الكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " مدينة عند مشرق الشمس " تأليف طلال حسن
شخصيات المسرحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ النملة ياسمين
2 ـ النملة شهد
3 ـ النملة نرجس
4 ـ النملة العجوز
5 ـ النملة الفتية
6 ـالنملات الثلاث
7ـ النملة
8ـ الجلاد الضخم
9 ـ العصفور
10 ـ السحلية الأولى
11ـ السحلية الثانية
المشهد الأول
من بعيد ، نغمات
أغنية .. مدينة الحلم
كلمات الأغنية :
لا تجهضوا الربيع
دعوه يولد
لا تقتلوا الربيع
نريده يخلد
الحياة ربيع
الحياة للجميع
مدينة الظلام
عدوة السلام
هذي المدينة
مدينة الأحلام
مدينة الوئام
تلك المدينة
الحياة فيها ربيع
الحياة فيها للجميع
لا تجهضوا الربيع
دعوه يولد
الحياة ربيع
الحياة للجميع
مدينتنا ربيع
الحياة فيها للجميع
تتوقف الأغنية ، صمت ،تضاء
مدينة النمل ، تتقدم النملة العجوز
العجوز : هذه هي مدينتنا ، مدينة النمل ، تعج بالحركة طول النهار ، ولا تهدأ إلا في الليل " تصمت " من يدري ، لعل في الليل يحدث ما هو خطير ، دون أن نعلم ، مهما يكن ، نحن في النهار ، أنظروا " نرى ما تصفه النملة العجوز " نملات خادمات ، ونملات يجمعن الطعام " تشير إلى نملات ضخام " وهؤلاء عساكر الأسياد ، ينقلون مئات بل آلاف الشرانق ، من أماكن مجهولة ، ويضعونها في غرف سرية خاصة " تشير إلى العاملات " انظروا ، الخادمات وجامعات الطعام ، يغضضن البصر ، إذا صادفن العساكر ، في ممرات المدينة ، والويل لمن يدفعها الفضول ، أو سوء الحظ ، أو الحمق ، إلى التطلع إليهم ، وهم ينقلون تلك الشرانق .
الجلاد : " يدخل " هذه العجوز الخرفة أيضاً ، " يتقدم منها " أنت هنا مرة أخرى ؟ لقد حذرتك ، لكن التحذير ، على ما يبدو ، لم يعد يكفي .
العجوز : عفواً ، توقفت لأرتاح قليلاً .
الجلاد : حسن ، لقد ارتحت " يدفعها " هيا ، اذهبي .
العجوز : " تسير ببطء " أمرك سيدي .
الجلاد : لابدّ أنك لا تريدين أن تفهمي ، أنه لم يعد لك فائدة هنا على الإطلاق .
العجوز : لكني ولدت في هذه المدينة ، وأعطيتُ عمري كله لها .
الجلاد : هذا صار من الماضي ، الآن ابتعدي وإلا .. " يرفع السوط " .
العجوز : " تسير خائفة " لا ، لا ، سأذهب .
الجلاد : يبدو أن جامعات الطعام يتلكأن " يتجه إلى الخارج ،ملوحاً بسوطه " فلينتظرن " يخرج مسرعاً " .
العجوز : " تتوقف " لقد ذهب ، هذا الجلاد ، وربما لن يعود سريعاً ، مكاني ضيق وكئيب كالقبر ، فلأبقّ هنا بعض الوقت " تعود ببطء " ما أسرع انقضاء أيام العمر " تتوقف صامتة " جاءوا بي إلى هذه المدينة شرنقة ، من أين أتوا بي ؟ هذا ما لا أعلمه ، وربما لن أعلمه ، حتى النهاية " تصمت " منذ أن خرجت من الشرنقة ، حتى انتهت قوّتي ، ولحقني العجز ، عملت في جمع الطعام للأسياد ، ولم يكن يصيبنا منه غير الفتات " تتجه نحو الخارج " فلأذهب ولو إلى حين ، فأنا أخشى أن يعود ذلك الجلاد " تخرج "
تدخل ياسمين وشيرين ،
تحمل كل منهما حبة حنطة
شيرين : " تهمس مشيرة بعينها " أنظري .
ياسمين : أيتها الحمقاء ، هذا لا يعنيك .
شيرين : عسكري آخر ، يحمل شرنقة .
ياسمين : " تدفعها برفق " تحركي .
شيرين : " تسير ببطء " هذه ليست المرة الأولى
، التي أرى فيها العساكر يأتون بمثل هذه الشرانق من الخارج .
ياسمين : ولن تكون الأخيرة .
شيرين : " تتوقف " لم أفهم .
ياسمين :أيتها الحمقاء ، فكري .
شيرين : أفهِميني .
ياسمين : هذه الشرانق هي نحن .
شيرين : " مذهولة " نحن !
ياسمين : لا ترفعي صوتك .
شيرين : أفهميني .. أفهميني .
ياسمين : لقد ولدنا هنا ، من شرانق جاء بها عساكر الأسياد ، من مدن نمل أخرى ، لا نعرف أين مواقعها ..
شيرين : يا للويل ، ماذا ؟
ياسمين : وجعلوا مناّ عبيداً لهم ، ننظف لهم المدينة ، ونجمع لهم الطعام ، من كل مكان ، ليعيشوا هم أسياداً .
شيرين : ماذا تقولين ؟ أهذا ممكن ؟
ياسمين : " تدفعها برفق " تقدمي ، علينا أن نستمر في العمل ، حتى آخر النهار ، وإلا فالويل لنا " تخرجان "
تطل النملة العجوز برأسها ،
وتدخل متلفتة ، وتسير ببطء
العجوز : هاتان النملتان اللتان خرجتا الآن ، لن تعيشا طويلاً إذا تعمقتا أكثر ، لقد سمعت بعض كلامهما ، ولو سمعهما غيري لربما " تهز رأسها " هذه نملة فتية قادمة .
الفتية : " تدخل وتتعثر " آه .. وقعت حبة الشعير .
العجوز : " تسرع إليها " بنيتي .
الفتية : لا عليك ، تعثرت .
العجوز : مازلت صغيرة على مثل هذا العمل .
الفتية : هناك من هي أصغر مني .
العجوز : دعيني أساعدك .
الفتية : لا ، أشكرك .
العجوز : بنيتي .. " تمد يدها لمساعدتها " ..
الفتية : " تحمل الحبة وتتجه إلى الخارج " أنت كبيرة على مثل هذا العمل " تخرج " .
العجوز : " تهز رأسها " ....
تدخل ياسمين وشيرين ،
النملة العجوز تنظر إليهما
ياسمين : عمت صباحاً .
العجوز : عمت صباحاً ، يا بنيتي " تنظر إلى شيرين " كيف حالكما ؟
ياسمين : بخير ، نسأل عنكِ .
العجوز : كما ترين ، إنني متعبة جداً .
شيرين : " لياسمين " الوقت يمرّ " تسير نحو الخارج " من الأفضل أن نعود إلى العمل، هيا بسرعة .
ياسمين : حسن " تهم باللحاق بها " هيا .
العجوز : مهلاً يا بنيتي .
شيرين : " تخرج " الحقي بي .
ياسمين : نعم .
العجوز : " تحدق فيها " لا أريد أن أخرك ، لكن قلبي مال إليك .
ياسمين : أشكرك ، يا خالة .
العجوز : عندما كنت فتية ، كانت لي صديقة في عمرك ، آه مازلت أفتقدها ، رغم مرور الكثير من السنين .
ياسمين : يبدو أن صديقتك هذه ، ليست موجودة الآن .
العجوز : كانت مسكونة بحلم غريب ، جعلها لا تستطيع احتمال أجواء هذه المدينة ، رغم أنها مثلي ومثلك ، ومثل المئات غيرنا ، خرجت هنا من الشرنقة ، من يدري ، لعلها في داخلها ، رحلت إلى مدينة أخرى ، إلى عالم آخر .
ياسمين : " تحدق فيها صامتة " ....
العجوز : لو بقيت ، صديقتي تلك ، لكانت الآن نملة عجوزاً في عمري ، من يدري ، ربما وصلت إلى العالم ، الذي كانت تحلم به .
ياسمين : " تحدق فيها صامتة " ....
العجوز :أو إنها ، على الأقل ، تخلصت من هذا العالم الجحيم .
ياسمين : أنت وحيدة ، ومتعبة ، يا خالة ، ما رأيك لو تأتين معنا ، وتبقين عندنا ، أنا وصديقتي تلك .. شيرين .
العجوز : " بتردد " لا ، أشكرك .
ياسمين : أرجوك ، يا خالة ، سترتاحين معنا .
العجوز : أنتما فتيتان ، في مقتبل العمر ، وأنا نملة عجوز ، متعبة .
ياسمين : كلنا عجائز في هذه المدينة ، يا خالة .
العجوز : لا ، لا ، أنتما فتيتان ، وأمامكما العمر كله .
ياسمين : ليس أمامنا ، في هذه المدينة ، غير القهر والعبودية .
العجوز : بنيتي " تتلفت حولها " ما تقولينه أمر خطير .
شيرين : " لياسمين " يا إلهي ، مازلتِ هنا ؟
ياسمين : " تتجه إلى الخارج " لحظة إنني قادمة " للنملة العجوز " ننتظرك .
العجوز : سأرى .
ياسمين : " لشيرين " هيا نلحق برفيقاتنا .
العجوز : " تقف حائرة " ....
الجلاد : " يدخل " الويل لك " يلوح بسوطه مهدداً النملة العجوز " أنت لم تذوقي سوطي ، منذ فترة طويلة .
العجوز : " تسرع خائفة إلى الخارج " لا أرجوك .. لا ..لا .
النملة العجوز تخرج ، والجلاد
في أثرها ، ملوحاً بالسوط
إظلام
المشهد الثاني
بركة ، صخرة ضخمة ،
الشمس تشرق شيئاً فشيئا
الأغنية : " تصاحب شروق الشمس "
الحياة فيها ربيع
مدينة الوئام
تلك المدينة
الحياة فيها للربيع
الحياة فيها للجميع
تدخل النملة ، وتختبىء
يسار الصخرة الضخمة
النملة : فلأختبىء هنا ، ثمة سحلية ، وربما أكثر " تتلفت " هذا المكان ، رغم جماله ، شديد الخطورة ، ضفادع ، عصافير ، سحالي " تصغي خائفة " أسمع وقع أقدام ، وربما رفرفة جناحي عصفور ، أو ..
تدخل النملة ياسمين ،
وتختبىء وراء الصخرة
ياسمين : لمحت سحليتين بشعتين ، فلأختبىء هنا ، ريثما تبتعدان " خفق أجنحة " هذا عصفور ، يا ويلي .
العصفور : " يحط على الصخرة " النملة اللعينة ، أين اختفت ؟ صحيح أنها صغيرة الحجم ، لكن نملة صغيرة الحجم خير من لا شيء " يتلفت " مهما يكن ، لن تفلت مني ، لابد أن آكل اليوم نملة ، حتى لو بحثت عنها طول .. " يصمت خائفاً " يا ويلي ، سحلية ، بل سحليتان ، فلأهرب .
العصفور يهرب ، تبرز
سحليتان فوق الصخرة
الأولى : ترى أين اختفت ؟
الثانية : من ؟
الأولى : النملة .
الثانية : النملة !
الأولى : رأيتها بعينيّ هاتين .
الثانية : لعلك رأيتها بعيني خيالك الجائع .
الأولى : لا ، بل رأيتها بعينيّ ، وأنا أرى أفضل منك .
الثانية : إنني لا أرى ما هو تافه ، نملة !
الأولى : عسى أن تقودنا هذه النملة ، على صغرها ، إلى صديقاتها نمل .. نمل .. نمل ، ويمكن أن نسد بها بعض جوعنا .
الثانية : أنت تحلمين ، النمل ، الذي يخرج من المدينة ، قلما يأتي إلى هنا .
الأولى : نعم ، أنت محقة ، لكني رأيت تلك
اللعينة بعيني .
الثانية : تعالي معي ، وستشبعين نملاً .
الأولى : دعينا أولاً نبحث عن تلك النملة ، لابد
أنها مختبئة في مكان ما .
الثانية : تعالي ، النمل الآن يخرج من مدينته
ليجمع الطعام ، إنه طعامنا ، تعالي
نجمعه .
الأولى : " تنظر إليها " ....
الثانية : " تتجه إلى الخارج " تعالي بسرعة ،
تعالي .
الأولى : " تلحق بها " لِنرَ " تخرج "
النملة تتقدم متلفتة ،
يُسمع خفق أجنحة
النملة : يا ويلي ، العصفور .
ياسمين : " تطل برأسها " هذه نملة ، تبدو من جماعتنا ، فلأنادها " تلوح لها " أيتها النملة .
النملة : " تتوقف " إحداهن تناديني " تتلفت " العصفور يقترب .
ياسمين : تعالي ، تعالي واختبئي هنا .
النملة : " تراها " هذه نملة مثلي .
ياسمين : يبدو أن العصفور في الجوار ، أسرعي .. أسرعي .
النملة تسرع إلى ياسمين ،
العصفور يحط على الصخرة
العصفور : لا أثر لهذه النملة اللعينة ، مرة لمحتها عن يسار الصخرة ، ومرة رأيتها عن يمينها " يصمت " لعلهما اثنتان ، أو لا شيء ، لن أقول هذا لزوجتي ، وإلا قالت لي : لقد شختَ ، وبدأت ترى ما لا وجود له إلا في مخيلتك " يصمت ثانية " فلأذهب ، ربما أعثر على ما هو أفضل من تلك النملة ، أو النملتين ، من يدري ، قد أعثر على جرادة " وهو يخرج " مهما يكن فالجراد ألذ ّ من النمل .
النملتان تنظر إحداهما إلى
الأخرى ، ثم تتقدمان بحذر
ياسمين : ذهب العصفور .
النملة : لنكن على حذر ، فهو لا يؤتمن .
ياسمين : الحق معك ، فهو جائع .
النملة : إنه عجوز ، يجد صعوبة في الصيد ،فيلاحق أمثالنا من النمل .
ياسمين : " تحدق فيها " نحن متشابهتان ، متشابهتان جداً .
النملة : " تحدق فيها هي الأخرى " يا لله ، أنت محقة .
ياسمين : لم أرك في مدينتنا .
النملة : وأنا أيضاً ، لم أرك في مدينتنا .
ياسمين : " تشير إلى الغرب " مدينتي هناك .
النملة : حقاً !
ياسمين : نعم " تشير ثانية " هناك عند غروب الشمس .
النملة : وأنا " تشير إلى الشرق " هناك مدينتي .
ياسمين : عند مشرق الشمس !
النملة : نعم ، عند المشرق .
ياسمين : " تحدق فيها " لكننا نتشابه تماماً .
النملة : ربما لأنك منا .
ياسمين : ماذا ؟ منكم !
النملة : هناك نمل ضخم ، يغير علينا بين حين وآخر ، ويقتل ، ويخرب ، و .. وينهب منا شرانقنا .
ياسمين : " تحدق فيها " آه ، الأمر واضح الآن .
النملة : نحن نمل مسالم ، لكن هذا النمل الضخم ، نمل حرب ، نمل عدوان ، يغير علينا ، ولعل هدفه الأساس هو .. نهب شرانقنا لأغراضه الخبيثة .
ياسمين : نحن الآن عبيد لهذا النمل العدواني ، بعضنا يعمل في تنظيف المدينة ، وبعضنا الآخر ، يجمع الطعام من الخارج ، ويقدمه لأولئك السادة الضخام ، وعساكرهم الشرسين .
النملة : هذا ما سمعته ، وما جئت لأعرفه ، وها إني عرفته .
ياسمين : نحن نعيش في الجحيم .
النملة : لقد سمعت الكثير عن مدينتكم ، وعرّضت نفسي للخطر ، لأرى ولو نملة واحدة من نمل هذه المدينة .
ياسمين : ها أنت قد رأيت ، إنني واحدة من نمل هذه المدينة ، نحن نعيش فيها عبيدا ، منذ خروجنا من الشرانق ، حتى النهاية .
النملة " " تمسك يدها " تعالي معي .
ياسمين : " تسحب يدها " ماذا !
النملة : تعالي إلى مدينتك ، التي حرمتِ منها ، مدينة المحبة ، والمساواة ، والعدالة ، والحرية .
ياسمين : " حالمة " يا لله .
النملة : " تمسك يدها ثانية " إنها في متناول يدك ، تعالي معي ، تعالي .
ياسمين : " تسحب يدها وتتراجع " لا ، يقتلني .. العساكر الضخام .
النملة : " تقترب منها " تعالي ، وعيشي حياتك ، تعالي ، تعالي .
ياسمين : لكن رفيقاتي هناك بالمئات .
النملة " تعالي ، الحياة لا تُعاش إلا مرة واحدة .
ياسمين : " تتراجع " لا ، لا ، لي رفيقة مثل أختي ، في تلك المدينة ، ولا أستطيع أن آتي معك ، وأتركها وحيدة هناك .
النملة : " تتوقف " هذه فرصتك ، لا تفوتيها ، تعالي .
ياسمين : لا .. لا .
النملة : سأحدث الجميع عنك ، وعن مدينتك ، التي يرزح فيها أهلنا في ظل العبودية .
ياسمين : " تتراجع " وداعاً .
النملة : لا تقولي وداعاً .
ياسمين : " تتراجع ملوحة بيدها " ....
النملة : ننتظرك .
ياسمين : " تتراجع وهي تكاد تبكي " ....
ياسمين تخرج ، النملة
تبقى جامدة في مكانها
إظلام
المشهد الثالث
داخل مدينة النمل ، يسلط
الضوء ياسمين وشيرين على
صوت الأغنية : "
مدينة الأحلام
مدينة الوئام
تلك المدينة
الحياة فيها ربيع
الحياة فيها للجميع
شيرين : " راقدة مغمضة العينين " ....
ياسمين : " تعتدل " آه .
شيرين : تمددي ، الوقت مازال مبكراً .
ياسمين : النملة العجوز لم تأتِ .
شيرين : آه منكِ " تعتدل " صباح الخير .
ياسمين : صباح النور " تنظر إليها " قلتُ لها البارحة ، تعالي عندنا ، فقالتْ أنها ربما ستأتي .
شيرين : ها أنت قلتها ، قالت ربما .
ياسمين : " تحدق فيها " ....
شيرين : ربما تأتي ، وربما لا تأتي ، وها هي لم تأتِ ، فلمَ القلق ؟
ياسمين : كانت حزينة للغاية ، تعاني حالة نفسية صعبة .
شيرين : لا عجب ، إنها نملة عجوز ، وقد تكون مريضة .
ياسمين : لا ، ليست مريضة " تصمت " قلبي يحدثني أنها ..
شيرين : أنت تصغين كثيراً إلى قلبك ، وأخشى أنه يوهمك أحياناً بأمور مقلقة ، ربما لا وجود لها .
ياسمين : أنت واهمة ، فحديث قلبي لي قلما خاب .
شيرين : سيخيب هذه المرة ، فهي بخير .
ياسمين : هذا ما أتمناه .
شيرين : لندع قلبك جانباً ، لديّ ما أقوله لكِ .
ياسمين : " تنظر إليها متسائلة " ....
شيرين : " تهز رأسها مترددة " ....
ياسمين : تكلمي ، إنني أصغي إليك .
شيرين : إنه ليس حديث قلب ، إنما ..
ياسمين : إنني أصغي إليك ، تكلمي .
شيرين : قالت لي إحدى الصديقات ، أن رفيقتك ياسمين تلعب بالنار .
ياسمين : النار هي ما نحن فيه .
شيرين : ما قالته خطير ، يا رفيقتي .
ياسمين : خطير !
شيرين : قالت إنك تتسللين من بين العاملات ،عند
الخروج من المدينة ، وتذهبين لسبب ما
باتجاه البركة .
ياسمين : " تنظر إليها صامتة " ....
شيرين : ياسمين ..
ياسمين : لو تعلمين ، يا شيرين ، بمن التقيت البارحة هناك .
شيرين : الأمر صحيح إذن !
ياسمين : " تهز رأسها " نعم ، صحيح .
شيرين : يا إلهي ، إذا وصل هذا إلى ملكة الأسياد ، فلن تنجي .
ياسمين : " بصوت حالم " التقيت بنملة هناك ، نملة ليست من مدينتنا هذه ، بل من مدينة أخرى أشبه بالحلم .
شيرين : حقاً أنت تلعبين بالنار .
ياسمين : تصوري ، في تلك المدينة لا يوجد أسياد وعبيد ، ولا يوجد جلاد وعساكر ظلمة ، والنمل يعيشون هناك جميعاً أحراراً ، آمنين ، متساوين ، سعداء .
شيرين : إذا كان ما تقولينه ليس حلماً من أحلامك ، فهذه هي حقاً .. المدينة الحلم .
ياسمين : نعم ، يا عزيزتي ، هذه هي .. الحلم .. مجسداً في مدينة .
شيرين : حذار ، يا رفيقتي ، فإن هذه الأحلام أحياناً .. تحرق .
ياسمين : نعم ، لكنها دائماً .. تضيء .
تطل نرجس ، وتتلفت
حولها ، ياسمين تسرع إليها
ياسمين : تبدين حزينة ، قلقة ، ما الأمر ؟ تكلمي .
نرجس : ماذا أقول لكِ ، يا ياسمين ؟ آه .
ياسمين : النملة العجوز .
نرجس : عرفت بالأمر ؟
ياسمين : لا ، لم أعرف شيئاً ، ماذا جرى ؟
نرجس : آه المسكينة .
ياسمين : هذا ما حدثني به قلبي .
نرجس :أخشى أن يكون قلبك صادق هذه المرة.
ياسمين : ما الذي جرى ؟ أخبريني .
نرجس : لم تبتْ المسكينة ، ليلة البارحة ، في مكانها المعتاد .
ياسمين : قد تكون باتت هنا أو هناك .
نرجس : يقال أن الجلاد قد أوسعها ضرباً بسوطه ، حتى سقطت منهارة ، دامية على الأرض .
ياسمين : هذا الظالم ، اللعين ..
نرجس : ويقال العكس ..
ياسمين : ماذا يقال ؟
نرجس : يقال أنها هربت ..
ياسمين : " هربت ! وهي في هذا العمر ؟
نرجس : ويقال .. " تتلفت خائفة " يا ويلي " تتراجع " الجلاد .
نرجس تسرع بالخروج "
ياسمين تتراجع خائفة
شيرين : ياسمين ،ما الأمر ؟
ياسمين : يبدو أن قلبي ، يا شيرين ، صدق هذه المرة .
شيرين : النملة العجوز !
ياسمين : لم تبت البارحة في مكانها .
شيرين : ولم تأتِ إلينا .
ياسمين : لقد ضربها الجلاد بسوطه حتى أدماها .
شيرين : هذا ديدنهم ، إنهم يقتلون الضعفاء ، والمرضى ، وكبار السن .
ياسمين : في رأيهم ، لم تكن أياً من هؤلاء ، وإنما .. نار.
شيرين : نار ؟ النملة العجوز !
ياسمين : وأي نار .
شيرين : " بصوت منفعل " الويل لهم .
ياسمين : " خائفة "لا ترفعي صوتك ، يا شيرين ، فلعساكر الأسياد عيون بيننا ، يراقبوننا باستمرار ، وينقلون تحركاتنا إليهم ، والويل لمن يقع في أيديهم ، سيختفي حتماً كما اختفت .. النملة العجوز .
تتناهى حركة من الخارج ،
شيرين تسرع إلى الباب
ياسمين : مهلاً ، كوني حذرة .
شيرين : " مستنكرة " يا إلهي .
ياسمين : " تسحبها إلى الداخل " أيتها المجنونة ، تعالي .
شيرين : إنهم الضخام ، يحملن شرانق ، لو أعرف من أين يأتون بها ، هؤلاء المجرمون القتلة.
ياسمين : صه ، أيتها المجنونة ، أنت الآن تلعبين بالنار .
شيرين : اسمعيني ..
ياسمين : تمالكي نفسك ، لا أريد أن أخسرك .
شيرين : خذيني معك .
ياسمين : " تتراجع قليلاً " ماذا تقولين ؟
شيرين : أريد أن نذهب سوية .
ياسمين : هذا أمر خطير ، إنه النار .
شيرين : النار ما نحن فيه ، أنتِ قلتها .
ياسمين : الأمر ليس بهذه البساطة ، يا شيرين ، لنتروَ ، ثم .. " تنصت " إنه الجلاد الضخم.. اسمعي .. اسمعي .
الجلاد : " يرتفع صوته من الخارج " أيتها الكسولات ، أسرعن ، لقد أشرقت الشمس ، وحان وقت العمل ، هيا ، أسرعن ، أسرعن .
ياسمين : تعالي ، يا شيرين " تتجه إلى الخارج " تعالي ، وإلا نالنا من سوط الجلاد ما نال النملة العجوز .
شيرين : " تسرع في أثرها " يجب أن نفعل شيئاً ، لم أعد أحتمل البقاء هنا .
ياسمين : تعالي الآن ، تعالي .
تخرج النملة ياسمين ،
تتبعها شيرين متذمرة
إظلام
المشهد الرابع
صوت الأغنية :
مدينة الأحلام
مدينة الوئام تلك المدينة
الحياة فيها ربيع
الحياة فيها للجميع
طريق خارج المدينة ،
تدخل النملة ياسمين
ياسمين : هيا أسرعي ، الجميع بدؤوا العمل ، وعلينا أن لا نتأخر .
شيرين : مهلاً يا ياسمين " تدخل ثم تتوقف " لا داعي للعجلة .
ياسمين : لا تتوقفي ، لقد تأخرنا .
شيرين : تعالي ، يا عزيزتي " تتطلع نحو الشرق " إنها اللحظة المناسبة .
ياسمين : ماذا !
شيرين : لننتهزها ، إنها فرصتنا ، تعالي نغادر هذا الجحيم .
ياسمين : تحركي ، الجحيم الدائم قادم ، والسوط في يده .
شيرين : اللعنة عليه .
ياسمين : هذا لن يجعل وقع سياطه على ظهرينا أخف .
شيرين : ياسمين ، اسمعيني .
ياسمين : دعي جنونك الآن ، فالوقت يمر ، والشمس تغمر العالم .
شيرين : " تشير بيدها " هذا هو الطريق إلى البركة .
ياسمين : حذار ، يا شيرين .
شيرين : " حالمة " إلى .. المدينة الحلم .
ياسمين : تعقلي ، يا عزيزتي ، فمثل هذا الكلام ، إذا لم يكن مدروساً ، لا يؤدي إلى الحلم ، وإنما إلى .. الكابوس .
شيرين : أنت قلتها ، يا عزيزتي ، الحياة لا ُتعاش إلا مرة واحدة .
ياسمين : " تهز رأسها " ولن نعيشها مطلقاً ، إذا بقينا هنا .
شيرين : لن نفقد ، في هذه الحالة ، إلا ما لم نملكه، ولن نملكه ، الحياة .
ياسمين : " تهم بالتحرك " سأذهب ، لا أريد أن أفقد حياتي ، في هذا المكان .
شيرين : " تمسك يدها " ياسمين .
ياسمين : " تقف صامتة " ....
شيرين : هذه فرصة قد لا تتكرر .
ياسمين : قلت لك ، علينا أن نتروى .
شيرين : النملة العجوز تروت طويلاً .
ياسمين : ومع ذلك لا أحد يعرف مصيرها .
شيرين : جنون أن أبقى ، في هذه المدينة ، مع هؤلاء الجلادين ، حتى أبلغ من العمر ما بلغته النملة العجوز .
ياسمين : وما تفكرين فيه الآن ؟ أهو من العقل في شيء ؟ تحركي .
شيرين : لعله جنون ، لكن البقاء ، في هذا الجحيم موت مؤكد .
ياسمين : هذا خطأ ، أنت تنتحرين " تسحب يدها " دعيني .
شيرين : مهلاً ، مهلاً " تنصت " أنصتي .
ياسمين :لعله الجلاد ، لنهرب .
شيرين : لا ، ليس الجلاد ، وإلا لسبقته فرقعة سوطه .
ياسمين : لنسرع بالذهاب ، فهو قريب ، إنني أشم رائحته القذرة .
شيرين : أنظري ، إنه ليس الجلاد ، وإنما رفيقتنا نرجس .
تدخل نرجس ، وتقف
لاهثة على مقربة منهما
نرجس : أراكما توقفتما هنا ، ما الأمر ؟
ياسمين : كما ترين ، شيرين تملكها التعب .
نرجس : " تحدق في " شيرين " مهما يكن ، فعليك أن تواصلي السير ، وإلا تعبت أكثر إذا بقيت فترة طويلة في هذا المكان .
ياسمين : أنا معك ، فالجلاد لا يرحم .
نرجس : إنه يعمل سوطه في كل من يتأخر ، حتى لو كانت مريضة ، أو متقدمة في العمر .
شيرين : هذا اللعين .
نرجس : لا فائدة من هذا اللعن ، أسرعا وإلا نالكما الكثير من سوطه الظالم .
شيرين : اذهبي أنت ، ودعينا وشأننا .
نرجس : هذا ما سأفعله ، فقد ذقت سوطه مرة ، وبدون مبرر ، ولا أريد أن أذوقه مرة أخرى .
شيرين : " تشيح عنها " ....
نرجس تخرج مسرعة،
ياسمين وشيرين وحدهما
ياسمين : هيا ، يا شيرين ،فأنا لن أبقى هنا أكثر مما بقيت ، فالجلاد في الجوار .
شيرين : ياسمين ..
ياسمين : " تهز رأسها " ....
شيرين : كنت عمياء ، وأنت فتحتِ عينيّ ، وأيقظتني .
ياسمين : ربما كان من الأفضل لو لم أفتح عينيك ، وأوقظك .
شيرين : مهما يكن ، فقد تيقظت .
ياسمين : كم أخشى أن تكون يقظتك هذه سبباً في هلاكك .
شيرين : لا يمكن ، فأنا هنا هالكة ، والهالك لا يهلك ، ياسمين ، أريد أن أعيش .
تدخل ثلاث نملات ،
وهن يركضن مذعورات
الأولى : أركضن .. بسرعة .
الثانية : الجلاد قريب ، الويل لنا لو وقعنا في يده ، وفي مدى سوطه .
الثالثة : أسرعن ، أسرعن .
الثانية : " تنتبه إلى " ياسمين وشيرين " أنتما، تحركا ، الجلاد قريب .
ياسمين : " تحدق فيهم دون أن ترد " ....
شيرين : " تشيح عنهم برأسها " ....
الثالثة : إنهما مجنونتان ، دعيهما .
الأولى : لا شأن لنا بهما ، هيا ، فلنسرع بعيداً عن هذا المكان .
النملات الثلاث يخرجن ،
ياسمين وشيرين تبقيان وحدهما
ياسمين : أرأيت ؟ نحن مجنونتان في نظر هؤلاء النملات الثلاث ، هيا فلنذهب .
شيرين : دعك منهن ، إنهن عمياوات ، وربما سيبقين عمياوات حتى النهاية .
ياسمين : هذه اليقظة ستكلفك غالياً ، إذا بقيت هنا أو ..
شيرين : أو ..
ياسمين : اسمعي ، إنه قادم ، وسوطه الظالم يقعقع كأنه الرعد .
شيرين : " تنظر صامتة نحو المشرق " ....
ياسمين : عليّ أن أذهب " تتهيأ للخروج " تعالي ، لا تكوني مجنونة .
شيرين : " تبقى جامدة " ....
ياسمين : لا أريد أن أندم على ما فعلته ، تعالي ،
تعالي .
شيرين : أنا أيضاً لا أريد أن أندم ، لقد استيقظت ، يا ياسمين ، نعم استيقظت ، ولا أستطيع أن أنام ثانية .
ترتفع فرقعة السوط ،
ياسمين تنتفض خائفة
ياسمين : الجلاد قادم " تسرع نحو الخارج " اسمعي فرقعة سوطه القاتل " تتوقف " تعالي .
شيرين : " تنظر إليها صامتة " ....
ياسمين : عندما ترينه .. هو وسوطه .. ستعرفين الحقيقة ، كما هي ، عارية .
شيرين : لقد رأيت الحقيقة ، يا ياسمين ، وأنت التي أريتني إياها .
ياسمين : رفيقتي " فرقعة سوط قريبة " إنه قادم ، لن أنتظر أكثر " وهي تخرج " اتبعيني .. بسرعة .. وإلا ..
شيرين : تتلفت حولها ، ترتفع فرقعات السوط مرات " والآن ما العمل ؟ آه .
شيرين تبقى جامدة ،
تقترب فرقعات سوط الجلاد
إظلام
المشهد الخامس
صوت الأغنية :
لا تجهضوا الربيع
دعوه يولد
لا تقتلوا الربيع
نريده يخلد
الحياة ربيع
الحياة للجميع
مدينة الأحلام
مدينة الوئام
تلك المدينة
الحياة فيها ربيع
الحياة فيها ربيع
ليل ، مدينة النمل ،
ياسمين تذرع المكان قلقة
ياسمين : تأخرت شيرين ، تأخرت كثيراً ، وهذه ليست عادتها ، إنني لم أرها طول النهار ، لم أرها منذ أن غادرتها ، صباح اليوم عند مفترق الطرق " تصمت " لعلها زعلانة مني ، لكني ما قلته لها هو ما أراه حقيقة ، إنني أخاف عليها ، فما تريده خطيراً ، خطيراً جداً ، وقد ينتهي بها إلى الهلاك " تصمت " يا للأسف ، كم أخشى أن يكون الخطأ خطئي ، ربما كان يجب أن أحتفظ برأيي لنفسي ، ولا أبوح لها به ، فقد كان أثره عليها كبيراً جداً .
ياسمين تتوقف ،
تطل النملة نرجس
ياسمين : نرجس .
نرجس : لم تأتِ بعد ؟ شيرين .
ياسمين : كما ترين ، إنني أنتظر عودتها ، بفارغ الصبر .
نرجس : يا لشيرين ، أخشى أن لا تعود ، هذه المرة .
ياسمين : ماذا تقولين ؟ ستعود ، ستعود بالتأكيد ، قد تتأخر قليلاً ، لكنها ستعود .
نرجس : وكأنك لا تعرفين ؟ ياسمين .
ياسمين : ماذا أعرف ؟ نرجس ، تكلمي .
نرجس : لقد تركتها ، يا ياسمين ، عند مفترق الطرق .
ياسمين : هذه ليست المرة الأولى ، أحياناً ، أحياناً نادرة ، لا نخرج حتى مترافقتين " تصمت " نعم ، تركتها هناك ، ودعوتها أن تلحق بي بسرعة ، فقد كان الجلاد في الجوار .
نرجس : ولم تلحق بك .
ياسمين : هذا صحيح " تصمت " أحياناً نقضي النهار متباعدتين ، ونلتقي هنا ليلاً ، إنه أمر طبيعي .
نرجس : ياسمين ، أخشى أنكما لن تلتقيا بعد هذا اليوم..
ياسمين : " تنظر إليها قلقة : ....
نرجس : نعم ، هذا ما أخشاه .
ياسمين : ماذا تقولين ؟
نرجس : إنهم يسعون في أثرها ، الجلاد وعدد من العساكر ، على الطريق المؤدي إلى الشرق ..
ياسمين : يا إلهي ، أهذا ممكن ؟
نرجس : والويل لها إذا وقعت في أيديهم ، أنت تعرفينهم ، وخاصة عندما يقودهم الجلاد اللعين .
ياسمين : " تضع وجهها بين يديها " ....
نرجس : أصغي " ترتفع ضجة من بعيد " ، أصغي ، يا ياسمين .
ياسمين : ماذا يجري ؟ أسمع ضجة غريبة تقترب ، آه .
نرجس : الأمر لا يبشر بخير " تنظر نحو مصدر الأصوات " لحظة لننظر ماذا يجري ، " تشهق متأثرة " يا ويلي ، شيرين .
ياسمين : " تسرع إليها " ما الأمر ؟ تكلمي ، ماذا يجري ؟
نرجس : هذا ما كنت أخشاه ، آه ..شيرين .. شيرين .
ياسمين : شيرين !
نرجس : لقد ألقوا القبض عليها ، وها هي بين أيديهم ، محطمة ، مدماة ، لا تكاد تقوى على السير .
يدخل الجلاد ، يتقدم حارسين ،
وبينهما شيرين منهارة مدماة
ياسمين : " تتمتم باكية " شيرين .
نرجس : يا إلهي ، أنظري إليها .
ياسمين " تنظر إليها باكية " شيرين .
نرجس : عرفت أنها لن تفلت منهم .
ياسمين : " باكية " المجرمون .
نرجس : " تنظر إلى ياسمين " إنني أعرفها طيبة ، بريئة ، ترى ما الذي دفعها إلى ذلك ؟
ياسمين : " تهرب بعينيها الباكيتين منها " ....
نرجس " " تنظر إلى شيرين " إنهم يأخذونها الآن إلى الملكة .
ياسمين : " باكية " شيرين .. شيرين .
نرجس : ومن يأخذونه هكذا إلى الملكة ، لا يخرج من عندها إلا إلى .. النهاية .
شيرين " تتوقف وتنظر إلى ياسمين " ....
ياسمين : " تنظر إليها باكية " ....
نرجس : ياسمين ، إنها تنظر إليك .
ياسمين : " تتمتم بكية " شيرين .
الجلاد " يدفع شيرين " تحركي ، أيتها الخائنة تحركي ، ستنالين عقابك الرادع ، لتكوني عبرة لمن يعتبر .
الحارسان يخرجان بشيرين ،
ياسمين تتراجع باكية
ياسمين : المسكينة .
نرجس : نحن المساكين .
ياسمين : " تنهار متكومة في الزاوية " ....
نرجس : لو أعرف فقط من حرضها على ترك هذه المدينة ، والهرب إلى المجهول .
ياسمين : " تبكي بصمت " ....
نرجس : لا تبكي ، البكاء لا يجدي .
ياسمين : " تستمر في البكاء " ....
نرجس : فلأخرج ، وأراقب ما يجري " تتجه ببطء إلى الخارج ، وإن كنت أعرف أنها النهاية " تواصل سيرها ببطء حتى تختفي " ....
الإضاءة تخفت ، تسمع
أغنية حزينة تأتي من بعيد
ياسمين : " تنهض عند نهاية الأغنية " الفجر يقترب ، وسينتهي الليل ، وتشرق الشمس ، كما تشرق دائماً .. من الشرق ، من حيث ذهبت شيرين .
شيرين : " صوتها من بعيد " لقد استيقظت ، وأخشى أن لا أستطيع النوم ثانية .
ياسمين : شيرين ، لقد فتحت عينيك ، وأيقظتك وها أنا مستيقظة ، وسأبقى مستيقظة ، لن أنام ثانية ، أنت تنادينني ، يا شيرين ، إلى حيث سرت " تتجه إلى الخارج " مهلاً ، يا شيرين ، سألحق بك ، على نفس الطريق ، لعلي أصل إلى حيث أردت أن تصلي ، إلى مدينة الحلم .
الضياء يأتي من المشرق ،
ياسمين تسير حتى تتلاشى في الضياء
إظلام
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق