مجلة الفنون المسرحية
(حرب العشر دقائق) للفرقة الوطنية للتمثيل تشارك بمهرجان عشيات طقوس المسرحي الـ 15
اختيار الدكتور أحمد حسن موسى عضوا في لجنة التحكيم مع الفنانة الأردنية عبير عيسى، والمخرج المصري جلال عثمان، والفنان الاماراتي عمر غباش، والمخرجة البحرينية كلثوم أمين
علي عبد النبي الزيدي: النص يشير إلى واحدة من كبرى المشكلات الاجتماعية التي سببتها سلطة السياسة ما بعد 2003
ابراهيم حنون : العرض تدور أحداثه في السنوات الأخيرة التي مرت على العراق وهو رسالة الى الناس كفى خوفاً، الى متى نبقى هكذا؟
كتب – عبد العليم البناء
يواصل مبدعو المسرح العراقي حضورهم الفاعل في المهرجانات المسرحية المحلية والعربية والدولية، ومجسدين عبر تجليات وتمظهرات ابداعية متنوعة عن قدراتهم وامكاناتهم في صياغة خطاب مسرحي مفعم بالجمال ومتناغم مع الهموم الوطنية اولانسانية، والذين ينحتون في صخر الوطن لإعلاء شأنه.
العشر دقائق) للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح، تستعد الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح للمشاركة في الدورة الخامسة عشرة من مهرجان (عشيات طقوس المسرحي) بحلته الجديدة ، والذي تقيمه فرقة (عشيات طقوس) الأردنية في مسارح المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان وستنطلق فعالياته يوم السبت المقبل الموافق 20/8/2022 بمشاركة فرق أردنية وعربية وأجنبية، وتم اختيار المخرج المسرحي العراقي الدكتور أحمد حسن موسى مديرعام دائرة السينما والمسرح عضواً في لجنة تحكيمه مع الفنانة الأردنية عبير عيسى، والمخرج المصري جلال عثمان، والفنان الإماراتي عمر غباش، والمخرجة البحرينية كلثوم أمين.
مسرحية (حرب العشر دقائق) تعد واحدة من العروض المسرحية العراقية المهمة التي تقدم قراءة كاشفة للهموم والإشكاليات التي عاشها المجتمع العراقي وما أفرزته من ظواهر سلبية وغير مسبوقة، وهي من تأليف : الكاتب علي عبد النبي الزيدي، وإخراج: الفنان ابراهيم حنون، وتمثيل الفنانين : آسيا كمال، قحطان زغير، أحمد شرجي، مهند علي، وسينوغرافيا : سهيل البياتي، وموسيقى ومؤثرات : محمد الربيعي، والإدارة المسرحية للفنان محمد سامي.
قال الكاتب علي عبد النبي الزيدي: "هذا النص الذي كتبته نهاية عام 2019 هو ضمن خمسة نصوص ترشحت لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية بمشاركة 316 كاتباً عربياً." مضيفاً: " النص يشير إلى واحدة من كبرى المشكلات الاجتماعية التي سببتها سلطة السياسة ما بعد 2003، وراحت تهدم بنية العلاقات الاجتماعية في الواقع العراقي، وأجدها من القضايا المسكوت عنها بسبب حساسيتها ". موضحاً : " النص والعرض معا يمتلك الجرأة في طرح هذه القضية المعنية بموضوع الشهادة من أجل الوطن وسواها وكيف أخذت هذه المفردة تتغير مع وجود سلطة جديدة جاءت بمفرداتها الجديدة ".
في حين قال المخرج ابراهيم حنون:" إن هذا العرض من انتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح، وتدور أحداثه في السنوات الأخيرة التي مرت على العراق قبل وبعد التغيير وهو رسالة الى الناس كفى خوفاً، الى متى نبقى هكذا؟"، موضحاً: " وهي دعوة الى التعاون والمحبة وأن نكون يداً واحدة ونبدأ الحياة من جديد ونعيش مثل شعوب العالم".
المسرحية التي سبق أن عرضت على خشبة مسرح الرشيد أواخر العام الماضي2021 حققت نجاحاً واقبالاً مشهوداً من المعنيين والمهتمين بالمسرح، حيث عبر عدد من نقاد المسرح العراقي عن آرائهم الإيجابية فيها شكلاً ومضموناً وسينوغرافيا، فضلاً عن الجمهور العريض.
الناقد الجمالي الدكتور عقيل مهدي يوسف يرى أن المسرحية تعالج بذكاء مفهوم الشهادة من وجهات نظر متناقضة، واستطاع المؤلف ان يختزل الثيمة المركبة التي تعكسها مرايا متنوعة من حيث البعد الايديولوجي والديني والأسري وصراع الاجيال من داخل البيت الواحد بأسلوب ممسرح.
أما الناقد يوسف عبد الحسين السياف فيرى أن المخرج استخدم الكولاج والتركيب لتبيان العنف والعبث واللا جدوى واللا منطق وخلق وحدة بين اليقظة والحلم واالتعبير عن لواقعة المأساوية التي تحملها كل شخصيات العرض من خلال أداء الممثلين المسترخي جداً فالكلمة الواحدة تحمل اكثر من معنى وفق التنسيق التشكيلي البصري بين كل مفردات العرض.
وقال الناقد علي حمدان إن (حرب العشر دقائق) يختزلها المخرج ابراهيم حنون في رحلة داخل سيارة في منطقة اسمها حي الشهداء اذ يستعرض الحدث الذي يدور داخل السيارة بين ثلاث شخصيات مضافاً اليها الاب العائد بعد أن سجل أنه أعدم، نرى كيف عاد الإبن والأرملة وسائق السيارة يعرفون الكل عن اأنفسهم ،فكرة المسرحية جدلية بين من يسجل شهيد ومن يسجل غير شهيد خائن متى نكون شهداء؟ ومتى نكون خونه؟.
الجدير بالذكر أن فعاليات مهرجان عشيات طقوس الدورة الخامسة عشر سوف تنطلق يوم السبت الموافق 20/8/2022 على خشبات مسارح المركز الثقافي الملكي بمشاركة محلية وعربية ودولية، وبرئاسة نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي، وادارة رئيس الفرقة ولجانه المتعددة التي يرأسها المعتمد المناصير ووفاء رمضان ومحمود الزغول وعمران العنوز وحسام ابو ذياب ومحمود الجراح بالإضافة لشركاء وداعمي المهرجان.
ونوه الدكتور الريموني بانه ستكون لجنة التحكيم محلية وعربية بالإضافة للورش المتخصصة والندوات الفكرية والنقدية ويقوم المهرجان بدورته الجديدة بتكريم مجموعة من المفكرين والفنانين الأردنيين والعرب اعترافاً بمنجزاتهم الابداعية، حيث نحاول البحث الدائم في الطقوس الانثربولوجية والمثيولوجية وتوظيفها في العروض المسرحية التي تقدمها بحثاً عن جماليات جديدة وانتصاراً للوجدان الانساني ويرافق هذا التوظيف معالجات اخراجية مبتكرة ترتقي بالذائقة الجمالية وتبحث عن الدهشة وكسر أفق التوقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق