انهن ساحرات .. في التصور الذهني المعروف والمألوف لكنهن على المسرح ساحرات في الحركة والاداء والطوفان حول عالم الوجود والافتراضي .. بنات طلال ملح العرض الذى طيب الرؤيا والسماع فيذ ات الوقت .... حسنا ما اهديتنا ياطلال كنت موفقا في الاختيار ومبهرا بالتوظيف ..
ماكبث ... حكاية الزمن العتيق الذي لا حدود له .. تجاوز الماضي واخترق الحاضر نافذا نحو المستقبل .. هذا ما اراد منير راضي تاكيده في نص مسرحية أنا ماكبث ، والنص هذا ليس كالنصوص التي تدعي المعاصرة والتجريب وهي تعرض كل حين على خشبات مسارحنا ، والتي الكثير منها اكثر الفة وحميمية مع التخريب والابتعاد عن المرغوب وجوبا من قبل المتلقي حتى وان كانت موضوعة النص تستمد احداثها من الواقع او لها جذور في المتناول والحادث اليومي في حياتنا المعاصرة .. انه نص يرتقي وبكل فخر بمستوى النصوص العالمية ولو قدر له المشاركة في مهرجان دولي فسوف يكون لنا كل الشرف بانتسابه لكاتب من بلادي لغة فيها من الجماليات المكثفة والتضمينات الدلالية المبهرة ، لولا بعض المفردات المعاصرة التي يشمئز المتلقي العراقي عند سماعها والتي جاءت بشكل مباشر وفي اكثر لحظات التفاعل والمتعة ( الشفافية - الديموقراطية وغيرها ) حضرت في غير وقتها فخدشت الآذان وخربت النغم والالحان التي كانت جميع عناصر العرض المسرحي تعزفها باتقان ، والاجمل مافي هذا النص تلك الجمل القصيرة التي اسست لبناء لغوي تفتقده الكثير من المسرحيات التي تتناول موضوعات كلاسيكية لها حضورها الدائم في ذهن المتلقي ، انه بنية درامية متجددة تؤشر الى حضور كاتب مسرحي متمكن من ادواته وعارف بما يبدع ..
والاجمل ان في العرض كثيرون قالوا ها انا ، انا زمن ، وانا حميد ، وانا احمد وانا ايمان ، كل الانات كانت مبدعة في الاداء والالقاء ورسم الحركة وضبط الايقاع بحرفية فنية وارتقاء فوق كل المكابح التي نعرفها جميعا والتي غالبا ما تؤثر على المستوى الفني والجمالي للعرض المسرحي .. ويبقى ربان السفينة وقائد الجمع المبدع مخرج العرض ، رغم انه طلال هادي ذلك الذي نعرفة الا انه في هذا العرض تجاوز ذاته ومستوى اعماله التي ابدعها في تاريخه الفني الحافل بمتتوى جمالي وابداعي .. في هذا العمل قال انا طلال وهذا ماكبث الذي صنعت ..بارك الله بكادر العمل وبمن دعم وساند وبالجمهور وحضورة البهي الدال على ذائقة واحساس رائعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق