تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 22 فبراير 2023

ندوة نقدية (١) / إبراهيم الحارثي

مجلة الفنون المسرحية 
ندوة نقدية ( ١)

جرت العادة دائمًا للحديث عن العروض و قراءتها قراءة فنية أو انطباعية أو ( اللي يكون ) 
البارحة كنا على موعد لأولى الندوات النقدية ، و التي اتجهت نحو قراءة عرض ( الهود ) و الذي جاء من المملكة العربية السعودية ليشارك بمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 
هذا العرض أحترم فيه جهد كل صناعه، كلهم بلا استثناء
و هنا أنا أكتب ( و أنا أصرخ ) مثلما صرخت بطلة العرض من وسط العتمة لتكون صرختها هي دليلي و هي الضوء الذي أسير فيه لأتهجأ العتمة التي اجتاحتني بعد ان انتهى العرض
و السؤال القائم ( هل انتهى العرض فعلا ) !! 
أم أن الشرير لا يزال لديه المزيد من الغرابة
جميع الذين صعدوا على منبر المشاركة كان لديهم غيرة على المسرح السعودي
و يعرفون اتجهاته و مساراته
و يؤمنون بمبدعين سعوديين كان لهم حضورا مهما على كل المستويات هنا 
اعني بالمهرجان الذي تتسابق الجهات نحوه و تستعد له لتقديم الحالة التي تليق بقيمة الجهد .. 
لن أتحدث عن العرض، ليقيني أن العرض ( لم يتشكل بعد ) و لم تظهر فيه أي قيمة تجعلنا ( نراهن عليه ) 
سأتحدث عن المداخلات الانطباعية التي يجب أن تكون بمثابة تعليق الجرس لأن ما يحدث الآن في المسرح السعودي أفضى لهذه النتيجة المنطقية و لعل لي مقالا في مجلة اليمامة تحدثت فيه عن هذا المهرجان و قلت بأنه يُعد المحك الحقيقي لقراءة مابين السطور … 
ها نحن الآن وسط فوضى التنظير و الاستثمار في كفاءة الانفاق و تخطيط مستقبل المسرح و لا يحقق أي مستهدف من مستهدفات المملكة
هو عرض جاء ليكون وجبة غير صالحة للاستعمال البشري و انتهى ليكون بمثابة ( مؤشر ) لخطورة ما وصلنا له … 
لذلك، يجب علينا الآن و قبل كل شيء أن ندرك خطورة ما صار، و نحاول حل كل مشكلة ( اجتماعية و ثقافية و فنية و فكرية ) تسبب فيها هذا العرض بشكل أو بشكل آخر 
و لذلك يجب أن تكون صرخة سلمى بمثابة تنبيه لواقع المسرح السعودي و لضياع كل أحلام القابضين على جمر ابداعهم و يجب أن نغير نظرتنا لاتجاهات و مسارات الحراك الذي ( غاب عن الوعي ) و أصبحت كل عروضنا الآن محاولات انعاش لجسد الميت أو محاولات اعطاء مسكن للمرحوم … 
شكرا لكل الذين تداخلوا بغيرة تجاه المسرح
شكرا لكل الذين آمنوا بأن المسرح السعودي لديه الكثير ليقدمه
و شكرا لأن الله وهبني على الكِبر رؤية هذا العرض الذي تحول بتحول الزمان و المكان و اختلف كثيرا ليصل البارحة لطاولة القراءات المختلفة و ليثير بالتالي مساحات المهرجان برمته و ليبقى المشاركة ( الأهم ) التي يجب أن تقرع لنا جرس التنبيه و تقول لنا : خلاااااص كفاااااية …

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق