بقلم النّاقد: د. قدور حمداني
أسدل ستار المهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس في طبعته الثانية عشر ليلة البارحة في احتفالية بهيجة حضرها الجمهور العريض من مختلف ربوع الوطن
عرف هذا المهرجان نجاحا باهرا من حيث مستوى الأداء الفنّي ، دام قرابة أسبوع، وبدأت مجرياته من 20 أكتوبر الى 25 أكتوبر 2022 ،
تميز بالتنظيم المحكم اداريا و فنّيا ، و حفاوة استقبال الضيوف و المشاركين- بإدارة رشيدة من المدير السيد:" رشيد جرورو" محافظا للمهرجان و مديرا للمسرح الجهوي سيدي بلعباس.
حظي هذا المهرجان بحضور السيّدة وزيرة الثقافة و الفنون" الدّكتورة صورية مولجي"، التي أشرفت على الافتتاح الرّسمي برعاية سامية من معاليها بمعية السيد: والي ولاية سيدي بلعباس السيد سمير شيباني، و مديرة الثقافة و الفنون السيدة دليلة عواس و كافة السلطات الأمنية و المحلية و أعضاء المجتمع المدني بدعم جماهيري قوي.
هذا الحدث الهام الذّي نفض الغبار على الفعل الثقافي بالمدينة ، و كان متنفّسا فنيّا لساكنتها و موعدا ثقافيا و أكاديميا هاما ، جمع ألمع الوجوه المسرحية وألمع المخرجين و الممثّلين ، و روّاد النّقد المسرحي و الفنّي من كبار النقاد الأكاديميين و المنظرين و أصحاب أقلام النّقد الانطباعي و الصحفي أمثال البروفيسور: "مخلوف بوكروح" و الأستاذ:" كمال بن ديمراد " اللذان رافقا سيرورة أبو الفنون بالجزائر أكثر من نصف قرن ، و عرفت هذه الطبعة دورتين تكوينيتين على الهامش، ورشة الاضاءة، بتأطير من الفنان" موفق جيلالي" من مسرح الموجة مستغانم، و ورشة الكورال من تأطير الاستاذ: "حكيم حديدي" بمعهد الموسيقى و تركيز الأصوات لفائدة طلبة الفنون و هواة الفّن الرابع الذين يطمحون للتألق على الخشبة.
كما كان همزة وصل بين الجامعة و مخبرها العلمي "النص المسرحي"، لتنظيم ندوات فكرية في الترجمة و التأليف و الاخراج، و نُظّمت جلسات نقدية لمناقشة العروض طيلة المهرجان.
كما ميز هذه الطبعة حضور الجامعة كشريك ( كلية الآداب و اللغات و الفنون جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس و على راسها العميد البروفيسور عقاق قادة ، و البروفيسور قرقوى ادريس مدير مخير النص المسرحي ، وجامعة ابي بكر بلقايد ،كلية الاداب و الفنون و على رأسها نائب العميد البروفيسور بلحاج طرشاوي.)
و ما يميز هذه الطبعة مستوى الأداء و تنوّع التجارب المسرحية و رقي الذائقة الجمالية و الأبعاد الفكرية للناقد و المتلقي على حد سواء، و لاسيما طلاب الفنون وهذا نتيجة الاهتمام بهذا المضمار منذ حوالي ربع قرن بإرادة قوية من السلطات العُليا للبلاد لترقية الفنون الأدائية (المسرح و السينما).
-المهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس في هذه الطبعة- بالمعلم الأثري ذي الطابع العمراني الغربي بعلبته الايطالية الرائعة ( المسرح الجهوي سيدي بلعباس) المصنف حديثا كبناء، موروث مادي من طرف وزارة الثقافة خلال السنة الجارية ، عُرضت فيه مسرحيات محترفة من مختلف ربوع الجزائر على غرار، مسرحية "تجاعيد البحر" لتعاونية موزاييك سيدي بلعباس، مسرحية "هنا ولهيه"، مسرحية" اللعبة" التعاونية الثقافية أهل الفن، مسرحية ضمير يحاكي ضمير سيدي لحسن سيدي بلعباس، مسرحية وين رانا فرقة الأقوال وهران ،مسرحية هنا ولهيه وهران، مسرحية "ليزيميقري" مدينة سعيدة، مسرحية" ميكانيزما " مدينة معسكر، مسرحية "متحف المجانين" ،لحركة المسرح القليعة . و ما ميز هذه الطبعة ، التيمات التي تناولتها العروض و في مجملها الصراع ما بين الطب و الحب و الجنون و الانفصام و التشرد و الحرقة و هي مواضيع مسرحية تتناول قضايا الانسان المعاصر و عجزه عن حلول مشاكل العصر. و في الختام وُزّعت الجوائز على الفرق الحاصلة على المراتب الثلاثة الأولى كما تم تكريم بعض الوجوه الفنية الكبيرة على أمل اللقاء في الطبعة القادمة بمواضيع أكثر جرأة في الطرح و الأداء.
مجلة الفنون المسرحية الكويت
(نحوى مسرح جديد و متجدد).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق