الكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " الصحن الطائر تأليف : طلال حسن
شخصيات المسرحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الأب
2 ـ الأم
3 ـ قيس
4 ـ زينب
5 ـ الكائن الغريب
6 ـ ثلاثة كائنات غريبة
المشهد الأول
حديقة المنزل ليلا ، يدخل
كائن غريب خائفاً منهاراً
الكائن : " يتوقف ، ويتلفت خائفاً " آه " يقترب من
المنزل ثم يتوقف " .
يلمع ضوء غريب ، الكائن ويعود
من حيث أتى ، فترة ، تدخل زينب
زينب : " تجلس تحت شجرة ، وتقرأ في الكتاب
" بعد قليل ترفع رأسها وتنصت " اسمع حركة
في مكان ما ، لعله قيس يريد أن يخيفني "
تتلفت " أنا ﻻ أخاف ، حتى لو كنت في الغابة
وحدي " تتلفت بشيء من الخوف " أنا .. أنا
زينب .
تعود زينب إلى
القراءة ، تدخل الأم
الأم : زنوبة .
زينب : " تغلق الكتاب معاتبة " ماما .
الأم : لا عليكِ ، يا عزيزتي ، أردت أن اجلب لك
هذه التفاحة .
زينب : بل أردت أن .. تطلي عليّ .
الأم : صحيح أنت زينب " تجلس إلى جانبها " لكن
الوقت كما ترين ليل .
زينب : " تأخذ التفاحة " مهما يكن ، ليل أو نهار ،
أنا ﻻ أخاف .
الأم : أنا أخاف ، أخاف عليك .
زينب : " تنظر إليها " ....
الأم : أنا أم .
زينب : " تقضم التفاحة " لذيذة ، لذيذة جداً .
الأم : ماذا تقرئين ، يا حبوبتي ؟
زينب : " تريها الكتاب " ....
الأم : " تنظر إلى الكتاب " الصحون الطائرة ، آه
أنا أيضاً، كنت أحب هذا الموضوع ، عندما
كنت في عمرك .
زينب : الأمر إذن وراثة ، يا ماما .
الأم : لكن على العكس منكِ كنت أخاف .
زينب : " تنظر إلى أمها " ....
الأم : ومازلت أخاف ، لكن هذه المرة أخاف عليك
أنت بالذات " يا بنيتي .
زينب : " تلوذ بالصمت " ....
قيس : " من الداخل " ماما .
الأم : أخوكِ قيس يناديني .
قيس : " من الداخل " ماما .. ماما .
الأم : " تنهض " يريد أن احكي له حكاية ، قبل أن
ينام ، تعالي إلى الداخل .
زينب : اذهبي أنتِ الآن ، يا ماما ، سألحق بك بعد
قليل .
قيس : " نافد الصبر " ماما ..
الأم : ﻻ تتأخري " تتجه إلى الداخل " مهلا يا
قيس ، إنني قادمة .
زينب : " تتنهد " قيس يبقى قيس ، ولن يتغير " تعود
إلى القراءة " ..
ضوء خاطف " وقع أقدام ،
زينب تهب واقفة
زينب : أسمع وقع أقدام ، إنه ليس قيس ، فقيس في
الداخل " يرتفع صوت وقع الأقدام "
فلأختبىء وراء هذه الشجرة .
زينب تختبىء ، يدخل الكائن
الغريب ، يتوقف ثم يتهاوى
زينب : يا إلهي ، فلأنادي قيس أو ماما بل سأنادي "
.. تحدق في الكائن " إنه أشبه بدمية ، لكني
رايته يتحرك ، " تصمت " الدمى أيضا
تتحرك " تقترب منه ، وتحدق فيه " إنه يتنفس
كما نتنفس نحن البشر ، رغم أنه ﻻ يشبهنا "
تمد يدها " فلألمسه " تلمسه " . .
الكائن : " يتحرك متأوها " آه .
زينب : " تفتح فمها وتهم أن تصرخ " ....
الكائن : لا.. أرجوكِ .
زينب : " تتأتىء ، ممم .. من أنت ؟
الكائن : أنتِ تتكلمين اللغة العربية .
زينب : إنها لغتي الأم ، أنا عربية ، أنت أيضا
تتكلمها .
الكائن : نحن نستطيع أن نتكلم جميع اللغات .
زينب : انتم ! من انتم ؟
الكائن : نحن .. " يصمت خائفا " خبئيني .
زينب : ما الأمر ؟
الكائن : " يتشبث بها " خبئيني ، تغطيه بردائها ، ﻻ
تخف ، أنت في مأمن .
تتناهى أصوات قريبة ،
الأصوات تخفت حتى تتلاشى
زينب : لقد ذهبوا .
الكائن : " يهز رأسه " نعم ، يبدو أنهم ابتعدوا .
زينب : من هم ؟
الكائن : " يخرج متلفتا " أشكركِ ، لقد أنقذتني .
زينب : لم تقلْ لي ، من هم .
الكائن : إنهم " 070 " ورجاله .
زينب : " 070 ! " ﻻ افهم شيئا مما قلته .
الكائن : انتم سكان كوكب الأرض ، ﻻ تعرفوننا كما
نعرفكم نحن .
زينب : على هذا ، وكما يبدو لي ، أنت ليس من
الأرض .
الكائن : ولا من مجرتكم ، درب التبانة " يشير إلى
البعيد " مجرتنا وراء مجرتكم بآلف
السنين الضوئية .
زينب : " تنظر إلى حيث يشير " آه ما أبعد عالمكم.
الكائن : مجرتنا إسمها مجرة .. " يتشبث بها خائفا "
خبئيني .. خبئيني .
زينب تضم الكائن ،
وتسرع به إلى الداخل
إظلام
المشهد الثاني
تدخل زينب غرفتها ، حاملة
الكائن الغريب ، تضيء النور
زينب : " تضع الكائن الغريب على الأرض "
: حمداً لله ، لم يرنا أحد ، لا ماما ، ولا بابا ،
ولا قيس .
الكائن : " يقف متلفتا " ....
زينب : هذه غرفتي " تغلق الباب " ، إنني أنام الآن
فيها وحدي .
الكائن : عفوا ، لقد أتعبتك .
زينب : ﻻ عليك ، لستَ ثقيلاً ، وحجم جسمك بحجم
جسم طفل صغير ، رغم أنك لا تبدو طفلاً .
الكائن : " يتلفت " إنني خائف ..
زينب : اطمئن ، أنت هنا في أمان ، ثم إن أهلي
منشغلون بمشاهدة التلفزيون .
الكائن : ربما لا خطر من أهلكِ " يهز رأسه " ،
أهلي ، إنني أعرفهم ، لن يكفوا عن
مطاردتي .
زينب : لا أدري لماذا يطاردونكَ ، ﻻبد انك اقترفت
خطأ كبيراً .
الكائن : في رأيهم ، نعم ، لقد هربتُ منهم .
زينب : لكنهم مواطنوك ، ومن الطبيعي أن تعيش
بينهم ، لا أن تهرب منهم .
الكائن : لم أعد أطيقهم ، لم أعد أطيق العيش معهم ،
أنتِ لا تعرفينهم ..
زينب : " تطبق على فمه " صه ، ستلفت انتباه
بابا وماما وقيس .
الأم : " من الخارج " زينب .
زينب : " تتلفت مضطربة " هذه ماما ، يا إلهي ، ﻻ
أريد أن تراك .
الكائن : " ينظر إلى النافذة " دعيني اخرج من النافذة
، واذهب بعيدا .
زينب : " تمسك به "ﻻ .. ﻻ " تأخذه نحو خزانة
الملابس " تعال .
الأم : " من الخارج " زينب ، زينب .
زينب : " تفتح باب الخزانة ، وتلقي الكائن فيها "
إنني هنا ، يا ماما .
تدخل الأم ، زينب
تغلق باب الخزانة
الأم : ما الأمر ، يا عزيزتي ؟
زينب : ﻻ شيء ، يا ماما .
الأم : أخشى أنكﻻ تحبين النوم وحدك ، في هذه
الغرفة .
زينب : " تبتسم مدارية ارتباكها " ماما .
الأم : هذا أمر طبيعي ، يا بنيتي ..
زينب : لا ، لا يا ماما .
الأم : أرأيت فوائد قيس ؟ سأناديه إذا أردت ،
وسيأتي في الحال .
زينب : كلا . .
الأم : بنيتي ، لينم عندك ، كما في السابق هذه الليلة
فقط .
زينب : ماما ، لم اعد صغيرة ، ثم إنني أريد أن
أدرس ، وأنت تعرفين قيس .
الأم : " تتأهب للخروج " حسن ، كما تشائين ،
نامي الآن ، غدا جمعة .
زينب : تصبحين على خير .
تند حركة من الخزانة ،
الأم تتوقف عند الباب
الأم : " تلتفت " زينب .
زينب : " تتظاهر بالتثاؤب " إنني نعسانة فعلا ،
سأنام يا ماما ، وأرجىء الدراسة للغد .
الأم : خيل إلي إنني سمعت حركة .
زينب : " تدفع أمها برفق نحو الباب " ماما ،
تصبحين على خير .
الأم : مهما يكن ،ﻻ يخدعك الربيع ، فدفؤه كاذب ،
تغطي جيدا ، وإلا أصبت بالبرد .
زينب : اطمئني ، يا ماما ، سأتغطى ، وسأغطي
بالفراش حتى راسي .
الأم : " تخرج وهي تضحك " .....
زينب : لو عرفت ماما ما موجود في خزانة ملابسي
، آه .. " تتجه نحو الخزانة " فلأخرجه من
الخزانة ، قبل أن يختنق .
قيس : " من الخارج " زينب .
زينب : " تتوقف " ....
قيس : زينب .. زينب .
قيس يدخل مسرعاً ،
ويتجه نحو زينب
قيس : ماما حكت لي قصة ، آه لو تعرفين كم هي
جميلة .
زينب : قيس ..
قيس : سأحكيها لك ..
زينب : " تدفعه برفق نحو الباب " ليس الآن ،
يا قيس ، أحكيها لي غدا .
قيس : إنها عن كائنات من الفضاء ..
زينب : ماذا !
قيس : ألم أقل لك إنها رائعة .
زينب : ﻻبد إنها قصة فيلم شاهدته ماما في
التلفزيون ، وحكته لكَ .
قيس : كلا..
زينب : " تحدق فيه " ....
قيس : هذه القصة روتها لها جدتي ، عندما كانت
ماما صغيرة .
زينب : " تدفعه نحو الباب " قيس ، اذهب الآن ،
أريد أن أنام .
قيس : دعيني ارويها لك ، إنها أجمل قصة سمعتها
في حياتي عن الفضاء ..
زينب : " تدفع قيس إلى الخارج " تصبح على خير
، أحكيها لي غداً .
قيس : " منزعجا " لن احكيها لكِ ، ﻻ غدا ولا بعد
غد ، حتى لو توسلتِ بي .
زينب : " تغلق الباب " يا ويلي " تنتظر لحظة ثم
تتجه نحو الخزانة " فلأذهب إلى هذا الكائن ،
وأرجو أنﻻ يكون قد أصيب بمكروه .
" تفتح باب الخزانة ، وتتوقف ناظرة فيها " المسكين ، انه يغط في نوم عميق فلأدعه في
مكانه حتى الصباح .
زينب تغلق باب الخزانة ،
بهدوء ، وتتمدد في فراشها
إظلام
المشهد الثالث
زينب ترقد في سريرها ،
الكائن الغريب يطل برأسه
الكائن : " يحدق في زينب " آه .
زينب : " تفتح عينيها " .....
الكائن : عفوا ، أنا آسف .
زينب : " تبتسم وهي تعتدل " ولمَ الأسف ؟
الكائن : نظرتُ إليك ، وأنت نائمة .
زينب : ﻻبد أن شكلي كان بشعا .
الكائن : بل كنتِ .. جميلة .
زينب : " تفغر فاها مبتسمة " ....
الكائن : أنا آسف .
زينب : مرة أخرى ؟
الكائن : لم أتمالك نفسي .
زينب : تعال ، تعال إلى جانبي .
الكائن يخرج من الخزانة ،
ويقترب مترددا من زينب
الكائن : أرجو أن ﻻ أكون قد أزعجتك .
زينب : أنت كائن حساس للغاية " تتنحى قليلا "
تفضل اجلس إلى جانبي .
الكائن : " يجلس مترددا " أنت لست منزعجة مني
إذن ؟
زينب : بالعكس ، إنني أرتاح إليكَ ، بل ومسرورة بك
جداً.
الكائن : " يتطلع إليها " نحن ﻻ نقول مثل هذا الكلام
في كوكبنا .
زينب : " تبدو مندهشة " ....
الكائن : هذا الكلام ، في رأيهم ، لا يخدم العمل
والإنتاج في الكوكب .
زينب : لكن هذه مشاعر طبيعية ، والمفروض أن
نشجعها ، ونشيعها بين الجميع .
الكائن : لقد الغوا المشاعر ، وخاصة المشاعر
الحميمة ، إنهم ليسوا بحاجة إليها .
زينب : يا للعجب ، الآلة وحدها بلا مشاعر .
الكائن : الآلة في رأيهم ، مثال للإنتاج والوفرة والتقدم
، ولهذا فقد جعلوا منّا آلات ، والويل لمن ﻻ
يكون آلة .
زينب : " تحدق فيه " فهمت سرّ هربك منهم ،
ورغبتك في العيش بعيداً عنهم .
الكائن : لم استطع أن أكون آلة ، رغم كل محاوﻻتهم
، كانت لي مشاعر .
زينب : " تنظر إليه صامتة " ....
ألكائن : الآلة باردة ، ميتة ، ﻻ مشاعر لها ، رغم إنها
مفيدة ومنتجة .
زينب : ما اسمك ؟
الكائن : نحن ﻻ أسماء لنا .
زينب : كيف ينادونك إذن ؟
الكائن : أنا الرقم 001 .
زينب : " تبتسم أنا اسمي ، كما سمعت أمي تناديني ،
زينب .
الكائن : زينب ، اسم جميل .
زينب : كان على أمك أن تسميك اسما جميلا ، يليق
بك ، فأنت .. جميل .
الكائن : " يبتسم " أشكركِ .
زينب :أنا سأسميك ، إذا سمحت لي ..
الكائن : " تتسع ابتسامته " ....
زينب : " تفكر " سأسميكَ .. نور .
الكائن : نور !
زينب : نعم ، فأنت نور .
الكائن : أشكرك " يتلفت مضطربا إذ يسمع وقع أقدام
في الخارج " ..
زينب : أظنه أخي قيس " تسحبه نحو الخزانة ،
وتدفعه فيها " ادخل هنا ، وابق هادئاً بدون
حركة ، سأغطيك بمعطفي .
قيس : " من الخارج " زينب .
زينب : قيس ، لحظة ..
زينب تغلق باب الخزانة ،
يدخل قيس ، ويلمحها
قيس : " يتوقف مترددا " زينب !
زينب : قيس " تتجه نحوه " ﻻبد أن ماما جهزت
طعام الفطور .
قيس : " ينظر إلى الخزانة " سمعت صوتا غريبا
قبل أن ادخل .. " تند حركة من الخزانة " ااا
" يصيح " ماما ..
زينب : " تضع يدها فوق فمه " صه ، ستسمعك
ماما ، وتقلق لأوهامكَ .
قيس : " يحاول التخلص منها دون جدوى " دعيني
.. دعيني .
زينب : اخفض صوتك .
قيس : " يصيح " ماما .. ماما ..
تدخل الأم مسرعة ،
زينب تتراجع مرتبكة
الأم : زينب ، ما الأمر ؟
زينب : " تبتسم مرتبكة " ﻻ شيء ، يا ماما ، ﻻ
شيء .
قيس : سمعت حركة غريبة ، ربما من خزينة
الملابس .
الأم : زينب .
زينب : " لقيس " يا لك من جبان " للام " هذه من
أوهامه كالعادة يا ماما " لقيس " أتعرف ماذا
في الخزانة ؟
قيس : " ينظر إليها خائفا " .....
زينب : " تحاول إخافته متظاهرة بالمزاح " جني
مصباح علاء الدين .
الأم : " تتجه نحو الخزانة " .....
زينب : ماما ..
الأم : دعيني أرَ .
الأم تفتح باب الخزانة ،
وتنظر فيها ، ثم تغلق الباب
زينب : " تتنفس الصعداء سرا " ....
الأم : رتبي ملابسك ، إن معطفك مكوّم أسفل
الخزانة .
زينب : نعم ماما ، سأرتبها .
قيس : " يتجه إلى الخارج " ماما ، جوعان " يخرج
مسرعاً " ..
الأم : " وهي تخرج في أثره " زينب ، تعالي
بسرعة ، الفطور جاهز .
زينب : ، تغلق الباب ، ثم تفتح باب الخزانة ، ابق هنا ،
سأتناول فطوري ، ثم أعود إليك .
زينب تغلق باب
الخزانة ، ثم تخرج
إظلام
المشهد الرابع
قيس والأب يجلسان إلى
المائدة ، الأم تعد الشاي
قيس : ماما .
الأم : فلتاتِ زينب أولا .
قيس : " ينظر إلى أبيه " جوعان .
الأب : " أمك على حق .
قيس : عندما اكبر " يشير بيده إلى الحزم " سأكون
.. بابا .
الأم : " تغالب ابتسامتها " ....
الأب : اكبرْ وسنرَ .
قيس : زينب لا تفكر في الطعام ، وقد تتأخر اليوم ،
إنها مشغولة بجنيها .
الأب : " ينظر إلى الأم " ....
الأم : " تهز رأسها " ....
قيس : جني مصباح علاء الدين .
الأب : آه .
الأم : " للأب " هذه حكايتك أنت .
الأب : ليست حكاياتي ، إنها إحدى حكايات ألف ليلة
وليلة .
قيس : " لأبيه " سمعتُ حركة غريبة ، في خزانة
ملابس زينب .
الأب : " ينظر إلى الأم متسائلاً " ....
الأم : " لقيس " فتحتُ الخزانة أمامك ، ولم أرَ فيها
أيّ جني .
قيس : ما تخفيه زينب ، لن يعرف مكانه إلا جني
علاء الدين نفسه .
الأب : ها هي زينب قادمة ، فلنأكل .
تدخل زينب ، الأم
تصب الشاي للجميع
زينب : صباح الخير ، بابا .
الأب : أهلا زنوبة ، اجلسي .
زينب : " تجلس " آه قيمر وعسل الجمعة .
الأم : " تجلس " وأنت تحبين الجمعة لهذا السبب
، يا زينب .
زينب : قيس يحبها أكثر ، ولأكثر من سبب ، وأتمنى
أن يحقق أحدها اليوم .
قيس : " وهو يأكل بنهم " بابا ..
الأم : كل الآن .
الأب : نعم ، كل الآن .
قيس : نحن على اتفاقنا ، كلام رجل لرجل .
الأب : " ينظر إلى الأم " ....
قيس : اليوم مشمس ، والجو دافىء ، فلنذهب كما
اتفقنا إلى مدينة الألعاب .
زينب : بابا ..
الأم : كلا .
قيس : " يتوقف عن أكل الطعام " ماما ..
الأم : أمي مريضة ، وعلينا أن نزورها اليوم ،
يجب أن أراها ، وأطمئن عليها .
قيس : نذهب إلى مدينة الألعاب أولا ، ثم ..
الأم : كلا ، سنذهب إلى أمي ، إنها مريضة ، ولم
أرها منذ يومين .
قيس : " يصمت محبطا " ....
زينب : ماما ..
الأم : " تنظر إليها " ....
زينب : لن استطع الذهاب معكم إلى بيت جدتي ،
سأبقى في البيت .
الأم : ماذا !
زينب : لدي امتحان مهم غدا .
الأم : تعالي ، ولن نتأخر ، جدتكِ تحبكِ .
زينب : لا استطيع ، موضوع الامتحان صعب ،
ويجب أن ادرسه جيدا .
قيس : " ينظر إلى أمه " ....
الأم : ليتني اعرف ماذا ..
الراديو : جاءنا الآن ما يلي ..
الأب : لحظة رجاء ، لنسمع إلى هذا الخبر ..
الراديو : أكدت مراصدنا الجوية ، دخول مركبة غريبة
أجواءنا ليلة البارحة ، وصرح احد العلماء ،
بأنها قد تكون صحنا طائرا .
الأم : " ترمق زوجها بنظرة خاطفة " ....
الأب : الصحون الطائرة مرة أخرى ؟ متى يدركون
أنها مجرد خرافة .
الأم : " تنهض " من يدري .
الأب : ﻻ اعتقد انك تصدقين هذا الهراء .
الأم : لكن هذا أكده أكثر من عالم .
الأب : وأكثر من عالم نفى وجودها ، وقال إنها
خرافة لا أكثر .
الأم : " تحدق في زينب " ماذا تقولين أنت ، يا
زينب ؟
زينب : لا أدري ، لكن بعض ما نتصور إنه خرافة ،
يمكن أن يكون حقيقة .
قيس : " يفغر فاه " ....
الأب : يبدو إنني أنجبت سقراط آخر .
الأم : " تحدق في زينب " ليتني أعرف ماذا
تخبئين .
زينب : ماذا أخبىء ، يا ماما؟
الأم : هذا ما أتمنى أن اعرفه .
زينب : " تنظر إلى أمها صامتة " ....
الأم : هيا ، استعدوا ، سنذهب بعد قليل .
قيس : ومدينة الألعاب ؟
الأم : في الجمعة القادمة .
قيس : " ينظر إلى أبيه " بابا .
الأب :اصبر ، يا قيس ، الجمعة القادمة ليست
بعيدة جداً .
زينب : " تنهض " سأنظف المطبخ ، واغسل
المواعين .
الأم : زينب ..
زينب : نعم ماما .
الأم : تلفني لي .
زينب : اطمئني ، يا ماما .
الأم : إذا شعرت بأي شيء ، تلفني لي .
زينب : نعم ماما .
الأب : هيا ، الوقت يمر .
الأم : وﻻ تنسي الباب ، أغلقيه جيدا .
زينب : تحياتي لجدتي .
الأب : نسيت أن تأمريها بإغلاق الشبابيك .
الأم : دعكَ من السخرية ، إنني لست مرتاحة ، لا
أدري لماذا .
الأب : أنت تبالغين ، إن حكايات الصحون الطائرة ﻻ تخيف زينب .
الأم : لكنها تخيفني .
قيس : وتخيفني أنا أيضا .
الأب : هذه أول مرة تتفقان في الرأي .
قيس : سمعت أصوات غريبة .
الأب : هذه ليست المرة الأولى .
الأب : " يتجه إلى الخارج " هيا استعدوا للذهاب .
الأب يخرج ، الأم تلحق به ثم
قيس ، زينب تبقى وحدها
إظلام
المشهد الخامس
الكائن عند النافذة ،
يختلس النظر إلى الخارج
الكائن : " يلتفت إليها " زينب .
زينب : " تقف عند الباب " عفوا ، يا نور ، تأخرت
عليك .
الكائن : ﻻ عليك ، إنني مرتاح هنا ، ثم إنني متعود
على الوحدة .
زينب : انتظرت حتى ركبوا السيارة ، وتأهبوا
للذهاب إلى بيت جدتي ، وخلال ذلك نظفت
المطبخ ، وغسلتُ المواعين .
الكائن : إنني أحسدك ، يا زينب .
زينب : " تنظر إليه مبتسمة " ....
الكائن : أمك رائعة .
زينب : لقد سمعتها تتحدث هنا معي ، وأنت في
خزانة الملابس " تصمت لحظة " ﻻبد انك
رأيتها .
الكائن : نعم رايتها " يشير إلى النافذة " من هنا ،
من هذه النافذة ، وهي تصعد السيارة مع أبيك
وأخيك قيس .
زينب : لو جالستها ، وتعاملت معها ، لأعجبت بها
أكثر .
الكائن : إنها مثلك .. جميلة .
زينب : " تبتسم مدارية حرجها " ....
الكائن : عفوا ، إذا كنت قد أخطأت .
زينب : ﻻ ، أبدا " تبتسم " أشكرك .
زينب : حدثني عن أمك ، ﻻبد إنها مثلك ..
الكائن : نعم ، إنها مثلي .
زينب : جميلة .
الكائن : ليس مثل أمك .
زينب : لكل أم جمالها .
الكائن : أمك كلها عاطفة ، ومحبة ، وإحساس ، ليت
أمي تحس ، ولو مرة واحدة ، بوجودي .
زينب : أخشى انك واهم ، يا نور .
الكائن : ﻻ ، لست واهما ، لكني ﻻ ألومها ، فهي ابنة
محيطها ، الإحساس عندنا والعواطف والمحبة
، ضعف بل مرض .
زينب : " تنظر إليه متأثرة " ....
الكائن : " يضع وجهه بين يديه " آه يا زينب ، ليتني
لم أولد .
زينب : ﻻ تقل هذا ، يا نور ، الحياة مهما كانت فهي
جميلة ، ويمكن التكيف معها ، بل يمكن
أيضاً تغييرها .
الكائن : إلا حياتنا .
ترتفع نغمة الموبايل ، زينب
ترمقه ، ثم ترفعه وتنظر فيه
زينب : إنها ماما ، ﻻبد أنها قلقة عليّ " تتحدث في
الموبايل " ماما ! ﻻ أظنكم قد وصلتم بيت
جدتي ، انتم في الطريق ؟ اطمئني يا ماما ،
إنني بخير ، وقد أغلقت باب البيت جيدا ، كما
أوصيتني ، لقد انتهيت من العمل في المطبخ ،
وأنا الآن ادرس في غرفتي ، اطمئني يا ماما ،
أنا بخير ، تحياتي إلى جدتي ، ﻻ تعودي مبكرا
، وخذا قيس إلى مدينة الألعاب ، انه متشوق
إليها جدا ، مع السلامة .
الكائن : هذه هي الأم .
زينب : إنها قلقة جداً عليّ .
الكائن : الأم أمك .
زينب : ﻻ تظلم أمك .
الكائن : أنا لا أظلمها ، فالأمهات عندنا كلهن على
شاكلة أمي .
زينب : ربما لو جرى بعض التغيير في مجتمعكم ،
لكانت أمك أماً كما تتمناها .
الكائن : التغيير الذي تتحدثين عنه ، مستحيل في
مجتمعنا .
زينب : ﻻ مستحيل ، يا نور ، كما تقول أمي ..
الكائن : " يهز رأسه " ....
زينب : أنت تعي خطأ مجتمعك ، وتعي أين يكمن
الخطأ ، وهذه هي البداية .
الكائن : " يتجه نحو النافذة " ....
زينب : " تلحق به ".....
الكائن : " ينظر عبر النافذة " آه انظري ، يا زينب ،
الجو رائع اليوم .
زينب : إنه الربيع في عالمنا ، يا نور .
الكائن : حديقتكم جميلة جدا .
زينب : لولا خوفي عليك ، لآخذتك الآن .، وجلسنا
معا تحت الشجرة .
الكائن : أشكرك ، أنا أيضاً أخاف أن يروني ، و .. "
يصمت " ..
زينب : الليلة سيكون القمر بدرا ، سنتسلل عندما ينام
الجميع ، ونجلس تحت الشجرة .
الكائن : زينب ..
زينب : نعم .
الكائن : " ينظر إليها " ماذا بعد ؟
زينب : " تحدق فيه صامتة " ....
الكائن : نعم ، ماذا بعد ؟
زينب : أنت معي ، يا نور .
الكائن : إلى متى ؟
زينب : إلى .. " تصمت " ﻻ تفكر في هذا الآن ،
يا نور .
الكائن : ﻻبد أن أفكر فيه ، إن لم يكن اليوم فغدا .
زينب : نور ..
الكائن : إنه حلم ، وسأفيق منه عاجلاً أو آجلاً .
زينب : عش حلمك ، يا نور .
الكائن : لا أريد أن أعود إليهم ، لكن أين اذهب ؟
العمر ليس يوما أو يومين " ترتفع نغمة
الموبايل " ..
زينب : " تأخذ الموبايل " ﻻبد أنها ماما " تنظر فيه
" نعم ، إنها ماما مرة أخرى ، يبدو أنها لم
تتحمل البقاء بعيداً عني " تتحدث في الموبايل
" نعم ماما ، قلت لك اطمئني ، صدقيني إنني
ادرس في غرفتي ، وكل شيء على ما يرام ،
ماذا ؟ صوتي طبيعي ، ولست خائفة من شيء
، مازحة ، إنني ابنتك زينب ، ﻻ تعودي الآن ،
خذا قيس إلى مدينة الألعاب ، آه سيزعل مني ،
ستأتون الآن ، أنتظركم .. مع السلامة "
للكائن " حسدتني على أمي ، هذه هي أمي ،
ستأتي حالاً .
الكائن : " يتجه نحو الخزانة " ....
زينب : مهلا ، سأنزل ، ابق أنت هنا .
الكائن : الأفضل أن أعود إلى الخزانة ، فقد تصعد
أمك لسبب أو لآخر ، وتراني .
زينب : كما تشاء ، سآتي بعد الظهر ، وسنخرج في
الليل معاً ، ونجلس تحت الشجرة .
الكائن : " يدخل الخزانة ويغلق بابها عليه " ....
زينب تتوقف صامتة
للحظة ، ثم تخرج
إظلام
المشهد السادس
الحديقة ليلاً ، تدخل زينب
تتوقف وتهتف بصوت خافت
زينب : نور .
الكائن : " يُسمع صوته " زينب .
زينب : " تتلفت باحثة عنه " حذرتك من النزول عن
طريق النافذة " تهتف ثانية " نور ..
نور : " يطل من وراء إحدى الأشجار " ....
زينب : أخشى أنه علق عند النافذة " تهم بالتوجه إلى
الداخل " فلأدخل ، وأرَ ما الأمر .
نور : " بصوت هامس " زينب .
زينب : " تتوقف وتتلفت حولها " ....
نور : أنا هنا .
زينب : " تراه وتتجه نحوه " ظننتُ أنك علقت قرب
النافذة .
الكائن : نزلت بسهولة ، واختبأتُ هنا .
زينب : تعال نجلس تحت الشجرة .
الكائن : لنبقَ هنا أفضل .
زينب : " تسحبه برفق " تعال ، لا تخف ، المكان
آمن الآن .
الكائن : " يسير معها على مضض " لا أمان معهم ،
يا زينب ، أنتِ لا تعرفينهم ، إنهم لن يكفوا عن
مطاردتي ، ومحاولة القبض عليّ .
زينب : " عند المصطبة " لنجلس هنا تحت هذه
الشجرة " تجلس " ولن يرانا أحد " تمسك يده
" تعال ، تعال اجلس .
الكائن : " يجلس إلى جانبها " آه " يتلفت حوله قلقاً "
ربما لو بقينا في الداخل لكان أفضل .
زينب : انظر ، القمر بدر " تنظر إلى الكائن " هل
في كوكبكم مثل هذا القمر ؟
الكائن : " يحاول أن يتمالك نفسه " في كوكبنا ثلاثة
أقمار " ينظر إليها " لكن قمركم هذا هو
الأجمل .
زينب : نور ، لا تبخس أقماركم الثلاثة ، يُخيل إليّ
أنك لسبب ما تجامل قمرنا .
الكائن : هذا ما أحس به " ينظر إليها " ولعلك أنتِ
هو السبب .
زينب : مادام الأمر كذلك ، أعدك أن نجلس هنا
ساعات ، عندما يكون القمر بدراً .
الكائن : هذا ما أتمناه ، لكن ..
زينب : بلا لكن ..
الكائن : أنتِ لا تعرفينهم ، إنهم لن يتركوني ، مهما
كان الثمن " يصمت " سأكون حالة غير
مسبوقة ، وهذا ما لن يسمحوا به .
زينب : أنت مرتاح هنا وسعيد ، وأنا سعيدة لسعادتك
، و ..
الكائن : " ينهض مضطرباً " ....
زينب : " تنهض هي الأخرى " ما الأمر ؟
الكائن : زينب ، إنهم هنا .
زينب : " تمسك يده " تعال ندخل ، ونصعد إلى
غرفتي .
الكائن : أخشى أن الأوان قد فات .
يبرز ثلاثة كائنات غريبة ،
الكائن يجمد في مكانه
الأول : " لزينب " طاب مساؤكِ .
زينب : ماذا تريدون ؟
الثاني : اطمئني ، نحن مسالمون ، ولا نريد الشرّ
لأحد .
الثالث : نحن نريد " 001 " .
زينب : " تمدّ يدها ، وتطبق على يد الكائن " إنه ليس
" 001 " وإنما هو نور .
الثاني : " 001 " مواطن من كوكبنا ، وهو مريض ،
وهذا ليس عالمه ، سيأتي معنا ، وسنعالجه
حتى يشفى .
زينب : نور ليس مريضاً " تتشبث بالكائن بقوة "
دعوه وشأنه ، إنه سعيد هنا .
الثاني : " 001 " منّا ، ومن واجبنا أن نعالجه ،
ونرعاه حتى النهاية .
زينب : لن أدعكم تأخذونه ..
الثلاثة يتقدمون قليلاً ،
ويتوقفون على مقربة منهما
الكائن : زينب ..
زينب : مكانك هنا ، يا نور .
الكائن : عليّ أن أذهب معهم ، يا عزيزتي ، لا فائدة
من المقاومة .
زينب : " تنظر إليه صامتة " ....
الكائن : لن أنساكِ ، ولن أنسى أحاديثكِ ، ربما من
الواجب أن أكون بين أهلي ، لعلي استطيع أن
أزرع هناك بذرة التغيير .
زينب : نور ..
الكائن : زينب ، كلما اكتمل القمر ، وصار بدراً ،
اجلسي هنا ، تحت هذه الشجرة ، لأني سأنظر
إليك من كوكبنا ، وأتمنى لو أكون معكِ .
الثلاثة يحيطون بالكائن ،
ويسيرون به نحو الخارج
زينب : " بصوت دامع " رافقتك السلامة " الثلاثة
يخرجون بالكائن " وداعاً يا نور .
يدخل الأب والأم وقيس
مسرعين ، ويلتفون حول زينب
الأب : زينب ..
الأم : بنيتي ، ما الأمر ؟
زينب : " بصوت باكٍ " لقد رحل نور .
الأم : نور !
قيس : الجني .
زينب : " تسرع باكية إلى الداخل " ....
الأم : " تحاول اللحاق بها " ....
الأب : " يمسك يدها " تعالي ..
الأم : " تحاول الإفلات " دعني ، دعني أرَ ما
خطبها .
الأب : دعيها الآن .
يلمع نور في السماء ،
الأب يرفع رأسه مندهشاً
الأب : أنظري .
الأم : " تنظر مذهولة " ....
قيس : " وهو ينظر إلى الأعلى " بابا ، ما هذا ؟
الأب : الصحن الطائر .
الجميع ينظرون إلى أنوار
الصحن الطائر ، حتى يتلاشى
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق