المشهدُ الأولُ
شجرتان ِمتباعدتان ِ، الكلبُ
يغط ّتحتَ إحدى الشجرتينِ ِ
الكلب : خ خ خ خ " يزوم ويهمهمُ " هم م م م ،
الثعلبُ اللعينُ .. وصغيرُهُ ثعلوب..
وكذلك الأمُ ثعلبة .. يحومونَ في الجوارِ
.. منذُ عدةِ أيامٍ .. خ خ خ خ " يزومُ
مهدداً " هذا اللعينُ .. لم يتعظْ من
عضتي لهُ ..رغمَ أنَّها أفقدتهُ عقلهُ لأيام
.. سأفقِدُهُ عقلهُ هذهِ المرة مدى الحياة ..
إنْ كانَ سيظلُ في حياتِه مدى ..إذا
اقتربَ من الدجاجةِ .. أو أحدِ فراخِها
الثلاثة .. خ خ خ خ .
تدخلُ الدجاجة متوجسة ،
وحولها فراخها الثلاثة
الدجاجة : تقدموا بهدوءٍ .
الثاني : الجو هنا رائعُ َاليومَ .
الأول : الحرّ ُكادَ يقتلنا في القن ِ.
الدجاجة : هشْ وإلا قتلنا الكلبُ .
الفرخة : لكنَّ الكلبَ صديقنا .
الدجاجة : وسيبقى صديقنا إذا لم نزعجْهُ .
الأول : " يتوقفُ متضايقاً " ....
الثاني : حسن ، لن نزعجَهُ مادامَ صديقنا .
الدجاجة : " للأولِ " لا تتوقفْ .
الأول : " يتبعُها متذمراً " ....
الدجاجة : " قربَ الشجرةِ " لنجلسْ هنا ،
في ظلِّ هذهِ الشجرةِ " تتثاءبُ " ونرتحْ
بعضِ الوقتِ " تجلسُ " .
الفرخة : " تجلسُ إلى جانبها " نعم ، الجو هنا
مريحُ َ.
الدجاجة : " تتثاءبُ " أجلسا .
الثاني : " يجلسُ " ....
الأول : " يبقى في مكانِهِ " ....
الثاني : " يهمسُ لهُ " أجلسْ .
الأول : " يدمدمُ " دعني .
الفرخة : ماما .
الدجاجة : " تتثاءبُ " لا تقولي لي ، أنَّكِ جائعة ،
فأنا متعبة جداً ، وأريدُ أنْ أغفو .
الفرخة : لا يا ماما ، لستُ جائعة .
الدجاجة : " تغمضُ عينيها " هذهِ أولُ مرةٍ أسمعُ
منكِ كلاماً كهذا .
الثاني : " يكتمُ ضحكتهُ " .....
الفرخة : " تلكزُهُ " أسكتْ أنتَ .
الثاني : سكتّ .
الفرخة : ماما .
الدجاجة : " تهمهمُ " هم م م م .
الفرخة : أريدُ أنْ ..
الدجاجة : " تغطُ في النومِ " خ خ خ خ .
الثاني : نامتْ ماما .
الفرخة : يا للأسفِ ، أردتُ أنْ تحكيَ لي حكاية
الثعلبِ .
الأول : لا عليكِ ، اذهبي إلى الثعلب ، وسيحكي
لكِ الحكاية َبنفسهِ .
الفرخة : اذهبْ أنتَ ، لعلهُ يخلصُني منكَ .
الثاني : دعك ِمنهُ ، لنغفُ مثلَ ماما " يغطُ
محاكياً أمَّه " خ خ خ خ .
الفرخة : " تغالبُ ضحكها " كفى ، ستسمعُكَ
ماما.
الثاني : لنْ تسمعَني " يحاكي أمَهُ " خ خ خ خ .
الفرخة : " تغالبُ ضحكها " ....
الدجاجة : " تهمهمُ " هم م م م ناما وإلا استيقظ
الكلبُ وأكلكما .
الفرخة : نعم ماما " تغمض عينيها " سأنام .
الثاني : سأنامُ أنا أيضاً .
الأول : " بصوتٍ هامسٍ " هيْ .
الثاني : " ينظرُ إليهِ متسائلاً " ....
الأول : " يشيرُ لهُ أنْ تعالَ " ....
الثاني : " يهزّ رأسَهُ رافضاً " ....
الأول : أنت َفرخُ َ، وليسَ فرخة ً.
الثاني : هشْ .
الأول : تعالَ نلعبْ .
الثاني : لكن ماما ..
الأول : " يتقدمُ منهُ " ماما نائمة " يسحبُهُ برفقِ
" ولنْ يوقظها زئيرُ الأسدِ نفسِهِ
الثاني : الأسدُ !
الأول : إنهُ ملكُ الغابةِ ، هذا ما يقوله بابا .
الثاني : أهو أقوى من الكلبِ ؟
الأول : بل أقوى من الثعلبِ والكلبِ مجتمعينِ .
الثاني : يا للهِ .
الأول : " يحاولُ أنْ يدورَ بهِ " هيّا .
الثاني : مهلاً .
الأول : لنرقصْ ونغنِّ .
الثاني : " يتحركُ متردداً " ....
الأول : لا تخفْ ، أنتَ فرخُ .
الثاني : لكن ..
الأول : " يدورُ بهِ " بلا لكن .
الثاني : " يدورُ متردداً " ....
الأول : لنغنِّ .
الثاني : دعْنا من الغناءِ ، لنرقصْ فقط .
الأول : لا يطيبُ الرقصُ بدونِ غناءٍ " يدورُ
ويغني " الثعلب فاتْ فاتْ .. والذيلُ
سبعُ لفات .
الثاني : هشْ .. لا ترفعْ صوتكَ .
الأول : " يدورُ راقصاً " غنِّ معي ، غنِّ ..
الثعلب فاتْ فاتْ .. والذيلُ سبع لفات .
الفرخة : " تراقبهما بينَ الفرحِ والترددِ " ....
الثاني : " يغني متردداً " الثعلب فاتْ
فاتْ..والذيلُ
سبع لفات .
الفرخة : " تصفقُ مترددة " ....
الأول : " بصوتٍ أعلى " الثعلب فات فات ..
والذيل سبع لفات .
الثاني : لا ترفعْ صوتكَ ، ستستيقظ ماما ،
وكذلكَ الكلبُ .
الأول : " يستمرُ على الرقصِ والغناءِ " الثعلب
فات فات .. والذيل سبع لفات .
الفرخة : " تصفقُ مترددة " ....
الدجاجة : " تهمهمُ في نومِها " هم م م م .
الثاني : توقفْ ، ماما ..
الأول : ماما نائمة " يغني " الثعلب فات فات ..
والذيل سبع لفات .
الكلب : " يزومُ في نومِه " ....
الثاني : " يتباطأ في رقصِهِ " الكلبُ .
الفرخة : " تكفُ عن التصفيقِ " ....
الأول : " يستمرُ على الرقص ِوالغناءِ " الثعلب
فات فات .. والذيل سبع لفات .
الكلب : " يزومُ بصوتٍ أعلى " ....
الفرخة : " خائفة " آآ .. الكلبُ .
الدجاجة : " تنتفضُ خائفة " يا إلهي ، الكلبُ
سيستيقظ ُ.
الثاني : " يتوقفُ خائفاً " ....
الأول : " يستمرُ على الرقص ِوالغناء " الثعلبُ
فات فات .. والذيل سبع لفات .
الكلب : " يعتدلُ ويصيحُ " كفى .
الفرخة : " تلوذ ُبأمِها " ماما .
الثاني : " يقتربُ من أمِهِ " ....
الدجاجة : يا ويلي .
الأول : " يدورُ راقصاً متمتماً " الثعلب فات
فات .. والذيل سبع لفات .
الكلب : " يكشرُ عن أنيابِهِ " كفى وإلا ..
الأول : " يتباطأ في رقصِهِ " ....
الدجاجة : " تسرعُ إليهٍ " بنيّ .. " تمسكُ بهِ "
توقف ْ.
الأول : " يتوقفُ متذمراً " ....
الدجاجة : " للكلبِ " أرجوكَ سامحْهُ ، إنه فرخُ َ
صغيرُ َ.
الكلب : ليسكتْ ، ولتسكتوا جميعاً ، وإلا ..
الدجاجة : سكتنا ، وسنبقى ساكتين " تدفعُ الأولَ "
هيا ، اذهبْ إلى أخويكَ " للكلبِ " يا
صديقي ، نمْ ، ولنْ يزعجَكَ أحد مرة
أخرى .
الكلب : " يزومُ ثمّ يرقدُ " ....
الدجاجة : " تذهبُ إلى صغارِها " هيّا يا صغاري
" تجلسُ تحتَ الشجرةِ " أجلسوا
هادئين، وحاولوا أن تناموا .
الثاني : " يجلسُ صامتاً " ....
الفرخة : ماما .
الدجاجة : هشْ .
الفرخة : أردتُ أنْ ..
الدجاجة : نامي .
الفرخة : " تغمضُ عينيها " نعمْ ماما .
الدجاجة : " تنظرُ إلى الأولِ " وأنتَ ..
الأول : إنني فرخُ َ.
الدجاجة : " تتثاءبُ " فرخُ َمجنونُ َ.
الأول : من حقي أنْ أرقصَ وأغني .
الدجاجة : ومن حقهِ أنْ يمنعَكَ ، إذا أزعجتهُ ، وهو
نائم .
الأول : " يتطلعُ إلى الكلبِ " الكلبُ .. الكلبُ .
الدجاجة : ماذا !
الأول : لا شيء .
الدجاجة : أجلسْ ، ونمْ .
الأول : " يجلسُ على مضض ٍ" ....
الدجاجة : " تغمضُ عينيها متثائبة " أغمضوا
عيونَكمْ ، وناموا .
الجميعُ يغمضونَ عيونَهمْ ،
عدا الفرخ الأولُ
الدجاجة : " تغطُ في النومِ " خ خ خ خ .
الكلب : " يغطُ في النومِ " خ خ خ خ .
الفرخة : " تغطُ في النومِ " خ خ خ خ .
الثاني : " يغطُ في النومِ " خ خ خ خ .
الأول : ناموا جميعاً " يتلفتُ حوله " أهذه حياة ُ
يعيشها فرخ مثلي ؟ " ينهضُ بهدوءٍ "
الكلبُ ، آه ، لن أبقى معه في مكان
واحدٍ، مهما كلّفَ الأمرُ " يتسللُ إلى
الخارج " فلأهاجر ْإلى مكان ٍبعيد ٍ، كما
يهاجرُ البطُ واللقالقُ والفراشاتُ و ..
الفرخُ الأولُ يخرجُ ،
الجميعُ يغطونَ نائمين
إظلام
المشهدُ الثاني
شجرة َضَخمة ، يدخلُ
الفرخُ ، ويتوقفُ متلفتاً
الفرخ : آه ، هذا مكانُ َمثاليُ َ، غاية في الهدوءِ ،
بعيد عن القنِّ ، وعن كل ِّما فيه ،
وخاصة ًالكلب ، وأوامره الدائمة "
يحاكي الكلب َ" كفى ، كفى وإلا .. "
يصمتُ " يا لِلهِ ، سأعيشُ هنا حراً مثل
..
الثعلب : " من الخارج " عووووو .
الفرخ : " خائفاً " ما هذا ؟ " يتلفتُ حولهُ " لعلهُ
الأسدُ " يهمّ بالهرب " فلأهربْ .
الثعلب : " من الخارجِ " عووووو .
يدخلُ ثعلوب ، وتقعُ
عيناه على الفرخ ِ
ثعلوب : توقفْ .
الفرخ : " يتوقفُ مرتجفاً " ....
الثعلب : " من الخارج " عووووو .
الفرخ : أهو أسدُ َ؟ هذا العووووو .
ثعلوب : لا ، لا ، إنه بابا .
الفرخ : بابا !
ثعلوب : نعم ، وهو يبحثُ عني .
الفرخ : آه .
ثعلوب : لقد هربتُ من البيتِ .
الفرخ : أنا أيضاً هربتُ .
ثعلوب : هؤلاءِ الكبارُ لا يُطاقونَ .
الفرخ : " يهزّ ُرأسَهُ متردداً " ....
ثعلوب : هربتُ بسببِ بابا وماما .
الفرخ : أنا هربتُ بسببِ الكلبِ .
ثعلوب : لقد مللتُ ، إنهما يتخاصمان دائماً .
الفرخ : إنه يصيحُ دائماً ، ويهددُ " يحاكي الكلبَ
" كفى ، كفى وإلا ..
ثعلوب : بابا يقولُ ، ثعلوب يشبهُني ، وماما
تقولُ ، كلا ، إنه يشبهني .
الفرخ : وأنتَ ماذا تقولُ ؟
ثعلوب : لستُ مع بابا ، ولا مع ماما ، ولهذا
هربتُ .
الثعلب : " من الخارجِ " عووووو .
الفرخ : أصغ ِ، هذا أبوكَ مرة أخرى .
ثعلوب : لا تخفْ ، مازالَ بعيداً .
الفرخ : لو رآكَ هنا ، لأعادَكَ إلى البيتِ .
ثعلوب : لن أعودَ مهما كلفني الأمرُ .
الفرخ : أنا أيضاً لن أعودَ " ينظرُ إليه " ما رأيكَ
أن نهاجرَ ؟
ثعلوب : نهاجر !
الفرخ : نعم ، كما يهاجرُ البطُ واللقالقُ
والفراشاتُ و ..
ثعلوب : هذا رائع ، لكنْ إلى أينَ يمكن أن
نهاجرُ؟
الفرخ : لا عليكَ ، المهمُ أنْ نهاجرَ .
ثعلوب : أنتَ عبقريّ ، فمثلُ هذهِ الأفكارِ
العظيمةِ، لم تخطرْ لي على بال ٍ.
الفرخ : " فرحاً " تقولُ ماما ، إنَّ أفكاريَ تشبهَ
أفكارَ بابا ، فقدْ هاجرَ في صغرهِ ، لكنَّهُ
عادَ إلى القن ِ، عندما سمعَ صوتَ ..
الثعاب : " من الخارج " عووووو .
الفرخ : وتزوجَ من عشرِ دجاجاتٍ ، ولم يفكرْ
في الهجرةِ ثانية .
الثعلب : " " من مكان ٍقريبٍ " عووووو .
الفرخ : أبوكَ يقتربُ .
ثعلوب : " يتأهبُ للفرارِ " فلنهاجرْ " بسرعةٍ "
يمسكُ بالفرخِ " هيا فالبطُ واللقالقُ
والفراشاتُ ، ليسوا أفضلَ منّا .
ثعلوبُ والفرخُ يخرجانِ ،
يدخلُ الثعلبُ متلفتاً
الثعلب : عجباً ، أين مضى هذا اللعينُ ، سيضلُ
الطريقَ ، و .. " يتشممُ ما حولهَ " هذهِ
رائحتهُ ، نعم ، فهيَ كرائحتي ، وليستْ
كرائحةِ أمهِ ، و .. " يتشممُ " أهذا معقول
؟ رائحة فرخ ِ؟ فرخ ِ دجاجةٍ ، من يدري
لعلَ اللعينَ اصطادَ فرخاً وأكله ، دونَ أنْ
يتركَ لي منهُ ولو .. " يتوقفُ " أوه ،
هاهي زنبقة الوادي قادمة ، وستنثرُ فوقيَ
كلماتِها العطرة َ.
تدخلُ الثعلبة ُمولولة ً،
وتحدقُ في الثعلبِ
الثعلبة : أين هو ؟
الثعلب : من ؟
الثعلبة : " تصيحُ مغتاظة " جدي .
الثعلب : جدكِ أكلهُ الأسدُ .
الثعلبة : ليتَ الأسدَ يأكلني أنا أيضاً ، ويخلصُني
مما أنا فيهِ .
الثعلب : " يلوذ بالصمتِ " ....
الثعلبة : أينَ مضى ؟ أخبرْني وإلا جُننتُ .
الثعلب : لو كنتُ أعرفُ لما رأيتني هنا .
الثعلبة : كلّ ُهذا بسببكَ .
الثعلب : بلْ بسببكِ أنت ِ .
الثعلبة : أنتَ عنيد .
الثعلب : وأنتِ أعندُ .
الثعلبة : قلتُ لكِ ألفَ مرةٍ ، إنه يشبهُني .
الثعلب : وقلتُ لكِ ألفيْ مرةٍ ، إنه لا يشبهكِ أنت،
بلْ يشبهني أنا .
الثعلبة : أنتَ لم تهربْ مرة من البيتِ .
الثعلب : وكذلك أنتِ .
الثعلبة : إذنْ ؟
الثعلب : إنه لا يشبهني .
الثعلبة : ولا يشبهني أيضاً .
الثعلب : إنه يشبه جدَّكِ .
الثعلبة : كلا .
الثعلب : لقد هربَ جدُكِ مرة ، وأكلهُ ..
الثعلبة : لنْ أدعَ الأسدَ يأكلُ ابني " تتجهُ إلى
الخارج " ثعلوب .
الثعلب : " يسرعُ في أثرِها " تمهلي ، سنبحثُ
عنهُ سوية ً.
الثعلبة : كلا ، سأبحثُ عنه وحدي ، وأعيدُهُ
سالماً إلى البيتِ .
الثعلب : أيتها الحمقاءُ ، سيأكلكِ الأسدُ كما أكلَ
جدَّكِ .
الثعلبة : دعني ، إنني أم ثعلوب ، ولست ُجدي .
الثعلب : لا فائدة ، لقد جنّتْ .
الثعلبة تخرجُ مولولة ً،
وخلفها يخرجُ الثعلبُ
ثعلوب : " من الخارج ِ" آه تعبتُ .
الفرخ : " من الخارج " آه سأموتُ من التعبِ .
ثعلوب : " من الخارج ِ" أين نحنُ ؟
الفرخ : " من الخارج ِ" ما أدراني ، إنني لم أعدْ
أعرفُ رأسيَ من قدميّ .
يدخلُ ثعلوبُ والفرخُ ،
وأحدهما يسندُ الآخرَ
ثعلوب : كفى ، لنتوقفْ هنا .
الفرخ : تلكَ شجرة ُضَخمة ، لنذهبْ ونجلسْ في
ظلِها .
ثعلوب : هيّا " يسيرُ متهادياً " وإنْ كنتُ أظنُ ،
أنني لن أصلَ إليها .
الفرخ : " يتوقفُ ويتأملُ الشجرةَ " أنظرْ .
ثعلوب : دعني ، إنني متعبُ َ.
الفرخ : أعتقدُ أنني رأيتها من قبلُ ، هذهِ الشجرة
ليستْ غريبة عليّ .
ثعلوب : " يترنحُ " أية شجرة ٍ؟
الفرخ : هذهِ " يشيرُ إليها مترنحاً " إنها أمامكَ ..
تترنحُ .
ثعلوب : " يحدقُ في الشجرةِ مترنحاً " آه ،
الشجرة ُ، أعتقدُ أنني رأيتها أيضاً .
الفرخ : " يضحكُ " ها ها ها .. ليسَ في الحلمِ .
ثعلوب : " يغالبُ ضحكه " أتعني أنها ..
الفرخ : " يضحكُ " ها ها ها .. هي نفسها .
ثعلوب : " يحدقُ في الشجرةِ مترنحاً " حقاً ، إنها
هي " يضحكُ " ها ها ها ..كنّا ندورُ ..
ها ها ها .. وعدْنا من حيثُ بدأنا .
الفرخ : " يضحكُ مترنحاً " ها ها ها .. لقد درْنا
ساعاتٍ .. ها ها ها .. دونَ جدوى .
ثعلوب : لا عليكَ " يكفُ عن الضحكِ " لنرتحْ
هنا قليلاً ، ثمّ نهاجرُ .
الفرخ : حسن " يتجهُ إلى ما وراء الشجرةِ "
سأرقدُ أنا هناكَ .
ثعلوب : " يتبعهُ مترنحاً " ذلكَ مكان ُجَيد ،
سأرقدُ معكِ فيهِ .
الفرخ : " من خلفِ الشجرةِ " تعالَ .
ثعلوب : آه أكادُ أموتُ من التعبِ .
الفرخ " من خلفِ الشجرةِ " تمددْ ، ونمْ .
ثعلوب : " من خلفِ الشجرةِ " أتعرفُ ماذا
نسيتُ؟
الفرخ : " يهمهمُ من خلف الشجرةِ " هم م م م .
ثعلوب : " من خلف الشجرة " كانَ جدي .. قبلَ
أنْ يأكلهُ .. الأسدُ ..
الفرخ : " من خلف الشجرة " خ خ خ خ .
ثعلوب : أوه ، نامَ ، المسكينُ إنَّه متعبُ َ..أنا
أيضاً متعب .. " صوتُ تثاؤبه "
فلأغفُ قليلاً .. ثمً أهاجرُ مع هذا ال ..
" يهمهمُ " هم م م م .. " يغطُ في
النومِ " خ خ خ خ .
ثعلوب والفرخُ يغطانِ
في نومٍ عميقٍ
إظلام
المشهدُ الثالثُ
المنظرُ السابقُ ، يدخلُ
الكلبُ ، تتبعُه الدجاجة
الدجاجة : " متعبة ً" صغيري .
الكلب : ليسَ هنا أيضاً .
الدجاجة : هذا مكانُ َمنقطعُ َ" بصوتٍ مرتعش ٍ"
صغيري .
الكلب : لقد بحثنا عنهُ في كلّ مكان ٍ.
الدجاجة : لا فائدة " بصوتٍ باكٍ " أين هو الآن يا
ُترى ؟
الكلب : لا عليكِ ، سنجده ، ونعود به إلى القن .
الدجاجة : الثعلبُ " باكية ً" ولا أحدَ غيرُهُ .
الكلب : لن يجرؤ الثعلبُ على الاقترابِ منكِ ،
أو من أحدِ فراخِكِ ، بعدَ أنْ أذقتهُ أنيابي.
الدجاجة : أينَ صغيري إذنْ ؟ أينَ هو ؟
الكلب : لعلهُ في الجوارِ ، يلهو مع أحدِهمْ " يتجه
إلى الخارج " تعاليْ نبحثُ عنهُ ، لابدَّ
أنْ نجدَهٌ، قبلَ أن تغربَ الشمسُ .
الدجاجة : " تتبعُهُ مكفكفة ًدموعَها " ليتني تركته ُ
يلهو ويغني .. " تغني من بين دموعِها
" الثعلب فات فات .. والذيلُ تسعُ لفات.
الكلب : ليسَ تسعُ لفات .
الدجاجة : ها ؟
الكلب : بلْ سبعُ لفات .
الدجاجة : سبعُ ؟ وكيفَ تريدُني أنْ أفرقَ بينَ
العشر والسبع ِلفات ، وصغيري .. "
تبكي "
الكلب : " يخرج ُ" ....
الدجاجة : " وهي تخرجُ " سبعُ لفات إذنْ ؟
الكلب : " من الخارج ِ" نعم ، سبعُ لفات ،
تعاليْ.
الدجاجة : " من الخارج ِ" ليكنْ ، هيّا .
الفرخُ يقبلُ متردداً ،
ويتوقفُ تحتَ الشجرة ِ
الفرخ : أهو حلمُ؟ ربما ، بلْ نعمْ ، إنهُ حلمُ،
وإلا ما الذي يأتي بماما ، وذلكَ الكلبُ ،
إلى هنا ؟
الكلب : " من بعيدٍ " عو عو عو .
الفرخ : " خائفاً " يا ويلي .
ثعلوب : " يدخلُ " لا تخفْ .
الفرخ : " متردداً " أبوكَ ؟
ثعلوب : لا ، هذا ليسَ أبي .
الفرخ : " يهزّ ُرأسَهُ " ....
ثعلوب : مهما يكنْ ، دعكَ منهُ ، إنهُ بعيد .
الثعلب : " من الخارج " عووووو .
الفرخ : هذا ..
ثعلوب : نعم ، بابا .
الفرخ : إنه قريب .
ثعلوب : مازالَ يبحثُ عني .
الثعلب : " من الخارج ِ" عووووو .
الفرخ : هاهو قادم " يتجهُ إلى ما وراء الشجرةِ
" فلنختبىءْ .
ثعلوب : هيا ، فأنا لا أريدُ أنْ أفارقكَ ، وأعودَ
إلى البيتِ ، لأسمعَ بابا وماما
يتخاصمان ِحولَ ..
الثعلب : " من مكان ٍقريبٍ " عووووو .
الفرخ : " من خلف الشجرةِ " أسرعْ وإلا ..
ثعلوب يسرعُ ، يدخلُ
الثعلبُ متلفتاً ، ويراهُ
الثعلب : ثعلوب " يصيحُ " توقفْ .
ثعلوب : " يتوقفُ " أوه .
الثعلب : " يقتربُ منهُ " أيها اللعينُ .
ثعلوب : بابا .
الثعلب : قلتُ لكَ ألفَ مرةٍ ، لا تبتعدْ عن البيتِ.
ثعلوب : جدي ابتعدَ بدون سببٍ .
الثعلب : وأكلهُ الأسدُ .
ثعلوب : ليتَ الأسدَ يأكلني أنا أيضاً ، لم أعدْ
أحتملُ .
الثعلب : أنا معكَ ..
ثعلوب : " ينظرُ إليهِ متعجباً " ....
الثعلب : فأمكُ لا ُتحتملُ .
ثعاوب : " يتململُ متضايقاً " ....
الثعلب : ولولاكَ لهاجرتُ أنا نفسي .
ثعلوب : تهاجرُ !
الثعلب : " بصوتٍ مؤثر ٍ" حتى لو أكلني الأسدُ .
ثعلوب : " يتشبثُ بهِ " لا .
الثعلب : بنيّ .
ثعلوب : بابا .
الثعلب : لنعدْ إلى البيتِ ، فأمُكَ تنتظرُكَ باكية ً.
ثعلوب : " متأثراً " آه .
الثعلب : هيّا ، عدْ وكفكفْ دموعَها ، فهي أم ،
صحيحُ أنها أحياناً ..
ثعلوب : بابا .
الثعلب : حسن ، فلنعدْ .
ثعلوب : هيّا .
الثعلب : " يهمّ ُبالسير " هيّا يا بنيّ َ" يتوقفُ "
ثعلوب .
ثعلوب : " متوجساً " نعم .
الثعلب : " يتشممُ " أشمّ ُرائحة ًغريبة ً.
ثعلوب : آه .
الثعلب : إنها رائحة ُفرخ ِدجاجةٍ .
ثعلوب : ماذا ؟ فرخُ دجاجةٍ !
الثعلب : إنها نفسُ الرائحةِ ، التي شممتُها
ممتزجة ًبرائحتِكَ ، حينَ جئتُ أبحثُ
عنكَ هنا ، قبلَ ساعاتٍ .
ثعلوب : فرخُ دجاجةٍ !
الثعلب : وقلتُ في نفسي ، إن صغيريَ ثعلوب ،
أكلَ الفرخَ ، ولم يذكرْ أباهُ ، وهذهِ
ليستْ عادتهُ .
ثعلوب : " يتمتمُ " فرخُ الدجاجةِ ؟
الثعلب : " يربتُ على بطن ِثعلوب " أهو هنا ؟
الفرخُ .
ثعلوب : " مستنكراً " كلا .
الثعلب : إنهُ فرخُ دجاجةٍ .
ثعلوب : كلا ، كلا .
الثعلب : " يتشممُ " أنتَ صادقُ َ، يبدو أنكَ لم
تأكلهُ ، فرخ الدجاجةِ ذاكَ .
ثعلوب : " متخوفاً " بابا .
الثعلب : فرائحتهُ الطيبة ُاللذيذة ُ" يتجهُ إلى ما
وراء الشجرة " تفوحُ من هذهِ الجهةِ .
ثعلوب : " يتشبثُ بهِ " بابا .
الثعلب : دعني ، فرخُ الدجاجةِ هناكَ ، سنأكلهُ أنا
وأنتَ .
ثعلوب : كلا " يشدّهُ إلى الوراء " لنعدْ إلى
البيتِ، ماما تنتظرنا .
الثعلب : دعني " يتملصُ منهُ " لن أدعَ الفرخَ ،
وأذهبَ إلى أمكِ .
ثعلوب : " يصيحُ " بابا .
الثعلب : " يواصلُ سيرَهُ " فرخُ الدجاجةِ .
الكلب : " من الخارج ِ" عو عو عو .
الثعلب : " يجمدُ " الكلبُ .
ثعلوب : ماذا ؟ الكلبُ !
الكلب : " من الخارج ِ" عو عو عو .
الثعلب : " يتراجعُ " عضني مرة ً، وأفقدَني
نصفَ عقلي .
ثعلوب : بابا ، فلنهربْ ، وإلا فقدتَ ..
الثعلب : " يصيحُ " والفرخُ ؟
الكلب : " من الخارج ِ" عو عو عو .
الثعلب : هذا الكلبُ " يتشممُ " معَه دجاجة ،
دجاجة ..
ثعلوب : بابا ، عقلكَ .
الكلب : " من الخارج ِ" عو عو عو .
الثعلب : هذهِ المرة َ، لنْ أفقدَ عقلي فقط ْ" يتراجعُ
خائفاً " بلْ سأفقدُ حياتي نفسَها " يمسكُ
ثعلوب " هيّا .
ثعلوب : " يرفعُ صوتهُ متعمداً " هيا يا بابا ،
هيا، هيا .
الفرخ : " يطلّ ُبحذر من وراء الشجرة
" ....
ثعلوب : " يلوحُ له خلسة ً" الوداع .
الفرخ : " يلوحُ لثعلوب " ....
الثعلب : ماذا !
ثعلوب : لا عليكَ يا بابا ، لا عليكَ " يلوحُ
للفرخ "ِ ....
الكلب : " من مكان ٍقريبٍ " عو عو عو .
الثعلب : " مرتعباً " الكلبُ " يسرعُ بثعلوب "
لنهربْ يا بنيّ وإلا ..
يخرجُ الثعلبُ ، وكذلكَ
ثعلوب ، الفرخُ يتقدمُ
الفرخ : هذا هو الثعلبُ إذنْ ؟ يا إلهي ، كادَ
يفترسُني لولا ثعلوب ، من يصدقْ أنني
أنا فرخُ الدجاجةِ ، صادقتُ ثعلوب ،
وهاجرتُ معه ، و .." يصمتُ "
صديقي ثعلوب ، هذه هي المرةُ الأولى
وربما الأخيرة ُ، التي أراكَ فيها ، لكنْ
ومهما كانَ الأمرُ ، فسأبقى أذكركَ مدى
الحياةِ " ينظرُ إلى الخارج ِ" آه هذهِ ماما
ومعها ..
تدخلُ الدجاجة ُوالكلبُ ،
الدجاجة ُتقفُ مذهولة ً
الفرخ : ماما .
الدجاجة : صغيري .
الكلب : آه ، إنهُ الفرخُ أخيراً .
الدجاجة : " تسرعُ نحوهُ " صغيري .. صغيري .
الفرخ : " متردداً " ماما .
الدجاجة : بنيّ " تحضنهُ " ماذا فعلتَ ؟ كدتَ
تقتلني .
الكلب : " يتشممُ " بلْ كادَ يُقتُلُ نفسهُ .
الدجاجة : " تتطلعُ إليهِ " ....
الكلب : الثعلبُ كانَ هنا .
الدجاجة : الثعلبُ !
الكلب : " يتشممُ " ومعَهُ صغيرُهُ ثعلوب .
الدجاجة : يا ويلي .
الكلب : " يحدقُ في الفرخ ِ" ....
الدجاجة : بنيّ ، رأيتهُ ؟ ثعلوب .
الفرخ : لم أرَ إلا صديقاً .
الدجاجة : " تصمتُ مذهولة ً" ....
الكلب : " يهزّ ُرأسَهُ " ....
الفرخ : " للكلبِ " أشكركَ .
الكلب : هذا واجبي .
الدجاجة : لنذهبْ " تمسكُ بالفرخ ِ" أخوكَ وأختكَ
ينتظران " تسيرُ بالفرخ ِ" هيا .
الكلب : " يتقدمهما " لنسرعْ ، فالشمسُ تكادُ
تغربُ .
الكلبُ يخرجُ ، تتبعُه
الدجاجة ُوصغيرُها الفرخُ
إظلام
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق