أعلنت لجنة التحكيم بجائزة القناع الذهبي الروسية (أرفع الجوائز الروسية في مجال المسرح) عن قائمتها القصيرة لعام 2023، ومن بين المرشحين جائزتان لمسرحية للمخرجة الأردنية نادية قبيلات.
تم ترشيح العرض الذي أنتجته فرقة “سريدا 21″ المسرحية، من إخراج نادية قبيلات وكتابتها بمساعدة أليكسي تسفيتكوف، لجائزة أفضل عرض، وترشيح الممثل ألكسندر نيكولايف، الممثل الوحيد في العرض لجائزة أفضل ممثل.
وهنأ والد المخرجة ابنته عبر صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك وكتب ” أعلنت لجنة الخبراء لجائزة القناع الذهبي للمسرح الروسي عن قائمتها.. القصيرة لعام2023 وهي اهم جائزة مسرحية عالميا… المدهش بسعادة غير موصوفة ان مسرحية “رأس المال” المأخوذة عن كتاب بنفس الاسم لكارل ماركس وهي من أخراج ابنتي ناديا قد حصلت على ترشيحين، افضل عمل مسرحي وأفضل ممثل. القائمة القصيرة، تم اختيارها من بين 1046 عمل مسرحي في 130 مدينة روسية. مبروك ناديا على الترشيحات التي تستحقينها وهي بحد ذاتها جائزة. وكل عام وانت بخير بمناسبة عيد ميلادك الذي يصادف اليوم”.
وتعتبر جائزة القناع الذهبي الروسية مجموعة من الجوائز في مجال المسرح بأنواعه (الدرامي، العرائس، الأوبرا، الباليه، الرقص المعاصر، العروض الغنائية: الأوبريت، “الميوزيكال”) تأسست عام 1994 في موسكو، ومخصصة للعاملين في مجال المسرح: المخرجين ومصممي الرقصات والممثلين ومصممي الديكور والإضاءة والأزياء. وحصلت الجائزة على انتشار واسع واعتراف من قبل النقاد في جميع أنحاء العالم، حيث يسعى المخرجون والكتاب المسرحيون والممثلون إلى المشاركة في هذه الجائزة التي تعد بمثابة مهرجان مسرحي سنوي يطرح بانوراما فنية لما يحدث في مجال المسرح على امتداد روسيا.
المسرحية
ومسرحية “رأس المال” لنادية قبيلات ومستشارها ومساعدها في كتابة النص المسرحي أليكسي تسفيتكوف هي مونودراما تتناول العمل الرئيسي الأشهر للفيلسوف الألماني كارل ماركس، الذي يحمل نفس العنوان، حيث يتعرض الجوهر الحقيقي للمسرحية لحياة المسرح المستقل، الفنان المستقل، حياتنا اليومية بينما نتعرض في كل لحظة من لحظات الوجود لهجوم شرس من وسائل الدعاية والإعلان وغيرها من وسائل الاستهلاك عبر الهاتف الذكي والحاسوب والساعة الذكية، في البيت، في مكان العمل، وحتى أثناء انتقالنا في وسائل النقل على اختلافها.
وقد ابتكرت المخرجة الأردنية الروسية الشابة قبيلات عرضا مسرحيا باستخدام مادة تبدو للوهلة الأولى غير قابلة لـ “المسرحة”، إلا أنها تمكنت من خلال نصها المسرحي المتوازن، ومن خلال حركة مسرحية منضبطة، وديكورات مبهرة في خيالها وإضاءتها البسيطة والمعبرة، أن تنقل أسئلة ماركس حول الطبيعة الفوضوية للرأسمالية، حول الكساد الكبير والأزمة الاقتصادية التي نعيشها اليوم، وحول الشهية التصورية، والاحتكار، والجيش الاحتياطي من العمالة الصناعية.
ويعتمد العرض في جوهره وطبيعته، فيما يبدو من الوهلة الأولى، على التلقين، على الممثل المرشح لجائزة القناع الذهبي ألكسندر نيكولاييف الذي يرسم لنا على “سبّورة” شرحا مبسطا لـ “رأس المال”، وكأنما يجيب على أسئلة “الطلبة/الجمهور”، إلا أننا نخرج من المسرحية، بأسئلة أكثر من الأجوبة، أسئلة نطرحها على أنفسنا قبل أي أحد آخر حول الثقافة الاستهلاكية، العولمة، غياب الحدود بين الدول والثقافات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حول العالم الجديد، وربما “النظام العالمي الجديد”، و”الأيديولوجية” الجديدة التي يجب علينا البحث عنها لإنقاذ العالم.
وقد قامت قبيلات بإخراج عدد من المسرحيات البارزة التي أصبحت جزءا من الريبرتوار المسرحي الروسي مثل: “الحفرة” و”مبارزة” لتشيخوف، “يوميات طبيب متدرب” لبولغاكوف، و”والدي بيتر بان”، و”زواج فيغارو”، و”عاملات المصنع”، وغيرها.
وتنتمي المخرجة الأردنية الشابة نادية قبيلات إلى عائلة فنية، حيث وصلت رواية “شمس بيضاء باردة” لوالدتها الرواية الأردنية المرموقة كفى الزعبي إلى القائمة القصيرة لجائزة “البوكر” العربية لعام 2019، ويدير والدها المخرج المسرحي سلام قبيلات مسرح الشمس، أحد أحد أهم مبادرات المسرح المستقل في المشهد المسرحي الأردني.
وقد تخرجت نادية عام 2018 من فصل الأستاذ سيرغي جينوفاتش بقسم الإخراج من معهد “غيتيس” الروسي العريق، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1878.
________________
المصدر :RT+ الغد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق