تصنيفات مسرحية

الاثنين، 5 ديسمبر 2022

المؤسسة الدينية في كربلاء والمسرح /*عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية 

المؤسسة الدينية في كربلاء والمسرح 

شيء جميل وانت تتابع في محافظة واحدة اربع نوافذ تعنى بالمسرح ، واي محافظة انها كربلاء المقدسة ذات البيئة الدينية , والاجمل من ذلك ان هذه النوافذ جاءت بدعم من المؤسسة الدينية ذاتها التي يتوهم انصاف المثقفين (( للأسف)) بأنها تتقاطع مع الفن والمسرح ، إلا ان الحقيقة التي لا يحجبها غربال هذه الاوهام إن المسرح في كربلاء المقدسة انعكاس او نتاج لدعم المؤسسة الدينية وايمانها بدور الفنون في بناء الانسان والانتصار للفضائل والقيم والمثل والاخلاق ، فهي هنا لا تقدم عروض اسلامية كما يعتقد البعض على الرغم من حاجتنا لمثل هكذا وعي مسرحي في بناء الانسان المسلم الا ان العروض التي تقدم مسرح عراقي بمضامين تربوية واخلاقية تنتصر للإنسان وقضاياه وبخطاب مسرحي حداثوي تجريبي احترافي شهد لها بذلك الضيوف العرب قبل العراقيين .

فأن مهرجان الحسني الصغير الدولي لمسرح الطفل , ومهرجان المسرح المعاصر, وعروض ونشاطات شعبة الفنون والمسرح في قسم التنمية والتأهيل الاجتماعي للشباب في العتبة الحسينية المقدسة يقابلها من الجهة الاخرى عروض شعبة الطفولة والناشئة التابعة لقسم الاعلام في العتبة العباسية المقدسة ومن قبل كل هذه الفعاليات كان مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة والذي كان انطلاقة حقيقية حينها لدعم المؤسسة الدينية والتأسيس لكل ماتحقق فيما بعد , فكل هذه الجهود الفاعلة والدلالات الكبيرة التي تم التأسيس لها بمسؤولية واحترافية جدت واجتهدت ونجحت في تنشيط المسرح في كربلاء والمضي بالتأسيس لمسرح رسالي يبني ويحفز لماهو افضل ، الامر الذي جعل من كل هذه الجهود ان تكون نوافذ مسرحية حقيقية للمسرح في المحافظات ومحطات مسرحية مضيئة في تاريخ هذه المدينة المقدسة والنابع بكل تأكيد من فيض نهج الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام .

لذلك من حقنا ان نحيي الاحبة الذين تعاقبوا على هذه التجارب الهامة وشرف تأسيسهم الناضج لها ، كما ونبارك للاحبة الجهود والاستعدادات الجارية هذه الايام ، فكربلاء الفداء اليوم بهذا الوعي الابداعي والدعم الكبير من قبل العتبة الحسينية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة باتت منارة للدين والعلم والابداع ومحجاً للمبدعين من كل مكان وهذا ماكان جلياً لكل المبدعين العرب الذين حضروا خلال مهرجاناتها المختلفة , فمبارك لكربلاء توهجها الديني والابداعي معاً.

*كاتب ومسرحي عراقي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق