المشهد الأول
غابة ، نبع ماء ،
تدخل الأميرة والمربية
المربية : مولاتي .
الأميرة : " تتلفت حولها مبهورة " آه .
المربية : لقد ابتعدنا كثيراً .
الأميرة : ما أروع هذا المكان ، إنه حلم ما بعده
حلم .
المربية : حذار ، يا مولاتي ، فللأحلام خطورتها
في عمرك .
الأميرة : ليكن ، فالحياة بدون أحلام صحراء ،
وأنا لا أحب الصحراء .
المربية : مولاتي ، أرجوك .
الأميرة : " تدور راقصة " دعيني أتمتع بهذا
الحلم .. نبع .. أشجار .. طيور ..
فراشات ..
المربية : يقال أنّ في هذا المكان ساحرة .
الساحرة : " تطل برأسها " ....
الأميرة : لابد أنّ هذه الساحر طيبة ، مادامت
تحيى في هذا المكان الحلم .
الساحرة : " تبتسم راضية " ....
المربية : بل شريرة .
الساحرة : " تقطب منزعجة " ....
المربية : هذا ما يقال .
الأميرة : كوني مثلي ، لا تصدقي كلّ ما يقال .
المربية : لقد حوّلت الشاب ، الذي تحبه ، إلى
غراب .
الأميرة : " تتوقف " غراب !
الساحرة : هذا كذب .
المربية : كذب !
الأميرة : " تتلفت حولها " ....
الساحرة : " تسحب رأسها " ....
الأميرة : كفى ، هذه أوهام ، فمن المستحيل ، أن
تؤذي فتاة إنساناً تحبه .
المربية : مهما يكن ، يا مولاتي ، لنعد إلى
القصر، فالوقت متأخر " تتلفتُ خائفة "
وهذا المكان ..
الأمير : لا أروع منه ، لنجلس قليلاً " تجلس
قرب النبع " أجلسي .
المربية : كلا ، لا أستطيع ، لنعد إلى القصر ،
إنني امرأة عجوز .
الأميرة : مهلاً ، سنعود .
المربية : لتحفظك الآلهة " ترتجف " إنني
أرتجف ، لعله العمر ، نعم ، إنه العمر.
الأميرة : " تحدق فيها " منذ أن رأيتك ، وأنت
امرأة عجوز ، لا أظنّ أنك ولدت هكذا
.. عجوزاً .
المربية : طبعاً لا ، يا مولاتي .
الأميرة : أكنتِ في يوم ما طفلة ؟
المربية : " تغالب ابتسامتها " ....
الأميرة : ثم شابة ؟
المربية : " تهز رأسها " ....
الأميرة : شابة ؟ شابة ؟
المربية : في عمرك .
الأميرة : وحلمتِ ؟
المربية : " خجلة " مولاتي .
الأميرة : " تنهض " حلمت .. حلمت .. حلمت ,
المربية : " تبتسم " ....
الأميرة : " تحضنها وتدور بها " لا معنى للحياة
بدون أحلام ، فلتحيى الأحلام .
تدور مغنية عن
الشباب والأحلام والحب
الأميرة : " تتوقف عن الغناء " ....
المربية : آه ما أجمل صوتك ، يا مولاتي .
الأميرة : الأغنية هي الجميلة .
المربية : لو أنّ فيها شيئاً من الحقيقة ، لكانت
أجمل .
الأميرة : للأسف أنتِ لم تري الحقيقة ، عودي
إلى شبابك ، وسترينها كاملة .
المربية : مهما يكن ، يا مولاتي ، لنعد إلى
القصر، لابد أن الملك والملكة ،
ينتظرانك على أحرّ من الجمر .
الأميرة : " تسوي شعرها فيسقط طوقها " كما
تشائين " تتجه نحو الخارج " هيا نعد ،
هيا .
المربية : " تلحق بها " شكراً ، يا مولاتي .
الأميرة والمربية تخرجان ،
يدخل الفارس متلفتاً
الفارس : أين العندليب الذي سمعته ؟ آه ما أجمل
صوته ، ترى أهو عندليب مسحور ؟ أم
عندليب ساحر ؟ أم .. ؟ ليكن ما
يكون، فهو أروع عندليب سمعته في
حياتي" ينظر إلى النبع " كم هو رقيق
ماء هذا النبع " يتقدم إلى النبع "
فلأشرب منه ، رغم أنني لا أشعر
بالعطش " يشرب من النبع " آه لا
أعذب من ماء هذا النبع ، سوى غناء
ذلك العندليب " يرى الطوق على
الأرض " طوق ، طوق ثمين " يأخذه
ويتأمله " لابد أنه طوق أميرة
"يبتسم" ترى أهي جميلة مثل طوقها
؟ أم .. ؟ من يدري " ترتفع حمحمة
حصان " هذا حصاني يناديني ،
فلأسرع إليه ، لعله بحاجة إليّ .
الفارس يخرج ، تدخل
الساحرة مقطبة الجبين
الساحرة : فتى وفتاة ، إنها الحكاية التي تتكرر
دائماً " تصمت " ليتني كنت فتاة
عادية، وعشت حياة فتى وفتاة ، لكن
ليت هذه .. آه ، لم أعد صغيرة ، وقد
تعبت " تنصت " إنها الأميرة ثانية ،
ما الذي جاء بها هذه المرة ؟ لا ، لن
أسحرها ، فلأبتعد" تتجه إلى الخارج
" للفتاة غالباً ساحرة في داخلها ،
تقودها إلى اللهب ، ثم نُتهم بأننا وراء
الحريق .
الساحرة تخرج مسرعة ،
تدخل الأميرة والمربية
الأميرة : هذا الطوق عزيز عليّ ، إنه هدية من
جدتي ، ولا أريد أن أفقده .
المربية : لديك عشرات الأطواق ، وكلها نادرة
وثمينة .
الأميرة : " تبحث عن الطوق " لا يوجد أثمن
من هذا الطوق ..
المربية : " تقف جامدة " مولاتي .
يدخل اللص ، ويقف
محدقاً في الأميرة
اللص : إلا أنتِ .
الأميرة : " تلتفت إليه " ....
اللص : نعم ، أنتِ أثمن منه ، وأثمن من أي
طوق في العالم .
الأميرة : " تنظر إلى المربية " ....
المربية : " بصوت مرتعش " لص .
الأميرة : لص !
المربية : " تهز رأسها منهارة " ....
الأميرة : لنعطه ما يريد ، وينتهي الأمر .
المربية : ليت الأمر بهذه السهولة ، سأحاول
التفاهم معه " تقترب منه " سيدي .
اللص : " ينهرها " ابتعدي .
المربية : " تتوقف مترددة " أنت ، يا سيدي ،
رجل شهم ..
اللص : " يقاطعها " كلا ، أنا لص " يمد يده
إلى سيفه " ابتعدي وإلا ..
المربية : " تبتعد مرعوبة " لا ، لا ، سأبتعد يا
سيدي ، سأبتعد .
الأميرة : دعها وشأنها .
اللص : لتبقَ بعيداً ، هذا كل ما أريده منها .
الأميرة : " للمربية " ابقي في مكانك .
المربية : إنني خائفة عليك ، يا مولاتي ، إنه .. إنه
لص .
الأميرة : لا عليك ، سأحاول أنا التفاهم معه .
المربية : حاولي ، يا أميرتي ، حاولي ، وإن كنتُ
لا ..
الأميرة : " تشير لها أن تسكت " ....
المربية : حسن ، سأسكت ، سكت .
الأميرة : " للص " تفضل ، أنت كما قلت ،
لص , ماذا تريد ؟
اللص : " ينظر إليها مبتسماً " ....
الأميرة : " تشير إلى يديها " أسورة ؟
اللص : لا .
الأميرة : " تشير إلى خاتم في إصبعها " هذا
الخاتم ؟
اللص : لا ، لا .
الأميرة : " تشير إلى القلادة " لابد أنك إذن تريد
هذه القلادة النادرة .
اللص : لا ، لا ، لا .
الأميرة : عجباً ، ماذا تريد إذن ؟
اللص : أريدك أنت .
الأميرة : أنا !
اللص : نعم ، أنتِ ، ولا أحد غيرك .
المربية : " منفعلة " أنت مجنون أيها ..
الأميرة : " تقاطعها " مهلاً .
المربية : أميرتي !
الأميرة : دعيني أفهم بالضبط ما يريده " تنظر
إلى اللص " تفضل .
اللص : ما أريده واضح ، أنا لا أريد الأساور ،
ولا الخاتم ، ولا القلادة ، بل أريدك
أنتِ .
الأميرة : يا للجنون .
المربية : أفق ، إنها الأميرة ، وأبوها ملك هذه
البلاد كلها .
اللص : أعرف ، ولهذا بالذات أريدها .
المربية : سيمزقك الملك ، ويقدمك طعاماً لكلابه ،
إذا مسست شعرة منها ، أو آذيتها ، أو ..
اللص : اطمئني ، لن أمس شعرة منها ، أو
أوذيها ، بل سأحرص على أن تبقى
هكذا ، فثمنها في هذه الحالة ، سيكون ما
أحلم به .
الأميرة : أيها المجنون ، أنت تهذي ، فحرسي
على مسافة قريبة مني ، ويكفي أن
أناديهم ، حتى يأتوا ويمزقوك .
اللص : " يبتسم " أنت تعرفين ، وأنا أعرف ،
أنك وحيدة هنا مع مربيتك .
المربية : " تنهنه باكية " يا ويلي .
اللص : " يقترب من المربية " كفي عن
البكاء، هذا لا يجديكم .
المربية : " تكفكف دموعها خائفة " ....
اللص : اذهبي إلى الملك ، وقولي له ، إنّ ابنته
الأميرة ، رهينة عندي ..
المربية : رهينة !
اللص : وإني لن أطلق سراحها ، إلا إذا دفع فدية
" ينظر إلى الأميرة " تعادل ثمنها عند
جلالته .
الأميرة : لن يدفع لك أبي قطعة نقد واحدة ، فهو
لا يتعامل مع أمثالك من اللصوص .
اللص : بل سيدفع لي نصف مملكته إذا أردتُ ،
وإلا فلن يرى حبيبته الأميرة مرة ثانية .
المربية : " تثور ثائرتها " ماذا ! " تنقض
عليه" أيها المجرم ، اللعين ، سأ ..
اللص : " يصفعها بقوة " ....
المربية : " تتهاوى متوجعة على الأرض " آآ
..ي
الأميرة : " تصيح " النجدة .
اللص : " يندفع نحوها " صه .
الأميرة : " تهرب منه " النجدة .. النجدة .
اللص : " يلاحقها " صه ، لن يسمعك أحد .
الأميرة : النجدة ..
اللص : " يمسك لها ، ويحاول أن يضع يده
فوق فمها " ....
الساحرة : " تطل برأسها " ....
الأميرة : النجدة .. النجدة .
اللص : كفى " يكمم فمها بيده " لن ينقذك أحد
مني ، فأنا ..
الساحرة : بل هناك من سينقذها .
اللص : " يتلفت حوله " ....
الساحرة : أسمعت ؟ نعم ، ها هو قادم .
الساحرة تختفي ، يدخل
الفارس ، ويواجه اللص
الفارس : هي ، أنت .
اللص : " يلتفت إليه " ....
الفارس : دع هذه الفتاة وشأنها .
اللص : من ؟ فارس الأحلام ؟"يضحك " دعني
أضحك .
الفارس : دعها فوراً وإلا لن تضحك مرة أخرى .
اللص : " يكف عن الضحك " أنصحك أن
تبتعد، قبل أن أرقدك بزيك المزركش
هذا إلى الأبد .
الفارس : " يشهر سيفه " سأريك من سيرقد إلى
الأبد ، تعال أيها اللص .
اللص : " يدفع الأميرة إلى جانب المربية "
أبقي هنا ريثما ألقن هذا المزركش
درساً لم يلقنه إياه أحد حتى الآن .
المربية : " تحضن الأميرة " بنيتي ، بنيتي .
الأميرة : " تنظر إلى الفارس " لم أرَ هذا
الفارس من قبل .
المربية : أنا أيضاً لم أره .
الأميرة : ترى من يكون ؟
المربية : من يدري ، لعل الآلهة أرسلته لإنقاذنا .
الساحرة : " : تطل برأسها " ليس الآلهة ، بل ..
الأميرة : " تتلفت " ....
الساحرة : " وهي تسحب رأسها " فلأنسحب
الآن.
اللص :" يحوم حول الفارس وقد أشهر سيفه"
يبدو أنك مصرّ على الرقاد اليوم .
الأمير : بل مصرّ على إرقادك الآن وإلى الأبد .
اللص : " يباغته بضربة قوية " خذ هذه ،
وأغمض عينيك الخائفتين .
الأمير : " يصد الضربة " أنت لص ، وعيناي
لا تخافان من لص مثلك " يوجه إليه
ضربة قوية " خذ هذه ، وارقد كما
عشت ، مجرد لص .
اللص : " يتقهقر أمام الضربة " عليّ أن
أعترف ، أنّ المبارزة معك لها لذتها ،
فأنت على ما يبدو لست مجرد فارس
مزركش للزينة والاستعراض " يوجه
إليه ضربات متتالية " خذ .. خذ .. خذ.
الفارس : " يصمد أمام الضربات بيسر "
هذه الصبيانيات كلها لن تجديك
،فنهايتك محتومة " ينقض عليه
بضربات قوية متتالية " خذها مني ،
فأنت أول لص سألوث سيفي به .
اللص : " يحاول عبثاً أن يتماسك " آآآ .
الفارس : " يضربه بقوة فيتهاوى على الأرض ،
ويسقط السيف من يده " ....
اللص : " يحدق فيه " ....
الفارس : " يضع السيف على عنقه " ....
المربية : أقتله .
الأميرة : " تسرع إلى الفارس " أيها الفارس .
الفارس : ما رأيك ؟
الأميرة : " مترددة " الرأي رأيك .
الفارس : أنت لا تريدين قتله .
الأميرة : " تبقى صامتة " ....
الفارس : وكذلك أنا .
الأميرة : " تتنفس الصعداء " ....
الفارس : " للص " انهض .
اللص : أقتلني .
الفارس : لم أشأ أن أقتلك ، ولن أقتلك ، هيا
انهض .
اللص : " ينهض ويقف محدقاً في الفارس "
....
الفارس : خذ سيفك ، وامض ِ .
اللص : " يأخذ سيفه ، ويعيده إلى غمده " ....
الفارس : اذهب بسلام .
اللص يخرج ، يبقى
الفارس والأميرة والمربية
الأميرة : أشكرك .
الفارس : عفواً ، هذا واجبي .
الأميرة : إنني مرتاحة لأنك لم تقتل ذلك اللص .
الفارس : وأنا أيضاً مرتاح ، لأنه لم يجبرني على
قتله .
الأميرة : لو قتلته لشعرت بالذنب طول حياتي .
المربية : لكنه لص .
الأميرة : ليكن .
المربية : وقد عرض حياتك للخطر .
الأميرة : ها إني بخير ، لم يصبني أي مكروه .
الفارس : مهما يكن ، فالخطر زال ، وإن كان من
الأفضل لو لم تأتيا إلى هنا .
المربية : هذا ما قلته وكررته مرات ، دون
جدوى .
الأميرة : لم نرَ اللص في المرة الأولى ، وإن
رأيناه في المرة الثانية ، عندما عدنا
نبحث عن حلية ثمينة ، فقتها في هذا
المكان .
الفارس : ماذا فقدت ؟ طوقاً ؟
الأميرة : نعم ، طوقاً أهدته لي جدتي " تنظر إليه
" كيف عرفت ؟
الفارس : " يريها الطوق " ....
الأميرة : " فرحة " إنه هو .
الفارس : لقد وجدته هنا .
الأميرة : " تمد يدها إلى الطوق " ....
الفارس : " يبعد الطوق " لا ، أنا وجدته .
الأميرة : " تصمت مبتسمة " ....
الفارس : لو كان لي حقاً لما أهديته إلا لك .
الأميرة : " تتسع ابتسامتها " إنه لك .
الفارس : " يقدمه لها " اقبليه إذن هدية مني .
الأميرة : " تأخذه ضاحكة " شكراً .
المربية : الشمس تكاد تغرب ، يا ..
الأميرة : " تقاطعها " نعم " تتأهب للخروج "
سنذهب " للفارس "شكراً مرة أخرى
" للمربية " هيا .
الفارس : مهلاً ، الوقت متأخر ، فلأرافقكما .
الأميرة : لا ، شكراً ، المكان قريب " للمربية
وهي تخرج " هيا أسرعي ، هيا .
المربي :" تهمس للفارس وهي تلحق بالأميرة"
لو تعرف من أنقذت " تخرج "
الفارس : ترى من تكون ؟ " يتلفت حوله " لتك
من تكون" يفكر " يا للآلهة ، يبدو أنها
هي العندليب ، الذي جذبني إلى هذا
المكان أول مرة ، أهذا ممكن ؟ من
يدري " يسمع حمحمة الحصان " ها
هو يناديني ثانية ، لقد تأخرت هذه
المرة، فلأذهب .
الفارس يخرج مسرعاً ،
وعندها تظهر الساحرة
الساحرة : ما أشجع هذا الفارس ، وما أطيب قلبه ،
آه من فارسي ، كان كهذا الفارس
شجاعاً ، لكن قلبه .. ، آه من قلبه
الخائن، الغادر " تصمت " لقد كبرت،
وأصابني الملل ، و .. " تفكر " من
يدري ، لعل على يدي هذا الفارس
يكون خلاصي .
الساحرة تقف جامدة ،
هدوء وصمت تامين
إظلام
المشهد الثاني
شرفة القصر ، أشجار
ليل ، الملكة والمربية
الملكة : " تمسك بيد المربية " تعالي ، تعالي
هنا .
المربية : " خائفة " مولاتي .
الملكة : الويل لك أيتها الخرفة .
المربية : صدقيني ، يا مولاتي ، لا ذنب لي في
ما جرى .
الملكة : أنت مربية الأميرة ، وعليك أن تكوني
جديرة بهذه المكانة .
المربية : مولاتي ، إنني كما تعرفين ، أرافقها
وأخدمها بعينيّ ، ليل نهار .
الملكة : لقد جعلتها تتأخر ، بعيداً عن القصر ،
حتى غروب الشمس ، بل وعرضتها
للص كاد يفتك بها .
المربية : لقد رجوتها مراراً ، يا مولاتي ، أن لا
تتوغل في الغابة ، وأن نعود مبكراً
، لكنها كما تعرفين ، يا مولاتي ، إذا
أصرت على أمر لا يثنيها عنه أحد .
الملكة : ماذا لو عرف الملك بما جرى ؟أخبريني
ماذا لو عرف ؟
المربية : " خائفة " لا ، لا يا مولاتي ، لو عرف
الملك ، فإنه قد يؤنب الأميرة ، لكنه
سيأمر بقتلي .
الملكة : " تنظر إلى الخارج " صه ، ها هو
الملك قادم .
المربية : مولاتي .
الملكة : حسابك عندي في ما بعد ، اذهبي الآن .
المربية : " تهم بالذهاب " أمر مولاتي .
الملكة : مهلاً .
المربية : " تتوقف " مولاتي .
الملكة : أريدك أن تلازمي الأميرة كظلها ، لا
تدعيها تغيب عنك لحظة واحدة "
تدفعها " اذهبي .
المربية : " تخرج مسرعة " ....
الملكة : لقد شاخت هذه المربية ، وعليّ أن
أستبدلها بمربية أخرى ، أكثر وعياً
ونشاطاً منها .
يدخل الملك متعباً ،
ويتجه إلى الملكة
الملكة : " معاتبة " مولاي .
الملك : الجو في هذه الشرفة أفضل من الداخل ،
رغم بعض البرد ، فلنبقَ هنا حتى
تجهز الوليمة .
الملكة : منذ فترة طويلة ، وأنت تستعجلني ، وها
أنت تتأخر كلّ هذا الوقت .
الملك : ماذا أفعل ، يا عزيزتي ؟ أنت تعرفين
وزيري .
الملكة : علينا أن نفعل شيئاً ، فنحن محاطون
بمجموعة من الشيوخ المتعبين .
الملك : هذا حق ، وإن كنت أنا نفسي شيخاً
متعباً .
الملكة : لا تقل هذا ، يا مولاي ، أنت ملك .
الملك : لقد فقدت هذه المهنة بريقها عندي ، منذ
فترة ليست قصيرة .
الملكة : " معاتبة " مولاي .
الملك : صدقيني ..
الملكة : " تقاطعه " لتبقَ في شأن اليوم ،
الرسول .
الملك : سيأتي برفقته الوزير ، بعد قليل ، وقد
أمرت الحارس ، أن يحضرهما إلى هنا .
الملكة : يقال ، يا مولاي ، أنّ الرسول فارس
شاب .
الملك : هذا ما قاله لي أيضاً وزيري .
الملكة : أخشى أن يكون حضور هذا الرسول ،
بحد ذاته ، رسالة .
الملك : لن نستبق الأمور ، لنره أولاً ، ونرَ
رسالته .
الملكة : في هذه الحالة ، علينا أن نردّ على
رسالته برسالة مماثلة .
الملك : علينا أن نعترف بالأمر الواقع ، إننا
الآن لسنا في أفضل حالاتنا ، ثم إنني
متعب ، متعب جداً .
الملكة : أرجوك ، يا مولاي ، إذا قلت هذا لي ،
فيجب أن لا تقوله للآخرين ، وبخاصة
للرسول الشاب .
الملك : صدقيني ، لو أنّ لي ولداً بدل هذه
البنت، لأعطيته العرش ، وارتحت في
أيامي الأخيرة .
الملكة : أنت تتحدث وكأنك في الستين من
عمرك .
الملك : " يضحك " إنني في الستين فعلاً، وهذا
ما لا تريدين تصوره .
الملكة : " تغالب ابتسامتها " كفى ، كفى .
الملك : " ينصت " هذه خطوات وزيري ، إنه
الوحيد الذي يشعرني بأني مازلت شاباً .
الحارس : " يدخل " مولاي .
الملك : دع الوزير والضيف يدخلان .
الحارس : أمر مولاي " يخرج "
يدخل الوزير ماشياً
ببطء ، وبرفقته الفارس
الوزير :" للملك " مولاي " مشيراً إلى
الفارس " رسول جلالة ملك بلاد
الجبال .
الفارس : " ينحني للملك " مولاي .
الملك : أهلاً ومرحباً بك في مملكتنا .
الفارس : أشكرك ، يا مولاي " ينحني للملكة "
مولاتي .
الملكة : أهلاً بك .
الفارس : أشكرك ، يا مولاتي " للملك " يشرفني
أن أنقل تحيات وأطيب تمنيات جلالة
الملك .
الملك : شكراً ، أرجو أن يكون جلالته بخير .
الفارس : جلالته بخير مادمتم بخير ، وما دامت
مملكتكم بخير .
الملكة : " تهمس للملك " مولاي .
الملك : نعم .
الملكة : عن إذنكم ، لابد أن أشرف على الوليمة
بنفسي .
الملك : تفضلي .
الملكة : " توميء للفارس " ....
الفارس : " ينحني لها " مولاتي .
الملكة : " تخرج " ....
الوزير : مولاي .
الملك : " ينظر إليه " ....
الوزير : تسلمتُ رسالة جلالة الملك وسأقدمها لكم
عندما تشاءون .
الملك : جئني بها غداً ، فعلينا الليلة أن نحتفي
بضيفنا ، رسول الملك .
الوزير : الأمر لك ، يا مولاي " ينحني " عن
إذنك ، لابد أن ألتقي بقائد الحرس .
الملك : تفضل .
الوزير : " يتجه إلى الخارج " ....
الملك : مهلاً ، مهلاً .
الوزير : " يتوقف " مولاي .
الملك : " يتجه نحوه " لدي ما أحدثك فيه
للحظات .
الوزير : تفضل ، يا مولاي .
الملك : دعنا ندخل القصر " للفارس " ابقَ هنا
إذا أردت .
الفارس : سأبقى ، يا مولاي .
الملك : لن أتأخر " يقود الوزير إلى الخارج "
سأعود بعد قليل " يخرجان "
الفارس : " ينظر إلى أشجار الحديقة " هذه
الحديقة جميلة ، وإن كانت حدائقنا
أجمل" يطل القمر من فوق الأشجار"
آه القمر ، ترى أهو نفس القمر ، الذي
يطل فوق أشجار حدائقنا أم .. ؟
يصمت عندما يسمع
غناء عذباً خافتاً
الأميرة : " يأتي غناؤها من الخارج عن جمال
الحب الأول " ....
الفارس : " وقد انتهت الأغنية " يا للعجب ، إنه
العندليب نفسه ، الذي سمعته عند
النبع ، ترى أهو جميل كجمال
صوته ، أم ..
تدخل الأميرة ، وتتوقف
مذهولة أمام الفارس
الأميرة : أنت !
الفارس : أنتِ !
الأميرة : ما الذي تظن أنك تريده من تواجدك
هنا ؟
الفارس : إنني ..
الأميرة : " تقاطعه " من الأفضل ، أن تغادر هذا
المكان ، قبل أن يراك أحد .
الفارس : هذا ما أنصحك به ، إلا إذا كنتِ ..
الأميرة : إنني ..
المربية : " تقبل مهرولة " ....
الفارس : جاءت ..
المربية : مولاتي الأميرة .
الفارس : الأميرة !
الأميرة : نعم .
المربية : " تحملق مذهولة في الفارس " ....
الأميرة : ما الأمر ؟ تكلمي .
المربية : عفواً " تنظر إلى الأميرة " مولاتي
الملكة " تحملق ثانية في الفارس "
الأمير : ماذا دهاك ؟ هيا تكلمي .
المربية : تريدك .
الأميرة : امض ِ أنتِ ، سأذهب إليها في الحال .
المربية : " محملقة في الفارس " أمر مولاتي .
الأميرة : " تزجرها " امضي .
المربية : " تخرج مهرولة " ....
الفارس : أنتِ إذن .. ؟
الأميرة : كما رأيت ، أنا الأميرة .
الفارس : يا للآلهة ، هذا ما لم يخطر لي على بال.
الأميرة : لا عليك ، قد يأتي أبي الملك في أية
لحظة " تأخذه جانباً " ليتك تغادر هذا
المكان .
الفارس : " يتوقف " مولاتي .
الأميرة : أشكرك لإنقاذي ، هذا أمر لن أنساه مدى
الحياة " تدفعه برفق نحو الخارج "
لكن ..
الفارس : مهلاً ، يا مولاتي ، مهلاً .
الأميرة : لا أريد أن يعرف أبي بما جرى عند
النبع ، وإلا حرمني من الخروج ثانية
من القصر .
الفارس : " يتوقف " اطمئني ، يا أميرتي ، لن
يعرف .
الأميرة : اذهب الآن إذن ، وسأرسل مربيتي إليك
غداً ..
الفارس : جاء الملك .
الأميرة : يا ويلي .
الملك : " يدخل هاتفاً " بنيتي .
الأميرة : " بصوت خافت " كيف سأبرر لأبي
وجودك هنا ؟ كيف ؟
الفارس : " يرفع كتفيه " ....
الأميرة : أبتي " تشير إلى الفارس " هذا ..
الملك : " مبتسماً " ضيفنا ، يبدو أنك عرفته.
الأميرة : " تنظر حائرة إلى الفارس " ....
الملك : إنه الرسول .
الأميرة : الرسول ! آه ، طبعاً ، الرسول .
الملك : رسول جلالة ملك ، وسيبقى في
ضيافتنا عدة أيام .
الأميرة : أهلاً " تنظر إلى الفارس " أهلاً بك .
الفارس : أشكرك ، يا أميرتي .
الملك : عليك منذ الغد ، أن تريه أنّ مملكتنا لا
تقل جمالاً وتقدماً عن مملكتهم .
الأميرة : سمعاً وطاعة ، يا أبتي .
المربية : " تدخل " مولاتي .
الأميرة : " تلتفت إليها " نعم .
المربية : جلالة الملكة .
الملك : " يبتسم للأميرة " اذهبي ، لعلها
بحاجة إليك .
الأميرة : " ترمق الفارس بنظرة خاطفة " ابقَ
هنا ، يا أبتي ، حتى أعود .
الملك : سنبقى ، اذهبي ، الملكة تنتظرك .
الأميرة والمربية تخرجان ،
الملك والفارس وحدهما
الملك : لو تعرف كم أحب هذه البنية " يصمت
" لا أدري ، أهو من حسن الحظ أم
لا ، إنها فتاة .
الفارس : لا شك ، يا مولاي ، أنه من حسن الحظ.
الملك : " ينظر إليه " ....
الفارس : فأنت تحبها كثيراً .
الملك : هذا صحيح ، ولا أطيق الحياة بدونها ،
والويل لمن يحاول أن يلمس شعرة
منها .
الفارس : " يلوذ بالصمت " ....
الملك : أخبرني .
الفارس : مولاي .
الملك : علمتُ أن جلالة الملك ، قد تزوج مرة
أخرى في العام الماضي .
الفارس : نعم ، يا مولاي .
الملك : أظن أنّ هذه الزوجة هي الرابعة .
الفارس : بل الخامسة ، يا مولاي .
الملك : آمل أن لا تكون هذه الزوجة الجديدة
مثل زوجاته الأخريات .
الفارس : إنها للأسف مثلهن ، يا مولاي .
الملك : هذا أمر مؤسف ، الملك إنسان طيب ،
يستحق أن تكون له ذرية تحمل اسمه .
الفارس : إنها مشيئة الآلهة ، يا مولاي .
الملك : نعم ، مشيئة الآلهة ، ولا رادّ لهذه
المشيئة ؟
الفارس : " يلوذ بالصمت " ....
الملك : " يحدق في الفارس " أنت شاب في
مقتبل العمر ، لابدّ أنك قريب إلى
الملك ، ليوكل إليك مثل هذه المهمة .
الفارس : إنني يا مولاي ، ابن أخ جلالة الملك .
الملك : آه ، فهمت .
الفارس : كان أبي فارساً شجاعاً، وقائداً للجيش ،
وقد قتل في إحدى المعارك ، دفاعاً
عن الوطن .
الملك : وأنت على ما يبدو ، فارس شجاع
كأبيك.
الفارس : هذا ما يقوله أيضاً عمي ، جلالة الملك ،
يا مولاي .
الملك : أهلاً بك في مملكتنا ، وأرجو أن تكون
وفادتك بشير خير لعلاقة أخوية
وطيدة ، بين بلدينا .
الفارس : هذا ما نرجوه ، ويرجوه أيضاً جلالة
الملك ، فمملكتانا متجاورتين ، بل
تنتميان إلى أصل عريق واحد .
الملك : " يهمهم بإعجاب " هم م م م .
الأميرة : " تدخل مسرعة " أبتي .
الملك : " يضحك " الأميرة .
الفارس : " يبتسم " ....
الأميرة : " تنظر إلى الفارس " ها قد حضرت .
الملك : أهلاً بك .
الأميرة : الجو هنا جميل .
الملك : " يبتسم " ....
الفارس : نعم ، جميل جداً .
الملك : ربما عليّ أن أنسحب .
الأميرة : " ترمق الفارس بنظرة خاطفة " ....
الفارس : " يلوذ بالصمت " ....
الملك : لا مكان للشيوخ ، على ما يبدو ، وسط
الشباب .
الأميرة : أبتي .
الملك : إنني متعب أ يا بنيتي ، وعليّ أن أتهيأ
للوليمة " يتجه إلى الخارج " تعالا
حالما نرسل إليكما المربية .
الأميرة : نعم ، يا أبتي .
الملك يخرج ، الأميرة
والفارس يبقيان وحدهما
الأميرة : " تنظر إلى القمر " آه ما أجمل هذا
القمر .
الفارس : " ينظر بدوره إلى القمر " أنت محقة ،
يا أميرتي ، إنه فعلاً قمر جميل .
الأميرة : لا أظنّ ، أنّ في العالم كله ، قمر في
جماله .
الفارس : أنت محقة في هذا أيضاً ، إلا ..
الأميرة : " تلتفت إليه " ....
الفارس : قمر مملكتنا .
الأميرة : هذا مستحيل .
الفارس : تعالي مرة عندنا ، واحكمي بنفسك .
الأميرة : قد آتي يوماً ، نعم ، لماذا لا .
الفارس : هذا ما أتمناه .
الأميرة : على الأقل لأرى قمركم ، الذي تتحدث
عنه .
الفارس : تعالي ، وستحبينه ، ومن يدري ، فقد
تبقين في مملكتنا ، إنّ لقمرنا سحراً
شديداً .
الأميرة : " تهز رأسها " لا ، لا أعتقد ، فمن
الصعب أن أتصورني بعيدة عن هذا
القمر .
الفارس : تعالي ، وجربي .
الفارس : قبل أن أصل غابتكم ، كنت أتصور أنّ
أجمل العنادل صوتاً هي عنادلنا ، لكني
اكتشفت أنني مخطئ ، عندما سمعت
صوتك .
الأميرة : هذا مديح ، أرجو أن أستحقه .
الفارس : ما جذبني إلى ذلك المكان الساحر ، في
الحقيقة ، هو سحر صوتك .
الأميرة : " تبتسم فرح محرجة " ....
الفارس : لو تعرفين كم أتمنى ، أن أسمع اللحظة،
صوت ذلك العندليب الساحر مرة
أخرى .
المربية : " تصيح من الخارج " مولاتي .
الفارس : هذا الصوت ليس صوت عندليب .
الأميرة : " تكتم ضحكتها " ....
المربية : " تدخل " مولاتي .
الأميرة : نعم .
المربية : " تشير إلى الداخل " تفضلا .
الأميرة : الوليمة " تنظر إلى الفارس " أنت
ضيفنا ، تفضل .
الفارس : " ينظر إلى القمر " ....
الأميرة : هيا القمر سيبقى في انتظارنا .
الفارس : " ينظر إليها مبتسماً " ....
الأميرة : إنهم ينتظروننا ، هيا .
الفارس : هيا ، يا أميرتي .
الفارس والأميرة يخرجان،
المربية تخرج وراءهما
إظلام
المشهد الثالث
منظر المشهد الأول
نفسه ، يدخ اللص
اللص : آه ماذا يجري ؟ لم أعد أنا .. أنا ، منذ أن
التقيت بذلك الفارس ، ليتني لم ألتقِ به
" يصمت " لا ، ليتني التقيت به منذ
وقت طويل " يهز برأسه " لا ، لا ، يا
للحيرة .
تدخل الساحرة ، اللص
ينظر إليها متضايقاً
اللص : يا للآلهة ، أنت مرة أخرى ؟
الساحرة : نعم ، أنا في إثرك دائماً .
اللص : إنني أعرف ما تريديه ، زاوليه .
الساحرة : كلا ، أنت لا تعرف .
اللص : إنك تريدين مزاولة هوايتك الأثيرة ،
وهي مسخ الآخرين .
الساحرة : لقد مللت هذه الهواية ..
اللص : امسخيني .
الساحرة : كما مللت أنت كونك لصاً .
اللص : إنني لص ، عشت لصاً ، وسأموت
لصاً.
الساحرة : عشت لصاً حتى التقيت بذلك الفارس .
اللص : آه من ذلك الفارس ، امسخيني .
الساحرة : أنت شجاع .
اللص : كنت شجاعاً .
الساحرة : وما زلت ، وستبقى .
اللص : لقد تغيرتِ ، لم تعودي تلك الساحرة
المتوقدة التي أعرفها .
الساحرة : نعم ، تغيرتُ ، لكن عقلي ، على العكس
من عقلك ، ما زال متوقداً .
اللص : امسخيني .
الساحرة : " ضاحكة " ماذا أمسخك ؟
اللص : أي شيء ترينه مناسباً لي .
الساحرة : " تدور حوله " نسراً ؟ عقاباً ؟ نمراً ،
نعم نمراً ، فهو لص قوي ، وشجاع ،
مثلك ، أم ضبع ؟
اللص : " يقطب منزعجاً " ....
الساحرة : كلا ، لست ضبعاً ، ولم تكن ضبعاً "
تتوقف " ولهذا اخترتك .
اللص : اخترتني ؟
الساحرة : نعم ، ستكون عوني لتحقيق أهمّ وآخر
ما أريده .
اللص : " غاضباً " إنني اللص " يمد يده إلى
سيفه " ولن أدعك تلعبين بي .
الساحرة : ارفع يدك ، لا فائدة لسيفك معي .
اللص : ابتعدي عني .
الساحرة : لن أرافقك ، منذ الآن ، لحظة واحدة ،
حتى أحقق ما أريده .
اللص : هيهات .
الساحرة : سترى " تنصت مبتسمة " ها هي
الأميرة قادمة .
اللص : الأميرة !
الساحرة : لو كنت اللص ، الذي عرفته ، لطرت
فرحاً لقدومها .
اللص : " يتلفت متردداً " ....
الساحرة : " تبتسم " ليست وحدها .
اللص : " ينظر إليها " ....
الساحرة : معها الفارس .
اللص : " يتجه إلى الخارج " هذا أفضل .
الساحرة : أنت اللص ، لا تهرب .
اللص : إنني لا أهرب ، وإنما لا أريد أن أكون
وإياك في مكان واحد .
الساحرة : لن تفلت مني ، سأكون حيثما تكون ،
وسأحقق بك ما أريد .
اللص : " وهو يخرج " تباً لك .
الساحرة : هاهي الأميرة والفارس قادمان ،
فلأختف ولأكن موجودة في الوقت
ذاته ، فأنا لا أريد أن يغيب هذا الفارس
عن نظري لحظة واحدة .
الساحرة تخرج مسرعة ،
يدخل الفارس والأميرة
الفارس : يا للروعة ، هذا هو الفردوس ، الذي
التقينا فيه للمرة الأولى .
الأميرة : إنه فردوس ساحر ، لا أظن أن هناك ما
يماثله " ترمقه بنظرة خاطفة " حتى
في مملكتكم .
الفارس : " يبتسم "هذا حق ،فهو الفردوس الذي
سمعت فيه غناء العندليب .
الأميرة : " تنظر إليه " ....
الفارس : ليتني أسمع غناءه ، في هذا الفردوس ،
مرة أخرى .
الأميرة : ذلك العندليب ، لم تسمعه مباشرة ، وإنما
سمعته من وراء الأشجار .
الفارس : هذه هي الأشجار نفسها ، فليسمعني
صوته .
الأميرة : كما تشاء ، ستسمعه .
الساحرة : " تطل برأسها " ....
الأميرة : " تشهق متلهفة " آ .
الفارس : ما الأمر ؟
الأميرة : أظنها الساحرة .
الفارس : الساحرة ! لا تخافي .
الأميرة : إنني أخاف الآن أكثر من أي وقت آخر.
الفارس : لكني معك .
الأميرة : " تتشبث به " أخاف أن تأخذني منك .
الفارس : لن يأخذك مني أحد .
الأميرة : وأخاف أن تأخذك مني .
الفارس : إنني لك ، لك وحدك ، اطمئني .
الأميرة : " تنظر إليه مبتسمة " أنا مطمئنة .
الفارس : " مبتسماً " والعندليب !
الأميرة : سيغني حالاً .
الساحرة : تمهلي ، سأريك أولاً ما ستكونينه .
الأميرة : " تتوقف مترددة " ....
الفارس : هيا يا أميرتي ، إنني متشوق إلى غناء
العندليب .
تندفع غزالة نحوهما
من بين الأشجار
الفارس : أنظري ، هذه غزالة .
الأميرة : يا للعجب ، إنها تقبل نحونا دون خوف .
الفارس : لعلها مطمئنة إلينا .
الأميرة : أو ربما هاربة من ذئب يريد افتراسها .
الفارس : لو كنت هاربة من ذئب ، لبدت خائفة .
الأميرة : هذا حق " تحضنها " أنظر إلى عينيها.
الفارس : " ينظر إليها " ما أجملهما ، إنهما
تشبهان عينيك .
الأميرة : " فرحة " حقاً ؟
الفارس : نعم ، أنظري إليهما ، أنظري جيداً ،
إنهما صورة من عينيك .
الأميرة : إنني سعيدة لأنك تراني هكذا .
الفارس : أنت هكذا فعلاً ، بل وأكثر .
الأميرة : ما الأمر ؟ " الغزالة تحاول التملص
منها " ماذا دهاها ؟ إنها تتملص مني .
الفارس : دعيها لنرى ماذا تفعل .
الأميرة : " الأميرة تترك الغزالة ، فتسرع إلى
الخارج " يا للعجب ، كأن أحدهم
أرسلها إلينا ، ثم أمرها بمغادرتنا ، أهي
الساحرة ؟
الفارس : هذا وهم يا عزيزتي ، إنها مجرد غزالة.
الأميرة : من يدري .
الفارس : "يصغي إلى زقزقة عصفور " أصغي،
العندليب .
الأميرة : لا " تبتسم " إنه عصفور .
الفارس : أعرف ، أريد عندليبي .
الأميرة : " تتلفت حولها " ....
الفارس : لقد وعدتني .
الأميرة : ومهما يكن ، أنا عند وعدي .
الفارس : هيا إذن يا عندليبي ، كلي آذان صاغية .
الأميرة : من خلف الأشجار .
الفارس : كما سمعتك لأول مرة .
الأميرة : " تتجه نحو الأشجار " اسمعني إذن
مرة أخرى .
الفارس : سأسمعك حتى النهاية .
الأميرة تختفي خلف
الأشجار ، الفارس ينتظر
الفارس : هيا يا عندليبي ، غنّ ، إنني أصغي .
الأميرة : سأغني ، هذه أغنية جديدة ، أرجو أن
تعجبك .
الفارس : ستعجبني ما دامت منك .
الأميرة : " تغني عن الحب والأمل والخوف من
المجهول " ....
الفارس : " يتمتم " لا تخافي ، إنني إلى جانبك ،
وسأبقى إلى جانبك .
الأميرة : " تستمر في الغناء ، وفجأة تصيح "
آآآآآ .
الفارس : ما الأمر !
الأميرة : " تصمت " ....
الفارس : ماذا جرى ؟ " يناديها " أيتها الأميرة .
الأميرة : " لا تجيب " ....
الفارس : " يصيح " أيتها الأميرة .
الأميرة : " لا تجيب " ....
الفارس : يا للآلهة" يتجه إلى الخارج "لأنظر ما
الذي جرى .
تدخل غزالة ، وتتوقف
أمامه ، وترفع رأسها إليه
الفارس : الغزالة ثانية ، عجباً إنها تقطع عليّ
الطريق " يهتف " أيتها الأميرة .
الغزالة : " تلمسه برأسها " ....
الفارس : " ينظر إلى الغزالة " آه عيناها
دامعتان ، ترى أهي نفس الغزالة أم .. ؟
من يدري " يصيح " أيتها الأميرة ،
ردي عليّ .
الأميرة : " لا ترد " ....
الفارس :فلأذهب " يسرع نحو الخارج " وأرَ ما
الذي أصابها .
الفارس يخرج ، تدخل
الساحرة ، وتشير للغزالة
الساحرة : تعالي .
الغزالة : " تتراجع خائفة " ....
الساحرة : تعالي ، فأنت منذ الآن لي .
الغزالة : " تتراجع خائفة " ....
الفارس : " من الخارج " أيتها الأميرة .
الغزالة : " ترفع رأسها " ....
الفارس :" من الخارج " أيتها الأميرة ، أجيبيني.
الغزالة : " تتجه نحو مصدر الصوت " ....
الساحرة : " تسرع وتمسك بها " مهلاً ، سيبحث
عنك ، وسيجدك ، لكن ..
الفارس : " من مكان قريب " أيتها الأميرة .
الغزالة : " تحاول التملص من الساحرة " ....
الساحرة : هاهو يعود ، دون أن يجد أثراً للأميرة ،
إنه لم يرها ، رغم أنها كانت أمامه "
تحمل الغزالة " هيا نمض ِ .
الفارس : " يدخل مضطرباً " عجباً ، أين اختفت
الأميرة ؟ ماذا جرى لها ؟ كانت تغني ،
كما يغني العندليب ، وفجأة صاحت ،
وكأن عُقاباً انقض عليه ، واختطفها "
يتلفت حوله " ماذا أقول لأبيها الملك ؟
وماذا أقول لأمها الملكة ؟ " يصمت "
أمر لا يصدق ، أهي تمزح ؟ نعم ،
ربما ، لكن هذا مستحيل ، ومستحيل
كذلك أن تختفي هكذا " يصمت "
فلأنادها ، لعلها تسمعني هذه المرة "
يصيح " أيتها الأميرة ، أيتها الأميرة ،
ردي عليّ حيثما تكوني ، أيتها الأميرة ،
ردي رجاء .
ينصت دون جدوى ،
تدخل المربية مضطربة
المربية : " بصوت باك " بنيتي .
الفارس : من ! " يلتفت إليها " المربية ؟
المربية : أين بنيتي ؟
الفارس : ماذا تفعلين هنا ؟
المربية : أين الأميرة ؟
الفارس : " حائراً " الأميرة ؟
المربية : أخبرني ، أين هي ؟ ماذا فعلت بها ؟
الفارس : ماذا تقولين ؟ أيعقل أني ألمس شعرة
منها .
المربية : كنا هنا ، ثم أخذت تغني خلف الأشجار،
وفجأة .. اختفت .
المربية : اختفت ً ماذا تقول ؟ إنها هي .
الفارس : " ينظر إليها مذهولاً " ....
المربية : يا ويلي" تدور نادبة "قلبي حدثني ، أنّ
هذا سيحدث ، فأسرعت وراءكما ، ما
إن خرجتما من القصر ، وعلمت أنكما
قادمان إلى هذا المكان ، وركضت
طول الطريق ، دون توقف ، فقد خفت
عليها من ..
الفارس : ممن ؟ ممن خفت عليها ؟ تكلمي .
المربية : الساحرة .
الفارس : الساحرة ! أية ساحرة ؟
المربية : الساحرة الشريرة .
الفارس : لا .
المربية : إنها هي ، لا أحد غيرها .
الفارس : لا ، لا .
المربية : هذا مكانها ، وطالما اختفت فتيات
شابات جئن إلى هنا .
الفارس : إنه اللص ، نعم اللص ، والويل له مني
لو تجرأ ، وأقدم على هذا الأمر ، لن
أرحمه هذه المرة .
المربية : والآن أخبرني ، ما العمل ؟
الفارس : لا عليك ، عودي أنت إلى القصر .
المربية : والأميرة ؟
الفارس : سأبحث عنها ، ولن أعود إلى القصر ،
حتى أجدها .
المربية : لن تعود إذن .
الفارس : سأجدها ، وأعود .
المربية : لن تعود ، ولن أرى الأميرة ثانية "
تنهنه باكية "
الفارس : اطمئني ، سترينها ، وفي أقرب وقت .
المربية : ما تأخذه هذه الساحرة الشريرة ، لا يراه
أحد مرة أخرى .
الفارس : سأبذل حياتي ، حتى آخر نفس منها ،
لكي أرى الأميرة ، وتريها أنت أيضاً ،
ويراها كذلك أبوها الملك وأمها الملكة .
المربية : " يرتفع بكاؤها " .....
الفارس : " يربت على كتفها "كفى بكاء ، عودي
إلى القصر ، ودعي الأمر لي ، هيا ،
عودي .
المربي : " تنظر إليه من خلال دموعها " ....
الفارس : أعرف كم هي عزيزة عليك ، وكذلك
على والديها ، وأنت تعرفين كم هي
عزيزة عليّ ، وماذا تعني بالنسبة لي .
المربية : " تهز رأسها " ....
الفارس : عودي إلى القصر ، ولن تريني إذا لم
تريها ، وستريها .
المربية : " تتجه إلى الخارج باكية " ....
الفارس : " يراقبها مشفقاً حتى تخرج " مسكينة
هذه المربية العجوز ، لتكن الآلهة
معها " بانفعال " ومعي أيضاً "
يصمت "الساحرة أم اللص ؟ أياً كان
المجرم " يمد يده إلى سيفه " فلن
أرحمه .
يدخل اللص ، الفارس
ينظر إليه غاضباً
الفارس : أنت ً
اللص : " يهز رأسه " ....
الفارس : أيها اللص اللعين .
اللص : عفواً يا مولاي ، لم أعد لصاً .
الفارس : لقد منحتك حياتك ، فأخذت مني حياتي .
اللص : حياتك التي تعنيها ، ثمينة عندي ، كما
هي ثمينة عندك .
الفارس : " يستل سيفه " لن أرحمك هذه المرة .
اللص : مولاي ، مهلاً ، أنت مخطىء .
الفارس : لو فكرت لحظة واحدة ، أن تمس شعرة
واحدة منها ، لمزقتك إرباً .
اللص : لن تجد الأميرة ، يا مولاي ، إذا
مزقتني.
الفارس : " يضع سيفه على عنق اللص " أين
هي ؟
اللص : أبعد سيفك عن عنقي أولاً ، يا مولاي .
الفارس : أين هي ؟ تكلم " يضغط بسيفه على
عنق اللص " وإلا قطعت رأسك .
اللص : دع رأسي الآن " يمد يده ويبعد السيف
برفق " إني أعرف من اختطفها ،
وأعرف أين هي أيضاً .
الفارس : سأعطيك كلّ ما تريد ، إذا صدقتني .
اللص : لا أريد أكثر مما أعطيتني ، يا مولاي .
الفارس : " ينظر إليه متسائلاً " ....
اللص : حررتني من ذاتي ، لم أعد لصاً . الفارس : أين الأميرة ؟
اللص : في القصر المسحور .
الفارس : ماذا !
اللص : اختطفتها الساحرة الشريرة ، وأخذتها
إليه .
الفارس : خذني إلى ذلك القصر .
اللص : هذا مستحيل ، يا مولاي ، فالقصر غير
موجود الآن .
الفارس : ما تقوله أمر لا يعقل ، فما دام قصراً ،
فإنه إذن موجود .
اللص : إنه لا يوجد إلا عند اكتمال القمر ، في
الرابع عشر من الشهر .
الفارس : اليوم هو الثاني عشر " يعيد السيف إلى
غمده " لا بل الثالث عشر .
اللص : نعم ، يا مولاي ، اليوم هو الثالث عشر،
وغداً يظهر القصر ، عندما يبزغ القمر
بدراً في السماء .
الفارس : " يلوذ بالصمت " ....
اللص : أنت اليوم ضيفي ، سننام معاً في
مغارتي المتواضعة ، وغدً ليلاً آخذك
إلى القصر .
الفارس : ليت هذا الغد يحل اللحظة ، لأذهب
فوراً إلى القصر ، وأحرر الأميرة .
اللص : مولاي ، أنت تعرف أنّ الأمر ليس بهذه
السهولة ، فالقصر المسحور محصن ،
والساحرة شريرة للغاية .
الفارس : مهما يكن من أمر ، فإنني سأذهب ليلة
غد إلى هذا القصر ، وأجابه الساحرة
الشريرة .
اللص : وأنا معك ، يا مولاي ، حتى الرمق
الأخير .
الفارس : أشكرك ، لن أنسى لك هذا الموقف .
اللص : عفواً ، يا مولاي ، والآن لنذهب ،
ونأخذ حصانك وحصان الأميرة ، ثم
نمضي إلى مغارتي .
الفارس : هيا .
الفارس يخرج ، ومن
ورائه يخرج اللص
إظلام
المشهد الرابع
منظر المشهد الثاني
نفسه ، الحارس وحده
الحارس : يا للآلهة ، القصر مضطرب اليوم "
دمدمة رعد من بعيد " وكذلك السماء ،
ترى ماذا يجري ؟ " يصمت " هذا
ليس من شأني ، فأنا مجرد حارس في
قصر الملك " ينظر بفضول إلى الداخل
"ليتني أعرف ما يجري ، صحيح إنني
مجرد حارس في قصر الملك، لكن
.. "دمدمة رعد من بعيد" هذه نذر
عاصفة ، ستهب قريباً، و.. لتهب ، هذا
ليس شأني ، فأنا مجرد حارس في قصر
الملك.
يدخل البستاني العجوز،
حاملاً باقة ورد
البستاني : " يتطلع إلى الداخل " أيها الحارس .
الحارس : " بنبرة زاجرة " انصرف إلى عملك .
البستاني :لقد عملت طول النهار ، في حديقة
القصر " يوميء برأسه إلى الداخل "
أخبرني ، ماذا يجري ؟
الحارس : قلتُ لك ، وافهم ما قلته ، انصرف إلى
عملك .
البستاني : أرى القصر مضطرباً" دمدمة رعد من
بعيد " وكأن عاصفة ستهب .
الحارس : لتهب ، ما شأننا نحن ، أنا حارس في
قصر الملك ، وأنت بستاني في قصر
الملك .
البستاني : بنيّ ، لا تقل هذا ، إذا هبت العاصفة ،
تصيب الجميع ، بمن فيهم أنا وأنت .
الحارس : " بنبرة غاضبة " أيها البستاني العجوز
.. " يصمت خائفاً " يا ويلي ، جاء
الملك " يمضي مسرعاً " فلأبتعد .
البستاني : " يحدق في الأزهار " آه .
يدخل الملك مضطرباً ،
البستاني العجوز ينحني
البستاني : مولاي .
الملك : " يتوقف " ....
البستاني : " يرفع باقة الورد " هذه أولى أزهار
الربيع .
الملك : أزهار !
البستاني : بينها أزهار النرجس ، التي تحبها كثيراً.
الملك : لا يهمني الآن نرجس العالم كله ، مادات
نرجستي غائبة .
البستاني : مولاي !
الملك : اذهب بالأزهار إلى الداخل ، وقل لهم ،
إنني لا أريد أن أراها ، قبل أن أرى
زهرتي .
البستاني : " يفغر فاه " مولاي !
الملك : اذهب .
البستاني : أمر مولاي " يتجه إلى الخارج "
لتأخذني إلهات العالم الأسفل ، إذا كنت
قد فهمت شيئاً .
الملك : " دمدمة رعد من بعيد " يا للآلهة ،
ستهب العاصفة " متألماً " بنيتي ،
بنيتي .
تدخل الملكة مهمومة ،
وتقترب من الملك
الملكة : مولاي .
الملك : " لا يلتفت إليها " ....
الملكة : أنت الملك ، وفي الملمات نستمد منك
القوة .
الملك : " لا يلتفت إليها " ....
الملكة : بعد قليل ، ستعرف بالتأكيد ، أنّ هذا
القلق ، ليس له ما يبرره .
الملك : " لا يلتفت إليها " ....
الملكة : " تغالب دموعها " نعم ، يا مولاي ،
ليس له ما يبرره " دمدمة رعد من
بعيد " إنه الربيع .
الملك : " يرتجف قليلاً " ....
الملكة : من الأفضل يا مولاي أن ندخل ، فالبرد
بدأ يشتد ، وقد تهب العاصفة .
الملك : أدخلي أنت إذا أردت ، سأبقى هنا .
الملكة : لا يا مولاي ، فأنت تعرف أن البرد
يضرك .
الملك : ليضرني ، سأبقى وسأنتظرها .
الملكة : الجو شديد البرودة ، لننتظرها في
الداخل .
الملك : كلا ، سأنتظرها هنا ، حتى تعود .
الملكة :لا داعي للقلق ، ستعود " تغالب دموعها
" ستعود حتماً ، ابنتنا لم تعد صغيرة ،
ثم هي ليست وحدها ، إنها مع الفارس.
الملك : ليتها كانت وحدها ، فمما يثير قلقي ،
أنها ذهبت مع هذا الفارس ، إلى حيث
لا أدري .
الملكة : هذا الفارس ، كما عرفته يا عزيزي ،
شاب مهذب ، طيب القلب .
الملك : إنه ابن أخ ملك ، الذي طالما
حاربنا ، وطمع في مملكتنا .
الملكة : تلك قضايا من الماضي ، ورسالته
الأخيرة لك ، كانت ايجابية ومطمئنة .
الملك : نعم ، مطمئنة لدرجة أنه يريد أن يجعل
من مملكتينا مملكة واحدة .
الملكة : لندع هذا الآن ، أنت قلق على الأميرة ،
والأمور تبدو لك ..
الملك : " يصيح " المربية .
الملكة : " تتلفت حولها " المربية !
الملك : أين المربية ؟
الملكة : " تنظر إليه قلقة " ....
الملك : لتأتِ ، أريد المربية .
يدخل الوزير ، ومعه
قائد حرس القصر
القائد : " ينحني " مولاي " للملكة " مولاتي.
الملكة : " تومئ له برأسها " ....
الوزير : " ينحني " مولاي .
الملك : مهلاً " للملكة " أرسلي في طلبها ،
المربية ، ولتأتني هنا على جناح
السرعة .
الملكة : سأذهب إلى الداخل ، وآتي بها بنفسي .
الملك : كلما أسرعت كان أفضل .
الملكة : اطمئن " تتجه إلى الداخل " سآتي بها
في الحال .
الوزير : مولاي .
الملك : " يلتفت إلى الوزير " لا تقل لي ، أيها
الوزير ، أنكم لم تعثروا عليها .
الوزير : مولاي ، نحن نبذل قصارى جهدنا "
يشير إلى القائد " وهذا قائد حرس
العصر ، سيوضح لكم الأمر .
الملك : تباً لكم ، هذا يعني أنكم لم تعثروا عليها،
ماذا ؟ قطرة ندى وتبخرت ؟
القائد : مولاي .
الملك : تكلم ، قل ما عندك .
القائد : مولاي ، ما إن أمرتنا بالبحث عن
الأميرة ، حتى جندنا كل الحرس ،
وانطلقوا للبحث عنها ، داخل المدينة
وخارجها ، وليطمئن مولاي ، سنجد
الأميرة بعون الآلهة ، عاجلاً أو آجلاً .
الملك : هذا كلام لا يطمئن ، وسأضطر على ما
يبدو ، للبحث عنها بنفسي .
القائد : لكن يا مولاي .. .
الملك : " يشيح بوجهه عنه " ....
الملكة تدخل مقطبة
ينتبه الوزير إليها
الوزير : مولاي .
الملك : " ينظر إليه " ....
الوزير : " يومئ بعينيه إلى الملكة " جلالة
الملكة.
الملك : لنر المربية " ينظر إلى الملكة " لقد
تأخرت ، أين تلك المربية الخرفة ؟
قلت أريدها على جناح السرعة ،
لماذا.. ؟
الملكة : المربية يا مولاي ، ليست في القصر .
الملك : ماذا !
الملكة : لقد خرجت ، بعد الأميرة والفارس ،
ولعلها لحقت بهما حيث ذهبا ، فهي كما
تعرف ، لا تريد أن تغيب الأميرة عن
نظرهما لحظة واحدة .
الملك : " يحدق في الوزير والقائد " ...
الوزير : " متردداً " مولاي .
القائد : مرنا يا مولاي ، وستجدنا ، بعون
الآلهة ، عند حسن ظنك .
الملك : اذهبا ، وواصلا البحث عن الأميرة ،
في كل مكان ، ولا أريد أن تعودا إليّ ،
حتى تجداها .
الوزير : " ينحني " أمر مولاي .
القائد : " ينحني " أمر مولاي .
الملك :" يخاطبهما وهما يتجهان إلى الخارج"
اجعلوا الحرس والناس يبحثون عنها
طول الليل ، لا أريد أن ينام أحد ، في
هذه المدينة ، والأميرة غائبة ، أسرعا .
الوزير والقائد يحثان
السير ، ثم يخرجان
الملك : " يغالب رجفة " يا للآلهة .
الملكة : عزيزي ، أصغ ِ إليّ ، البرد يشتد .
الملك : ابنتي .
الملكة : إنك لم تشفَ بعد من نزلة البرد ، التي
أصابتك قبل أيام .
الملك : ترى أين هي الآن ؟
الملكة : الغيوم تتكاثف" دمدمة رعد " وقد تهب
العاصفة بعد قليل .
الملك : لابد أنها تعرضت لمكروه ، وإلا ما
كانت لتتأخر هكذا .
الملكة : ستأتي ، ستأتي حتماً ، وستعرف أن كل
ما تفكر فيه مجرد أوهام .
الملك : " ينظر إليها " كلا ليست أوهاماً ،
وأنت نفسك تعرفين ذلك ، وتخشين أن
لا تأتي .
الملكة : أرجوك " تكاد تبكي " لا تقل هذا ، لا
يمكن إلا أن تأتي ، إنني لا أحتمل أن ..
" تنظر إلى الخارج " المربية .
الملك : " ينظر حيث تنظر " نعم ، إنها هي ،
المربية ، ولابد أن عندها الخبر اليقين .
الملكة : الخبر الذي يطمئنك ويطمئنني و ..
الملك : أرجو هذا ، وإن كان يبدو ، أن ما
تحمله لا يبعث على الاطمئنان .
الملكة : لا تتعجل ، ها هي قادمة " بنبرة
متشائمة " وسنعرف كل شيء .
تدخل المربية وتقف
أمامها دامعة العينين
الملك : ما الأمر !
المربية : " تبكي " ....
الملكة : يا ويلي ؟
الملك : " للملكة " مهلاً ، مهلاً ، تمالكي نفسك
"للمربية" بكاؤك لن يفيدني ، أخبريني
ما الأمر ؟
الملكة : الأميرة !
المربية : اختفت .
الملكة : اختفت !
المربية : " تهز رأسها " ....
الملك : أيتها المربية ، اهدئي لحظة ، تقولين
اختفت ، كيف ؟ لعلك تقصدين ، أن
الفارس ، ابن أخ ملك ، قد اختطفها ،
وهرب بها بعيداً ؟
المربية : " باكية " المسكين ، إنه موجود في
الغابة .
الملكة : لكن الأميرة كانت معه .
المربية : " باكية " نعم ، كانا معاً ، وأخذت
الأميرة تغني ، خلف الأشجار ، وفجأة
اختفت .
الملك : أيتها المربية ، كفكفي دموعك ، كفكفي
دموعك ، واهدئي .
المربية : " تحاول أن تكفف دموعها " مولاي .
الملك : والآن حدثيني بهدوء عما جرى .
المربية : هذا ما جرى يا مولاي " تغالب بكاءها
" لقد اختفت ، اختفت الأميرة .
الملك : " نافد الصبر " اختفت ، اختفت ،
حدثيني متى اختفت ؟ وكيف اختفت ؟
حدثيني عن كل هذا بالتفصيل .
المربية : حسن يا مولاي ، حسن .
الملك : والآن تكلمي .
المربية : " تغالب بكاءها " عندما خرجا من
القصر ، بعد ظهر اليوم ، قررت أن
أتبعهما ، وأبقى على مقربة من الأميرة
، كان قلبي يحدثني أن أمراً خطيراً
سيقع .
الملك : حسن ، تابعي .
المربية : فتبعتهما مشياً على الأقدام ، وحين
وصلت الأجمة ، التي يقع فيها النبع ،
توقفت متقطعة الأنفاس ، لعلي أرتاح
قليلاً .
الملك : حسن ، واصلي ، واصلي .
المربية : تناهى إلىّ صوتها ، عبر الأشجار ،
كانت تغني ، وفجأة سكتت .
الملكة : " تغالب بكاءها " آه ، يا ويلي .
المربية : فأسرت إلى النبع ، وهناك رأيت
الفارس يبحث عن الأميرة ، لكنه لم يقع
لها على أثر .
الملكة : الساحرة .
المربية : " تهز رأسها " ....
الملك : الساحرة !
المربية : نعم ، الساحرة الشريرة ، لا أحد
غيرها.
الملك : لا ، لا يمكن ، الساحرة لم تحاول إيذاء
ابنتنا مرة واحدة ، منذ أن ولدت حتى
الآن .
الملكة : لقد شاخت هذه الشريرة ، وصارت
تحقد على كل من هو شاب وجميل
وفرح " تبكي " آه بنيتي ، بنيتي .
الملك : أيتها المربية .
المربية : نعم ، مولاي .
الملك : اذهبي واستدعي الوزير وقائد حرس
القصر .
المربية : أمر مولاي " تتجه إلى الخارج " .
الملك : أريدهما فوراً ، أسرعي .
المربية : " تخرج مسرعة " ...
الملك : سآمر الحرس جميعاً ، أن ينتشروا في
الغابة ، ويبحثوا في كل شبر فيها عن
هذه الساحرة ، والويل لها لو مست
شعرة واحدة من الأميرة " صوت رعد
غريب " .
الملكة : مولاي ، لندخل القصر ، يبدو أنها
ستمطر .
الملك : مهلاً ، لابد أن ألتقي بالوزير وقائد
حرس القصر .
الملكة : التقِ بهما في الداخل " برق رعد نثيث
مطر " هيا ، لندخل إنها تمطر .
الملك : " يتجه إلى الداخل " هيا المطر يشتد .
الملكة : " تقف محملقة في المطر " ترى أين
أنت الآن يا بنيتي ، أين أنت ؟
الملك : هيا ، هيا .
الملكة : " تتجه نحوه ، وتقول بصوت باك "
إنني قادمة .
الملك والملكة يخرجان ،
المطر ينهمر بشدة
إظلام
المشهد الخامس
أجمة كثيفة الأشجار،
ظلام ، الفارس ، اللص
الفارس : ما أشد العتمة ، أكاد لا أرى أي شيء .
اللص : لا عليك يا مولاي ، سيظهر القمر بعد
قليل .
الفارس : وآمل أن يظهر معه القصر ، لعلنا
نصل إلى الأميرة ، ونطلق سراحها .
اللص : سيظهر القمر في موعده يا مولاي ،
وسنحظى بما نسعى إليه .
الفارس : أرجو أن لا يعرف الملك والآخرون
بوجودنا هنا ، قبل أن يظهر القصر .
اللص : لن يعرفوا ، فقد انسحبوا إلى ما وراء
النبع ، ومن يدري لعلهم عادوا الآن إلى
المدينة .
الفارس : كلا ، الملك لن يعود ، حتى يقع على
أثر للأميرة .
اللص : يا للمسكين ، إنه رجل عجوز ، مريض
، وهو متعلق بالأميرة ، ولن يحتمل
فراقها طويلاً .
الفارس : ليظهر القمر ، ولن يطول فراق الملك
للأميرة .
اللص : صبراً يا مولاي ، سيظهر القمر قريباً ،
ومعه سيظهر القصر المسحور .
الفارس : ليت القصر يظهر ، هذا إن كان هناك
قصر .
اللص : القصر المسحور موجود ، وسيظهر هنا
بالتأكيد .
الفارس : هنا ؟ في هذا المكان ؟
اللص : نعم ، سيظهر هنا " يبتسم حائراً " لا
تسألني يا مولاي ، من أين لي هذا
اليقين ؟ فأنا لا أدري ، لكن ما أدريه ،
أن القصر سيظهر ، وفي هذا المكان
بالذات .
الفارس : حسن ، لننتظر ونر .
إظلام ، يضاء الملك
والملكة والوزير والقائد
الوزير : " للملك " مولاي .
الملك : كلا ، سأبقى .
الوزير : " للملكة " مولاتي .
للملكة : سأبقى ما دام الملك باق هنا .
القائد : مولاي ، البرد لا يحتمل في هذا المكان
، وجلالتك متعب .
الملك : الأميرة تعاني الآن هذا البرد ، وعليّ
أن أعانيه أنا أيضاً ، إنني لست أفضل
من الأميرة .
الملكة : " تغالب دموعها " بنيتي ، بنيتي
الحبيبة ، بنيتي .
الوزير : مولاي ، أترك الأمر لنا ، وتفضل
بالعودة إلى القصر .
القائد : وغداً سنتابع البحث عن الأميرة ، منذ
الفجر .
الملك : كلا ، سأبقى هنا الآن وغداً و .. حتى
أجد ابنتي الأميرة .
الوزير : الأمر لك يا مولاي .
القائد : اطمئن يا مولاي ، سنجد الأميرة ،
سنجدها .
إظلام ، تضاء الأجمة
حيث الفارس واللص
الفارس : لقد تأخر ظهور القمر ، أرجو أن لا
يتأخر ظهوره كثيراً .
اللص : سيظهر حالاً يا مولاي ، أنظر ، هذه
هالته تبشر بظهوره .
الفارس : "ينظر إلى الهالة " أنت محق " يظهر
جزء من القمر " ها هو القمر يبدأ
بالظهور .
اللص : " بارتياح " آه ما أروعه .
الفارس : ليظهر كاملاً لنرى ، إن كان القصر
المسحور سيظهر معه أم .. ؟
اللص : مولاي ، ها هو القمر قد ظهر كاملاً ،
وقريباً سيظهر القصر المسحور أيضاً .
الفارس : لننتظر ونر .
اللص : نعم " ينتظر " سيظهر ، سيظهر كما
ظهر القمر .
الفارس : وإذا لم يظهر ؟
اللص : هذا مستحيل ، لابد أن يظهر ، لننتظر
قليلاً .
الفارس : " ينتظر نافد الصبر " ....
اللص : " يرمقه بنظرة محرجة " ....
الفارس : " ينتظر " ....
اللص : " يصيح مذهولاً " مولاي .
الأجمة تهتز ، برق ،
رعد ، ريح عاصفة
اللص : أنظر يا مولاي .
الفارس : " ينظر مبهوراً " يا للآلهة ، هناك أمر
غريب يحدث .
اللص : إنه القصر .
الفارس : نعم ، ها هو يظهر ، بعد أن ظهر
القمر.
اللص : حقاً إنه قصر مسحور ن بأسواره
وأبراجه وأبوابه و .. آه لقد اكتمل
ظهوره على الأرض ، كما اكتمل
ظهور القمر في السماء .
الفارس : أنظر " باب من أبواب القصر يفتح "
هذا الباب يفتح ، وكأنه يدعونا إلى
الدخول .
اللص : نعم ، أنت محق " يتأهب للدخول "
لندخل .
الفارس : ندخل !
اللص : نعم ، لابد أن ندخل ، فالأميرة في
الداخل ، مادامت الساحرة قد أخذتها .
الفارس : " يندفع نحو الباب " هيا ندخل ، هيا ،
هيا .
الفارس ، واللص يقفان
أمام الباب الموارب
اللص : هيا يا مولاي ، أدخل وسأدخل بعدك .
الفارس : الباب يغلق " يبدأ بالدخول " لندخل
بسرعة .
اللص : أسرع يا مولاي ، قبل أن يغلق الباب .
الفارس : " يجتاز الباب " أدخل أنت أيضاً ،
تعال.
اللص : " يحاول عبثاً الاقتراب من الباب " لا
أستطيع ، كأن أحدهم يمنعني من ذلك .
الفارس :" يمد يده إليه " أعطني يدك ، أعطنيها
، سأسحبك إلى الداخل ، هيا ، مدّ يدك .
اللص : " يحاول مدّ يده " لا أستطيع ، لا
أستطيع .
الفارس : حاول جهدك ، فالباب يكاد يغلق "
الباب يغلق تماماً " يا للآلهة .
اللص : " خارج الباب " ماذا يجري ؟ لقد دخل
الفارس القصر ، ولم أستطع أنا دخوله ،
ما الأمر ؟ " يصمت لحظة " الساحرة ،
نعم ، إنها الساحرة .
تظهر الساحرة ، اللص
يمسك مقبض سيفه
اللص : أنتِ أيتها الـ ...
الساحرة : ارفع يدك واصمت " ترمي له صرة
نقود " خذ ، هذا ثمن خدمتك .
اللص : أية خدمة ؟ أنا لا يمكن أن أخدمك ، أو
أخدم أمثالك .
الساحرة : أنت خدمتني فعلاً ، لقد جئتني بالفارس.
اللص : لقد جئت به بإرادتي ، وليس خدمة لك .
الساحرة : هذا ما جعلتك تتوهمه ، هيا خذ الثمن
وأذهب .
اللص : لا أريد مالك" يلقي الصرة إليها " وإلا
أكون قد خنته ، وأنا لن أخونه .
الساحرة : أنت بعملك هذا لم تخنه ، وستعرف
الحقيقة فيما بعد .
اللص :مهما يكن" يحاول سحب سيفه " سأنتقم
منك .
الساحرة : لا تحاول ، لن تستطيع أن تستل سيفك
، إلا إذا أردت أنا ذلك .
اللص : أنت تشوهينني ،" يصيح " امسخيني ،
امسخيني ضبعاً ، فهذا ما أستحقه .
الساحرة : اذهب من هنا الآن ، لقد أنجزت مهمتك
، ودعني أنجز مهمتي " وهي تختفي "
وداعاً .
إظلام ، قاعة بالقصر
الساحرة ، الفارس ، الغزالة
الفارس : " يحدق فيها " ....
الساحرة : " تتطلع إليه بمرارة " ....
الفارس : من أنتِ ؟
الساحرة : من تظنني أكون ؟
الفارس : الساحرة !
الساحرة : هكذا يسمونني .
الفارس : " يحدق فيها " ....
الساحرة : أنت لم ترني من قبل ، أما أنا فقد رأيتك
، عندما التقيت للمرة الأولى بالأميرة
قرب النبع ، ومنذ ذلك الوقت لم أدعك
تغيب عن عيني لحظة واحدة ، فقد
ذكرتني به .
الفارس : " يحدق فيها صامتاً " ....
الساحرة : " تشير إلى الغزالة " أنظر إلى هذه
الغزالة .
الغزالة : " مربوطة بحبل ، تنظر غليه " ....
الساحرة : إنها تنظر إليك .
الفارس : دعيني منها .
الساحرة : أنظر إلى عينيها ، لعلهما تذكرانك
بعينين شابتين تحبهما .
الفارس : أين الأميرة ؟
الساحرة : أنظر إليها .
الفارس : أريد الأميرة ، أريدها .
الساحرة : مهلاً ، مهلاً .
الفارس : أريدها الآن .
الساحرة : لن تراها مطلقاً إلا إذا مت .
الفارس : " يمد يده إلى سيفه " سأميتك إذن .
الساحرة : لا فائدة ، لن يميتني سيفك ، أو أي
سيف في العالم .
الفارس : " يحدق فيها صامتاً " ....
الساحرة : لم أشأ يوماً أن أكون ساحرة ، لكن أمي
كانت ساحرة ، وكذلك جدتي وجدة
جدتي و .." تبتسم " هذا ما جنوه عليّ
،ولن أجني على أحد "تحدق فيه " بعد
ذلك الشاب ، الذي تكاد تشبهه ، لم
أمارس السحر ، والآن مللت ، مللت
الحياة نفسها ، إن الجميع يعرفون ، أني
ساحرة مسالمة ، طيبة ، خيرة ، لكن
أحداً منهم لا يعرف ، أن حالة من
الجنون تتلبسني أحياناً ، أريد معها أن
أدمر العالم " تصمت " لا شيء يثير
جنوني كالخيانة ، لقد أحببت ذلك الشاب
، وظننت أنه أحبني ، لكنه خانني مع
فتاة عادية ، فجن جنوني ، وتحيرت ،
ماذا أمسخه لأشفي غليلي منه ،
فمسخته إلى دبوس .
الفارس : دبوس !
الساحرة : " تخرج علبة من أحد الأدراج وتفتحها
" أنظر .
الفارس : " ينظر داخل العلبة " ....
الساحرة : إنه دبوس دقيق وقوي وطويل وحاد
جداً ، ينفذ إلى القلب بسهوله .
الفارس : " يبتعد قليلاً " دعينا الآن من هذا
الدبوس .
الساحرة : " تشير إلى الغزالة " لم تقل لي رأيك
في هذه الغزالة ؟
الفارس : مادمت طيبة وخيرة ، أطلقي الأميرة .
الساحرة : " تفك أسار الغزالة " ....
الغزالة : "تسرع إلى الفارس وتتمسح به " ....
الساحرة : إنها تحبك ، كما أحببت ذلك الشاب .
الفارس : أطلقي الأميرة .
الساحرة : " تبدأ بالانفعال " لكنه خانني وغدر
بي .
الفارس : أطلقيها .
الساحرة : لقد أطلقتها .
الفارس : " ينظر إلى الغزالة " الأميرة !
الساحرة : نعم الأميرة .
الفرس : وتقولين أنك طيبة وخيرة " يمد يده إلى
سيفه " تباً لك .
الساحرة : " يزداد انفعالها " قلت لك ، لن يميتني
إلا حبيبي الغادر " تدفع له الصندوق "
خذه ، خذ الدبوس .
الفارس : " ينظر إليه حائراً " ....
الساحرة :" يزداد انفعالها أكثر " خذه وإلا حولتك
إلى ذئب مسعور ، وجعلتك تنقض على
الغزالة ، وتمزقها إرباً إربا " تصيح "
خذه .
الفارس : " يأخذ الدبوس ، ويحدق فيه " ....
الساحرة : أنظر إليه ، إنه حاد ، نافذ ، وقاتل مثله
" تصيح " حرر أميرتك ، حررها ، لن
تتحرر إلا إذا مت ، ولن أموت إلا
بحبيبي الغادر " برق ورعد " هيا
حررها ، حررها " برق ورعد ورياح
عاصفة " سأحولك إلى ذئب مسعور ،
تمزق الأميرة بأنيابك " برق رعد رياح
عاصفة " أيها الأحمق حررها .
الفارس : " يتقدم منها متردداً ، ثم يغرز الدبوس
في صدرها " ....
الساحرة : " تصرخ متألمة " آ آ حررها ..
حررها .. حررها .
الفارس : " يقف جامداً " ....
الساحرة : " برق رعد رياح عاصفة ، تدفع
نفسه، فينفذ الدبوس في صدرها ،
تصيح " آ آ آ .
الفارس : "يرفع يده عن الدبوس،ويبتعد عنها "
الساحرة : " تبتسم متوجعة " آه ، أنظر وراءك .
الفارس : " يلتفت فيرى الأميرة " الأميرة ،
عزيزتي .
الأميرة : " تسرع نحوه " عزيزي .
الفارس : " يحضنها ، يزداد البرق والرعد ،
ويشتد عصف الريح " ...
الأميرة : " خائفة " ماذا يجري ؟
الفارس : لا تخافي ، إننا معاً ، وسنبقى معاً .
ظلام ، أصوات غريبة ،
يختفي القصر ، إضاءة
الأميرة : يا للآلهة ، أين القصر ؟ وأين الساحرة؟
أين الرعود والبروق والرياح العاصفة؟
أين هذا كله ؟
الفارس : اطمئني يا عزيزتي ، كل هذه الأمور
انتهت ، وهاهي الغابة كما كانت ،
هادئة جميلة ، والقمر يطل بدراً .
الأميرة : " تحضنه " لعل كل ما جرى كابوس ،
أفقنا منه على الحياة " تتطلع إليه "
وما أجملها .
الفارس : إنها جميلة ، وستبقى جميلة ، بك أنت .
الأميرة : عزيزي .
الفارس : عزيزتي .
الأميرة : " تنصت خائفة " أصغ ِ .
الفارس : لا تخافي .
الأميرة : لن أحتمل كابوساً آخر .
الفارس :" يتطلع إلى الخارج " أنظري ، أنظري
جيداً وأخبريني أهذا كابوس أم ...؟
الأميرة : " تنظر فرحة " آه يا للآلهة .
الفارس : الملك والملكة والوزير وقائد حرس
القصر .
الأميرة : ومعهم اللص ، سيعاقبه أبي أشد
العقاب.
الفارس : بل سيكافئه .
الأميرة : ماذا !
الفارس : " يحاول الابتعاد عنها " سترين .
الأميرة : " تشده إليها " ابقَ إلى جانبي .
الفارس : لا يا أميرتي ، أخشى أن يرونا .
الأميرة : ليرونا ، هذا بالضبط ما أريده .
يدخل الملك والملكة
والوزير والقائد واللص
الملك : " يتظاهر بالغضب " بنيتي .
الأميرة : نعم يا أبي .
الملكة : " فرحة " ابنتي .
الأميرة : أمي الحبيبة .
الملك : ماذا أرى ؟ أنتِ والفارس ؟ وعلى
ضوء القمر أيضاً ؟
الفارس : مولاي ، يبدو أن مملكتينا ستتوحدان ،
بعد إذنك طبعاً ، وموافقة جلالة الملكة .
الملك : " ينظر إلى الوزير " ....
الوزير : في أمر كهذا يا مولاي ، لا رأي إلا
رأيك .
الملك : حسن ، أوافق .. .
الملكة : " فرحة " هذا ما توقعته .
الملك : لكن بشرط .
الأميرة : أبي أرجوك .
الملك : لابد من هذا الشرط إن مثل هذه
الوحدة ، ليست أمراً هيناً .
الفارس : أقبل بشرطك ، مهما كان ، يا مولاي .
الملك : أن يكون حفيدي المرتقب ، ملكاً على
هاتين المملكتين الموحدتين .
الفارس : " فرحاً " السمع والطاعة يا مولاي .
الملك : " للأميرة " وأنتِ ، ما رأيك ؟
الأميرة : " تحضنه " لك الأمر يا أبتي " تقبله "
وعليّ الطاعة .
الجميع فرحون ، الملك
يلتفت إلى اللص
الملك : قبل أن نعود إلى القصر ، علينا أن
نحسم القضية .. .
اللص : اللص يا مولاي .
الأميرة : "تتمتم للفارس "حانت ساعة الحساب.
الملك : لا لم تعد لصاً .. .
الأميرة : " تنظر مندهشة إلى الفارس " ....
الفارس : أرأيت ؟
الملك : أنت منذ الآن واحداً من حراسي .
اللص : أشكرك يا مولاي .
الملك : بل الشكر لك ، فقد أخبرتنا بما جرى ،
ودللتنا على " يصيح " لكن أين القصر
المسحور ؟
الأميرة : " تتأبط ذراع الفارس ، وتتجه إلى
الخارج " سنسبقكم إلى القصر .
الملك : وأين الساحرة ؟ وأين .. ؟
الملكة : " تأخذ يده "دعك من هذا الآن ، لنلحق
بالأميرة والفارس ، ونحتفل في القصر
بالوحدة بين المملكتين .
الملك : لتعلمي جيداً ، ومهما كانت الظروف ن
لن أتنازل عن شرطي .
الملكة : " تضحك " وأنا معك .
الملك : هيا جميعاً " يلتفت إلى اللص " أيها
الحارس .
اللص : مولاي .
الملك : اتبعني .
اللص : " يسرع في إثر الملك " أمر مولاي .
الجميع يخرجون ، القمر
يغيب شيئاً فشيئاً
إظلام
ستار
11 / 8 / 2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق