البنت : أبي ، أريد أن أتزوج .
( الاب لا يرد )
البنت : أبي انا اتحدث معك .
( الاب لا يرد )
البنت : أبي أقول لك ، أريد أن أتزوج .
( الاب لا يرد )
البنت : أبي !
الاب : هل هذا الفيلم الذي في التلفاز ، فيلم رعب ؟
البنت : أبي أقول لك أني أريد أن أتزوج .
( الاب لا يرد )
البنت : أبي ، أبي أريد أن أتزوج .
الاب : لماذا لا تجيبين على سؤالي ، هل هذا الفيلم ، فيلم رعب ؟
البنت : نعم ، هذا الفيلم ، فيلما للرعب .
الاب : لا أحب أفلام الرعب ، إنها تصيبني بالغثيان .
البنت : أبي دعك من الفيلم ، وتكلم معي ، أنا اتحدث معك .
الاب : ماذا تريدين ؟
البنت : أقول لك، أريد أن أتزوج .
الاب : ماذا تقولين ، هل جننت ! تأدبي يا بنت .
البنت : لماذا تقول لي ذلك !
الاب : لأنه لا يجب أن تطلبي ذلك ، هيا ، أبدلي قناة التلفاز .
البنت : أرجوك يا أبي ، أنا اريد أن اتزوج .
الاب : الا تخجلين من نفسك ، وانت تقولين مثل هذا الحديث ، الفتاة لا تطلب الزواج .
البنت : طيب ، وماذا تفعل اذا ارادت الفتاة الزواج !
الاب : لا ادري ، ولكن لا يجب ان تطلب ذلك من ابيها . اختاري لي قناة أخرى ، بعيدا عن قناة الرعب والمشاهد المخيفة .
البنت : أنا أحب أفلام الرعب .
الاب : خذيني الى قناة أخرى ، خذيني في جولة في القنوات .
البنت : مشاهدة الرعب هوايتي الرائعة .
الاب : نوع هواية مقزز !
البنت : قل لي ، لماذا لا يجب ان اطلب الزواج منك يا ابي ؟
الاب : لان الاب ..
البنت : لأنه ماذا ؟
الاب : لأنه بصراحة لا يعرف ما يفعل حيال ذلك الامر المرعب .
البنت : بسيطة ، أنا أقول لك ، يبحث لها عن عريس .
الاب : كل الآباء يبحثون لبناتهم عن عريس ، ولكن ليس بهكذا بشاعة .
البنت : طيب كيف يبحثون لهن عن ازواج ، وفي نفس الوقت لا يتحدثون بهذا الامر !
الاب : هناك أمور لا يصلح الحديث عنها بشكل معلن .
البنت : اذا كانوا يبحثون طوال وقتهم ، فلماذا لا يخطبون لهن ؟
الاب : أبو البنت ، ومن يومها الأول ، لا يرى ذكر بعمرها ، الا وسأل نفسه هل يصلح عريسا لابنتي .
البنت : قلب الاب الكبير . طيب ولماذا لا يخطب لها افضلهم ، ليتزوجها ويحقق مناه .
الاب : هذا خارج طبيعتنا ، يُبقي الاب الامر محصور في نفسه ، كأمنية ورجاء فقط .
البنت : أمنية ؟
الاب : نعم ، أمنية فقط ، قولي لي ، لماذا لازال فيلم الرعب موجود !
البنت : قلت لك ، أنا أحب أفلام الرعب يا أبي .
الاب : لا أجد في هذه الافلام شيئا يصلح للحب .
البنت : أحب متعة مشاهدتها . حاول أن تتحملني حين أشاهدها .
الاب : يكفي أنني أتحملك بطلباتك الغريبة .
البنت : أبي ارجوك ، أحتاج ان اتزوج بسرعة .
الاب : هذا الامر خارج النواميس يا بنت ، الذكر هو الذي يخطب الانثى .
البنت : ولكن يا أبي ، ماذا تفعل البنت اذا ارادت الزواج .
الاب : تسكت ، وتنتظر .
البنت : لا احب الانتظار ، اريد ان اتزوج .
الاب : الانتظار أمر اجباري ، وليس اختياري يا عصفورتي .
البنت : وكم يتوجب عليّ أن أنتظر من الوقت لكي اتزوج ؟
الاب : أنت وحظك ، اسبوع ، شهر ، سنة ، مائة ..
البنت : مائة ماذا !
الاب : مائة سنة طبعا .
البنت : ماذا تقول يا ابي ، لن انتظر مائة سنة ، اريد ان اتزوج ، هل تفهم ؟
الاب : حسنا ، يجب أن اخبرك أن الزواج مسؤولية كبيرة ، هيا شغلي لي فيلما اجتماعيا ، بدل هذا الخوف والقتل والتدمير .
البنت : وأنا أقدر الزواج تماما ، أعدك ان أكون بقدر المسؤولية .
الاب : ثم أن الزواج مؤسسة اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية .
البنت : سأعمل بجد على نجاح المؤسسة بكل اخلاص ، ولكن اريد التوقيع على تأسيسها حالا .
الاب : لا تستسهلي الامر ، تنتظرك معارك كثيرة وطويلة الامد ، صراع مع زوجك ، ومع تربية اطفالك ، ومعارك الى اخر العمر مع حماتك وبناتها ، ولا ننسى نساء الجيران .
البنت : لم أقل أن الحياة وردية ابدا .
الاب : اذن توقفي عن هذا الطلب الغريب ، وابعدي هذه المشاهد المقززة عني ، أقول لك لا احتمل مشاهدة أفلام الرعب .
البنت : لن اتوقف ابدا عن طلبي الزواج ، هذا حقي كإنسانة .
الاب : رغم أنني لست معك في طلبك ، ولا اطيق أفلام الرعب ، الا انه يعجبني اصرارك .
البنت : حسنا ، اذا اعجبك الامر ، تفضل لو سمحت وزوجني ، اريد أن اتزوج بأسرع وقت ، أموري لا تحتمل التأخير .
الاب : وماذا أفعل في رأيك ، كي لا يتأخر زواجك .
البنت : توافق على زواجي .
الاب : حسنا ، اذا كان المطلوب ، الموافقة فقط ، أنا موافق على زواجك ، بشرط أن تغيري القناة .
البنت : شكرا لموقفك النبيل يا ابتي ، احبك .
الاب : الف مبارك لك مقدما ، لا تنسي شرط تغيير القناة .
البنت : والآن ، دعك من القناة ، أنا أكاد أن أجزم آنك ستكون الى جانبي في الخطوة التالية ، حيث تختار معي زوجا ، وتخطبه لي .
الاب : طيب ، افرضي أنني وافقت على ذلك .
البنت : كنت أعرف أنك ستوافق وتسعدني .
الاب : الحيرة يا ابنتي هي ، ماذا سأقول اذا ذهبت لأخطب لك عريسا ، ماذا سأقول لأهل الزوج.
البنت : بسيطة ، تقول يشرفني ويسعدني ان اخطب ابنكم فلان لابنتي فلانه .
الاب : وانت تعتقدين أن ذلك سهلا !
البنت : نعم ، سهل جدا .
الاب : حسنا ، ومن سيدفع المهر حينها ؟
البنت : انت طبعا يا ابي ، ألست من ذهب ليخطب .
الاب : لن ادفع فلسا واحدا ، فوق ابنتي ادفع دنانيري !
البنت : الموقف يختلف يا ابتي ، ابنتك هي التي تحتاج الى عريس .
الاب : ( يصرخ ) ولماذا لا تمسك نفسها وتنتظر ، ابنتي المصون !
البنت : لماذا تصرخ يا ابي ، نحن نتناقش بهدوء وحب وجمال .
الاب : مستحيل ، ابنتي اصبحت مجنونة بشكل رسمي ، وتفرض عليّ مشاهدة أفلام الرعب .
البنت : مجنونة لأنني اقول لابي الحبيب ، انني اريد عريسا .
الاب : يا حلوتي ، يا عصفورتي ، قولي اريد فستانا ، حقيبة ، حذاء فاخر . نتحاور عليه ، لكن عريسا ، ليس ضمن قدراتي .
البنت : حاول أن تفكر معي خارج المألوف .
الاب : هذا ليس خارج المألوف ، هذا خارج النظام البشري .
البنت : كل الامور الكبيرة بدأت بقرار شخص ، قرر أن يفكر خارج المألوف .
الاب : يا الهي ، ولماذا أنا ! بنت غريبة الاطوار ، وفيلم يدفع الى الغثيان .
البنت : التاريخ ينتظرك يا أبتي العزيز ، كن أنت التغيير .
الاب : والعريس كذلك يا حبيبتي ، ينتظر الوقت المناسب أيضا ، امسكي نفسك ، وانتظري مثل كل بنات حواء .
البنت : قلت لك أنا فتاة استثنائية . وأريد أن اتزوج .
الاب : لا ينبغي أن تتحول الأمور الى هذا المسار ، هناك ثوابت لا يجب أن تهتز .
البنت : لماذا يُسمح بأن تتغير كل الأشياء في هذا العالم ، على نحو دراماتيكي ، ولا يسمح للفتاة أن تتحكم بحركة الشخصيات في اللعبة .
الاب : حسنا . افرضي اني وافقت على دفع المهر ، أقول افرضي .
البنت : كنت اعرف انك لن ترفض لي طلبا .
الاب : ( مؤكدا ) أقول لك افرضي فقط .
البنت : حسنا ، فرضت انك موافق .
الاب : القاعدة تقول ، من يخطب ويدفع المهر ، سوف يتكفل بكل متطلبات الزواج ، من اثاث وفرش ، وحتى حفل الزفاف .
البنت : لا اشك ولا لحظة واحدة ، أنني أملك اب يحبني جدا ، ولن يتخلى عني .
الاب : وملابس العريس الداخلية ، هل سأشتريها انا أيضا !
البنت : لا ، ليس لهذه الدرجة ، سأضغط عليه ليشتريها هو .
الاب : لا اعرف ماذا أقول ، لساني عاجز عن اختيار المفردة القبيحة المناسبة لموقفك يا طفلتي الغالية .
البنت : اعتبر كل مفردات قاموسك القبيحة ، قد وصلت يا اغلى الناس .
الاب : الا تشعرين بالخجل من الحديث في هذا الامر ، هذه مواضيع تخجل منها الفتيات .
البنت : هذا كان فيما مضى ، الأمور تغيرت كثيرا يا ابي .
الاب : أشعر ان العالم صار يمشي بالمقلوب ، نحن في مأزق حقيقي .
البنت : لا تولول يا ابي ، ليس هناك مأزق ، لم نطلب الكثير ، هو زواج فقط .
الاب : وما هو اكبر من بنت تطلب الزواج من ابيها ، بلا ادنى خجل .
البنت : هناك أشياء كثيرة اكبر ، مثل ، أن تطلب الزوجة طفلا من الزوج .
الاب : كيف تطلب الزوجة من الزوج طفلا ، لم افهم ؟
البنت : افكر عندما اتزوج ، سأطلب من زوجي ان يحمل بطفل .
الاب : يا الهي ، ما هذا ! ولكن أجهزة الحمل عندك ، كيف سيحمل هو .
البنت : نحاول ترتيب الامر في حينها .
الاب : يبدو أن أفلام الرعب تركت اثرها عليك ، لن اشترك في هكذا جرائم ، ستقترف بحق هذا الزوج المسكين .
البنت : سيتحمل كل ذلك ، فلقد دفعت فيه مبلغا كبيرا في المهر .
الاب : المهر وملحقاته لإتمام الزواج ، وليس صفقة بيع وشراء !
البنت : أفكر أيضا أن أتزوج عليه زوجا آخر .
الاب : ماذا ! يا الهي ، لقد جنت ابنتي .
البنت : المال موجود ، والمزاج عال ، لماذا لا أجعلهم زوجان ، ثلاثة ، اربع .
الاب : أربعة ازواج ! ماذا يجري لك يا ابنتي ، انتبهي لما تقولين .
البنت : سأجعل للزوج الرابع الجديد ثلاث ليال في الأسبوع ، وليلتان للزوج الثالث كونه لازال بحيويته ، أما الزوج الأول والثاني ، فليلة واحدة لكل منهما ، لا يستحقان اكثر .
الاب : وأين العدالة ؟
البنت : هذا هو فهمي للعدالة ، كل زوج بحسب امكانياته .
الاب : هل انتهيت الان ، هل تحدثت بكل ما في داخلك ، هل راقت لك هذه اللعبة ، أكاد أجن منك ، ومن حوادث فيلمك هذا .
البنت : لماذا تقسوا علي بهذه الصورة !
الاب : خلصي اباك من هذا الرعب ومنك .
البنت : لن اخلصك من شيء ، أنت أبي .
الاب : هل اكتفيت من هذه اللعبة الباهتة !
البنت : لقد راقت لي جدا ، ارجوك ، ساعدني كي اكملها الى الآخر .
الاب : وأين سيكون هذا "الآخِر" برأيك ؟
البنت : اصّبح على ازواجي الأربعة بالضرب ، وامسّي عليهم بالضرب .
( الاب يهم بالخروج )
البنت : أين انت ذاهب ؟ تعال ، سأغير لك القناة .
الاب : أنا قلق ، يجب أن أتأكد جيدا ، أن أمك لم تسمع كل هذا الهراء .
ستار –
تركيا – سامسون
١٨/ ٤ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق