مجلة الفنون المسرحية
البدايات وظهور مفهوم المخرج المسرحى..فى افتتاح المتلقى الفكرى لدورة المخرج المسرحى المصرى
همت مصطفى _ مسرحنا
عقد بالمجلس الأعلى للثقافة افتتاحية المحور الفكرى للدورة الخامسة عشر من المهرجان القومى للمسرح «دورة المخرج المسرحى المصرى« حيث بدأت أول الندوات بعنوان «البدايات وظهور مفهوم المخرج المسرحى» قدمت فى ثلاثة محاور هم البدايات المسرحية ومفاهيم الأخراج المسرحى 1870- 1925 لدكتور عمرو دوارة، يعقوب صنوع مخرجا مسرحيا د. نجوى عانوس، ذكى ظليمات وبداية المفهوم العلمى للأخراج المسرحى للدكتور عبد الغنى داود وذلك بحضور رئيس لجنة الندوات الناقد جرجس شكرى ومدير المهرجان الفنان يوسف إسماعيل ومجموعة من المسرحيين والإعلاميين وكان هناك اختيار وبداية موقفه باختيار الموضوع الأول للدكتور عمرو دوارة؛ وذلك لثقافته الموسوعية ليعطى معلومات دقيقة عن بداية ومفاهيم الإخراج المسرحى منذ عام 1870 – 1925.
بدأت الندوة بكلمة مدير المهرجان الفنان يوسف إسماعيل الذى رحب بالحضور واعرب عن سعادته بكل الأساتذة المتواجدين بالقاعة فى افتتاح المحور الفكرى والنقدى حول دورة المخرج المسرحى المصرى الدورة الخامسة عشر للمهرجان القومى للمسرح .
وذكر قائلا: يسعدنى أن أرحب بالدكتورة نجوى عانوس والدكتور سيد خاطر والناقد الأستاذ عبد الغنى داود، ود. عمرو دوارة، كما يسعدنى أن ارحب بشريك الكفاح الناقد جرجس شكرى، ومنذ الدورة الثانية عشر ونحن نعتبر المهرجان جزئين جزء نقدى ونظرى وجزء عروض مسرحية ونولى اهتمام كبير بالمحور الفكرى والنقدى للمهرجان وللدورتين الماضيتين تم إنجاز مجموعة من الدراسات والأبحاث المهمة التى تم توثيقها فى الكتاب الذى صدر فى نهاية المهرجان ولا يخفى على أحد المشككين والمزورين فى تراث المسرح المصرى الذين تصدينا لهم بقوة وهو واجبنا الوطنى قبل واجبنا الفنى فلابد أن تكون هناك هذه الروح الوطنية التى تشحذنا للدفاع عن تراثنا المسرحى والإنسانى الذى عمر يبلغ قرابه 152 عاما وهو هذا بالنسبة للمسرح الحديث والمعاصر،أما ما قبل ذلك فهناك قرون بدءا من الفراعنه وحتى الأن وهناك أشكال وظواهر مسرحية ومنها خيال الظل وابن دانيال والأراجوز، فلدينا تراث مسرحى كبير وحاولنا أن نصد هؤلاء الجواسيس على تراثنا المسرحى .
تلى كلمة مدير المهرجان كلمة الناقد جرجس شكرى رئيس لجنة الندوات المحور الفكرى الذى وجه الشكر للفنان يوسف إسماعيل للتفهم الذى ساد بينهم للوصول لهذه المرحلة، فكان هناك اتفاق أنها هذه الدورات دورات استثناءيه .
فقال: منذ الدورة الثالثة عشر نحن أمام دورة استثناءيه تضيف إلى أهداف المهرجان هدفا آخر، فإذا كان هدف المهرجان القومى منذ نشأته إلقاء الضوء على شتى أطياف عروض المسرح المصرى من كل الاتجاهات وتقديمها للجمهور والتركيز على المواهب الصاعد؛ إلا أنه فى السنوات الثلاث الأخيره أصبح لازما علينا أن يكون للمهرجان القومى للمسرح دور آخر وهو الدفاع عن هويه المسرح المصرى، وعن تاريخه نتيجة للظروف التى حدثت وكلكم يعرف تغاضينا عنها، ولكن قدمنا ثلاث دورات وأعتبر الدورات الثلاثة هم دورة واحدة من ثلاث أجزاء وضعنا العنوان الرئيسى 150 عاما على نشأة المسرح المصرى بدأنا ب150 عاما على نشأة المسرح المصرى 1870 _2020 أطلقنا عليها دورة الآباء وحضر معنا الأسلاف بقوة من خلال المسرح فى مصر القديمة ومن خلال الظواهر المسرحية وفنون خيال الظل والأراجوز وقدمنا للجميع ماهى إنجازات المسرح المصرى عبر قرون وليس 150 عاما وكانت هناك شهادات وقفت سميحة أيوب إلى جوار أمينة رزق ويعقوب صنوع وكان هناك سمير العصفورى بجوار عزيز عيد، شئنا من البداية أن تكون هناك شهادات للأحفاد والأبناء فنحن لا نتحدث عن التاريخ فحسب ولكن نتحدث عن استمرارية ونهضة للمسرح المصرى ما زالت قائمة فى الدورة الثانية احتفلنا بالكاتب المسرحى المصرى فكان هناك المخطوطات الفرعونية وصولا إلى اليوم الأخر فى الندوات حيث حضر مجموعة من كتاب المسرح للإدلاء بشهادات حول التجربة المسرحية فى الكتابة مرورا بجيل كبير من الكتاب بدء من توفيق الحكيم ومن سبقوه فى التمصير وسواه مرورا بجيل النهضة فى الستينيات وأجيال عديدة قدمنا هذه البانوراما وشئنا فى هذه الدورة أن تكون الخاتمة بصانع الحياة المسرحية وهو المخرج وهو العنصر الأكثر إثارة فى العملية للمسرحية بالنسبة لنا نحن العرب بالتحديد، لأننا إذا كانت لدينا كتابات أو ظواهر لكننا استودرنا هذه العملية تقريبا بكاملها من الغرب وفكرة الإخراج وأثيرت تساؤلات عديدة حول فنون الفرجة والظواهر المسرحية، المخرج هو ليس صانع الحياة المسرحية فقط على خشبة المسرح ولكنه حتى ولو أن هناك عروض تم تمصيرها؛ إلا أن كان يعاد إنتاجها مع الجمهور المصرى فى البيئة المصرية بواسطة هذا القائد المخرج المسرحى ومر الإخراج المسرحى بمراحل عديدة مراحل كانت ملتبسة فى فترات حتى وصلنا إلى من أهدينا هذه الدورة وهو الفنان عزيز عيد فقد سافر وعاد بالمفهوم العلمى للإخراج المسرحى وبالفعل كان هناك صدى كبير أمس فى الافتتاح مع ظهور شخصية عزيز عيد على خشبة المسرح ومنذ أن أهدينا هذه الدورة إلى عزيز عيد تتأكد أهمية هذا الرجل وكم العروض التى قدمها والاتجاهات التى قدمها سواء فى الكوميديا أو المسرح العالمى وهو درس من الدروس الكبرى أن تكون الكلمة العليا للمخلية ابتكر كل شىء وقدم كل ماهو جديد فى المسرح وكان دائم التجديد، لينتهى به الأمر للعمل فى فرقة جواله متواضعه
وتابع قائلا: كانت المشكلة ماذا نقدم فى دورة المخرج المسرحى فقد قدمنا دورة الأباء ودورة الكاتب المسرحى وربما هناك تماس لأننا نعمل فى عملية واحدة وحقبة واحده، حاولنا مع اللجنة التى تكونت من الناقدة عبلة الروينى والصديق عمرو دواره، والمخرجة عبير على أن نضع خطة لهذه الدورة من خلال المحور الفكرى واثقفنا أنه سيكون الجزء الأكبر من هذه الندوة للمخرجين وهناك مجموعة كبيرة من المخرجين فى اليوم الثالث والرابع المصريين خلال يومين فى اربع جلسات لتقديم شهادات حول تجاربهم فى القوالب الفنية والأساليب والتيارات المسرحية التى قاموا استخدمها حولنا خلال يومين أن نلقى نظرة حول الإخراج المسرح منذ البداية وصولا إلى التسعينيات والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين دون أن نحدد الفترات ولكن وضعنا البداية وظهور مفهوم المخرج المسرحى على اعتبار أن مفهوم المخرج المسرحى ظل ملتبسا فترة طويلة ثم قدمنا متى تعاظم دور المخرج المسرحى وأصبحت له كلمة عليا أو رأى فى العرض المسرحى منذ خمسينات وستينيات القرن الماضى وهناك محور حول المسرح الشعبى وحضور تيار المسرح الشعبى على اعتبار انه كان هناك سؤالا مطروحا بقوة فى نهاية الخمسينيات تماس مع طرح فكرة الهوية والقومية فى تلك الفترة إلى تسعينيات القرن الماضى وطرح مفهوم التجريب الذى ساد ليس فقط بفعل المهرجان التجريبى ولكن بفعل متغيرات عديدة منها المسرح الحر والمستقل وصعود فرق الهواة وحاولنا أن تكون محطات نمر عليها أو نأخذها زريعه للحديث عن رحلة الإخراج المسرحى فى مصر .
ثم بدأ الدكتور عمرو دواره مداخلته بالحديث عن بعض الومضات فى الدورة الخامسة عشر ومنها عشر إصدارات لعشر مكرمين وهو جهد كبير من رئيس لجنة المطبوعات الكاتب عماد مطاوع المخرج الفنى انس الديب والناقد جرجس شكرى فكان لهم دور كبير وبارز فى الإصدارات، أيضا نشرة المهرجان والتى يرأس تحريرها الكاتب إبراهيم الحسينى فالعدد الأول منها يبشر بالخير متمنيا أن تستمر بهذا المستوى، كما عقب على بعض الملحوظات المهمة
فقال : أنا حزين جدا لأننا نحرث فى المياه ولا تتكامل الخطوط ولا تتوائم وعلى الرغم من دعم معالى وزيرة الثقافة ومن حسن حظنا أن معالى وزيرة الثقافة فنانة وصديقة وزميلة، ومنذ أن قدمت دعوة فى عام 2019 وكانت غريبة آنذاك وهى ضرورة أن تحتفل وزارة الثقافة بمرور 150 عاما على نشأة المسرح المصرى وواجهت هجوما كبير ولكن كان عدد المؤيدين سواء فى مصر أو الدول العربية كان كبير جدا والدليل على ذلك استجابة وزارة الثقافة وبدأنا فى الدورة الثالثة عشر نحتفى ب150 سنة مسرح وإن كان هناك كتاب هام صدر فى الدورة الثانية عشر بعنوان «150 سنة مسرح « مئة عام من الإبداع بالمسرح المصرى وأعتقد أن هذا الكتاب سيجعلنى أقول ما أود قوله أننا نحرث فى المياه واليوم أشاهد ندوة تضم مجموعة من المحاور الهامة ولكن كانت هناك بعض الاعتذارات بسبب ظروف الطارئة للبعض، وما يحزننى عدم تسجيل المحاور الفكرية ووجود دعاية لها وعقب الفنان يوسف إسماعيل مدير المهرجان انه يتم تصوير الندوات وعرضها ببث مباشر على الموقع الإلكتروني الذى تم إنشائه منذ الدورة الثالثة عشر كما عقب الناقد جرجس شكرى أن فى نهاية المهرجان سيتم صدور كتاب يضم المحاور الفكرية وكذلك الاعتذار الوحيد الذى قدم كان من دكتور أسامة أبو طالب لظروفه الصحية،
وعادت الكلمة مرة أخرى للدكتور عمرو دوارة موضحا اهمية البث المباشر لكن الأهم تسجيل وتوثيق المحاور الفكرية والندوات حتى يكون المحور الفكرى وثيقة يتمكن إى باحث من الحصول عليها إذا أراد ولكن البث المباشر مع مرور الوقت يصعب الحصول عليها كما عقب على نقطة هامة وهى الكتب التى يقدمها الباحثين وقد بذلوا فيها جهد كبيرا لا تأخذ رقم إيداع ليس فى المهرجان القومى فحسب ولكن فى المهرجان التجريبى وقد برقم إيداع وذكرت هذه الملحوظة أكثر من مرة فأرجوا أن تأخذ هذه الكتب رقم إيداع وهو أمر سهل للغاية وشدد دواره على ضرورة عدم وجود حساسية للنقد خاصة أن هناك قضايا هامة لابد من طرحها
واستكمل د. عمرو دوارة حديثه قائلا: إذا اردنا أن نبحث عن مخرجين فى المسرح المصرى فمن أين سنأتى بالمصدر ويؤسفني أن أقول انه ليس هناك مصدرا أو مرجع واحد يوضح لنا أين مخرجينا، وكم عددهم، ومن هو اكبر مخرج قدم اكبر عدد من العروض وفى كتاب 150 سنة مسرح هناك إشارات، وكذلك فى الجزء الثامن العاشر فى الموسوعة هناك إشارات واضحه ومحددة فالكثيرين تعجبوا عندما كتبت عن الفنانة «نعيمة ولعه « وتسائلوا من هى، والحقيقة أنها توازى بديعه مصابنى ولكن لأنها كانت النسخة الشعبية فى روض الفرج، ولم تنال حقها وسأذكر اسم يعد من المخرجين الهامين وهو المخرج «حسن ثابت» اسم لن يتوقف عنده أحد، ولكنى أود أن أشير انه من اهم مخرجى المسرح المصرى، ودليلى على ذلك أنه عمل فى فرقة «خليل القبانى « وعمل كممثل فى فرقة « إسكندر فرح « وهو مؤسس الأوبريت أو المسرحية الموسيقية الغنائية بشكلها المعاصر وأخرج أولى عروض فرقة منيرة المهدية قبل عبد العزيز خليل، وهو جزء تاريخنا ولكن ليس موثقا، وقام د. دوارة بعرض بعض الحقائق الهامة نحن فى المسرح المصرى بصفه خاصة والمسرح العربى بشكل عام لا يوجد مخرج استطاع وضع منهج من الممكن أن يكون هناك مخرجين لهم أسلوبهم المميز لكن يوجد مخرج وضع منهج أو مدرسة تتبع لم يأتى بعد، هناك محاولات جيدة لقراءة العرض وتحويله من نص إلى عرض مسرح ولكن هل لدينا جروتوفيسكى أو بيتر بورك أو بريخت لم يحدث،كل محاولات الأستاذة الرواد وحتى الأكاديميين لم يستطيعوا بناء تيار فمن الممكن أن نكتب كلام عاما فى بعض المقالات النقدية على سبيل المثال ذكر بساطه دكتور نبيل الألفى فى إخراجه وحرصه على رؤية التناغم فى الديكور، والفنان كرم مطاوع والمسرح الشامل وتوظيف الموسيقى والاستعراض وجميعها حقائق، ولكن لا توجد دراسات توضح من هم تلاميذ الفنان كرم مطاوع من ينتهج طريقته وكذلك تجربة المخرج صلاح القصب التى أطلق عليها مسرح الصورة وكما نعلم أن أي مسرح هو صورة وصوت وحتى الأن يترابط هذا النوع بالدكتور صلاح قصب بمفرده، وهى قضية هامة جدا، كذلك هوية المسرح المصرى الذى بدأنا بالبحث والاهتمام به خاصة منذ السبعينيات بداية من المخرج عبد الرحمن الشافعى، وكل الزملاء والأساتذة الذين قدموا مسرح شعبى، ودعوة الكاتب الكبير توفيق الحكيم فى قالبنا المسرح ودعوة دكتور على الراعى والكاتب يوسف إدريس، وجميعها دعوات متواجدة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية بالتحديد هوية المسرح فى الأقاليم، وقد وظفنا بعض الأشكال
وتابع: النقطة الثانية التى أود الإشارة إليها أن فى الخمسين سنة الأولى فى القرن العشرين الثلاثون عاما من القرن التاسع عشر، لم يكن هناك مفهوم المخرج حتى فى حق الأداء العلنى على سبيل المثال من الممكن أن يقدم أحد المخرجين عرضا فى أحد الفرق ويترك الفرقة فيعاد تقديم العرض كريبوتوار، ولكن يتم وضع اسم مخرج آخر فلا يوجد حق أداء علنى ويصبح هو المخرج الجديد؛ فبالتالى مفاهيم الإخراج الحقيقة لم تكن موجودة.
وأضاف: وفيما يخص الفرق الشامية وهى لها دور مهم ولكن مصطلح الفرق الشامية به عوار ولا يحوى دقه لأن الفرقة الوحيدة التى جاءت من الشام هى فرقة سليم النقاش واستمر لمدة ثلاثة أشهر فقط ثم تركها ليوسف الخياط الذى قام بإدخال فنانين مصريين بالفرقة وهو يعرض على ارض مصر بأموال مصرية فكان هناك أساتذة ورجال أعمال يقدمون مسرح وجمهور مصرى يقدم له الذائقة المصرية وهواة المسرح الذى عرفوا المسرح من خلال يعقوب صنوع كانوا يشاركون معهم فى كل الفرق الشامية ؛إذن لا نستطيع أن نقول «فرق شامية» فهى لم تأتى من الشام بعضها تكون بمصر، النقطة الثانية لماذا استمرت تجربة يعقوب صنوع فى مصر برغم توقف تجربة مروان النقاش فى لبنان عام 1847 م وتتوقف تجربة أبو خليل القبانى فى سوريا 1865 والسبب هو الجمهور لأنه رأسمالنا الأن وبالذهاب لأى عاصمة عربية سنكتشف أن أي عرض يقدم العرض لمدة 15 يوم فقد ولكن فى مصر من الممكن أن يستمر العرض لمدة 8 سنوات؛ إذن الجمهور المصرى فى الأقاليم التى تربى على المحبظاتية وخيال الظل الحكواتى تكلم عنهم الأستاذ على الراعى وتوفيق الحكيم حتى الجمهور الذى احتضن التجربة المسرحية والفرجة المسرحية
واستطرد قائلا: قمت بتقسيم أجيال المخرجين وهناك اختلافات حول أجيال المخرجين والبعض يرى أن الجيل عشر سنوات وهو تقسيم موجود ولكن فى المخرجين من الصعب تقسيم أجيال المخرجين إلى عشر سنوات ولكن من الممكن أن أقول أن جيل الخمسينيات والستينيات مع بعضهم البعض على سبيل المثال الخمسينيات دكتور نبيل الألفى وعبد الرحيم الزرقانى وسعيد أبو بكر وكمال ياسين وهم ينضمون إلى جيل الستينيات الذى يضم المخرج سعد أردش وكرم مطاوع، وجيل السبعينيات مستقل والثمانينيات مستقل والتسعينيات والألفية الجديدة نفس التيار ولا زال مستمر حتى الأن وفى الخمسين سنة الأولى لا نستطيع أن نفصل ولكن نستطيع أن نقول أن هناك ثلاث تيارات واضحه تيار المسرح الشعبى أو الكوميدى الذى بدأه يعقوب صنوع وهنا الريادة ليست بالسبق التاريخى ولكن باستمرار تأثيرها وبرغم تقديم تجربته لمدة سنتين فقط ولكن الغير معروف والذى حاولت إثباته فى اكثر من مقال انه ذهب للأقاليم فى الفترة من 1872 وحتى 1876 يقدم مسرحا باسم مستعار فى الأقاليم حتى تم نفيه رسميا فى عام 1878؛ إذن الفرق الشعبية خلفت جمهور وبالتالى استمرار هذا الأمر وضح فى الكوميديا الشعبية التى قدمها على الكسار وأمين صدقى والريحانى ويوسف عز الدين وغيرهم ، الاتجاه الثانى الذى بدأ مع الفرق الشامية ثم بدأ يزدهر مع إسكندر فرح وقبله أبو خليل القبانى ثم تأسيس فرقة سلامة حجازى ثم منيرة المهديه هو تيار المسرح الغنائى الذى أصبح له مخرجين متميزين منهم حسن ثابت وعبد العزيز خليل وعزيز عيد وذكى طليمات التيار الثالث وهو تيار التراجيديا والميلودراما الذى بدأوه بقوة وتوج كل المحاولات التى تسبقه الفنان والمخرج جورج ابيض عام 1910 وتابعه فرقة رمسيس «يوسف وهبى وعزيز عيد» 1923 ثم فرقة فاطمة رشدى عام 1927 ومن الفرق المهمة «أولاد عكاشه» لأنهم كانوا يقدمون مسرح غنائى هذه التيارات خلقت لنا جيل متميز من المخرجين قدموا إبداعات مسرحية رائعة ثم قام دكتور عمرو دواره بعمل رصد سريعة لقائمة المخرجين الرواد وصل لنتجة وهم المخرجين أصحاب الرصيد الأكبر فى العروض.
فأوضح قائلا: أن هناك 6 مخرجين أصحاب اكبر رصيد من العروض وهم كالأتي: عزيز عيد 265، على الكسار 204، يوسف وهبى 193، جورج ابيض 141، نجيب الريحانى 114، عبد العزيز خليل 107.
وفى مداخلتها أشارت د.نجوى عانوس إلى مصطلح الإخراج قائلا: كل المخطوطات والوثائق التى لديها حتى القرن التاسع عشر لا يوجد بها مصطلح إخراج على سبيل المثال إخراج صنوع إخراج نجيب الريحانى ... إلخ، ومنذ تقديم خيال الظل كان يطلق عليه كلمة «الريس» موضحة أن مصطلح الأخراج لم يكن معروفا فى السنوات الأولى من تاريخ مسرحنا المصرى وقد عرض فى أواخر القرن التاسع عشر، ومشيرة إلى أن صنوع كان ممثلا ومخرجا ومؤلف وإداريا وعزافا ومصمم الدعاية وكذلك عزيز عيد
ثم انتقلت للحديث عن يعقوب صنوع ومشكلات مسرح يعقوب صنوع وكانت أولى المشكلات العثور على مكان والإشكالية الثانية اختيار الممثلين وبصفه خاصة من النساء بسبب صعوبة تواجد المرأة على المسرح للحد الذى كان يقوم فيه الرجل بدور المرأة والشىء الثانى كيفية تدريب الممثلين الذين لا يعرفون معنى كلمة بروفة، رابعا إشكالية سذاجه الممثلين خامسا الأداء وعن مشكلة المكان قالت شجع الخديوى إسماعيل يعقوب صنوع على إقامة مسرح ووفر مكان عبارة عن مقهى موسيقى صغير ولكن مع مرور الوقت هذا المكان كان صغيرا جدا فقد وصل جمهور يعقوب صنوع إلى 1000 مشاهد ألحق بالمقهى سرادق كبير حتى يجلس فيه الجمهور بحديقة الأسبكيه، بالنسبة للعثور على ممثلين كما سبق واشارت انه كان من الصعب جدا العثور على ممثلات، ولكنه فى النهاية استطاع العثور على فتاتين فقيريتن علمهما التمثيل، وبالنسبة للتدريب كان الممثلون لايلتزمون بمواعيد البروفات نهائيا بل على العكس كان يرفضون حضور البروفات لعدم وجود الدخل الكافى للعمل
وكان يعقوب صنوع يقوم بتحفيظ الممثلين النص ويراجع معهم المشاهد والجمل وكان يشرف على هذه التجارب بنفسه ويعطى النصائح للممثلين ومن ضمن المشكلات مع الممثلين انهم كانوا يرفضون النمطية فكانوا يعطون إلياس دور «جمبو « فكان يرفض ذلك وكان يرغب فى تقديم دور ابن البلد البسيط، وكان الممثلين يقترحون عليه الحديث باللغة العربية الفصحى ولكن يعقوب صنوع كان يصر على تقديم الكوميديا بصورة واقعيه وباللهجه العامية، وهناك إشكالية واجهها يعقوب صنوع وهى أن الممثل كان ساذجا للغاية وكان دائما يخرج عن النص
وتابعت: خلط بين العروض الشعبية وعروض المسرح التقليدية فكان يسمح بتقديم فصل مضحك وكان من الممكن أن يتدخل بإلقاء نكته أو تقديم الارتجال فكان يفصل بين فن جماعة المحبظين والمسرح الذى جاء بعد ذلك فكانت شكل عروضه كأنه يقدم عروضا شعبية وكان المثلين يقدمون فصلا مضحكا ولم يكن الأمر عشوائيا
وأضافت قائلة : تم نفى يعقوب صنوع إلى فرنسا وهناك ما يسمى «خطة الإخراج» كان يعقوب صنوع مصرا على كتابة مسرحا فكتب لعبات تياترية «مسرحيات قصيرة» وكان يرغب أن يقدم الممثلين هذه اللعبات فقام بكتابة مسرحيات فى فرنسا فى «مجلة أبو نظارة» ويكتب اللعبة التياترية ويرسم الصورة ويرسم خطة الإخراج، وقد جمعت هذه اللعبات بالإضافة إلى الكلمات واستطعت أن أقدم عرضا مسرحيا فى تاريخ مصر وجعلت «أبو نظارة» أو صنوع هو الراوى بين هذه المشاهد وقامت بتوضيح تصور لهذا العرض وكان صنوع يحكى حكايته ويقف عند كل مشهد يتحدث وقرأت دكتور نجوى عرنوس بعض المشاهد.
تحدث الناقد د. عبد الغنى داود عن الفنان ذكى طليمات وإسهاماته وانه صاحب الريادة فى نشر المسرح فى العديد من الدول على رأسها الكويت والسودان وتونس الجزائر انه لم يعمل على تأسيس المسرح وإنشاء معاهد مسرحية فى الدول فحسب ولكنه عمل على مد هذه الدولة بعناصر المسرحيين المصرين ليقيموا بتدريس المسرح فى هذه الدول، يعد ذكى طليمات هو رائد المنهج العلمى فى المسرح واستطاع أن يضع ملامح للمخرج المسرحى والأكاديمى فكان دائما ما يركز على النص و هناك مسرحيين فى السودان يدونون بالفضل لذكى طليمات وكذلك فى الكويت وسافر لباريس عام 1925 وعاد عام 1929 حاول بعد عودته أن يؤسس مسرح مدرسى ولكنه فشل بسبب وزير المعارف، سعى لتأسيس المسرح الشعبى، وأسس فرق التابعة للدولة بداية من فرقة المسرح القومى 1935 وبعد ذلك فرقة المسرح والموسيقى عام 1942 وفرقة المسرح المصرى التى تتلمذ فيها الفنانة القديرة سناء جميل القديرة سميحة أيوب وارسل بعثات لفرنسا وكان من بينهم الفنان حمدى غيث ونبيل الألفى وعام 1952 حدثت له دسيسه أو «حركة التطهير» وتم إقالته فترك القاهرة وطلبته تونس وقدم مجموعة عروض وسافر للكويت واسس معهد الفنون المسرحية بالكويت نشط المسرح هناك وهو يعد رائد المنهج العلمى فى تاريخ المسرح المصرى وينتقد فى كتابته مسرح يوسف وهبى ومسرح جورج ابيض لكنه توقف عند مسرح عزيز عيد وكان تركيزه فى النص.
ثم ذكر الدكتور عبد الغنى داود عن دراسه للدكتور حبيب حبقه فى لبنان وهى دراسة طويلة على ثلاثة مراحل بعنوان «فن الممثل» وركز فيها على الجانب العلمى عند العرب ودكتور محمد المديونى نشره العام فى الهيئة العربية للمسرح بعنوان «الحلقة المؤودة فى المسرح العربى» وطرح بها فيها الأساليب العلمية فى التمثيل والإخراج فى المسرح وهذا الكتاب لم يصل مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق