تصنيفات مسرحية

الجمعة، 24 مارس 2023

أحمد خميس ورِياح الحساسية الجديدة للنّقد .

مجلة الفنون المسرحية
الناقد احمد خميس


أحمد خميس ورِياح الحساسية الجديدة للنّقد .
 
   الحسام محيي الدين

ينطلق أحمد خميس في تنسيب مشروعه النقدي إلى رصد أسئلة الواقع والمتوقع للمسرح ، ومواجهة تراجع دوره في التغيير الاجتماعي ، وفي تعرية الأزمات الانسانية وملابساتها على الخشبة ، متمتعاً بمروءة نقدية تبتعد من نمطيات الاحتفال وربما التملق ، للمعروض ، وتقترب من إطلاق حساسية مسرحية جديدة  تعيد التجسير بين الهوات الثقافية واختلافات المنظور في علاقة المسرحي بالمسرحي ، والمسرحي بالآخر،  بمستوى درامي مكثف على امتداد الشاطىء الفكري لهذا الرجل تجعل منه الابن البار بأبوّة الفكرة الخُلُقية في المسرح . خميس ، بالمناسبة ، هو أكاديمي  دراسات عليا / قسم الدراما والنقد المسرحي ، ومشارِك محكِّم دراسات نصية وعروض لسنوات في عدة مهرجانات وملتقيات مسرحية مصرية وعربية ، وهو صاحب مئات القراءات النقدية والبحثية في واقع وتحديات المسرحَين المصري والعربي ، إلى نيله جوائز عدة  في هذا المجال . أهم مؤلفاته   : محسن حلمى العابر للزمن /  صلاح السعدني إبن الحلم واليقظة  /  المسرح المصرى من أين وإلى أين ؟ /  أشرف عبد الغفور ، قناع الوهم والحقيقة . دائما ما ينشط  أحمد خميس في نمذجَة مطالعاته  النقدية على مستويين يعزز أحدهما الآخر ، يدخل في الأول إلى عالم المنقود برؤيته الدرامية على صورة تفجّر دلالي يعيد تدوير وظيفة الشكل والمعنى  للنص المسرحي ، وتثوير حِجاجية الفكرة المتبناة  في تلافيف متنه ، ثم إلى تفكيك وضعية العبور به معروضا على الخشبة  ، ليدخل المستوى الثاني بتوظيف الحركي والسمعي والبصري في زخرفة الذائقة الجمالية للجمهور وتنمية حسِّه الدرامي إلى درجات أكثر تمسكا واستمتاعا بموضوعات راهنية مُلحّة ، وإن اختلفت أشكالها المسرحية مما تضج بها أرض الكنانة .إنه ناقد مخبري ، يعكس تربيته المسرحية بين المحترفات والورش والصيغ والمحاولات المسرحية ، يقفز طليقا بين مخرجات التنظير والتحقيق في مطارحة التجارب ومحاكاتها ، ووفاق المتحول دائما ، وما أخطره وأكثره ، في السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وليس انتهاء بالرقمي / الافتراضي ( تطبيقات ، لوحات ذكية ... ) الذي حفّت خطورته التكنولوجية  بمطلق العلامات والعناصر المسرحية من النص إلى العرض  واقعاً مؤبّداً حتى اللحظة ، بين السلب والايجاب ، والذي يبدو أنه يتحول  في ذائقة الجمهور الفنية يوما بعد يوم إلى معناه القاتل لأنسنة الابداع  لصالح الآلة في عامة تفاصيل صناعة الأشغولة الدرامية الرائدة . هنا ، وفي مثل هذا التصور ، يرى خميس إلى ملامسة الواقع المسرحي لا الاصطدام معه ، داعيا إلى إعمال المرونة الدرامية مع مريديه ، وإغتذاء العروض برؤى ذكية تواكب مزاج الجمهور، أحَدُ وجوهها الذهاب بالمسرح المجاني إلى الناس أينما كانوا ، في سبيل فهم رسالته الحقيقية وجاهيا ، مما يبدو أنه ترجمه في مقالته النقدية الشهيرة بعنوان  " هزيمة الانسان الحر في عالم شرس "  التي نال بها جائزة أفضل مقال نقدي في المهرجان القومي للمسرح المصرية في دورته الثالثة عشر (2021) عن نقده لمسرحية " حذاء مثقوب تحت المطر " . 
 

 الحسام محيي الدين
    hmouhieddine@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق