مجلة الفنون المسرحية
حضور رصين للمسرح العراقي بمهرجان المسرح العربي الـ13
عبد العليم البناء
من جديد، وكما هي العادة، يواصل مبدعو المسرح العراقي حضورهم الفاعل والجاد في المشهد المسرحي العربي، عبر عديد المشاركات المميزة في المهرجانات العربية والدولية، والمؤتمرات، والملتقيات، والندوات التطبيقية، والمسابقات المتنوعة، لاسيما في دورات (مهرجان المسرح العربي) التي اعتادت الهيئة العربية للمسرح على إقامتها، في أكثر من مدينة عربية تحت شعار (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)، وآخرها الدورة الثالثة عشرة التي ستقام في مدينة الدارالبيضاء في المملكة المغربية بين العاشر والسادس عشر من كانون الثاني يناير2023، برعايتين ساميتين من جلالة ملك المغرب محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، التي جعلت المهرجان "مجمع فعاليات إبداعية وفكرية وتكوينية، متجاوزة به الصورة النمطية للمهرجانات، والبوصلة التنظيمية والفكرية لعديد المهرجانات والفعاليات المسرحية في الوطن العربي."
ومايميزهذه الدورة اختيار الفنان العراقي الكبير د. جواد الأسدي، ليكون صاحب النسخة السادسة عشرة من رسالة اليوم العربي للمسرح، التي سيلقيها في يوم افتتاح المهرجان في1/10/ 2023، ويعد ثاني شخصية مسرحية عراقية تتولى هذه المهمة بعد فنان الشعب الراحل يوسف العاني، حيث سبق أن اختارت الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح شخصيات مسرحية عربية عدة لتكون صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح، التي انطلقت في العاشر من كانون الثاني 2008، برسالة د. يعقوب الشدرواي من لبنان، ثم سميحة أيوب من مصر، وعزالدين المدني من تونس، ويوسف العاني من العراق، وسعاد عبد الله من الكويت، وثريا جبران من المغرب، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من الإمارات، ود. يوسف عايدابي من السودان، وزيناتي قدسية من فلسطين، وحاتم السيد من الأردن، وفرحان بلبل من سوريا، وسيد أحمد أقومي من الجزائر، وخليفة العريفي من البحرين، والهيئة العربية للمسرح (ممثلة بأمينها العام اسماعيل عبد الله)، والفنان رفيق علي أحمد من لبنان.
وما يميز الحضور العراقي في هذه الدورة أيضاً، ترشيح ثلاثة أعمال عراقية مهمة للتنافس على (جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - النسخة العاشرة) للمرة الأولى في تأريخها، من لدن لجنة الإختيار المتكونة من الأساتذة (ترتيب ألف بائي):أ. حكيم حرب. الأردن، د. سعيد كريمي من المغرب، د. علي السوداني من العراق، د. معز المرابط من تونس، د. يوسف عايدابي من السودان، في اتساق مع سعي الهيئة "الى جعل تأهل العرض للمشاركة في المهرجان علامة جودة يعتز بها، وفق شروط ومعاييرالمشاركة الواضحة، والحرص على اختيار الرؤى الخلاقة والخطاب الجمالي والفكري المستنير، وهذه الأعمال هي : مسرحية (أمل) تأليف وإخراج د. جواد الأسدي وإنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح، ومسرحية (خلاف) تأليف وإخراج مهند هادي وإنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح، ومسرحية ( ميت مات) تأليف ودراماتورج علي عبد النبي الزيدي، وانتاج مشغل دنيا للإنتاج الفني في مدينة الناصرية العراقية.
ووفقاً لاتفاق الهيئة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية على تكريس الورش التكوينية لصالح الشباب وعددها خمس عشرة ورشة، خمس منها تنظمها الهيئة بمؤطرين من خارج المغرب، سيكون من بينها ورشة للسينوغراف والمخرج العراقي الكبير الدكتور جبار جودي عن (السينوغرافيا حامل ومحمول في العرض المسرحي)، وهي ورشة في الاقتصاد والذكاء السينوغرافي في العرض المسرحي، حيث عرف عنه إبداعه السينوغرافيا عملياً قبل أن يتصدى لها نظرياً، من خلال ماقدمه من منجز تراكمي نوعي، توجه بإصدار كتابه المهم جداً (السينوغرافيا المفهوم، العناصر، الجماليات)، الذي أضاء السينوغرافيا بوصفها فناً شمولياً يهدف إلى تكوين وتشكيل الجماليات المتنوعة التي تسهم في الصياغة البصرية والسمعية لعناصر العرض المسرحي.
وفي إطارتخصيص الهيئة للمغرب عدداً غير مسبوق من الإصدارات الخاصة وصل عددها الى 12 كتاباً، يبرز من بينها كتاب (المسرح المغربي في دوريات العراق) للأستاذ الدكتور علي الربيعي (حامل راية التوثيق المسرحي في العراق)، بجزأين وبمجلد كبير وبحجم A4 وبواقع ٥٠٠ صفحة، ويوثق لحيثيات المسرح المغربي في العراق عبر سبعين سنة، ويتضمن مقالات كتبها باحثون وكاتبون مغربيون أو عراقيون ونشرت في دوريات العراق، تتابع مسيرة المسرح المغربي ، وخصوصاً مسارات (المسرح الإحتفالي) منذ بداية التنظير له في بداية سبعينيات القرن العشرين، مع مقابلات نادرة ومتابعات نقدية لعروض مغربية ومقالات بحثية وريبورتاجات صحفية.
فضلاً عن وصول أربعة نصوص لكتاب المسرح العراقيين :الدكتور أحمد محمد عبد الأمير(أبناء المدينة)، وعلي عدنان آل طعمة (سيسيفوس ثلاثاً)، وكاظم جويد المحمداوي (قصة حب عراقية)، وعلاء عبد الأمير كولي (عزاء غير مكتمل)، الى قائمة النصوص المسرحية التي احتلت العشرين مرتبة الأفضل في مسابقة تأليف النص الموجه للكبار للعام 2022 من بين 248 كاتباً، وفي مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال للعام 2022 وصلت أيضاً ثلاثة نصوص الى القائمة القصيرة لكتاب المسرح العراقيين: محمود عبد العباس (مصيدة الكسل)، وعقيل عبد الله حسين (قرية الزيتون البعيدة)، وعادل جاسم درويش العبودي (لا ضباع في غابتنا بعد الآن)، ويعد مجرد الوصول الى القائمة القصيرة للمسابقتين مفخرة عراقية، ورافداً مهماً للنص المسرحي العراقي المعروف بكتابه البارزين بمختلف أجيالهم .
فألف مبارك للعراق ولمبدعي المسرح العراقي هذا الحضورالرصين، الذي يجسد التاريخ المشرق لمسرحنا وخطابه الجمالي الأصيل طوال عقود، عروضاً، وتأليفاً، وتمثيلاً، وإخراجاً، وسينوغرافياً، وتقنيات، وبحثاً، وتنظيراً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق