تصنيفات مسرحية

الأحد، 28 أغسطس 2022

مسرحية للأطفال " الصحن الطائر تأليف : طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 


مسرحية للأطفال "  الصحن الطائر تأليف : طلال حسن



شخصيات المسرحية

   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 ـ الأب

2 ـ الأم

3 ـ قيس

4 ـ زينب

5 ـ الكائن الغريب

6 ـ ثلاثة كائنات غريبة



المشهد الأول

    

  

                             حديقة المنزل ليلا ، يدخل

                             كائن غريب خائفاً منهاراً


الكائن : " يتوقف ، ويتلفت خائفاً " آه " يقترب من
المنزل ثم يتوقف " .


                        يلمع ضوء غريب ، الكائن ويعود 

                        من حيث أتى ، فترة ، تدخل زينب  

                          

 زينب : "  تجلس تحت شجرة ، وتقرأ في الكتاب 
" بعد قليل ترفع رأسها وتنصت " اسمع حركة
في مكان ما ، لعله قيس يريد أن يخيفني "
تتلفت " أنا ﻻ  أخاف ، حتى لو كنت في الغابة
وحدي " تتلفت بشيء من الخوف " أنا  .. أنا
زينب .

        

                               تعود زينب إلى 

                            القراءة ، تدخل الأم


الأم     : زنوبة .

زينب   : " تغلق الكتاب معاتبة " ماما .

الأم       : لا عليكِ ، يا عزيزتي ، أردت أن اجلب لك
هذه التفاحة .

زينب     : بل أردت أن .. تطلي عليّ .

الأم       : صحيح أنت زينب " تجلس إلى جانبها "  لكن
الوقت كما ترين ليل .

زينب     : "  تأخذ التفاحة " مهما يكن ، ليل أو نهار ،
أنا ﻻ أخاف .

الأم        : أنا أخاف ، أخاف عليك .

زينب     : " تنظر إليها " ....

الأم       : أنا أم  .

زينب     : "  تقضم التفاحة " لذيذة ، لذيذة جداً .

الأم       : ماذا تقرئين ، يا حبوبتي ؟

زينب     : " تريها الكتاب " ....

الأم       : " تنظر إلى الكتاب " الصحون الطائرة ، آه
أنا أيضاً،  كنت أحب هذا الموضوع ، عندما
كنت في عمرك .

زينب     : الأمر إذن وراثة ، يا ماما .

الأم      : لكن على العكس منكِ كنت أخاف .

زينب     : "  تنظر إلى أمها  " ....

الأم       : ومازلت أخاف ، لكن هذه المرة أخاف عليك
أنت بالذات " يا بنيتي .

زينب     : "  تلوذ بالصمت " ....

قيس     : " من الداخل " ماما .

الأم       : أخوكِ قيس يناديني .

قيس     : " من الداخل " ماما .. ماما .

الأم       : "  تنهض " يريد أن احكي له حكاية ، قبل أن
ينام ، تعالي إلى الداخل .

زينب     : اذهبي أنتِ الآن ، يا ماما ، سألحق بك بعد
قليل .

قيس     : " نافد الصبر " ماما .. 

الأم  :  ﻻ تتأخري " تتجه إلى الداخل "  مهلا يا
قيس ، إنني قادمة .

زينب            : " تتنهد " قيس يبقى قيس ، ولن يتغير " تعود
إلى القراءة " ..

 

                           ضوء خاطف " وقع أقدام ،  

                               زينب تهب واقفة


زينب          : أسمع وقع أقدام ، إنه ليس قيس ، فقيس في
الداخل "  يرتفع صوت وقع الأقدام " 
فلأختبىء وراء هذه الشجرة .


                         زينب تختبىء ، يدخل الكائن

                         الغريب ، يتوقف ثم يتهاوى

   

زينب     : يا إلهي ، فلأنادي قيس أو ماما بل سأنادي "
.. تحدق في الكائن " إنه أشبه بدمية ، لكني
رايته يتحرك ، "  تصمت " الدمى أيضا
تتحرك " تقترب منه ، وتحدق فيه " إنه يتنفس
كما نتنفس نحن البشر ، رغم أنه ﻻ يشبهنا " 
تمد يدها " فلألمسه " تلمسه " . .

الكائن      : " يتحرك متأوها " آه .

زينب       : " تفتح فمها وتهم أن تصرخ " ....

الكائن     : لا..  أرجوكِ .

زينب        : " تتأتىء ، ممم .. من أنت ؟

الكائن       : أنتِ تتكلمين اللغة العربية .

زينب     :  إنها لغتي الأم ، أنا عربية ، أنت أيضا
تتكلمها  .

الكائن     : نحن نستطيع أن نتكلم جميع اللغات .

زينب     : انتم ! من انتم ؟

الكائن     :  نحن .. "  يصمت خائفا "  خبئيني .          

 زينب     : ما الأمر ؟

الكائن      : "  يتشبث بها  " خبئيني ، تغطيه بردائها ، ﻻ
تخف ، أنت في مأمن .


                             تتناهى أصوات قريبة ، 

                         الأصوات تخفت حتى تتلاشى

 

زينب     : لقد ذهبوا .

الكائن     : "  يهز رأسه " نعم ، يبدو أنهم ابتعدوا .

زينب      : من هم ؟

الكائن    : "  يخرج متلفتا " أشكركِ ، لقد أنقذتني . 

زينب      : لم تقلْ لي ، من هم  .

الكائن      : إنهم "  070  " ورجاله . 

زينب : " 070 ! "  ﻻ افهم شيئا مما قلته .

الكائن      : انتم سكان كوكب الأرض ، ﻻ تعرفوننا  كما
نعرفكم نحن . 

  زينب      : على هذا ، وكما يبدو لي ، أنت ليس من
الأرض .

الكائن      : ولا من مجرتكم ، درب التبانة "  يشير إلى
البعيد " مجرتنا وراء مجرتكم بآلف
السنين الضوئية .

زينب       : "  تنظر إلى حيث يشير  " آه ما أبعد عالمكم.

الكائن      : مجرتنا إسمها مجرة .. " يتشبث بها خائفا "
خبئيني .. خبئيني .


                             زينب تضم الكائن ، 

                             وتسرع به إلى الداخل


                                     إظلام



























المشهد الثاني


                           تدخل زينب غرفتها ، حاملة

                          الكائن الغريب ، تضيء النور


زينب      : "  تضع الكائن الغريب على الأرض " 
: حمداً لله ، لم يرنا أحد ، لا ماما ، ولا بابا ،
ولا قيس .

الكائن      : "  يقف متلفتا "  ....

زينب     : هذه غرفتي "  تغلق الباب " ، إنني أنام الآن
فيها وحدي .

الكائن     : عفوا ، لقد أتعبتك .

زينب     : ﻻ عليك ، لستَ ثقيلاً ، وحجم جسمك بحجم
جسم طفل صغير ، رغم أنك لا تبدو طفلاً .

الكائن     : "  يتلفت "  إنني خائف ..

زينب     : اطمئن ، أنت هنا في أمان ، ثم إن أهلي
منشغلون بمشاهدة التلفزيون .

الكائن     : ربما لا خطر من أهلكِ "  يهز رأسه " ،
أهلي ، إنني أعرفهم ، لن يكفوا عن
مطاردتي .

زينب     : لا أدري لماذا يطاردونكَ ، ﻻبد انك اقترفت
خطأ كبيراً .

الكائن     : في رأيهم ، نعم ، لقد هربتُ منهم .

زينب     : لكنهم مواطنوك ، ومن الطبيعي أن تعيش
بينهم ، لا أن تهرب منهم .

الكائن     : لم أعد أطيقهم ، لم أعد أطيق العيش معهم ،
أنتِ لا تعرفينهم ..

زينب     : "  تطبق على فمه "  صه ، ستلفت انتباه
بابا وماما وقيس .

الأم       : "  من الخارج "  زينب .

زينب     : "  تتلفت مضطربة  " هذه ماما ، يا إلهي ، ﻻ
أريد أن تراك .

الكائن     : " ينظر إلى النافذة " دعيني اخرج من النافذة
، واذهب بعيدا .

زينب     : "  تمسك به "ﻻ .. ﻻ   "  تأخذه نحو خزانة
الملابس "  تعال .

الأم       : "  من الخارج "  زينب ، زينب .

زينب     : "  تفتح باب الخزانة  ، وتلقي الكائن فيها "
إنني هنا ، يا ماما .


                               تدخل الأم ، زينب

                               تغلق باب الخزانة


الأم       : ما الأمر ، يا عزيزتي ؟

زينب     : ﻻ شيء ، يا ماما .

الأم       : أخشى أنكﻻ تحبين النوم وحدك ، في هذه
الغرفة .

زينب     : "  تبتسم مدارية ارتباكها "  ماما .

الأم       : هذا أمر طبيعي ، يا بنيتي ..

زينب : لا ، لا يا ماما . 

 الأم : أرأيت فوائد قيس ؟ سأناديه إذا أردت ،
وسيأتي في الحال .

زينب     : كلا . .  

الأم       : بنيتي ، لينم عندك ، كما في السابق هذه الليلة
فقط .

زينب     : ماما ، لم اعد صغيرة ، ثم إنني أريد أن
أدرس ، وأنت تعرفين قيس .

الأم       : " تتأهب للخروج " حسن ، كما تشائين ،
نامي الآن ، غدا جمعة .

زينب     : تصبحين على خير .


                          تند حركة من الخزانة ، 

                          الأم تتوقف عند الباب


الأم        : "  تلتفت "  زينب .

زينب     : " تتظاهر بالتثاؤب " إنني نعسانة فعلا ،
سأنام يا ماما ، وأرجىء الدراسة للغد .

الأم       : خيل إلي إنني سمعت حركة .

زينب     : "  تدفع أمها برفق نحو الباب "  ماما ،
تصبحين على خير . 

الأم       : مهما يكن ،ﻻ يخدعك الربيع ، فدفؤه كاذب ،
تغطي جيدا ، وإلا أصبت بالبرد  .

زينب     : اطمئني ، يا ماما ، سأتغطى ، وسأغطي
بالفراش حتى راسي .

الأم       : "  تخرج وهي تضحك " .....

زينب     : لو عرفت ماما ما موجود في خزانة ملابسي
، آه .. "  تتجه نحو الخزانة "  فلأخرجه من
الخزانة ، قبل أن يختنق .

قيس     : " من الخارج "  زينب .

زينب     : "  تتوقف "  ....

قيس     :  زينب .. زينب .

 

                             قيس يدخل مسرعاً ،

                              ويتجه نحو زينب


قيس     : ماما حكت لي قصة ، آه لو تعرفين كم هي
جميلة .

زينب     : قيس ..

قيس     : سأحكيها لك ..

زينب     : "  تدفعه برفق نحو الباب "  ليس الآن ،
يا قيس ، أحكيها لي غدا .

قيس      : إنها عن كائنات من الفضاء ..

زينب      : ماذا !

قيس     : ألم أقل لك إنها رائعة . 

زينب      : ﻻبد إنها قصة فيلم شاهدته ماما في
التلفزيون ، وحكته لكَ .

قيس      : كلا.. 

زينب     : " تحدق فيه " ....

قيس     : هذه القصة روتها لها جدتي ، عندما كانت
ماما صغيرة .

زينب     : "  تدفعه نحو الباب "  قيس ، اذهب الآن ،
أريد أن أنام .

قيس     : دعيني ارويها لك ، إنها أجمل قصة سمعتها
في حياتي عن الفضاء ..

زينب     : " تدفع قيس إلى الخارج "  تصبح على خير
، أحكيها لي غداً .

قيس     : " منزعجا " لن احكيها لكِ ، ﻻ غدا ولا بعد
غد ، حتى لو توسلتِ بي .

زينب     : " تغلق الباب "  يا ويلي " تنتظر لحظة ثم 
تتجه نحو الخزانة "  فلأذهب إلى هذا الكائن ،
وأرجو أنﻻ يكون قد أصيب بمكروه .

" تفتح باب الخزانة ، وتتوقف ناظرة فيها "  المسكين ، انه يغط في نوم عميق فلأدعه في
مكانه حتى الصباح .

 

                            زينب تغلق باب الخزانة ،

                           بهدوء ، وتتمدد في فراشها

  

                                     إظلام
























المشهد الثالث


                         زينب ترقد في سريرها ،

                        الكائن الغريب يطل برأسه


الكائن     : " يحدق في زينب "  آه .

زينب     : "  تفتح عينيها  " .....

الكائن     : عفوا ، أنا آسف .

زينب     : "  تبتسم وهي تعتدل " ولمَ الأسف ؟

الكائن     : نظرتُ إليك ، وأنت نائمة .

زينب     : ﻻبد أن شكلي كان بشعا .

الكائن     : بل كنتِ .. جميلة .

زينب     : " تفغر فاها مبتسمة " ....

الكائن     : أنا آسف .

زينب     : مرة أخرى ؟

الكائن     : لم أتمالك نفسي .

زينب     : تعال ، تعال إلى جانبي . 


                         الكائن يخرج من الخزانة ،

                         ويقترب مترددا من زينب


الكائن     : أرجو أن ﻻ  أكون قد أزعجتك  .

زينب     : أنت كائن حساس للغاية " تتنحى قليلا "
تفضل اجلس إلى جانبي .

الكائن     : "  يجلس مترددا  " أنت لست منزعجة مني
إذن ؟

زينب     : بالعكس ، إنني أرتاح إليكَ ، بل ومسرورة بك
جداً.

الكائن     : "  يتطلع إليها "  نحن ﻻ نقول مثل هذا الكلام
في كوكبنا .

زينب     : "  تبدو مندهشة "  ....

الكائن     : هذا الكلام ، في رأيهم ، لا يخدم العمل 
والإنتاج في الكوكب .

زينب     : لكن هذه مشاعر طبيعية ، والمفروض أن
نشجعها ، ونشيعها بين الجميع .

الكائن     : لقد الغوا المشاعر ، وخاصة المشاعر
الحميمة ، إنهم ليسوا بحاجة إليها .

زينب     : يا للعجب ، الآلة وحدها بلا مشاعر .

الكائن     : الآلة في رأيهم ، مثال للإنتاج والوفرة والتقدم
، ولهذا فقد جعلوا منّا آلات ، والويل لمن ﻻ
يكون آلة .

زينب     : " تحدق فيه " فهمت سرّ هربك منهم ،
ورغبتك في العيش بعيداً عنهم .

الكائن     : لم استطع أن أكون آلة ، رغم كل محاوﻻتهم
، كانت لي مشاعر .

زينب     : "  تنظر إليه صامتة " ....

ألكائن     : الآلة باردة ، ميتة ، ﻻ مشاعر لها ، رغم إنها
مفيدة ومنتجة .

زينب     :  ما اسمك ؟

الكائن     : نحن ﻻ أسماء لنا . 

زينب     : كيف ينادونك إذن ؟

الكائن     : أنا الرقم 001 .

زينب     : " تبتسم أنا اسمي ، كما سمعت أمي تناديني ،
زينب .

الكائن     : زينب ، اسم جميل .

زينب     : كان على أمك أن تسميك اسما جميلا ، يليق
بك ، فأنت .. جميل .

الكائن     : "  يبتسم " أشكركِ .

زينب     :أنا سأسميك  ، إذا سمحت لي ..

الكائن : " تتسع ابتسامته " ....

زينب : " تفكر "  سأسميكَ .. نور .

الكائن     : نور !

زينب     : نعم ، فأنت نور .

الكائن     : أشكرك  " يتلفت مضطربا إذ يسمع وقع أقدام
في الخارج "  .. 

زينب     : أظنه أخي قيس " تسحبه نحو الخزانة ،
وتدفعه فيها "  ادخل هنا ، وابق هادئاً بدون
حركة ، سأغطيك بمعطفي .

قيس     : " من الخارج " زينب .

زينب     : قيس ، لحظة ..


                            زينب تغلق باب الخزانة ،

                              يدخل قيس ، ويلمحها 


قيس     : " يتوقف مترددا "  زينب !

زينب     : قيس "  تتجه نحوه "  ﻻبد أن ماما جهزت
طعام الفطور .

قيس     : " ينظر إلى الخزانة " سمعت صوتا غريبا
قبل أن ادخل .. " تند حركة من الخزانة "  ااا 
" يصيح " ماما ..

زينب     :  "  تضع يدها فوق فمه " صه ، ستسمعك
ماما ، وتقلق لأوهامكَ .

قيس     : " يحاول التخلص منها دون جدوى " دعيني
.. دعيني .

زينب     : اخفض صوتك .

قيس     : " يصيح " ماما .. ماما ..

 

                            تدخل الأم مسرعة ، 

                           زينب تتراجع مرتبكة


الأم       : زينب ، ما الأمر ؟

زينب     : " تبتسم مرتبكة " ﻻ شيء ، يا ماما ، ﻻ
شيء .

قيس     : سمعت حركة غريبة ، ربما من خزينة
الملابس .

الأم       : زينب .

زينب     : " لقيس " يا لك من جبان " للام " هذه من
أوهامه كالعادة  يا ماما  " لقيس " أتعرف ماذا
في الخزانة ؟

قيس     : " ينظر إليها خائفا " ..... 

زينب     : " تحاول إخافته متظاهرة بالمزاح " جني
مصباح علاء الدين .

الأم       : "  تتجه نحو الخزانة " .....

زينب     : ماما ..

 الأم        : دعيني أرَ .


                             الأم تفتح باب الخزانة ،

                          وتنظر فيها ، ثم تغلق الباب



زينب      : "  تتنفس الصعداء سرا " ....

الأم       : رتبي ملابسك ، إن معطفك مكوّم أسفل
الخزانة .

زينب     : نعم ماما ، سأرتبها .

قيس     : " يتجه إلى الخارج " ماما ، جوعان " يخرج
مسرعاً " ..

الأم       : "  وهي تخرج في أثره "  زينب ، تعالي
                بسرعة ، الفطور جاهز .

زينب     :  ، تغلق الباب ، ثم تفتح باب الخزانة ، ابق هنا ،
سأتناول فطوري ، ثم أعود إليك .


                              زينب تغلق باب 

                             الخزانة ، ثم تخرج 


                                   إظلام

    



















المشهد الرابع


                              قيس والأب يجلسان إلى 

                              المائدة ، الأم تعد الشاي


قيس     : ماما .

الأم       : فلتاتِ زينب أولا  .

قيس     : " ينظر إلى أبيه " جوعان .

الأب      : " أمك على حق . 

قيس     : عندما اكبر " يشير بيده إلى الحزم " سأكون
.. بابا .

الأم     : " تغالب ابتسامتها " ....

الأب      : اكبرْ وسنرَ .

قيس     : زينب لا تفكر في الطعام ، وقد تتأخر اليوم ،
إنها مشغولة بجنيها .

الأب      : "  ينظر إلى الأم " ....

الأم : " تهز رأسها " ....

قيس     : جني مصباح علاء الدين .

الأب      : آه . 

الأم       : " للأب " هذه حكايتك أنت . 

الأب      : ليست حكاياتي ، إنها إحدى حكايات ألف ليلة
وليلة .

قيس    : " لأبيه " سمعتُ حركة غريبة ، في خزانة
ملابس زينب .

الأب : " ينظر إلى الأم متسائلاً " ....

الأم       : " لقيس " فتحتُ الخزانة  أمامك ، ولم أرَ فيها
أيّ جني .

قيس     : ما تخفيه زينب ، لن يعرف مكانه إلا جني
علاء الدين نفسه .

الأب      : ها هي زينب قادمة ، فلنأكل .


                          تدخل زينب ، الأم

                         تصب الشاي للجميع


زينب     : صباح الخير ، بابا .

الأب      : أهلا زنوبة ، اجلسي .

زينب     : "  تجلس "  آه قيمر وعسل الجمعة .

الأم       : "  تجلس "  وأنت تحبين الجمعة لهذا السبب
، يا زينب .

زينب     : قيس يحبها أكثر ، ولأكثر من سبب ، وأتمنى
أن يحقق أحدها اليوم .

قيس     : "  وهو يأكل بنهم "  بابا .. 

الأم       : كل الآن .

الأب       : نعم ، كل الآن .

قيس     : نحن على اتفاقنا ، كلام رجل لرجل .

الأب      : "  ينظر إلى الأم " ....

قيس     : اليوم مشمس ، والجو دافىء ، فلنذهب كما
اتفقنا إلى مدينة الألعاب .

زينب     : بابا ..

الأم       : كلا .

قيس     : "  يتوقف عن أكل الطعام "  ماما ..

الأم       : أمي مريضة ، وعلينا أن نزورها اليوم ،
يجب أن أراها ، وأطمئن عليها .

قيس     : نذهب إلى مدينة الألعاب أولا ، ثم ..

الأم       : كلا ، سنذهب إلى أمي ، إنها مريضة ، ولم
أرها منذ يومين .

قيس     : "  يصمت محبطا " ....

زينب     : ماما  ..

الأم       :  "  تنظر إليها  " ....

زينب     : لن استطع الذهاب معكم إلى بيت جدتي ،
سأبقى في البيت .

الأم       : ماذا !

زينب     : لدي امتحان مهم غدا .

الأم       : تعالي ، ولن نتأخر ، جدتكِ تحبكِ .

زينب     : لا استطيع ، موضوع الامتحان صعب ،
ويجب أن ادرسه جيدا .

قيس     : " ينظر إلى أمه " ....

الأم       : ليتني اعرف ماذا ..

الراديو   : جاءنا الآن ما يلي ..

الأب      : لحظة رجاء ، لنسمع إلى هذا الخبر ..

الراديو  : أكدت مراصدنا الجوية ، دخول مركبة غريبة
أجواءنا ليلة البارحة ، وصرح احد العلماء ،
بأنها قد تكون صحنا طائرا .

الأم       : "  ترمق زوجها بنظرة خاطفة "  ....

الأب      : الصحون الطائرة مرة أخرى ؟ متى يدركون
أنها مجرد خرافة .

الأم       : " تنهض " من يدري .

الأب      : ﻻ اعتقد انك تصدقين هذا الهراء .

الأم       :  لكن هذا أكده أكثر من عالم .

الأب       : وأكثر من عالم نفى وجودها ، وقال إنها
خرافة لا أكثر .

الأم       : "  تحدق في زينب " ماذا تقولين أنت ، يا
زينب  ؟

زينب     : لا أدري ، لكن بعض ما نتصور إنه خرافة ،
يمكن أن يكون حقيقة .

قيس     : "  يفغر فاه "  ....

الأب      : يبدو إنني أنجبت سقراط آخر .

الأم       : " تحدق في زينب "  ليتني أعرف ماذا
تخبئين .

زينب     : ماذا أخبىء ، يا ماما؟

الأم       : هذا ما أتمنى أن اعرفه .

زينب     : "  تنظر إلى أمها صامتة " ....

الأم       :  هيا ، استعدوا ، سنذهب بعد قليل .

قيس     : ومدينة الألعاب ؟

الأم       : في الجمعة القادمة .

قيس     : "  ينظر إلى أبيه "  بابا .

الأب      :اصبر ، يا قيس ، الجمعة القادمة ليست
بعيدة جداً .

زينب     : "  تنهض "  سأنظف المطبخ ، واغسل
المواعين .

الأم       : زينب ..

زينب     : نعم ماما . 

الأم       : تلفني لي .

زينب     : اطمئني ، يا ماما .

الأم       : إذا شعرت بأي شيء ، تلفني لي .

زينب     : نعم ماما .

الأب      : هيا ، الوقت يمر .

الأم       : وﻻ تنسي الباب ، أغلقيه جيدا .

زينب     : تحياتي لجدتي .

الأب      : نسيت أن تأمريها بإغلاق الشبابيك .

الأم       : دعكَ من السخرية ، إنني لست مرتاحة ، لا
أدري لماذا .

الأب      : أنت تبالغين ، إن حكايات الصحون الطائرة ﻻ                    تخيف زينب .

الأم       : لكنها تخيفني .

قيس    : وتخيفني أنا أيضا .

الأب      : هذه أول مرة تتفقان في الرأي .

قيس     :  سمعت أصوات غريبة .

الأب      :  هذه ليست المرة الأولى .

الأب     : "  يتجه إلى الخارج " هيا استعدوا للذهاب .


                         الأب يخرج ، الأم تلحق به ثم

                           قيس ، زينب تبقى وحدها


                                     إظلام                                 


















                                 

المشهد الخامس


                          الكائن عند النافذة ،

                       يختلس النظر إلى الخارج


الكائن      : " يلتفت إليها "  زينب .

زينب       : "  تقف عند الباب " عفوا ، يا نور ، تأخرت
عليك .

الكائن      : ﻻ عليك ، إنني مرتاح هنا ، ثم إنني متعود
على الوحدة .

زينب       : انتظرت حتى ركبوا السيارة ، وتأهبوا
للذهاب إلى بيت جدتي ، وخلال ذلك نظفت
المطبخ ، وغسلتُ المواعين .

الكائن       : إنني أحسدك ، يا زينب .

زينب        : " تنظر إليه مبتسمة " ....

الكائن       : أمك رائعة .

زينب        : لقد سمعتها تتحدث هنا معي ، وأنت في
خزانة الملابس " تصمت لحظة " ﻻبد انك
رأيتها .

الكائن        : نعم رايتها "  يشير إلى النافذة  " من هنا ،
من هذه النافذة ، وهي تصعد السيارة مع أبيك
وأخيك قيس .

زينب        :  لو جالستها ، وتعاملت معها ، لأعجبت بها
أكثر .

الكائن        : إنها مثلك .. جميلة .

زينب        : "  تبتسم مدارية حرجها " ....

الكائن        : عفوا ، إذا كنت قد أخطأت .

زينب        : ﻻ ، أبدا "  تبتسم " أشكرك .

زينب        : حدثني عن أمك ، ﻻبد إنها مثلك ..

الكائن       : نعم ، إنها مثلي .

زينب       : جميلة .

الكائن       : ليس مثل أمك .

زينب       : لكل أم جمالها .

الكائن       : أمك كلها عاطفة ، ومحبة ، وإحساس ، ليت
أمي تحس ، ولو مرة واحدة ، بوجودي .

زينب       : أخشى انك واهم ، يا نور .

الكائن       : ﻻ ، لست واهما ، لكني ﻻ  ألومها ، فهي ابنة
محيطها ، الإحساس عندنا والعواطف والمحبة
، ضعف بل مرض .

زينب       : "  تنظر إليه متأثرة " ....

الكائن       : " يضع وجهه بين يديه " آه يا زينب ، ليتني
لم أولد .

زينب       : ﻻ  تقل هذا ، يا نور ، الحياة مهما كانت فهي
جميلة ، ويمكن التكيف معها  ، بل يمكن
أيضاً  تغييرها .

الكائن       : إلا حياتنا .


                         ترتفع نغمة الموبايل ، زينب

                         ترمقه ، ثم ترفعه وتنظر فيه


زينب       : إنها ماما ، ﻻبد أنها قلقة عليّ "  تتحدث في
الموبايل " ماما ! ﻻ  أظنكم قد وصلتم بيت
جدتي ، انتم في الطريق ؟ اطمئني يا ماما ،
إنني بخير ، وقد أغلقت باب البيت جيدا ، كما
أوصيتني ، لقد انتهيت من العمل في المطبخ ،
وأنا الآن ادرس في غرفتي ، اطمئني يا ماما ،
أنا بخير ، تحياتي إلى جدتي ، ﻻ تعودي مبكرا
، وخذا قيس إلى مدينة الألعاب ، انه متشوق
إليها جدا ، مع السلامة . 

الكائن       : هذه هي الأم .

زينب       : إنها قلقة جداً عليّ .

الكائن       : الأم أمك .

زينب       : ﻻ  تظلم أمك .

الكائن       : أنا لا أظلمها  ، فالأمهات عندنا كلهن على
شاكلة أمي .

زينب       : ربما لو جرى بعض التغيير في مجتمعكم ،
لكانت أمك أماً كما تتمناها .

الكائن       : التغيير الذي تتحدثين عنه ، مستحيل في
مجتمعنا .

زينب       : ﻻ مستحيل ، يا نور ، كما تقول أمي ..

الكائن       : " يهز رأسه " ....

زينب       : أنت تعي خطأ مجتمعك ، وتعي أين يكمن
الخطأ ، وهذه هي البداية .

الكائن       : " يتجه نحو النافذة " ....

زينب       : " تلحق به ".....

الكائن       : " ينظر عبر النافذة " آه انظري ، يا زينب ،
الجو رائع اليوم .

زينب       :  إنه الربيع في عالمنا ، يا نور . 

الكائن       : حديقتكم جميلة جدا .

زينب    :  لولا خوفي عليك ، لآخذتك الآن .، وجلسنا
معا تحت الشجرة .

الكائن       : أشكرك ، أنا أيضاً أخاف أن يروني ، و .. "
يصمت " ..

زينب        : الليلة سيكون القمر بدرا ، سنتسلل عندما ينام
الجميع ، ونجلس تحت الشجرة .

الكائن       : زينب ..

زينب       : نعم .

الكائن       : " ينظر إليها "  ماذا بعد ؟

زينب       : " تحدق فيه صامتة " ....

الكائن       : نعم ، ماذا بعد ؟

زينب       : أنت معي ، يا نور .

الكائن       : إلى متى ؟

زينب       :   إلى .. "  تصمت " ﻻ تفكر في هذا الآن ،
يا نور .

الكائن       : ﻻبد أن أفكر فيه ، إن لم يكن اليوم فغدا .

زينب       : نور ..

الكائن : إنه حلم ، وسأفيق منه عاجلاً أو آجلاً .

زينب : عش حلمك ، يا نور .

الكائن       : لا أريد أن أعود إليهم ، لكن أين اذهب ؟
العمر ليس يوما أو يومين " ترتفع نغمة
الموبايل " ..

زينب       : " تأخذ الموبايل " ﻻبد أنها ماما "  تنظر فيه
" نعم ، إنها ماما مرة أخرى ، يبدو أنها لم
تتحمل البقاء بعيداً عني "  تتحدث في الموبايل
" نعم ماما ، قلت لك اطمئني ، صدقيني إنني
ادرس في غرفتي ، وكل شيء على ما يرام ،
ماذا ؟ صوتي طبيعي ، ولست خائفة من شيء
، مازحة ، إنني ابنتك زينب ، ﻻ تعودي الآن ،
خذا قيس إلى مدينة الألعاب ، آه سيزعل مني ،
ستأتون الآن ، أنتظركم .. مع السلامة " 
للكائن " حسدتني على أمي ، هذه هي أمي ،
ستأتي حالاً .

الكائن       : "  يتجه نحو الخزانة " ....

زينب       : مهلا ، سأنزل ، ابق أنت هنا .

الكائن       : الأفضل أن أعود إلى الخزانة ، فقد تصعد
أمك لسبب أو لآخر ، وتراني .

زينب        : كما تشاء ، سآتي بعد الظهر ، وسنخرج في
الليل معاً ، ونجلس تحت الشجرة .

الكائن       : "  يدخل الخزانة ويغلق بابها عليه " ....


                          زينب تتوقف صامتة 

                          للحظة ، ثم تخرج


                                 إظلام






















المشهد السادس     


                           الحديقة ليلاً ، تدخل زينب

                          تتوقف وتهتف بصوت خافت   


زينب : نور .

الكائن : " يُسمع صوته " زينب .

زينب : " تتلفت باحثة عنه " حذرتك من النزول عن
طريق النافذة  " تهتف ثانية " نور ..

نور : " يطل من وراء إحدى الأشجار " ....

زينب : أخشى أنه علق عند النافذة " تهم بالتوجه إلى
الداخل " فلأدخل ، وأرَ ما الأمر .

نور : " بصوت هامس " زينب .

زينب : " تتوقف وتتلفت حولها " ....

نور : أنا هنا .

زينب : " تراه وتتجه نحوه " ظننتُ أنك علقت قرب
النافذة .

الكائن : نزلت بسهولة ، واختبأتُ هنا .

زينب : تعال نجلس تحت الشجرة .

الكائن : لنبقَ هنا أفضل .

زينب : " تسحبه برفق " تعال ، لا تخف ، المكان
آمن الآن .

الكائن : " يسير معها على مضض " لا أمان معهم ،
يا زينب ، أنتِ لا تعرفينهم ، إنهم لن يكفوا عن
مطاردتي ، ومحاولة القبض عليّ .

زينب : " عند المصطبة " لنجلس هنا تحت هذه
الشجرة  " تجلس " ولن يرانا أحد " تمسك يده
" تعال ، تعال اجلس .

الكائن : " يجلس إلى جانبها " آه " يتلفت حوله قلقاً "
ربما لو بقينا في الداخل لكان أفضل .

زينب : انظر ، القمر بدر " تنظر إلى الكائن " هل
في كوكبكم مثل هذا القمر ؟

الكائن : " يحاول أن يتمالك نفسه " في كوكبنا ثلاثة
أقمار " ينظر إليها "  لكن قمركم هذا هو
الأجمل .

زينب : نور ، لا تبخس أقماركم الثلاثة ، يُخيل إليّ
أنك لسبب ما تجامل قمرنا .

الكائن : هذا ما أحس به " ينظر إليها "  ولعلك أنتِ
هو السبب .

زينب : مادام الأمر كذلك ، أعدك أن نجلس هنا
ساعات ، عندما يكون القمر بدراً .

الكائن : هذا ما أتمناه ، لكن ..

زينب : بلا لكن ..

الكائن : أنتِ لا تعرفينهم ، إنهم لن يتركوني ، مهما
كان الثمن " يصمت " سأكون حالة غير
مسبوقة ، وهذا ما لن يسمحوا به .

زينب : أنت مرتاح هنا وسعيد ، وأنا سعيدة لسعادتك
، و ..

الكائن : " ينهض مضطرباً " ....

زينب : " تنهض هي الأخرى " ما الأمر ؟  

الكائن : زينب ، إنهم هنا .

زينب : " تمسك يده " تعال ندخل ، ونصعد إلى
غرفتي .

الكائن : أخشى أن الأوان قد فات .



                             يبرز ثلاثة كائنات غريبة ،

                               الكائن يجمد في مكانه


الأول : " لزينب " طاب مساؤكِ .

زينب : ماذا تريدون ؟

الثاني : اطمئني ، نحن مسالمون ، ولا نريد الشرّ
لأحد .

الثالث : نحن نريد " 001 " .

زينب : " تمدّ يدها ، وتطبق على يد الكائن " إنه ليس
" 001 " وإنما هو نور .

الثاني : " 001 " مواطن من كوكبنا ، وهو مريض ،
وهذا ليس عالمه ، سيأتي معنا ، وسنعالجه
حتى يشفى .

زينب : نور ليس مريضاً " تتشبث بالكائن بقوة "
دعوه وشأنه ، إنه سعيد هنا .

الثاني : " 001 " منّا ، ومن واجبنا أن نعالجه ،
ونرعاه حتى النهاية .

زينب : لن أدعكم تأخذونه ..


                             الثلاثة يتقدمون قليلاً ، 

                           ويتوقفون على مقربة منهما


الكائن : زينب ..

زينب : مكانك هنا ، يا نور .

الكائن : عليّ أن أذهب معهم ، يا عزيزتي ، لا فائدة
من المقاومة .

زينب : " تنظر إليه صامتة " ....

الكائن : لن أنساكِ ، ولن أنسى أحاديثكِ ، ربما من
الواجب أن أكون بين أهلي ، لعلي استطيع أن
أزرع هناك بذرة التغيير .

زينب : نور ..

الكائن : زينب ، كلما اكتمل القمر ، وصار بدراً ،
اجلسي هنا ، تحت هذه الشجرة ، لأني سأنظر
إليك من كوكبنا ، وأتمنى لو أكون معكِ .


                            الثلاثة يحيطون بالكائن ، 

                            ويسيرون به نحو الخارج               


زينب : " بصوت دامع " رافقتك السلامة " الثلاثة
يخرجون بالكائن " وداعاً يا نور .

            

                            يدخل الأب والأم وقيس 

                        مسرعين ، ويلتفون حول زينب


الأب : زينب ..

الأم : بنيتي ، ما الأمر ؟

زينب : " بصوت باكٍ " لقد رحل نور .

الأم : نور !

قيس : الجني .

زينب : " تسرع باكية إلى الداخل " ....

الأم : " تحاول اللحاق بها " ....

الأب : " يمسك يدها " تعالي ..

الأم : " تحاول الإفلات " دعني ، دعني أرَ ما
خطبها .

الأب : دعيها الآن .


                             يلمع نور في السماء ،

                            الأب يرفع رأسه مندهشاً


الأب : أنظري .

الأم : " تنظر مذهولة " ....

قيس : " وهو ينظر إلى الأعلى " بابا ، ما هذا ؟

الأب : الصحن الطائر .


                           الجميع ينظرون إلى أنوار

                        الصحن الطائر ، حتى يتلاشى


                                   إظلام    

  

        ستار
















   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق