تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 15 فبراير 2023

مسرحية للفتيان " شمس النهار " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية


الكاتب  طلال حسن 

     مسرحية للفتيان "  شمس النهار " تأليف طلال حسن



  شخصيات المسرحية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ الملك شهرمان

2 ـ شمس

3 ـ ثريا

4 ـ زمرد

5 ـ قمر

6 ـ بدور

7 ـ طبرقان

8 ـ زريق

9 ـ دندان

10 ـ وردان













الفصل الأول



                                مكان محاط بأشجار كثيفة ، 

                                  يدخل الأمير قمر متلفتاً


قمر : هذا موعدهن ، قد يأتين في أية لحظة ،
عليّ أن أفعل شيئاً اليوم ، وإلا فات الأوان
، فالصيف يكاد ينقضي ، ومن يدري ،
فقد لا يأتين ثانية هذا العام " يصغي لحظة
" فلأمض ِ إلى النبع ، لعلهن نزلن هناك
هذه المرة . 


                               يخرج الأمير قمر مسرعاً ، 

                               تدخل الأميرة بدور متلفتة


بدور : أمر مستحيل ، لابد أن جاسوس مربيتي
العجوز هذا ، أعشى مثلها ، الأمير قمر ،
يترك جنان قصره ، ويقطع كلّ هذه
المسافة إلى هنا ؟ آه سأخلع لها السن
الأخير ، المتبقي في فمها ، لو كانت
تكذب " تسمع صوت رفرفة أجنحة
ضخمة " يا إلهي ، كأنه خفق أجنحة جن
" تتسع عيناها " جن  ! يا ويلي ، فلأبتعد
عن هذا المكان .


                              الأميرة بدور تهرب ، تدخل 

                              ثلاث فتيات يرتدين أجنحة 


شمس : " متلفتة " هش ، أنصتا ، يخيل إليّ أن أحداً يكمن بين الأشجار .

ثريا : كفى يا شمس ، أنت تتخيلين هذا دائماً .

زمرد : لا عليك ، يا ثريا ، لعله فارس الأحلام .

شمس : زمرد ، ليس لي أنا .. فارس أحلام .

زمرد : " متباهية " أنا زمرد ، وفارس ..

شمس : القِرب على أمثالها تقع .

زمرد : " لثريا " أنت شاهدة ، والباديء أظلم .

ثريا : دعك منها ، إنها تمزح .

زمرد : لو أن أمنا على قيد الحياة ، لكنت أنا مدللتها ، فهي ، على العكس من أبينا ، لا تدلل .. الجلد على العظم .

شمس : " تتبختر متباهية برشاقتها " غزال .

زمرد : " تهمهم مغتاظة " هم م م م  .

شمس : وبابا ، كما تعلمين ، يدلل الغزال ، وليس ال ..

زمرد : " تلاحق شمس " أيتها الملعونة ، انتظري .

قمر : " يطل برأسه مبتسماً ثم ينسحب " ....

شمس : " تركض ضاحكة " لن تمسكيني ، الغزال لا يُصاد .

ثريا : من أدراك ، فقد يقع الغزال يوماً في الشرك ، كما وقع غيره .

شمس : ليكن ، لكنه لن يقع إلا في شرك من ضوء القمر .

زمرد : دعينا من تخيلاتك " تنزع ثوبها المجنح " هيا نسبح الآن .

ثريا : " تنزع ثوبها هي الأخرى " نعم ، هذا أفضل ، اسمعاني ، قد أكون مخطئة ، لنؤجل السباحة ليوم آخر .

ثريا : ليس من عادتك أن تتخوفي هكذا ، يا عزيزتي ، انزعي ثوبك المجنح ، من الصعب أن يصل أحد إلى هذا النبع .

زمرد : " وقد نزعت ثوبها المجنح " اليوم جميل ، ودافيء ، هيا ، هيا ، فقد لا نأتي إلى هنا مرة أخرى ، حتى العام القادم .

ثريا : مادمنا قد جئنا ، فلنسبح ، ولو قليلاً ، وسنعود مبكرات .

زمرد : " لشمس " لقد سبقتني في الأسبوع الماضي ، ولابد أن آخذ اليوم بثأري منك ، هيا ، انزعي .

شمس : " وهي تنزع ثوبها " حسن ، أيتها
القربة .

زمرد : " تطاردها ثانية " ....

شمس : " تركض متضاحكة " وسأسبقك هذا اليوم أيضاً .

زمرد : " تتوقف لاهثة " ستندين .. يا شمس .

ثريا : " تتجه مهرولة إلى الخارج " هيا ، فلنخبىء أجنحتنا ، ونسرع إلى النبع .

شمس : " تتجه مهرولة إلى الخارج " لحظة واحدة .

زمرد : " مازحة " خبئيه هنا .

شمس : هيهات ، لن تصليه ثانية .

ثريا : تعالي ، يا عزيزتي ، كان ذلك مجرد مزاح .

شمس : سرقته ، وخبأته ، لأني سبقتك " وهي تخرج " وسأسبقك دوماً .

زمرد : آه لو يقع مرة أخرى في يدي .

ثريا : ما أقساك .

زمرد : لقد أحرقت قلبي ، سبقتني بالسباحة ، وفوق ذلك ، قالت لي ، يا قربة .

ثريا : " تغالب ضحكتها " ....

زمرد : " تضربها متظاهرة بالزعل " ملعونة ، أعرف ، هذا رأيك أيضاً .

شمس : " تعود متواثبة " هيا ، فلنمض ِ إلى النبع .

ثريا : لقد تأخرتِ .

شمس : خبأت ثوبي " لزمرد " خبأته .

زمرد : سيأتي رخ ، ويسرقه ، حيثما يكون .

شمس : " وهي تتراكض إلى الخارج " لن يعرف مكان الثوب الجان نفسه .

ثريا : " تسرع في أثر شمس " هيا يا زمرد ، ولنتسابق اليوم ثلاثتنا .

زمرد : " تلحق بهما مهرولة " هيا ، يا أختيّ ، هيا ، وإن كنت أعرف ترتيبي مسبقاً .


       

                       الفتيات الثلاث يخرجن راكضات ، 

                              يدخل الأمير قمر متلفتاً


قمر : ها قد أتين ، في الموعد ، كما توقعت ، وبينهن شمس " يبتسم فرحاً " حقاً إنها شمس ، وشمس ماكرة أيضاً " يضحك " لكن مكرها لم يفدها معي ، ستفاجأ بأن الجان قد عرفت مكان ثوبها المجنح " صمت " مسكينة ، ستحزن حين لا تراه ، وقد تبكي ، و .. لا ، لتبك ِ ، لن أعيد الثوب لها ، ومن يدري ، قد يسبقني إليها أمير من أمراء بلادها ، و .. لا .. لا ، سيحزن أبوها ، ولابد أنه مثل أبي ، رجل عجوز ، وقد يؤثر الحزن في .. آه .. شمس .. شمس " يرتفع من الخارج وقع حوافر جياد " فرسان  ! ترى من يكونوا ؟ لعلهم لصوص ، نعم ، لصوص " يمسك مقبض سيفه ، ويسرع إلى الخارج " فلأسرع ، سأحميهن مهما كلف الأمر .

      

                       يخرج قمر ، يبتعد وقع الحوافر ،

                        تدخل الفتيات الثلاث مرتعبات         


 ثريا : أسرعا ، لعلهم لصوص .

زمرد : " مرتعبة " لصوص  ! آه .

شمس : قلبي حدثني ، آه منكما ، لم تصغيا إليّ.

ثريا : شمس .

زمرد : لصوص .. لصوص .

شمس : لا ترفعي صوتك ، قد يسمعونك .

زمرد : " تتلفت منهنهة " آآ .. يسمعوني  !

ثريا : تمالكي نفسك ، يا زمرد ، لست فتاة صغيرة .

زمرد : يا ويلي " تتلفت مهمهمة " ماما .. ماما .

شمس : " تكتم ضحكتها " ماما  !

زمرد : " منفعلة " أسكتي أنتِ .

شمس : لن يسمعك الآن بابا نفسه .

ثريا : كفى ، دعانا من هذا " تمضي حيث وضعت ثوبها " فلنرتدِ ثيابنا ، ونبتعد عن هذا المكان .

زمرد : نعم "تركض على غير هدى " هذا أفضل "تقف حائرة " ثوبي؟ أين ثوبي؟

ثريا : زمرد، ،ماذا دهاكِ ؟ ثوبك هنا، خبأته مع ثوبي .

زمرد : "تسرع نحو ثريا" آه، يا ويلي، سأجن .

ثريا : "وهي ترتدي ثوبها" شمس، اذهبي، واتي بثوبك .

شمس : "تنظر إلى الخارج مترددة" ثوبي...

زمرد : "عبثاً تحاول ارتداء ثوبها" آآآ.

ثريا : أسرعي ، يا شمس ، أسرعي .

شمس : " وهي تخرج مترددة" سآتي به حالاً.

زمرد : "تعجز عن ارتداء ثوبها" أيها اللعين، ماذا جرى ؟ ليس هذا وقتك "تسحب الثوب بعنف " يبدو أن الخوف قد ضخمني .

ثريا : لا عليك "تسرع نحوها" دعيني أساعدك.

زمرد : هيا بسرعة  ، هيا ، هيا، وإلا قبض اللصوص عليّ ، وأكلوني .

ثريا : اثبتي في مكانك لحظة، يا زمرد، اللصوص لا يأكلون أمثالك .

زمرد : حمدا لله، لقد طمأنتني ، ماذا يفعلون بأمثالي إذن ؟

ثريا : لاشيء يذكر ، يا عزيزتي، يكتفون ببيعك في سوق الجواري .

زمرد : "مرتعبة" يا ويلي، أسرعي، الحقراء ، ليأكلوني، هذا أفضل "تنصت خائفة" ثريا.

ثريا : لعلها شمس .

زمرد : اسمعها تركض ، أخشى أن اللصوص...

    

                        تدخل شمس مضطربة،غاضبة،

                           ثريا وزمرد تسرعان إليها


ثريا : شمس! ما الأمر ؟

شمس : "لزمرد" هاتي ثوبي .

زمرد : ثوبك! يا للجنون .

شمس : لن تخادعيني بتبالهك  هذا، هاتيه .

ثريا : لحظة ، لحظة يا شمس .

شمس : لقد أخذت الثوب ثانية .

زمرد : لا تكوني مجنونة ، لم أخذه .

شمس : هذا كذب .

زمرد : شمس .

شمس : هاتي الثوب .

ثريا : مهلاً ، يا عزيزتي .

شمس : فلتعطني الثوب .

ثريا : ليس الثوب عندها ، فقد كنا طوال الوقت معاً.

شمس : "مرتعبة" يا إلهي .

زمرد :"تهمهم ساخرة" هم م م م م م م .

شمس : ثوبي المجنح ، اختفى ثوبي ، يا للعجب .

زمرد : وتقولين ، الجان لن يعرف مكانه .

شمس : نعم ، لن يعرف مكانه أحد ، اللهم ...

ثريا : شمس .

شمس : لابد أن أحداً كان يراقبني .

زمرد : "خائفة" هراء .

ثريا : لنذهب جميعاً ، ونبحث عنه، فقد...

زمرد : مرتعبة" يا ويلي ، أصغيا "تركض على غير هدى " اللصوص .

ثريا : "تتراجع خائفة" كفى ، يا زمرد ، توقفي.

زمرد : "تتجه إلى الخارج، وقد فتحت جناحيها" لا ، لا، سيأكلونني إذا قبضوا عليّ .

ثريا : "تفتح جناحيها متراجعة".......

شمس : توقفا ، لا تتركاني هنا .

زمرد : " تخرج مولولة " آآ .. هاهم قادمون .

شمس : ثريا ، لا تذهبي ، إنني خائفة .

ثريا : لا بد أن أذهب ، يا شمس .

شمس : لا ، أرجوك ، سأموت إذا بقيت وحدي .

ثريا : اختبئي ، بين الأشجار ، ريثما نعود إليك.

شمس : ثريا .. ثريا .

ثريا : " مترددة " يا الهي " تسرع خائفة " اللصوص ، اختبئي ، يا شمس " وهي تخرج مسرعة " لن ندعك هنا طويلاً ، اطمئني .

شمس : " تحاول اللحاق بهما " مهلاً ، لا تتركاني ، لا تتركاني ، لا ، لا " تتوقف ناظرة إلى الأعلى " يا إلهي ، طارتا، وتركتاني .


                        تلتفت شمس ، وتقف جامدة ، يدخل 

                            قمر ، تطل بدور ، ثم تنسحب


شمس : " تتراجع خائفة " ....

قمر : السلام ..

شمس : " تتراجع أكثر " لا تقترب مني .

قمر : قلت .. السلام .

شمس : " تتوقف " من أنت ؟

قمر : قمر .

شمس : قمر ! 

قمر : وأنت شمس .

شمس : آه .

قمر : وكل أمل القمر أن تقع الشمس ،  في شرك من ضوئه .

شمس : واضح أنك كنت تسمعني .

قمر : رغماً عني .

شمس : لا عجب ، فأنت سارق .

قمر : أنت البادئة .

شمس : أنا !

قمر : والسارق ، مهما كان جميلاً ، يسرق .

شمس : " ساخرة " هذه حكمة جديدة جداً ..

قمر : وأنت أول من سمعها في العالم .

شمس : لا يقولها سوى لص .

قمر : أو محب .

شمس : قلت أنني البادئة .

قمر : لقد سرقتني .

شمس : لص ، وشاعر أيضاً .

قمر : والفضل لك .

شمس : أريد ثوبي .

قمر : أريدك .

شمس : أيها اللص .

قمر : أنا أمير .

شمس : سآخذ ثوبي .

قمر : أنت لي ، و سآخذك .

شمس : مستحيل .

قمر : لا مستحيل مع الحياة يا شمس .

شمس : هات الـ ....

قمر : أصغي  .

شمس : " تتلفت مرتعبة  " ....

قمر : اللصوص .

شمس : لن تخيفني " تتلفت " أيها .. 

قمر : الأمير " يسير مبتعداً " وداعاً .

شمس : " تتقدم منه مترددة " انتظر .

قمر : " يتوقف " هذا ما خمنته .

شمس : أنت واهم .

قمر : لا أظن .

شمس : " تشيح عنه " أفضل اللصوص .

قمر : " وهو يخرج " وداعاً إذن .

شمس : ليذهب " ساخرة " أمير " بتصميم " لن ألحق به حتى لو كان .. " تتلفت مذعورة " آ آ .. اللصوص " تسرع في اثر الأمير قمر " انتظر ، يا قمر ، انتظر ، انتظر .

                        

                          تخرج الأميرة شمس بسرعة ، 

                           تدخل الأميرة بدور مغتاظة 


بدور : شمس ، وجميلة أيضاً ، لكنها ليست أجمل مني ، إنها كالخيزرانة .. لا .. بل كالعصا ، آه قمر ، آه ابن عمي ، لن تقول لهذه الشمس ، يا أختي ، الأمر واضح " بغيظ " يا أختي هذه وقف عليّ أنا " تصيح " لست أختك ، أنا .. " تتلفت خائفة " اللصوص " تتجه إلى الخارج وهي تصيح " ليسمعني الجميع ، ليسمعني حتى اللصوص ، لست أخته ، ولن أكون أخته .


                               تخرج الأميرة بدور 

                             راكضة ، صمت شامل 


                                     إظلام






الفصل الثاني 



                          المكان نفسه ، يدخل زريق ، 

                         ويدخل خلفه دندان ، ووردان 


زريق : مشكلتي أني محاط بحفنة من المهلوسين ، والبلهاء ، و ..

دندان : " يتعثر في مشيته " سيدي .

زريق : كلامك لا يصدقه عاقل .

دندان : رأيتهم بعيني هاتين .

وردان : " يكتم ضحكته " ....

زريق : " يحدجه غاضباً " ....

وردان : " بخوف " عفواً ، سيدي " محرجاً " يقول إنه .. رآهم .

دندان : فتاتين ورجلاً واحداً .

زريق : " يهمهم مغتاظاً " هم م م م .

وردان : " يهمس محذراً " دندان .

دندان : أنا أعرف ما أقول ، يا وردان .

زريق : " يهمهم بغيظ أشد " هم م م م م .

دندان : ورأيت أيضاً فتاتين .. تطيران ..

زريق : " يصيح غاضباً " كفى .

دندان : " بخوف وتردد " هذه ما رأيته .. سيدي.

زريق : أنت لم تر شيئاً ، منذ أن رأيت الأسد .

وردان : أخشى أنه حمار ، يا سيدي ، فلا توجد هنا أسود .

دندان : " يحدجه بغيظ " بل أسد .

زريق : أصدقك ، يا دندان " بسخرية " فقد رأيت هنا ما لم يره أحد منّا .

دندان : سيدي ، اسأل وردان هذا ، فهو قصاص أثر ، يعتمد عليه .

زريق : " يتهكم " جداً .

وردان : لم أر فتاتين تطيران .

دندان : لكنك رأيت الأثر .

وردان : ينظر إلى زريق متردداً " .....

زريق : أنظر مرة أخرى ، أريد الحقيقة .

وردان : " متردداً " سيدي .. زريق .

زريق : تكلم .

وردان : لقد نظرت مراراً .

زريق : حسن .

وردان : إنهن أربع فتيات .

دندان : ورجل .

وردان : ورجل واحد .

زريق : تعني أن دندان ..

وردان : عفواً ، سيدي ، أنا أقول ما أراه .

دندان : وهذا ما رأيته .

زريق : أربع فتيات ، ورجل " فرحاً " كنز " يحدج وردان مهدداً " طبعاً إذا صدقت .

وردان : الأثر لا يكذب ، سيدي .

زريق : " حالماً " سنقبض عليهنّ ، الواحدة بعد الأخرى . وسنقبض على الرجل أيضاً ، فرجالي في كل مكان " بغيظ " يا لهم من رجال " يتجه إلى الخارج " هيا ، لنتبعهم نحن ، وإلا أفلتوا من يدي .

دندان : " يتبعه " أنت محق ، يا سيدي .

وردان : " متردداً " سيدي .

زريق : هيا بسرعة .

وردان : الأثر من هنا ، يا سيدي .

زريق : " يتوقف غاضباً " ....

دندان : " يحدق في الأثر " أميرات ، سيدي ، أميرات .

زريق : " بغيظ " دندان .

دندان : سترى أني صادق ، يا سيدي .

زريق : " بتهكم " بالتأكيد ، يا دندان ، بالتأكيد ، ما دمت قد رأيت فتاتين تطيران .

دندان : رأيتهما ، سيدي زريق ، بعيني هاتين .

زريق : " يصيح " كفى " بغيظ " عيني " يميل عليه " لم أر الخير ، منذ أن رأيت عينيك " لوردان وهو يسير " هيا أمامي ، هيا .

وردان : " يتقدم متتبعاً الأثر " من هنا ، سيدي ، من هنا .

زريق : لا أريد أخطاء ، هذه المرة ، وإلا قضيت عليكم جميعاً .

دندان : " يتلفت حائراً " سيدي زريق ، سيدي .

زريق : تعال ، أيها الأعمى .

دندان : " يسرع متعثراً " نعم ، سيدي ، نعم ، نعم .

زريق : هذه مشكلتي ، مهلوسين ، وبلهاء ، وأعمى ، آه .


                           يخرج وردان ، يتبعه زريق ،

                              ثم دندان ، تدخل شمس 


شمس : اللصوص في كل مكان ، سيقبضون عليّ ، ولن ينقذني منهم أحد ، فأبي وجنده بعيدون " بغيظ " آه ، كل هذا بسبب قمر ، لقد أوقعني وأوقع نفسه " بقلق " ترى ماذا حلّ به ؟ " بغيظ " آه منه ، " بقلق " لقد تأخر ، أخشى أن اللصوص قد .. " تتلفت خائفة " يا الهي ، ها هم قادمون " تلوذ بشجيرات كثيفة " فلأختبئ هنا .


                                 يدخل قمر متلفتاً ، 

                                  وقد شهر سيفه 


قمر : شمس .

شمس : " خائفة " يا الهي ، سيسمعونه .

قمر : قلت لها أن تسبقني إلى هنا ، ترى أين مضت ؟ " يتلفت " شمس .

شمس : هش ، لا ترفع صوتك .

قمر : " فرحاً " شمس .

شمس : تعال .

قمر : ابقي حيث أنت ، يا شمس ، لا أريدهم أن يروك .

شمس : سيرونك أنت ، إنهم مجرمون ، تعال ، تعال بسرعة .

قمر : " يغمد سيفه ، ويتجه إليها " لقد افلت ، من أحدهم قبل قليل .

شمس : سمعت صيحة ، وخفت أن تكون ..

قمر : " ينظر إليها " شمس .

شمس : لا تقف هكذا ، تعال .

قمر : " يقترب منها " من الأفضل ، أن لا نبقى هنا طويلاً .

شمس : هناك مخبأ ، قرب النبع .

قمر : أعرفه .

شمس : أنت تعرف كل شيء في هذا المكان .

قمر : والفضل لك .

شمس : آه " تتلفت قلقة " هش .

قمر : " يمسك مقبض سيفه " ....

شمس : أجلس ، أجلس يا قمر .

قمر : " يجلس متلفتاً " لا تخافي .

شمس : سأقع في أيديهم إن عاجلاً أو آجلاً .

قمر : شمس .

شمس : مسكين أبي .

قمر : أنانية مني ، لقد أخطأت بحقك ، أنا آسف.

شمس : لا فائدة الآن من الأسف .

قمر : نعم ، لا فائدة ، لكني آمل أن أصلح خطئي ، فقد تسامحيني .

شمس : " تشيح برأسها عنه " ....

قمر : إنني لا ألومك ، لكن ..

شمس : " تنظر إليه " ....

قمر : " يمسك يدها " ليس الأمر بيدي .

شمس : " تنهض وتسحب يديها " أتركني .

قمر : " يقف محرجاً " شمس .

شمس : " تتراجع قليلاً " أرجوك ، ابتعد " تتلفت مرتعبة " أصغ ِ .

قمر : " ينصت " ما الأمر ؟

شمس : سمعت فتاة تصيح .

قمر : فتاة  !

شمس : نعم .

قمر : لم أرَ هنا فتاة غيرك ، و ..

شمس : لقد لمحت فتاة ، تتسلل بين الأشجار ، حين فارقتك ، وجئت إلى هذا المكان .

شمس : لابد أنها إحدى أختيك .

شمس : كلا ، إنها سمراء ، ممتلئة ، .. 

قمر : " يتمتم " لعلها ، لا ، مستحيل .

شمس : وهي في عمري تقريباً .

قمر : بدور .

شمس : بدور  !

قمر : إنها مجنونة ، تفعلها .

شمس : يبدو أنك تعرف هذه الفتاة .

قمر : إنها ابنة عمي .

شمس : آه .

قمر : وقد خطبها ملك طبرستان .

شمس : ورغم هذا لحقتك إلى هنا .

قمر : بدور بمثابة أختي، لقد مات والداها ، وهي صغيرة ، فتربينا معاً .

شمس : لعلها لا تحب طبرستان .

قمر : لكن ملك طبرستان يعبدها .

شمس : يا للقدر " تنصت ثم تلوذ خائفة بقمر " يا إلهي .

قمر : هش ، إنني أسمعه الآن .

شمس : حذار ، فقد يكون رئيسهم .

قمر : ستكون هذه فرصة ذهبية .

شمس : إنه أكثرهم شراسة .

قمر : " يمسك بمقبض سيفه " لو تمكنت منه ، للاذ الباقون بالهرب .

شمس : " تمسك يده بشكل عفوي " قمر .

قمر : " ينظر إليها " ....

شمس : " تسحب يدها محرجة " الأفضل أن نبتعد عن هذا المكان .

قمر : اذهبي أنت ، واختبئي قرب النبع .

شمس : لنذهب معاً .

قمر : اذهبي ، وسألحق بك بعد قليل .

شمس : حسن " تسير متلفتة إل قمر " كن حذراً ، سأنتظرك ، لا تتأخر .

قمر : هيا ، اذهبي بسرعة ، إنه قادم .

شمس : " تخرج مسرعة " ....


                             تدخل بدور ، قمر ينقض

                            عليها ، ويكمم فمها بيده  


بدور : " تصيح مرتعبة " آآآ .. دعني .. دعني .

قمر : هش ، أيتها المجنونة .

بدور : قمر  !

قمر : نعم " يرفع يده عن فمها " قمر .

بدور : آه .

قمر : كأنك لا تعرفين أني هنا .

بدور : بل أعرف ، يا ابن عمي .

قمر : بدور ، أختي ..

بدور : أنا لست أختك ، بل ابنة عمك ، وابنة العم أقرب ، إذا أردت ..

قمر : لا أريد أن أغضب ..قرطبان .

بدور : طبرقان .

قمر : فهو حتماً يسأل عنك الآن في القصر .

بدور : وأنا أسأل ، في هذا القفر ، عن ابن عمي.

قمر : برطقان أولى ، يا أختي .

بدور : طبرقان ، يا ابن عمي .

قمر : ها أنت تحفظين اسمه ، يا ..

بدور : لا فائدة " تنظر إليه " أين الشمس ؟ 

 قمر : الشمس  ! ماذا جرى ؟ إنها أمامك .

بدور : أنت تعرف ما أعني .

قمر : آه .

بدور : واضح أن الشمس عندك أفضل من البدر.

قمر : بدور ..

بدور : فلأذهب " تمضي مبتعدة " لا مكان لي هنا .

قمر : " يمسك يدها " تمهلي ، أيتها المجنونة .

بدور : " تسحب يدها " دعني ، سأعود إلى مكاني .

قمر : " يلحق بها " سنعود معاً ، حين يبتعد اللصوص .

بدور : لا يهمني أحد " وهي تخرج " اذهب إلى شمسك .

قمر : " يهم باللحاق بها " بدور " يقف متردداً " يا الهي ، ما العمل ؟ إن شمس تنتظر الآن " وهو يلحق ببدور " لا بد أن ألحق بهذه المجنونة ، وإلا هلكت .


                          يدخل زريق ممسكاً بشمس 

                          وخلفه يسير وردان ودندان 


زريق : لن يفيدك الصمت " يهزها " تكلمي " يدفعها بعنف " هيا .

شمس : " تتهاوى متألمة " آ .. ي .

زريق : لا خيار ، أريد زوجك .

شمس : زوجي !

زريق : لقد رأيناه معك ، دلينا عليه .

شمس : قمر ليس زوجي .

زريق : ليكن من يكون ، قمرك هذا ، أين هو ؟

دندان : " ينظر إلى شمس وقد فغر فاه " ....

شمس : لا أعرف .

زريق : " يصفعها بشدة " اعرفيني إذن .

شمس : " تسقط صارخة " آ آ ي .

دندان : " يقترب من شمس " يا لله .

زريق : " لوردان " خذ هذا المجنون ، وساعدا الآخرين في مطاردته " ينظر إلى شمس " قمر ، يا له من اسم " يصيح بوردان " تحرك .

وردان : حالاً ، سيدي ، حالاً " يلكز دندان " هيا يا دندان .

دندان : أنظر ، إنها تشبههما .

وردان : ليس هذا وقته " يلكزه ثانية " هيا الآن ، هيا ، هيا .

دندان : لا بد أنها أختهما ، نعم ، إنها ...

زريق : " متردداً " يا للجنون .

دندان : صدقني ، سيدي ، رأيتهما تطيران ، وهذه .. صورة منهما ، ولابد أنها ، خذ ..

زريق : " يحدق في شمس " أختهما " يصيح بدندان " كفى جنوناً " يذرع المكان غاضباً " هيا أسرعا ، أريده حياً .

وردان : يسرع نحو الخارج " حاضر ، سيدي .

زريق : " يدفع دندان بقوة " أيها المجنون ، لا تصفن كالنعجة ، أسرع معه .

دندان : " يلحق بوردان متعثراً " أمرك ، سيدي ، لن يفلت قمر منا .

زريق : مشكلتي أني .. " يصيح " اللعنة عليكم جميعاً .


                       وردان ودندان يخرجان مسرعين ، 

                             زريق يقترب من شمس 


زريق : انهضي .

شمس : " تنهض وتتراجع خائفة " .... 

زريق : " يتقدم منها " هذا المجنون يقول ، إنه رأى فتاتين تطيران .

شمس : " تتراجع خائفة " ...

زريق : ويقول أنك أختهما ، توقفي ، وقولي الحقيقة .

شمس : " تتوقف " ....

زريق : هيا ، تكلمي .

شمس : إنه مجنون ، هذا ما قلته ، وتقوله دائماً .

زريق : وقد يكون مجنوناً بعض الشيء ، لكن له .. عينين ، يرى بهما .

شمس : أنت تعرف عينيه أكثر مني .

زريق : مع هذا قد يكون صادقاً .

شمس : " تنظر إليه صامتة " ....

زريق : آه لو يصدق ، هذا الـ .. دندان " حالماً " فتاة تطير ، إنها كنز ، وأي كنز ، "  لشمس مهدداً وقد وضع يده فوق مقبض خنجره " هيا ، قولي الحقيقة وإلا ...

شمس : " تلتفت خائفة " ....

زريق : " فرحاً " ها هم رجالي ، إنهم قادمون ، لابد أن قمرك قد وقع في أيديهم " يقترب من شمس " لن أرحمكما ، لقد عذبتماني ، سأبيع كل منكما في قارة .


                       وردان ودندان يمسكان ببدور ،

                        شمس وبدور تتبادلان النظر 


وردان : " فخوراً " سيدي ، رجالنا أمسكوا بهذه الفتاة .

زريق : " يتأملها مغالباً فرحته " آه .

دندان : " يقترب منه " إنها الثانية ، سيدي زريق ، والأخريتان  طارتا .

زريق : هذا جنون ابتعد .

دندان : " يبتعد قليلاً " بل حقيقة " يشير إلى شمس وبدور " أنظر سيدي .

زريق : أريد قمر .

وردان : سيقع قمر في أيدينا ، يا سيدي ، إن رجالنا يطاردونه .

زريق : هاتِ الفتاة .

وردان : " يقترب ببدور منه " قيدتها بنفسي ، يا سيدي .

زريق : " يتحسس قيدها ، ثم يدفعها باتجاه شمس " قفي هناك ، ريثما أتفرغ لكما .

بدور : " تتهاوى متألمة " آآآي .

شمس : " تتلقفها بين يديها المقيدتين " بدور  !

بدور : " تنفلت بحدة " نعم بدور ، يا شمس .

زريق : والآن أسرعا ، وانضما إلى الآخرين ، ولا تروني وجوهكم إلا ومعكم قمر .

وردان : أمرك سيدي " يتجه مسرعاً إلى الخارج " دندان ، الحق بي .

دندان : " يتأمل شمس " حسن .. حسن .

زريق : " يدفع دندان بشدة " لا تصفن ، هيا أسرع معه .

دندان : " يكاد يتهاوى " أمرك سيدي ، أمرك .


                           وردان ودندان يخرجان ، 

                                زريق يقف حالماً

زريق : الكنز يتضخم ، وسيتضخم أكثر ، وأكثر ، إذا صدق مجنوني الأعمى .


                                 زريق يحدق في 

                                  شمس وبدور 

                  


                                      إظلام





  الفصل الثالث



                      المكان نفسه ، شمس وبدور تفيقان ،  

                      دندان يغالب النعاس ، صرخة مدوية 


دندان : " يفز مرتعباً " آآآآآ  .

شمس : يا إلهي " تغمز لبدور " يا لها من صرخة مرعبة .

دندان : " ينصت إليهما خائفاً " ....

بدور : لقد أفقت ، في منتصف الليل ، على مثل هذه الصرخة .

دندان : " يلتفت إليهما " لعله .. غراب .

بدور : " لشمس " إنه محق .

شمس : " لبدور " هذا هو الغراب الثاني إذن .

بدور : " لشمس " وسيأتي قريباً دور .. البوم .

دندان : أسكتا " يلتفت عنهما " يكفيني ما أنا فيه.

بدور : مسكين ، إنه يذكرني بمدللي .. جنجل .

دندان : " يضع تمرة في فمه " ....

شمس : جنجل ! اسم جميل ، لابد أنه هرك .

بدور : لا ، أنا لا أحب الهررة .

دندان : " يرمقها مترقباً " ....

بدور : إنه عنزي .

شمس : عنزك !

بدور : عنزي الصغير .

دندان : " يتلفت إليهما منفعلاً " كفى .. كفى .

شمس : يا للعار ، الرجل عندنا لا يتكلم إلى امرأة ، وفمه ممتلئ هكذا .

دندان : أنا أفطر .

شمس : تفطر ! " لبدور " أنا لا أراه .. يفطر .

بدور : أنظري إلى أسنانه .. تطحن ، إنه يفطر ، يفطر بالقسب اليابس  .

شمس : لم أسمع بهذا الـ ...

بدور : إنه تمر .. متحجر .

شمس : يا الهي .

بدور : لو أكل جنجل منه ، لتسمم في الحال .

شمس : طبعاً ، فهو عنز ، عنز صغير .

بدور : إنه جنجل ، يفطر كل يوم ، بحليب مستورد ، كامل الدسم .

شمس : مستورد !

بدور : وكامل الدسم وإلا ضعف بصره ، وأصيب بالجنون .

دندان : " يصيح مهتاجاً " كفى ، أسكتا ، أسكتا وإلا .. " ترتفع صرخة أخرى ، فينتفض مرعوباً " آ آ آ .

شمس : الثالث .

بدور : وسيكون رابعهم .. البوم .   

شمس : " تغمز لبدور " أصغي ، يا بدور .

بدور : إنني أصغي " بصوت مبالغ فيه " يا للهول .

شمس : إنه هو ..

دندان : " يتراجع خائفاً " ....

بدور : قمر ، ابن عمي ، بطل السيف في العالم.

شمس : ويا لهول ضربته .

بدور : لقد ضرب ، ذات مرة ، ثوراً .. هائجاً .. مجنوناً .. فشطره من الرأس .. حتى الذنب.


                                 دندان يكاد يخرج ، 

                               يدخل زريق ووردان 


زريق : " يصيح " توقف .

دندان : " يلتفت مرتعباً " آ آ آ .

زريق : تعال ، تعال هنا .

دندان : " يتجه متعثراً نحو وردان " مولاي .. آآ .. أنا .. أنا بريء .

زريق : المجنون ، هاهو يتبرأ منّا .

دندان : سيدي زريق ! يا ويلي " يهمهم " لقد عميت .

زريق : سأطرده ، لا أريد مثله معي .

وردان : سيدي ارحمه ، هذا عار .. 

زريق : كلا ، ليكن عبرة لغيره .

دندان : آه ، لم أعد أصلح لهذه المهنة " يسير منكسراً " سأتسول " ينظر إلى بدور " نعم ، أتسول ، و إلا شطرت ...

بدور : " تهمس له " من الرأس حتى ..

دندان : حتى الذنب ، أعرف .


                            صرخة مدوية ، دندان يجمد 

                          متأتئاً ، زريق ووردان ينتفضان 


دندان : يا .. الهي .

بدور : الرابع .

دندان : " لبدور مرتعباً " الرابع ! يا ويلي ، الرابع ، كنا اثنا عشر ، لم يبق منا .. إذن .. إلا .. سبعة .. لا أربعة لا .. ستة .. لا .. لا ..

شمس : لقد نسي حتى الحساب .

بدور : هذا من أثر القسب .

دندان : " يقترب من زريق " حذار يا زريق .

زريق : قل .. سيدي .

دندان : حذار ، إنه بطل السيف في العالم .

زريق : أنت جبان " يدفعه بشدة " امض ِ ، مكانك ليس هنا .

دندان : " يتهاوى قرب بدور " شطره حتى .. " متوسلاً " قولي له ، إنني يتيم .

بدور : اطمئن ، لن أدعه يمس الذنب .

دندان : " يتحامل على نفسه " آه .. يا ويلي .

زريق : " يسير متردداً غاضباً " مشكلتي أني محاط بحفنة من البلهاء ، والمهلوسين " يرتفع صوت من بين الأشجار " و .. و .. و 

وردان : " يقترب منه خائفاً " سيدي ..

زريق : أين رجالي ؟ أين هم ؟

دندان : كنّا اثنا عشر " يهمهم هاذياً " لم يبق .. منا إلا .. خمس .. لا ثلاثة .. لا .. لا .. آه.

وردان : إنه يكمن هنا ، خلف إحدى هذه الأشجار ، وقد يفاجئنا في أية لحظة .

زريق : " يصيح " إ ليّ يا رجال .

وردان : " يمسك مقبض سيفه " لبيك سيدي .

بدور : يا للغباء ، قال يا رجال .

وردان : " يحدجها محرجاً " ....

شمس : " محذرة " بدور .

زريق : " ينظر إليها " وجدتها ، شمس و بدور " يسحب خنجره " لن يفلت قمر .

دندان : " يقترب منه " اسمع نصيحتي ، إنه بطل الـ ... 

زريق : " يدفعه بشدة " ابتعد عني .

دندان : " يتهاوى متألماً " آ آ ، ستندم يا زريق ، وتلحق بي ، هذا إذا بقيت على قيد الحياة .

زريق : " يتقدم من شمس " وردان .

وردان : نعم ، سيدي . 

زريق : اسحب خنجرك  .

وردان : خنجري ! لكن يا سيدي لديه سيف ...

زريق : امسك ببدور " يضع خنجره على عنق شمس " مثلما أمسك بشمس ، ستراه يستسلم كالحمل .

وردان : فهمت " يسحب خنجره ويمسك ببدور " سيستسلم ، نعم ، سيستسلم هذه المرة .؟

دندان : لقد جنّا ، سيشطرهما حتى الـ ....

زريق : " يصيح بأعلى صوته " قمر .

شمس : " تحاول أن تتملص " دعني .. دعني .

زريق : " يشد الخنجر على عنقها " سأحز عنقك.

شمس : " تصمت خائفة " ....

زريق : " يصيح " أخرج ، واستسلم ، حمامتاك بين أيدينا .

بدور : لا تخرج يا قمر سيغدران بك .

زريق : " يصفعها بقوة " أغلقي فمك .

بدور : " متألمة " آ آ ي ، ستندم ، أيها اللص .

وردان : يضع يده فوق فمها " أسكتي ، وإلا قطعت لسانك .

زريق : " يصيح " قمر ، أخرج بسرعة ، شمس وبدور ستذبحان ، إذا لم تخرج ، وتستلم .

شمس : " قلقة " آه .. يا الهي .

بدور : " تقاوم مهمة " هم م م م .

زريق : سأعد حتى الخمسة ، يا قمر ، وإن لم تستسلم ، فأقرأ الفاتحة على حمامتيك " يصيح " واحد .

دندان : " بدور منهاراً " لا .. لا .

زريق : اثنان .

دندان : لن أبقى هنا ، هذا جنون .

زريق : ثلاثة .

دندان : يا الهي ، لم أعد أتحمل " وهو يخرج " فلأذهب ، وأتسول .

زريق : أربعة .


                           صمت ، الجميع جامدون ، يظهر 

                                 قمر ، وفي يده السيف 


زريق : أهلاً ، أهلاً " بحزم " توقف ، وارمِ سيفك .

قمر : حسن " يتوقف " دعنا نتفاهم .

زريق : ارم ِ سيفك أولاً .

قمر : أصغ ِ ، يا زريق .

زريق : أنت تعرف اسمي .

قمر : أصغ ِ ، أنا أمير .

زريق : هذا شرف ، يوزن بالذهب .

قمر : أطلق الأميرتين .

زريق : أطلق كنزي ! لم أجن بعد .

قمر : سأعطيك ما تريد ، وأعفو عنك .

زريق : لا أريد عفوك ، أريدك أنت .

قمر : قد تندم ، يا زريق .

زريق : "  يشد بخنجره على عنق شمس " ليس لدي شمس ، أو بدور ، لأندم " يصيح مهدداً " ارم ِ السيف ، يا قمر ، وإلا ....


                          قمر ينظر إلى بدور 

                      وشمس ، ثم يرمي سيف 


زريق : عين العقل " لوردان " خذ السيف .

وردان : " يتقدم متردداً " حسن ، سيدي " يتلفت خائفاً " لكن بدور ...

زريق : لا عليك ، إنها مقيدة ، خذه .

وردان : " يأخذ السيف خائفاً " ....

زريق : والآن عد إلى مكانك ، وانتبه ، ريثما أقيد يديه .

وردان : " يسرع ويمسك ثانية " سيدي ، قيده .

زريق : " متردداً " نعم ، نعم ، سأقيده حالاً " لقمر " تقدم ..

قمر : " يتلكأ " ....

زريق : أنت أعزل الآن ، هيا تقدم .

قمر : " يتقدم ببطء " ....

زريق : " يلوح بالحبل " تعال ، يا أميري ، تعال ، يا جوهرتي ، تعال ، تعال ، تعال .


                          ضجة وصراخ في الخارج ، 

                         زريق ووردان يتلفتان خائفين


وردان : يا إلهي ، زلزال .

زريق : إنهم رجالي ، تهاجمهم الأسود .

وردان : " يلوذ بزريق خائفاً " أسود  ! يا ويلي ، لكن .. لا .. لا توجد هنا أسود .

طبرقان : " يصيح من الخارج " اثبتوا أيها الأرانب ، لتعرفوا سيفي البتار .

بدور : " تهتف فرحة " طبرقان .

وردان : طبرقان  !

بدور : أسد طبرستان .

زريق : " خائفاً " أنا لا تخيفني الأسود " يشهر سيفه " إليّ يا رجال .

وردان : " يقترب منه خائفاً " لبيك ، لبيك يا سيدي .

زريق " محبطاً " مشكلتي أني محاط .. ب ..

قمر : " يعالجه بلكمة على وجهه " خذ يا زريق .

زريق : " يدور متهاوياً " أرى النجوم .. وأرى الهلال .. لكن .. لا أرى .. " يصيح " .. أين رجالي ؟

طبرقان : " يدخل وقد شهر سيفه " الأرانب ، لقد هربوا ، أيها اللص .

وردان : " يتراجع مرتعباً " يا إلهي ، إنه أسد حقاً.

زريق : " يدور متراجعاً " هربوا  ! يا للعار " يتلفت حوله ثم يلوذ بالفرار " فلأهرب أنا أيضاً .


                          زريق ووردان يهربان ، بدور

                          وطبرقان يتبادلان النظر ملياً


قمر : " يهمس لبدور " قرطبان .

بدور : طبرقان " ترمقه بنظرة خاطفة " أسد طبرستان .

قمر : عرف ماذا يختار .

بدور : طبعاً ، إنه أسد ، فك قيدي .

قمر : " يفك قيدها " الأسد ينظر إليك .

طبرقان : " يقترب من بدور " الأميرة بدور .

بدور : " تنظر إليه " مولاي طبرقان .

قمر : " يهمس لشمس " دعيني أفك قيدك .

شمس : " وقد فك قيدها " آه " تنظر إلى يديها " لقد تخدرتا .

قمر : " يمسك يديها ويفركهما برفق " ....

شمس : " تسحب يديها بهدوء وخفر " ....

طبرقان : سألت عنك في القصر ، فقالت لي مربيتك العجوز ، أنك هنا .

بدور : نعم ، يا مولاي " ترمق قمر بنظرة خاطفة " جئت أتنزه مع .. أخي قمر .. وشمسه .

طبرقان : " يبتسم " عفواً ، أيها الأمير قمر .

قمر : لا عليك ، إنها بدور ، ومن حقك أن تشغل بها " يصافحه " أهلاً جلالة الملك ..

بدور : " ترمق قمر محرجة " ....

قمر : طبرقان .

بدور : " تتمتم بارتياح " الحمد لله .

قمر : " يشير إلى شمس " الأميرة شمس .

طبرقان : " ينحني قليلاً " أهنئك ، إنها شمس حقاً .

شمس : " تنحني محرجة " ....

بدور : " تتململ بضيق " لنعد إلى القصر ، لابد أنهم قلقون علينا الآن .

طبرقان : هذا حق " ينحني قليلاً " تفضلوا .

بدور : " تقترب منه " لنسبقهما نحن ، يا مولاي.

طبرقان : كما تشائين " ينحني قليلاً " إلى اللقاء .

شمس : " تنحني لطبرقان " ....

قمر : إلى اللقاء .

طبرقان : تفضلي ، يا أميرتي .


                           بدور وطبرقان يخرجان  ،

                         قمر وشمس يقفان متقابلين 


قمر : شمس .

شمس : " تنظر إليه صامتة " ....

قمر : أنا آسف حقاً ، لكنك تعرفين .. " يتنهد " آه ، لا ، هذا أمر لا إكراه فيه ، أنت حرة " يتجه إلى الخارج " سآتيك بالثوب " ترتفع ضجة في الخارج فيتوقف " ..

شمس : قمر .

قمر : " يمسك بمقبض سيفه " لا تخافي ، يا شمس ، أنا معك .


                               يدخل الملك شهرمان ، 

                                 ومعه ثريا وزمرد

 

ثريا : " فرحة " أبتي ، ها هي شمس .

زمرد : " تعدو نحو شمس " شمس .

شمس : " تسرع وتعانقهما " زمرد .. ثريا .

ثريا : " تقبلها " شمس ، حبيبتي .

زمرد : " تقبلها " أيتها الملعونة " تضربها مازحة " ظننت أنني تخلصت منك .

الملك : " يتقدم قليلاً " شمس .

شمس : أبتي " تحضنه " عرفت ، يا أبتي أنك لن تتأخر عليّ .

الملك : أنت شمسي .

زمرد : الله .. الله .

شمس : " تقبله " أبتي .

الملك : لقد سرت طول الليل ، مع جندي ، وهم الآن يمشطون المنطقة ، بحثاً عن الجاني ، والويل له لو وقع في يدي .

شمس : " تنظر إلى قمر " ....

قمر : " يتململ محرجاً " ....

الملك : من هذا ؟

شمس : هذا .. قمر .

الملك : قمر  ! 

شمس : لقد سرقته .

الملك : شمس  !

شمس : هكذا يقول .. قمر .

الملك : هذا كلام لا يقال عن ابنة الملك شهرمان.

شمس : مهلاً ، يا أبتي ، فهو أيضاً ، على ما يبدو ، قد سرقني .

الملك : " يحدق فيها مذهولاً " ....

زمرد : جنت شمس .

ثريا : أو وقعت في الشرك .

شمس : " تقترب من قمر " الآن تعادلنا .

قمر : " يهم بالخروج " سآتيك بالثوب .

شمس : مهلاً ، يا قمر ..

قمر : " يتوقف ناظراً إليها " ....

شمس : الثوب معي ..

قمر : آه ..

شمس : عثرت عليه منذ البارحة .

قمر : حقاً تعادلنا .

شمس : كان بإمكاني أن أطير .

قمر : ولم تطيري .

شمس : ولن أطير ، إذا ..

قمر : " يتطلع إليها مترقباً " ....

شمس : إذا أردتَ .

ثريا : " تتمتم " آه .. ملعونة .

زمرد : نوريني .

ثريا : " تهمس لها " لقد وقعت .

زمرد : وقعت  !

الملك : ماذا يجري ؟ دعوني أفهم ، صحيح أنني رجل عجوز ، لكني مع ذلك ، كنت ذات يوم ، شاباً .

قمر : مولاي شهرمان ، أنا الأمير قمر .

الملك : أهلاً وسهلاً .

قمر : أمير مملكة .. الجنان .

الملك : نِعم الأمير ، ونِعم المملكة .

قمر : لي الشرف ، يا مولاي ، أن أسرق منك شمس .

الملك : " متحيراً " يبدو أنني كنت شاباً منذ فترة طويلة .

قمر : إذا شرفتني بموافقتك ، يا مولاي ، ستبقى شمس إلى جانبي ، مدى الحياة .

الملك : " لثريا وزمرد " أفهمتما ما فهمته ؟

ثريا : " فرحة " طبعاً ، يا أبتي " تقبل شمس " مبارك ، يا عزيزتي ، ألف مبارك .

زمرد : " تقبل شمس " وقعت إذن ؟ " تضربها مازحة " الحمد لله ، تخلصت منك أخيراً .

الملك : قمر .

قمر : مولاي .

الملك : خذ يد شمس ، وامض ِ بنا إلى .. الجنان.

قمر : أمر مولاي " يمسك بيد شمس فرحاً " تفضلوا ، على الرحب والسعة ، الجنان ترحب بكم .


                              الملك يسير في المقدمة ،

                         الجميع يسيرون وراءه فرحين  



                                        إظلام

                                         ستار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق