مجلة الفنون المسرحية
إن صياغة (النصّ مسرحي) وفق معايير أنموذجية وعبر القنوات المعرفية بجملة تصانيفها الفكرية وإخضاعها أولا لـ(المدرك العقلي) وثانيا القدرة علـى امتلاك الرؤية (الجمالية) للمنظومة الادواتية الفاعلة في تنشيط (المدرك الحسي) وثالثا إضافة دراية مهارية منضبطة مستندة على جملة من الضوابط منها (الدلالة) القصدية في (المنهج السيميائي) وعلى ضوء المعطيات الفنية وبحسب قواعد التبادل الإيجابي بين(المنطق) و(المدرك العقلي) و(المدرك الحسي) بإعتبار أن(السيميائية) منهجاً يهتم بدراسة أنظمة العلامات–الدلالات– الإشارات داخل اللغة، وهذه الأنساق تجيز لنا التمازج، والتبادل من خلال براهين التلاقي التنظيري عبر توافر أُطر ذلك التلاقي، فإذا ما أخذنا علاقة (المنطق) بـ(السيمياء) سنجد أن تأكيد (بيرس) واضحاً حين أعتبر (علم المنطق) في معناه العام هو مذهب علامات صوري، ثم حاول (رولان بارت) من جانب آخر ان يصنف المنتج الأدبي (النصّ) من الناحية الجمالية حين رآى أن في ميزته اللّغوية الحاملة للعلامات الدالة، تكمن في قدرته على توصيـل فكرة ما.
ولو حاولنا تعريف الأدب وفق وجهة النظر الإجرائية في عموم المعارف لوجدنا إنه (لغة) ما، أي نظام علامات لا تتمثل كينونته في نظر ( بارث (في اللغة ذاتها بل في نظامه، بينما يرى (ريكاردو) إنه يجعلنا نرى العالم أحسن، وعند (جنيت) هو خبر يُنزع جزئيا للتسرب الى النصّ، فـي حين يصف (كلوكستمان) الأدب، بأنه وصفاً بحدود ما يطرح في مجتمع ما، ويمكن إطلاقه من وجهة نظر محدودة كونه مجموع الكتابات التي يتخذها مجتمع ما، في زمن ما كأدب له.
إذن.. أن الحكم بات ضرورياً في حقيقة وجود تلاقح بين هذه العلوم التنظيرية بجملتها (العقلية–الحسية-الجمالية–السيميائية) باطروحاتها التنظيرية، وبتوافر علائق جوهرية وثيقة بينها ضمن مفهوم المُقارن العلمي باعتبار أن (الفن) هو معطى مادي أي (صورة في مادة) وأن (علم الجمال) بوصفه عملية تنظير الأداء في مادة وهو ايضا تحديد للصورة الذهنية المؤسسة للأفعال القصدية في عموم النصّ الأدبي، وعلى ضوء اعتبار أن (النصّ المسرحيّ) جنس من أجناس الأدب باعتماده على اللغة باعتبارها الحيّز التدويني للثيمة، ومراحل الصراع في البداية، والذورة، والحلول، والنهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق