الشخصيات :
- السجين
- محموعة من عامة الشعب:( شيخ كبير، سيدة متوسطة العمر، سيدة جنوبية كبيرة السن ، شاعر، شاب، فتاة واخرون).
- السجان
- رجل الامن
- الراوي
- صوت 1
- صوت 2
- صوت3
- ملاك
المشهد الاول
يتجمهر عدد من الناس لتشيع جثمان شهيد، حيث عثر على جثمانه في مقبرة خصصت للمعارضين السياسيين، إذ غيب النظام الدكتاتوري انذاك اعداد كثيرة من الجثامين عن ذويهم، وعند سقوط النظام الدكتاتوري أستطاع العديد من الاهالي التعرف على رفات أبنائهم وقاموا بتشييعهم ودفنهم، تفتح الستارة نلاحظ وجود تابوت منتصف المسرح، والمسرح خالي من اي شي، تدخل بعض الشخصيات بالتوالي الى المسرح .
رجل بملامح ملائكية كبير السن:
منذ الخلق ، منذ الفجر
والانسان بين بداية وبين نهاية
بين
حياة وبين موت وقيامه
بين
حضور وشجاعة
أو
غياب وهروب وخيانة
وشهيدنا اليوم
مفخرة وكرامة
دمائه سالت برغبة منه وبسالة
( يتفدم بالقرب من التابوت يقوم بوضع( عكاله) على التابوت ويقف في مكان معين )
شاعر :(وهو ينظر الى جثمان الشهيد)
الشهداء يهدون أجسادهم للأرض
وأرواحهم للشمس
الجسد يعطي الارض الخصوبة والنماء
والروح تمنح الشمس السراج والضياء
في الفجر وفي كل يوم جديد
وعند لقاء الشمس بالأرض
والروح بالجسد
يولد شهيد
مُخضبً بالدم عتيد
وهكذا من شهيد لشهيد
يبدأ ميلاد جديد
وعند المساء وفي أول الليل
والبشر في نوم عميق
يولد قمراً في قرصهِ
وجهِ شهيد
( يقترب من جثمان الشهيد يقبل قصيدته ويضعها على جثمان الشهيد ويقف في مكان معين من المسرح).
معلم التاريخ : (وهو يحمل معه بعض الكتب والقراطيس والمعاجم)
التاريخ قرطاس
كتب عبر الازمان
كتب للأجيال
كتب للتبيان
كتب من أجل الانسان
كتب بماء الذهب والعنفوان
كتب بدماء الاوفياء
كتب للبرهان
( يجلس بالقرب من الجثمان ويبدأ بتصفح بعض الكتب ويبدأ بالكتابة على بعضهن )
صبية : انها حكاية
قصة ورواية
بطولة وشهادة
دمعة وأبتسامة
جرح وكرامة
( تضع باقة ورد على جثمان الشهيد وتبدأ بتوزيع الورد والحلوى على البعض من الجمهور)
شاب : فارسها مقدام وشهم
ذو عزم وصولات وحزم
كتبت لهُ
القصائد بنظم
في ليلة عاشوراء الالم
صلوات وأناشيد وحكم
لحن أحزان
وترانيم وطن
(يجلس بالقرب من جثمان الشهيد ويقوم بترتيل بعض الايات بصوت منخفض )
سيدة: (بحزن) برحيله تنطوي أيامنا وتندثر
حزن طفلة وغربة صبي
احزان أمه وشعب ممتحن
سيدة جنوبية بطور النعي
(تذهب بأتجاه الام الجنوبية وتجلس بالقرب منها، تبدأ الام بالنعي :
( دللول يالولد يبني دللول ، يمه كون النحبهم ما يشيلون، ويانه طول العمر يبقون ،دللول يالولد يبني دللول).
الام الجنوبية : (بعد ان توقفت عن النعي )
نبكي على أبناء الوطن
عن دماء سالت أغرقت ارض المحن
( يمه الكاع عطشانه للمي مو للدم)
( تستمر الام الجنوبية بالنعي بصوت منخفض )
شاب 2 : تحزن الكواكب ويتوقف الزمن
دهور وازمان
وما عاد الفرح لنا عنوان
دهور وازمان
غُيب صوت ألاذان
وأغلقت الابواب بسلاسل ونيران
واسدل الستار،، وحل الخوف والظلام
فتاة : ومنذ ذلك الزمن وايام المحن، والعراق دام ودم
لم يعد لدينا سوى البكاء والدعاء
وفي ليلة النصف من شعبان
سجدت يتيمه لربها وبكت
وعند باب المراد وضعت نذرها وغفت
ومن مسجد الكوفة وبالقرب من بيت علي
رفع صدرنا يديه لربه وسجد
أنكشفت السماء وزلزلت الارض وأنتشت
فهب الشباب اليه واتحد
عاد الامل، عاد الامل
فتاة 2: فتحت أبواب السماء ، ونزل المطر
أشرقت شمس العراق حاملة على خيولها النارية ملائكة الامل
صاح العراق أهلا بفرسان الوطن
اهلاً بنبلاء المحن
سيدة: فرسان الشمس ، هبطوا في ارضنا ، حرثوها ، سقوها ، فازهرت واثمرت
ومن زمن الى زمن،، ومن فجر الى فجر
إعادوا لنا الامل ،،،، إعادوا لنا الوطن .
كبرت مساجدنا، واذن اذان الفجر
صدحت حناجرهم ،،،، فرحت الشمس لابنائها وغنت
وكبر صوت الله في ارض الوطن في المدن في الجبل في النهر
وعمت الفرحة وعاد الوطن
شاب : (بحزن) لكن هناك من يعشق الظلام
هناك من يبغض السلام
هناك من يدنس التاريخ ويغتال الانبياء.
التاريخ يعود ويفعل فعلته الشنعاء،،، وهذا خبر الانبياء والاولياء
الدماء سفكت وسفكت وذبح الوطن
رحل الولي ورحل معهُ حواريهٌ (ناصر وعلاء وعلي ) رحلوا مع صدرنا المقدس الولي
رجل بملامح ملائكية كبير السن :
اليوم في تاريخ رحيلهم حزن وطن
اليوم في سيرة حياتهم تاريخ وطن
اليوم نشيع شباب الوطن،، اليوم نشيع أبطال الوطن
(يقترب الجميع من التابوت ويقومون بحمله وتشيعه يسيرون بموكب جنائزي حزين ويخرجون) .
المشهد الثاني
( تدور احداث المشهد أبان حكم النظام الدكتاتوري ، وشخصية السجين في هذا المشهد هو ذات شخصية الشهيد في المشهد الاول، لكن هنا الاحداث تدور ابان فترة اعتقاله )
( تفتح الاضاءة على المسرح نلاحظ وجود السجين في منتصف المسرح وهو مقيد بالسلاسل الحديدية وعليه اثار التعذيب ، ودخول رجل امن وسجان، وبعض الحرس وهم يحملون السلاسل الثقيلة ) .
رجل الامن : أيها الحرس ،، قيدوه جيداً. ضعوا عليه أطنان من الحديد
السجان : لكنه مقيد يا سيدي
رجل الامن : اكثروا عليه من الحديد، لابد من تقييده جيداً.
السجان : وهل بهذه السلاسل نستطيع تقييد فكره وطموحه واحلامه ؟
رجل الامن : لكن هو الان بحوزتنا!!
السجان : وما اكثر الذين بحوزتنا ، وافكارهم وارواحهم حره طليقه
( نلاحظ علامات الخوف على رجل الامن)
رجل الامن : وكيف نعتقل الفكر؟ هل لديك خطة ؟
السجان : لايمكن هذا هو المستحيل.
رجل الامن : نحن من نملك زمام السلطة .
السجان : ( وهو ينظر الى السجين) وهو أيضا له سلطته على القلوب والعقول
هناك في الخارج له الكثير، نحن نعتقل جسده فقط .
رجل الامن : اذن مازلنا لم نتمكن منه .
السجان: ولن تتمكن منه .
رجل الامن : سـأكتب للقيادة انه الامر خطير.
السجان : وماذا ستكتب لهم
رجل الامن : سأكتب بان لدي سجين في المعتقل مازلت اهدافه وافكاره وأحلامه
حره طليقه.
السجان : من خلال عملي الطويل هنا، توصلت الى هذه النتيجة بان أعتقال
الأجساد لايكفي أبداً، لابد من أعتقال احلامهم وأفكارهم، لكي نتمكن منهم
رجل الامن : وهذا ما نعجز عنه دائماً، ( يقترب من السجين) كأني انا سجين لديك،
كيف أتخلص من هذا الشعور المفزع ( بغضب) كيف ؟ ! ( لحظة
صمت وترقب من قبل رجل الامن الى السجين) أيها السجان اني امرك
ان تضع على هذا السجين ، المزيد من القيود الحديدية، أثقلوه بالحديد.
( يخرج ) .
السجين : امرك سيدي .
(يبدأ السجان والحرس بجلب المزيد من السلاسل الحديدية، ويقومون بوضعها على السجين ).
السجان : ( وهو يحمل قيود اضافية، ويبدأ بوضعها على السجين )
ماهو أسمك ؟
السجين : ناصر
السجان : وماهي مهنتك؟
السجين: مهنتي نصرة المظلوم، والثورة على الظالم
السجان : بهذا الكلام ستواجه عقوبة الاعدام
السجين : " والله لو أعدمت اثنا عشر مرة سيكون قليل مقابل ما فعلته بكم " ()
السجان : ستنتهي حياتك
السجين: على العكس تماماً
السجان : كيف ؟
السجين: اليوم بدأ ميلادي
السجان: كم عمرك؟
السجين : ثلاثون عاما
السجان: مازالت في ريعان الشباب، لو أتخذت طريقاُ اخر، لكنت عشت حياتك دون
هذا القيود الحديدية.
السجين : وما جدوى ان تعيش حياةً وانت مقيد بالف قيد وقيد، أنها حياة الجبناء
السجان : على الاقل انها اقل الالام من هذا الحديد.
السجين : بل بالعكس فاكثر ما يؤلم هو تقييد العقل والفكر.
السجان: وماذا تستطيع فعله الان وانت داخل هذا المعتقل
السجين : أعتقال جسدي لايعني نهايتي، الثورة مستمرة ولن تتوقف الا بنهايتكم
السجان : اذن سنعتقل كل شباب الوطن، وسنقوم بتنفيذ عقوبة الاعدام ضدك.
المشهد الثالث
( المسرح خالي الا من شخصية السجين وهو مقيد بالسلاسل الحديدية )
صوت رجل الامن : (وكانه يتلو بيان) تمكنت قواتنا الباسلة من الهجوم على
بيوت العدو وتم اعتقال عدد كبير من الخونة، من كهول ونساء
واطفال، وتم هدم دورهم، والان الوضع تحت السيطرة
السجين : يا الله أنهم يعتقلون الاطفال والنساء ويهدمون البيوت
( نسمع اصوات من المحاجر القريبة بكاء وعويل وصوت اطفال ونساء)
صوت رجل الامن : ( يضحك بصوت عال) أيها الحرس عليكم بهؤلاء، اقطعوا اصواتهم
صوت طفلة: هذه القيود تؤلم يداي.
صوت طفلة اخرى: انا عطشى، عطشى
صوت طفل : ابي ، ابي ، انا خائف يا ابي
صوت سيدة : اليس في قلوبكم رحمه وشفقة
( صوت تعذيب وصراخ للنساء والاطفال)
صوت رجل الامن: ( وهو يضحك) أنتم اعداء وكل شي مستباح لنا .
صوت 1: منذ زمان وزمان والاطفال عطشى
صوت2: منذ زمان وزمان والنساء تسبى
صوت3: منذ زمان وزمان والخيام تحرق
( يستمر بكاء الاطفال )
السجين : يارب ستشهد لي الملائكة بأنني كنت ناصراً
(يظهر ملاك)
الملاك : نعم سنشهد ، فانت اسماً على مسمى
السجين : يارب ستشهد لي الملائكة بأنني كنت ثائراً
الملاك : نعم سنشهد
السجين: نذرت نفسي لأكون شهيداً
الملاك : ونعم الشهيد
السجين : عسى ان اكون قد وفيت يا سيدي
الملاك : نعم وفيت وضحيت
السجين : التضحية!!! وماذا قدمت انا أمام سيد التضحيات
الملاك : أنت من السائرين على دربه
السجين: " تركتُ الخلقَ طرَّاً في هواك، وايتمتُ العيال لكي اراك، فلو
قطَّعتني في الحبِّ إرباً، لما مال الفؤاد إلى سواك " () .
الملاك: ( وهو يخرج) نعم هكذا هم الشهداء،، ذابوا في حب امامهم الشهيد
وسيحشرون معه.
السجين : وهذه غاية المنتهى.
( يتم أطفاءالاضاءة تدريجياُ مع صوت نطق حكم الاعدام بحق السجين، عند أنتهاء نطق حكم الاعدام ، تغتح بقعة ضوء تدريجياً على جثمان الشهيد وهو على منصة المشنقة في منتصف المسرح، يدخل الراوي ينظر الى الشهيد يقترب منه ويتمعن فيه).
الراوي : لكل زمان رجال،، ولكل وطن أبناء، ولكل كلمة حق قرابين ودماء
( يشير الراوي الى الشهيد)
رحل وهامته مرفوعة، رحل وصفحته بيضاء،
اسمه الان بين الكواكب والافلاك، تتباها به الملائكة ، وتذكره عند
الفجر في ضريح الشهداء.
في سنوات الصمت ، وعندما سكت الجميع ، كان صوته هادر
كان صوتِ للأزمان القادمة،، صوتِ للأجيال القادمة
صوت 1 : نعم مازلنا نسمع صوته، مازلنا نرى ابتسامته ، مازلنا نشاهد
صبره ، انه ناصر مجدنا الخالد .
صوت2 : في معتقلات الوطن، وفي محاجره القاسية وعلى أعمدة
المشانق، وجدنه صبره وجدنه حلمه.
صوت 3: وجدناه شامخاً كنخيل العراق
صوت1: عذباً مثل ماء العراق
صوت2: شهيداً مثل شهيد العراق
ستار
2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق