نص مسرحي قصير
الزمان: الآن
المكان: موضع على جبهة ما
موضع على الجبهة. جندي يكلم أحدهم بجهاز التلفون في زاوية من الموضع. صوت رصاص كثيف.
الجندي: لم يبق غيري يا سيدي. كيف أصمد؟ عتادي يوشك على النافد. إنهم يقتربون، إنني أسمع وقع أقدامهم. أرسلوا التعزيزات. . سيدي. هيهات. . لا تغلق الخط، لا.
يقترب صوت الرصاص أكثر. الجندي يقلب بصره في زوايا الموضع يائسا.
الجندي: يبدو أنهم يمشطون بقية المواضع، يقتلون الجرحى، ويؤكدون قتل الموتى برصاصة في الرأس. كان وجودنا هنا خطأ منذ البداية، جنود ببنادق مستعملة مع القليل من العتاد وسط دائرة من الأعداء المسلحين بأحدث السلاح. . لا شك أنها النهاية.
يعود للإتصال مرة أخرى.
الجندي: متى ستصل التعزيزات يا سيدي. لا يمكنني الصمود، أنا مختبئ ولن يمر الكثير من الوقت حتى يعثروا عليّ، أرسلوا طائرة إذا سمحتم. هيهات. . أغلق الخط مرة أخرى. . لن يرسلوا شيئا، سيتركوني ألاقي مصيري هنا كما فعلوا مع غيري.
نسمع أصواتا بشرية: مشطوا ذاك الموضع، يبدو أن هذه الجثة تتحرك، خلصوا عليه.
يتصل الجندي برقم ما، لكنه لا يرد، فيكتب رسالة:
" عزيزتي اخلاص، يبدو أنني أعيش لحظاتي الأخيرة، آسف لأنني لم أحقق لك أحلامك، آسف لأنني جعلتك تتحملين العيش معي في خرابة. لا تحزني لموتي وابحثي عن رجل يسعدك، فقد كنت مغفلا ولم أكن استحقك يوما."
يتصل بالآمر.
الجندي: اخرس، سأموت بعد لحظات ولا بد أن أقول ما في نفسي. طز بكم جميعا أيها السفلة. اخرس ولا تقاطعني. لا تنطق بهذا الشعار مرة أخرى، أنتم مجرد تجار حروب قذرين. أنتم مجرد قتلة أجبرنا الفقر على أن نصدقهم. الذي قال هيهات منا الذلة، غادر القصور ليقتل دفاعا عن المظلومين، أما أنتم فقد رفعتم هذا الشعار لترسلوا بالمظلومين إلى الموت وتسكنوا القصور. إخرس، لست سيدي، أنتم مجرد حثالة.
تعلوا أصوات قريبة: هناك عدو حي هنا، هناك صوت يرتفع في هذا الموضع.
يوجه الجندي سلاحه إلى باب الموضع، ويبدأ بإطلاق الرصاص.
ظلام
الناصرية
٨/٨/٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق