نحو تفكير مسرحي جديد
إن أشواقنا كمسرحيين تجاه ( التكنومسرح ) ما هوهي إلا تعدد ملح وضرورة تفرضها علينا الحياة المتسارعة الإيقاع في ظل الأزمات الطبيعية التي فرضت واقعا حياتيا غير معافى صحيا يتمثل في جائحة (كرونا) ، أقعدت دوره المسرحي شهورا عددا، أضعفت نشاطه العملي وحجبت تلاقح الأفكار مع أخرين، ثم تحول نشاطه من عملي إلى نشاط ذهني عبر وسيط التكنولوجيا وأحيانا عملي بسيط قليل التنظير ، لكن المسرحي المعاصر سرعان ما تنبه لهذا الحجب و هدم هذا الجدار ما لزما بتفكير جديد نحو فضاءات أخرى تتماشى مع ما أنتجته التكنوجيا ومن تقنياتها لسد حاجة التلقي من الترفيه بدلا عن صالات المسرح والسينما إبان الجائحة ، ولأن المتلقي يرتبط ارتباطا تاريخيا مع هذا الموروث المسرحي القديم والمحدث استشعر أنه لا يمكن أن يتخلى عنه ويحصر متعته في الصالات،
ونحن كمسرحيين معاصرين في ضرورى متزايدة لأشكال جديدة من فن المسرح، علما أن المتلقي الذي تربى على أنماط مسرحية كثيرة تقليدية وتجريبية، إلا أن تلك الحوجة المتجددة و معتمدة لديه، تستلزم تلقي خطاب مسرحي جديد يناسب تطلعاته من الترفيه والمتعة والدهشة ومناقشة قضاياه، لأن الفعل المسرحي في التجارب الجديدة محمول على مضامين مساندة لقضايا واقعه المعيش،
المفهوم الجديد للتلقي وقبوله لتلك التطلعات الملحة يجب علينا كمسرحيين في كافة أنحاء العالم أن لبي هذه الرغبة الجامحة نحو عناصر جديدة للعرض المسرحي ما بعد الحداثة والتجريب،
و لا يتم ذلك إلا من خلال المعامل والمختبرات الأدائية المسرحية والتدريبات المكثفة والقراءة المستمرة ، كما يجب علينا أيضا أن نهتم برؤى التفكير الدائم حتى تصوب منتجاته عبر مهرجانات وحلقات نقاش ممتدة للخروج من الأزمة التي تواجه المسرح المعاصر .
إلا أن الإطمئنان والعزائم والتفكير بطرق جديدة يسهم في إنتاج فعل مسرحي ثر في خطابه الفكري ومتنوع في أدائه الفني.
ولا يحدث هذا إلا عبر الرغبة الملحة في التكثيف النظري القويم، بحسبانه ينتج مسرحا فكريا يستوعب قضايا المجتمعات الآفروعربية.
في الختام:
أثمن جهود مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي المبادرة بمغامرة أفكار هذه الدورة بطرحه لهذا الشعار، لنجيء كمشتغلين بالمسرح من كل فج عميق . نتفاكر / نشاهد / نتابع ونتأمل حراك المهرجان المثمر الملهم.
معا نحو فضاءات مسرحية منفتحة على مجتمعاتها ومعطية تفكير مسرحي جديد ( التكنومسرح )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق