في كل حقبة تأريخية هناك أزمة ، والمسرح ألآن في أزمة .. ذلك لأنّ إشكالية إرتباط ألإنسان بالكون هي أزمة أزلية ..ولكون هذا القرن قد شهد اعنف حربين في تأريخ البشرية ، فقد برزت أزمة مصير ألإنسانية بوضوح اكبر ، بإعتبار هذا القرن هو قرن التحولات التقنية والديمقراطية لخدمة ألإنسان ..!!!
والصراع هو المرتكز الاساسي لكل مسرحية ، والعالم بأسره الآن في صراع رهيب من اجل البقاء (سواء للأصلح ام للأقوى ) !! والماكنة الوحشية التي تسحق طفولة وحاضرة ومستقبل ألإنسان لا ينفع معها المهاتكات والمساجلات الكلامية ، مما جعل ألإتجاه الواقعي يبتعد عن حلول كبيرة لمصير الإنسانية ، فبرزت عليه(تفوقت) الرمزية والتعبيرية والملحمية والغضب واهم من ذلك اللامعقول،،ففي زمن اللامعقول ، لا يعقل ان تتحدث معه بمعقولية ،، إطرحه كما هو بلا معقوليته.. ولهذا ايضا حدود فبدأ التجريب..فالتجريب هو محاولة للوصول الى سبب مقنع لمصير الإنسانية ..وبما ان هذا المصير مجهولا بقي التجريب مستمراً..
ان ماندعو اليه اليوم هو المسرح الرؤيوي ، الذي يشترك فيه المتلقي مشاركة فعلية كما هم ممثلوه ..وهذا لا يتم بالطرق التقليدية المعروفة ، ولنعتبر المسرح الرؤيوي هو:
اي همهمة تصدر من صدر جريح لأي فرد في الجوقة ( الجمهور)
اي رد فعل كلامي او حركي من قبل جمهور العرض (الجوقة)
لا مكانية للعرض تحدد مسبقا ، فكل الاماكن تصلح لعروض المسرح الرؤيوي
تشكيل رؤيا مسبقة للعرض واضعين في الذهن مشاركة الجمهور
إلغاء اكبر قدر ممكن من الحوارات او إستبدالها وصولاً لإلغاء الحوار تماماً (إن أمكن )
طرح اكبر عدد ممكن من الرموز وألإشارات والعلامات الكبرى
يبدأ العرض من موضوع مغلق وينتهي بموضوع مفتوح
طرح كل ماهو جاد بشكل ساخر
تشكيل الديكور او اجزاءه او مايرمز اليه متغير وبسرعة كحركة تغيير المجتمعات السريعة
الصفات السلبية والايجابية مشتركة لدى كل البشر بنسب متفاوتة ..عليه فإن الكل مكبث ومكبث هو الكل وهكذا
لا لون ثابت للإنسان
الفعل الحركي في العروض الرؤيوية وليدة اللحظة
يجب ألاّ ننتظر حدوث شيء لنبدأ ، بل يجب التنبيه عليه قبل حصوله
العرض لا يحدد بزمن..ويبقى مفتوحا لعدة ايام
للموسيقى المؤلفة دور اساس ، والعود والناي اساس كل الآلات
إصطدام ألأضداد لكشف الحقائق او لإيجاد دينامية حياتية
الشكل الجديد يعني كل شيء جديد ـ الكلمات والحركات والماكياج والعلاقات والسلوك والافكار..الخ
قلب الكلمة لقراءتها من اليسار لليمين لتكوين لغة جديدة للتخاطب
بدل التعبير عن الواقع ندلل عليه
هناك ثقوب لدى الجميع ..كيف تملؤها او تسدها
ليس المهم ماذا كنت ..بل ماذا ستكون
هذا المسرح سيولد أشكالاُ مسرحية جديدة مثل
المسرح الحاكم
المسرح الدفاعي
المسرح المهاجم
المسرح المناور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق