيام به ، وسيحققون ما عجزنا عن تحقيقه .
هدى : لا يقلقني إلا وجود الطلاب في أيدي هؤلاء ..فلا ندري الأن ما يحدث لهم .
د حسن : لا تلقلي عليهم فإنهم سيحافظون على سلامتهم ، فأظن أنهم لا يريدون سوى ما يدلهم على الأبحاث .
هدى : وماذا سيفعلون بهم بعد أن يحصلوا على ما يريدون .
حامد : أظن سيطلقون سراحهم بعد ذلك .
هدى : ما يشغلنا هم حالتهم الآن وأين هم ؟
د حسن : ( يخرج هاتفه ) أظن أنهم سيتصلون بي ؟
حامد : وما الذي جعلك تتوقع ذلك ؟
هدى : وماذا سيطلبون منك في هذا الاتصال ؟
د حسن : كي أضغط على الطلاب .
هدى : ( مندهشة ) تضغط على الطلاب !!
د حسن : الطلاب لن يعطوهم الأبحاث إلا بعد أن أسمح لهم .
هدى : وهل هم يملكون ذلك ؟
د حسن : يملكون مفاتيح كل الأبحاث والنتائج على أجهزة الحاسوب .
[ يسمع رنين هاتف الدكتور حسن ]
د حسن : ( متلهفا ) سلام عليكم ...من الذي يتحدث .
الصوت : دكتور( حسن عبد العال )...
د حسن : نعم ، أنا دكتور حسن . ..من المتحدث ؟
الصوت : ليس مهما أن تعرف من المتحدث ..المهم معنا (خالد) و(مفيد) و(علا) و(قسمت) وهم في الحقظ والصون إلا إذا ...
د حسن : ( منزعجا ) إلا إذا ماذا ...؟؟ تحدث ....
الصوت : إلا إذا لم يتعاونوا معنا ويعطونا نسخة من كل أبحاثك ، فقد يتعرضوا لما لا يحمد عقباه ...وإظنك ستندم بقية عمرك عما سوف يحدث لهم .
د حسن : إنهم لا يعرفون شيئا عن أبحاثي ..إنهم مجموعة طلاب في مدرسة ثانوية ..ارجوكم اطلقوا سراحهم ودعونا نتفاهم سويا .
الصوت : دكتور (حسن) لا تحاول خداعنا ..نحن نعرف كل ما قاموا به من وضع برامج حماية لأجهزة الحاسوب لديك ...وهو وحدهم من يملكون الوصول إلى تلك الأبحاث ...أمامك فرصة أخيرة إما أن تقنعهم وإما ستعثر على جثثهم ممزقة في طريق من طرق القرية ..ونحن جادون فيما نقول .
دحسن : ( يبكي ) دعنى أحدثهم ...أرجوك دعني أحدثهم .لا تمسوهم بأي سوء .رجاء لا تؤذوهم و..
الصوت : ( مقاطعا ) تحدث لهم الأن ..هم يسمعونك ..تفضل يا دكتور .
د حسن : ( يجفف دموعه ) (خالد) ..(علا) ...(قسمت) ...(مفيد) ...أنتم في حل مما وعدتموني به ..وأنا أمركم أن تعطوهم كل أبحاثي ...أهم شيء عندي هو سلامتكم .
صوت مفيد : لن نسامح أنفسنا يا دكتور (حسن) أن فرطنا في حصاد عمرك .
د حسن : أنتم عندى أهم من كل شيء .
صوت علا : لو فعلنا هذا نكون قد خضعنا لإبتزازهم .
د حسن : لولاكم لكانت البحوث في أيديهم الآن فهي صائرة إليهم .
صوت خالد : سنقاومهم لآخر نفس يا دكتور .
د حسن : أنتم لا تعرفون شيئا ...إنهم أقوى منا ولن نستطيع أن نقف أمامهم .
صوت علا : نحن فررنا أن نقاومهم ولن نعطيهم أي شيء مهما فعلوا بنا إنهم جبناء .
د حسن :دعوهم يأخذون ما يريدون .. ونستطيع وأنتم معى أن نعوض ما خسرناه وما ضيعناه من تلك الأبحاث ..كما وعدتكم سنبني المركز في القرية ..وسيكون إن شاء الله بداية لإنطلاقة جديدة ..يستطعون أن يسرقوا مجموعة أبحاث ولكنهم لن يستطعوا أن يسرقوا المستقبل من عيوننا والأمل من قلوبنا والإصرار والعزم من صدورنا والحماس والقوة من نفوسنا ... أنا لستُ حزينا على ضياع تلك الأبحاث . ..ولكني سأكون أشد حزنا ولن أسامح نفسي إن أصيب أحد منكم أي ضرر او أذى ...أتسمعونني ..يا (خالد) ..يا (علا) ..يا (مفيد) .يا( قسمت ) أين ذهبتم ... ألا أحد يجيبني ..
الصوت : نفد رصيدكم عندنا يا دكتور (حسن) ...هم سيحددون مصيرهم ...إما .يسلمون لنا الأبحاث بأي طريقة ..وإما ستصلكم جثثهم .
دحسن : ( منزعجا ) لقد أغلقوا الخط ..هل سمعتما .
حامد : لقد سمعنا كل ما دار بينك وبين الخاطفين وبينك وبين الطلاب .
هدى : لم أعرف أنك متصف بكل هذا النبل والرقي يا دكتور( حسن) .
حامد : حقيقة ..لم نكن نتوقع أن تطلب من الطلاب أن يعطوا الأبحاث للخاطفين خوفا منك على الطلاب .
هدى : ( تجفف دموعها ) حينما بكيتَ ، لم أتمالك نفسي وبكيتُ أنا أيضا .
حامد : ( خجلا ) أنا لم أشعر بمشاعر الأبوة من قبل ..ولكني تلك المشاعر التي اجتاحتني أظن أنها لا تقل عن مشاعر الأبوة الصادقة ..إنهم أبنائي ولا أدري كيف في تلك المده القليلة ملأ حبهم قلبي ؟
هدى : ولكن بعدد أن يأخذوا ما يريدون من الطلاب ..هل سيطلقون سراحهم ؟
د حسن : كل ما يسعون وراءه هي الأبحاث وطالما وضعوا أيديهم عليها فليس بهم حاجة للطلاب .
حامد : ألا نستطيع أن ننقذ الأبحاث قبل ان يستولوا عليها .
د حسن : لابد أن يحصلوا على الأبحاث كاملة.
حامد : كي نحصل نحن على أبنائنا الطلاب سالمين ... ولو وصل الأمر أن أذهب إليهم وأسلمهم نفسي فداء للطلاب. ..ولكني لا أعرف من هم ولا أين مكانهم ؟
حامد : والآن ما الذي يجب أن نفعله ؟
هدى : لا نملك سوى الانتظار .
د حسن : لندعوا أن يحفظ الله أبناءنا ويبعد عنهم كل سوء .
هدى : آمين يا رب العالمين .
( ستار )
الفصل الثالث .
المشهد الرابع :
في مركز شرطة القرية ، داخل مكتب ضابط المباحث ( مصطفى ) ومساعده ( شاكر ) وباقات الزهور تملأ المكتب .
شاكر : ( يصافح الضابط مصطفى مبهورا ) أنت أذكي ضابط مباحث عملت
معه .
مصطفى : ( مبتسما ) لماذا ؟
شاكر : أنت استطعت أن تخدع كل من حولك بمن فيهم أنا ..وتذكرت قولك أن التحقيق في قضية البنك والطلاب أغلق ولكن التفكير في القضية لم يغلق .
مصطفى : هناك قضايا يكون لها رأس وذيل ، وقد تكون تلك الذيول غير مرئية لنا ، أو نحن نتغافل عنها لأن كل اهتمامنا يكون منصبا على الرأس ...أنت وغيرك اعتبرتم قضية البنك قد أغلقت بمجرد أن الطلاب استطاعوا أن يفكوا التشفير أجهزة الحاسوب الخاصة بالبنك ،والقضية كان لها ثلاثة أطراف : البنك والطلاب وومن قام بعملية الاختراق ، أما البنك فقد وضعوا برامج حماية حديثة واستدعوا خبراء على درجة عالية من العلم ، والمخترقين كان من المستحيل الوصول إليهم أو التعرف عليهم ، لم يبق أمامي سوى الطلاب ، وحينما فحصت ملفاتهم في المدرسة أدركت أن هناك أشخاصا أو جهات قد تفكر في استغلالهم لما يملكونه من قدرات ومواهب ناردة ، فأمرت أن يكون هناك رقابة مستمرة .
شاكر : ولكن كيف عرفت بأمر الخاطفين رغم أن لا أحد بلغ عن إختفاء الطلاب .
مصطفى : حينما قرأتُ تقرير الرقابة اليومي ، لفت نظري أوصاف السيارة التي ذهبت إلى المدرسة وأخذت الطلاب الأربعة وعرفت من المخبرين السريين أن الطلاب تعرضوا لعملية اختطاف ، وأن المختطفيين أرسلوا خطابات تحذير من أن يتصلوا بالشرطة .
شاكر : وأنا وأعرف الباقي ..بحثنا طويلا على أوصاف السيارة حتى وصلنا إلى المختطففين .
مصطفي : وبعد محاولات وضغوط على المختطفيين اعترفوا على المدبريين الحقيقيين لعلمية الاختطاف وهو (الخماري) و(وهبة) و(سيد) .
شاكر : ولكن أمرهم عجيب . فليس لهم أي سوابق أجرامية ويعملون بالمقاولات ، ثم ما السبب الذي من أجله اختطفوا الطلاب ؟
مصطفى : شيء قريب مما حدث بالبنك ،أرادوا ان يستخدموا الطلاب ليخترقوا أجهزة الحاسوب لعالم من علماء الفيروسات يسمى دكتور (حسن )عائد من أمريكا من منذة قليلة .
شاكر : وماذا يريدون من أجهزة حاسوب الدكتور (حسن) .
مصطفى : سرقة الأبحاث العلمية الخاصة به .
شاكر : وهل تم لهم ما أرادوه ؟
مصطفى : هذا أمر لا نعلم عنه شيئا
شاكر : إذن ما التهم التي ستوجه إليهم ؟
مصطفى : اختطاف الطلاب .
شاكر : ولكن ...
مصطفى : ( مقاطعا ) جرائم الأمن السيبراني ليس لدينا قانون يجرمها .
شاكر : مع أنها بدأت تنتشر ، بالأمس القريب كان البنك والبوم السطو على أجهزة حاسوب الدكتور( حسن) .
مصطفي : حتى توصيفك للأمر بأنه سطو ليس دقيقا من الناحية القانونية ، فهي جرائم إلكترونية تتم في الفضاء الإلكتروني من خلال الشبكة العنكبوتية .
شاكر : ( مندهشا ) أشعر أنك بدأت تطلع على هذا الموضوع وتحيط به علما .
مصطفى : لابد أن نساير العصر ، عصر ثورة المعلومات .
شاكر : بل تجاوزنا ذلك إلى عصر سرقة المعلومات .
مصطفى : ( يرفع كتابا من على مكتبة ) خذ ، لقد انتهيت من قرأته ...عن جرائم الأمن السيبراني .
شاكر : ( يتناوله ) أتدري من أكثر علما بتلك الأمور في القرية كلها ؟
مصطفى : من ؟
شاكر : الطلاب الأربعة في المدرسة الثانوية .
مصطقي : ( ضاحكا ) نحن في حاجة ان نتلقى دروسا خصوصية عندهم .
شاكر : أتتصور أن القرية كلها تحبهم وتحترمهم ...ويوم أنقذناهم من الخاطفين تحول اليوم عند أهل القرية إلى يوم عيد .
مصطفى : ( مشيرا إلى باقات الزهور حولهم ) لقد امتلأ مركز إلى الشرطة بباقاقات الورد من أهل القرية تعبيرا عن شكرهم لنا وأمتنانهم .
شاكر : لم أر قرية بهذا الترابط والتماسك والحب بين أفرادهم .
مصطفى : ربما هذا سبب نبوغ أولادهم وتفوقهم في الدراسة .
شاكر : لقد سمعت أن عددا كبيرا من شبابهم يعمل في مراكز علمية رفيعة المستوى في الخارج .
مصطفي : والدليل على ذلك الدكتور( حسن) ، إنه من البحاثين المعدودين في العالم في مجال تخصصة في علم الفيروسات .
شاكر : ( ضاحكا ) لم تعد اهتماماتك منحصرة في المجال البوليسي والشرطي فحسب ، بل شمل المجال العلمي أيضا .
مصطفي : من يعش في تلك القرية الذكية فلابد ان تصيبه عدوى الذكاء .
[ يسمع طرق على الباب ، يدخل الحارس ، وبعد أن يؤدي التحية يسلم للضابط مصطفى خطابا ]
مصطقي : ( يطالع الخطاب ) ها هي دعوة من أهل القرية .
شاكر : وما المناسبة ؟
مصطفى : ( ينهض متجها نحوالباب ) بمناسبة عودة الطلاب سالمين ...هيا لتكتمل فرحتهم بحضورنا كما يقولون .
( ستار )
الفصل الثالث
المشهد الخامس : في المعمل التكنولوجي بالمدرسة الثانوية .
د حسن :( مبتهجا ) لقد جئتُ لأزف لكم بشرى عظيمة .
حامد : أنت وجودك بيننا أهم بشرى .
هدى : ما هي تلك البشرى يا دكتور (حسن) ؟
د حسن : لقد تبرع رجل خير من أهل القرية بقطعة الأرض التي سنبني عليها المركز العلمي .
مفيد : فعلا تلك أهم بشرى نسمعها اليوم .
د حسن : وهناك بشرى أخرى .
علا : ( ضاحكة ) إذن اليوم يوم البشريات .
قسمت : ما هي يا ترى ؟
د حسن : بدأت حملة التبرعات لإنشاء المركز وتم جمع مبلغ كبير جدا .
خالد : ومتى سيتم إنشاء المركز ؟
د حسن : أحد المهندسين في القرية بدأ بالفعل في وضع التصميمات للمركز ، لم أكن أعرف أن أهل القرية متحمسون لبناء المركز بتلك الصورة .لا تتصورون مقدار الأمال التي أعلقها على هذا المركز ..الأهم من كل هذا أني تواصلت مع عدد من الأصدقاء في الخارج من مختلف التخصصات العلمية والجميع وافقوا على مد يد العون ، وعدد لا بأس به سيحضر الإفتتاح إن شاء الله .
مفيد : ( يربت على يد الدكتور حسن ) ألست حزينا على سرقة أبحاثك ؟
د حسن : الانجازات التي تتم اليوم وستتم غدا بإذن الله تعوضني عما فقدته .
خالد : نخشى أن تكون عاتيا علينا أننا من تسببنا في فقدانك لتلك الأبحاث ؟
د حسن : الله عوضني أحس العوض بمعرفتي بكم .
علا : ولكننا نشعر بالأسف أن حصاد عمرك العلمي قد ضاع في غمضة عين .
د حسن : دعونا لا نفكر إلا في ما يجب أن ننجزه اليوم وغدا ، وأظن ينتظرنا الكثير لنقوم به .
قسمت : لو كنت في أمريكا أكنت تعرضت لعملية القرصنة على حسابك ؟
د حسن :لم أعد أفكر فيما فقدته ..الآن أشعر أن أكبر إنجاز في حياتي أني رجعت إلى بلدي ووسط أهلي والمكان الذي ولدتُ فيه ، أتعرفون أني أعتبر نفسي أسعد رجل في العالم .
هدى : لماذا ؟
د حسن :لأني سأرد الدين الذي في عنقي لبلدي ، أحيانا كنت أجلس مع نفسي وأتساءل إذا كانت بلدي قد أنفقت عليً الكثير من التعليم والرعاية والاهتمام ، وخرجت وعملت وانجزت وبحثت وكتبت وأعطيت لأمريكا الكثير والكثير ، وأخذت الكثير من المال والمنصب ، فأين بلدي وأهلي من كل هذا ؟ أكون جاحدا وابنا عاقا إذ لم أرد الجميل الذي يطوق عنقي ، ولكننى كنت في دوامة العمل والبحث والدراسة ، وانا أحمد الظروف ..لا ليست ظروفا وإنما هو تقدير وتدبير من عند الله ، أن يحدث لي كل هذا لأبدأ في رد الجميل .
حامد : كانك لست نادما على رجوعك إلى بلدك وكذلك لست حزينا على ضياع الأبحاث .
د حسن : قلت لك أني أشعر أني أسعد رجل في العالم .
هدى : ( مبتسمة ) ولأنك أخبرتنا بأكثر من بشرى اليوم ..فالشباب لديهم لك مفاجأة عظيمة جدا .
د حسن : ( متلهفا ) ما هي يا ترى ؟
خالد : أبحاثك كلها يا دكتور حسن في الحفظ والصون ولم يمسها أحد .
د حسن : ( مندهشا ) كيف ؟! ألم تسلموا الأبحاث للخاطفين ؟!
علا : نعم سلمنا كل الأبحاث لهم .
د حسن : وأكيد في اللحظة التي تسلموا فيها الأبحاث أرسلوها إلى الخارج .
مفيد : هم تسلموا الأبحاث فعلا ، ولكنهم مع ذلك لم يرسلوا شيئا .
د حسن : ( مندهشا ) لا أفهم شيئا !!
قسمت : لقد نسخنا لهم فعلا كل الأبحاث ولكن في نفس الوقت أدخلنا في النسخة التي نسخناها لهم فيرس موقوت بزمن .
خالد : بعد أن استلموا الأبحاث وعرضوا تلك الأبحاث على عدد من الخبراء وأطمأنوا أن بيدهم الأبحاث الحقيقية وقبل أن يتم إرسالها قام الفيرس الذي زرعناه في الوقت المحدد بمهمته وهو إتلاف جميع الأبحاث .
مفيد : أما النسخة الحقيقة فمازالت موجودة سليمة في الحفظ والصون .
علا : وبذلك استطعنا أن نخدعهم .
قسمت : ولم يكن يدور بخلدهم أننا سنزرع الفيرس الموقوت مع الأبحاث .
د حسن : ( يهوي إلى الأرض ساجدا ) الحمد لله ..كل هذا كان اختبارا من الله .
حامد : ونحن نشهد لك أنك قد نجحت في هذا الامتحان وصبرت واحتسبت أجرك عند الله .
هدى : وها قد رد الله عليك الأبحاث ولم يضبع حصاد وتعب عمرك .
د حسن : ( يضم الشباب إليه ) والفضل والمنة بعد الله لكم أيها الشباب ، لا أستطيع أن أوفيكم حققكم من الشكر والامتنان ، لقد وهبت تلك الأبحاث لكم ، إنها تساوي الملايين ، وثمنها تحت أمركم وتصرفكم .
مفيد : يكفينا شعورك نحونا ، وتلك الأبحاث من حققك ولا نستطيع أن نقدرها حق قدرها كما تقدرها أنت .
د حسن : إذن كل الفوائد التي ستعود علي من بيعها ستنفق على المركز والذي سأطلق عليها المركز العلمي للقرية الذكية ، وأنتم ستكونون أول من يدرس ويتخرج منه إن شاء الله وتكونون نواة وبداية لجيل من العلماء الذي سيحقق نهضة علمية عظيمة لم تشهدها بلادنا من قبل .
حامد : (ينضم إلى الشباب ) بتلك الروح الطيبة الطاهرة ستنهض بلادنا وتصل إلى مكانة عظيمة وسط الأمم .
هدى : ( تنضم إلى الشباب ) إن بلدا فيها شباب مثلكم في علملكم وذكائكم ووإيمانكم بدور العلم في الحياة وحبكم وإخلاصكم لبلدكم ، لابد أن تعوض كل ما فاتها وتنضم لمصاف الأمم المتقدمة ، لأنكم بحق وصدق أعظم ماتملكه بلادنا في جهادها وكفاحها في معركة التقدم والتطور .
( ستار )
الســــيرة الذاتــــية للمؤلف
الاسم : محمود محمد محمود القليني .
المؤهل : ليسانس في الآداب والتربية جامعة الإسكندرية- شعبة: لغة عربية عام 1979.
الإيميل : elkellenymahmoud@yahoo.com
الهاتف :0201061414124- 0201025544856
الوظيفة : مدير عام بالتربية والتعليم سابقا .
العنوان : جمهورية مصر العربية – محافظة البحيرة – دمنهور – شارع السيدعمر مكرم –برج الفتح .
الأعمال المنشورة :
أولا : في المسرح :
مسرحية : ( إخناتون والكهنة ) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 1994
مسرحية : ( مصرع الخُرساني ) جهة النشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام2002.
مسرحية :(محنة الإمام أحمد بن حنبل) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 1997
مسرحية : ( بلد راكبها عفريت ) جهة النشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام 2010.
مسرحية : ( غائب لا يعود ) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة – تاريخ النشر 2019.
كتاب : ( الأدب في مسرح الطفل ) جهة النشر : العلم والإيمان للنشر والتوزيع بدسوق عام 2015.
مسرحية : ( محاكمة الحمير ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع الفنان : ( محسن النصار )
مسرحية : ( البلطجية اشتكوا ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية –مدير الموقع الفنان : ( محسن النصار )
مسرحية : ( ليلة وحشية ) مونودراما – جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع : ( محسن النصار )
مسرحية : ( الأرجواني السماوي ) خيال علمي – جهة النشر – المسرح نيوز – مؤسس ومدير الموقع : ( صفاء البيلي )
مسرحية : ( الوزير على التليفون ) جهة النشر: المسرح نيوز – مؤسس ومدير الموقع : ( صقاء البيلي )
مسرحية :(المحاكمة) :جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : ( أسوار بغداد ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : (ابن جلا ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : ( الأم الثكلى ) مونودراما . جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : ( القرية الذكية ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار ) .
مسرحية :(بوظا في مجلس الشعب ) جهة النشر : دليل النصوص المسرحية – الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة .
مُثلت مسرحية (بلد راكبها عفريت ) على مسرح مركز ثقافة المحلة الكبرى بطنطا .المخرج : ياسر سري.
ثانيا : في الروايات والقصص :
رواية :(الإسكندرية عناقيد العشق والغضب) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2011.
رواية :(الجنوب الهادئ ) جهة النشر :الهيئة العامة لقصور الثقافة عام : 2014
رواية : ( الدجال والشيطان ) جهة النشر : مكتب معروف للنشر والتوزيع عام 1985
( إنهم يذهبون ) مجموعة قصص قصيرة ، جهة النشر : دار الشعب بالقاهرة عام 1983.
ثالثا : في الكتب :
(الفكر الإسلامي ومستجدات العصر) جهة النشر :المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 2005 .
( أمير الصحافة العربية ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2009
( العمرية ..في رحاب عمر بن الخطاب ) جهة النشر: مكتبة دار العلم والإيمان عام 2007
( عش حياتك سعيدا ولا تحزن ) جهة النشر: مكتبة بستان المعرفة عام 2004 .
( الثورة في وجدان المصريين ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2012.
( الباحثون عن الله ) جهة النشر مكتبة دار العلم والإيمان عام 2013.
(شخصية موسى النبي) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2011 .
(شخصية المسيح) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2014.
( شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2014
10-(قيم ومعايير في أدب يوسف إدريس ) جهة النشر : مكتبة دار العلم والإيمان عام 2015.
11-( الذاتية والقيم الوجودية في أدب إبراهيم عبد القادر المازني ) جهة النشر : مكتبة دار العلم والإيمان عام 2015.
12- (النساء فقدن عروشهن) جهة النشر :مكتبة العلم والإيمان بالمنصورة .
13- الخليل – عليه السلام – رحلة في المكان وسياحة في الزمان . دار العلم والإيمان عام 2018 .
14- نحو تفسير علمي للأحلام – الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة - 2022
الجوائز الحاصل عليها :
1-جائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( محنة الإمام أحمد )
جائزة ( ملتقى جائزة أبها ) بالمملكة العربية السعودية عن مسرحية ( محنة الإمام أحمد بن حنبل ) عام 1417هجرية .
جائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( إخناتون والكهنة ) .
جائزة التأليف المسرحي من مجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( مصرع الخرساني ) .
جائزة من نادي القصة بالقاهرة عن رواية بعنوان : ( قوس قزح ) عام 2002
جائزة الدراسات النقدية عن دراسة بعنوان ( قيم ومعايير في أدب يوسف إدريس ) من المجلس الأعلى للثقافة .
جائزة الدراسات النقدية عن دراسة بعنوان ( الذاتية والقيم الوجودية في أدب المازني )
جائزة المقالة النقدية عن دراسة في قصة ( الطريق ) لنجيب محفوظ ،من المجلس الأعلى للثقافة .
جائزة التأليف المسرحي للكبار – الشارقة – الهيئة العامة للمسرح – عن نص مسرحي بعنوان ( غائب لا يعود ) 2016
الوصول إلى القائمة القصيرة في مسابقة الهيئة العامة للمسرح بالشارقة في مجال الخيال العلمي للأطفال عن مسرحية بعنوان ( الأرجواني السماوي ) 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق