تصنيفات مسرحية

السبت، 4 فبراير 2023

مؤسسة أيام المسرح... الحياة اليومية في غزة على الخشبة

مجلة الفنون المسرحية



مؤسسة أيام المسرح... الحياة اليومية في غزة على الخشبة

تصوّر العروض المقدمة على خشبة مسرح مؤسسة أيام المسرح، وسط مدينة غزة، ملامح الحياة اليومية والمشاكل والأزمات التي تعصف بمختلف الشرائح العمرية لأهل المدينة. يتنقل الشُبان والشابات بين زوايا مسرح المؤسسة منذ قُرابة ثلاثة عقود. وقد غدت محطة مهمة للمسرح والدراما للأطفال والشباب والنساء الفلسطينيين، إذ سعت منذ عام 1995 إلى إنتاج المسرحيات مع بالغين يُؤدونها أمام الأطفال، كما سعت إلى إنتاج مسرحيات مع أطفال يُؤدونها أمام أقرانهم.

"أيام المسرح" مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، مسجلة في فلسطين، تتخذ من غزة بيتاً لها، وتمثل المؤسسة مركزاً تدريبياً للدراما، ومسرحاً على حد سواء، وتستمد اسمها من المؤسسة الأم التي أسستها عام 1995 في غزة، فيما ينبع الاسم من غاية المؤسسة في أن ينعم كل طفل بـ "يوم مسرحي" خلال العام الدراسي.

تقول ممثلة الدراما (مسرح وتلفزيون)، لينا الأسطل، إنها شاركت منذ عام 2016، في "أيام المسرح"، فدرست دبلوم مسرح، وشاركت في الحكواتي. وتبين الأسطل لـ "العربي الجديد" أنها شاركت في عروض ناقشت قضايا متنوعة، ومنها قضايا الشباب والمرأة والتمييز والطبقات في المجتمع، ولحظات التهجير الفلسطيني. وترى أن المسرح أداة قوية لإيصال أي فكرة لكل الفئات.

أما الممثل المسرحي ياسين سمرة الذي التحق بأيام المسرح عام 2014، عن طريق ورش الدراما في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، فقد انشغل إلى جانب عدد من زملائه وزميلاته بعرض مسرحي عنوانه "قصة مريضة"، يستهدف كافة فئات المجتمع. ويقول إنه تلقى في المؤسسة دروساُ بدأت بكتابة النص، وتعليم الدراما للأطفال في المدارس، والحركة، والرقص المُعاصر، والإخراج المسرحي، والأداء المسرحي، والتمثيل. ويشير سمرة الذي تلقى تدريبات في "أيام المسرح" ومن خارجها لـ "العربي الجديد"، إلى أنه اختار المسرح تحديداً لأنه أبو الفنون، إذ تلتقي فيه الموسيقى بالرسم، مرورا بالرقص والأداء.
تسعى "أيام المسرح" إلى إشراك فئتي البالغين والشباب من خلال إنتاج أعمال مسرحية من أجلهم، ما يُتيح لهم التفكير النقدي بحقوقهم، والاهتمام بشكل متعمق حيال مستقبلهم، كما ترى أنه من الضروري إشراك النساء والفتيات في جميع جوانب العمل الفني، وتؤمن بأن دورهن في العمل الثقافي والفنون الأدائية يحظى بالاعتراف والدعم، انطلاقاً من أنه عامل حيوي في التغيير في المجتمع الفلسطيني.

ويوضح نائب المُدير الفني لأيام المسرح، المُخرج محمد الهِسي، أن المؤسسة تعمل منذ عام 1995 في غزة والضفة الغربية، وتشمل العديد من البرامج التي تمت بلورتها نتيجة لاحتياجات المشهد الثقافي والمسرحي. ويبين الهِسي لـ "العربي الجديد"، أنه ومع بدايات عمل المؤسسة، كان عدد الجمهور قليلاً، لذلك بدأ التفكير بإيجاد برامج يمكنها استقطاب أكبر عدد من المواطنين والحضور، واستحدثت العديد من البرامج، بدأت ببرنامج الدبلوم لتعليم الممثلين والمدرسين للدراما، وتقديم العروض للكبار والصغار، ويعقبها نقاش ما بعد العرض للجمهور.

وتضم أيام المسرح، وفق الهِسي، برنامج الدراما، وهو جزء من البرامج المتعلقة بالتعبير الحُر، ويعمل مع مجموعة من طلاب المدارس أو مؤسسات المجتمع المحلي، وعددهم نحو 20 طفلاً الذين يجتمعون في مكان آمِن، يحولونه إلى قاعة مسرح، بهدف التعرف إلى أفكار الأطفال أو الشباب، والتعرف إلى همومهم وأفكارهم وأحلامهم وطموحاتهم وآمالهم، وفي نهاية الورشة ومدتها 18 يوما، يُعرض اسكيتش صغير لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، ويُناقش قضايا الأطفال أو الشباب، من خلال عرضه أمام الجمهور، أو أقرانهم.

وتعمل المؤسسة مع مجموعة من الأطفال ضمن زاوية أفلام الرسوم المتحركة (أنيميشن)، لإنتاج فيلم يحمل قضية من قضاياهم، أو قصة من قصصهم، ويعرض ويناقش مع الجمهور، إلى جانب برنامج لتدريب المعلمين في المدارس، على الدراما والسرد القصصي، لمُساعدتهم في تجاوز زاوية التلقين، والاتجاه نحو المُشاركة بين الطالب والمُعلم باستخدام أدوات جديدة في التعليم.
وتُخَصِص كذلك المؤسسة برنامج الحكواتي للنساء، للتعبير عن قصصهن وقضاياهن على خشبة المسرح، فيما يضم حاضنة شبابية تنفذ فيها البرامج الخاصة بالشباب لمُناقشة أفكارهم وأحلامهم، كما تستضيف ورش العمل، وتهدف بالمجمل لتمكينهم داخل المجتمع.

--------------------------
المصدر : العربي الجديد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق