الكاتب طلال حسن |
شخصيات المسرحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الملك
2 ـ يسيم ولي العهد
3 ـ الأم
4 ـ اماجي الابنة
5 ـ القائد
6ـ الكاهن الأعظم
7 ـ الكاهن
8 ـ الضابط
9 ـ الحاجب
10 ـ جنود وحرس
البداية
تعرض مواقع اور ،
مع صوت فتاة تنشد
اور
يا مدينة النور
العالم ظلام
حولك يدور
وأنت نور
نور
اور
في الليل نور
في النهار نور
طول العام نور
اور
نور .. نور .. نور
تحميك عشتار
ويرعاك ننار
في الليل قمر الأقمار
وشمس شمش في النهار
اور
يا مدينة النور
يرويك نهر الفرات
يمنحك سرّ الحياة
العالم حولك سبات
وأنت نور النور
اور
يا مدينة النور
اور
يا مدينة النور
يا حصن الكلمة والنسور
نورك أضاء سومر
من اوروك واريدو حتى نيبور
يا نور النور
اور لؤلؤة العالم
اور هبة الفرات الإله
المعابد تزهو بالآلهة والكهان
الحقول تزهو بالخير والإنسان
ذوو الرؤوس السود يلهجون في كل مكان
اور .. اور .. اور
بيوت اور تزخر بالخير والفرح
والطبول والمزامير تطرد الترح
تغني للحب والحياة والسرور
اور يا دلمون العالم المسحور
أنت النور
أنت النور
لكن الناس
وسط هذه المدينة الحالمة
يخافون العاصفة القادمة
من بعيد كأنها الأقدار
تريد أن تطفىء النهار
في اور النور
عشتار .. انليل .. ننار
أيتها الآلهة الكبار
ابنتكم اور
ينطفىء فيها النور
فلتحفظ الآلهة النور
ولتبق اور
لتبقَ اور
لتبقَ اور
المشهد الأول
ضفة هور ، قصب ، كوخ ،
تدخل اماجي راكضة خائفة
اماجي : " تصيح " ماما .
الأم : " لا ترد " ....
اماجي : ماما .. ماما .
الأم : " من الداخل " اماجي !
اماجي : ماما .. ماما .. ماما .
الأم : " تقبل من الكوخ " لا تخافي ، يا بنيتي
، تمالكي نفسك ، لم تعودي صغيرة .
اماجي : آه ماما .
الأم : " تحضنها مبتسمة " بنيتي اماجي ،
اهدئي ، لابد أنك رأيت غزالاً ، فحسبت
أنه أسد .
اماجي : " تحاول التملص من بين ذراعي أمها " ماما ، لندخل الكوخ ، ونغلق الباب ،
هيا ، هيا .
الأم : " تحدق في اماجي " تمالكي نفسك ، يا
اماجي ، وحدثيني عما رأيته ، لتخافي
هكذا ، وكأنك طفلة صغيرة .
اماجي : رأيت رجالاً على خيولهم ، مدججين
بالسلاح ، يتقدمهم رجل مهيب ، على
حصان أبيض .
الأم : أخشى أنك واهمة .
اماجي : لستُ واهمة ، لقد رأيتهم على خيولهم
رأي العين .
الأم : لعلك نمت تحت إحدى الأشجار كالعادة،
ورأيت ما رأيته في المنام .
اماجي : لا ، يا ماما ، لا ، لا ، لم أنم .." يرتفع
بالتدريج صوت سنابك خيول " أنصتي ،
يا ماما ، أنصتي .
الأم : أنت محقة ، هذه أصوات خيول قادمة
نحونا .
اماجي : " تلوذ بأمها " ماما .
الأم : لا تخافي " تنظر إلى الخارج " إنهم
فرسان حقاً .
اماجي : " تنظر خائفة إلى الخارج " ماما ،
أنظري إلى هذا الفارس ، الذي يتقدمهم
على حصانه الأبيض .
الأم : " تنظر مذهولة " يا للآلهة العظام ،
إنه الملك .
اماجي : " مذهولة " الملك !
الأم : صه ، يا بنيتي ، ها هو الملك قادم .
الملك يدخل ، وخلفه
يسير حارسان مسلحان
الملك : ابقيا مع الفرسان الآخرين ، وأعلماني
حالما يصل الأمير .
الحارسان : " ينحنيان " أمر مولاي " يخرجان " .
الملك : " يحدق في اماجي " ....
اماجي : " تندس خائفة بين ذراعي أمها " ....
الملك : " يشير لاماجي " تعالي .
اماجي : " تزداد التصاقاً بأمها " ماما .
الملك : تعالي ، لا تخافي ، لن آكلك .
اماجي : " بصوت مرتعش " ماما .. ماما .
الملك : تعالي .. تعالي .
الأم : " تدفع اماجي برفق " اذهبي ، يا
عزيزتي ، إنه جلالة الملك .
اماجي : " تتقدم خطوات ببطء ثم تتوقف " ....
الملك : " يحدق فيها " ما اسمك ؟
اماجي : " تحدق فيه صامتة " ....
الملك : اسمك يا زهرة ، أريد أن أعرفه ، ما
اسمك ؟
الأم : مولاي ، اسمها .. اماجي .
الملك : أريد أن أسمعه منها ، هيا ، يا زهرة ،
ما اسمك ؟
اماجي :أأأ ماجي .
الملك : " مازال يحدق فيها " اماجي ؟
اماجي : " تهز رأسها " ....
الملك : لم أكن أعرف ، أن اماجي مثلك ، يمكن
أن تنمو في هذا الهور .
اماجي : " تتراجع وتلوذ بأمها " ....
الأم : " تحضنها " اهدئي ، يا بنيتي ، إنه
ملك اور .
الملك : " للأم " أنتِ أمها .
الأم : " تهز رأسها " خادمتك ، يا مولاي .
الملك : اماجي ، اسم جميل ونادر " للأم "
لماذا اماجي ؟
الأم : كنا في اوروك ، أنا وزوجي ، وهربنا
من ظلم ملكها ، وعندما رزقنا هنا بطفلة
أسميناها .. اماجي .
الملك : " ينظر إلى اماجي " يا لها من اماجي
نادرة .
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
الملك : لا أظن أنكما تعيشان وحدكما هنا ، في
هذا الكوخ .
الأم : بل نحن نعيش وحدنا ، يا مولاي .
الملك : عجباً ، أين أهلك ؟ وزوجوك ، والد
.. اماجي ، أين هو ؟
الأم : أهلي كانوا هنا معنا ، وقد رحلوا إلى
اور قبل سنوات ، أما زوجي ، فقد صار
صياداً شجاعاً ، لكن خنزيراً ضخماً
شرساً ، فاجأه في أجمة قصب ، وهاجمه
، وفتك به .
الملك : هذا أمر مؤسف ، لا أدري كيف تعيشان
هنا وحيدتين .
الأم : نحن ندبر أمرنا ، فأنا مثل زوجي
الراحل ، صيادة سمك ماهرة ، وكذلك
ابنتي .. اماجي .
الملك : " ينظر إلى اماجي مبتسماً " أنت
صيادة سمك ؟ " يبتسم " زهرة مثلك
يجب أن لا تعيش في هذا الهور ، بل في
حديقة آمنة تليق بها .
الأم : إنها سعيدة هنا ، يا مولاي ، فقد ولدت
في هذا الكوخ ، وترعرعت بين الأشجار
والقصب والطيور والغزلان .
الملك : " يهز رأسه " هذا المكان يصلح أن
يتمتع فيه المرء يومين أو ثلاثة أيام ، أما
سني العمر ، وخاصة سني الشباب ،
فمكانها ليس هنا ، بل في اور .
الأم : اور !
الملك : سأعمل على نقلكما إلى اور ، وستجدان
هناك الرعاية التامة .
الأم : مولاي ..
الحارس : " يدخل مسرعاً " مولاي .
الملك : " يلتفت إليه " ....
الحارس : جاء الأمير .
الملك : حمداً للآلهة ، خفت عليه من الخنازير ،
رغم إنه فارس شجاع " للحارس "
فليأتني إلى هنا .
الحرس : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " .
الملك : ستريان ابني الأمير يسيم " يبتسم " إنه
نسخة مني عندما كنت شاباً ، وهو صياد
ماهر ، لابد أنه اصطاد لنا غزالاً .
يدخل الأمير يسيم ،
وبين يديه خشف
الملك : " يبتسم فرحاً " بنيّ ، أرجو أن لا
تكون قد قضيت على جميع الأسود في
هذه المنطقة .
يسيم : " مازحاً " لا يا جلالة الملك ، إن
الأسود توارت مع الخنازير بين أجمات
القصب ، ما إن تناهى إليها أنني قادم .
الملك : " ينظر إلى الخشف " يبدو أن بعض
الغزلان لم تستطع الهرب ، حسن سنأكل
اليوم لحم غزالة .
يسيم :لقد هربت الغزالة ، يا جلالة الملك،
وتركت لي هذا الخشف .
اماجي : " تتقدم خطوات ، وتحدق في الخشف
" ....
الملك : إنه خشف جميل ، لكنه صغير جداً ،
ويبدو أنه مازال يرضع .
الأم : هذا المسكين ، لن يعيش طويلاً بدون
أمه .
الملك : " مازحاً " الذنب ذنبها ، هذه الأم
القاسية ، لقد هربت ، وتركته يواجه
مصيره وحيداً .
اماجي : " مترددة " أنا .. أعرف أمه .
يسيم : " يلتفت ويحدق فيها " ....
اماجي : " تحدق فيه " إنها تتجول كلّ يوم مع
خشفها في الجوار .
يسيم : " يتقدم منها " ....
اماجي : وأنا ألاعبها دائماً ، هي وصغيرها ..
الخشف .
يسيم : " يحدق فيها " هذا الخشف عيناه
سوداوان .. جميلتان ..
اماجي : " تتعلق عيناها بعينيه " ....
يسيم : مثل عينيك .
الملك : " يبدو متضايقاً بعض الشيء " يسيم
..
يسيم : " لا ينتبه " ....
الملك : " بصوت أعلى " بنيّ ..
يسيم : " يلتفت " نعم ، يا أبتي .
الملك : جئنا نصطاد .
يسيم : آه هذا حق " يرفع الخشف " وقد
اصطدت .
الأم : مولاي ، لدينا حليب طازج ، إذا كنتم
بحاجة إلى ما تشربونه .
الملك : لا ، شكراً .
يسيم : " يلتفت إلى اماجي " والخشف ؟
الملك : نأخذه معنا إذا أردت .
يسيم : لكنه صغير جداً ، وما زال يرضع .
الأم : اسقه حليب بقرة أو عنزة .
اماجي : لكنه قد يفضل حليب أمه .
الملك : بنيّ .
الضابط : " يدخل لاهثاً " مولاي .
الملك : " يحدق فيه " أنت على ما أعرف لم
تأتِ معنا للصيد هنا .
الضابط : لا يا مولاي ، لقد جئت على جناح
السرعة من .. اور .
يسيم : " يلتفت إليه " ....
الضابط : " للملك " أرسلني القائد إليكم ، يا
جلالة الملك .
الملك : خيراً .
الضابط : القائد يبلغكم ، يا مولاي ، أن الأعداء
بدؤوا التحرك نحو البلاد .
الملك : " يتأهب للخروج " لابد أن نعود فوراً
.. إلى اور .
يسيم : " بصوت حائر لاماجي " وهذا
والخشف المسكين ؟
اماجي : " تقترب منه " إنني أعرف أمه .
يسيم : " يقدمه لها " خذيه أنتِ إذن .
اماجي : " تأخذ الخشف بين يديها " ....
الملك : " للمرأة " تهيآ ، سأرسل غداً من يأتي بكما إلى اور .
الأم : " تنظر حائرة إلى الملك " ....
يسيم : " ينظر إلى اماجي بارتياح " .....
الملك : " يتجه إلى الخارج " هيا يا يسيم ، هيا .. هيا .. لابد أن نصل اور في أقرب وقت ممكن .
يسيم : " يتراجع محدقاً في اماجي " أعيدي الخشف إلى أمه ، قبل أن تأتيا غداً .. إلى اور .
اماجي : " تخطو دون إرادتها باتجاه يسيم " سأذهب الآن ، وأعيده إلى أمه .
يسيم : " يلوح لها " ....
الملك ويسيم يخرجان ،
ومعهما الضابط والحارس
اماجي : " وهي تحضن الخشف ساهمة " ماما.
الأم : " وكأنها تحدث نفسها " يا إلهي ، ما العمل ؟
اماجي : ماما .. ماما .
الأم : " تقترب من اماجي " في ما يتعلق ب.. اور .. يا بنيتي .
اماجي : لا خيار ، يا ماما ..
الأم : اماجي .
اماجي : لقد أمرنا الملك ، يا ماما ، أن نذهب إلى اور .
الأم : " تحدق في اماجي " ....
اماجي : إنه الملك ، يا ماما ، وعلينا أن نطيعه ، قال تعالا إلى اور ، وعلينا بدون تردد ، أن نذهب إلى اور .
الأم : " تهز رأسها " تعالي إلى الداخل ، حان وقت الغداء .
اماجي : والخشف ، يا ماما ؟
الأم : للخشف أم تبحث عنه .
اماجي : لا يا ماما ، الأمير يسيم طلب مني ، أن أعيده إلى أمه .
الأم : الطعام نضج ، وقد انتصف النهار ، ولابد أن نأكل .
اماجي : " تتجه بالخشف إلى الخارج " سأذهب به إلى أمه ، ثم أعود ، تغدي أنت إذا كنت جائعة .
الأم : لن أتغدى حتى تعودي .
اماجي تخرج بالخشف ،
الأم تدخل إلى الكوخ
إظلام
المشهد الثاني
قاعة العرش ، الحاجب ،
حارسان يقفان بالباب
الحاجب : انتبها جيداً ، الأمير قادم .
الحارسان : " يقفان جامدين " ....
الحاجب : ها هو الأمير .
يسيم : " يدخل " ....
الحاجب : " ينحني " طاب صباحك ، يا مولاي .
يسيم : طاب صباحك .
الحاجب : المرأتان تنتظران ، يا مولاي .
يسيم : " ينظر إليه " ....
الحاجب : جاءتا ، يا مولاي ، بأمر من جلالة
الملك .
يسيم : نادِهما .
الحاجب : أمر مولاي " يخرج " .
يسيم : ترى ماذا يريد الملك منهما ؟ هذا ما
سأعرفه في الحال " ينظر إلى الخارج "
ها هما قادمتان .
يدخل الحاجب ، الأم
واماجي تسيران وراءه
الحاجب : مولاي .
يسيم : " يحدق في اماجي " اذهب أنت .
الحاجب : " يخرج " ....
الأم : طاب صباحك ، يا مولاي .
يسيم : " ينظر إليها " أهلاً ومرحباً .
اماجي : " تتطلع إليه " طاب صباحك .
يسيم : طاب صباحك .
الأم : جلالة الملك ، أرسل الحاجب ليلة
البارحة ، وأمر أن يلقانا هنا .
يسيم : أبي ، جلالة الملك ، يولكما اهتماماً
كبيراً ، رغم انشغاله بالأعداء ، الذين
يتقدمون نحو اور .
اماجي : " بادية القلق " الأعداء !
الأم : بنيتي ..
يسيم : لا تقلقي ، هذه ليست المرة الأولى ، أبي
يعرفهم جيداً ، ويعرف كيف يصدهم ،
ويعيدهم مهزومين من حيث أتوا .
اماجي : " تتنهد بارتياح " حمداً للآلهة .
الأم : نشكركم على البيت الجميل ، الذي
خصص لنا .
يسيم : الحقيقة إن جلالة الملك ، هو الذي أمر
بتخصيص هذا البيت لكما .
الأم : نشكر جلالة الملك على عطفه الأبوي ،
وندعو أن تحفظه الآلهة ، وتنصره على
أعدائه .
اماجي : " تتطلع إلى يسيم " البيت جميل جداً ،
والأجمل هي البستان التي تحيطه .
يسيم : " يبتسم " لا تنسي الغزالة .
اماجي : " تبتسم فرحة " والخشف .
يسيم : لعله أكبر قليلاً من خشفك ذاك .
اماجي : لكنه لا يقل جمالاً عنه ، أشكرك ، لن
أفتقد تلك الغزالة وخشفها ، فلدي غزالتي
هنا وخشفي .
يسيم : هذا ما أردت أن أحققه لك .
اماجي : " تحدق فيه فرحة " أشكرك .
يسيم : أرجو أن تتمتعي باللعب معهما ، كما
كنت تتمتعين مع تلك الغزالة وخشفها ،
في تلك الأحراش .
اماجي : تعال إلى بستاننا غداً أيضاً ، لنلاعب
الغزالة وخشفها .
يسيم : " يضحك لبراءتها " ....
الأم : اماجي ، ماذا تقولين ؟ للأمير مهامه إلى
جانب جلالة الملك ، ولن ..
يسيم : " يقاطعها " لا عليك " لاماجي " سآتي
قريباً ، اعتني بالخشف .
اماجي : إنني أكاد لا أفارقه طول اليوم ، في
البداية ، كانت الغزالة تتضايق مني ،
لكنها الآن تحبني " تبتسم " يبدو أنها
تعتبرني أختاً للخشف .
يسيم : " يضحك " ها ها ها ها .
اماجي : " تبتسم " ....
يسيم : أنت خشف فعلاً .
اماجي : " تحدق فيه صامتة " ....
الحاجب : " يدخل " مولاي .
يسيم : " يلتفت إليه " ....
الحاجب : جلالة الملك .
يسيم : " ينظر إلى الخارج " الملك .
اماجي : " تلوذ بأمها " ماما .
الأم : " تدفعها برفق " اماجي ، قفي إلى
جانبي معتدلة .
اماجي : " تقف قلقة مبهورة " ....
الملك يدخل متجهماً ،
يسيم يقترب منه
يسيم : طاب صباحك ، يا أبي .
الملك : طاب صباحك .
الأم : طاب صباحك ، يا مولاي .
الملك : " ينظر إلى اماجي " أهلاً ومرحباً .
اماجي : " تنحني مترددة " ....
الملك : " مازال ينظر إلى اماجي " أرسلت
إليكما لأطمئن بنفسي على راحتكما ، في
البيت الذي خصصته لكما .
الأم : شكراً ، يا مولاي ، إنه أكثر مما كنا
نحلم به طول العمر .
الملك : " مازال ينظر إلى ماجي " سترون
المزيد .. والمزيد .. أنتما تستحقان .. "
يبتسم " المزيد .
يسيم : أبتي ..
الملك : " يلتفت إليه " يسيم .
يسيم : قيل لي أنك خرجت ، يا أبي ، تتفقد
الجند على الأسوار ، وفي أماكن الدفاع
الأخرى .
الملك : نعم ، خرجت مع القائد ، وبعض
الضباط .
يسيم : ليتك أخبرتني ، يا أبي ، فمن الضروري
أن أكون إلى جانبك ، في مثل هذه
الجولات .
الملك : سألت عنك ، فقيل لي أنك ما تزال نائماً
، لابد أنك تأخرت البارحة في النوم .
يسيم : " يرمق اماجي بنظرة سريعة " نعم ،
تأخرت قليلاً .
الملك : الأعداء مازالوا يزحفون ، وجنودنا
يشاغلونهم " ينظر إليه " أرجو أن
تواصل التدرب على السلاح ، فنحن يجب
أن نستعد لكل طارىء .
اماجي : " تقترب من أمها قلقة " ....
الأم : " تربت على يدها " ....
الحاجب : " يدخل " مولاي .
الملك : " ينظر إليه " ....
الحاجب : الكاهن الأعظم ، يا مولاي .
الملك : ليدخل بعد أن ينصرف الأمير يسيم "
ينظر إلى اماجي " وكذلك ضيفتانا .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " .
يسيم : لن ندع الكاهن الأعظم ينتظر" ينظر
إلى الأم " لننصرف نحن إذن .
الأم : نعم ، يا مولاي " للملك " نشكرك ، يا
مولاي ، نتمنى لكم طول العمر ،
ولتنصرك الآلهة على أعدائك .
الملك : " ينظر إلى اماجي " أشكرك ، أراكِ
قريباً ، إلى اللقاء .
اماجي : " تتململ قلقة " ....
الملك : " يبتسم " أريد أن أسمع صوتك قريباً
" ليسيم " خذ معك ضيفتينا ، وأوصلهما
بنفسك إلى بيتهما الجديد ، وانظر إذا
كانتا بحاجة إلى أي شيء آخر .
الأم : " تنحني " نشكرك ، يا مولاي .
اماجي : " تنظر إلى الملك مترددة " مولاي .
الملك : " يبتسم " رافقتكما الآلهة .
يخرج يسيم والأم
وماجي ، يدخل الكاهن
الكاهن : " ينحني قليلاً " حفظتك الآلهة ، يا
مولاي .
الملك : ألشكر لك ، أيها الكاهن الأعظم ، ولكل
من يحرص على اور .
الكاهن : أرسلتَ في طلبي ، يا مولاي ، وجئتُ
في الوقت المحدد ، فأنا أيضاً لدي ما أتقدم
به لجلالتك .
الملك : سننظر فيما تريد أن تتقدم به ، أيها
الكاهن الأعظم ، ولكن ليس قبل أن أنهي
حديثي معك .
الكاهن : كلي آذان صاغية ، يا مولاي .
الملك : أريد أولاً أن أطمئن على معابد كافة
الآلهة في اور ، وخاصة الإله الحامي
ننار .
الكاهن : المعابد في اور عامرة بآلهتها ، وستبقى
عامرة ، وإن كان بعضها بحاجة إلى
المزيد من الاهتمام والرعاية .
الملك : الآلهة آلهتنا ، ومعابدها أمانة في أعناقنا
، ونحن كما تعلم ، لا نقصر تجاهها ،
رغم المصاعب التي تواجهنا .
الكاهن : أنتم تعرفون ، يا مولاي ، أن الآلهة فوق
كل شيء ، والكهنة هم خدمها ورعاتها ،
وهم يعملون ليل نهار لخدمتها ونيل
رضاها .
الملك : لكل مواطن في اور المقدسة واجبه ،
وهذا واجب الكهنة .
الكاهن : لكن للآخرين أيضاً واجباتهم ، ونحن
نرجو أن يبذلوا مزيداً من الجهود للقيام
بها.
الملك : " يحدق فيه " كلفتكم بأمر له أهميته
الكبيرة ، لكنكم لم توافوني برد عليه حتى
الآن .
الكاهن : نحن مازلنا ننتظر ، ، يا مولاي ، أن
يتكلم الإله الحامي إلينا ، ليتسنى لنا أن
ننقل كلامه إليكم .
الملك : " يحدق فيه " هم م م م .
الكاهن : " يلوذ بالصمت " ....
الملك : تناهى إليّ مراراً ، أمر له خطورته ،
في الظروف التي نحن فيها ، وأرسلت لك
لأعرف حقيقة الأمر .
الكاهن : الإشاعات في مثل هذه الظروف كثيرة ،
يا مولاي ، وعلينا أن نتحرى الحقيقة ،
قبل أن نحكم بشيء .
الملك : وهذا ما أريد أن أتحقق منه ، وأعرف
رأيك فيه .
الكاهن : تفضل ، يا مولاي ، تفضل ، كلي آذان
صاغية .
الملك : تعرف أن الأعداء يزحفون نحو اور ،
وهم كما يشيع البعض ، عن عمد ، أقوياء
جداً ، وأنّ الآلهة تتخذهم أداة لمعاقبة اور،
ماذا تقول أنت ؟
الكاهن : أنا باعتباري كاهن معبد الإله الحامي
لاور ، لا أستطيع أن أقول ، أن الأعداء
الذين يزحفون بالآلاف نحو مدننا ، ليسوا
أقوياء .
الملك : آلهة اور ، وآلهة المدن الأخرى ، هي
آلهتنا الحامية ، وكهنتها إذا كانوا
مخلصين لاور وآلهتها ، لن يقولوا إلا ما
يخدم اور .
الكاهن : " متردداً " نحن لا نقول إلا ما توحيه
لنا الآلهة .
الملك : آلهة اور لن تكون ضد اور ، أما من
يكون ضد اور من داخل اور أو خارجها
، فلن نعامله إلا كعدو .
الكاهن : " يلوذ بالصمت " ....
الملك : هذا ما أردت أن أحدثك عنه ، فقل ما
أردت أن تتقدم به .
الكاهن : مولاي ، أنتم تعرفون ، أن للمعابد
حرمتها وقدسيتها .
الملك : وأنا أول من يدافع عن هذه الحرمة
والقدسية .
الكاهن : منذ أسابيع وعدد متزايد من الجند ،
المدججين بالسلاح ، يتخذون مواقعهم
حول المعابد في اور .
الملك : هؤلاء الجنود هم أبناء اور وجندها
المخلصون ، والمعابد جزء من المدينة ،
وعلينا أن نحميها .
الكاهن : لكن يا جلالة الملك ، للمعابد في اور
آلهة تحميها .
الملك : أنتم جند الآلهة ، وجند الإله الحامي
لاور ، وأرجو أن لا يبلغني إلا ما يؤكد
إخلاصكم لاور ولآلهة اور .
الكاهن : " يلوذ بالصمت " ....
الملك : مهما يكن ، فإن الجند سيبقون في
مواقعهم ، حماية للمعابد ، بيوت الآلهة
العظام .
الكاهن : " ينحني مكفهراً " أرجو أن لا يطول
هذا ، يا مولاي ، فالأعداء ، كما تعلمون
، على الأبواب .
الملك : أنتم جزء من اور ، ومصيركم جزء من
مصير اور .
الكاهن : " يطرق رأسه " ....
الملك : أراك قريباً .
الكاهن : إذا شاءت الآلهة " يتجه إلى الخارج
بخطوات مضطربة " .
الملك يتابع الكاهن
بنظره حتى يخرج
إظلام
المشهد الثالث
اماجي تجلس تحت شجرة
في البستان ، تدخل الأم
الأم : اماجي .
اماجي : " تعتدل " ماما .
الأم : لا أرى الأمير معك ، يبدو أنه عاد إلى
القصر .
اماجي : لا يا ماما ، لم يعد " تبتسم " إنه
يلاحق الغزالة والخشف .
الأم : لقد كبر الخشف .
اماجي : " تنظر إلى أمها " ....
الأم : أنت أيضاً تكبرين على ما يبدو ، يا
بنيتي .. اماجي .
اماجي : لكن عمري ، يا ماما ، اربعة عشر
عاماً .
الأم : " تجلس إلى جانبها " بل حوالي
خمسة عشر .
اماجي : مهما يكن " تبتسم " ما زلت خشفة
صغيرة .
الأم : لقد تزوجني أبوك ، وأنا في حوالي
الربعة عشرة .
اماجي : أنت محظوظة ، يا ماما .
الأم : " تنظر إليها مندهشة " ....
اماجي : إنني أتذكر أبي ، كان وسيماً للغاية .
الأم : " تبتسم " ولهذا تزوجته ، رغم أنه
صياد سمك ، جعلني أعيش في كوخ
صغير على ضفاف الهور .
اماجي : لكنك عشتِ سعيدة معه ، وفضلت
الهور على اور .
الأم : وصرت أسعد ، حين وضعتك ، بعد
سنة من زواجنا تقريباً .
اماجي : " تنظر إليها صامتة " ....
الم : أنت تشبهينه في كل شيء " تحدق فيها
" بنيتي .
الأم : ألا تحنين إلى الكوخ الصغير ،
وضفاف الهور ، والأسماك ، والطيور ،
وغابات القصب ؟
اماجي : هذا ما تحنين إليه أنت ، يا ماما .
الأم : " تنظر إليها صامتة " ....
اماجي : ماما ، أراك مهمومة قلقة ، صارحيني
، ما الأمر ؟
الأم : الحياة هناك ، على ضفاف الهور ،
بسيطة ، طيبة ، وآمنة .
اماجي : وكذلك الحياة هنا .
الأم : ربما ، لكني لسبب ما ، لا أعرفه
بالضبط ، أشعر بالقلق .
اماجي : لعل السبب ما يتردد عن زحف الأعداء
نحو اور .
الأم : هذا أحد الأسباب ، يا اماجي .
اماجي : الخطر عند الهور ربما أشد ، فالأعداء
في كمل مكان ، ونحن هنا ، على الأقل ،
وراء الأسوار ، والجنود يحموننا .
الأم : " تهب واقفة " أظنه الأمير .
اماجي : " تنظر إلى الخارج " نعم ، إنه هو ،
لابد أنه جاء بالخشف .
الأم : " تتأهب لدخول البيت " سأمضي إلى
الداخل ، الطعام على النار ، وعليّ أن
أراقبه .
اماجي : كما تشائين ، يا ماما .
الأم : " تخرج مسرعة " ....
اماجي : إنني أتفهم قلق ماما ، فالحقيقة أن بعض
تصرفات الملك غريبة ، وغامضة ، ولا
أدري أذا كان يسيم قد انتبه إليها أم لا "
تبتسم " ها هو يسيم قادم ، والخشف بين
يديه .
يدخل يسيم حاملاً
الخشف ، ويقترب من اماجي
يسيم : ها هو الخشف .
اماجي : لقد تأخرت .
يسيم : حاولت أمه اليوم ، أن تخفيه عني "
يقدم الخشف لها " لكن هيهات .
اماجي : " تأخذ الخشف " ستأتي أمه حالاً ،
إنها لا تستطيع الافتراق عنه .
يسيم : " يجلس إلى جانبها " أنا أيضاً لا
أستطيع الافتراق عنك .
اماجي : " تنظر إليه مبتسمة " ....
يسيم : هذا يعني إنك غزالتي .
اماجي : " تقبل الخشف " بل ربما يعني إنني ..
خشفك ، يا يسيم .
يسيم : " ينظر إليها " هذا ما أتمناه .
اماجي : أنت خشفي ، يا يسيم .
الغزالة : " من الخارج " ماع .. ماع .
يسيم : اسمعي ، إنها الغزالة .
اماجي : " تهب واقفة " أرأيت ؟ لقد جاءت
سريعاً .
الغزالة : " تدخل ممأمئة " ماع .. ماع .
اماجي : " تهب واقفة " لا تقلقي ، هذا خشفك "
تطلق الخشف " خذيه .
يسيم : انظري ، إنها تقبله .
اماجي : " للغزالة " هيا خذي صغيرك ،
واذهبي به حيث تريدين .
الغزالة : " تدفع الخشف برفق وتخرج به "
....
اماجي : الغزالة المحبة الطيبة ، إنها تحبه
وترعاه .
يسيم : أليس خشفها ، يا خشفي ؟
اماجي : " تنظر إليه " ....
يسيم : حين أتيت ، حاملاً الخشف ، لمحت
أمك تدخل البيت .
اماجي : نعم ، كانت معي ، ومضت إلى الداخل
، عندما رأتك عائداً .
يسيم : يخيل إليّ ، وأرجو أن أكون واهماً ،
أنها في الفترة الأخيرة ، تبدو قلقة ،
وغير مرتاحة .
اماجي : قالت لي ، إنها تحن إلى الكوخ والهور
والطيور .
يسيم : " ينظر إليها صامتاً " ....
اماجي : ربما ليس هذا هو السبب الأساس ، أنت
تعرف الظروف ، يسيم .. أريد أن
تطمئنني .
يسيم : اطمئني ، يا اماجي ، أنتِ معي .
اماجي : وهذا ما يطمئنني ، يا يسيم .
يسيم : " يحدق فيها " اماجي .
اماجي : " تحدق فيه مبتسمة " ....
يسيم : أنت صغيرة ، يا خشفي .
اماجي : وأنت لا تبدو كبيراً .
يسيم : أنا تجاوزت العشرين .
اماجي : وأنا بلغت الخامسة عشر ..
يسيم : " ينظر إليها مبتسماً " ....
اماجي : حسن ، سأبلغ الخامسة عشرة ، بعد
شهرين أو ثلاثة أشهر ، لا أكثر .
يسيم : رغم هذا تبدين أصغر من عمرك ، أنت
خشفة .
اماجي : حتى الخشفة تكبر ، وتصير غزالة ،
إذا أردتَ .
يسيم : لا يا اماجي ، ابقي خشفة .
اماجي : سأبقى ، من أجلك ، وبمساعدتك .
يسيم : " ينظر إليها مبتسماً " ....
اماجي : لعل الخشفة تبقى خشفة ، لفترة ليست
غير محددة ، إذا حظيت بمن يرعاها ،
ويشعرها بأنها خشفة .
يسيم : اطمئني ، يا اماجي ، أنتِ حظيتِ ..
اماجي : وهذا ما سيبقيني .. خشفة .
الأم تدخل مسرعة ،
اماجي تبتعد عن يسيم
الأم : مولاي .. مولاي .
يسيم : ما الأمر ؟
الأم : جلالة الملك ، جاء .
يسيم : " يتلفت " لابد أن أذهب " يتراجع "
لا أريد أن يعرف أنني كنت هنا .
الأم : مولاي ، اخرج من باب البستان ،
فحرس جلالة الملك ، يقفون أمام باب
البيت .
يسيم : " يتجه مسرعاً إلى الخارج " إلى
اللقاء ، يا اماجي .
اماجي : " تلوّح له قلقة " ....
يسيم " يخرج بسرعة " .....
اماجي : ماما .
الأم : لابد أن أذهب بسرعة ، فلعل الملك
الآن داخل البيت .
اماجي : سأبقى هنا .
الأم : لا يا اماجي ، عليك أن تدخلي ،
وترحبي
بجلالة الملك .
اماجي : ماما .
الأم : إنه يأتي ليراك .
اماجي : ماما !
الأم : وهذا ما يثير قلقي .
اماجي : إنه الملك ، يا ماما .
الأم : أنتِ مازلتِ صغيرة ، يا بنيتي " تلتفت
وتنظر نحو البيت " جلالة الملك ، ها هو
قادم .
الملك يدخل وحده ،
الأم تسرع إليه
الأم : مولاي .
الملك : لمحتكما من الداخل ، فجئت إليكما ،
المكان هنا جميل .
الأم : هذه بعض أفضالك ، يا مولاي .
الملك : " ينظر إلى اماجي " مررت من هنا ،
في طريقي لتفقد مواقع الجند ، فأردت أن
أزوركما .
اماجي : " تتطلع إليه صامتة " ....
الأم : هذا شرف كبير لنا ، يا مولاي .
الملك : " مازال ينظر إلى اماجي " إنني
عطشان ، أريد شراباً منعشاً .
الأم : " تتراجع " أمر مولاي " تخرج " .
الملك : " مازال ينظر إلى اماجي " اماجي .
اماجي : " تنظر إليه قلقة " ....
الملك : تعالي .
اماجي : " تقترب منه مترددة " ....
الملك : اسمعيني صوتك .
اماجي : " بصوت خافت " مولاي .
الملك : لم أسمعكِ ، قوليها ثانية ، يا اماجي ،
بصوت أعلى .
اماجي : " بصوت أعلى " مولاي .
الملك : صوتك جميل مثلك ، أريد أن أسمع
صوتك أكثر وأكثر ، تكلمي .
اماجي : ماذا أتكلم ، يا مولاي ؟
الملك : لا يهم ما تتكلمينه ، المهم أن تتكلمي ،
أن أسمع صوتك .
اماجي : " حائرة " مولاي .
الملك : ستأتين عندي ، في جناحي ، داخل
القصر ..
اماجي : " تنظر إليه مذهولة " ....
الملك : ليس الآن ، ربما بعد أيام ، وأسمعك
تتكلمين ، ولو عما تطبخين .
اماجي : إنني لا أطبخ ، يا مولاي .
الملك : " يضحك " هذا لا يهم ، المهم أن
تكوني إلى جانبي ، وتتكلمي .
اماجي : " تلوذ بالصمت " ....
الأم : " تدخل حاملة الشراب " مولاي .
الملك : " ينظر إليها " ....
الأم : الشراب ، يا مولاي .
الملك : شكراً ، لا أحتاجه ، لقد ارتويت .
الأم : " تقف مذهولة " ....
الملك : علمي اماجي الطبخ .
الأم : " جامدة " مولاي .
الملك : عليّ أن أذهب الآن ، لابد أن أتفقد
مواقع الجند على الأسوار .
الأم : " تنحني " لتحفظك الآلهة ، وتنصرك
على الأعداء .
الملك : " يتجه إلى الخارج " .
الأم : " تسير وراءه " رافقتك السلامة ، يا
مولاي .
الملك يخرج ، الأم تخرج
وراءه ، اماجي تبقى وحدها
إظلام
المشهد الرابع
ممر فوق السور ،
جنديان مددجان بالسلاح
الأول : يا للعجب ، لم يأتِ جلالة الملك اليوم
حتى الآن .
الثاني : نعم ، لقد تأخر ، لكنه سيأتي حتماً ،
وإلا لأتى القائد .
الأول : تباً للأعداء ، إنهم يجتاحون البلاد
كالجراد ، يحرقون الأخضر واليابس .
الثاني : ورغم ذلك ، فإن جندنا يقفون في
أماكنهم ، داخل اور وخارجها .
الأول : لا عليك ، يا صديقي ، فالملك أدرى بما
ينبغي عمله ، لمواجهة الأعداء .
الثاني : ربما أنت محق ، لكن القلق يحرق قلبي
على اور .
الأول : الكلّ تحترق قلوبهم خوفاً وقلقاً على
مدينتنا .. اور المقدسة .
الثاني : ليس الكلّ ، يا صديقي ، فهناك من
يحترق قلقاً على مصالحه .
الأول : نعم ، أنت محق .
الثاني : " ينظر إلى الخارج " جاء الكاهن في
موعده .
الأول : قلة هم الكهنة ، الذين يغادرون معابدهم
، ويصعدون إلى الأسوار .
الثاني : يقال أن بعض الكهنة ، من مختلف
المعابد في اور ، بدأوا يتسللون ليلاً
خارج الأسوار .
الأول : ليس بعض الكهنة فقط ، بل بعض
التجار والأغنياء أيضاً ، يفرون بذهبهم
وفضتهم ووأحجارهم الكريمة .
الثاني : هؤلاء الفئران يظنون أن اور ستغرق ،
، وأن الأعداء الجراد سيجتاحونها ،
ولهذا تراهم يفرون .
الأول : " ينظر إلى الخارج " الكاهن .
يدخل الكاهن الشاب،
ويقترب من الجنديين
الكاهن : طاب صباحكما ، أيها البطلان .
الأول : طاب صباحك .
الثاني : أهلاً ومرحباً .
الكاهن : " يقدم لهما تمراً " تفضلا ، هذا تمر
جيد ، مما نجنيه من بساتين المعبد صيفاً
، ونحتفظ به في المخازن .
الأول : " يأخذ تمرة " أشكرك .
الثاني : " مازحاً " تعطونا التمر ، وتستأثرون
أنتم بالشراب " يأخذ تمرة " يا لها من
قسمة عادلة .
الكاهن : " يبتسم " الشراب نفسه ليس لكل
الكهنة في المعبد ، فالجيد واللذيذ والمعتق
منه ، خاص للكاهن الأعظم ، والمقربين،
من الكهنة وغير الكهنة .
الأول : " يلوك التمرة " تمر لذيذ .
الثاني : تذوقه شراباً ، كما يفعل الكهنة ، ثم
تحدث عن لذته " للكاهن وهو يلوك
التمرة " آه منكم .
الأول : أيها الكاهن ، نراك كلّ يوم تقريباً فوق
الأسوار ، وهذه ليست من مهامكم أنتم
الكهنة ، بل مهمتنا نحن الجند .
الكاهن : يا ولدي ، اور المقدسة للجميع ،
ومهمتنا جميعاً أن ندافع عنها .
الثاني : هذا صحيح ، لكن يقال ، إن بعض
الكهنة ، صغاراً وكباراً ، بدأوا يتركون
المعابد والآلهة ، ويتسللون هاربين خارج
اور .
الكاهن : الجبناء والخونة موجودون في كلّ
زمان ومكان ، وكهنة المعابد في اور ،
ليسوا استثناء .
الأول : إذا سقطت اور ..
الكاهن : " يقاطعه " لن تسقط اور ، لن تسقط
مدينتنا المقدسة بعون الآلهة ، وعونكم
أنتم ، أيها الأبطال .
الثاني : " ينظر إلى الخارج " انتبها ، جاء
الضابط .
الأول : " ينظر بدوره " هذا الضابط ، أنا لا
أرتاح له ، ولا أعرف لماذا " يتجه إلى
الخارج " ..
الثاني : " يلحق به " ....
يخرج الجنديان مسرعين ،
ويدخل الضابط متلفتاً
الضابط : أيها الكاهن ، مكانك في المعبد ، وليس
هنا ، فوق السور .
الكاهن : إنني مواطن ، كأي مواطن آخر من
اور ، وسواء كنت كاهناً أم لا ، فإنني
سأحمل السيف ، وأدافع عنها ، إذا
اقتضى الأمر .
الضابط : عد إلى المعبد ، سيأتي الملك بعد
قليل ، ويتفقد هذا المكان .
الكاهن : لتكن الآلهة مع جلالة الملك ، فهو بطل
هذه المدينة المقدسة ، وسورها الصلب ،
التي سيتحطم الأعداء والخونة على
صخوره .
الضاط : اذهب الآن ، وقل هذا للآلهة في المعبد
، لعلها تصغي إليك .
الكاهن : " يحدق فيه حانقاً " ....
الضابط : لا مكان فوق الأسوار لغير الجند "
يدفعه " اذهب .
الكاهن : " يتجه إلى الخارج على مضض "
....
الضابط : أسرع ، أسرع ، لا أريد أن أراك هنا
بعد اليوم .
يخرج الكاهن ، يدخل
جندي من الطرف الآخر
الضابط : " يتلفت " ....
الجندي : سيدي ..
الضابط : تكلم بصوت خافت .
الجندي : كلً شيء على ما يرام ، يا سيدي .
الضابط : والرامي في موقعه ؟
الجندي : نعم ، يا سيدي .
الضابط : " ينظر إلى الخارج " هذا الكاهن الأبله
، مازال فوق السور ، اذهب وأبعده ، ثم
عد إلى مكانك .
الجندي : نعم سيدي " يخرج " .
الضابط : اور ، لقد حانت النهاية ، إن الآلهة
نفسها بدأت تغادرك " ينظر إلى الخارج
" ها هو الملك ، يرافقه القائد " يتجه إلى
الخارج " فلأبتعد " يخرج مسرعاً " .
يدخل الملك ، وإلى
جانبه يسير القائد
القائد : الأعداء يتقدمون ، وقد اجتاحوا العديد
من المدن ، يا مولاي ، لابد من
مواجهتهم ، وصدهم وإلا ..
الملك : أنت تعرف أن الأعداء كثيرو العدد ،
وأقوياء جداً ، ولا نريد أن نفرط بعدد
من جنودنا ، قد نحتاجهم في معركة
الدفاع عن اور .
القائد : أخشى أنهم ، لهذا السبب بالذات ،
يظنون أننا ضعاف ، وخائفون ،فيتمادون
في غيهم ، ولعل هذا يؤثر على الجبهة
الداخلية .
الملك : الجبهة الداخلية ، هذا ما يجب أن
نراقبه بدقة ، استعداداً للمعركة الحاسمة ،
وهي آتية لا ريب فيها .
القائد : مولاي ، نحن نولي هذا الموضوع
اهتماماً خاصاً ، ونحن نقدم لكم تقريراً
مفصلاً بذلك كلّ يوم .
الملك : لقد تناهى إليّ ، من مصادر أخرى ، أن
بعض الكهنة يغادرون اور .
القائد : لعل في بعض هذا شيئاً من الصحة ،
لكنهم مازالوا قلة .
الملك : وهؤلاء ، الذين تسميهم قلة ، أشاعوا
ويشيعون ، بأن الآلهة نفسها تخلت عن
اور ، وغادرت معابدها دون رجعة .
القائد : هذا ما يشاع عن الكهنة ، يا مولاي ،
ولا أظن أن كله صحيح .
الملك : وحتى بعض التجار والأغنياء ، أخذوا
بعض ثرواتهم ، وغادروا اور .
القائد : مولاي ، أنت تعرف أنّ في أيام الشدة ،
تبرز مثل هذه الظواهر في كلّ مكان ،
واور ليست استثناء ، لكنها مازالت قليلة
، ومعزولة ، وتحت السيطرة .
الملك : بل وتناهى إليّ أيضاً ، وهذا ما لا أريد
أن أصدقه ..
القائد : " ينظر إلى الملك متوجساً " ....
الملك : هناك من يتآمر على حياة الأمير يسيم
.. ولي العهد ..
القائد : مولاي ..
الملك : بل وعلى حياتي أيضاً .
القائد : " يفغر فاه " ....
الملك يصاب ، في هذه
اللحظة ، بسهم يأتي من الخارج
الملك : " يتداعى متألماً " آآآي .
القائد : " يسرع إليه " مولاي .
الملك : أرأيت ؟ " ينزع السهم بقوة " إنها
المؤامرة .
القائد : " يسند الملك " مولاي .. مولاي .
الملك : ناد ِ الحرس ، هيا بسرعة .
القائد : " يصيح مستنجداً " أيها الحرس ..
النجدة .. النجدة .. النجدة .
يدخل ضابط وجنديان ،
ويسرعون إلى الملك
الضابط : مولاي ، يا للآلهة ، الملك مصاب ،
ماذا جرى ؟
القائد : أيها الضابط ..
الضابط : خذ بعض الحرس ، وطوقوا المنطقة
كلها ، والقوا القبض على من أطلق السهم
، ومن يقف وراءه ، وجيئوني بهم إلى
القصر .
الضابط : أمر مولاي " يخرج مسرعاً " .
الملك : يا للخونة الغادرين ..
القائد : مولاي ..
الملك : ما تناهى إليّ ، عن وجود مؤامرة ،
صحيح إذن .
القائد : لن يفلت المتآمرون والخونة ، يا مولاي
، سنلقي القبض عليهم ، وينالوا جزاءهم
العادل .
الملك : خذوني إلى القصر ، لابد أن أطمئن
على سلامة ولي العهد ، ابني يسيم .
القائد : مولاي ، أنت جريح ، وجرحك ليس
هيناً ، يجب أن نعالجه ، بأسرع وقت
ممكن .
الملك : " يتحامل على نفسه " أسندوني ، هيا
، خذوني إلى القصر .
القائد : " للجنديين " أسندوا جلالته جيداً ، هيا
.. هيا .
الملك : " يسير ببطء " آه .. يبدو أن الجرح ..
مازال ينزف .
القائد : اطمئن ، يا مولاي ، سيكون الطبيب
موجوداً ، حالما نصل القصر ، وسيعالج
جرحك هذا ، وستشفى .
الملك : " يسير متألماً " هؤلاء المتآمرون لا
يستهدفونني فقط .. بل يستهدفون اور ..
في الأساس .
القائد : " يساعده على السير " ستبقى اور ،
وستبقى أنت على رأسها ، بعون الآلهة يا
مولاي .
يخرج الملك ، يسنده
القائد وكذلك الجنديان
إظلام
المشهد الخامس
الملك في فراشه ،
وبجانبه القائد والطبيب
الطبيب : " يضمد الجرح " إنني مطمئن الآن ،
يا مولاي ، فالجرح يتحسن ، ويستجيب
للعلاج ، وخلال أيام قلائل ستشفى بعون
الآلهة .
القائد : والمهم أن السهم نفسه ، كما أكد الطبيب
، سهم عادي ، ولا أثر فيه لأي نوع من
السموم الخطرة .
الطبيب : " يشدّ الجرح " هذا أكيد ، وإلا لكان
هناك خطر من الصعب تلافيه .
الملك : مهما يكن ، فالخونة والمتآمرون ،
يجب أن لا يفلتوا من العقاب .
القائد : مولاي ، لقد ألقينا القبض على مطلق
السهم ، ولحماس الجنود وغضبهم ، لم
يصمد بين أيديهم ، ونفق كما ينفق الكلب
الأجرب .
الملك : هذا خطأ ، كان عليكم ، قبل ذلك ، أن
تحققوا معه ، وتعرفوا أبعاد المؤامرة ،
ومن يقف وراءها .
القائد : عفواً مولاي ، لقد سبقني الجنود إليه ،
لكني سأتابع المتآمرين ، ولن يهدأ لي بال
حتى ألقي القبض عليهم ، وأنزل بهم
القصاص العادل .
الملك : هذا ما أريده منك ، فتعريض اور
للخطر لن يمرّ بدون عقاب ، اذهب الآن
، وتفقد مواقع الجند ، فالأخبار لا تبشر
بخير .
القائد : اطمئن ، يا مولاي ، لن يغمض لي
جفن ، مادامت اور في خطر .
الملك : باركتك الآلهة .
القائد : " ينحني ثم يخرج " ....
الملك : أيها الطبيب .
الطبيب : نعم ، يا مولاي .
الملك : أنت ترى ما تعرضت له ، وما تتعرض
له اور .
الطبيب : هذا امتحان ، يا مولاي ، نعم إنه
امتحان صعب ، لكن الآلهة كلها معكم ،
ولن تخذلكم في هذه الظروف ، فاور
العظيمة من صنعكم ، وستبقى ما دمتم
باقين على رأسها .
الملك : " يهز رأسه " الأعداء يقتربون ،
وهم همج متوحشون ، وأخشى أن لا
تصمد اور أمامهم .
الطبيب : مولاي ..
الملك : لقد سقطت مدن عديدة ، حصينة وقوية
، أمام هجماتهم الهمجية ، واور الرقيقة
المتحضرة أخشى أن لا تصمد أمام
هؤلاء الهمج المتوحشين ؟
الطبيب : مولاي ..
الملك : هذا أقوله لك أنت ، أيها الطبيب ،
وكأنما أقوله لنفسي ، وليس لأي شخص
آخر من اور الجريحة .
الطبيب : لتكن ثقتك عالية باور ، وبآلهة اور ، يا
مولاي .
الملك : " ينظر إليه حزيناً " ....
الطبيب : ستتعافى ، يا مولاي ، وستتعافى معك
.. اور المقدسة العظيمة ، وسيهزم
الأعداء شرّ هزيمة .
الملك : " يطرق صامتاً " ....
الطبيب : " يلوذ بالصمت هو الآخر " ....
الحاجب : " يدخل ويقترب من الملك " مولاي .
الملك : " يبقى مطرقاً " ....
الحاجب : " ينحني عليه " مولاي .
الملك : " يرفع رأسه " جاءت اماجي ؟
الحاجب : لا ، يا مولاي ..
الملك : لكني أمرتك ، قب قليل ، أن ترسل من
يأتي بها .
الحاجب : وهذا ما فعلته ، يا مولاي ، وستأتي في
الحال .
الملك : " يبعد نظره عنه " ....
الحاجب : مولاي ، أردت أن أعلمكم ، بأن الأمير
قادم .
الملك : أخبره حالما يصل ، بأني مستيقظ ، وأن
الطبيب معي ، اذهب .
الحاجب : " ينحني " أمر مولاي .
الحاجب يتجه إلى الخارج ،
الأمير يسيم يدخل مسرعاً
يسيم : أبي .
الملك : " يلتفت إليه " يسيم .
يسيم : تبدو اليوم أفضل ، يا أبي .
الطبيب : هذا ما أقوله لجلالته .
الملك : " يهز رأسه " ....
الطبيب : فالجرح يندمل ، يا مولاي ، وستتعافى
بعد أيام .
الملك : إنني لا أهتم بجرحي ، ما يهمني الآن
جروح اور .
يسيم : اور بخير ، يا أبتي ، وستبقى بخير
مادمت أنت بخير .
الملك : الأعداء يقتربون بقواتهم الهمجية ، يا
يسيم ، ويوشكون على حصار اور ، من
جميع الجهات .
يسيم : لا خوف على اور ، يا أبتي ، فهي قوية
بك وبرجالك الشجعان .
الملك : بنيّ ، لم تعد صغيراً ، إن هذه الظروف
أنضجتك ، أنت الملك الآن .
يسيم : لا يا أبي ، أنت مليكي وملك اور ،
حتى النهاية .
الملك : أريد منك أن تبقى إلى جانب القائد ،
تستفيد من خبرته ، وتكون له سنداً
بإيمانك وشبابك .
يسيم : سأذهب الآن ، يا أبتي ، فالقائد
ينتظرني لنكمل تفقد مواقع الجند فوق
الأسوار .
الملك : رعتك الآلهة ، يا بنيّ ، امض ِ .
يسيم يتجه إلى الخارج ،
تدخل اماجي وأمها
يسيم : " يتوقف مندهشاً " اماجي .
اماجي : " وكأنها تستغيث به " يسيم .
يسيم : " ينظر إلى الأم " ....
الأم : جلالة الملك أرسل صباحاً في طلب
اماجي ، فجئت معها .
يسيم : " ينظر إلى الملك " ....
اماجي : يسيم ، لا تتركني وحدي .
يسيم : " متشككاً " اطمئني ، يا اماجي ، أنت
في حضرة الملك .
الطبيب : " يتقدم منهم " اماجي ؟
اماجي : " تنظر إليه قلقة " ....
الأم : نعم ، إنها ابنتي ، اماجي .
الطبيب : جلالة الملك ، يريد أن تبقي أنت بالذات
، إلى جانبه .
اماجي : " تنظر إلى يسيم مستغيثة " يسيم ..
يسيم .
الطبيب : جلالة الملك مريض ، وهو بحاجة الآن
إلى من يبقى إلى جانبه ، ويرعاه ، ويلبي
حاجاته .
يسيم : اماجي مازالت صغيرة ، ، وليس لها
خبرة في مثل هذه الأمور ، وأرى أن
أمها ربما تكون أفضل .
الطبيب : أنا معك ، يا مولاي ، إنها صغيرة فعلاً
، لكن الأمر لا يعود لي ، هذه رغبة
جلالة الملك .
يسيم : " ينظر إلى الملك " ....
الطبيب : جلالة الملك جريح ، صحيح أن جرحه
ليس خطيراً ، لكن جلالته بحاجة إلى
رعاية مستمرة .
يسيم : " لاماجي " اطمئني ، أبي بحاجة إليك
، سأكون إلى جانبك دائماً .
اماجي : يسيم .
الطبيب : تعالي ، يا ابنتي ، الملك ينتظرك ،
تعالي ، تعالي .
يسيم : لدي مهمة عاجلة ، سأذهب الآن ،
وأعود بعد قليل " يتجه إلى الخارج " .
اماجي : لتكن الآلهة معك .
يسيم : " يخرج مسرعاً " ....
الطبيب : هيا ، يا ابنتي .
اماجي : " تلوذ بأمها " ماما .
الأم : " تدفعها برفق " بنيتي ، لم تعودي صغيرة ، جلالة الملك بحاجة إليك .
الطبيب يتقدم إلى الملك ،
وخلفه تسير اماجي وأمها
الطبيب : مولاي .
الملك : " يحدق فيه " ....
الطبيب : جاءت اماجي ، يا مولاي .
الملك : " يعتدل " اماجي .
الطبيب : " يشير إليها " ها هي اماجي ، يا مولاي .
الملك : " يحدق في اماجي " ....
الطبيب : " يشير إلى الأم " وهذه أمها ، جاءت
معها .
الملك : " مازال ينظر إلى اماجي " أهلاً ومرحباً .
الأم : " تنحني عليه " شفتك الآلهة ، يا
مولاي .
الملك : إن جرحي عميق ، يا اماجي .
الأم : الآلهة التي تحمي اور ، ستحميك ، يا مولاي ، وتشفي جرحك ، مهما كان عميقاً .
الملك : ابقي ، يا اماجي .
اماجي : " تجمد ناظرة إلى أمها " ....
الملك : إنني بحاجة إليكِ .
الطبيب : ابقي ، يا ابنتي .
اماجي : " بصوت خافت " ماما .
الملك : " للطبيب " خذ الأم معك ، ولتبق في القصر معززة مكرمة .
الطبيب : أمر مولاي " للأم " تعالي نذهب ، يا سيدتي .
الأم : " تنظر إلى اماجي مشفقة " ....
الطبيب : هيا يا سيدتي ، هيا ، هيا .
الطبيب والأم يخرجان ،
اماجي تقف جامدة
الملك : اماجي .
اماجي : " تبقى جامدة " ....
الملك : تعالي ، يا اماجي ، اقتربي .
اماجي : " تقترب خائفة مترددة " ....
الملك : اجلسي هنا " يشير إلى طرف السرير
" اجلسي .
اماجي : " مترددة " مولاي .
الملك : اجلسي ، أريد أن أتحدث معك .
اماجي : " تجلس مترددة " ....
الملك : " يتطلع إليها " أنتِ لا تعرفين ، لماذا
أرتاح إليك ، يا اماجي ..
اماجي : مولاي ..
الملك : وأريدك دائماً إلى جانبي .
اماجي : " تنظر إليه صامتة " ....
الملك : عندما كنت في عمر يسيم ، وربما
أصغر قليلاً ، تعلقت بفتاة في عمرك ،
وكانت تشبهك كثيراً ..
اماجي : " تتطلع إليه بشيء من التعاطف "
....
الملك : لم تغب عني عمري كله ، لكن ملامحها
، ربما بفعل الأيام والسنين ، شحبت قليلاً
، وما إن رأيتك ، أول مرة على شاطىء
الهور ، قرب كوخكم المتواضع ، حتى
عادت ملامحها ، وكأنها لم تغب عني
يوماً واحداً ..
اماجي : " تزداد تعاطفاً معه " ....
الملك : وقتها أردتها لي ، رغم أن أباها كان
بستانياً متواضعاً ، لكن أبي الملك صدني
عنها ، بل وأبعد البستاني المسكين وابنته
، إلى حيث لا أدري .
اماجي : " تتنهد رغم إرادتها " آه .
الملك : تزوجت بعد ذلك أميرة من اوروك ،
وكانت فتاة جميلة ، هادئة ، طيبة ،
أعطتني يسيم وابنتين جميلتين ، تزوجهما
أميران لهما مكانتهما من خارج اور ،
لكن تلك الفتاة ، ابنة البستاني ، ظلت
زهرة راقدة ، في مكان ما من أعماقي ،
حتى رأيتك ، فتفتحت وأخذتني إلى أيامي
الأولى معها.
اماجي : " مترددة " مولاي .
الملك : آه ، ها أنت تتكلمين ، يا اماجي .
اماجي : أنت متعب ، يا مولاي ، ليتك تنام
وترتاح قليلاً .
الملك : حقاً إنني متعب ، وأريد أن أنام ، لعلي
أرتاح .
اماجي : نم يا مولاي ، نم ، سأبقى هنا ، إلى
جانبك .
الملك : " ينظر إليها مبتسماً " اماجي .
اماجي : مولاي .
الملك : أرجو أن تكون أمك قد علمتك ..
الطبخ .
اماجي : " تبتسم خجلة " قليلاً ، يا مولاي .
الملك : حدثيني قليلاً ، يا اماجي ، عن بعض
هذا القليل .
اماجي : " تغالب ابتسامتها " مولاي .
الملك : تكلمي ، مهما كان هذا القليل .
اماجي : " تبتسم بشيء من الخجل " تعلمت
كيف أقلي البيض .
الملك : " يبتسم " حسن حدثيني كيف تقلين
البيض .
اماجي : " خجلة " مولاي .
الملك : حدثيني لعلي أنام .
اماجي : " تبقى صامتة " ....
الملك : لن أنظر إليك " يغمض عينيه " هيا
تحدثي .
انيبم : مولاي ، أضع قليلاً من الزيت في
المقلاة ..
الملك : وبعد ..
اماجي : وأضع الإناء على النار ، حتى يسخن
الزيت ..
الملك : " يهمهم " هم م م م .
اماجي : " تراقب الملك وهو يغفو " ثم أكسر
البيضة ، وأضعها فوق الزيت ، و ..
الملك : " يغط في النوم " خ خ خ خ خ .
اماجي تصمت ، وتنظر إلى
الملك النائم بشيء من الحنان
إظلام
المشهد السادس
الملك راقد ، الطبيب
يتفحصه ، وبجانبه اماجي
الطبيب : الجرح يكاد يندمل .
اماجي : لكن حالة جلالة الملك الصحية ، لا
تتحسن ، بل يبدو وكأنها تتراجع .
الطبيب : وهذا ما يحيرني ، ولا أجد له سبباً
مقنعاً .
اماجي : إنه أحياناً ، كما هو الآن ، يستغرق في
غيبوبة عميقة ، يفيق منها متعباً ، خائر
القوى .
الطبيب : إنني عاجز عن معرفة السبب ، ولا
أعرف علاجاً لهذه الحالة الغريبة ،
وأخشى أن تتطور إلى الأسوأ .
اماجي : يا ويلنا ، اور تواجه محنة قاتلة ، وهي
أحوج ما تكون إلى الملك قوياً معافى ، ما
العمل ؟
الطبيب : نحن نواجه محنة متداخلة ، إحداهما
أخطر من الأخرى ، اور والملك .
اماجي : أنت طبيب ، وعليك أن تعالج جلالة
الملك ، وتنقذه .
الطبيب : هذا ما أقوم به ، وسأبقى إلى جانبه
حتى النهاية ، عسى أن تتولاه الآلهة
برعايتها ورحمتها .
اماجي : آه .
الطبيب : آلهة اور رحيمة ، ولن تتخلى عن
جلالة الملك ، في محنته هذه .
اماجي : أخشى أن يكون ما تواجهه اور من
محن له أثره على جلالة الملك .
الطبيب : هذا أمر غير مستبعد ، وما يجب أن
نخشاه أكثر ، تداعيات الأوضاع ،
وتنامي حصار الأعداء لاور " يتأهب
للخروج " .
اماجي : أيها الطبيب ، جلالة الملك بأمس
الحاجة إليك ..
الطبيب : وبحاجة إليك أيضاً .
اماجي : إنني ، كما ترى ، لا أفارقه ، فابق أنت
أيضاًعلى مقربة منه .
الطبيب : اطمئني " يتجه إلى الخارج " لن أبتعد
عن جلالة الملك ، حتى النهاية .
اماجي : " تسير إلى جانبه " وهذا ما سأفعله أنا
أيضاً ، مهما كانت الظروف .
الطبيب : " عند الباب " بوركت ، يا ابنتي ،
سأعود بعد قليل لعلي أجده مستيقظاً .
اماجي : سأنتظرك .
الطبيب : " وهو يخرج " لن أتأخر .
اماجي : " تهم بالعودة إلى الملك " ....
الأم : " من الخارج " اماجي .
اماجي : " تتوقف " ماما .
الأم : " عند الباب " جلالة الملك ، كيف
حاله اليوم ؟
اماجي : الطبيب غير مرتاح لحالته ، وهو الآن
مستغرق في غيبوبة عميقة .
الأم : بنيتي ، الأعداء على وشك أن يقتحموا
أحد أبواب اور ، والعديد من الكهنة
والأغنياء يغادرون اور خلال الليل .
اماجي : ماما ، لسنا من الكهنة ، ولا من
الأغنياء .
الأم : بنيتي ، أنت تعرفين ، إنني أخاف عليك
، أكثر مما أخاف على نفسي ، فلم يبق لي في هذا العالم غيرك .
اماجي : نحن من اور ، يا ماما ، ومصيرنا من
مصير اور وأهلها .
الأم : بنيتي ، لتهدِك الآلهة ، لنهرب من هذا
الجحيم ، ونعد إلى كوخنا الآمن على
شاطىء الهور .
اماجي : لا يا ماما ، لن أغادر اور .
الأم : بقاؤنا في اور ، في هذه الظروف ،
يعني الموت المحقق .
اماجي : ماما ، اذهبي أنت ، وعودي إلى الكوخ
، أما أنا فسأبقى .
الأم : فكري ، يا اماجي ، يسيم ربما لن
يتسنى له القدوم إلى هنا في هذه الظروف
، ومن يدري ما مصيره إذا سقطت اور
في أيدي الأعداء.
اماجي : جلالة الملك مريض ، وهو بحاجة إليّ
، ولن أتركه ، مهما كلف الأمر .
الأم : هذا جنون ، أنت فتاة صغيرة ،
ومستقبلك ليس هنا .
اماجي : ماما ، اذهبي الآن .
الأم : العديدون يهربون ، تعالي نهرب ،
ونعود إلى كوخنا ، على طرف الهور .
اماجي : لن أهرب ، سأبقى هنا ، إلى جانب
الملك ، حتى النهاية .
الأم : تلك المنطقة آمنة ، لنذهب إليها ، حتى
ينجلي الموقف .
اماجي : كلا .
الملك : " يتململ في فراشه " ....
اماجي : " تلتفت إلى الملك " ....
الملك : " يتأوه " آه .
الملك : الملك ..
الأم : اماجي ..
اماجي : يبدو أنه يفيق ..
الأم : سآتي إليكِ ليلاً ..
الملك : " بصوت مرتعش " اماجي .
اماجي : لقد أفاق .
الأم : تهيئي ، لابد أن نهرب ..
اماجي : اذهبي " تغلق الباب " اذهبي ، يا ماما
، اذهبي .
الملك : " بصوت أعلى " اماجي .. اماجي .
اماجي : " تسرع إليه " مولاي .
الملك : " يعتدل قليلاً " ظننتُ أنك تركتني ،
وذهبت مع أمك إلى الهور .
اماجي : اطمئن ، يا مولاي ، لن أتركك أبداً .
الملط : اماجي ..
اماجي : مولاي .
الملك : عطشان .
اماجي : أحضرت لك ، قبل قليل ، ماء بارداً "
تقدم له الاناء " تفضل يا مولاي .
الملك : " يحاول عبثاً الامساك بالاناء " ....
اماجي : " تميل عليه " دعني اساعدك ، يا
مولاي .
الملك : لا ، استطيع .. " يحاول ثانية دون جدوى " آآآه .
اماجي : مولاي .
الملك : يبدو أن قواي بدأت تضعف ..
اماجي : لا يا مولاي ، ستشفى ، ستشفى قريباً ، وتعود شاباً قوياً ، كما كنت سابقاً .
الملك : هذا هو المستحيل ، يا اماجي .
اماجي : " تسقيه " اشرب ، يا مولاي ، اشرب ، إنه ماء بارد .
الملك : " يشرب " يا للإله ، ما أعذب هذا الماء ، ما أعذبه .
اماجي : طبعاً ، يا مولاي ، إنه ماء من نهر الفرات المقدس .
الملك : بل لأنه من يدك ، يا اماجي .
اماجي : " تبتسم خجلة " مولاي .
الملك : لقد شربت كثيراً من ماء نهر الفرات ، نعم إنه ماء عذب ، لكنه لم أشعر بهذه العذوبة إلا الآن .
اماجي : سأسقيك بيدي دائماً إذن ، يا مولاي .
الملك : هذا ما أتمناه .
انيب : مولاي ، اتكىء على المخدة ، وسترتاح
أكثر .
الملك : " يتكىء " اماجي .
اماجي : مولاي .
الملك : اجلسي إلى جانبي .
اماجي : " تجلس على طرف الفراش " أمر مولاي .
الملك : " يتأملها " اماجي ..
اماجي : " تنظر إليه " ....
الملك : أنت شابة ، في عمر ابنة البستاني ، التي عرفتها في شبابي ، وتمنيتها ، لكني حرمت منها ..
اماجي : لم تحرم منها تماماً ، فهي مازالت زهرة متفتحة في أعماقك .
الملك : اخبريني ، يا اماجي ، الم يعرفك شاب في عمرك ؟
اماجي : " تلوذ بالصمت محرجة " ....
الملك : اماجي .
اماجي : مولاي .
الملك : لم تجيبي .
اماجي : تلك الزهرة أحببتها كما أحبتك ..
الملك : وأنت زهرة ، وأية زهرة .
اماجي : هناك من أحبني ..
الملك : وأنت ؟
اماجي : " تلوذ بالصمت خجلة " ....
الملك : صارحيني ، يا اماجي .
اماجي : " تهز رأسها " ....
الملك : من هو ؟
اماجي : " لا تجيب " ....
الملك : هل أعرفه ؟
اماجي : " تهز رأسها " ....
الملك : من هو ، يا اماجي ؟ أخبريني .
اماجي : يسيم .
الملك : يسيم !
اماجي : نعم ، يا مولاي ، يسيم .
الملك : " ينظر إليها صامتاً " ....
اماجي : مولاي ، أخشى أن ..
الملك : " يتمدد مغالباً وجعه " ....
اماجي : " تحدق فيه " مولاي .
الملك : لا تخافي .. إنني .. إنني ..
اماجي : يا ويلي ، وجهه يشحب " تميل عليه "
مولاي .. مولاي .
الملك : " لا يرد " ....
اماجي : يا ولي ، مولاي .. مولاي ..
الملك : " بصوت متحشرج " الطبيب ، نادي الطبيب
اماجي : حاضر مولاي " تتجه مسرعة إلى الخارج " لابد أن يأتي الطبيب .. وبأسرع ما يمكن وإلا .. " تخرج " .
الملك : يا للآلهة ، كدتُ أكرر موقف أبي ، وأحرم ابني يسيم من " يعتدل ويصيح " اماجي .. اماجي .
يدخل يسيم مسرعاً ،
ويهرع إلى الملك
يسيم : أبي " يسنده " أبي .. أبي .
الملك : يسيم ، اماجي كانت هنا ، لا أدري أين ذهبت .
يسيم : أبي ، الأعداء الهمجيون ، اقتحموا أحد أبواب اور ، وهم يتدفقون كالجراد إلى داخل المدينة .
الملك : يسيم ، الأمور تزداد خطورة ، خذ اماجي ، وغادرا اور .
يسيم : لا يمكن ، يا أبي ، لن أغادر اور ، سأبقى أنا وجنودي ندافع عنها ، حتى آخر رجل منا ..
الملك : يسيم ، اسمعني يا يسيم ..
يسيم : وقد هيأنا من يأخذك ، ومعك اماجي وأمها ، إلى مكان آمن خارج اور .
الملك : أنا ملك اور ، ولن أغادرها ، مهما كان الثمن .
يسيم : أبي ..
تدخل اماجي مسرعة ،
ومعها يدخل الطبيب
اماجي : تعال أيها الطبيب ، جلالة الملك " ترى الملك في فراشه فتقف جامدة " ..
الطبيب : بنيتي ، أخفتني ، ها هو جلالة الملك ، في فراشه ..
اماجي : " تغالب بكاءها " لكني رأيته ..
يسيم : " يمسك يدها " يسيم .
اماجي : " تنظر إليه دامعة العينين " يسيم ..
يسيم : اماجي ، أنت متعبة
اماجي : " تكفكف دموعها " لا .. لا ..
يسيم : هذه محنة قاسية ، وستمر يا اماجي ، ستمر .
اماجي : طبعاً ، يا يسيم ، ستمر .
الملك : يسيم ..
يسيم : نعم ، يا أبي .
الملك : الوقت يمر ، خذ اماجي ، واذهبا إلى مكان آمن خارج اور .
يسيم : لا يا أبي ، بل سآخذكم جميعاً إلى ..
الضابط : " يدخل مسرعاً " مولاي .
يسيم : ما الأمر ؟
الضابط : سيدي القائد يريدك في الحال ، الأعداء يجتاحون اور من عدة أبواب .
يسيم : " يلتفت إلى الملك " أبي ..
الملك : اذهب ، يا يسيم " ينهض من الفراش " ، اذهب أنت ، وحاولوا جهدكم أن تصدوا الأعداء الهمجيين .
يسيم : " يلتفت إلى اماجي " اماجي .
اماجي : " تمسك يديه " يسيم ..
يسيم : ابقي إلى جانب أبي جلالة الملك ..
اماجي : انتبه إلى نفسك ، لا تقتلني ..
يسيم : سأعود بعد قليل ، لابد أن آخذكم بعيداً عن اور " يخرج مع الضابط " .
الطبيب : " يسند الملك " مولاي ..
الملك : دعني ، أستطيع أن أمشي وحدي .
الطبيب : أنت الملك ، يا مولاي ، وعلينا أن نحافظ على حياتك ، أنت اور .
الملك : أيها الطبيب أنظر " يشير عبر النافذة " النار تلتهم اور .
اماجي : مولاي ، دعني أسندك .
الملك : " يبعدها برفق " اماجي .
اماجي : مولاي ..
الملك : " يقاطعها " منذ الآن ، عليك أن تهتمي بنفسك ، من أجل يسم .
اماجي : " تنظر إليه متأثرة " ....
الأم : " تدخل مسرعة " الأعداء يقتربون من القصر .
الملك : أيتها الأم ..
الأم : " تسرع إليه " مولاي .
الملك : خذي اماجي ، وحاولي أن تهربي بها إلى مكان آمن ، خارج اور .
الأم : لا يا مولاي ، لن نذهب وحدنا ، لنذهب جميعاً ، مهما كان الثمن .
اماجي : ماما على حق " تأخذ بيد الملك " هيا يا مولاي ، لنذهب قبل فوات الأوان .
الملك : " يسير بين اماجي والأم " أيها الطبيب ..
الطبيب : " يسير إلى جانبهم " مولاي ، اطمئن ، لن أفارقكم ، وليكن مصيري من مصيركم .
الأم واماجي تخرجان
بالملك ، يتبعهما الطبيب
إظلام
النهاية
صوت المنشدة ، الكاميرا
تتجول في خرائب اور
اور
يا مدينة النور
أين النور ؟
اور
يا مدينة الحياة
أين الحياة ؟
عاصفة النار
دمرت اور
لا تكلمت عشتار
ولا اعترض ننار
عاصفة السعار
تلتهم اور
والشعب ينوح
عاصفة كالطوفان
تغرق اور الإنسان
والشعب ينوح
اور
يا نور سومر
لم يبقَ حيّ مسرور
والشعب ينوح
على قيثارة الأسى
تبكي الأناشيد اور
والشعب ينوح
العاصفة كثور هائج
تهاجم اور
والشعب ينوح
العاصفة نار تخور
تأكل المعابد والنذور
والشعب ينوح
عاصفة النار
تجتاح معبد عشتار
والشعب ينوح
عاصفة النار
تضرب معبد ننار
والشعب ينوح
العاصفة تطفىء اور
العاصفة تطفىء النور
والشعب ينوح
وكالشظايا
ذوي الرؤوس السود
يتناثرون في الشوارع
والشعب ينوح
أيها الأب ننار
الطبول لم تعد تدق
والقيثارات لم تعد تعزف
اور النور
اور الشحرور
لا يسمع فيها غير البوم
اور
طفل صغير
ضلّ الطريق
يبحث عن ملجأ صديق
اور
يا نور سومر
يا نور العالم
عاصفة النار
دمار
العاصفة
دمار
هل ينطفىء النور ؟
هل تنطفىء اور ؟
لا يا اور
لن ينطفىء النور
لن ينطفىء النور
أنت النور
أنت النور
أنت النور
تدخل اماجي منهارة ،
وتدور وسط الدمار
الصوت : اور
يا مدينة النور
أين النور ؟
اور
يا مدينة السلام
أين السلام ؟
عاصفة النار
دمرت اور
لا تكلمت عشتار
ولا اعترض ننار
دمار
دما
دمار
تتوقف أماجي ، وتجثو
منهارة على الأرض
اماجي : " تصيح " يسيم .
الأم : " تدخل وتتوقف متأثرة " ....
اماجي : " ترفع رأسها وتصيح " يسيم .. يسيم
.. يسيم .
الأم : " تقترب منها " اماجي .
اماجي : " تنهض" ماما .
الأم : " تحضنها " بنيتي الحبيبة .
أماجي : اور أصابها الدمار ..
الأم : بنيتي ، هذا المكان خطر .
اماجي : غدت خرائب محترقة ..
الأم : شراذم الأعداء الهمج ، ما زالوا
يجوبون الخرائب .
اماجي : لم يعد هناك ما يأخذونه ، لقد نهبوا كلّ
شيء .
الأم : لنذهب من هنا .
اماجي : لا يا ماما .
الأم : كوخنا ملاذ آمن ، من الأفضل أن نلجأ
إليه ، ريثما ينجلي الموقف .
اماجي : لن أغادر اور ، قبل أن أعرف ما
مصير .. يسيم .
الأم : لنذهب ، يا بنيتي ، وسيأتي نسيم إلينا ،
إذا كان على قيد ..
اماجي : " تقاطعها بانفعال " لا ..
الأم : تلوذ بالصمت " ....
اماجي : يسيم حي ..
الأم : " تنظر إليها صامتة " ....
اماجي : يجب أن يكون حيّ وإلا..
الأم : " تنظر إليها قلقة " ....
اماجي : " تغالب عبثاً بكاءها " وإلا ..
الأم : " تحضنها " كفى ، يا بنيتي ..
اماجي : " تشهق باكية " ....
الأم : " تربت على كتفها مغالبة دموعها "....
يدخل يسيم ، ويتوقف
ناظراً إليهما ، تراه الأم
الأم : اماجي .
اماجي : " تكف عن البكاء " ....
الأم : اماجي .. اماجي .
اماجي : " تكفكف دموعها " ....
الأم : يسيم .
اماجي : يسيم !
الأم : " تديرها برفق " انظري .
اماجي : " ترى يسيم " يسيم " تنطلق إليه "
يسيم .. يسيم .
يسيم : " يمد يديه إليها " اماجي .
اماجي : " ترتمي بين يديه " يسيم .
يسيم : اماجي .. اماجي .
اماجي : " بصوت باك " منذ يومين .. وأنا
أدور مع ماما .. هذه الخرائب .. لعلي
أرى أثراً لك .. يسيم ..
يسيم : وهذا ما أفعله أنا أيضاً ، منذ أن دمرت
اور ، ونهب كلّ ما فيها ، فجئت أبحث
عنك وعن ..
الأم : " تفترب " حمداً للآلهة ، ها أنت
موجود ، وفي صحة تامة .
يسيم : " ينظر إلى الأم " أخبراني ..
اماجي : " تبتعد قليلاً " ....
يسيم : لابد أنكما تعرفان شيئاً عن أبي ، الملك
، فقد كنتما معه ، حين غادرت غرفته في
القصر .
اماجي : " تغالب بكاءها " الحقيقة .." تبكي "
يسيم ..
يسيم : " للأم " صارحيني ، أخشى أن يكون
قد وقع في أيدي الأعداء الهمجيين .
اماجي : " تكفكف دموعها " لا .. لا ..
يسيم : ماذا حدث اذن ؟
الأم : مولاي ، أنت تعرف أن جلالة الملك ،
كان في حال مرضية شديدة ، وقد رحل
بهدوء وبدون أن يتألم ، وقد قام بعض
الجنود المخلصين بمواراته الثرى في
مكان لا يصل إله الأعداء .
يسيم : " يطرق رأسه حزناً " ....
اماجي : " تقترب منه " يسيم ..
يسيم : " ينظر إلها دامع العينين " ....
اماجي : الآلهة كانت رحيمة به ، واختارت أن
لا يقع في أيدي الأعداء الهمجيين .
الأم : " تصغي متلفتة " اماجي .
اماجي : " تنصت " أسمع وقع أقدام .
يسيم : " يتلفت " من الأفضل أن ننسحب من
هذا المكان " يسير متلفتاً " هيا .
يسيم : " تتبعه مسرعة " ماما .
الأم : " تتبعهما " ليس هناك إلا مكان آمن
نلجأ إليه .
اماجي : ماما .
يسيم : أمك على حق ، فلنلجأ ، ولو مؤقتاً ،
إلى الكوخ ، على شاطىء الهور .
يسيم يتوقف ، ويدفع أمامه
اماجي والأم ، ويخرج خلفهما
إظلام
ستار
31 / 5 / 2012
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ اور : مدينة سومرية مهمة ، تقع على بعد " 15 " كم جنوب غرب مدينة الناصرية جنوب العراق ، تأسست في الألف الرابع ق م ، سقطت في نحو عام " 2003 " ق م ، على أيدي العيلاميين ، الذين خربوها تخريباً كاملاً .
2 ـ انانا : سيدة السماء ، إلهة سومرية للحب .
3 ـ شمش : إله الشمس ، واسمه السومري اوتو .
4ـ ننار : الاسم السومري لإله القمر .
5 ـ دلمون :الجنة عند السومريين ، وموقعها
البحرين .
6 ـ اماجي : كلمة سومرية تعني .. الحرية .
7 ـ ذوي الرؤوس السود : الناس ، الشعب .
× ـ آخر أيام اور: مسرحية الفتيان هذه ، استفادت من قصيدة سومرية ، مجهولة المؤلف ، عنوانها " مرثية اور " ، وقد كتبت هذه القصيدة ، بعد أن اجتاح العيلاميون اور ، وخربوها تخريباً كاملاً ، في حوالي عام " 2003 " ق م ، ولم تقم لها قائمة منذ ذلك الوقت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق